رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
للأوطانِ أرواحٌ هي إنسانيتُها الـمُرتكزةِ على عقائدِها وحَـيَـوِيَّـتِـها واحترامِها لـمواطنيها والبشريةِ جمعاء. ولها لغاتٌ تُخاطبُ العالَـمَ بها، هي الإنجازاتُ والتَّحَـضُّرُ والـمَدنيَّـةُ. ووجوهٌ هي قياداتُها وشعوبُها. أمسِ الأول، كان افتتاحُ مونديالِ اليدِ رائعاً مُعَـبِّراً عن رؤيتِـنا لوطنِـنا كجزءٍ من عالَـمٍ نتأثَّـرُ به ونُـؤَثِّـرُ فيه حضارياً من خلالِ الرياضةِ. وكانت لرعايةِ سموِّ الأميرِ الـمفدى له، وإطلالتِـهِ ببشاشتِـهِ وتواضعِـهِ الـمَعهودَينِ أثراً عظيماً في الجوِّ النفسيِّ الذي سادَ النفوسَ، وفي الصورةِ الكُـلِّـيَّـةِ لبلادِنا قيادةً وشعباً. وجاءَ فوزُ منتخبِنا على نظيرِهِ البرازيليِّ في مباراةِ الافتتاحِ كعنصرِ حَـشْـدٍ سيُسهِمُ في إنجاحِها جماهيرياً.كم رائعٌ أنْ نشاهدَ في شوارعِ الدوحةِ الحافلاتِ التي تحملُ أسماءَ الدولِ الـمشاركةِ، وهي تنقلُ اللاعبينَ من مقارِ إقامتِهِـم إلى صالاتِ التدريبِ، دون حمايةٍ أمنيةٍ ظاهرةٍ، فهذا دليلٌ على أنَّ الأمنَ هو جانبٌ حضاريٌّ قبل أنْ يكون عَمَلِـيَّاتياً، ويُشيرُ إلى أنَّ مجتمعَنا الحيَّ وإنسانَهُ الـمُبدعَ يحتضنانِ البطولةَ ويريانِ فيها جزءاً من تحقيقِ رؤيتِـنا الوطنيةِ لسنةِ 2030م.لقد نجحَتِ اللجنةُ الـمُنَظِّمةُ العليا، برئاسةِ سعادةِ الشيخِ جوعان بن حمد آل ثاني، في الإعدادِ للبطولةِ على أكملِ وجهٍ، إلا أنَّ نجاحَها الأكبرَ كان في استراتيجيتِها الإعلاميةِ الهادئةِ التي تُركِّـزُ على الأهدافِ النهائيةِ دون أنْ تسمحَ للمُـعَوِّقاتِ والـمُغرضينَ في تعطيلِ الجهودِ الجبارةِ الـمبذولةِ لإبرازِ الوجهِ الحضاريِّ للإنسانِ العربيِّ مُـمَثَّلاً في شقيقِـهِ الإنسانِ القطريِّ. ولابد لنا، بعد انتهاءِ البطولةِ، من مراجعةٍ ودراسةٍ مُحكمتين لهذه الاستراتيجيةِ بهدفِ الاستفادةِ منها مستقبلاً في إعداداتنا لـمونديالِ القدم 2022م.بطولةٌ عالـميةٌ وافتتاحٌ رائعٌ في وطنِ الإنسانِ، سيكون لهما أثارُهُما على حضورِنا الدوليِّ في الـمحافلِ الرياضيةِ، وسينعكسانِ إيجاباً على اقتصادِنا الوطنيِّ عبرَ دَعْـمِ الصناعةِ الرياضيةِ التي نسعى لجَـعْلِ بلادِنا إحدى ركائزِها العالـميةِ، وسيخدمانِ رؤانا السياسيةَ الـمُستندةَ إلى بُنًى سياسيةٍ وقانونيةٍ تتطوَّرُ يوماً فآخر.كلمةٌ أخيرةٌ:من السابقِ لأوانِـهِ، الحديثُ الفنيُّ عن أداءِ الـمنتخباتِ، لكن الفوزَ في مباراتِنا الأولى بعثَ الأملَ في قلوبِـنا لترتفعَ رايةُ بلادِنا على منصةِ التتويجِ، فتكتملُ الفرحةُ برؤيتِنا لها خَفَّاقةً إلى جوارِ رايتِنا العاليةِ كدولةٍ مُنَـظِّمَةٍ للبطولة.
2466
| 17 يناير 2015
اليوم، تُخاطبُ بلادُنا العالَـمَ بتَـحَضُّرِها، وتماسُكِ بُناها السياسيةِ والاقتصاديةِ والـمُجتمعيةِ، وتَـمَـدُّنِ مجتمعِها وروحِـهِ الإسلاميةِ العربيةِ الإنسانيةِ، وكفاءةِ إنسانِها الـمواطنِ الـمُبدعِ، مع انطلاقةِ بطولةِ العالَمِ الرابعةِ والعشرينَ لكرةِ اليدِ للرجالِ. الحديثُ عن مونديالِ اليدِ حديثٌ عن وطنٍ ناهضٍ وشعبٍ حيٍّ شُـرِّفا بتنظيمِـهِ نيابةً عن أُمَّتِـهِما العربيةِ، فهو واجهةٌ حضاريةٌ تعكسُ صورةً رائعةً للإنسانِ العربيِّ مُـمَثَّلاً في الإنسانِ القطريِّ الكُفْءِ الـمُدركِ لدورِهِ الفاعلِ الـمُـؤثِّـرِ في محيطِـيهِ العربيِّ والدَّوليِّ، وهذا يدفعُنا لتوجيهِ ثلاثِ رسائلَ: الأولى: إلى إعلامِنا وصحافتِنا الرياضيَّيْـنِ العربيَّـيْـنِ الَّلذَينِ ينبغي لهما أنْ يلعبا دورَ الرافعةِ الرئيسيةِ في إبرازِ البطولةِ، وتركيزِ الضوءِ على جوانبِ القوةِ فيها إعداداً وتنظيماً وتفاعلاً جماهيرياً محلياً وعربياً وعالـمياً. فنحن، كمواطنينَ عربٍ، ننتظرُ أنْ تُسْـتَـثْـمَرَ كفرصةٍ ثمينةٍ يخرجُ فيها إعلامُنا من حدودِ الدولِ الوطنيةِ ليتحدثَ باسمِ الأمَّـةِ كلِّـها، لأنها بطولةٌ تنبضُ بقلوبِ الـمغاربةِ والنيل والقرن الإفريقي والشامِ وبلادِ الرافدينِ والخليجِ واليمنِ التي اتحدَتْ في القلبِ القطريِّ. الثانيةُ: إلى مواطني بلادِنا، وأشقائِهِم العربِ والـمسلمين وإخوتِـهِم في الإنسانية من الـمُقيمين، ليشاركوا في إنجاحِ البطولةِ جماهيرياً بالحضورِ إلى الـملاعبِ، وتشجيعِ الفِـرَقِ الـمُشاركةِ، وكم رائعٌ أنْ تحتضنَ بلادُنا منتخباتِ الدولِ الـمشاركةِ كلِّها، لكن الأروعَ هو الوجهُ العربيُّ الذي تحملُ ملامحَـهُ منتخباتُ السعوديةِ ومصرَ وتونسَ والجزائر ومنتخبُنا الوطنيُّ، وهو أمرٌ يبعثُ الطمأنينةَ في منافسةٍ عربيةٍ قويةٍ تُثمرُ وصول أحدِها إلى الـمباراةِ النهائيةِ، وفي حضورٍ جماهيريٍّ ضخمٍ يؤازرُها في جميعِ مبارياتِـها. الثالثةُ: إلى الشركاتِ الكبرى، الحكومية والـمُختلطة والخاصة، بوجوبِ ممارستِـها لدورٍ في النجاحِ الجماهيريِّ للبطولةِ، فمن الـمُمكنِ أنْ تمنحَ، بالتناوبِ بينها، عدداً من العاملينَ فيها إجازاتٍ مدفوعةَ الأجرِ لنصفِ يومٍ مثلاً ليحضروا الـمبارياتِ، أو أنْ تقومَ بتنظيمِ حضورِهِـم لها تحت إشرافِها وبالتنسيقِ مع اللجنةِ الـمُنَظِّمَـةِ. وهما أمرانِ سيكونُ لهما صدى إعلاميٌّ في صحافتِـنا، ولا نشكُّ أنه سيتمُّ النظرُ إليهما بعينِ التقديرِ بالنسبةِ للشركاتِ الخاصةِ في أفضليةِ حصولِـها على عقودٍ حكوميةٍ في مجالاتِ عملِـها مستقبلاً. كلمةٌ أخيرةٌ: نُرحبُ بمُنتخباتِ الدولِ الـمشاركةِ في قطرَ، وطنِ الإنسانِ، راجين الله أنْ تكونَ مشاركاتُها نقلةً نوعيةً تُسهمُ في ترسيخِ الروحِ الرياضيةِ، وتُعَزِّزُ الروابطَ الإنسانيةَ بينَ الشعوبِ والأممِ.
3380
| 15 يناير 2015
لم تكنْ النتيجةُ مُتَـوَقَّعَةً حتى لدى أكثر الـمتابعينَ تشاؤماً، فقد ارتبطتْ مشاركةُ منتخبِـنا في البطولةِ الآسيويةِ بالأملِ الذي بعثَـهُ في نفوسِنا الفوزُ بكأسِ الخليجِ، وكنا نتوقَّعُ أنْ نشهدَ انطلاقةً قويةً في حجمِ آمالنا لكن خسارةَ الـمباراةِ بنتيجةِ 4 / 1 كانت ضربةً قويةً تدفعُنا لقراءةٍ جديدةٍ لابد منها في سَـعينا للتأهُّلِ للدورِ الثاني، وسنناقشها في نقاطٍ كالتالي: (1) لابد للمدربِ، جمال بلماضي، من الاستقرارِ على تشكيلةٍ تُبَـيِّـنُ قراءتَـهُ لقدراتِ وكفاءاتِ لاعبيه، وقدرتَـهُ على توظيفِـهِم في خطوطِ اللعبِ، وتُتيحُ لهم تخليقَ جوٍّ نفسيٍّ تبدو آثارُهُ خلال الـمبارياتِ أداءً فنياً جماعياً تدعمُهُ مهاراتُـهُم الفرديةُ. وكما نعرفُ جميعاً فإنَّ الـمباراةَ الأولى لأيِّ منتخبٍ في بطولةٍ هي نفسيةٌ بالدرجةِ الأولى، وينبغي الحرصُ فيها على حُسْـنِ اختيارِ اللاعبينَ في التشكيلةِ، ومن هنا نتساءلُ عن غيابِ لاعبينَ ذوي كفاءاتٍ ومهاراتٍ وخبراتٍ عن مباراتِنا أمام الإمارات، كعلي أسد وماجد محمد ومحمد موسى . ونستغربُ إشراكَ قاسم برهان الذي تابعنا تراجعَ مستواه مع ناديه بعد بطولةِ كأسِ الخليجِ. وحتى في التغييراتِ، لم يُوَفَّـقْ حين أخرجَ بوضياف الذي كان محورَ التوازنِ في كلِّ خطوطِ اللعبِ، وحين أشركَ إسماعيل محمد وخوخي بوعلام في وقتٍ متأخرٍ من الـمباراةِ ولم يوظِّفْـهُما توظيفاً سليماً يُستفادُ منه في تغييرِ مسارِها. (2) لم نلحظْ وجوداً لخططِ لَعبٍ، فقد كانت الخطوطُ متباعدةً تفتقدُ إلى التنظيمِ السليم الذي يجعلُ من الـممكنِ تخليقَ فُرَصٍ أو صُنْعَ هجماتٍ تُهَـدِّدُ الـمرمى الإماراتيَّ. كما أنَّ الجُـمَلَ التكتيكيةَ غابتْ تماماً في أداءِ منتخبِـنا، مما فاقَـمَ تدهورَ مستواهُ في ظِـلِّ غيابِ الروحِ القتاليةِ والتركيزِ الذهنيِّ لدى اللاعبينَ، وتزعزعِـهِـم النفسيِّ. وهذا يدفعُنا لـمُطالبةِ بلماضي بوجوبِ إعادةِ النظرِ في خططِهِ ودراسةِ أوجهِ الخللِ لتجاوزِها في الـمبارياتِ القادمةِ. (3) الجهازُ الإداريُّ للمنتخبِ مسؤولٌ عن إعدادِ اللاعبين لتَـخَطِّي النتيجةِ النفسيةِ للمباراةِ، فعليه العملُ على تهيئتِهِـم وتشجيعِـهِم وغَرْسِ الثقةِ في نفوسِـهِم، وبخاصةٍ بعدما تَـبَـيَّنَ لنا ضَعْفُ الدوافعِ النفسيةِ لهم، والتي نتجَ عنها ضَعْفٌ موازٍ في روحِـهِم القتاليةِ الهجوميةِ. وليس الآنَ أوانُ البحثِ عن أسبابِ ذلك أو التركيزِ عليه، ولكنه أوانُ البناءِ النفسيِّ وصُنْعِ الدوافعِ بحيثُ يتجاوزُ اللاعبونَ الهزاتِ الارتداديةَ لخسارةِ أُوْلى مبارياتِـهِم . كلمةٌ أخيرةٌ:خسارةُ الـمباراةِ أمام الإماراتِ يجب أنْ تكونَ دافعاً لأداءٍ أفضلَ في الـمبارياتِ القادمةِ لأنَّ الهدفَ هو رَفْـعُ رايةِ قطرَ الحبيبة في هذا الـمَحفلِ الرياضيِّ القاريِّ الكبيرِ.
