رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عندما ننظرُ إلى النَّـملِ والنحلِ، نجدْهُما يعملانِ بغريزةٍ لم تتطورْ منذ آلافِ السنينِ، فالنملُ يبني قُراه، والنحلُ يبني خلاياه، بلا تجديدٍ. ولذلك نقولُ إنَّهما مجتمعانِ سُكونيانِ جامدانِ. لكنَ الإنسان يختلفُ عنهما، وعن سواهما من الـمخلوقاتِ، بقدرتِـهِ على تطويرِ ذاتِـهِ، بحيثُ يستطيعُ التَّكيُّفَ مع الواقعِ، وزيادةَ فرصِ نُموِّهِ، واتِّساعَ مجالِ تأثيرِهِ الإيجابيِّ في محيطِ أسرتِـهِ ومجتمعِـهِ والـمجتمعِ الإنسانيِّ كُلِّـهِ. فما الذي تَعنيهِ عبارةُ : تطويرِ الذاتِ ؟. تطويرُ الذاتِ، عبارةٌ ضخمةٌ لا يمكن تحديدُها في جانبٍ بعينِـهِ، لأنها تشملُ الإبداعَ واكتسابِ الـمهاراتِ والـمعلوماتِ، وتمتدُّ لتصلَ إلى السلوك والأخلاقِ والقِـيَـمِ، فهي، بتبسيطٍ شديدٍ، التَّكيُّفُ الإيجابيُّ مع الواقعِ، واستثمارُ الإنسانِ قدراتِـهِ ومهاراتِـهِ وتنميتُها من خلال الاستفادةِ من الأفكارِ والرؤى والعلوم الـمُتجددةِ. وهو، أيضاً، ضَبْطُ السلوكِ بالالتزامِ الأخلاقيِّ بقِـيَـمِ الـمجتمعِ.الـمشكلةُ التي تواجهُنا في سعينا لتطويرِ ذواتِـنا، تتمثلُ في أنَّنا لا نضعُ مخططاتٍ واضحةً عمليةً للكيفيةِ والنَّـهْـجِ الَّلذَينِ سنلتزمُ بهما للقيامِ بذلك. فكثيرون يظنونَ أنَّ اكتسابَ معلومةٍ من هنا، وأخرى من هناك، كافٍ لإثباتِ تطويرِهم لذواتِـهِـم، ويقفون عند هذا الحدِّ. وآخرون يعتقدون أنَّ مجردَ معرفتِـهِم، على سبيل الـمِثالِ، بأسماءِ الآلاتِ في مُحَـرِّكِ السيارة كافٍ ليقولوا إنَّهم اكتسبوا مهاراتٍ عمليةٍ، رغم عدم معرفتِـهم بوظائفِ تلك الأجهزةِ ولا الكيفيةَ التي تعملُ بها. وطرفٌ ثالثٌ، منا، يتراءى لهم أنَّ سماعَـهم لخطيبِ الجمعةِ، وقراءتَهم السريعةَ لبعض الفتاوى، يجعلُ منهم مُفتينَ قادرينَ على القولِ بحُرمَـةِ هذا الأمرِ، وعدمِ جوازِ ذاكَ. ورابعٌ، يتوهمُ أنَّ براعتَـهُ في مجالِ تَخَصُّـصِـهِ يكفيه ليكون له دورٌ وتأثيرٌ في جميعِ مجالاتِ النشاطِ الإنسانيِّ وفي الـمجتمعِ لابد من قبولِ الآخرينَ به.يكونُ تطويرُ الذاتِ في خطواتٍ متتاليةٍ أو متزامنةٍ ، كالتالي :(1) أنْ يُحَـدِّدَ الإنسانُ أهدافاً يريد تحقيقَها.(2) أنْ تتسمَ الأهدافُ وسُبُـلُ تحقيقِـها بالالتزامِ الأخلاقي بالإسلامِ الحنيفِ، والـمحافظةِ على مصالحِ الناسِ والـمجتمعِ والدولةِ.(3) استشارةُ الـمُختصينَ ذوي الخبرة والكفاءةِ في الـمجالِ الذي يهتمُّ به، لوَضعِ مخططٍ زمنيٍّ على مراحلَ، بحيثُ يقوم بتقييم مدى تَقَـدُّمِـهِ في كلِّ مرحلةٍ.(4) الاطِّلاعُ الحرُّ على التقدُّمِ العلمي والـمَعرفيِّ في كلِّ الـمجالاتِ، من خلالِ قراءةِ الصحفِ والـمجلاتِ، ومتابعةِ البرامجِ التلفزيونيةِ ومواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ.(5) الخروجُ إلى الـمجتمعِ والاحتكاكُ بالآخرينَ، وتَعويدُ الإنسانِ نفسَـهُ على الحوارِ وتبادلِ الأفكارِ، وعلى ضبطِ النفسِ أثناءَ النقاشاتِ لأنَّ ذلك هو السبيلُ للوصولِ إلى صُنعِ التأثيرِ والـمكانةِ لاحقاً. كلمةٌ أخيرةٌ :تطويرَ الذاتِ هو ترسيخٌ لدورِ الفرد ومكانتِـهِ في الـمجتمعِ. وهو أيضاً، رافدٌ مهمٌّ من روافد التنميةِ الشاملةِ التي تحققُ للأوطانِ مستقبلاً يقومُ على الـمعرفةِ والعلمِ والانضباط الأخلاقي الرفيعِ.
32453
| 24 مايو 2014
في مواقع التواصل الاجتماعي عالَـمٌ افتراضيُّ قائمٌ بذاتِـهِ، منفصلٌ بلغتِـهِ وخطابِـهِ عمَّا اعتدناهُ. والـمتابعةُ الدقيقةُ له تكشفُ عن التَّـوَجُّهاتِ الحقيقيةِ للشعوبِ بعيداً عن الصحافةِ والإعلام في عالـمِـنا العربيِّ الَّلذين ينطقانِ بأشياء أخرى لا صِـلَـة حقيقية لها بهذه التَّـوَجُّهات. تابعتُ طويلاً ما يُقالُ عن بلادِنا في تلك الـمواقع فوجدتُـهُ مغايراً لِـما توقعتُـهُ، إذ كنتُ أظنُّ أنَّ معظمَ ما يُكتبُ فيه هجومٌ علينا، لكنني، والحمد لله، كنتُ مخطئاً. ففي الجانبِ الـمونديالي، هناك تعاطفٌ شعبيٌّ عربيٌّ يفوقُ بمراحل ما تُعلنُهُ الدولُ العربيةُ بصورةٍ رسميةٍ. فعلى سبيلِ الـمثالِ لا الحَصْـر، يُعربُ أشقاؤنا السعوديون والكويتيون في معظمِ منشوراتِـهِـم الفيسبوكية وتغريداتِـهِـم عن تمنياتٍ طيبةٍ ورغباتٍ صادقةٍ في نجاحِ تنظيمِنا للمونديالِ، والأشقاء الـمغاربة، وخاصةٍ الـموريتانيين، متحمسون لما يقوم به أشقاؤهم القطريون في مشرقِ الوطنِ العربيّ. إلا أنَّ ما لفتَ انتباهي بشدةٍ هو دخولُ التأثيرِ الإيجابيِّ لسياسةِ بلادِنا، وشخصية سمو الأمير الـمفدى، في شريحةٍ كبيرةٍ من أشقائنا العربِ، بحيث صار الـمونديالُ قضيةً وإنجازاً عربيينِ، تشرفَّت بلادُنا بتمثيلِ الأمةِ في تنظيمِـهِ وإقامتِـهِ. فرغم غيابِ شبابِنا عن مواقعِ التواصلِ الاجتماعي العربيةِ، إلا أنَّ مواقف بلادِنا الداعمةَ والـمُنحازةَ للشعوبِ، كانتِ الدِّرْعَ التي صَدَّت وتصدُّ كثيراً من الحملاتِ الـمُغرضةِ علينا، ففي صفوفِ مرتادي الـمواقعِ مُنصفونَ كُـثْـر يحرصون على تَبيين فضائلِـنا، ويتحدثون عن كونِ اختلافاتِـهِـم معنا في بعضِ التفاصيلِ السياسيةِ لا يعني أبداً عدم تثمينهم لسياساتِنا الخارجيةِ في مُجملِـها. وهؤلاء الأشقاءُ كانوا لسانَ حالِنا في مواجهةِ الذين حاولوا الـمَسَّ بنا بهدفِ تعطيلِ مسيرتِنا الـموندياليةِ، فوقفوا بصلابةٍ ينافحون عن جدارتنا وأهليَّـتِنا لإقامة الـمونديال، بل إنهم كانوا يتحدثون بصراحةٍ عن محاولاتِ بعضِ أشقائنا لتقييدِ سيادتنا عَـبْرَ التباكي على ما يحدثُ للعمالِ في مشاريعنا الـموندياليةِ الضخمةِ. أما سمو الأمير الـمفدى، شخصاً وشخصيةً اعتباريةً ساميةً، فإنَّ كونَـه شاباً بشوشاً ذا خُلقٍ رفيعٍ، كما يُوصفُ في بعضِ الـمنشوراتِ، أضعفَ بشدةٍ الهجومَ الـمُسِـفَّ اللا أخلاقيَّ على بلادِنا وشخصياتِنا الاعتباريةِ ذات الـمكانةِ الرفيعةِ رسمياً وشعبياً. بل وأسهمَ في رَبْـطِ الـمونديالِ بشخص سموه في بعضِ منشورات تحدثتْ عن الأخلاقِ العربيةِ التي دنسَها مَن يحاولون عبثاً تعطيلَ جهودنا الـموندياليةِ. لا نقولُ إنَّ الصفحات تخلو من حملاتٍ علينا، لكنها تظلُّ في إطارٍ من الشتائم والسِّبابِ لا يستحقُّ منا الالتفاتَ إليه، ولا تصل لـمستوى التأييدِ الشعبيِّ الغالبِ على الـمنشوراتِ. وهنا، أدعو شبابَنا القطريَّ من الجنسينِ، لدخول مواقع التواصل الاجتماعي واكتساب مهاراتِ النقاشِ الهادئ والتعامل مع مجاميع بشرية متعددة الرؤى والأفكار، كنوعٍ من استعداداتِنا للقيامِ بأعباء التواصلِ مع جماهير غفيرةٍ خلال مونديالي اليد 2015م، والقدمِ 2022م. كلمة أخيرة:ستظلُّ قطرُ قامةً منتصبةً بأميرِها وشعبها واعتزازها بعروبتِـها وأمتِـها، وستظلُّ تُنادي أنَّ الـمونديالَ إنجازٌ عربيٌّ تَشَرَّفَـتْ بهِ.
22539
| 22 مايو 2014
منذُ الإعلانِ عن القوانينِ الجديدةِ، لم أنشغل كعادتي بالصحافةِ والـمواقعِ الرسميةِ العربيةِ، وإنما بحثتُ في مواقعِ الفيس بوك الكبيرةِ التي تجمعُ أعداداً ضخمةً من أبناء بلادِنا العربيةِ، فلاحظتُ أنَّ مؤشِّـرَ بوصلةِ الـمشاعرِ الشعبيةِ قد تحركَ بقوةٍ دعماً للوطنِ القطريِّ وإنسانِـهِ وقيادتِـهِ، ووجدتُ أنَّ الـمونديالَ طاغٍ على الـمنشوراتِ والتعليقاتِ التي كُتِـبَتْ بلغةٍ مُبسَّطةٍ فيها ثناءٌ على جهودِنا وتقديرٌ للغةِ خطابَينا الرسميِّ والإعلاميِّ الَّلذينِ ترفَّعا عن الـمهاتراتِ، وحَـرِصا على أواصرِ الأخوَّةِ، وأثمَـرا واقعاً جديداً تَمَـثَّلَ في تلك القوانينِ التي أكَّـدَتْ قدرتَـنا على تجاوزِ السلبياتِ الإداريةِ البَحتةِ، وبَيَّـنَتِ الروحَ الإنسانيةَ لـمجتمعِـنا الحيِّ. ونظراً لأهميةِ الـموضوعِ، فإنَّ مناقشةَ الوسائلِ التي تُسْـهِـمُ في دعمِ خطابنا الإنسانيِّ، سياسياً ومونديالياً، صارَتْ أمراً لازماً، كالتالي:(1) لابدَّ من التأكيدِ على أنَّ الـمونديالَ قضيةٌ سياديةٌ لن نقبلَ باستخدامِـها للمَـسِّ ببلادِنا وشعبِنا ورموزِنا الاعتباريةِ، ولكننا نُرحبُ بالنَّـقْـدِ البنَّاءِ القائمِ على وقائعَ مُحَـدَّدَةٍ لا تُـتَّـخَـذُ أداةً للدَّعاوَى السياسيةِ الـمُغرضةِ.(2) ينبغي الحرصُ في جميعِ ما نكتبُ ونقولُ على الفَصْلِ بينَ مسيرتِنا الـموندياليةِ والتغيُّراتِ الضخمةِ التي تشهدُها بلادُنا، بما فيها ارتفاعُ سقفِ الـمُمارسةِ الديمقراطيةِ، وتطوُّرُ البُنى الـمُؤَسَّـسيةِ، وتبدُّلُ أنماطِ التفكيرِ.. لأنَّ هذه التغيُّراتِ ترتبطُ بتَـوَجُّـهٍ وطنيٍّ يقودُهُ سموُّ الأميرِ الـمُفدى نحو مستقبلٍ أفضلَ، ولا شأنَ لها بأيِّ حَـدَثٍ مهما كَـبُرَ.(3) التواصلُ الـمباشرُ معَ الشعوبِ لا يقتصرُ على وسائل الإعلامِ، وإنما ينبغي استثمارُ الفضاءِ الافتراضيِّ الـمُتمثِّلِ في وسائلِ الاتصالِ الاجتماعيِّ، ومنها بخاصةٍ التويتر والفيس بوك.. وهنا، ندعو لجنةَ الـمشاريعِ والإرثِ لدراسةِ مشروعٍ لإعدادِ مجموعاتٍ من شبابِنا، من الجنسين، الـمتعلمينَ الـمثقفين ثقافةً رفيعةً، والـمتمكنين من الكتابةِ باللغة العربيةِ الفصيحةِ واللغاتِ الأخرى، يقوم به مختصون في علومِ النفسِ والتربية والاجتماعِ والإعلام، بحيث يشاركُ شبابُنا، بعد إعدادهم، في بَسْـطِ الحقائقِ والردِّ على الحملاتِ الـمُغرضةِ بأسلوبٍ رفيعٍ يصنعُ تأثيراً إيجابياً في صفوف مرتاديِّ هذه الـمواقعِ على الـمستويين العربيِّ والدَّوليِّ.(4) نجاحُ أيَّـةِ قضيةٍ وطنيةٍ مَرهونٌ بتَـبَـنِّي الـمواطنينَ لها، ولذلك ندعو الـمجلسَ الأعلى للتعليمِ لوضْـعِ خطةٍ توعويةٍ لغَـرسِ مفاهيمَ الالتزام الأخلاقيِّ الذاتي بحقوقِ الإنسانِ، والانضباطِ بالقوانين التي ترعاها، في نفوسِ الناشئةِ والشبابِ، لأنَّ جهودَ بلادِنا في هذا الصددِ ترسمُ ملامحَ الـمستقبلِ الآتي ولا تقفُ عندَ حدودِ الحاضرِ.(5) تعزيزُ خطابِنا السياسيِّ لا يقتصرُ على الجهودِ الكبيرةِ لوزاراتِـنا، ولا يكونُ في الإعلامِ وحسب، وإنما من خلالِ قيامِ مؤسساتِ الـمجتمعِ الـمدنيِّ في بلادِنا بالتواصل مع نظيراتِـها في الدولِ الأخرى.. وهنا، نتوجَّـهُ بمطالبةِ المجلس الأعلى لحقوق الإنسان، ولجان رعاية الأسرة وسواها بأنْ تخرجَ من نطاقِ العملِ الإداريِّ، وجَـمْـعِ البياناتِ، والقيامِ باحصاءاتٍ، وتَبَـنِّي قضايا محلية الطابعْ، إلى مستوًى احترافيٍّ في ممارسةِ مهامِها كجزءٍ من مشروعٍ وطنيٍّ، وذلك بالتواصلِ مع نظيراتِـها في العالمِ، لتقديم صورةٍ عن بلادِنا كدولةٍ مَدنيةٍ عِـمادُها الـمؤسسات.كلمةٌ أخيرةٌ:نفخر بالقانونيين القطريين الذين صاغوا القوانين الجديدة، وحرصوا فيها على تبيينِ الأساسِ الأخلاقيِّ الإنسانيِّ الرفيعِ لبلادِنا.
43094
| 20 مايو 2014
كان حضورُ سموِّ الأميرِ الـمُفدى، وتشريفُـهُ الـمباراةَ النهائيةَ هو الفوزُ الحقيقيُّ للسدِّ والسيليةِ. فسموُّه، بمكانتِـهِ الاعتباريةِ والشخصيةِ الساميةِ، والتواضعِ الجَـمِّ والبِـشْـرِ الَّلذينِ يتسمُ بهما، كان الدافعَ الأولَ لحضورِ الجماهيرِ الغفيرةِ، والمتابعةِ الكبيرةِ للمباراةِ النهائيةِ على كأسِ سموِّهِ. لم تكن مباراةً نهائيةً وإنما بداية مرحلةٍ جديدةٍ في تاريخِنا الكرويِّ، لا وجودَ فيها إلا للأكفـاءِ إدارياً وفنياً. فالسدُّ فازَ بجدارةٍ، والسيليةُ لم يخسرْ، وكلاهما كان له حضورُهُ في الـملعب، لكن تراكمَ الخبرةِ، والاستعدادَ النفسيَّ الـمَدعومِ بالتأهُّلِ لدورِ الثمانية آسيوياً، حسما النتيجةَ لصالحِ الزَّعيم كانت مباراةً رائعةً، تتناسبُ مع حجمِـها الضخمِ الـمرتبطِ باسم سموِّ الأميرِ الـمفدَّى، وحضورِهِ، فالفريقانِ أعِـدَّا فنياً ونفسياً بصورةٍ ممتازةٍ دفعتْ بِـهما للأداء الرفيعِ، مستثمرينَ مهاراتِ وكفاءاتِ لاعبيهما وخبراتِـهِـم، فكان الملعبُ ساحةً لـمواجهةٍ فريدةٍ بين السدِّ النادي الجماهيريٍّ الكبير، والسيليةِ القادمٍ بقوةٍ لينافسَ ويصنعَ وجوداً جماهيرياً له، ويطرقَ أبوابَ الـمستقبلِ الكرويِّ، وكان اللعبُ مفتوحاً، والروحُ القتاليةُ طاغيةً، وخطوطُ الفريقينِ متناغمةً، حتى شعرَ الحاضرونَ في الـملعبِ والـمتابعون عَـبْـرَ التلفزةِ أنهم يشاهدونَ لوحةً بديعةً يرسمُها اللاعبونَ، مما أثارَ حماسةَ الجماهيرِ الغفيرةِ التي ملأتْ مدرجاتِ استادِ خليفةَ الدوليِّ، وتصاعدَ مَـدُّ الحماسةِ بين السداويينَ مع إحرازِ فريقِـهِـم الأهدافَ التي كتبتْ اسمَ ناديهِـم في سِجِـلَّاتِ البطولةِ الغاليةِ للمرةِ الرابعةِ عشرة.الرائعُ في الإعدادِ الإعلاميِّ للمباراةِ أنه جعلَ منها مناسبةً وطنيةً جامعةً هدفُها التنافسُ لإبرازِ الوجهِ الحضاريِّ لبلادِنا، فلم يقتصرْ على الجوانبِ الفنيةِ للفريقين، وإنما تعدى ذلك إلى لقاءاتٍ مع اللاعبينَ القطريينَ اللامعينَ الذين أثروا اللعبةَ ورسموا بإنجازاتِـهِـم لوحاتٍ مُشَـرِّفَةٍ في البطولاتِ المحليةِ والإقليميةِ والدوليةِ خلالَ العقدينِ الماضيينِأما الاتحادُ القطريُّ لكرةِ القدمِ، فقد سَـخَّرَ جميعَ الإمكانات لإنجاحِ اللقاء إعلامياً وجماهيرياً، إذْ كان تواصلُـهُ مع وسائلِ الإعلامِ المرئيةِ والمسموعةِ والمقروءةِ كبيراً، وبروحٍ من التعاونِ ليستْ غريبةً عن المسؤولينَ بالاتحادِ الذينَ حرصوا على تواجدٍ جماهيريٍّ كبيرٍ، فتمَّ تخصيصُ جوائزَ عينيةٍ وماليةٍ ضخمةٍ للجماهير.الأمر الذي أثلجَ الصدورَ، هو الـمستوى الرفيعُ الذي تَـمَـيَّزَ به طاقمُ التحكيمِ بقيادةِ حكمِنا الوطنيِّ خميس الـمَري، لأنه أعطى صورةً مشرقةً عن حكامِـنا، وأبرزَ نجاحَ الجهودِ التي قامت وتقومُ بها لجنةُ الحكامِ في إعدادهِـم وتأهيلِـهِـم لـمُستقبلٍ يشاركونَ فيه بفاعليةٍ وتَـميُّزٍ وحضورٍ عَدديٍّ كبيرٍ في بطولاتٍ خارجيةٍ، إقليمياً وقارياً ودولياً. كلمةٌ أخيرةٌ: هناك أحداثٌ ترتبطُ بالـمكانةِ الساميةِ للأسماءِ التي ترتبطُ بها، كهذه البطولةِ التي ارتبطت باسمِ سموِّ الأميرِ الـمفدى، فصار الفوزُ بكأسِها شرفاً عظيماً نباركُ للسدِّ نوالَـه، وللسيليةِ الـمنافسةَ عليه.
6587
| 19 مايو 2014
الـمصلحةُ العليا لكرتِـنا القطريةِ، تستلزمُ أنْ نكونَ أكثرَ عدالةً في طَـرْحِ القضايا، لأننا لسنا في حلبةٍ لإثباتِ القوةِ، وإنما في فضاءٍ نبحثُ فيه عن أَصْـوَبِ السُّبُلِ لتلافي السلبياتِ، والتأكيدِ على الإيجابياتِ.. لكن البعض منا لا يفصلونَ بين الجانبينِ العامِّ والشخصيِّ، فيُثيرونَها من زوايا تجعلُنا لا نصلُ إلى نتيجةٍ مُفيدةٍ أو استقراءٍ سليمٍ لها. وخيرُ مثالٍ على ذلك، قضيةُ التحكيمِ في بلادِنا، التي صارتْ موضوعاً ضخماً يخوضُ الجميعُ فيه بدرايةٍ أو دونِها، حتى خرجَ عن مسارِهِ الصحيحِ إلى فضاءاتٍ لا صِـلَـةَ لها به. أُوْلى الشؤونِ التي يجبُ التوكيدُ عليها، أننا ننظر بتقديرٍ واحترامٍ لجميعِ حكامنا القطريينَ، ونُثني على حِـرْفِـيَّـتِـهِـم وكفاءتِِـهِم وأخلاقِـهِـم العاليةِ وسواها من صفاتٍ نأمَـلُ أنْ تُرَسِّخَ وجودَهم في البطولاتِ الإقليميةِ والقاريةِ والدَّوليةِ.. ولا نقبلَ أنْ يكونَ لـموقفٍ شخصيٍّ مُعادٍ لحكمٍ وطنيٍّ بسببِ خسارةِ فريقٍ ما في إحدى الـمبارياتِ دور في تقييمِ جميعِ الحكامِ والتقليلِ من عطاءاتِـهِـم وتَـمَـيُّزِهِـم، كما نشهدُ في وسائلِ إعلامِنا الـمحليِّ منذ أيام .كانت لي ولسواي انتقاداتٌ على بعضِ جوانبِ فنيةٍ بحتةٍ في أداءِ ناجي الجويني، خلال تَرؤُّسِـهِ للجنة الحكام، لكن العدالةَ والحقَّ يدفعاننا لذِكْـرِ بصماتِـهِ الإيجابيةِ الواضحةِ على التحكيمِ في بلادِنا، وتقدير دورِهِ في البناءِ على إنجازاتِ سابقيه.. فإذا قيلَ إنَّـه أنجزَ شيئاً، فهذا أمرٌ يُثبتُـهُ ما نراه من تواجدِ حكامٍ قطريين في كلِّ الفعالياتِ الكروية، وفي خروجِ لجنةِ الحكام إلى الـمجتمعِ عَـبْـرَ التواصلِ مع الهيئاتِ والـمؤسساتِ الرياضيةِ، والجسمِ التعليميِّ في الدولةِ، بهدف إعداد قاعدة وطنية ترفدُ ملاعبَـنا بالحكامِ وتؤهلهم للمشاركةِ في بطولاتٍ خارجيةٍ.الغريبُ في الجدلِ الدائرِ حولَـهُ، أنَّ لجنةَ الحُكَّامِ واتحادَ القدمِ صامتانِ لا يُبديانِ ولو مجردَ رأيٍ، في حين أنهما مُطالبانِ بتوضيحِ موقفِـهما الذي سيكونُ الفيصلَ في القضيةِ. لأنَّ صمتَـهما يعني التشكيكَ في كلِّ إنجازاتِ اللجنةِ خلال ترؤُّسِـهِ لها، ويقودُ إلى فَـتْـحِ بابٍ كبيرٍ من الاتهاماتِ التي تطالُ حكامَنا الـمواطنينَ وتثيرُ بَلبلةً حول وجودِهً كمديرٍ تنفيذيٍّ في اللجنة، فإذا كان الرجلُ كما يتَّـهِـمُهُ خصومُـهُ، فالأولى أنْ تُوْضَـعَ النقاطُ على الحروفِ ويُستبدلُ بسواه.كان الأجدرُ، أنْ يكونَ تقييمُ ما قام به مستنداً إلى قراءاتِ ذوي الأهليةِ والكفاءاتِ العلمية والعملية في التحكيمِ، بحيث تُمكنُ الاستفادةُ من الإيجابياتِ وتلافي الأخطاءِ في الـمرحلةِ القادمةِ، أما مهاجمتُهُ شخصياً فهذا أمرٌ لا نقبلُـهُ.. فالقول إنه قَـدِمَ إلى بلادِنا للاسترزاقِ وإنه أثْـرَى من استرزاقِـهِ فصار صاحبَ أملاك في بلاده، قولٌ ضخمٌ لا يمسه وحدَهُ، وإنما يمسُّ مئات ألوفِ الأشقاءِ العرب والأخوةِ في الإنسانيةِ العاملين في بلادِنا، وسيتخذُهُ الـمُغرضونَ سبيلاً لـمُهاجمتِنا والنَّـيْـلِ من خطابِـنا الإنسانيِّ، ويستندون إليه في تهويلِ أراجيفِـهِـم وأكاذيبِـهِـم بشأنِ أوضاعِ الوافدين. كلمةٌ أخيرةٌ : لا أحدَ يرفضُ النقدَ، مهما بلغتْ حِـدَّتُـهُ، إذا كان في إطارٍ عامٍّ غيرِ شخصيٍّ، ويخدمُ خطابَنا الإنسانيَّ والـموندياليَّ، ويفتحُ أبواباً لعملٍ مُنَظَّـمٍ يُسهمُ في تدعيمِ مسيرتِـنا الرياضيةِ.. فإذا تجاوزَ النَّقدُ ذلكَ فإنه يكون رأياً شخصياً لا يُمثِّـلُ إلا صاحبَـهُ، ولا يُعَـبِّـرُ عن موقفٍ شعبيٍّ أو رسميٍّ.
11731
| 16 مايو 2014
قلت في مقال سابق إن بطولة كأس الأمير ستخلو من المفاجآت.. وها هي توقعاتي قد صدقت ووصل للنهائي الفريقان اللذان يستحقان التأهل.. صحيح أننس لم أكن أتوقع تأهل الزعيم السداوي وشواهين السيلية بالتحديد.. ولكن أي فريق من الذين لعبوا في المربع الذهبي كان يستحق اللعب في النهائي. فوز الزعيم السداوي على فهود الغرافة في الدور نصف النهائي 2/1 كان طبيعيا لأنه كان الأفضل خاصة في الشوط الأول الذي حسم خلاله النتيجة وبطاقة التأهل.. ولو كان الغرافة فاز لكان الأمر طبيعيا أيضا لأن المباراة كانت شبه متكافئة.. وكان يمكن للنتيجة أن تتغير في أي وقت في الشوط الثاني الذي دافع فيه الفريق الفائز عن فوزه.. وحاول المهزوم التعويض وسنحت له فرصتان مؤكدتان في بداية الشوط لكن التوفيق تخلى عنه. وقد يقول البعض إن تأهل شواهين السيلية على حساب الأهلي كان مفاجأة على اعتبار أن الأهلي يملك تاريخا طويلا وعريقا وإنجازات كبيرة سواء في كأس الأمير أو الدوري ويملك مدربا صاحب خبرات كبيرة وذكاء تدريبي.. لكنني أقول إن المستوى الحالي وترتيب الفريقين في دوري نجوم قطر جعل الكفتين متساويتين.. بدليل أن تأهل الشواهين جاء بركلات الترجيح التي نطلق عليها ركلات الحظ. أستطيع التأكيد أيضا على أنه من الصعوبة التكهن بمن سيفوز بالكأس الغالية برغم الفارق الكبير في التاريخ والإنجازات بين طرفي هذا النهائي المرتقب.. فليس معنى أن السد الذي يملك الرقم القياسي للفوز بكأس الأمير بـ "13 لقبا" سيفوز باللقب الرابع عشر على حساب السيلية الذي لم يسبق له الفوز بها من قبل!!. فالتاريخ وحده لا يصنع الإنجازات والألقاب.. ولكن الأداء والجهد المبذول وخطط المدربين وظروف اللقاء والتوفيق هي التي ستحسم اللقب... ولا ننسى ما حدث في نهائي آخر بطولة العام الماضي عندما خسر السد من الريان 1/2 وضاع منه اللقب بطريقة درامية. قد يكون فوز السد دافعا له لتعويض ضياع اللقب الموسم الماضي وضياع لقب دوري نجوم قطر.. لكن في الوقت نفسه قد يتأثر الفريق بضغوط بمباراة الإياب الصعبة مع فولاذ الإيراني وحالة الإرهاق التي يعاني منها اللاعبون بعد موسم طويل وشاق.وقد تكون دوافع فهود الغرافة قد تضاعفت بعد تأهلهم للمباراة النهائية.. ولكن الدوافع وحدها لن تكون كافية.. فالفوز في المباراة النهائية بما تحيطها من ظروف وأجواء يحتاج لخبرات كبيرة وتعامل ذكي من المدير الفني واللاعبين.مبروك للسد والسلية.. وحظ أوفر للغرافة والأهلي في البطولات المقبلة.
1506
| 12 مايو 2014
هناك مبارياتٌ يفوزُ الفريقانِ فيها رغم خسارةِ أحدِهِما، كمباراة أمس الأول التي فازَ السيليةُ على الأهلي بنتيجتها، إلا أنَّ الفريقين فازا معاً في الأداءِ الفنيِّ والحضورِ الذهنيِّ للاعبين، والأهم من ذلك أنها كانت بين إدارتينِ ناجحتينِ. قَـدَّمَ الأهلي مباراةً قويةً اختتم بها موسماً من الإنجازاتِ الإداريةِ والفنيةِ، فاستطاع الـمدربُ القديرُ ماتشالا، في ظلِّ الإمكاناتِ البسيطةِ نسبياً، ومن خلال خبرتِـهِ بالتكوينِ النفسيِّ للاعبِ الخليجيِّ، أنْ يصنعَ توليفةً شبابيةً أهلاويةً مُميزةً، ووَظَّفَ اللاعبينَ واستثمرَ طاقاتِـهِـم بصورةٍ سليمةٍ جعلتْ الـمتابعينَ يلمحون طيفَ العميدِ يفرضُ حضورَهُ الطاغي على ملاعِـبنا، ودفعتْ بالجماهيرِ الأهلاويةِ إلى الـمُدرجاتِ بعد غيابٍ طويلٍ. وكم أثلجَ صدورَنا لاعبُنا الدَّولي مشعل عبدالله في التزامِـهِ بناديه، وروحِـهِ الرياضيةِ، وأدائِـهِ الفنيِّ الرائعِ وسواها من أمورٍ جعلتْ منه نموذجاً مشرفاً للاعبِ الوطنيِّ الـمحترف حتى وهو يصلُ إلى نهايةِ مشوارِهِ الكرويِّ.أما السيلية، فقد كانَ كما اعتدناه، منافساً قوياً، وخصماً عنيداً، ينطلقُ في الـملعبِ مدعوماً بكفاءةِ إدارتِـهِ، وتَـمَـيُّـزِ مُدربِـهِ، وتناغمِ لاعبيه في كلِّ خطوطِ اللعبِ، فقدَّمَ مستوًى فنياً عالياً، وتَـمَكَّنَ من الفوزِ بضرباتِ الترجيحِ في نهايةِ الـمباراة.الأهلي والسيلية، من الأنديةِ الاستثنائيةِ خلال الـموسمِ الرياضيِّ، ولابدَّ من دراسةٍ متأنيةٍ لِـما قاما به على الـمستويينِ الإداريِّ والفنيِّ، ومحاولة تطوير تجربتِـهما الناجحةِ بحيث تُتَّخَـذُ ركيزةً في تخطيطِـنا الـمستقبليِّ لكيفيةِ الفَصْلِ بين الـمطلوبِ والـممكنِ والـمستحيلِ في النهوضِ بفِـرَقِ أنديتِـنا، من خلالِ التركيزِ على استثمارِ الإمكاناتِ الـمُتاحةِ بنجاحٍ واقتدار.الـمباراة الثانية، كانت نتيجتُها متوقَّعةً، فكان أكثرُ الـمتابعين تفاؤلاً يعلمُ أنَّ الغرافةَ الـمُثْـقَـلِ، ككثيرٍ من أنديتِنا، بالتَّخبطاتِ الإداريةِ وانعدامِ الروحِ، لن يستطيعَ شيئاً أمام السدِّ. لابد لنا من الثناء على طاقِـمَـيِّ التحكيم بقيادة حكمَينا الوطنيين الكبيرين: عبدالرحمن عبدو وعبدالله البلوشي الَّلذَينِ أدارا الـمباراتينِ بحِـرْفِـيةٍ عاليةٍ وقدرةٍ رفيعةٍ على التعامُلِ مع مُجرياتِـهِـما، مما يدفعُنا للمطالبةِ باختيارِ طاقمِ تحكيمٍ وطنيٍّ للمباراةِ النهائيةِ، وعدم الالتفاتِ للمُشككينَ والباحثينَ عن ثغراتٍ ينالون بها من حكامنا الوطنيين.ولنا وقفةٌ سريعةٌ عند برنامجِ الـمجلسِ وبعضِ الضيوفِ الدائمين فيه كحمود سلطان، فحمود لم يستطع التخلصَ من عُقدةِ كونه ممثلاً لنادٍ بعينِـه في البرنامجِ، فاندفعَ يكيل الاتهامات لطاقم التحكيم بدلاً من التركيز على النَّـقدِ البناءِ لفريقِ الغرافةِ، والإشارةِ إلى مواضعِ الخللِ في أدائِـهِ. ولنا عودةٌ إلى برنامجِ الـمجلسِ في مقالٍ لاحق. كلمةٌ أخيرةٌ: إدارتا الأهلي والسيلية تعملانِ وتجتهدانِ في صمتٍ فتُنجزانِ، وإداراتُ أنديةٍ أخرى لا إنجازَ لها إلا في الشكوى والتبرير.
5902
| 12 مايو 2014
الهدفُ الرئيسُ للرياضةِ هو الـمشاركةُ في بناء الإنسانِ أخلاقياً، وتهذيبِ نفسِـهِ، وإعدادِهِ سلوكياً ليكونَ عنصراً فاعلاً ذا إرادةٍ حُرةٍ خَـيِّـرةٍ في مجتمعِـهِ ووطنِـهِ. ولكننا، للأسف، نلاحظُ بروزَ ظاهرةٍ تعكسُ الصورةَ بشكلٍ سلبيٍّ ليُصبحَ الهدفُ هو الفوزُ في الـمنافساتِ ولو كانَ ذلك على أشلاءِ الروحِ الرياضيةِ.منذ بدايةِ الـموسمِ، وقِـلَّـةٌ من اللاعبين والإداريين لا يَـستنكفون عن تقديمِ أسوأ نماذجٍ للسلوكِ والأخلاقِ الرياضية، فهذا لاعبٌ يضربُ آخرَ، وذاك يسبُّ ويتعنترُ على الآخرين، وثالثٌ يُهدِّدُ الحكمَ ويسخرُ منه، وإداريٌّ يندفعُ إلى الـملعبِ مجادلاً الحكم بعصبيةٍ وشراسةٍ بسبب قرارٍ اتَّـخَـذَهُ، وثانٍ يُجَـرِّحُ الحُكامَ في وسائلِ الإعلامِ ويُشككُ في قدراتِـهِم وأهْلِـيَّـتِـهم للتحكيم، تلميحاً وتصريحاً، وسواها من الأمورِ الـمعيبةِ التي تجعلُنا ننظرُ إلى تأثيراتِها على شبابنا بخوفٍ، لأنها تغرسُ في نفوسِهِـم بذورَ عدمِ احترامِ القِـيَـمِ الـمُجتمعيةِ والقوانينَ ومؤسساتِ الـمجتمعِ الـمَدنيِّ. وللأسفِ، فإنني لاحظتُ حماسةَ بعضِ الشبابِ الصغارِ للتصرفاتِ الـمُسْـتَـهْـجَـنَـةِ لبعض اللاعبينَ والإداريينَ، فيقولون عباراتٍ تكشفُ عن سلوكٍ غير سويٍّ مستقبلاً، أخَفُّـها وَقْـعاً : والله إنَّ اللاعبَ الفلانيَ لا يخافُ أحداً، وليته ضربَ الحكمَ وأدَّبَـهُ. (!!!؟).هؤلاءِ، بسلوكياتِـهِم وأقوالِـهِـم داخل الـملاعبِ وخارجِـها، يُرَسِّـخونَ أسسَ السلوكِ غيرِ السَّـويِّ في نفوسِ الناشئةِ والشبابِ الذين يبحثون عن قدوةٍ في هؤلاء تجعلهم يرفضون الخطأَ لأنه خطأٌ، إلا أنَّهم يصطدمون بالجرأةِ على تخطي الضوابطِ واللامبالاة بالعقوباتِ الـمنصوصِ عليها في حالاتٍ كثيرةٍ، فهل هذا ما يُرادُ أنْ تكونَ عليه أجيالُنا الفَـتيَّـةُ؟ .والـمشكلةُ الأولى التي نواجهُها لا تتمثلُ في السلوكِ غير الـمقبولِ فقط، وإنما في إصرارِ البعضِ على إعلانِ رفضِـهِـم لدورِ لجنةِ الانضباطِ باتحادِ القدمِ وتَحديهم لقراراتِـها. فعلى الرغم من انتقادِنا بشأنِ تهاونِها في بعضِ الحالات وتشدُّدِها في أخرى، إلا أنَّ هؤلاءِ الذين يُعانونَ من تَـضَـخُّـمِ الأنا، لا يريدون أنْ يفهموا أنَّ اللجنةَ هي الشكلُ القانونيُّ لعمليةِ الحفاظِ على الأخلاقِ الرياضيةِ بلوائحَ وقوانينَ مُفصَّلَـةٍ لا يحقُّ لهم تَخَطِّـيها مهما كانت الـمُبرراتُ، ومَـهما ظنوا أنَّ ارتباطَ أسمائِـهم بأنديتهم سيحميهم من تطبيقِها عليهم .أما الـمشكلةُ الثانيةُ، فهي أنَّ الأخلاقَ الرياضيةَ ليستْ مفاهيمَ مُحددةً نستطيعُ فَرْضَـها بقوانينَ، وإنما هي التزامٌ يخضعُ لتقييمٍ ذاتيٍّ، مما يجعل من الحرصِ الشديدِ في السلوكِ والحديثِ أمراً لابدَّ منه لدى اللاعبينَ والإداريينَ ليكون تأثيرُهم إيجابياً في نفوس الناشئةِ والشبابِ. وهذا يدفعُنا إلى مطالبةِ الصحافةِ والإعلامِ الرياضيينِ أنْ يُركِّـزا على انتقادِ الأخطاءِ السلوكيةِ ويتشدَّدا في توضيحِ مخاطرِها على الـمجتمعِ والحركةِ الرياضيةِ. كلمةٌ أخيرةٌ : الأخلاقُ الرياضيةُ كالقاعدةِ القانونيةِ في عموميتِـها وعدمِ جوازِ تَخَطيها مهما كانتِ الدوافعُ والـمبرراتُ.
7901
| 07 مايو 2014
جميعُنا نعلمُ أنَّ إفشالَ جهودِنا لتنظيمِ مونديالِ 2022م هو الهدف الرئيسُ للحملاتِ الـمُغرضةِ التي تعرضتْ لها بلادُنا، وندركُ أنَّ الأكاذيب حولَ أوضاعِ العمالةِ الوافدةِ ليست أكثرَ من دَعَاوَى للتغطيةِ على هذا الهدفِ. ولأننا دولة مَدَنيةٌ مُـؤَسَّـساتيةٌ تتحدثُ لغةً عَـمَليةً، إنسانياً وسياسياً، فقد نجحنا في مخاطبةِ العالَـمِ بفضائلِـنا من خلالِ مؤتمرِ حقوقِ العمال في قطر، وأمَّـنَّـا الغطاءَ السياسيَّ والإعلاميَّ الصلبَ لـمسيرتِـنا الـموندياليةِ.تابعتُ الصحفَ العربيةَ التي اعتادتْ اجترارَ الأكاذيب، فلم أُفاجأ بأنها لم تُشِـرْ إلى الـمؤتمرِ إلا كخبرٍ صغيرٍ في صفحاتِـها الداخليةِ، لكنني لاحظتُ الاهتمام الكبير به في المواقعِ الإلكترونية للمنظماتِ العُماليةِ الدَّوليةِ، والصحافةِ الناطقةِ بالإنجليزية، والأحزابِ السياسيةِ الكبيرةِ في الدولِ الآسيويةِ الـمُصَـدِّرَةِ للعمالةِ، وأثلجَتْ صدري لغةُ الخطابِ في تلك الـمواقعِ التي التزمَت الـموضوعيةَ، وتحدثت عن بلادِنا وقيادتِـها وشعبها بتقديرٍ واحترام، وطالبَ بعضُ الكُـتَّابِ فيها حكوماتِـهِـم بوجوبِ السعي للفوزِ بحصةٍ من الـمشاريعِ الضخمةِ عَـبْـرَ تحسينِ العلاقاتِ مع بلادِنا بتأييدِ جهودِها دولياً في خطابِها الـمونديالي.هذا التأثيرُ الإيجابيُّ السريعُ لنجاح الـمؤتمر، نتمنى على اللجنةِ العليا للمشاريعِ والإرثِ أنْ تستثمرَهُ، في تأمينِ غطاءٍ شعبيٍّ ورسميٍّ صلبٍ لجهودِنا الـموندياليةِ في الدولِ التي لها عَـمالةٌ ضخمةٌ في قطرَ، كالهند وبنغلاديش ونيبال، ولا ننسى، بالطبعِ، الدولَ العربيةَ الشقيقةَ، وذلك من خلالِ إدارةِ العلاقاتِ العامةِ باللجنةِ التي ينبغي لها أنْ تُـعِـدَّ مُخططاتٍ للتواصلِ مع النقاباتِ العماليةِ بالتنسيقِ مع وزارةِ العملِ والشؤون الاجتماعيةِ، ومع القوى والأحزاب السياسية بالتنسيقِ مع وزارةِ الخارجية، والأهم هو التنسيقُ والدعمُ لصحافتِـنا الـمحلية ليكونَ هناك تواصلٌ مباشرٌ مع شعوبِها، عبر طبعاتٍ أسبوعيةٍ توزَّعُ في تلك البلادِ بأسعارٍ رمزية. وهذا كلُّه سيؤدي لصُنعِ تأثيرٍ على الـمستوى الدوليِّ الأوسع.أما محلياً، فإنَّ الـمؤتمرَ كان مُـحَفِّـزاً لقطاعٍ من شبابِـنا الـمُختصينَ بالقانونِ، العاملينَ في وزاراتِ الدولةِ أو في مجالِ الـمُحاماةِ، ليكونَ لهم الدورُ الكبيرُ في ترسيخِ صورةِ بلادِنا كدولةٍ مدنيةٍ ترتكزُ على الدستورِ والقوانينِ في جميعِ شؤونِـها. وكم أسعدني ما سمعتُهُ من بعضِ أعضاءِ الوفودِ عن تقديرِهِـم للمساواةِ أمام القانون بين الإنسانِ الـمواطنِ وشقيقهِ الـمقيمِ، والحرصِ على الروحِ الإنسانيةِ للقوانينِ قبل نصوصِها الحرفية.أمرٌ آخر لابد من ذِكْـرِهِ، هو أنَّ الصرامةَ في تطبيقِ القوانينِ العُماليةِ لم تَـعُـدْ مطلباً وإنما نَـهْـجٌ لا يُستثنى منه أحدٌ في القطاعِ الخاصِّ، لأنَّ شركةً صغيرةً جداً ستكون سبباً في إضعافِ خطابِـنا الإنساني والـمونديالي لو لم تلتزم بتلك القوانين. وأيضاً، ندعو لإعادة النظرِ في القوانينِ الـمُنَـظِّـمةِ للعملِ في مكاتب استقدامِ العمالةِ، التي أصبحَ بعضُها لطخاتٍ سوداءَ في البياضِ الناصعِ لصفحاتِنا، وهو أمرٌ لا يجوز السماحُ به أبداً، فنحن نتحدثُ عن وطنٍ ودورِهِ وتأثيرِهِ. كلمةٌ أخيرةٌ:بلادُنا تنظرُ للإنسانِ كقيمةٍ في ذاتِـهِ، ولا تُـفَـرِّقُ بين الـمواطنِ والـمقيمِ أمام القانونَ، وما أروعَ أنْ يؤديَ كلٌّ منا دورَهُ في تعزيزِ ذلك ليرى العالَـمُ فضائلَـنا التي دحَـرَتْ أكاذيبَ وأراجيفَ الـمُغرضين.
21949
| 05 مايو 2014
أمسِ الأول، كانت الروحُ الرياضيةُ على موعدٍ مع طعنةٍ جديدةٍ وَجَّـهَـها إليها لاعِـبا العربي والوكرة: عبدالله معرفيه وعلي رحيمة، الَّلذانِ دَلَّ تَصرفُـهُما ليس على انعدامِ الالتزام بالأخلاقِ الرياضيةِ فحسب، وإنما على عدمِ احترامِـهِـما للجمهورِ الذي يُتابعهما في الـملعبِ وعبر التلفاز أيضاً. ولا يعنينا أنهما قاما باحتضانِ بعضِـهِـما بعدَ نهايةِ الـمباراةِ، لأنَّ تصرفَـهُما أحدثَ جُرحاً غائراً في نفوسِـنا، ولطخَ الصورةَ التي نحرصُ على إبرازِها لـمُجتمعِـنا الـمُتَحَضِّرِ من خلالِ الرياضةِ. كم كان الـمنظرُ مُستَـهْجَناً، عندما بصقَ عبدالله معرفيه على وجه علي رحيمة، لدرجةِ أنَّ الاشمئزازَ طغى على نفوسِ الـمشاهدين فكانوا يديرون وجوهَـهُم عند إعادة اللقطةِ. وكم كان تبريرُ معرفيه متاهفتاً وهو يقولُ إنَّ علياً بصقَ عليه أولاً. وكم كانت شائنةً الحالةُ العَـنتريةُ الذي استحوذتْ على اللاعبينِ فانتظرنا أنْ يقومَ حكمُنا الوطنيُّ، عبدالله البلوشي بطردهِـما، لكن تقييمَـهُ لِـما جرى كان من زاوية ما أُتيحَ له رؤيتُـهُ من هذه الفاجعةِ السلوكيةِ الـمعيبةِ التي حلَّتْ بنا على غير انتظار. أما إدارَتا العربي والوكرة الَّلتانِ لم يُصَـرِّحْ مسؤولٌ فيهما بأنَّ اللاعبينِ سيُحاسبانِ ويُعاقَـبانِ، فإننا نقول لهما إنَّ الانشغالَ بالتنافسِ على الفوزِ بالـمبارياتِ يأتي في الـمرتبةِ الثانيةِ بعدَ الأخلاقِ الرياضيةِ الرفيعةِ التي تؤدي دوراً عظيماً في التكوينِ النفسيِّ السَّـويِّ للناشئةِ والشبابِ، ولا يليق التعاملُ معها كأمرٍ يصلحُ في التصريحاتِ الإعلامية فقط، والأحرى بإدارةِ العربي بخاصةٍ أنْ تُعاقبَ لاعبَـها بشدةٍ لأنَّ التاريخِ العريقِ في ترسيخِ الأخلاقِ الرياضيةِ للقلعةِ الحمراءَ لا يجوزُ السَّماحُ لأيِّ لاعبٍ أنْ يلطخَـهُ. من جهة أخرى، لابد من التأكيدِ على أنَّ لجنةَ الانضباطِ باتحادِ كرة القدمِ، ليستْ جهةً إشرافيةً على سلوكياتِ جميعِ الـمُتواجدين داخلِ أسوارِ الـملعبِ من إداريين وفنيين ولاعبين، وإنما تمتلكُ ، استناداً إلى قرار إنشائها، نوعاً من سلطةِ الضَّبطِـيَـةِ القضائية، وسلطةً تنفيذيةً تُخَـوِّلانَـها إجراءَ تحقيقٍ حول ما بَـدَرَ من اللاعبينِ ثم تحديدِ العقوبةِ التي تتناسب مع فداحةِ نتائجِ مَسْـلَكيهِـما. ونطالبُها بتسريعِ إجراءاتِها في هذا الصدد ليكونَ دورَها في بناء الأخلاقِ الرياضيةِ ملحوظاً بما يعودُ بالخيرِ على الحركةِ الرياضيةِ في بلادِنا، وعلى التكوينِ النفسيِّ السليمِ لأجيالِـنا الشابة. نعودُ للاعبِ علي رحيمة، الذي كنا ننتظرُ منه انضباطاً يتناسبُ مع كونِـهِ محترفاً يتواجدُ في الـملاعبِ منذ سنواتٍ طوال، لأنَّ الاحترافَ لا يقتصرُ على مهاراتِ اللعبِ والخبرةِ، بل يتعداهُما إلى السلوكِ وضَبْـطِ النفسِ، وذكَّـرَنا ما شهدناهُ من حماسةٍ مبالَـغٍ فيها في اندفاعِـهِ لردِّ الاعتبارِ بمرحلةٍ من العُـمرِ انقضتْ عند نَـيْـلِـنا الشهادةَ الإعداديةَ.نقول للاعب العربي، عبدالله معرفيه، إنَّ وجودَهُ في الـملعبِ يعني أنه شخصٌ آخر يُـمَـثِّـلُ الإنسانَ القطريَّ في ممارسَـتِـهِ للرياضةِ بأخلاقٍ عاليةٍ رفيعةٍ، ولا يمثلُ نفسَـهُ أو ناديهِ فحسب. وستظلُّ بصقتُهُ نقطةً سوداءَ في سِـجِلِّـهِ الرياضيِّ، وفي سِجِـلَّاتِ تاريخِـنا الكرويِّ. كلمةٌ أخيرةٌ:بعضُ الأمورِ لا تنعكسُ على أصحابِـها وإنما تَـسْـودُّ بها الصفحاتُ البيضاءَ لـمجتمعٍ بأكملِـهِ.
8036
| 02 مايو 2014
بلادُنا، التي شُـرِّفَـتْ بتمثيلِ كلِّ عربيِّ باستضافةِ مونديالِ 2022م، اعتادتْ أنْ تكونَ ردودُها عَـمليةً، وأثبتت أنها منفتحةٌ على كلِّ الآراءِ وقابلةً لكلِّ نقدٍ بَـنَّاء، ويأتي مؤتمرُ حقوقِ العمالِ في قطر كحَـدَثٍ مُتَـفَـرِّدٍ في منطقتنا الخليجيةِ بدلالاتِـهِ والرسائلَ التي يرسلُها للداخلِ والخارجِ، مما يدعمُ خطابَنا سياسياً ومونديالياً.. ولنناقشِ الـمؤتمرَ من زوايا عدةٍ، كالتالي:الزاويةُ الأولى: نتمنى على اللجنة العليا للمشاريعِ والإرثِ أنْ تستثمر انعقادَهُ لإنجاحِ جهودِها الخاصةِ في مجالِ العلاقاتِ العامةِ مع القوى الإعلاميةِ والسياسيةِ والنقابيةِ الدَّوليةِ، من خلالِ احتكاكِ الوفودِ بالكفاءاتِ القطريةِ العاملةِ باللجنةِ، والقادرةِ على ترسيخِ الصورةِ الحقيقيةِ الـمُشرِّفةِ للإنسانِ القطريِّ.الزاويةُ الثانيةُ: نتمنى على وزارةِ العملِ والشؤونِ الاجتماعيةِ، استثمارَ انعقادهِ لتتواصلَ مع النقاباتِ العماليةِ العالـميةِ، ومنها بخاصةٍ تلك الـموجودةُ في الدولِ التي لها أكبرُ نصيبٍ من العمالةِ الوافدةِ، كالهند والنيبال وبنجلاديش، لأنَّ ذلك سيؤثرُ إيجاباً في القواعدِ الشعبيةِ الضخمةِ في تلك البلادِ بما يخدمُ خطابَنا الـمونديالي.الزاويةُ الثالثة: نتمنى على اللجنةِ الأوليمبيةِ القطريةِ أنْ يكونَ للمسؤولينَ فيها حضور فاعل في الـمؤتمرِ، لأنها تُمثِّـلُ بالنسبةِ للخارجِ الجهةَ الـمَعنيةَ بوَضعِ السياسةِ الرياضيةِ، ولابد من التوكيد لقياداتِ الوفودِ على أنَّ العملَ في الـمنشآتِ الرياضيةِ، والـموندياليةِ بخاصةٍ، مرتكزٌ إلى ضوابطَ قانونيةٍ رفيعةٍ في إنسانيتِـها.الزاويةُ الرابعةُ: إنَّ عَـقْـدَهُ يُؤكدُ للجميعِ أنَّ بلادَنا دولةُ مؤسساتٍ تستندُ في أداءِ مَهامِـها إلى قوانينَ وتشريعاتٍ ترعى الإنسانَ وأنشطتَـهُ الاقتصاديةَ والاجتماعيةَ والفكريةَ والعلميةَ، وتحافظُ على حقوقِـهِ في كلِّ الـمجالاتِ.الزاويةُ الخامسةُ: إنه يُبَـيِّـنُ عدمَ خشيتِنا من الاعترافِ بجوانبِ القصورِ في بعضِ قوانيننا، لأننا مجتمعٌ حيٌّ قابلٌ للتغييرِ نحو الأرقى والأفضلِ، ولدينا مختصون قطريون في القانون قادرون على إعادةِ صياغةِ القوانينِ، ووَضْـعِ آلياتٍ تجعلُ من أداءِ السلطتينِ القضائيةَ والتنفيذيةَ لـمَـهامِـهِـما ركيزةً للعملِ الـمؤسَّساتيِّ الذي يضمنُ العدالةِ للمواطنِ وشقيقِـهِ الـمُقيمِ.الزاويةُ السادسةُ: إنَّ الـمشاريعَ الضخمةَ في البُنى التَّحتيةِ والـمنشآتِ الـموندياليةِ، لا يجري العملُ فيها خفيةً وبعيداً عن الرقابةِ ووسائلِ الإعلامِ، ولسنا نخشى قيامَ الوفودِ بزيارتِـها والاطِّلاعِ على الشروطِ الصارمةِ للأمنِ والسلامةِ، ثم مناقشةِ عقودِ العملِ وكيفيةِ تنفيذِ بنودِها، والشروطِ العقابيةِ التي تصبُّ في صالحِ العمالِ بالدرجةِ الأولى.الزاويةُ السابعةُ: إنَّـهُ رسالةٌ قويةٌ للقطاعِ الخاصِّ بوجوبِ الالتزامِ بالقوانينِ العُماليةِ، وتوفيرِ أسبابَ الحياةِ الكريمةِ للعمالِ الوافدينَ، لأنَّ بعضُ شركاتِهِ ومؤسساتِهِ تُسيءُ إلينا جميعاً عندما تجعلُ من تعامُـلِـها معهم سبباً للنَّـيلِ من بلادِنا ومجتمعِـنا.الزاويةُ الثامنةُ: إنَّ إقامتَـهُ وتنظيمَـهُ من قِـبَلِ ( دار الشرق )، مؤشِّـرٌ مهمٌّ على ترسيخِ دورِ الصحافةِ والإعلام في مسيرةِ نهضتِـنا الشاملةِ، ويبعثُ برسائلَ كثيرةٍ إلى جهاتٍ عدَّةٍ بأننا نشهدُ نَقلَـةً أخرى نحو الـمجتمعِ الـمُنفتحِ على جميعِ الآراءِ والأفكارِ، وأنَّ الصحافةَ ستلعبُ الدورَ الأكبرَ في تسليطِ الضوء على الشريحةِ العُماليةِ وقضاياها.كلمةٌ أخيرةٌ:شمسُ الحقيقةِ مشرقةٌ في بلادِنا، تُنيرُ دروبَنا بالأخلاقِ الرفيعةِ والـمبادئ الإنسانيةِ.
27734
| 30 أبريل 2014
من الأمورِ التي لا نجدُ اهتماماً إعلامياً بها يتناسبُ مع أهميتِـها البالغةِ، إعدادُ الـمجتمعِ ليقومَ أبناؤه بدورٍ في أداءِ الجهاتِ الرسميةِ لِـمَـهامِها خلالَ مونديالي اليد 2015م، والقدمِ 2022م. ولا نعني، هنا، الجانبَ الأمنيَّ لأننا نلمسُ جهودَ وزارةِ الداخليةِ ووزارة الدفاعِ في تأهيلِ كوادرهِما، وتوعيةِ الـمواطنينَ بالـمجالاتِ التي يستطيعون فيها مساعدتْهُما في الحفاظِ على الاستقرارِ الأمنيِّ والـمجتمعيِّ حين تتدفقُ الجماهيرُ الزائرةُ على بلادِنا عند إقامةِ الـمونديالين، وإنما بإعدادِ الإنسانِ ليكونَ رافداً يُسْـهِـمُ في نجاحِ تلك الجهودِ.تتعلقُ الجوانبُ التي نريدُ طرحَها باختلافِ الحضاراتِ التي نشأتْ فيها تلك الجماهير عن حضارتِـنا الإسلاميةِ العربيةِ، وهي حضاراتٌ كبيرةٌ ينتمي إليها مئاتُ ملايينِ البشرِ، وتختلفُ في أُسُسِها الأخلاقيةِ والـمجتمعيةِ عن مثيلاتِـها عندنا.نتوجهُ إلى جامعةِ قطرَ والـمراكزِ البحثيةِ بالتساؤلِ عن دراساتِهما الـمُتعلِّـقَـةِ ببحثِ أنماطِ السلوكِ، والدوافعِ والـميولِ في تعامُلِ الإنسانِ القطريِّ، وأشقائِـهِ العرب، وأخوتِـهِ في الإنسانيةِ ممن لهم جالياتٌ كبيرةٌ في بلادنا، مع الآخرينَ القادمين من حاضناتٍ حضاريةٍ أخرى. وعن الخططِ الكفيلةِ بتقويمِ التوجُّهاتِ السلبيةِ، والحَـدِّ من خطورةِ التَّصَـوُّراتِ والأفكارِ الـمُسبقةِ غيرِ السَّوِيَّةِ تجاههم .نحنُ واثقونَ من كفاءةِ مجتمعِـنا وأهْلِـيَّـتِـهِ حضارياً وإنسانياً على استضافةِ الـمونديالينِ، لكننا لن نسمحَ بأنْ تكون لحوادثَ يقوم بها أفرادٌ، هنا أو هناكَ، بالتأثيرِ السلبيِّ على جهودِنا الضخمةِ الرائعةِ لإنجاحِ الحَـدَثَينِِ العالميَّـيْـنِ. فعلينا، إذن، السعيُ الجادُّ لقيامِ الـمختصين في علوم النفسِ والاجتماعِ والتربيةِ بأبحاثٍ ودراساتٍ على مستوى الوطنِ، وإعدادِ برامجَ توعويةٍ مستمرةٍ بالتنسيقِ مع أجهزةِ الإعلامِ والـمجلسِ الأعلى للتعليمِ ووزارة الأوقافِ والشؤون الإسلامية.قبولُ الآخرِ واحترامُـهُ والبحثُ عن نقاطِ الالتقاءِ به، قضيةٌ موندياليةٌ بامتيازٍ، يساعدُ على نجاحِـها روحُ التسامحِ وأخلاقُ الإسلامِ الحنيفِ الَّلذانِ يسودانِ مجتمعَـنا، وسيكون لهما الدورَ الرئيسَ في نجاحِ جهودِنا للتنميةِ والتقدُّمِ الحضاريِّ والـمَعرفيِّ والعلميِّ، وفي إقامةِ الـمونديالينِ بصورةٍ يتحدثُ عنها التاريخُ، والرياضيُّ منه بخاصةٍ. كلمةٌ أخيرةٌ : عندما يؤكدُ سموُّ الأمير الـمُفدى، بثقةٍ، على أنَّ بلادَنا الحبيبةَ ستسعى ليكونَ لها دورٌ في مسيرةِ الإنسانيةِ، فإنَّ سموَّه يستندُ إلى شعبِـهِ الذي يمتلكُ إنسانُه الرُّؤى الـمُبدعةَ الخلَّاقةَ والعزيمةَ والإصرارَ على تنميةِ الذاتِ والـمجتمعِ. ومن هذه الثقةِ ننطلقُ في سعينا للحفاظِ على أسبابِ التنميةِ الشاملةِ التي ننعمُ بها .
6944
| 30 أبريل 2014
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
3408
| 05 ديسمبر 2025
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2640
| 30 نوفمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1653
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1557
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1332
| 06 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1155
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1143
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
840
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
642
| 05 ديسمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
624
| 30 نوفمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
588
| 04 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية