رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لقد أوجد الله الإنسان في هذا الكون وسخر له كل شيء وفق علم الله تعالى وإرادته، وخلق الظواهر الطبيعية وأجرى الأفلاك والأجرام السماوية وفق نظام معين وناموس محكم، ظلال وعتمة ثم صبح وإشراق ليل دامس ثم نهار مضيء، قمر يظهر ويختفي ونجوم تبدو وتتحرك ثم تحتجب وتستتر، وقد أمرنا الخالق القادر أن نلجأ إليه وحده دون سواه وأن ندعوه ليحمينا من شر الخلق ويقينا من أذى مخلوقاته ومن نفوسهم المظلمة، فهذا أمر إلهي بالاستعاذة بالله والالتجاء إليه والاستعانة به لدفع شر عظيم شر قد يسهو الناس عنه فلا يبالون به، لأنه يأتيهم من ناحية شهواتهم وتتلبس به قواهم من حيث لا يشعرون فيقعون في سيئات الأعمال وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، ولما كان من خفاء بحيث تضعف قوة الإنسان عن دفعه بسهولة احتاج المرء إلى الاستعانة عليه بالله واللواذ بجواره منه، وذلك الشر هو الوسواس الذي يلقى أحاديث السوء في النفس ويوسوس لها بالمفاسد والآثام والشرور، فيتجه بها وجهة سوداء شريرة بعيدة عن الإخلاص والإشراق والصفاء، وذلك الوسواس يرجع إلى النفس في حالات ضعفها فيتمكن منها بوساطة حديثه الكاذب وأراجيفه التي يوسوس بها في الصدور والقلوب.
إن الشيطان يريد أن يكون الإنسان عاصيا لربه فإذا رفض الإنسان طاعته في معصية بعينها فلا يلح عليه فيها وينقله إلى معصية أخرى ولنعلم أن الله عز وجل قد سلط على الناس من يوسوس لهم ويغويهم، وذلك من أجل المجاهدة والفتنة والاختبار، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ما منكم من أحد إلا وكل به قرينه، قالوا: وأنت يا رسول الله قال: نعم إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ) رواه مسلم، فهذا القرين يزين للإنسان الفواحش ولا يدخر جهداً في إغوائه والمعصوم من عصمه الله، لقد طرد الله عز وجل الشيطان من رحمته وجعله رجيما مبعدا، فأعلن الشيطان عداوته لبني آدم وطلب إنظاره إلى يوم القيامة وأقسم أنه سيزين للناس المعاصي في الدنيا، أما النفس فالمعصية عندها ثابتة تلح على صاحبها لكي يفعلها ويتعود عليها والشيطان هو الذي يوسوس بداية بالمعصية ولكن اعتياد المعصية يرجع إلى النفس وعدم جهادها، فمجاهدة النفس فريضة على كل مسلم، فالنفس يمكن محاربتها بمجاهدتها وهناك عبارة مشهورة كان يرددها كثير من الصحابة بعد رجوعهم من المعارك وهي: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس، فإن وسوسة النفس والشيطان تأتيك بالترغيب بالخير ليصل معك إلى الشر، عمل ظاهره خير وحقيقته شر، يغريك بالمال الحرام مثلا ويوسوس إليك بأنك محتاج لهذا المال وأنك ستأخذه كسلفة وتعيده عندما يتيسر حالك وتمد يدك فتفرج أزمتك ولكنك لا تستطيع رده، بل إنك تحس أن هذه الطريقة سهلة وتمضي في هذا الطريق، فالشيطان يوقع العداوة بين العبد ونفسه، فعليك أن تتذكر ما أمر الله به ونهى عنه، وتتذكر عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده فتبصر السداد وتعرف طريق الحق والخير وترفض وساوس الشيطان، وما على المرء إلا التحصن بذكر الله، فالشيطان مسلط على الإنسان كما يسلط الذباب على العيون القذرة، والأوبئة على من أهمل النظافة ولا يقع في الفريسة إلا من ليس له قدرة على المقاومة وينجو الأصحاء المحصنون بذكر الله، فالشياطين لا تتنزل إلا على كل أفاك أثيم، فتعوذ منه بقراءة المعوذات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بسم الله أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، ويقول تعالى:(قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس ) لقد اشتملت سورة الناس على الاستعاذة بالله تعالى والالتجاء إلى رب الناس الملك الإله الحق من شر إبليس وجنوده الذين يغوون الناس بوسوستهم، فأعوذ أي ألتجئ وأحتمي برب الناس مربيهم ومعتني بشؤونهم، الوسواس أي الموسوس الذي يلقي في النفوس خواطر الشر والسوء والخناس، أي من عادته أن يخنس ويتراجع ويهرب ويتأخر بذكر الله ودعائه، ولقد أبان الله عز وجل موضع وسوسة الشيطان فقال: الذي يوسوس في صدور الناس، أي الذي يلقي خواطر السوء والشر في القلوب وإنما ذكر الصدور لأنها تحتوي على القلوب والخواطر محلها القلب، قال عقبة بن عامر إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذ؟ قلت بلى، قال: المعوذتين.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
2025
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1635
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1152
| 24 ديسمبر 2025