2692
| 14 يناير 2015
تجتمعُ، اليومَ، الأسرةُ القطريةُ الواحدةُ لتُـؤَكِّـدَ على تلاحُمِها تحتَ الرايةِ الوطنيةِ التي يحملُها القائدُ، سمو الأمير الـمفدى، ويُجَـدِّدُ الجميعُ عهدَ الولاءِ لسموهِ، والـموالاةُ لنَـهجِـهِ في قيادةِ بلادنا نحو الغدِ على دروبِ العِـزَّةِ والفخرِ بوطنٍ يشاركُ في صُنْـعِ الـمُستقبل لأبنائه، وأبناءِ أُمَّـتَـيْـهِ، العربيةِ والإسلاميةِ، والإنسانيةِ جمعاء.في هذه الـمناسبةِ الوطنيةِ، نستعيدُ ذكرياتِ بناءِ دولةٍ و وطنٍ لهما وجودٌ رائعٌ يمتزجُ بدمائنا، ويختلطُ بأرواحِنا. وننظرُ إلى حاضرِنا بعينِ الثقةِ في قيادتِنا الحكيمةِ التي احتضَنَتْ شعبَها، وآمنتْ بكفاءةِ أبنائه، وراهنتْ على قدرتِـهِ على النهوضِ بالوطنِ، فكانَ رهانُها في محلِّـهِ، وأينما التفتنا فسنرى شبابَنا من الجنسينِ يقودُونَ النهضةَ العظيمةَ في مسيرتِنا نحو تحقيقِ رؤيتِـنا الوطنيةِ لسنةِ 2030م. والتي ستكون بدايةَ مرحلةٍ جديدةٍ تزهو بلادُنا بها كوطنٍ للإنسانِ ودولةِ مؤسساتٍ ومجتمعٍ مدنيٍّ مُتمدِّنٍ متحضِّرٍ يرتكزُ إلى روحِ الإسلامِ الحنيفِ، والقِـيَـمِ الساميةِ لانتمائِنا العربيِّ.نتحدثُ عن بناءِ الوطنِ وإنسانِـهِ الـمُبدعِ الحيِّ القادرِ على التأثيرِ والتجديدِ ومواكبةِ الحَـداثةِ دون الانفصالِ عن الركيزةِ الرئيسةِ في بُنْـيَـتِـنا النفسيةِ والعقليةِ، أيْ الإسلامُ الحنيفُ، وهو أمرٌ كتبَ اسم بلادِنا بحروفٍ من نورٍ في الدنيا، ونَقَشَ حُبَّها واحترامِ قيادتِها وشعبِها في نفوسِ الشعوبِ، بفضلِ السياساتِ الحكيمةِ، داخلياً وخارجياً، لسموِّ الأميرِ الـمُفدَّى.في كلِّ بقعةٍ غاليةٍ من بلادِنا، نرى التَّـمَـدُّنَ والرُّقِـيَّ الحَضاريَّ والروحَ الإنسانيةَ الساميةَ ترتسمُ في تعاملاتِـنا، وعلى روابطنا الاجتماعيةِ، وعلاقاتنا بالآخرين. ونلمحُ إنجازاتٍ ضخمة لصروحٍ عظيمةٍ من الـمُنشآتِ التعليميةِ والاجتماعيةِ والرياضيةِ. ونشاهدُ الإنسانَ في سعيِـهِ للمُشاركةِ الفاعلةِ في مسيرةِ بناء الوطنِ والدولةِ. وخلفَ كلِّ ذلك، نلمحُ طيفَ سمو الأمير الـمفدى يُـوَجِّـهُ الجُهودَ، ويرعى شعبَهُ الـمُبدعَ الوَفِـيَّ، ويضعُ الأسسَ السليمةَ لوطنِ الإنسان، فنِـعْـمَ القائد والشعب والوطن والـمُناسبة التي تأتلفُ فيها قلوبُنا .ككُتَّابٍ وإعلاميينَ، نجدُ أنفسَنا أمامَ تَـحَدٍّ عظيمٍ يُلْـزِمُنا بإبرازِ الصورةِ الحقيقيةِ الإنسانيةِ الـمَدنيةِ لبلادِنا، ويَدفعُنا لـمُخاطبةِ العالَـمِ بفضائلِـنا الأصيلةِ فينا، لتكونَ مناسبةَ اليومِ الوطنيِّ في كلِّ عامٍ مناسبةً لـمراجعةِ الـمسيرةِ الإعلاميةِ بعينِ النقدِ والتحليلِ لتظلَّ حيةً مُتجدِّدَةً، وواجهةً حضاريةً يرانا منها الأشقاءُ في العروبةِ والإسلامِ، والأخوةُ في الإنسانيةِ، وتكونَ أداةً للتغييرِ الإيجابيِّ في البُنى الفكريةِ والنفسيةِ لـمجتمعِنا. وكمواطنينَ، فإنَّ الـمناسبةَ الغاليةَ تُثري روحَ الإخاءِ الـمرتكزةِ إلى انتمائنا الأبديِّ لترابِ أرضِ بلادِنا الطاهر الذي تحتضنُ ذراتِ رمالِهِ قلوبُنا حتى لَـنَكادُ نَسمعُ نَبْضَها في كلِّ بقعةٍ في قَطرنا الحبيبةِ. نبضةٌ وطنيةٌ : اليومُ الوطنيُّ ليس احتفالاً بذكرى سنويةٍ عزيزةٍ علينا، ولكنه مناسبةٌ للاحتفالِ بذكرى تعيشُ فينا دائماً وتُلهِـمُنا لنعملَ ونسعى لرَفعِ اسمِ بلادِنا فتخفقُ رايتُها عالياً في سماءِ الإنسانيةِ والحضارةِ.
29967
| 18 ديسمبر 2014
كان الاتحادُ الخليجيُّ للإعلامِ الرياضيِّ الحاضرَ الغائبَ في حياتِنا الإعلاميةِ، لأنَّـهُ ظَلَّ، منذ إنشائِـهِ، مؤسسةً ذات طابعٍ وظيفيٍّ احتفاليٍّ. إلا أننا شَـهِـدْنا صحوةً عظيمةً له في خليجي 22، حين استطاعَ الخروجَ بالبطولةِ من مستواها الإعلاميِّ الـمحليِّ إلى مستوى رفيعٍ يرتكزُ على كونها منبراً يُـوَحِّدُ الخطابَ الإعلاميَّ في دولِ مجلسِ التعاونِ بحيثُ يُسهِـمُ ذلك في تفعيلِ مشاعر وحدةِ الـمصيرِ والانتماءِ للبيتِ الخليجيِّ الكبيرِ.هذا النجاحُ يدفعُ بنا إلى مطالبةِ الاتحادِ بأمورٍ كثيرةٍ، أهمُّها:(1) وَضْـعُ خططٍ للانتقالِ من الجانبِ النَّظريِّ الاحتفاليِّ إلى الجانبِ التطبيقيِّ العمليِّ بشأنِ الإفادةِ من العنصرِ البشريِّ العاملِ في مجالِ الإعلامِ في دولِنا الستِّ، بحيثُ تعملُ الكوادرُ الإعلاميةُ الرياضيةُ العُمانيةُ، على سبيلِ الـمثالِ، في الكويتِ، والسعوديةُ في قطر، والقطرية في البحرين، وقِس على ذلك.(2) وَضْـعُ خططٍ لإعدادِ الصحافي والإعلاميِّ الرياضيِّ الخليجيِّ الـمُحترفِ، من خلالِ برامجَ مُـكَـثَّفَـةٍ لتزويدِهِ بحصيلةٍ معرفيةٍ ضخمةٍ لا تقتصرُ على الرياضةِ. فنحن نعلمُ أنَّ الرياضةَ هي الـمَظهرُ الأبرزُ للتأثيرِ في الشعوبِ إيجاباً، والعاملين في إعلامِها لا ينبغي لهم الاقتصارُ على نَقْـلِ الخبرِ، بل عليهم استثمارُهُ لتعزيزِ الرؤى السياسيةِ والـمجتمعيةِ التي تُوَحِّـدُنا، وهو أمرٌ بحاجةٍ لاحترافٍ عمليٍّ تُعَـزِّزُهُ ثقافةٌ رفيعةٌ.(3) على اللجنة أن تلعبَ دوراً في التنميةِ الشاملةِ التي تشهدُها دولُـنا، عَـبْـرَ الاهتمامِ بالجوانبِ التي تُشكِّلُ رافعات للرياضةِ، كتعزيزِ مفاهيم الـمسؤوليةِ الاجتماعيةِ في نفوسِ وعقولِ الناشئةِ والشباب الخليجيين الذين يتأثَّرونَ بشدةٍ بما تُقَدِّمُهُ لهم وسائلُ الإعلامِ الرياضيِّ. وبالطبعِ فإننا نتحدثُ عن الإفادةِ من البحوثِ والدراسات النظريةِ والتطبيقيةِ التي قامت بها الجامعاتُ ومراكز البحوثِ في بلادِنا، بحيث يكون هناك تواصلٌ مثمرٌ بين اللجنة وبينها.(4) ننتظرُ من اللجنةِ استثمارَ البطولات العالـميةِ التي ستشهدُها دولُنا في تأهيلِ وصَـقْلِ خبراتِ الشبابِ الخليجيِّ الراغبِ في العمل في مجالِ الإعلامِ الرياضيِّ، لنخرجَ منها بكوادرَ تُغَطي الحَـدَثَ، وتنقلُ الخبرَ وتُحلِّـلُهُ.نبضةٌ خليجيةٌ:خليجُنا واحدٌ، عبارةٌ تعني أننا شعبٌ واحدٌ في ستِّ دولٍ، وأنَّ تنميةَ إنسانِـنا هي مهمةٌ خليجيةٌ نعملُ جميعاً لإنجاحِـها، وحَـبَّـذا لو انطلقْـنا في ذلك من الرياضةِ وإعلامِها.
5192
| 26 نوفمبر 2014
هناك بونٌ شاسعٌ بين أنْ نخاطبَ أنفسَنا ونجادلَ بعضَنا، وأنْ نتوجَّهَ بخطابِنا إلى الناسِ. ففي الأولى، نحن ننشغلُ بالأفكارِ المُجَرَّدةِ، ونُعنَى بالحُجَّةِ الكلاميةِ التي يُرَدُّ عليها بحُجَّةٍ كلاميةٍ دون الوصولِ إلى نتيجةٍ سوى تكرارِ نفسِ الأفكارِ والرؤى. أما في الثانيةِ، فنحنُ نتعاملُ مع الواقعِ كما هو وليسَ كما نفترضُهُ، فنكونُ أكثرَ حرصاً في لغةِ خطابِنا لأننا نبحثُ عن التأثيرِ في الناسِ إيجاباً وليسَ بهَدَفِ مجادلتِهِم بما نراه صالحاً لهم.فالمثقفُ، والمُبدعُ، والداعيةُ، والمُختصُّ في مجالٍ علميٍّ أو معرفيٍّ، وكلُّ مواطنٍ ومواطنةٍ يستخدمانِ وسائلَ الاتصالاتِ، مسؤولونَ عَمَّا يُقَدِّمونَهُ للآخرينَ.من مهماتِ الكُتَّابِ الصحافيينَ والروائيينَ والقصصيينَ، الانطلاقُ من فكرةِ صلاحِ المجتمعِ والإنسانِ، وقابليتِهِما للتغييرِ الإيجابيِّ في الرؤى والفِكرِ والسلوكِ. فالمجتمعُ صالحٌ لأنَّ الصلاحَ يرتبطُ بوجودِ الصالحينَ فيه، دينياً ووطنياً وإنسانياً، وهم كُثْرُ. والإنسانُ مفطورٌ على الخيرِ، قابلٌ للاستجابةِ الخَيِّرةِ عندما نعرفُ كيفَ نُخاطبُهُ. فلا ينبغي أنْ يكونَ تركيزُنا على سلبيةٍ سلوكيةٍ هنا، وأخلاقيةٍ هناك، فنتخذهما ذريعةً لحديثٍ طويلٍ نجلدُ فيه الذاتَ فنُعَطِّلُ الحراكَ الفكريَّ لدى شريحةٍ من الذينَ يتأثَّرون بما نكتبُ.في بلادِنا، أمورٌ رائعةٌ تتحقق يوماً فآخر، من تغييراتٍ هائلةٍ في البُنى الاجتماعيةِ وأساليبِ التفكيرِ والسلوكِ، نتيجةً لانتشارِ التعليمِ والتَّوَجُّهِ نحو الاختصاصِ في كلِّ المجالاتِ، ولوجودِ خطط تهدفُ لتحقيقِ رؤيتنا الوطنية للمستقبلِ، وهي خطط تقوم على استثمارِ كفاءاتِ ومُؤهِّلاتِ الإنسانِ المواطنِ وتنميتِها وتطويرِها. لكننا لا نلحظُ إشارةً واضحةً لذلك كلِّهِ في معظمِ كتاباتِنا وأعمالِنا الإبداعيةِ الأدبيةِ والفنيةِ.إذا أردْنا أنْ يكونَ دورُنا فاعلاً في النهضةِ الشاملةِ فعلينا البدءُ بالحديثِ عن مجتمعِنا بمقاييسِهِ وليس بالمقاييس التي كانت سائدةً في ستينياتِ وسبعينياتِ وثمانينياتِ القرنِ الماضي، حيثُ نُركِّزُ على الصِّدامِ بينَ الموروثِ الاجتماعيِّ والحداثةِ بصورةٍ لا تُعَبِّرُ عن الواقعِ المُعاشِ وما يشهدُه من تبدلاتٍ تشملُ كلَّ شيءٍ.المجتمعاتُ كيانٌ حيٌّ فيه عشراتُ آلافِ الأفكارِ التي يتعاملُ من خلالِها الناس مع الحياةِ، وينبغي الحرصُ على هذا التنوُّعِ كنتيجةٍ لازمةٍ للتجدُّدِ والتطوُّرِ، لا أنْ نتعاملَ معه وكأنه ظاهرةٌ سلبيةٌ. فعلينا التأكيدُ ما استطعنا على القبولِ بالآخرينَ واحترامِهِم حتى لو لم نكن نتفقُ معهم في الأفكارِ، لأنَّ قيامنا بذلك يُعَزِّزُ فرصَ الحوارِ والوصولِ إلى اتِّفاقٍ على الأهدافِ والغاياتِ والسُّبُلِ اللازمةِ لتحقيقها. وهذه من المهامِ الرئيسةِ لأصحابِ الأقلامِ ومنتجي الأعمالِ الفنيةِ والمبدعينَ.
8350
| 23 نوفمبر 2014
لم تكنْ أخطاءُ الحُكَّامِ في دورةِ كأسِ الخليجِ الحاليةِ بسيطةً، بل بلغَتْ حداً من الخطورةِ والسوءِ بحيثُ أثَّـرَتْ سلباً على نتائجِ بعضِ الـمبارياتِ، فظُلِـمَتْ منتخباتٌ جديرةٌ بالفوزِ حين فازَ سواها بسببِها. وعندما نتحدثُ عن الظلمِ، هنا، فإننا نتحدثُ عنْ جهودٍ جبارةٍ بذلَتْـها الدولُ الـمشاركةُ لإعدادِ منتخباتِها، وعنِ الـمشاعرِ الوطنيةِ، وأحلامِ الجماهيرِ وآمالِها، وسَـعْيِ الجهاتِ الرسميةِ وجهودِ التربويينَ والإعلاميينَ لنَـشْـرِ الروحِ الرياضيةِ واستثمارِها في التنميةِ الشاملةِ. بمعنًى آخرَ، فإنَّ أخطاءَ الحُكَّامِ، دائماً، تُعْـتَـبَرُ مُعَـوِّقاً نفسياً يحرمُ الروحَ الرياضيةَ من التَّرَسُّـخِ في نفوس الشعوبِ التي تعلَّقَتْ قلوبُها بمنتخباتِها.اختيارُ الحُكَّامِ مسؤوليةٌ عظيمةٌ لابدَّ أنْ يتولَّاها مُختَصُّونَ في التحكيمِ، قادرونَ على الـمُفاضَلَـةِ بينَ مَنْ يختارونَهم من حيثُ الكفاءةِ والأهليـةِ. وللأسفِ، فإنَّ عمليةَ اختيارِ بعضِهِم لإدارةِ مبارياتِ البطولةِ لم تكنْ مُوفَّقةً، لكنَّ أداءَهم الضعيفَ كان عاملاً جيداً في جانبٍ آخرَ، لأنَّـهُ دفعَ بنا للبحثِ في سُبُلِ تفعيلِ التواجدِ العربيِّ في الاتحادِ الدَّوليِّ لكرةِ القدمِ، الفيفا، من خلالِ القيامِ بجهدٍ جماعيٍّ للشؤونِ القانونية باتحاداتِ الدولِ الـمُشاركةِ لإعدادِ مشروعاتٍ تستهدفُ تعديلَ بعضِ القوانينِ الدوليةِ للعبةِ، ومنها بخاصةٍ تلك الـمتعلقةُ بكيفيةِ احتسابِ نقاطِ الـمباراةِ عند ثبوتِ وجودِ أخطاءٍ تحكيميةٍ فادحةٍ.لنتحدثْ بوضوحٍ وصورةٍ مباشرةٍ، فنقولُ إنَّ الدولَ الـمُشاركةَ في كأسِ الخليجِ، وبخاصةٍ دول مجلسِ التعاونِ، أعضاءٌ فاعلونَ مؤثِّرونَ في الفيفا، ولا تنقصُنا الكفاءاتُ الـمؤهَّلةُ علمياً وعملياً في الـمجالِ الكرويِّ، لكننا نفتقرُ إلى العملِ الجماعيِّ الذي يجعلُنا نُخاطبُ الفيفا بصوتٍ واحدٍ، ويصنعُ لنا تأثيراً في الساحتينِ الكرويتينِ الآسيويةِ والإفريقيةِ يدعمُ خطابَنا. وهذه مسؤوليةٌ لابدَّ لها من قرارٍ يُتَّخَـذُ داخل مجلسِ التعاونِ كمنظمةٍ عليا تجمعُ دولِنا، حيثُ نلاحظُ في جهودِ اللجانِ الـمَعنيةِ بالشأنِ الرياضيِّ أنها ذاتَ طابعٍ احتفاليٍّ إعلاميٍّ، وليس فيها مساعٍ لوَضْـعِ تشريعاتٍ تهدفُ لإيجادِ صيغةٍ رسميةٍ تُوَحِّـدُ الاتحاداتِ الرياضيةِ في كلِّ اللعباتِ.نبضةٌ خليجيةٌ:خليجُنا واحدٌ، ولأنه كذلك فإننا مُطالَبون بالدعوةِ لتوحيد الجهودِ في مجالِ كرةِ القدمِ لنصنعَ التأثيرَ لنا دولياً، ونُسهمُ إيجاباً في التنميةِ الرياضيةِ، ومن هذا الـمُنطلقِ نقولُ إنَّ إعدادَ وتأهيلَ وتقديرَ حكمِنا الخليجيِّ من ركائزِ النهضةِ الكرويةِ في بيتِنا الخليجيِّ الكبيرِ.
6534
| 23 نوفمبر 2014
كُنَّا ننتظرُ أنْ تُسْـهِـمَ كأسُ الخليجِ الحاليةُ في الإعدادِ النفسيِّ للمنتخباتِ الـمُشارِكَـةِ لـمواجهةِ جمهورٍ ضخمٍ يهتفُ للفريقِ صاحبِ الأرضِ، مما يُـعِـدُّ اللاعبينَ لِـما سيواجهونَـهُ في البطولاتِ القاريةِ والدوليةِ. لكنَّ الـموجَ الجماهيريَّ الأخضرَ، الذي اعتدنا أنْ يهزَّ الـملاعبَ بهديرِهِ، غابَ عنِ البطولةِ فأضعفَ روحَها الجماهيريةَ. لقد نجحْنا، في مجلسِ التعاونِ، في التنميةِ الأفقيةِ للرياضةِ، فانتشرتْ الـمنشآتُ الرياضيةُ الحديثةُ، واعْـتُـنِـيَ بإعدادِ الفِـرقِ فنياً وإدارياً، لكننا لم نُـوْلِ التنميةَ الرأسيةَ اهتماماً كافياً، حين أهملْنا نَـشْـرَ الفِـكْـرِ الرياضيِّ في صفوفِ الجماهيرِ لِـحَـدِّ أنَّ البطولاتِ التي تُقامُ في بلادِنا، وتُشاركُ فيها منتخباتُنا الوطنيةُ لا تَـعْـدُ كونَها مناسباتٍ رسميةً لا صدى جماهيرياً لها.حديثُنا عن الجماهيرِ الرياضيةِ السعوديةِ هو حديثٌ عن الـمُكَـوِّنِ البشريِّ الأكبرَ، وتأثيرِهِ الفاعلِ في تنميةِ الرياضةِ الخليجيةِ، لذلك نقولُ إنَّ اللجنةَ الـمُنَظِّمةَ للبطولةِ قامتْ بأداءِ مهامِها الإداريةِ على أكملِ وجهٍ، لكنها أخفقتْ في التَّعامُلِ مع الحجمِ الضخمِ للبطولةِ، شعبياً، فلم نَلحظْ إبداعاً إعلامياً وتسويقياً يتناسبُ مع الحَـدَثِ بحيثُ تتمُّ تهيئةُ الشارعِ الرياضيِّ السعوديِّ للخروجِ من ثنائيةِ النادي والـمنتخب. فليسَ من الـمعقولِ أنْ ترتبطَ الجماهيرُ بأنديتِها لدرجةِ أنْ يكون ارتباطُها بالـمنتخباتِ الوطنيةِ مجردَ انعكاسٍ للاعبينَ الذين تَـمَّ اختيارُهم منها. وهذا الأمر ليسَ مسؤوليةَ الجماهيرِ، وإنما هو أُسُّ مسؤوليةِ اللجنةِ الـمُنَظِّـمةِ التي لم تفعلْ الكثيرَ بشأنِـهِ منذُ اختيارِ الرياضِ لإقامةِ البطولةِ فيها.نحن بحاجةٍ لتنميةٍ رياضيةٍ حَقَّـةٍ في بلادِنا تجعلُ العاملَ الوطنيَّ قيمةً عُليا تندرجُ تحتها القِـيَـمُ الأخرى بحيثُ تعكسُ البطولاتُ مَدَنيتَنا وتَحَضُّرَنا وأهْلِـيَّـةَ مُجتمعاتِنا لاحتضانِ وإنجاحِ بطولاتٍ قاريَّـةٍ ودَوليَّـةٍ. ونَحمدُ اللهَ أنَّنا نمتلكُ كفاءاتٍ مُؤَهَّلةً علمياً ومعرفياً وعملياً تستطيعُ وَضْـعَ خططٍ لتحقيقِ هذا الهدفِ.كلمةٌ أخيرةٌ:لليمنِ وجودٌ عظيمٌ في تاريخِنا العربيِّ منذُ القِـدَمِ، وكم رائع الحضور الجماهيري الكبير لأبنائِهِ خلفَ منتخبِـهِ، فالجمهورُ والـمنتخبُ أثْبَـتا أنَّ الشعوبَ حيَّـةٌ ولا تُؤثِّـرُ في حيويتِها وإبداعِها الظروفُ الصعبةُ التي تمرُّ ببلادِها، فلهما التحيةُ والتقديرُ النابعان من قلوبٍ عربيةٍ خليجيةٍ تنبضُ بحبِّ اليمنِ وأهلِـهِ الكرامِ.
3818
| 19 نوفمبر 2014
للخليجِ روحٌ جامعةٌ تفرضُ وجودَها في نفوسِ أبنائِهِ، وتبدو في صورٍ عِـدَّةٍ أظهرتَها صحيفةُ (الشرقِ) في تحقيقِها يومَ أمسِ بتركيزِها على الـمصيرِ الواحدِ الذي يجمعُنا، وهو أمرٌ رائعٌ صَيَّـرَ البطولةَ صوتاً لنفوسِنا الـمُتَطلعةِ لخليجنا الواحد.يهبُّ النسيمُ فجراً من عُمان حاملاً طِيبةَ قلوبِ أهلِـها، ويُعانقُ صباحاتِ الـمَـودَّةِ في الإمارات، ويَضُمُّ دِفْءَ الـمَحبةِ في قطرَ، وينتشي بعبيرِ الإنسانية في البحرينِ، ويزهو بتجدُّدِ الحياةِ في الكويتِ، ثم يندفع ليحتضنَ دياراً تعبقُ بالتاريخِ الحيِّ الذي يتنفسُ الإسلامَ الحنيفَ ويرفعُ صروحَ مدنيتِـهِ في الدولةِ الأمِّ، الـمملكةِ العربيةِ السعوديةِ.عندما نتحدثُ عن كأسِ الخليجِ، فإنما نروي قصةً أبديةً رائعةً يكتبُ فصولَها إنسانُنا العربيُّ الخليجيُّ بحروفٍ من العزيمةِ والإيمانِ بوحدةِ الـمصيرِ التي تجمعُنا وتُـوَحِّدُ جهودَنا في كلِّ الـمَجالاتِ. فالبطولةُ هي تلاقٍ لأرواحِنا، وتجسيدٌ لـمُنانا، يَـتَّخذانِ الرياضةَ مظهراً حضارياً نخاطبُ بهِ بعضَنا، ونُروي للدنيا ما نحنُ عليه، في واقعنا، من إنسانيةٍ وإبداعٍ وقدرةٍ على التجدُّدِ والتطوُّرِ اللازمينِ لكلِّ نهضةٍ تؤسِّسُ للمستقبلِ الـمُشتركِ.لم يسبقْ للبطولةِ، منذ انطلاقتِها الأولى في البحرينِ سنة 1970م، أنِ اتَّخَـذَتْ هذا الزَّخْـمَ من الحِرْصِ على إظهارِ ارتباطِها بحاضرِنا ومستقبلِـنا ومصيرِنا الـمُشترك، الذي طغى على ما عداهُ في نسختِها الحاليةِ. فالصحافةُ والإعلامُ في مجلسِ التعاونِ جَعلا منها منبراً لشعوبِـنا الـمُتمدنةِ الـمتحضرةِ الـمُتعاضدةِ تدعو منه لتفعيلِ الرؤى الداعيةِ لتوحيدِ دولِ الـمجلسِ اقتصاداً وتعليماً وإعلاماً وسياسةً خارجيةً مع الـمحافظةِ على الخصوصيةِ الوطنيةِ لـمجتمعاتِها، وهي جزءٌ من انتماءٍ وطنيٍّ للمجتمعِ العربيِّ الخليجيِّ.لقد نجحَ الإعلامُ والصحافةُ في توحيدِ النفوسِ، وتوجيهها للتفاعلِ مع البطولةِ كشأنٍ خليجيٍّ عامٍّ، فأينما حلَّ كأسُها فهو ضيفٌ يُشرِّفُ الجميعَ. وهذا أمرٌ يتفقُ مع الحتميةِ التاريخيةِ التي تخبرُنا أنَّ الأوطانَ تتجهُ نحو الوحدةِ إذا توافرتْ شروطٌ مُعَـيِّنةٌ نجدُها مُتَحَقِّقةً في بيتِنا الخليجيِّ الكبيرِ. ويقودُنا ذلك للبحثِ في الدورِ المهم الـمتعاظمِ للإعلامِ مستقبلاً بعدما تَبَـيَّنَ أنه الوسيلةُ الرئيسيةُ لصُنْـعِ التَّـوجُّهاتِ وصياغةِ البُنى الفكريةِ والنفسيةِ الـمطلوبةِ لإنسانِ الـمستقبلِ في دولِنا.
5050
| 17 نوفمبر 2014
عنصرُ الاستجابةِ الواعيةِ السليمةِ للتحدياتِ الـمَفروضةِ على دولِ مجلسِ التعاونِ، هو أهمُّ عناصرِ تكوينِ شخصيةِ الإنسانِ العربيِّ الخليجيِّ، مواطناً مُتحضراً مُتمدناً وقياداتٍ حكيمةً. وتُشَـكِّلُ كأسُ الخليجِ إحدى الجوانبِ الـمهمةِ لهذا العنصرِ لأنَّـها تُجَـسِّدُ العلاقةَ الأبديةَ التي تربطُ شعوبَـنا، وتُـؤَكِّـدُ للعالَمِ أننا كيانٌ واحدٌ تتواصلُ شعوبُـهُ في أرقى مظاهرِ الرُّقِـيِّ الحضاريِّ في ملاعبِ كرةِ القدمِ.من متابعتي لصفحاتِ التواصلِ الاجتماعيةِ، العربيةِ والأجنبيةِ، لاحظتُ أمراً غايةً في الأهميةِ يَـتَـمَثَّـلُ في أنَّ التَّعاملَ معَ البطولةِ لا يقتصرُ على الجانبِ الرياضيِّ، وإنَّما يَتخطَّاهُ ليشملَ الجوانبَ السياسيةَ والاقتصاديةَ والـمجتمعيةَ لدولِنا، فكأنَّها منبرٌ نُخاطبُ الآخرينَ منه فنقولُ بالرياضةِ ما لا تستطيعُ ألافُ الساعاتِ الإعلانيةِ والـمقالاتِ أنْ تقولَـهُ عنَّا. وحين نُحللُ الـمنشوراتِ والتعليقاتِ فإنَّنا نجدُ أكثرَها يتحدثُ بإيجابٍ عن الإنسانِ الخليجي ونهضتِـهِ التي تستندُ إلى تخطيطٍ سليمٍ و رؤًى قويمةٍ وأمنٍ اجتماعيٍّ وتماسُكٍ مجتمعيٍّ، مما يُلقي على كواهلِـنا، مواطنيَّ مجلسِ التعاونِ، مسؤوليةً كبيرةً لنتوجَّـهَ إلى العالَـمِ بخطابٍ حضاريٍّ رفيعٍ يعكسُ الصورةَ الحقيقيةَ لدولِنا كمراكزَ تلتقي فيها أخلاقُ وروحُ وإنسانيةِ الإسلامِ والعروبةِ. وليس كالبطولةِ واجهةً تُـرِيْ الآشقاءَ والأصدقاءَ ذلك.تنظيمُ الـمملكةِ العربيةِ السعوديةِ للبطولةِ أمرٌ رائعٌ في ذاتِـهِ، لأنَّ ملياراً ونصفَ مليارِ مسلمٍ يشعرونَ أنَّ شؤونَ الـمملكةِ شؤونُهم الخاصةُ لِـما لبلادِ الحرمينِ الشريفينِ من مَكانةٍ عظيمةٍ في نفوسِـهِم، وهذا وحدُهُ كافٍ لتكونَ البطولةُ، هذه السنة، دوليةً في مستواها النفسيِّ، ويدفعُنا للمُطالبةِ بأنْ يحرصَ اللاعبونَ على إبرازِ مدى التقدُّمِ في كرةِ القدمِ الخليجيةِ، وتحرصَ الجماهيرُ على إبرازِ واقعِـنا كدولٍ متقدمةٍ وشعوبٍ حيةٍ.نتمنى على القياداتِ الرياضيةِ في دولِ مجلسِ التعاونِ أنْ تدعو لاجتماعاتٍ تُوْضَـعُ فيها خططٌ لاستثمارِ كأسِ الخليجِ مستقبلاً في تعزيزِ إبرازِ الروابطِ التي لا تُفْصَـمُ بين شعوبِنا للعالَـمِ كُلِّـهِ، فيكون ذلك بدايةً لـمسيرةٍ جديدةٍ ينضمُّ إليها الرياضيونَ ويشاركونَ الإعلاميينَ والتربويينَ والـمختصينَ في كلِّ الـمجالاتِ الذين يجتهدون لتحقيقِ شروطٍ واقعيةٍ تعكسُ وحدةَ الـمصيرِ التي تجمعُنا.
7239
| 14 نوفمبر 2014
نعلمُ جميعاً أنَّ كأس الخليجِ هي الـمَظهَرُ الأبرزُ لوحدةِ شعوبِ دولِ مجلسِ التعاونِ، ولصِـلاتِ الأُخُـوَّةِ التي تربطُنا باليمنِ والعراقِ. وأنَّها قِـمَّـةٌ شعبيةٌ نتحاورُ فيها، خليجياً، بلغةِ كرةِ القدمِ. ولعلَّ دورَ الإعلامِ هو الدورُ الأهمُّ في ترسيخِ مفاهيمِ وحدةِ الـمصيرِ والعَيْـشِ الـمُشْـتَرَكِ، وسأناقشُهُ في نقاطٍ كالتالي:1 — على الخطابِ الإعلاميِّ أنْ يكونَ رياضياً مطلقاً، فالَّلعبُ أداءٌ يُـظْهِـرُ مدى تَـقَـدُّمِ كرةِ القدمِ في الدولِ الـمُشاركةِ وفي دولِ مجلسِ التعاونِ بخاصة. ولذلك، ينبغي أنْ يرتكزَ التحليلُ الرياضيُّ على تبيينِ الجوانبِ الفنيةِ، وعواملِ القوةِ والضَّعْفِ، والحالات التي أخطأ فيها الـمدربون واللاعبون والحُكَّامُ، بحيث يُستفادُ من ذلك في زيادةِ الوعي الرياضيِّ وتثقيفِ العقلِ الجمعيِّ للناشئةِ والشبابِ.2 — لا أحدَ يستطيعُ مَنْـعَ التَعَصُّبِ الـمُعتدلِ في تشجيعِ الجماهيرِ لفِـرَقِها الوطنيةِ، إلا أنَّ دورَ الصحافةِ ووسائلِ الإعلامِ لا ينبغي أنْ يُمارَسَ بهذه الصورةِ، وإنَّما يكونُ الرافعةُ التي يُسْـتَـنَـدُ عليها في تهذيبِ النفوسِ، وتقويةِ الروحِ الرياضيةِ، والتقريبِ بين الشعوبِ. والـمُلاحَظُ في بعضِ صحافتنا الخليجيةِ أنَّها تُقَـوِّي النَّـزَعاتِ التَّعصبيةِ بعناوينِـها ومقالاتِها الرَّنانةِ التي لا تخدمُ إلا زيادةَ توزيعِها، لكنها تُسهمُ في إضعافِ الروحِ الرياضيةِ وتُؤثِّـرُ سلباً في نفوسِ بعضِ قُرَّائِـها.3 — حَبَّذا لو استثمرَ الإعلامُ البطولةَ في الدعايةِ للاستثمار، وتشجيعِ التجارةِ البينية،ِ والسياحةِ من خلال مقالاتٍ تستخدِمُ خطاباً بسيطاً يتحدثُ عن الدول الـمُشاركةِ واقتصاداتِها وقوانينِـها التشجيعيةِ لغيرِ مواطنيها، فهذا مجالٌ يخدمُ ما تسعى إليه الشعوبُ وقياداتُها الحكيمةُ في دولِ مجلسِ التعاونِ.4 — ما أرْوَعَ لو تَـبَـنَّى الإعلاميونَ الخليجيُّونَ خطاباً مرافقاً للخطابِ الرياضيِّ، فيه دعوةٌ للمُشاركةِ في البُنى الرياضيةِ الأكاديميةِ في دولِنا، وتشجيعُ الهيئاتِ الرياضيةِ الرسميةِ على إيفادِ الشبابِ للدراسةِ فيها، كأسباير على سبيل الـمثال، لأنَّ الدارسين هم القادة الرياضيُّونَ والـمُجتمعيُّون في بلادِهم، وستكون دراستُهم مجالاً لتمتينِ الروابطِ بين شعوبِنا مستقبلاً.كلمةٌ أخيرةٌ:نتمنى لـمنتخبِنا الوطنيِّ والـمنتخباتِ الـمُشارِكةِ التوفيقَ، وتقديمَ صورةٍ مُشرقةٍ عن كرةِ القدمِ في بلدانِـنا، تُسهِـمُ في استكمالِ الصورةِ الحضاريةِ التي ترسمُها الجماهيرُ.
8304
| 12 نوفمبر 2014
ما يميزُ مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدُها بلادُنا أنَّها تستند إلى الجيلِ الشابِّ المتعلم المثقف الذي يرتكز إلى رصيدٍ من قِـيَـمِ الإسلام الحنيف، واحتكَّ، خلال دراسته، بفكرِ وحضاراتِ العالمِ الـمتقدِّمِ ونُظُـمِـهِ الديمقراطية وتنظيماته الـمَـدنية، وهذا هو الأساس الأول لأملنا في نجاح التغيير الإيجابي من خلال الرياضة، الذي يُـشَـكِّلُ الهدفَ الرئيسي للنسخة الثالثة من منتدى الدوحة الرياضي الدولي (DOHA GOALS).اتَّـسَـمَ الخطابُ الإعلاميُّ لـمُنَـظِّمِـيِّ الـمُنتدى باختيارِ العباراتِ بدقة، إلا أنَّ عبارة: التغيير الإيجابي كانت أكثرها رنيناً. فالتغيير، هنا، ليس عمليةً تتم بقوانينَ وقراراتٍ من الدولة، وإنما من خلال مشاركةِ المواطنين فيها، واستثمارِ الهامشِ الديمقراطيِّ الكبيرِ في تقديمِ الـمبادراتِ والرؤى والأفكارِ التي تساعدُ على ذلك.الـمؤتمرُ ليس احتفالياً يُرادُ منه مجردُ التغطيةِ الإعلاميةِ، وإنما يُؤسسُ لمرحلةٍ جديدةٍ ستشهدُها قطر، وتمتد أبعادُها لتشملَ كلَّ مفاصل الحياةِ، وتستهدفُ ترسيخَ قِـيمٍ أخلاقيةٍ ومَسْلَـكِـيَّـةٍ قويمةٍ من خلال التعليم والإعلام، أولاً، ثم عَـبْـرَ انخراطِ الأفراد في النشاطِ الاقتصاديِّ والعملِ العامِّ. إننا نتحدث عن وَضْـعِ الأسس السليمة لبناءِ الدولةِ الحديثةِ والـمُجتمعِ الـمَدنيِّ الـمُتَـحَـضِّـرِ. وليس كالرياضةِ سبيلاً للتوعية، ونَـشْـرِ روحِ الـمبادرةِ، وتفعيلِ الطاقاتِ. وبخاصةٍ، في مجتمعٍ أدركَ أهميةَ التعليم التخصصي منذ الصِّـغَـرِ، حيث اهتمَّ بالإنسان وفقاً لاستعداداته البدنية، ومُـيُولِـهِ النفسيةِ، وقدراته العقلية، فوَفَـرَّ لكلِّ فِـئَـةٍ من مواطنيه تعليماً يتفقُ مع ذلك. ونظراً لكون النسبة العظمى من الـمواطنين من الشباب والناشئة، وهم في سِـنٍّ يهتمُّ أصحابُـهُ بالنشاط البدني الرياضي، فإنَّ البدءَ بالتغييرِ من خلالِ الرياضةِ يكون الوسيلةَ الأمثلَ لتحقيقِ الهدفِ.أثلجَ صدورَنا ما ظهرَ عليه شبابُنا، من قياداتِ الـمُنتدى المسؤولين عن تنظيمِ المؤتمرِ، من وعيٍ وثقافةٍ خلال اليومين الماضيين، فكانوا واجهاتٍ حضاريةً أطَـلَّتْ منها قطر الحبيبة، قيادة ومجتمعاً وإنساناً، على العالَـمِ فأبهرتْـهُ ورَسَّـخَتْ صورتها كوطن الإنسان الـمُبدعِ الـمُـؤثِّرِ.
5290
| 05 نوفمبر 2014
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
3669
| 05 ديسمبر 2025
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2661
| 30 نوفمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1680
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1563
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1344
| 06 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1155
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1146
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
864
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
642
| 05 ديسمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
630
| 30 نوفمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
597
| 04 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية