رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مباراةُ اليومِ بينَ السدِّ ولخويا ليستْ كسواها، فالفريقانِ يتنافسانِ بروحٍ عاليةٍ من الشعورِ بالـمسؤوليةِ الوطنيةِ نظراً لتَشَرُّفِهِـما بتمثيلِ بلادِنا في دوري أبطالِ آسيا، ولإدراكِهِما أنَّ مباراةَ الذهابِ بينَهُما في الدورِ ثُـمْنِ النِّهائيِّ تعني فرصةً لاستمرارِ تواجُدِ الكرةِ القطريةِ على خارطةِ البطولةِ، وإمكانَ تحقيقِ تَقَـدُّمٍ في الأدوارِ التاليةِ، مما يجعلُنا نُشَجِّـعُ كِـلَـيْهِـما، ونتمنى الفوزَ للأفضلِ فيهما أداءً فنياً وروحاً رياضيةً. السدُّ الذي يحملُ تراثاً ضخماً من الإنجازاتِ الكرويةِ، والـمُحاطُ بقلوبِ قاعدتِـهِ الجماهيريةِ الكبيرةِ، ولخويا القادمُ مُفْعماً بروحِ الإنجازِ، تملؤهُ الحماسةُ للحفاظِ على الأَلْـقِ الذي احتَضَنَ اسمَـهُ بعدَ إحرازِهِ بُطولَـتَيْ الدوري وكأسِ قطر، كلاهما خصمٌ لا يُستهانُ به، وبخاصةٍ أنَّ الهدفَ أكبرَ من كونِـهِ مجردَ تنافُسٍ لتحقيقِ الفوزِ، وإنَّما هو سِـحْـرُ عَبيـرِ اسمِ بلادِنا الذي سيتشرفُ كلاهما بنَـشْرِهِ في الـملاعبِ التي ستشهدُ الـمبارياتِ القادمةَ في البطولةِ.نتمنى على الفريقينِ أنْ يكونَ الأداءُ في أرْفَـعِ صُوَرِهِ فنياً، وأقواها روحاً قتاليةً، وأسْماها انضباطاً بالأخلاقِ الرياضيةِ. ونأمَلُ أنْ يكونَ فوزُ أحدِهِـما دافعاً لكليهما لبذلِ أقصى الجهدِ في الـمبارياتِ القادمةِ بحماسةٍ تمتزجُ بحبِّ بلادِنا، ورغبةٍ في خَـفْـقِ رايتِـها بشُموخٍ في هذه البطولةِ القاريَّـةِ. ولابدَّ أنْ نُشيرَ إلى أنَّ الـمستوى الفنيَّ في الـمباراةِ سيكونُ عاملاً نفسياً مهماً في حَثِّ الجماهيرِ على متابعةِ مبارياتِهما ومؤازَرَتِهِـما فيها.مِـنْ جانبٍ آخرَ، ندعو إداراتِ أنديتِـنا الرياضيةِ إلى الإيعازِ لروابطِ الـمُشجعين فيها على وجوبِ التَّـواجُدِ في الـملعبِ وحضورِ الـمباراةِ رافعينَ رايةً واحدةً هي عَلَـمُ بلادِنا. وهذه ليستْ مطالبةً أو تَـمَـنٍّ، ولكنها تعبيرٌ عن الدورِ الواجبِ أنْ تقومَ الأنديةُ بِـهِ كقلاعٍ وطنيةٍ ذاتِ دورٍ عظيمِ الأهميةِ في تعزيزِ الشعورِ الوطنيِّ العابرِ للتَّعَصُّبِ لنادٍ بعينِـهِ، وجانبٌ تطبيقيٌّ عَمَلِـيٌّ يعكسُ التزامَها بترسيخِ مفاهيمِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ في مستوياتِها الوطنيةِ العُليا. وسيكونُ صدى قيامِها بذلك كبيراً في شارعِـنا الرياضيِّ، ونتائجُهُ الإيجابيةُ ضخمةً على مساعينا لغَـرْسِ الشعورِ بالتلاحُمِ في نفوسِ الناشئةِ والشبابِ. كم هو رائعٌ لو كانتِ الـمباراةُ مناسبةً لـمخاطبةِ الخارجِ، الذي يتابعُ بدقَّـةٍ جهودَنا الجَبَّارةَ في إعدادِ الـمجتمعِ وإنسانِهِ الـمواطنِ لاحتضانِ مونديالِ 2022م، بمدى اتِّساعِ القاعدةِ الجماهيريةِ الكرويةِ الـمُتَـمَـدِّنَةِ الـمُنضبطةِ بالروحِ الرياضيةِ وأخلاقِها الرفيعةِ، وذلك من خلالِ الحضورِ الجماهيريِّ في الـملعبِ، الذي سيكونُ عنصراً داعماً إعلامياً لخطابِـنا الـموندياليِّ الـمُزدانِ بنجاحاتٍ عظيمةٍ حَقَّقها على كلِّ الصُّعُدِ. وهو ما يدفعُنا لدعوةِ الجميعِ إلى تَـنَـفُّسِ عبيرِ اسمِ بلادِنا الحبيبةِ في الـملعبِ اليومَ، والشَّـدْوِ باسمِها الغالي في تشجيعِ الفريقينِ.كلمةٌ أخيرةٌ:كثيرةٌ هي الأمورُ التي تمتزجُ بأسمى مشاعرِنا الوطنيةِ، إلَّا أنَّ الرياضيةَ منها لها وَهَجٌ أكبرُ لأنَّـها تعبيرٌ مباشرٌ وعفويٌّ عن انتمائِـنا الراسخِ لبلادِنا، وامتزاجِ أرواحِـنا بترابها الحبيبِ.
238
| 19 مايو 2015
مِـنَ الـمؤسفِ حقاً أنْ تُسْتَخْـدَمَ الكلمةُ كسلاحٍ لا يخدمُ قضيةً وطنيةً، كما هو الحالُ في الحملاتِ العاتيةِ التي تُشَـنُّ على حكامِـنا الوطنيين من قِـبَلِ بعضِ إداريي ولاعبي أنديتِـنا الذين يَسعونَ لتعليقِ إخفاقاتِهِـم السابقةِ وتراجُعِ الـمستوى الفنيِّ لفِـرَقِـهِم على مَشْجَبِ الأخطاءِ التحكيميةِ، لِـحَـدِّ الـمُطالبةِ بالاستعانةِ بحكامٍ من الخارجِ، دون ضابطٍ من شعورٍ بالـمسؤوليةِ الوطنيةِ التي تدفعُنا للمطالبةِ بأنْ تكونَ جميعُ مبارياتِنا مناسباتٍ وطنيةً في كلِّ تفاصيلِـهِا، وأنْ يكونَ طاقمَ التحكيمِ فيها وطنياً خالصاً. يتحدثُ البعضُ عن الحكمِ الوطنيِّ وكأنَّـهُ يناقشُ صلاحيةَ آلةٍ فيها أخطاءٌ فنيةٌ في تركيبِها وتجميعِها، فيُطالبُ بعدمِ استخدامِها، وليسَ عن بشرٍ نعتزُّ بهم وبكفاءَتِـهِـم التي جعلَتَـهُم الأفضلَ خليجياً، وضِـمْـنَ النُّخبةِ آسيوياً. ثمَّ تتصاعدُ نبرةُ الحديثِ لتُشَكِّـكَ حتى في قراراتِهِم الخاضعةِ لتقديراتِـهِم، والتي تُتَّـخَذُ في ثوانٍ معدوداتٍ، فيُساءُ إليهم كأشخاصٍ وكشخصياتٍ عامَّةٍ تؤدي دوراً بالغَ الأهميةِ في مسيرتِنا الكرويةِ التي مَهما شابَتْـها مواضعُ خللٍ هنا وهناك إلا أنَّها تظلُّ عنواناً للتَّقَـدُّمِ في التخطيطِ والتنفيذِ والـمستوى الفنيِّ. لابدَّ من التأكيدِ على حقِّ الجميعِ في الانتقادِ، إلا أنَّنا نتمنى لو كان ذلك في إطارِ الحِـرْصِ على الـمعاييرِ التي تدعمُ الجهودَ العظيمةّ التي بَذَلَتْـها، وتُبْـذَلُها لجنةُ الحكامِ لتوسيعِ القاعدةِ التحكيميةِ الوطنيةِ، ورَفْـدِها بحُكامٍ يستطيعونَ تمثيلَ بلادِنا من خلالِ مشاركتِـهِم في تحكيمِ البطولاتِ القاريَّـةِ والدَّوليةِ. وقد نَتَفَـهَّمُ الحالةَ النفسيةَ للاعبٍ يُصَـرِّحُ ضدَّ الحَكَمِ بعد نهايةِ الـمباراةِ، لكننا نستهجنُ نَفْـسَ التصريحِ عندما يصدرُ عن إداريٍّ ينبغي عليه، كجزءٍ من مَهامِـهِ، ألا تَتَحَكَّمَ فيه انفعالاتُـهُ فتُخْـرِجُهُ عن جادَّةِ الصوابِ. فالإداريونَ مسؤولونَ عن ترسيخِ الروحِ الرياضيةِ من خلالِ هدوئهِم في ردَّاتِ أفعالِهِم، وحِـرْصِـهِم على اللجوءِ للقنواتِ الرسميةِ في شكاواهم، لأنَّهُم بذلك يزرعون احترامَ القانونِ في نفوسِ الناشئةِ والشبابِ على مستوى الوطنِ، ومنهم، بخاصةٍ، اللاعبونَ في الفئاتِ السُّنِّـيَّـةِ في أنديتِـهِم. أما أنْ يظهروا كمُحاربينَ يستخدمونَ سلاحَ الكلمةِ دون تقديرٍ لـمخاطرِهِ فهذا أمرٌ يدفعُنا للحديثِ عن الاحترافِ الإداريِّ الواجبِ تطبيقُهُ في أنديتِـنا، وهو مجالٌ لحديثٍ آخرَ لابدَّ من مناقشتِـهِ لاحقاً. ما الذي نُريدُهُ؟. هذا سؤالٌ ضخمٌ يتصلُ بمشاعرِنا الوطنيةِ التي تحتضنُ شبابَنا الكُفْءَ في كلِّ مجالاتِ العملِ والإبداعِ، وحكامُنا الوطنيونَ جزءٌ أصيلٌ منهم، ونطالبُ بدَعْـمِـهِم نفسياً مِـنْ قِـبَلِ وسائلِ الإعلامِ عبرَ الانتقادِ الهادفِ للتنبيهِ إلى الأخطاءِ، والثَّناءِ في مَواطِـنِ الإجادةِ، كما هو الحالُ في برنامجِ الحَكَمِ الذي يلعبُ دوراً هاماً في هذا الصَّدَدِ. وكم تَمَنَّيْـنا لو خرجَ إداريٌّ في لجنةِ الحُكامِ ليؤكِّـدَ أنَّها ملتزمةٌ بنَهْجِـها في الاستنادِ على الحُكامِ الوطنيينَ، وتقفُ معهم في مواجهةِ التصريحاتِ الـمسيئةِ لهم، لأنَّ ذلك، لو حدثَ، فإنَّـهُ سيُبَـيِّنُ أنَّ الإساءاتِ ليستْ أكثرَ من زوبعةٍ في فنجانٍ لن تؤثِّرَ على الصورةِ الرائعةِ لحُكامِنا والـمُؤَطَّرَةِ بكفاءَتِـهِم وأَهْـلِـيَّـتِـهِم وإمكاناتِهم الفريدةِ وقِـلَّـةِ نسبةِ الأخطاءِ في قراراتِهِم في الـمبارياتِ. و مِنْ هذا الـمنطلَقِ نُطالبُها بطاقمِ تحكيمٍ وطنيٍّ في الـمباراةِ النهائيةِ يُبْـرِزُ الـمستوى الفنيَّ الرفيعَ لهم، ويُثلجُ صدورُنا. كلمةٌ أخيرةٌ:حكامُنا الوطنيون جزءٌ من منظومةِ قِـيَمِـنا الوطنيةِ الرياضيةِ التي ينبغي الحديثَ عنها باعتزازٍ عظيمٍ.
549
| 18 مايو 2015
منذُ عَقدينِ، تعيشُ بلادُنا عهداً منْ النهضةِ الشاملةِ التي نلمسُ ملامحَها في كلِّ تفاصيلِ حياتِـنا، سياسيةً واقتصاديةً واجتماعيةً وتعليميةً وإعلاميةً، إلا أنها أبرزُ ما تكونُ في العمليةِ التعليميةِ، التي حَمَلَ شُعلتَها سموُّ الأميرِ الـمفدَّى، بعدما أوقدَها سموُّ الأميرِ الوالدِ، وتلألأت أنوارُها، ولم تزلْ، بالجهودِ الجبَّارةِ لسمو الشيخةِ موزا بنت ناصر. ثم كانَ حفلُ تخريجِ دفعةِ 2015م لطلابِ جامعاتِ الـمدينةِ التعليمية أكبرَ من كونِـهِ حفلاً، حيثُ إنَّ حضورَ الإنسانِ الـمواطنِ، والإنسانِ الـمَشغولِ بهمومِ أمتِـهِ العربيةِ، والأبِ الرؤوفِ، والزوجِ الحنونِ مُـمَثَّلاً في سموِّ الأميرِ الوالدِ، وكلمتَـهِ الساميةَ، ألقيا بوَهَجِـهِـما على الحفلِ فصارَ واجهةً تُرْسَـمُ عليها الصورةُ الرائعةُ لبلادِنا، والتي لابدَّ لنا من توضيحِ تفاصيلِـها في نقاطٍ، كالتالي:(1) هناك حالةٌ فريدةٌ من العلاقةِ الإنسانيةِ التي تربطُ قيادتَنا الحكيمةَ بشعبِها الحيِّ. وتتمثَّـلُ بالشعورِ الواعي للمواطنِ بأنَّ القيادةَ حريصةٌ عليه، كقيمةٍ عظمى ينبغي تسخيرُ كلِّ الإمكاناتِ في سبيلِ الحفاظِ عليها، والاستنادِ إليها في مسيرةِ النهضةِ، مما جعلَ إنسانَنا الـمواطنَ ينشغلُ بالتعليمِ والـمشاركةِ في البناءِ، وهو آمِـنٌ مطمئنٌ إلى أنَّ غَدَهُ لن يحملَ إليه ولأبنائِـهِ إلا الخيرَ كلَّهُ.(2) تتشاطرُ القيادةُ وشعبُها الـمسؤوليةَ عن تحقيقِ الأفضلِ لبلادِنا. فعندما يُصِرُّ سموُّ الأميرِ الوالدِ على أهميةِ التعليمِ، فإنَّما يتحدثُ عن عَصَبِ النهضةِ التي تقومُ على الروضةِ والـمدرسةِ والجامعةِ، أيْ عن الإنسانِ الـمُعَـدِّ بالعلمِ والـمعرفةِ والكفاءةِ العمليةِ، بما يجعلُ من رؤيتِنا الوطنيةِ لسنة 2030م هدفاً مرحلياً تنطلقُ منه أجيالُنا إلى رؤًى عظيمةٍ أخرى تُحقِّقُها.(3) الَّلفتةُ الرائعةُ، الـمَبنيةُ على الإسلامِ والعروبةِ، في كلمةِ سموِّهِ عن أشقائنا في غزةَ، الذين يُهَدِّدُ الحصارُ الظالمُ الـمَفروضُ عليهم، تعليمَ أطفالِـهِم وشبابِهِم، كانت الـمقياسَ الإنسانيَّ لـمدى التزامِـنا بأمتِـنا وقضاياها، التزاماً يَقْـرِنُ القولَ بالفِـعْلِ. وهي لفتةٌ رائعةٌ ككثيراتٍ أمثالها عهدناها في سموِّهِ وازدادَتْ أَلَقاً في سياساتِ سموِّ الأميرِ الـمفدى، وازدادَ بالتالي رصيدُ بلادِنا في قلوبِ أبناءِ أُمَّتِنا العربيةِ والإسلاميةِ، والشرفاءِ الـمناصرينَ لقضايانا في العالمِ.(4) الأمرُ الـلافِـتُ في الحفلِ، كانَ دورُ الـمرأةِ القطريةِ في مسيرةِ النهضةِ، من خلالِ تكريمِ سموِّ الشيخة موزا. فالكلماتُ النابعاتُ من قلبِ الإنسانِ؛ سموِّ الأميرِ الوالدِ، عندَ تكريمِـها، حملتْ احتراماً للمرأةِ وشعوراً ضخماً بأهميةِ مساهماتِها في بناءِ الوطنِ، إنساناً ومؤسساتٍ. فسموِّها تُمَـثِّلُ جميعَ النساءِ الـمواطناتِ الـمُتعلماتِ الـمثقفاتِ، اللاتي يمتلكنَ إرادةً ورؤًى سيكون لها أثرُها الفاعلُ في مستقبلِ بلادِنا.. أعودُ إلى الـمدينةِ التعليميةِ، هذا الصَّرْحُ العلميُّ الضخمُ الذي نزهو به جميعاً، لأشيرَ إلى جانبٍ قد يَغفلُ كثيرون عنه، وهو أنَّها لا تصنعُ العقولَ فقط، لكنها تُرَسِّخُ بلادَنا في قلوبِ الطلابِ والطالباتِ غيرِ الـمواطنين، وهو أمرٌ سنلمسُ آثارَهُ الإيجابيةَ في الـمستقبلِ من خلال شبكةِ العلاقاتِ العامةِ الناجحةِ، القائمةِ على مشاعرِ الـمَوَدَّةِ والـمَحبةِ تجاه بلادِنا، قيادةً وشعباً، التي سيبنونَها في بلادِهِم.كلمةٌ أخيرةٌ:قطرُ تستحقُّ الأفضلَ، لأنَّها وطنُ الإنسانِ، وواحةُ الكرامةِ واحترامِ الآخرِ والقبولِ به.
516
| 16 مايو 2015
مرةً أخرى، تتحدثُ بلادُنا لغةَ الـمَدنيَّـةِ والتَّحَضُّرِ والإنسانيةِ، وتخاطبُ العالَمَ كدولةٍ تنضبطُ شؤونُها بالدستورِ والقانونِ، وتُدارُ بالـمؤسساتِ، وتنفصلُ فيها السلطاتُ التشريعيةُ والقضائيةُ والتنفيذيةُ، لكنها تتكاملُ في أداءِ مهامِها خدمةً للإنسانِ الـمواطنِ وأشقائِـهِ العربِ، وأخوتِـهِ في الإنسانيةِ الـمُقيمينَ في وطنِـنا مشاركينَ في بناءِ نهضتِـهِ. ويأتي انعقادُ مؤتمرِ حقوقِ الإنسانِ، في نسختِهِ الثانيةِ، كمؤشِّـرٍ على انتقالِـنا إلى مرحلةٍ جديدةٍ تُرَسِّـخُ أُسَسَ الـمجتمعِ الـمَدَنيِّ في ظلِّ قيادةٍ حكيمةٍ تستشرفُ الـمستقبلَ، وتؤمنُ بجدارةِ شعبِـها وكفاءتِـهِ في رَسْـمِ ملامحِ الغدِ الـمُشرقِ.عَقْـدُ الـمؤتمرِ، حلقةٌ في سلسلةٍ طويلةٍ من الإنجازاتِ الـمُـؤَكِّـدةِ على سياسةِ الشفافيةِ والأخْـذِ بالانتقاداتِ بروحٍ عاليةٍ من التقديرِ والاحترامِ، وأنَّنا لا نخشى شيئاً يُسيءُ إلينا فنُخْفِـيهِ، وإنَّما نتداركُ مواضعَ الخللِ بالإصلاحاتِ القائمةِ على تخطيطٍ نحرصُ فيه على الروحِ الإنسانيةِ في تشريعاتِنا، ونؤكدُ من خلالِـهِ أنَّ الإنسانَ قيمةٌ عظمى في وطنِ الإنسانِ. و كمْ رائعٌ أنْ تُشاركَ في الـمؤتمرِ منظماتٌ دوليةٌ عدَّةٌ، وتُساهمُ في جلساتِـهِ شخصياتٌ قانونيةٌ وحقوقيةٌ لها مكانتُها على مستوى العالَمِ، وتمتلكُ تأثيراً في مراكزِ صُنْعِ القرارِ لا يُستهانُ بِـهِ. فهذا يعكسُ الصورةَ الحقيقيةَ عن بلادِنا، دولةً ومجتمعاً وإنساناً، والتي تمتليءُ بالتفاصيلِ الرائعةِ، وتزهو بألوانٍ من القبولِ بالآخرِ واحترامِـهِ، وتتنفسُ هواءَ التسامُحِ والأخلاقِ القويمةِ النابعةِ من إسلامِنا الحنيفِ وعروبتِـنا وانتمائنا الإنسانيِّ.نعم، توجدُ مواضعُ خَلَلٍ في تطبيقِ القوانينِ العُمَّاليةِ، ولكننا نؤمنُ بوجوبِ مناقشتِها عَلانيةً لنضمَنَ الخلاصَ منها في مسيرتِـنا، دولةً ومجتمعاً، وهو ما نفعلُـهُ من خلالِ الـمُؤتمرِ بعدما طَرَحَتْها صحافتُنا ووسائلُ إعلامِـنا كقضايا وطنيةٍ عُليا. ولو عُدْنا إلى كَـمِّ الـمقالاتِ والأخبارِ الـمُتَعَلِّـقةِ بها خلال الفترةِ بين انعقادِ الـمؤتمر بنسختِـهِ الأولى وانعقادِهِ بنسختِـهِ الثانيةِ، فإنَّنا سندركُ حجمَ الشعورِ بالـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ في بُعدها الإنساني في وعينا الوطنيِّ، وسنلمسُ ضخامةَ الجهودِ الـمَبذولةِ من الدولةِ بأجهزتِها الرسميةِ، والـمجتمعِ بمؤسساتِـهِ وهيئاتِـهِ الـمَدَنيةِ في سبيلِ تحقيقِ العدالةِ عبرَ توعيةٍ هادفةٍ، واستناداً إلى قوانينَ ضابطةٍ تجعلانِ من القبولِ بالتغييرِ الإيجابيِّ في البُنَـى الفكريةِ والسلوكيةِ أمراً محمياً بالوعيِ والقانونِ.نتمنى على مُنَظِّـميِّ الـمؤتمرِ استضافةَ قانونيينَ وكُتَّاب وأدباءَ وأكاديميينَ وفنانينَ مواطنينَ، ليشاركوا في مناقشةِ الـمواضيعِ الـمطروحةِ بروحِـهِـم الوطنيةِ الـمُدركةِ لأهميةِ الكلمةِ الصادقةِ في التأثيرِ إيجاباً في الإعلامِ الخارجيِّ والـمنظماتِ الدَّوليةِ والشعوبِ. فاستضافتُهُم ستُلقي الضوءَ على العنصرِ البشريِّ الحيِّ الـمُتَحَضِّرِ في مجتمعِـنا، وستفتحُ البابَ أمامَهم ليُسْتَضافوا في مؤتمراتٍ دوليةٍ يتحدثونَ فيها باسمِ الإنسانِ القطريِّ وشقيقِـهِ العربيِّ، فيكونونَ خيرَ مُمَثِّلٍ لبلادِنا خارجياً.كما نأمَلُ أنْ يُترجَمَ الكتابُ الأبيضُ إلى الُّلغاتِ الحيةِ، ولغاتِ الشعوبِ التي تتشرَّفُ بلادُنا بمشاركةِ أبنائِها في البناءِ والتنميةِ، وتوزيعُ النُّسَخِ مجاناً من خلالِ سفاراتِنا، وإرسالُ نُسخٍ إلى الـمنظماتِ الـمَعنيةِ بحقوق الإنسانِ والعمالِ في العالَمِ، ليكونَ ذلك تعريفاً بما تقومُ به بلادُنا على كلِّ الصُّعُدِ كوطنٍ للإنسانِ.الجهدُ الضَّخمُ والرائعُ الذي قامتْ به دارُ الشرقِ في انعقادِ الـمؤتمرِ، هو مَلْـمَحٌ آخرُ يُبرزُ الدورَ الوطنيَّ لصحافتِنا، والتزامَها بقضايا الإنسانِ، ويُظْـهِرُ الـمدى الذي بلغناهُ في مسيرتِـنا نحو الديمقراطيةِ بقيادةِ سموِّ الأميرِ الـمُفدى، فلدارِ الشرقِ تحيةٌ وتقديرٌ خالصانِ.
533
| 07 مايو 2015
شمسُ الإنجازِ الكرويِّ لن تُشرقَ على أنديتِـنا الـمُسماةِ جماهيريةً، فهي بحاجةٍ لسماءٍ صافيةٍ لا تُغطيها غيومُ انعدامِ الرؤى، ولا تُعكِّرُ صَفْوَها الأنا الـمُتَضَخِّمةُ في نفوسِ بعضِ الإداريينَ الذين يظنونَ أنَّ الأنديةَ مجردُ منشآتٍ تُبْـرِزُ أسماءَهم، ولذلك انْـزَوَتْ عنِ النادي العربي، ومالتْ للمغيبِ في سماواتِ أنديةٍ أخرى كالغرافةِ وقطر والأهلي، ثم أشرقتْ ساطعةً في سماءِ نادي الشحانية. من الواجبِ علينا، توجيهُ التحيةِ لإدارةِ الشحانيةِ وجهازِهِ الفنيِّ على هذه الروحِ القتاليةِ العاليةِ، والحماسةِ، والإصرارِ على الَّلعبِ بهدفِ الـمنافسةِ وكتابةِ اسمِ النادي بأحرفٍ من نورٍ في سِـجِـلِّ تاريخِنا الكروي. ولو رَجَعْـنا بالذاكرةِ إلى الفترةِ الزمنيةِ التي تَلَتْ صعودَ النادي للدرجةِ الأولى فسنجدُ أننا جميعاً تحامَلْـنا على الشحانيةِ لظَنِّـنا أنَّه قادمٌ لـمُجردِ أنْ يكونَ له اسمٌ في الدوري، لكنَّـهُ أبى إلا أنْ يُثْبِـتَ للجميعِ أنَّ الإنجازَ لا يتحققُ لأنَّ الأنديةَ تتمايزُ في مُقَدَّراتِها الـماليةِ ومنشآتِها وعددِ الـمحترفينَ فيها، وإنَّما تتمايزُ بالروحِ السائدةِ في نفوسِ لاعبيها نتيجةً لحُسْـنِ التخطيطِ والإدارةِ الناجحةِ. ورغمَ نزولِـهِ إلى الدرجةِ الثانيةِ، فإنَّه ترك أثراً لا يَـمَّحي في ملاعبِـنا، مما يجعلُنا نأمَلُ أنْ يشهدَ الـموسمُ بعدَ القادمِ مشاركتَـهُ بقوةٍ في الدوري، وتحقيقَ نتائجَ تتلاءمُ مع نجاحاتِ إدارتِـهِ وجهازِهِ الفني. ويقودُنا هذا إلى دعوةِ اتحاد القدم، مرةً أخرى، لتخليص دورينا من مهزلةِ الصعودِ والهبوط التي باتت عنصرَ حَجْبٍ يمنعُ بروزَ أنديةٍ تستحقُّ أنْ تُنافِسَ، وصار عنصرَ تغطيةٍ لأنديةٍ، كانتْ كبرى جماهيرياً، بحيثُ يرضى الـمسؤولون فيها بمجردِ التواجدِ في الدرجةِ الأولى. نحن بحاجةٍ لروحٍ في ملاعبِـنا وليس للتَّمَسُّحِ بماضٍ غابرٍ من إنجازاتٍ غطاها غبارُ الفشلِ الإداريِّ والتهلهلِ الفنيِّ الَّلذين صارا جُرْحَينِ غائرَيْنِ استنزَفا الرصيدَ الجماهيريَّ لبعضِ أنديتِـنا. مباراتا العربي والخور، والغرافة والشحانية، كانتا القَشَّةَ التي قَصَـمَتْ ظَهْـرَ البعيرِ، ولم يَعُدْ بالإمكانِ التغاضي عن الـمجزرةِ التي تشهدُها أنديتُنا الـمُسَمَّاةُ جماهيريةً، كالنادي العربي الذي يُجَـرُّ إلى هُـوَّةٍ سحيقةٍ من الجمودِ وانعدامِ التأثيرِ والدورِ بسببِ إدارتِهِ. وكنادي الغرافةِ الذي تهاوتْ، في ثلاثةِ مواسم، إنجازاتُـهُ الضخمةُ التي بناها خلال عقدينِ. وكنادي قطرَ والنادي الأهلي اللذينِ ما إنْ تبرزُ ملامحُ أملٍ في صحوةٍ تُرجعْهُما إلى الـمنافسةِ، حتى تَعْصِـفَ بها التَّخَبُّطاتُ الإداريةُ. وليس صحيحاً أنَّ الدَّعْمَ غيرَ كافٍ، فهذه مقولةٌ تهدفُ للتغطيةِ على السبب الرئيس في تراجُعِ الأنديةِ وهو إداراتُها غير القادرةِ على تجديدِ رؤاها وتطويرِ عَمَلِـها. من جانبٍ آخرَ، نجدُ الاحترافَ قد اسْتُثْـمِـرَ بصورةٍ غيرِ صحيحةٍ، فبعضُ الأنديةِ لا تُبالي إلا بالفوزِ في الدوري والبطولاتِ الـمحليةِ لكنها لا تأبَـهُ لإعدادِ لاعبٍ مواطنٍ محترفٍ، وهذا الأمرُ أبْعَدَ الجماهيرَ عن الـملاعبِ، وأسْهَـمَ في تجفيفِ منابعِ الأنديةِ الأخرى من لاعبيها الـمُمَيَّزينَ. كلمةٌ أخيرةٌ:آنَ الأوانُ للاستماعِ لأنينِ الـملاعبِ التي افتقدَتْ الروح إِثْـرَ غيابِ الجماهير عنها، فهل مِنْ مُسْتَـمعٍ؟.
390
| 05 مايو 2015
كُنَّا نُدركُ أنَّ الحملاتِ الـمُغْرِضَةَ، التي تتعرَّضُ لها بلادُنا بسببِ تنظيمِها لـمونديالِ 2022م، ستستمرُّ بصورٍ عِـدَّةٍ، لذلك لم نُبالِ كثيراً بمقالاتٍ هنا وأخرى هناك يَجْـتَرُّ كاتبوها نفسَ الحُجَـجِ الـمُتهاويةِ، بنفسِ العباراتِ السَّقيمةِ التي مَضَغَها سابقوهم منذُ سنتينِ ونَيِّفٍ، بل انشَغَلْـنا، على ضوءٍ من السياساتِ والتوجيهاتِ الحكيمة لسمو الأمير الـمُفدى، ببناءِ الدولةِ وتطويرِها، واسْتَفَدْنا من الانتقاداتِ التي وُجِّـهَتْ إلينا في التأكيدِ على التزامِنا بسياسةِ الشفافيةِ ومُخاطبةِ العالَمِ بفضائلِـنا، فاسْتَطَعْنا الانتقالَ منَ مرحلةِ تَرَقُّبِ ما يقولُهُ الـمُغرِضونَ إلى مرحلةِ الحديثِ بلغةِ الإنجازِ، وهي لغةٌ تفهمُها الشعوبُ والـمنظماتُ السياسيةُ والـمدنيةُ التي تُمَثِّلُها. تُحْسَبُ للجنةِ العليا للمشاريعِ والإرثِ، نجاحاتُها في مجالاتِ العلاقاتِ العامةِ الدوليةِ، فالـمؤتمراتُ التي شهدَتْها بلادُنا لم يكنْ أحدٌ يتخيَّلُ أنَّها ستُعْـقَـدُ وتُشاركُ فيها منظماتٌ دوليةٌ صَرَّحَ مسؤولون فيها عن انتقاداتِهِم بشأنِ العمالةِ وحقوقِ الإنسانِ، وتُحاضرُ فيها شخصياتٌ ذاتُ وزنٍ دَوليٍّ فتتحدثُ عن مواضيعَ كان كثيرون يظنونَ أنَّها من الـمُحَرَّماتِ، لكنَّ هؤلاءِ الكثيرينَ كانوا يجهلونَ أنَّ بلادَنا انتقلتْ منذ عقدينِ تقريباً إلى دولةِ الـمجتمعِ الـمَدنيِّ والـمؤسساتِ، وأنَّ قيادتَها الحكيمة مؤمنةٌ بشعبِها الحيِّ القادرِ على التغييرِ والتَّجَـدُّدِ ومشاركةِ الشعوبِ في التأثيرِ الحضاريِّ بمسيرةِ الإنسانيةِ. الآن، في ظلِّ الهزاتِ الارتداديةِ للحملاتِ الـمُغرضةِ، نحن واثقونَ من قدرتِنا على جَعْلِـها تتهاوى وتتلاشى عند عَتَباتِ الصَّرْحِ الشامخِ لبلادِنا، وذلك من خلال التزامِنا بالعملِ الجادِّ على تنفيذِ ما أعلنَتْـهُ من إقرارِ قوانينَ وتشريعاتٍ بشأنِ العمالةِ، ومتابعةِ مسيرةِ بناءِ الإنسانِ الـمواطنِ والـمجتمعِ التي يقودُها سمو الأمير الـمُفدى، والعملِ الجادِّ على إنجاحِ الخططِ التنمويةِ الشاملةِ ومنها خاصةٍ تلك التي يشهدُها التعليمُ. وليس من داعٍ للانشغالِ بالأقاويلِ، والوقوفِ عند مقالٍ تنشرُهُ صحفٌ معروفةٌ بعدائها الـمُزمنِ للإسلامِ والعروبةِ وقضايانا الوطنيةِ والقوميةِ والإسلاميةِ، فهذا تبديدٌ للجهد. والأَوْلى بنا أنْ نخاطبَ العالَمَ بالواقعِ الحقيقيِّ لبلادِنا. نتمنى من لجنةِ الـمشاريعِ والإرثِ التنسيق مع وزارَتيْ العدلِ والاقتصادِ لإعدادِ مُسَـوَّداتٍ لـمشاريعَ خاصةٍ بإصدارِ السِّجِلَّاتِ التجاريةِ، بحيثُ يُشْـتَرَطُ لإصدارِها إعدادُ دراساتِ جدوى، ووجودِ ضماناتٍ ماليةٍ كافيةٍ، كي لا يكونُ العملُ التجاريُّ أو الصناعيُّ مجردَ مغامرةٍ قد لا تنجحُ فيتضرَّرُ فيها الطرفُ الأضعفُ، أي العمَّالة، فيستغِـل الـمُغرضونَ ذلك للإساءةِ إلينا. ويقودُنا الحديثُ إلى وجوبِ التَّشَـدُّدِ أكثرَ في إلزامِ الشركاتِ والـمؤسساتِ الخاصةِ بتطبيقِ القوانينِ العُماليةِ بحذافيرِها، لأنَّ مخالفَتَها ليست مجرد تَهَـرُّبٍ من القانونِ، بل هي مشارَكَةٌ غيرُ مباشرةٍ في الحملاتِ الـمُغرضةِ. من جانبٍ آخر، على إعلامِنا الخروجُ من مستواهُ الـمَحليِّ الطابعِ، الـمُقَـيَّدِ بنَقْـلِ الخبرِ، إلى مستوى أعلى في الطَّرْحِ والـمناقشةِ. وينبغي اسْتِقطابُ الشبابِ القطريِّ الـمُتخصصِ في كلِّ الـمجالاتِ ليُدلي بدلوهِ في كلِّ قضايانا، فيكتبُ عنها ويناقشُها بروحٍ وطنيةٍ مُدْرِكَـةٍ لأهميةِ الكلمةِ، وواعيةٍ بتأثيرِ الإعلامِ الـمكتوبِ والـمقروءِ والـمسموعِ.وللحديثِ بقية.
280
| 04 مايو 2015
اعْتَدْنا، للأسفِ، أنْ تثورَ عواصفُ في بعضِ أنديتِـنا فيعلو غبارٌ يَحُولُ بيننا وبينَ رؤيةِ الواقعِ، وتحديدِ الأسبابِ والنتائجِ، ومناقشةِ آثارِ ذلك على الصورةِ الـمَدَنيةِ والحضاريةِ لبلادِنا في الصحافةِ الدوليةِ. كما هو الحالُ معَ العاصفةُ التي شهدَتْها القلعةُ العرباويةُ، مُؤَخَّراً، منْ امتناعِ لاعِـبِيِّ القدمِ فيها عنِ الـمُشاركةِ في التدريباتِ، وما تلا ذلك منْ إيقافٍ لعددٍ من اللاعبينَ بتهمةِ التحريضِ على الإضرابِ. كم مُؤلِـمٌ أنَّ إدارةَ العربي تعاملَتْ معَ القضيةِ كسلطةٍ ديكتاتوريةٍ لها الحقُّ في اتِّخاذِ الاجراءاتِ التي تراها مناسبةً لها دون أنْ يخرجَ إداريٌّ ليُخاطبَ الجمهورَ العرباويَّ ووسائلَ الإعلامِ بصراحةٍ ووضوحٍ عن الأسبابِ التي دفعَتْ باللاعبينَ للإضرابِ، والأسبابِ التي جعلتْهُم يرجعونَ عنه، والخططِ الـمُستقبليةِ للخروجِ بالنادي من أزماتِـهِ الاقتصاديةِ والإداريةِ والفنيةِ التي كانت، و لم تزلْ، جراحاً في الجسدِ العرباويِّ تنزفُ دماءَ جماهيريَّتِهِ، وتلتهبُ بجراثيمِ انحدارِ مستواه الفنيِّ، وتُنَغِّصُ بمواجعِها وهمومِها قلوبَ العرباويينَ. هل أخطأ اللاعبونَ؟. نعم، أخطأوا بإضرابِهِم، لكنَّ العدالةَ تقتضي منا أنْ نقولَ إنَّ خطأَهم تتحمَّلُهُ الإدارةُ، ويُضافُ إلى سلسلةِ تخبُّطاتِها وانعدامِ الرؤى عندها. وهو مُؤَشِّـرٌ على مدى التَّدَهْـوُرِ الذي بَلَـغَـهُ النادي حتى صارَ يعجزُ عنْ الإيفاءِ بمُستحقاتِ لاعبيه. فأينَ الإدارةُ عن ممارسةِ دورِها في مجالِ العلاقاتِ العامةِ، على أقلِّ تقديرٍ، لتجتذبَ الدَّعْـمَ للنادي منْ الشخصياتِ العرباويةِ ذاتِ الـمَكانةِ الاجتماعيةِ والاقتصادية العاليةِ، والتي نأتْ بنفسِها عنه رغم عظيمِ حبِّها وعشقِها له، بعد سلسلةٍ من التراجعاتِ بسببِ التَّخَبُّطاتِ الإداريةِ، وعدمِ وجودِ أُفُقٍ فيه بصيصُ أملٍ في التغييرِ وبَـدْءِ مسيرةٍ جديدةٍ تُعيدُهُ لـمكانتِـهِ اللائقةِ بتاريخِـهِ وجماهيرِهِ؟. قضيةُ إضرابِ اللاعبين لها جانبٌ آخرُ لا يلتفتُ أحدٌ إليهِ هو عدمُ وجودِ جهةٍ قانونيةٍ مرتبطةٍ باتحادِ القدمِ، كتابعةٍ له أو مستقلةٍ عنه، تعملُ كمحكمةٍ تُنْـظَرُ فيها الشكاوى، ويكون لها سلطةُ إصدارِ أحكامٍ مُلزِمةٍ بعيداً عن أجواءِ الـمحاكمِ الـمدنيةِ في بلادِنا. فمنَ الـمؤسِفِ أنْ يقولَ البعضُ إنَّ هناك سُبُلاً قانونيةً يستطيعُ اللاعبونَ سلوكَها للحصولِ على حقوقِهِـم. ومَبْعَثُ الأسفِ سببانِ: الأول؛ أنَّ هذه السُّبُلَ ضبابيةٌ لا يُعْـرَفُ الكثيرُ عنها. والثاني؛ أنَّ تحميلَ اللاعبينَ الـمسؤوليةَ يعني الطَّعْـنَ فيهم كأشخاصٍ غيرِ راشدينَ أو كأفرادٍ تَتَحَـكَّمُ فيهم دوافعُهُم الذاتيةُ حتى لو كانَتْ مخالفةً للقوانينِ التي تحفظُ حقوقَهُم وترعى شؤونَهُم كلاعبينَ. سيردُّ بعضُنا بأنَّ اتِّحادَ القدمِ ولجنةَ الاحترافِ ترعيانِ الحفاظَ على تنفيذِ العقودِ وإلزامِ الأنديةِ واللاعبينَ ببنودِها، لكنَّ ذلك كما تَبَيَّنَ لنا من متابعةِ تطوراتِ القضيةِ ليس هو الواقعُ، وينبغي البحثُ عن صيغةٍ قانونيةٍ لجهةٍ تحسمُ هذه القضايا. كلمةٌ أخيرةٌ:ليسَ مِـنْ داعٍ للحديثِ عنِ ضَعْفِ مشاعرِ الانتماءِ للنادي في نفوسِ اللاعبينَ، فهذه قضيةٌ تدخلُ في إطارِ التشويهِ بناءً على ما تُخفي القلوبُ، وهو أمرٌ بعيدٌ عن روحِ العدالةِ.
346
| 30 أبريل 2015
لأنَّها باسم وطنٍ، فهذا يجعلُها تَـعْـبَـقُ بالفخرِ والاعتزازِ، وتبعثُ في نفوسِـنا مشاعرَ عظيمةً بالانتماءِ تجعلُ كأسَ قطرَ تَتَخَـطَّى كونَها بطولةً إلى صَيرورَتِـها وجوداً نفسياً عاليَ الصَّرْحِ تَبْنيه الرياضةُ. وكُنَّا، جمهوراً وإعلاميينَ وكُتَّاباً، نَأمَلُ أنْ تكونَ الـمباراتان الـمُؤَهِّلتان للنِّهائي في مستوى اِسْمِها الغالي لكنْ جَرَتْ الرياحُ بما لا تشتهي السُّفُنُ. نُخطئُ إذا قُلنا: مباراةُ لخويا وقطر، والصوابُ أنْ نتحدثَ عن مباراة لَعِـبَها لخويا ضدَّ طَيْفِ نادي قطر. فالفريقُ القطراوي كان حاضراً دون تأثيرٍ، وبلا روحٍ قتاليةٍ حتى في أدنى مستوياتها، فكانت النتيجةُ صادمةً لأنَّها فاقَتْ أكثرَ التَّوَقُّعاتِ تشاؤماً؛ 5 / 0 لصالحِ لخويا. هذا أمرّ يدفعُنا للتساؤلِ بِـلَومٍ وشدَّةٍ عن دورِ الإدارةِ والـمدربِ في إعدادِ اللاعبين نفسياً، وتجهيزِهِـم بخططٍ يستطيعون من خلالِها صُنْـعَ جُـمَلٍ تكتيكيةٍ، وتخليقِ فُرَصٍ للوصولِ إلى مَرمى لخويا، أو على أقلِّ تقديرٍ أن يلعبوا بحماسةٍ لحِـفْظِ ماءِ الوجهِ. نحنُ نتحدثُ عن نادٍ له جمهورُهُ وبصماتُهُ في مسيرتِنا الكرويةِ، ونأمَلُ فيه الكثيرَ يُقَـدِّمُـهُ في ملاعبِـنا، مستوى فنياً، وأداءً جماعياً وفردياً، وروحاً قتاليةً. ورغمَ ذلك، فإنَّنا نباركُ لنادي لخويا فوزَهُ الـمُسْتَـحَقَّ، فقد كانتْ مباراتُـهُ مجردَّ مباراةٍ تدريبيةٍ يُعِـدُّ منْ خلالِها لاعبيه للمباراةِ النِّهائيةِ ولبطولةِ كأسِ الأميرِ التي سيواجهُ فيها فرقاً تلعبُ بروحٍ وحماسةٍ، لا بحضورٍ جسديٍّ وغيابٍ تامٍّ عن التأثيرِ في مُجرياتِ الـمبارياتِ.أمَّا مباراةُ السدِّ والجيشِ، فهي مَوْضِـعٌ آخرُ لـمَواجِـعِنا الكرويةِ منْ حيثِ الأخطاءِ التَّحكيميةِ، وغيابِ روحِ الـمنافسةِ عنْ الفريقِ السَّدَّاوي. ولنكنْ عادلينَ بالقولِ إنَّ السدَّ عانى التَّحكيمِ، وأثَّـرَ فيه كثيراً طَرْدُ نذير بلحاج، وغيابُ لاعِـبَـيْهِ خلفان إبراهيم وإبراهيم ماجد، لكنَّ ذلك كُلَّـهُ لا ينفي أنَّ النتيجةَ كانت مَحسومةً لصالحِ الجيشِ. فقد افتقرَ أداءُ الفريقِ السَّدَّاويِّ للتنظيمِ، وخَلا من الروحِ القتاليةِ، ولم يستطعْ اللاعبون استكمالَ الفُرَصِ التي خَلَّقوها ليُحرزوا أهدافاً أو ليُخَـفِّفوا ضَغْطَ لاعِـبِي الجيشِ عن مَـرْماهم. وهذا يجعلُنا ننتظرُ منَ الإدارةِ والـمدربِ توضيحات حولَ إعدادِ الفريقِ نفسياً، وبخاصةٍ أنَّ السَّـدَّ ليس نادياً رياضياً فحسبُ، وإنما هو قاعدةٌ جماهيريةٌ كبيرةٌ ينبغي أنْ يكون حضورُها ضخماً في كلِّ مبارياتِ فريقِها.ونأتي إلى مؤسسةِ دوري نجومِ قطرَ، وهي ليست جهازاً إدارياً يُعنى بالعملِ الـمَكتبيِّ، ولكنها جهازٌ يتعاملُ، في أداءِ مَهامِـهِ، معَ الجمهورِ ووسائلِ الإعلامِ، أي أنَّه يعتمدُ، في أدائها، على صُنْـعِ التأثيرِ، فيكونُ الحضورُ الجماهيريُّ في الـملاعبِ هو مقياسُ نجاحِـهِ في ذلك. ومباراتا لخويا وقطر، والسد والجيش، كانتا مُؤشِّراً على أنَّ الـمؤسسة لم تبذل جهوداً كافيةً لجَذبِ الجمهورِ لحضورِهِما، وهو ما يجعلُنا نُطالبُها بتفعيلِ أدائِها منْ خلالِ استثمارِ خبراتِها الـمتراكمةِ، وتفعيلِ طاقاتِ الكفاءاتِ من الـمُؤَهَّلين، علمياً وعملياً، العاملين فيها. ونأمَلُ أنْ تكونَ الـمباراةُ النهائيةُ بين الجيشِ ولخويا إثباتاً لنجاحِها في العملِ الجماهيريِّ.كلمةٌ أخيرةٌ:كأسُ قطرَ، ليستْ مجردَّ بطولةٍ تتنافسُ الأنديةُ فيها على تحقيقِ النتائجِ، وإنما هي مَظْهَـرٌ لشعورِنا بها كقيمةٍ وطنيةٍ رياضيةٍ كبيرةٍ.
358
| 29 أبريل 2015
هي مسيرةٌ عاشتْها بلادُنا منذ تأسيسها في 18 ديسمبر 1878م، على يدِ الـمُؤسِّسِ؛ الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني، وفي كلِّ مرحلةٍ منها إنجازٌ يخاطبُ به الإنسانُ القطريُّ العالَمَ بتَـمَدُّنِـه وتَحَضُّرِهِ وكفاءتِـهِ. ويشاءُ اللهُ أنْ تحتضنَ روحُ الـمؤسِّسِ إنجازاتِ الأحفادِ فيكونُ احتفالُنا باليومِ الوطني لسنةِ 2022م هو موعدُ إقامةِ آخرِ مباراةٍ في مونديالِ القدمِ الذي تَشَـرَّفَتْ بلادُنا بتنظيمِـهِ نيابةً عن أمَّتَيْها العربيةِ والإسلاميةِ. كنتُ، ولم أزلْ، موقناً بأنَّ التاريخَ لا يسيرُ إلى الوراءِ، وأنَّ الـماضي له دورٌ جزئيٌّ في بناءِ الحاضرِ والـمستقبلِ، لكنني أؤمنُ إيماناً مُطلقاً بأنَّ الله تعالى اسْتَخْلَفَنا في الأرضِ لنعملَ ونبني ونُجَـدِّدَ ولا نكونُ إلا مُسْهِمينَ في مسيرةِ البشريةِ، وهو ما أثبتَتْـهُ بلادُنا، قيادةً حكيمةً وشعباً حياً، منذ منتصفِ التسعينياتِ، حيث شهدْنا بدايةَ الانتقالِ للدولة ذاتِ الـمجتمعِ الـمدنيِّ التي لا تقفُ عند ماضيها بل تُشَـيِّدُ صروحَ مستقبلِها الـمرتكزِ إلى روحِهِ الأخلاقيةِ الإنسانيةِ، فكانتِ الإنجازاتُ في التعليمِ والاقتصادِ والرياضةِ واجهاتٍ نرسمُ من خلالِها ملامحَه. وكم رائع أننا عشنا بعضاً منها ونعيشُ ونعملُ لتحقيقِ الأُخرياتِ وصولاً إلى رؤيتِـنا الوطنيةِ لسنة 2030م.سنواتٌ مضتْ، شَهِدْنا خلالَها كيف تُقادُ بلادُنا بحكمةٍ، وتتغلبُ الرؤيةُ السياسيةُ الـمُتكاملةُ لسموِّ الأميرِ الـمُفدى على الـمُعَوِّقاتِ، وتكسرُ صلابةُ بُنانا الاجتماعيةِ الأخلاقيةِ حَملاتِ الـمُغرضينَ الذين ظَنُّوا أنهم قادرون على تعطيلِ مساعينا لتنظيمِ الـمونديالِ، والتأثيرِ في قرارِنا السياسيِّ، فخابَ ظَنُّـهُم واستمرتْ الـمسيرةُ بقوةٍ أكبرَ بقيادةِ سموِّ الأميرِ، وفي ظلِّ إيمانِـهِ بكفاءةِ شعبِـهِ وحَيَـوِيَّتِـهِ. وهو أمرٌ لابدَّ من قراءتِـهِ بحرصٍ وتَمَـعُّنٍ لأنَّـهُ أرسى قواعدَ التعامُلِ السياسيِّ مع جميعِ القضايا على ركائزَ من التعاطي الهادئ مع الحَـدَثِ، والابتعادِ عن الـمهاتراتِ، والاستنادِ إلى الواقعِ كما هو وليس كما يُفْـتَـرَضُ أنْ يكونَ، مع التأكيدِ على الروحِ الأخلاقيةِ الإسلاميةِ العربيةِ في ذلك كلِّـهِ، مما أضفى مصداقيةً على سياساتِنا الداخليةِ والخارجيةِ، واحتراماً لدورِنا الفاعلِ الـمؤثِّرِ في مُحِـيْـطَيْنا العربيِّ والدوليِّ.سنةُ 2022م، ليست كسواها، لأنَّ بلادَنا ستختصرُ العالَمَ فيها، وستكون محطَّ أنظارِهِ طوالَ فترةِ انعقادِ الـمونديالِ وبعدَها، ونتمنى من اللجنةِ العليا للمشاريعِ والإرثِ الإعدادَ منذ اليوم لاحتفالِـنا بالذكرى الـمائةِ والأربعةِ والأربعينَ لليومِ الوطنيِّ فيها ليكونَ رسالة كلماتُها حضارةُ قطرَ، وعباراتُها انتماؤها الإسلاميُّ والعربيُّ، وأسْطُرُها التَّمَـدُّنُ وأنوارُ الـمعرفةِ. فهذه مناسبةٌ تأتي مرةً واحدةً في تلك الصورةِ التي يلتقي فيها التاريخُ الـمجيدُ بالحاضرِ الـمُشرقِ ليصنعا نقطةَ انطلاقٍ نحو مستقبلٍ سيكون رائعاً وتزهو فيه بلادُنا بقيادتِها وشعبِها وإنجازاتِها.كلمةٌ أخيرةٌ:بلادُنا قامةٌ شامخةٌ بسموِّ الأميرِ الـمفدى، وشعبِـهِ الـمُبدعِ الذي يلتفُّ حولَ رؤاهُ مَزهواً بالإنجازاتِ، مُتَطَلِّعاً إلى الـمزيدِ منها، إن شاء الله.
402
| 21 مارس 2015
يُحسبُ لنادي السدِّ الرياضيِّ أنه لم يحصرْ نشاطاتِـهِ في الحلقةِ الضَّيِّقَـةِ للرياضةِ كنشاطٍ بدنيٍّ خالصٍ، وإنما أدى، ولم يزلْ، دوراً رائداً في التنميةِ من خلالِ اهتمامِـهِ الكبيرِ بالـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، وإعدادِهِ وتنفيذِهِ لخططٍ تُعْنى بتوضيحِ مفاهيمِها وترسيخِـها في العقلِ الجمعيِّ القطريِّ. ولا شكَّ في أنَّ ذلك يُعطينا فكرةً عن كونِ الرياضةِ مدخلاً رئيساً في تحديثِ البُنى الفكريةِ في مجتمعِـنا، بحيثُ تُخَـلِّـقُ الـمواطنَ السَّويَّ الـمُسْـهِـمَ في بناءِ وطنِـهِ بفاعليةٍ.نَتلفَّـتُ حولنا بحثاً عن جهاتٍ تهتمُّ بالجانبِ العمليِّ للمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، أي الخروجُ بالـمفاهيمِ الـمُجَـرَّدةِ إلى الـمجتمعِ للتأثيرِ فيه إيجاباً، فلا نجدُها، لأنَّ معظمَ القائمينَ عليها والعاملينَ فيها هم من غير الـمُختصينَ في علمِ الاجتماعِ، ولا خبراتٍ عمليةً كافيةً عندهم تُعَـوِّضُ ذلك وتُعينُهُم في أداءِ مهامِ الوظائفِ التي يشغلونها والـمُتَّصِـلةِ بالإنسانِ والجماعةِ والـمجتمعِ والدولةِ ككياناتٍ مرتبطةٍ عضوياً ببعضِها، بل يقصرونَ جهودَهم على العملِ الخيريِّ وكأنَّـه لُبُّ الـموضوعِ رغم أنه جانبٌ مَظْهَـريٌّ بسيطٌ منه. والـمشكلةُ في ذلك تَتَـمَثَّـلُ في خللٍ جوهريٍّ في التفريقِ بين مفهومِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ الفرديةِ، وهي ذاتُ بُعْدٍ أخلاقيٍّ، وتعني قيامَ كلِّ فردٍ بالعملِ لِـما فيه صالحِ الـمجتمعِ، ومفهومها كعملٍ مُنَظَّـمٍ يقوم على ضوابطَ قانونيةٍ مُحَـدَّدَةٍ، كما هو حالُها بالنسبةِ لشركاتِ ومؤسساتِ القطاعِ الخاصِّ.السؤال، هنا، هو عن الرياضةِ ودورِها في ذلك، فنقولُ إنَّها مجالُ التأثيرِ الأكبرِ في ترسيخِ مفاهيمِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ، وأحدُ السُّبُلِ للمطالبةِ بتشريعاتٍ خاصةٍ بها لشركاتِ ومؤسساتِ القطاع الخاصِّ. وهنا، نجدُ أنَّ تحديدَ ما نقصدُهُ أمرٌ لابدَّ منه، وسنُورِدُهُ في نقاطٍ كالتالي:(1) إنشاءُ اللجنةِ العُليا للمشاريعِ والإرثِ، برئاسةِ سموِّ الأميرِ الـمُفدى، كجهةٍ تُشرفُ على إعدادِ الدولةِ اقتصادياً واجتماعياً لاستضافةِ مونديالِ 2022م، وللانتقالِ بها إلى مرحلةِ ما بعد تحقيقِ الرؤية الوطنية لسنة 2030م، كان مؤشِّراً بالغَ الأهميةِ للدور الذي ستلعبُهُ الرياضةُ. مما يدفعُنا لاعتبارِ اللجنةِ مسؤولةً عن التقدُّمِ بآراءٍ لـمجلس الشورى تكون أساساً لتشريعاتٍ تُرفعُ لـمجلس الوزراء لاعتمادِها كقوانينَ منظمةٍ للمسؤوليةِ الاجتماعية للشركات والـمؤسساتِ، التي ينبغي لها أنْ تستجيبَ في أنشطتِها وأعمالِها مع تَوَقُّعاتِ الـمجتمعِ، وركائزِهِ الأخلاقيةِ والقانونيةِ والبيئيةِ. وأيضاً، أنْ تُسْـهِـمَ بدورٍ في استيعابِ الـمواطنين بنسبةٍ لا تقل عن خمسينَ في الـمائةِ من الوظائفِ الإداريةِ العُليا والـمتوسطةِ فيها، مع تأكيدِنا على قيامِ الدولةِ باستحداثِ بندٍ في الـموازنةِ العامةِ خاصٍّ بالالتزامِ بجزءٍ من رواتبِـهِـم لتتكافأ مع مثيلاتِها في الوظائفِ الحكوميةِ.(2) الحديثُ عن التوظيفِ في الشركاتِ والـمؤسساتِ الخاصةِ ليس عاماً، وإنما يجب أن يكون عملياً، أي أنْ يُطَبَّقَ عليها إذا تجاوزت ميزانياتُها وأصولُها مبلغاً تُحدِّدُه القوانين.(3) في مجالِ الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ كنظريةٍ أخلاقيةٍ، نتمنى على وزارةِ الشبابِ والرياضةِ أنْ تدعمَ نادي السدِّ في جهودِهِ، وتسعى لتعميمِ التجربةِ على جميعِ أنديتِـنا الرياضيةِ حسب إمكاناتِها. وحَبَّـذا لو قامتِ الوزارةُ، في سعيها لتحقيق ذلك، بالاستعانةِ بجامعةِ قطرَ التي فيها مختصون ذوو كفاءاتٍ عاليةٍ، وتمتلكُ خبراتٍ علميةً وعمليةً في مجالِ التخطيطِ الاجتماعيِّ.كلمةٌ أخيرةٌ:الرياضةُ مَظهرٌ حضاريٌّ ووسيلةٌ للتغيير الاجتماعي، علينا الحرصُ على استثمارِها لبناءِ مجتمعِـنا وبلادِنا الحبيبة.
491
| 20 مارس 2015
كان سموُّ الأميرِ الـمفدى، في كلمتِـهِ التي ألقاها أمام أساتذةِ وطلبةِ جامعةِ جورج تاون في واشنطن، رجلَ دولةٍ ومواطناً عربياً في آنٍ، فسموُّهُ، كعادتِـهِ، تحدثَ بضميرِ الإنسانِ الـمُخْلِـصِ لأمتِـهِ، الذي يحملُ همومَها مدركاً عِـظَـمَ الـمسؤوليةِ الـمُلقاةِ على عاتقِـهِ كأحدِ قادتِـها، فكانت كلمتُـهُ بياناً سياسياً أخلاقياً شاملاً، بَيَّـنَ فيها مواقفَ بلادِنا الـمَبدئيةِ من جميعِ القضايا، الـموقفُ الأولُ، أنَّ بلادَنا حريصةٌ على لَعبِ دورٍ فاعلٍ في حوارِ الحضاراتِ، وهذا يشيرُ إلى مزيدٍ من التَّوَجُّـهِ نحو ترسيخِ قِـيَـمِ الـمُواطَـنَةِ واحترامِ الآخرِ والقبولِ به من خلالِ التعليمِ الـمُتطوِّرِ والإعلامِ الحرِّ، ويجعلُنا نسعى لبَذْلِ جهودٍ أكبرَ في سبيلِ مواكبةِ مسيرتِنا نحو تحقيقِ الرؤيةِ الوطنية لسنة 2030م، التي تشيرُ إلى وجوبِ إحداثِ التأثيرِ الحضاريِّ الإيجابيِّ لبلادِنا في محيطِها الإقليميِّ، ومحيطيها العربيِّ والدَّوليِّ. الـموقفُ الثاني، هو العلاقةُ الأبديةُ التي تربطُ بلادَنا بالشقيقةِ الكبرى في بيتِنا الخليجيِّ؛ الـمملكةِ العربيةِ السعوديةِ، فسموُّهُ، يقولُ بتواضعِـهِ وأدبِـهِ الجَـمِّ، وحكمتِـهِ كرجلِ دولةٍ من طرازٍ رفيعٍ، إنَّ بلادَنا، الصغيرةَ مساحةً، كبيرةٌ بدورِها وتأثيرِها النابعينِ من التزامٍ بالـمصيرِ الخليجيِّ الـمشتركِ الذي تقوم الـمملكةُ فيه بالدورِ الرئيسِ، هذا التصريحُ يجعلُ الجهودَ التي يبذلُها بعضُ الـمُغرضينَ غيرَ ذاتِ جدوى، لأنَّ القادةَ في خليجِـنا هم من أبنائه الساعينَ لترسيخِ وتمتينِ البنيانِ الواحد الذي يجمعُ شعوبَهم بعدما جَمَعَتْـها ووَحَّدَتْها أواصرُ الإسلامِ والعروبةِ والتاريخِ.الـموقفُ الثالثُ، هو الرؤيةُ الواضحةُ لِـما يحدثُ في سوريةَ الشقيقةَ على أنَّـهُ جريمةٌ ضدَّ الشعبِ والوطنِ السوريَّينِ، وأنَّ الانشغالَ بالتنظيماتِ العُنفيَّـةِ الـمُتشددةِ والنظامِ الأسديِّ دون النَّظَرِ إلى الشعبِ الـمذبوحِ الـمُشرَّدِ، يجعلُنا، دولا وشعوبَا، لا نرى الواقعَ الـمأساويَّ الذي يعيشُهُ السوريُّونَ، هذه الرؤيةُ لسموِّهِ، تُثْـبِتُ التزامَ بلادِنا بالتَّشَـرُّفِ بِـمَـدِّ يدِ العونِ للأشقاءِ السوريينَ في مجالاتِ التعليمِ والصحةِ والـمعيشةِ، وأننا نشعرُ بمِحنتِـهِم التي تعتصرُ قلوبَنا ألـماً وتدفعُنا لبذلِ مزيدٍ من الجهدِ لـمساعدتِـهِم لحينِ الخلاصِ من الـمَحْرقةِ الأسديةِ وما نتجَ عنها من جماعاتٍِ وتنظيماتٍ تعملُ ضدَّ تيارِ الإنسانيةِ والحضارةِ والـمَدَنيةِ، والوقوفِ معهم بعد ذلك في مرحلةِ بناءِ سوريةَ الـمستقبلِ.الـموقفُ الرابعُ، هو الالتزامُ الصارمُ بالانحيازِ للشعوبِ في صراعِها مع الاستبدادِ والديكتاتوريةِ، فحين يؤكِّـدُ سموُّهُ على أنَّ القضيةَ الرئيسةَ ليستِ الإرهابَ وإنَّـما الأسبابُ التي أدَّتْ لتَـفَـشِّـيهِ في بعضِ مجتمعاتِـنا، فإنه يضعُ يدَهُ على الجِـراحِ النازفةِ في الجسدِ العربيِّ. فمن يستطيعُ إنكارَ الحالةِ الشعبيةِ الـمُؤمنةِ بوجوبِ التغييرِ السلميِّ، التي سادتْ بعد سقوطَ الطُّغاةِ في دولِ الربيعِ العربيِّ؟ هذه الحالةُ الحضاريةُ، أُجْـهِضَتْ بقيامِ الثوراتِ الـمُضادَّةِ الساعيةِ لإعادةِ الشعوبِ إلى الـمربعِ الأولِ وكأنَّ آمالَها وتَطَلُّـعاتِـها وتضحياتِـها ودماءَ أبنائِـها أمورٌ لا قيمةَ لها.الـموقفُ الخامسُ، كان من الإرهابِ الذي أكَّـدَ سموُّهُ أنَّـهُ وجدَ حاضنتَـهُ الاجتماعيةَ في أوساطِ قِـلَّـةٍ من شبابِ الأمةِ القانطينَ من تغييرٍ سلميٍّ بعدما شاهدوا استماتةَ الثوراتِ الـمضادَّةِ في إعادةِ بناءِ هياكلِ الطغيانِ التي ثاروا لتخليصِ بلادِهِم منها. والذين وجدوا في الفِـكْـرِ الـمُتشدِّدِ البعيدِ عن روحِ الإسلامِ الحنيفِ وعدالتِـهِ وإنسانيتِـهِ ملجأً لهم. و كم كان سموُّه مُصيباً في توكيدِهِ على أنَّ الإرهابَ لا دينَ له، لأنه بذلك قَطَعَ خَطَّ الرَّجْعَـةِ على القَوَّالينَ الـمُغْرضينَ الذين لا عملَ لهم إلا النَّيْل من الإسلامِ كلَّما قامَ أحدُ الـمَنسوبينَ إليه بعملٍ ليسَ منه ولا يقبل به الـمسلمون.الـموقفُ السادسُ، صِـيغَ في عباراتٍ تؤكِّـدُ أنَّ بلادَنا تعملُ جاهدةً على ضمانِ استقرارِ مصرَ، ولا شأنَ لها بما تشهدُهُ الساحةُ الـمصريةُ من اضطراباتٍ اجتماعيةٍ ناجمةٍ عن أسبابَ داخليةٍ أدَّتْ إلى بروزِ ظاهراتٍ عُنْـفِـيَّـةٍ غريبةٍ عن الشعبِ الـمصريِّ الشقيقِ الذي نعرفُ مدى تَحَضُّـرهُ ومَدنيتـهُ. وهي أسبابٌ يحاولُ بعضُ الـمُغرضينَ إلصاقَها بالخارجِ واتِّهامِ دولٍ كبلادِنا بها في حملاتٍ دعائيةٍ تفتقرُ للحِسِّ الأخلاقيِّ، وتنعدمُ فيها الحصافةُ السياسيةُ، ورغم ذلك، يؤكِّدُ سموُّهُ، على أنَّ بلادَنا أكبرُ من الصغائرِ بالتزامِـهِ بفِعْـلِ كلِّ ما من شأنِـهِ إرساء الاستقرارِ في مصرَ.كلمةٌ أخيرةٌاختيارُ جامعةِ جورج تاون منبراً يُخاطبُ منه سموُّ الأميرِ الـمفدى العالَـمَ عن سياساتِ بلادِنا ومواقفِـها يدلُّ على حكمةِ سموِّه وإيمانِـهِ بأنَّ الخطابَ السياسيَّ لا يكونُ في الـمنابرِ الرسميةِ، وإنَّـما في الـمنابرِ التي تصنعُ العقولَ وتُـعِـدُّ قادةَ الـمستقبلِ.
998
| 04 مارس 2015
العقلُ الجَمْعِيُّ، بتبسيطٍ شديدٍ، هو المعاييرُ والقِيَمُ المُتعارَفُ عليها لدى جماعةٍ بشريةٍ، دينيةً أو قوميةً أو وطنيةً، تحكمُ سلوكَ ومواقفَ الأفرادِ والجماعاتِ، وتؤثِّرُ في قراراتِهِم وتعامُلِهِم مع الآخرين، داخل بيئاتِهِم المحليةِ وخارجها. فهو، بذلك، وجودٌ افتراضيٌّ يتكوَّنُ من أفكارٍ ورؤى، نعتقدُ جازمينَ بصحتِها، تُلقي بظلالِها على الواقعِ المُعاشِ مُخَلِّقَةً حالةً دافعةً أو مُثَبِّطَةً للتنميةِ في كلِّ مستوياتِها.اللافت للنَّظَرِ في العقلِ الجمعيِّ القطريِّ أنه يستجيبُ للتغيُّراتِ الشاملةِ في البُنى الاجتماعيةِ، والمُصاحبة للتطوُّرِ في البُنى السياسيةِ والاقتصاديةِ والتعليميةِ في بلادِنا، بصورةٍ إيجابيةٍ رائعةٍ رغم مواضعِ قُصورٍ هنا وهناك، ولنضربْ أمثلةً تُوَضِّحُ ذلك:المثالُ الأول: هو الانفتاحُ على الحضاراتِ، وهذا جانبٌ ذو أهميةٍ بالغةٍ لأنه المَظَهَرُ الأبرزُ للتجديدِ في البُنى الفِكريةِ لعقلِنا الجمعيِّ، فهناك حالةٌ من احترامِ الآخرِ، المُختلفِ في العقيدةِ والقِيَمِ عنَّا، والقبولِ به، وهي ليستْ حالةً مُدَّعاةً أو ناتجةً عن القوانينِ التي تضبطُ علاقاتِ الأفرادِ والمجتمعِ، وإنما تعبيرٌ عن بلوغِ مرحلةٍ عاليةٍ من المَدَنِيَّةِ والتَّحَضُّرِ تعكسُ نجاحَ التعليمِ والتوعيةِ الاجتماعيةِ في التأثيرِ الإيجابيِّ في عقلِنا الجمعيِّ، ومن المؤكدِ، أنَّ هناك رافضين للآخرِ لدوافع ينسبونَها للإسلامِ الحنيفِ أو الأخلاقِ والأعرافِ الاجتماعيةِ، لكنهم قِلَّةٌ يضمنُ لهم الدستورُ والقوانينُ حريةَ التعبيرِ بما لا يمس كراماتِ الآخرينَ أو يُهدِّد الأمنَ الاجتماعيَّ.المثالُ الثاني: هو الموقفُ من الانتقالِ لدولةِ المجتمعِ المدنيِّ التي تُدارُ شؤونُهُ من خلالِ المؤسساتِ ووَفْقَ القوانينِ المعمولِ بها، فلم يكن هناك، في بدايةِ إنشاء بعضها، قبولٌ بدورها كمؤسساتِ رعايةِ الأسرةِ والطفلِ، مثلاً، لأنَّ العقلَ الجمعيَّ تعامَلَ معها على أنها تهديدٌ لكيانِ الأسرةِ القائمِ على سلطةٍ أبويةٍ مُطْلَقَةٍ هي محورُ حياتِها وعاملُ الانضباطِ الرئيسِي فيها. لكن التوعيةَ الاجتماعيةَ التي قامتْ بها وسائلُ الإعلامِ، واستُثْمِرَ الفنُّ، تمثيلاً تلفزيونياً ومسرحياً، لتعزيزِها، كانت روافع نفسيةً وعقليةً للقبول بتلك المؤسساتِ، ثم التَّعامُلِ معها كجزءٍ من عَمَلٍ مجتمعيٍّ ضخمٍ ترعاه الدولةُ ويسعى للحفاظِ على الأسرةِ، وتخليقِ أُسسٍ جديدةٍ للروابطِ فيها تُسْهِمُ في بناءِ الإنسانِ الفردِ ذي الإرادةِ الحرةِ القادرِ على التفاعلِ مع الواقعِ بإيجابيةٍ مثمرةٍ.المثالُ الثالث: هو النظرةُ للمرأةِ التي اعتادَ مجتمعُنا أنْ يربطَ الأخلاقَ العامةَ بها، فكانَ خروجُها للعملِ، وممارستُها لحقوقِها السياسيةِ والاقتصاديةِ التي يُنَظِّمُها الدستورُ، أموراً صادمةً لأنها تتحدَّى الموروثاتِ الاجتماعيةَ، وليس لأنها تُخالفُ الإسلامَ الحنيفَ، إلا أنَّ التعليمَ، والانفتاحَ الإعلاميَّ، والاستقرارَ السياسيَّ، والرِّفاهَ، والعدالةَ أثَّرَتْ بشدةٍ في تطويرِ المَوروثاتِ لتستجيبَ للحداثة، وإحلال ركائزَ جديدة في بُنيةِ عقلِنا الجمعيِّ تستندُ إلى احترامِ دورِ المرأةِ والقبولِ به. وقد يقولُ البعضُ إنَّ فينا مَنْ يرفض ذلك، فأقولُ إنَّ هذا صحيحٌ، لكنه ليس ظاهرةً وإنما مواقفُ فرديةٌ، لأصحابِها الحقُّ في اتِّخاذِها والتعبيرِ عنها في ظلِّ سقفِ الديمقراطيةِ.
1223
| 01 مارس 2015
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
3963
| 05 ديسمبر 2025
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2667
| 30 نوفمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1725
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1569
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1410
| 06 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1155
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
972
| 07 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
876
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
648
| 05 ديسمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
636
| 30 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية