رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ياسادة: الحوار لا يكفي وحده !!!

في دولة البحرين وفيما بين الخامس إلى السابع من مايو ٢٠١٤م أقامت وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف مؤتمر (حوار الحضارات والثقافات: الحضارات في خدمة الإنسانية)، وكانت رسالة المؤتمر بحسب ما جاء في الكُتيّب التعريفي للمؤتمر هي: (العمل على تفعيل مبدأ التعارف الإنساني لإسعاد البشرية من خلال الحوار الحضاري وتقديم كل حضارة ما لديها من منجزات من أجل إسعاد المجتمع البشري)، وجاءت محاور المؤتمر متوافقة إلى حد كبير مع رسالته ولكن ما فعله الحاضرون على أرض الواقع لم يستطع أن ينسجم مع تلك المحاور ولا مع رسالة المؤتمر لعدة أسباب قد يكون من أبرزها الطريقة غير الجيدة في إدارة الجلسات وكذلك بعض الخلل في التنظيم، ولكن ذلك لا يقلل أبدا من أهمية المؤتمر وكذلك من تحقيق أهدافه ولهذا يبقى الأمل أن تتواصل هذه المؤتمرات وفي أكثر من بلد عربي وأجنبي، والأمل أن تتطور هذه اللقاءات إلى الأفضل لكي تعود بفائدتها على سائر الناس وفي سائر أنحاء المعمورة.في حفل الافتتاح الذي حضره سمو ولي العهد أُلقيت عدد من الكلمات تركزت حول أهداف المؤتمر، وكان من بين المتحدثين ولي عهد الأردن السابق الأمير الحسن بن طلال الذي ركز على دور الغرب في التفرقة بين طوائف المسلمين - السنة والشيعة - بهدف إضعاف المسلمين جميعا ليسهل عليه السيطرة التامة على الجميع!! ودعا في كلمته إلى أهمية جمع كلمة المسلمين وإلى الابتعاد عن الحروب المدمرة التي تفرق بين الأمم وتدمر الحضارات، وتساءل: ماذا قدم العالم للفقراء ومن في حكمهم؟ وفي نهاية كلمته دعا إلى توحيد الكلمة في الداخل أولا ثم في الخارج.شخصيا لست أدري هل كان يقصد بالداخل الداخل البحريني أم الداخل العربي ولكن أيّا كان مقصده فإنني أود التأكيد وفي هذه المناسبة التي دعت إلى الحوار بين أتباع جميع الديانات إلى أن هذا النوع من الحوار لن يكون ناجحا كما نريد قبل تحقيق الحوار الداخلي بين طوائف الدولة الواحدة ثم بين الدول العربية والإسلامية!! ومن هنا ولعلمي أن حكومة البحرين حريصة كل الحرص على لملمة الخلاف بين الدولة وبين المواطنين الشيعة فإن العمل بجد على هذا المسار سيساهم في دفع مسيرة الحوار الداخلي بأسرع ما يمكن، وقد لمست أثناء جلساتي مع عدد كبير من مثقفي الشيعة أن لديهم الرغبة نفسها وهذا يجعل مسيرة الحوار ميسرة بإذن الله.العرب هم أيضا يعيشون حالة تشرذم، وكذا حالة صراع داخلي في بعض دولهم، ويكفي الإشارة إلى ما يحدث في مصر وسوريا والعراق ولبنان وليبيا وغيرها، فالأوضاع الداخلية في هذه الدول لا تبشر بخير فأبناؤها يقتل بعضهم بعضا، وحكامهم مابين صامت أو عاجز أو مشجع على ما يحدث، أما طبيعة العلاقات بين مجموعة من دولنا العربية فهي سيئة أيضا، ولست أدري هل أن الحوار الحضاري بين دولنا أصبح مطلبا ملحا، وهل سيكون له مردود إيجابي حقيقي لو أنه وجد أرضا خصبة؟!! الأمير تركي الفيصل تحدث هو الآخر في حفل الافتتاح، وأشار إلى تجربة المملكة العربية السعودية في الحوار الحضاري والتي بدأت منذ حوالي نصف قرن وفي عهد الملك فيصل - رحمه الله - وكيف استمرت بنفس القوة في عهد الملك عبدالله، وأشار إلى مركز الملك عبدالله للحوار بين أتباع الديانات ومقره في فيينا والآمال المعقودة عليه في التقريب بين أتباع الديانات والحضارات، وختم كلمته بالحديث عن المجازر التي تحدث في سوريا والعراق ودعا إلى العمل على إيقافها فورا.المؤتمر ناقش قضايا متعددة ومهمة منها: قضايا التطرف، وعلاقة التعليم الديني في تعايش أتباع الحضارات، وكذلك خطاب الكراهية وأثره السلبي على أتباع الحضارات، كما تم مناقشة التعددية وحقوق الإنسان والديمقراطية في ظل الحضارات المتعددة وموضوعات أخرى ذات صلة بموضوع المؤتمر وأهدافه، وكانت نهاية المطاف في جلسات المؤتمر جلسة حول: (مملكة البحرين ومسيرة التسامح والتعايش الحضاري) وهذه الجلسة أكدت ما نعرفه جميعا عن التسامح في البحرين والذي نأمل أن يعود كما كان.لغة المؤتمر كلها كانت تتحدث عن التسامح والمحبة والتعايش التي يجب أن تسود بين الشعوب على اختلاف أديانها ومذاهبها وأفكارها، ولكن المؤسف أن الواقع كان ولا يزال صادما وفي معظم أنحاء العالم فهو بعيد عن الأفكار التسامحية التي سمعناها كثيرا ؛ فالمسلمون مثلا - يُقتّلون في بورما وفي إفريقيا الوسطى وفي إسرائيل وفي غيرها من دول العالم وللأسف لا نجد من يوقف هذه المجازر بل إننا نجد أن بعض رجال الدين يساهمون في التشريع لقتل المسلمين لا لشيء وإنما لمجرد أنهم ينتمون لديانة مغايرة!! كما نجد أيضا أن الدول الكبرى تتسابق على صنع الأسلحة ومن ثم بيعها على الدول الأخرى وتشجعها على الاقتتال فيما بينها لتستمر مصانعها في صنع آلات الدمار وكان الأحرى أن تنفق هذه الأموال على الفقراء والمحتاجين وأيضا على الصحة والتعليم والبنية التحتية، وأيضا على نشر مبادئ الأخوة والتسامح الحقيقية بين الشعوب كي نرى تلك المبادئ التي نتحدث عنها كثيرا وفي أكثر من بلد عربي وغير عربي واقعا تعيشه الشعوب بشكل حقيقي وليس مجرد كلام يقال هنا أو هناك.قطر عقدت أكثر من مؤتمر للحوار بين أتباع الديانات والمذاهب والمملكة العربية السعودية فعلت الشيء نفسه وفيها مؤسسات قائمة لهذا الغرض بعضها في الداخل والبعض الآخر في الخارج، وهكذا فعلت البحرين، وربما تتبعها دول أخرى، ولكن الحوار وحده لا يكفي مهما كثرت المؤتمرات التي تعقد من أجله ؛ فالمجتمعات البشرية بحاجة إلى قادة شرفاء يؤمنون بقيمة الإنسان وحقه في الحياة الحرة الكريمة، كما أن الشعوب بحاجة إلى معرفة حقوقها وكيفية حصولها عليها، ويبقى بعد ذلك أن تصب ثقافة المجتمعات البشرية على قيم الإخاء والتسامح وأن يكون الحوار الهادئ الهادف هو الطريق الموصل إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار لكل الشعوب، وأعتقد أننا بهذه الطريقة قد نقرب المسافات بين الشعوب، ونقلل من المآسي التي نراها منتشرة هنا أو هناك.

1252

| 13 مايو 2014

العالم العربي وحرية الصحافة !!

السبت الماضي كان هو اليوم العالمي لحرية الصحافة في العالم، وعادة في مثل هذا اليوم تصدر بعض الجهات ذات الاختصاص تقارير عن اتجاه الحريات الصحفية في دول العالم، وغالبا تتحدث هذه التقارير عن أسباب تراجع حرية الصحافة في هذا البلد أو ذاك أو تقدمها في تلك البلاد والأسباب التي أوصلتها إلى ذلك التقدم.كان شعار اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام (حرية الإعلام من أجل مستقبل أفضل)، وبهذه المناسبة ناشد الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) دول العالم كلها، قائلا: (نناشد جميع الدول والمجتمعات والأفراد الدفاع بفاعلية عن حرية التعبير وحرية الصحافة بوصفهما حقيْن من الحقوق الأساسية ومساهمتين جليلتين في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وفي وضع خطة التنمية لما بعد عام ٢٠١٥).ومن المعروف أن قوانين الأمم المتحدة ذات الصلة بحقوق الإنسان ومنذ بداية تلك القوانين عام ١٩٤٨م وحتى هذه الأيام وهي تجعل من الحرية قيمة من أعظم القيم الإنسانية وتطالب الدول بسن أنظمة تكفل هذه الحريات وتضمن للأفراد والمنظمات حرية ممارستها، بحيث يكون الإنسان حرا في التعبير عن رأيه وكذلك له الحرية في تبني آراء أخرى دون أي تدخل من أي جهة، وهذه الحرية تتضمن جمع معلومات أو أفكار بأي طريقة أو وسيلة إعلامية وبغض النظر عن أي حدود، ولكن الواقع وفي معظم دول العالم يشهد انتهاكا لحرية الصحفيين وعلى تفاوت ما بين دولة وأخرى بحسب قوانينها وواقعها السياسي والاجتماعي، وكذلك مدى فهمها لمصطلح الحرية الذي قد يصطدم أحيانا بالمفهوم الديني الذي تؤمن به تلك الدولة. عالمنا العربي خاض تجربة الصحافة في وقت مبكر؛ ففي عام ١٨٢٨م أصدر محمد علي باشا حاكم مصر صحيفة رسمية باسم جريدة الوقائع المصرية، وفي عام ١٨٦٧م صدرت في دمشق جريدة (سوريا)، وفي ١٨٧٥م صدرت جريدة الأهرام في مصر وما زالت تصدر حتى الآن، ثم بعد ذلك توالى صدور الصحف في عالمنا العربي كله وكانت دول الخليج من أوائل الدول العربية التي أصدرت صحفا رصينة وكان بعضها تحت الاحتلال، ولكن تقدم العرب في المشاركات الصحفية لم يجعلهم يقدرون قيمة الحريات بشكل عملي وصحيح وهذا ما جعل دولهم متأخرة جدا في تقييم الحريات الصحفية في العالم وبدون شك فإن تلك التقييمات السيئة والمتكررة تسيء إلى دولنا العربية، لاسيَّما وأن الواقع يشهد أنها تتأخر - غالبا - سنة بعد أخرى، والأسوأ من هذا كله أن بعضها لا يستفيد من التقارير التي تكتب عن حرية الصحافة في تحسين واقعه، بل يذهب إلى اتهام تلك التقارير بالانحياز لهذا السبب أو ذاك. وبحسب تقرير منظمة (مراسلون بلا حدود) فإن دولة (فنلندا) وللمرة الرابعة على التوالي تحوز على المركز الأول عالميا في موضوع الحريات الإعلامية - وحسب معلوماتي فإنها الأولى عالميا في انعدام الفساد ولعل ذلك يؤكد اقتران الفساد بقمع الحريات، تليها بعد ذلك هولندا والنرويج، أما أسوأ ثلاث دول في العالم في موضوع الحريات فهي: تركمانستان وكوريا الشمالية وإرتيريا، تأتي بعدها سوريا وهي الأسوأ عربيا والتي تعد من أخطر دول العالم على الصحفيين، حيث تعمد نظامها قتل العديد منهم.وبالنسبة للتقرير، فقد جعل موريتانيا الدولة الأولى عربيا في حرية الصحافة والـ ٩٦ عالميا، أما مصر فكان نصيبها الـ ١٥٩ عالميا وأيضا بسبب تراجع الحريات كثيرا وكذلك بسبب سجن عدد من الصحفيين والتضييق على الآخرين، أما العراق فجاءت في المرتبة الـ ١٥٣ عالميا وأيضا لأن حكومته قتلت وسجنت صحفيين، كما أن الحريات فيها شبه معدومة. خليجيا كانت قطر الأولى، أما عالميا فحازت على الـ ١٥٤ عالميا، تليها عمان التي جاءت في المرتبة الـ ١٦٢ عالميا، أما البحرين فكان نصيبها الـ ١٨٩ عالميا والسعودية ١٨٣ عالميا. التصنيف الذي نشرته منظمة (مراسلون بلا حدود) لا يبشر بخير للدول العربية قاطبة، والتعليلات التي قدمها بعض المسؤولين العرب والتي اتهموا فيها واضعي التقرير بالانحياز ليست كافية ولا مقنعة، والحل الأمثل هو إتاحة الحريات للجميع ليعبر كل واحد عن رأيه بحرية وأمن واطمئنان، ولا يعني هذا ألا تكون هناك ضوابط مطلقة، فنحن نعرف أنه ليس هناك حريات مطلقة ولكن على الضوابط التي تضعها أجهزة كل دولة أن تكون مقبولة ويرتضيها غالب المواطنين، وفي الدول العربية يمكن القول بأن يكون الضابط الوحيد هو مخالفة الإسلام الذي تدين به الغالبية وما عدا ذلك فلكل واحد الحق في التعبير عن رأيه كما يشاء. الحرية مطلب إنساني لا يمكن اغتياله، والشعوب التي تمنع من حريتها تقاد إلى الموت البطيء وأيضا إلى التخلف المقيت.

1273

| 06 مايو 2014

من غرائب الشعوب وعجائبها !!

# يحتاج الكاتب مابين فترة وأخرى الابتعاد عن الحديث عن القضايا السياسية لكي يريح نفسه من ضغوطها التي تزداد يوما بعد آخر، ولهذا آثرت أن أفعل ذلك هذا الأسبوع مبتعدا عن السياسة ومقتربا من الحديث عن بعض الأعمال التي يمارسها البعض والتي لا تكاد تصدق لشدة غرابتها، وهذه الأفعال تؤكد أن العقل البشري مهما كان ذكيا لا يمكنه أن يصل إلى الحقيقة دون سند من الله يرشده إليها؛ وإلا كيف يمكننا أن نصدق أن عالما في الطب أو الفيزياء أو الذرة يعبد فأرا أو بقرة أو صنما أو ما شابه ذلك من آلهة لا قيمة لها؟!!# شاب يمني ادعى النبوة ولما قيل له: ما هي الدلائل على صحة دعواك؟ قال: قوله تعالى: (قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون)، وأضاف: إن اسمي ضياء وهذا وعد الله قد تحقق وها أنا أتيت!! هذا المدعي ليس هو الأول وأظنه لن يكون الأخير فمدعوا النبوة كثر ولكنهم تساقطوا جميعا وسريعا فهذا الهراء لا ينطلي على المسلمين اليوم وسيتخذونه حديثا يتندرون به!! # في بيلاروسيا تتنافس الفتيات في كل عام جديد على معرفة حظهن في الحصول على زوج في العام الجديد، وتبدأ المنافسة بجلوس مجموعة منهن متجاورات وتضع كل واحدة منهن كومة من الذرة أمامها ثم يتم إطلاق ديك من مسافة متساوية عن كل منهن فالذي يختار الديك الأكل من ذرتها تكون هي صاحبة الحظ الأوفر في الحصول على الزوج. كيف يمكن أن نصدق أن ديكا يستطيع تحديد من ستتزوج من الفتيات؟!! لكنها من طرائف الشعوب وغرائب العادات!!# برازيلي يدعى (كار مليتا) ويبلغ من العمر أربعة وسبعين عاما وكان قد تزوج من أربع نساء قرر فجأة الزواج من معزاته التي أحبها كثيرا! وقد علل سبب هذه المحبة بأن معزاته لا تتكلم ولا تطلب مالا ولا تحب الذهاب إلى الأسواق!! الصحيفة التي أوردت الخبر قالت: إن المعزة أكلت ثوب الزفاف الذي كان من المفترض أن تلبسه ليلة الزفاف، لكن الزوج العاشق قرر أن يشترى لمعزاته الحبيبة ثوبا آخر متعهدا القيام بحفل كبير يليق بمعزاته الكريمة!!هل نتوقع أن تكون المعزاوات منافسات قويات للنساء في العهد القادم؟!! وهل من المفترض على النساء البحث عن وسائل منافسة لقدرات المعزة لاكتساب قلوب الرجال المعزاويين؟! # في ألمانيا قرر وزير الخارجية السابق (غيدو فيستر فيله) الزواج من صديقه رجل الأعمال (ميشائيل مرونتس)!! وكان بينهما - كما قال - علاقة حب طويلة، وقد حرص على إقامة حفل عقد القران بحضور عدد كبير من أصدقائه وذلك في مدينة بون، عمدة بون قرر أن يقوم بإتمام إجراءات عقد الزواج بنفسه!! رجل شهم ويعرف أصول الصداقة!! هذا الزواج حضره عدد من أصدقاء العروسين السعيدين!!، (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا)، ما أسوأ انحراف الفطرة البشرية!!# وفي أمريكا قررت فتاة الزواج من كلبها بعد أن فشلت في زيجاتها الأربع الماضية فقررت أن يكون خامس أزواجها كلبا لأنه أكثر وفاء من كل الرجال وفوق هذا فهو لا يخون زوجته!! زوجة (الكلب) وزعت رقاع الدعوة على صديقاتها وأصدقائها ولبست أجمل ملابسها كما ألبست زوجها الكلب بدلة أنيقة وتمت مراسم الزواج السعيد وسط فرحة عارمة من الزوجة وزوجها الكلب!! هذه الحضارة تتهاوى بسرعة، وما يجري انتهاك لحقوق البشر وليس فيه من الحريات ولا حتى اسمها!!# في عمان الأردنية قام زوج وفي أحد الأسواق التجارية بضرب زوجته بعنف شديد حتى أغمي عليها وتم نقلها بسيارة إسعاف إلى المستشفى، وقد برر الزوج فعلته بأن الحكومة الأردنية رفعت الجمرك على الفساتين من ٥٪ إلى ٢٠٪ ولأن الزوجة أصرت على شراء عدد من الفساتين ذات علامات تجارية معروفة ممن شملتها زيادة الضريبة غضب الزوج فقام بضرب زوجته بعنف!!على الزوجة أن تكون حذرة وهي تتعامل مع زوجها ماديا فقد تتكرر الصورة في أكثر من بلد عربي!! الحذر الحذر يازوجاتنا الفاضلات!!# وآخر هذه الغرائب هي ما حدث في مصر قبل أيام ؛ فقد أعلن فريق من القوات المصرية أنهم ابتكروا جهازين باستطاعتهما اكتشاف وعلاج مرض الإيدز وكذلك فيروس الكبد الوبائي خلال ستة عشرة ساعة فقط! ومن عجائب هذا الاكتشاف أن الجهاز يستطيع معرفة وعلاج مريض الإيدز حتى لو كان المريض في مكان بعيد عن الجهاز!! والعلاج كما يقول كبير المخترعين سهل جدا فما على المعالج إلا أن يسحب المرض ثم يضعه في إصبع كفته ليأكله المريض فيقوم وكأنه لم يصب بمرض قط!! جريدة الغارديان البريطانية علقت على الخبر قائلة: هذا الاكتشاف لاعلاقة له بالمنطق ولا أساس علمي له!! أما المصريون فكانت لهم تعليقات كثيرة عليه، ومما قالوا: هيجيبوا المريض ويوقفوه قدام صورة السيسي فيطلع شعاع من عينه يقتل الفيروسات ويتم شفاؤه دون الحاجة إلى أخذ عينة دم من المريض!! المفاجأة أن قناة الشرق المصرية أكدت أن من ظهر على القناة الرسمية ليس لواء ولا طبيبا وإنما هو معالج شعبي ظهر على قناة الناس الفضائية بتلك الصفة!! هذا الاكتشاف المزيف حرك جانب النكتة عند المصريين وسواهم فساهم في إدخال البهجة على بعض النفوس المصابة بالاكتئاب ولعل هذه البهجة تكون علاجا لها وتحقق ما لم يحققه جهاز الكفتة!!#والغريبة الأخيرة في هذا المقال الـ(غرائبي) كانت من أمريكا، فالفتاة الأمريكية (بيتي هتون) أحبت ست إخوة في وقت واحد وهم أيضا أحبوها في وقت واحد وذهبوا جميعا لخطبتها في وقت واحد!! ولأن الفتاة ديمقراطية - لأنها أمريكية! - فقد اقترحت عليهم أن يتزوجها كل واحد منهم سنتين ثم يطلقها ليتزوجها الآخر وهكذا، ولقي هذا المقترح الديمقراطي قبولا من جميع الأخوة!! وبدأ التنفيذ بحسب الاتفاق حتى وصل الدور على الأخ الأخير ولكنه رفض تطليقها بعد انتهاء فترة عقده!! الفتاة الديمقراطية أعجبها موقف الزوج السادس وشعرت أنه متمسك بها أكثر من الخمسة السابقين فوافقت على الاستمرار معه!! شخصيا لا أدري كم سنة مددت له!! ولا أدري أيضا عن نوعية هذا الزواج بل وهل يسمى زواجا أصلا؟!! ولكن مادام أن الأمريكان عملوه فلا بد أن يكون جيدا فهم أهل الحكمة والعقل وأهم شيء الديمقراطية! في عالمنا الكثير من الغرائب والنوادر مما قد لا يصدقه بشر، ولكن من أعطاه الله عقلا فليحمد الله عليه فهناك كثيرون لا يملكون عقولا صالحة للاستخدام الآدمي!!

3109

| 04 مارس 2014

الطغاة والشعوب !!!

برز في التاريخ البشري طغاة كثر، بعضهم اشتهر بقتل الآلاف من أعدائه مثل هتلر وبعضهم اشتهر بقتل عشرات الآلاف من أبناء وطنه وهذا الصنف من الطغاة هو من سأتحدث عنه في هذا المقال لأنه هو الأسوأ ولأنه هو الأكثر ولأن الشعوب لم تتعامل مع هذا النوع من الطغاة تعاملا يجعلها تتوقف عن طغيانها وتتراجع عنه وتعطي الشعوب حقوقها وحرياتها.أول هؤلاء الطغاة وأكثرهم شهرة هو (فرعون) حاكم مصر - وفرعون لقب لكل من يحكم مصر - وقد جاءت شهرته من كون أن القرآن ذكره كثيرا باعتباره حاكما مستبدا قاتلا وصل به الاستبداد إلى استعباد المصريين وإعلان نفسه إلها، عليهم أن يعبدوه وينفذوا أوامره، ومن ثم أصبح لقب (فرعون) يطلق على كل مستبد سواء أكان من الحكام أم من سواهم.سلاح فرعون اعتمد بصورة رئيسة على التهديد، مرة بالسجن ومرة بالقتل وثالثة بتقطيع الأيدي والأرجل، فعندما رفض موسى - عليه السلام - فكرة ألوهية فرعون هدده قائلا: (لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين)، ولما حذره بعض جلسائه من قتل فرعون قال الله على لسانه: (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)، وهذه الجملة بمعناها أصبحت أيقونة لكل الطغاة وفي كل العصور.طغاة كثر شهدهم العصر الحديث، منهم: (عيدي أمين) الذي بلغ به الغرور حدا جعله يقول: (أنا الرئيس الوحيد الذي اتصل مع الله مباشرة)، وكذلك بلغ به الطغيان حدا جعله يقتل حوالي ثلاثمائة ألف من قومه، ومنهم: (نيكولاي تشاوسيسكو) الذي وصف نفسه بـ (الملهم) وكان يعد أن رومانيا ومن فيها ملكا له ومن يعترض على شيء من ذلك يقتل فورا!! وقد كان مآله القتل مع زوجته بالرصاص. ومن الطغاة البارزين (بول بوت) حاكم كمبوديا الذي قتل ثلث شعبه، وكان يتلذذ بمشاهدة قتلهم وتعذيبهم، وكان يحب قتلهم خنقا بأكياس البلاستيك!! ومنهم كذلك (بوسكا) حاكم إفريقيا الوسطى الذي كان يحب أكل الأطفال، ولقب نفسه بـ "الإمبراطور" وكان وزيرا لكل الوزارات وقائدا للجيش، ومن هواياته جلد الوزراء أمام الناس!! ومن أشهر طغاة العصر (بشار الأسد) فقد قتل وجرح وشرد من شعبه حوالي أحد عشر مليونا وهذا العدد لم يسبق إليه ولا أعتقد أن هناك طاغية سيفعل مثله!! الطغاة كثر، وهم يمارسون طغيانهم لأسباب متعددة، قد يكون من أبرزها: شعورهم بالعظمة، وإحساسهم أن الشعوب لا قيمة لها على الإطلاق، بل إن بعضهم كان يعتبر شعبه مثل الذباب، وأنه يجب أن يعامل مثلها!! والذي يجمع بين كثير من الطغاة أنهم عاشوا في بيئات فقيرة، وأن مجتمعهم كان يحتقرهم، كما أنهم عانوا مرارة القسوة والحرمان ولذلك أرادوا أن ينتقموا من الشعوب، كما أنهم أرادوا التعويض عن الحرمان بالمحافظة على ملكهم ولوا ضحوا بمعظم شعوبهم. أساليب الطغاة في الحكم متقاربة؛ فهم يلجأون إلى سياسة التخويف والحرمان من الحقوق وكتم الحريات وصولا إلى ملئ السجون بمن يطالب بحريته ومن ثم قتل من لا ينفع معه التهديد والوعيد. ومن أساليبهم اتباع سياسة (فرق تسد)، فهم يعملون على زرع الفرقة بين كل أطياف المجتمع؛ فهناك جهود في التفرقة الطائفية والمذهبية والدينية، كما أن هناك جهود مماثلة للتفرقة بين أصحاب التيارات الدينية لكي يضعف الجميع ثم يتجهون إلى الحاكم يلتمسون رضاه. ومن أساليبهم أيضا سياسة التخويف والتجويع والحصار، ثم السجون وصولا إلى القتل والتدمير وإلصاق شتى أنواع التهم بمن يعارضهم حتى ولو كانت هذه المعارضة بأسلوب أرق من جلد الثعابين فهؤلاء لا يحتملون أي نوع من المعارضة لأن ذواتهم عندهم مقدسة وفوق كل القوانين. ولكن بقي أن نتساءل: لماذا تقبل الشعوب بهذا النوع من الحكام؟ ولماذا تصبر على جبروتهم وطغيانهم؟ الواقع يؤكد أن الشعوب غالبا هي من تصنع طغاتها!! وهي أيضا من تشجعهم على الاستمرار في ظلمها وسلب حقوقها، بل وفي أحيان أخرى هي من تدعوهم إلى وضع الأغلال في أعناقها والقيود في أيديها!!الطغاة لن يتغيروا مادامت شعوبهم ساكتة عن المطالبة بحقوقها، وما دامت الشعوب لا تسعى للتغيير والإصلاح وإعطاء كل ذي حق حقه. والإصلاح ليس بالهدم والتخريب بل بالعمل إلى الوصول للأفضل وبكل الطرق المتاحة. إن الذي يداهن من أجل المال أو الجاه لن يكون بإمكانه القيام بأي إصلاح مهما قل، كما أن الخائفين لا يملكون وسائل الإصلاح والتغيير فهذه الوسائل لم تخلق لهم.لو فكر الطغاة بمصالحهم لتجنبوا الطغيان، فالتاريخ أثبت أن نهايتهم مأساوية وكذلك كانت نهاية المنافقين الذين من حولهم، والشعوب هي التي تنتصر في نهاية المطاف، كان بإمكانهم مصالحة شعوبهم ومن ثم العيش بسلام وأمن واطمئنان ولكنهم آثروا الجانب الآخر فأصبحوا جزءا من التاريخ الأسود للبشرية.على الطرف الآخر هناك حكام صالحون عاشوا مع شعوبهم بهدوء وحب واطمئنان ولعلي أعرج عليهم لاحقا إن شاء الله.

4685

| 25 فبراير 2014

الديمقراطية بين الإسلاميين وخصومهم!!

كانت النظرة السائدة بين الإسلاميين عامة والسلفيين منهم على وجه الخصوص أن الديمقراطية بمفهومها الغربي لا تتفق مع الإسلام ، وبالتالي فإن القبول بها أو الدعوة اليها يعد خروجا على قواعد الإسلام ، صحيح أن بعض علماء المسلمين - من غير السلفيين - كان لهم رأي آخر؛ حيث رأوا أن الأمة الإسلامية لايمكن أن تجتمع على غير الإسلام ومفاهيمه وبالتالي فإن الانتخابات لايمكن أن تأتي بمن يخالف الإسلام ويفرض قواعد تخالفه وبالتالي فقد رأى هؤلاء أن الديمقراطية لاتخالف الإسلام وبالتالي لم يمانعوا في التعاطي معها ودعوا الآخرين لذلك لكي لايتركوا الساحة الإسلامية لغير الإسلاميين ، وجاءت أحداث الربيع العربي فانخرط غالبية السلفيين في لعبة الديمقراطية ما عدا المتطرفين منهم حيث استمر هؤلاء على رأيهم.لعبة الديمقراطية كان يمارسها الليبراليون والعلمانيون، وكانوا يملؤون الدنيا ضجيجا وهم يتحدثون عن الحريات العامة وحقوق الانسان وكذلك حقوق المرأة وكيف يجب أن يقفوا مدافعين عن هذه المثل بكل قوة حتى لو افتدوها بأرواحهم ، وكانوا في الوقت نفسه ينتقدون (الإسلاميين) المتعصبين الذين يحاربون الحريات وخاصة حرية المرأة، وكانوا يطالبونهم بممارسة الديمقراطية والانخراط في الحياة المدنية والدخول في الأحزاب مثل غيرهم كي لايكونوا شاذين عن عصرهم ومتطلباته!!وجاءت أحداث الربيع العربي لتثبت أن الغالبية العظمى من دعاة الديمقراطية سقطوا سقوطا مريعا من أول اختبار، ولتثبت - أيضا - أنهم من ألد أعداء الديمقراطية ومن أكثر الناس حربا عليها!! ولم يكن هذا في بلد واحد بل في كل بلد عربي مارس الانتخابات حتى لو كانت انتخابات بلدية أو جامعية ليست بذات قيمة!!في الجزائر وفي عام 1992م فازت الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات فوزا كاسحا وكان مقتضى العرف الذيمقراطي أن يبارك الجزائريون هذا الفوز وينظروا ماذا ستفعل الجبهة، فإن أحسنت أعادوا انتخابها وإن أساءت انتخبوا غيرها ولكنهم لم يفعلوا ذلك بل سارع الجيش فانقلب على الرئيس الشاذلي وألغى الانتخابات وأدخل قادة الجبهة السجون، ومع هذا فقد ادعوا أنهم إنما عزلوا الرئيس ولم يلغوا المسار الديمقراطي وزادوا على إفكهم بأن الجبهة هي من عطلت الديمقراطية ولهذا سارعوا بحلها وسجن زعمائها وحظر جميع أنشطتها!! هذا الإجراء الظالم استفز مجموعة من أنصار الجبهة فأسسوا الجيش الإسلامي للإنقاذ الذي حارب الدولة قرابة العشر سنوات وقد قتل في هذه الحرب قرابة المائتي الف وخسرت الدولة مليارات الدولارات.بطبيعة الحال ليبراليو الجزائروعلمانيوها لم يقفوا مع الديمقراطية التي تعلموها من فرنسا التي توصف بأنها أم الديمقراطيات في العالم بل وقفوا ضدها لأنها لم تأت بهم وشجعوا على محاربة أنصار الجبهة ووصفوهم بأبشع الصفات وكل ذنب هؤلاء أن الشعب وثق بهم واختارهم ولم يثق بأولئك وابتعد عنهم!!وتكررت الصورة مع حماس التي فازت في انتخابات حرة ونزيهة بشهادة مراقبين دوليين ، ولأن الآخرين ما كانوا يتوقعون أبدا هذه النتيجة فقد رفضوها وحاربوا حماس بصورة كبيرة أدت الى انقسام الشعب الفلسطيني وإضعافة وتسلط الإسرائيليين عليه ، ومازال هذا الانقسام الى اليوم !! وأيضا تكرر موقف العلمانيين والليبراليين من الانتخابات فهي مرفوضة لأنها لم تأت بهم ، أما الوطن ووحدته فهو آخر اهتماماتهم فالمهم أن يصلوا إلى السلطة!! وفي مصر انكشف موقف الليبراليين والعلمانيين والشيوعيين فقد ضرب هؤلاء بالديمقراطية والمبادئ عرض الحائط بل إن تذكيرهم بها أصبح جريمة منكرة! السيد مرسي فاز في انتخابات نزيهة باعترافهم، وكان من مستلزمات الديمقراطية أن يمارس سلطاته المدة القانونية ثم يترك الأمر للشعب إن شاء اختاره وإن شاء عزله عن طريق الانتخابات ولكن هؤلاء لم يطيقوا صبرا وقد رأوا أن السلطة ذهبت لغيرهم وأن الشعب لا يثق بهم فاخترعوا حكاية سلطة الشارع وماهي كذلك لمن يعقل ولكنها سلطة القوة وشهوة الحكم، وفي هذه التجربة سقطت النخبة!! سقوطا مدويا وغير مسبوق في أي مكان آخر، وقد استنكر الدكتور سيف عبدالفتاح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة ورئيس المركز القومي للبحوث السياسية والاستراتيجية موقف النخبة المثقفة في مصر التي تحولت - حسب قوله- من نخبة محنطة إلى نخبة منحطة لأنها لم ترفض سياسات الانقلابيين التي أدت الى سفك الدماء وعودة الدولة البوليسية والاعتقالات العشوائية وضرب المتظاهرين وتكميم الأفواه وهم الذين صدعوا رؤوسنا بالحديث عن الحريات وحقوق الانسان في عهد الرئيس مرسي. معظم الليبراليين والعلمانيين صفقوا كثيرا لتكميم الأفواه وسجن وقتل الآلاف، بل أنهم شاهدوا كما شاهد العالم صورة تلك الفتاة ذات الثماني عشرة عاما وهي تلد في السجن وكانت مقيدة بالأصفاد إلى سريرها وكل جريمتها أنها شاركت في مظاهرة يقول الدستور أنه يسمح بها ومع بشاعة المنظر لم ينكر أولئك القوم ولاذوا بالصمت المعيب!! بالمقابل نجد أن الإسلاميين مارسوا الديمقراطية وطبقوها بصورة لايمكن مقارنتها أبدا بما فعله الآخرون ؛ ففي تونس فازت حركة النهضة بالأغلبية ولما رأت أن مدعي الديمقراطية لم يقبلوا بنتيجة الانتخابات ذهبوا الى مسألة التوافق وكانوا أكثر مرونة من الليبراليين ومن على شاكلتهم فتنازلوا عن كثير من الحقوق التي اكتسبوها للطرف الآخر، وبدا واضحا أنهم أكثر حرصا على أمن وطنهم ومواطنيهم، وكانت تنازلاتهم سببا في إجهاض ما كان يخطط لبلدهم ، وهذا الفعل سيحسب لهم وسيكون علامة فارقة لصالح الإسلاميين الذين مثلوا الفعل الديمقراطي وأكثر منه على أفضل وجه وأكمله. وفي الكويت نجد شيئا مشابها وإن كان بدرجة أقل وذلك في انتخابات مجلس الأمة الذي كان الإسلاميون على تنوع تياراتهم يفوزون بغالبية مقاعده ، ومع نزاهة الانتخابات إلا أن أصحاب التيارات الأخرى كانوا يجهدون أنفسهم في البحث عن أسباب واهية لا قيمة لها يجعلونها سببا في فوز الإسلاميين!! الشئ الذي يحاول العلمانيون ومن لف لفهم تجاهله وإغماض أعينهم عنه أن الاسلام هو الدين الذي يؤمن به العرب وأنهم بالتالي سيرشحون من يرونه محققا لمقتضيات ما يؤمنون به وبالتالي فلن يرشحوا من يحارب دينهم أو يهزأ به أو يستنقصه أو يتخذ من الفساد بكل أنواعه منهجا له أو يضع يده مع أعداء دينهم ولهذا استبعدهم في كل البلاد العربية التي جرت فيها انتخابات حرة ونزيهة ولهذا جن جنونهم فاختاروا الانتخابات الأخرى التي ينجحون فيها بالنسبة المعروفة سلفا وهي ٩٩٪ حتى لو جاءت على بحر من الدماء وحتى لو قادت البلاد الى معظم أنواع التخلف والتمزق والتبعية للآخرين .التشدق بالشعارات لا يكفي وحده فالكلام الأجوف يسقط في أول اختبار، والشعوب ماعادت جاهلة ينطلي عليها معسول الكلام ولو كان العلمانيون والليبراليون يدركون ذلك لترددوا كثيرا في اتخاذ مواقف مخزية لا تتفق مع المبادئ التي يتشدقون بها كما لا تتفق مع أبسط المبادئ الإنسانية، أما الإسلاميون فمازالوا ناجحين في تجربتهم وآمل أن يستمروا على مواقفهم.

545

| 18 فبراير 2014

عندما ترهب الدولة مواطنيها!

كان الفضل لانتشار كلمة (الإرهاب) بمفهومها السيئ لسيئ الذكر (بوش الابن) وقد أراد بذلك المفهوم الذي فصله حسب مصلحته احتلال بعض بلاد المسلمين تحت غطاء الإرهاب، وقد تحقق له ذلك عندما احتل أفغانستان والعراق وسط صمت وتواطؤ عالمي معيب.وقد وضع (بوش) قاعدة غريبة لمفهوم الإرهاب - طبقتها دول عديدة فيما بعد - وهي: (من لم يكن معنا فهو ضدنا)، وهو بهذا لم يترك مجالا لمن يريد أن ينأى بنفسه بعيدا عن الشبهات فقد أصبح هذا النوع من الناس - بحسب قاعدته - متهما بالإرهاب حتى وإن كان أبعد الناس عنه.يؤكد التاريخ أن الدول الكبيرة القوية هي التي تمارس الإرهاب غالبا، وهي أيضا التي تدفع إليه في كثير من الأحيان، فأمريكا - مثلا - قتلت حوالي مليوني فيتنامي، وجرحت حوالي ثلاثة ملايين منهم كما شردت حوالي اثني عشر مليونا، وكان هذا في عهد الرئيس ليندون جونسون عام 1961م، وفي عام 2003 م احتلت العراق واستخدمت الأسلحة المحرمة في تلك الحرب التي مات فيها قرابة المليون عدى ملايين الجرحى والمشردين، وما زال المالكي الذي جاءوا به يقوم بالدور نفسه!! وأمريكا - أيضا - تقف إلى جانب الصهاينة الذين احتلوا أرضا لا علاقة لهم بها وقتلوا مئات الآلاف من أبنائها كما شردوا منهم الملايين!! كل ذلك وغيره ومع هذا لا أحد يتحدث عن هذا النوع من الإرهاب الذي تمارسه أمريكا لأنها دولة قوية يخافها الآخرون. روسيا هي الأخرى ومنذ نشأتها مارست إرهابيا فظيعا ؛ شمل قتل الملايين وتهجير أمثالهم ومحاربة أصحاب المعتقدات الدينية خاصة المسلمين!! وما زالت إلى اليوم تمارس أنواعا من الإرهاب وما وقوفها إلى جانب طاغية الشام عنا ببعيد!! إرهاب الدول لا يكاد يتحدث عنه أحد بمفهوم الإرهاب مع أنه منتشر ويعاني منه الكثيرون، فمفهوم (الإرهاب) هو: إخافة الناس وحملهم على الطاعة والخنوع في كل الأحوال ويتم ذلك بطرق متعددة وبوسائل كثيرة ؛ فالدولة عندما تحرم المواطنين من حقوقهم المشروعة فهي بهذا تمارس إرهابا ضدهم وليس من حقها فعل ذلك!! ومن أمثلة هذا النوع: عدم توظيفهم لأسباب سياسية أو مذهبية أو مناطقية، أو محاولة إفقارهم المستمر بدعوى أن الفقر يجعلهم خانعين إلى الأبد لكل ما يطلب منهم، وقيل إن بعضهم يستشهد لهذا الفعل بمقولة: (جوع كلبك يتبعك!!) ولعلهم لم يسمعوا أن الكلب قد يأكل صاحبه إذا لم يجد ما يأكله!! وهؤلاء لم يكتفوا بجعل شعوبهم كلابا وإنما أرادوها كلابا جائعة دائما!!وقد زادت بعض الدول في صور الإرهاب حيث سحبت هوية من تعتبرهم خصوما لها!! مع أن هذا الفعل لا تنطبق عليه أي قوانين دولية أو إنسانية أو عقلية!! فالذي تسحب جنسيته يصبح مثل الطير المحبوس إن لم يكن أسوأ، فلا هو من أهل الدار ولا هو من غيرهم ؛ وقد يمتد الأذى لكل أفراد أسرته ؛ فيفصل أبناؤه من مدارسهم أو أعمالهم لأن أباهم لا هوية له، وهذا يشيع الخوف والإرهاب في الأسرة وكل من يمت إليها بصلة. ومثل هذا النوع ما يتردد في بعض الدول من أنها ستدرس مسألة سحب الشهادات العلمية من المواطنين الذين لا يباركون كل ما تقوم به من أفعال حتى لو كانت تلك الأفعال أعوج من ذنب الضب!! ومرة أخرى: هل من حق أي دولة أن تسحب أو تبطل حقا حصل عليه الإنسان بجهده وعمله؟ إن الهوية (الجنسية) والشهادات العلمية ليست منة من الدول على مواطنيها بل هي حق اكتسبوه لا يجوز منازعتهم فيه مهما كانت الأسباب، والدول المحترمة يجب أن تحيل من تعتقد أنهم ارتكبوا أخطاء بحق بلدهم إلى محاكم عادلة وهذه المحاكم هي التي تقرر نوعية العقوبات إذا رأت أن الفعل الذي ارتكبه الشخص جريمة موجبة للعقوبة إما أن يتخذ الحاكم أو سواه قرارا من عنده فهذا إرهاب دولة مهما كانت التبريرات.لاشك أن هناك أفرادا يمارسون العنف والإرهاب وهم بذلك يخلون بالأمن ويرهبون المواطنين وقد رأينا أمثال هؤلاء في عدد من الدول العربية ومن واجبنا الإنكار عليهم وعدم التستر على أفعالهم والوقوف إلى جانب الدولة ضدهم، فالإرهاب مرفوض من الجميع مهما كانت درجاته صغيرا كان أم كبيرا، فالتحرش إرهاب لأنه يخيف الأبناء والأسر، والقتل والحرق والتفجير كل ذلك إرهاب مرفوض يجب التصدي له لأنه ينشر الفوضى والفزع بين المواطنين ولا يحقق لهم الأمن والاستقرار، وبطبيعة الحال فإن الدولة مسؤولة عن التصدي لفاعليه ولكن عليها أن تكون عادلة فيما تقول وفيما تفعل. مصطلح (الإرهاب) استغلته بعض الدول لتحقيق مصالحها السياسية بعيدا عن الحقيقة ؛ فالمواطن الذي لا يقف مع الدولة في شرورها يوصم بالإرهاب - لأن هذه الصفة تجعل الدولة في حل مما تفعله من المظالم -، والأحزاب أو الجماعات التي تتصدى لإرهاب الدولة توصف هي الأخرى بالإرهاب ولذات السبب، وقد فات على هؤلاء أن الوعي المنتشر عند الناس أفسد عليهم كل تلك الألاعيب فما عاد المواطن العربي يصدق كل ما تقوله الدول، وما عاد الإعلام الرسمي يؤثر في ثقافة الناس وتوجهاتهم الفكرية. من مصلحة الدول ألا تمارس الإرهاب مع مواطنيها مهما كانت درجته، ومن مصلحتها أيضا ألا تدفعهم لممارسته، كما أن من مصلحة المواطنين الابتعاد عن مواطن العنف والإرهاب، ولو تحقق ذلك لعاش الجميع في أمن وسلام، ولكن هل يتحقق ومتى؟!

1341

| 11 فبراير 2014

ما بين الدين والسياسة!!

في عالمنا العربي - الذي يدين الغالبية العظمى منه بالإسلام - يكثر الحديث بين نخبه الثقافية والسياسية عن العلاقة بين الدين والسياسية، وهل يمكن السماح بقيام أحزاب ذات مرجعيات دينية يكون لها تأثير في مجريات الأحداث في بلادهم؟! وقد قادت هذه الأحاديث وبمباركة القيادات السياسية إلى منع قيام أحزاب دينية بدعوى أن قيامها سيجر البلاد إلى فتن طائفية تفرق المجتمع وتضعفه!!وانطلاقا من تلك القناعة فقد منعت معظم الدول العربية خطباء الجمعة من تناول السياسة في خطبهم، أو الدعاية لفريق ضد آخر خاصة في مواسم الانتخابات بكل أنواعها. العالم الغربي كان له موقف آخر من الأحزاب الدينية - رغم أنه يؤمن بالعلمانية رسميا - ففي أوروبا ما يقارب المائة وسبعين حزبا دينيا، وبعض هذه الأحزاب وصل إلى سدة الحكم مثل: حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في ألمانيا فالسيدة ميركل تنتمي إلى هذا الحزب، كما أن بعض هذه الأحزاب له نفوذ قوي في بلده، وأوروبا لا تحارب هذه الأحزاب بل إنها ترحب بها، وليس صحيحا ما يشاع أن كل تلك الأحزاب علمانية ولا تمت إلى الدين بصلة، فبعضها متطرف جدا مثل: حزب (غيرت فيلدر) الهولندي الذي قام على كراهية الإسلام والعرب، وفي إسرائيل حزب ديني له نفوذ قوي فيها وهو حزب شاس المتطرف ضد العرب والإسلام. وفي الهند أحزاب دينية تلقى احتراما لدى الدولة والمواطن رغم أن بعضها متطرف جدا مثل: حزب (بهاراتيا جاناتا) وهو حزب هندوسي متطرف ويعد الأكثر عداء للمسلمين، وهو الذي تزعم هدم المسجد البابري عام ١٩٩٢م، وقد حكم هذا الحزب الهند مابين عامي ١٩٩٨- ٢٠٠٤ م. الذي أود قوله: إن الإسلام لم يفرق مابين الدين والسياسة كما هو الحاصل عند الغربيين، وإنما جعل السياسة جزءا من الدين، ومع ذلك فقد حارب السياسيون وفريق آخر معهم فكرة الجمع مابين الدين والسياسة وبسبب أهداف سياسة تصب في صالحهم وحدهم ولا تمت إلى الدين بصلة! ولكن هؤلاء السياسيين خرجوا على ما كانوا يعدونه من ثوابتهم وذلك كلما شعروا أنهم بحاجة إلى أولئك المتدينين الذين أبعدوهم طويلا عن مراكز صنع القرار!! ففي هذه الحالات يسرعون بإبرازهم في كل وسائل الإعلام لكي يقول هؤلاء ما يريده الحكام معتمدين على الدين في إقناع العامة بصحة ما يفعله رجال الدولة، وقد أثبت الواقع أنهم يجدون من يقف إلى جانبهم من بين أولئك، ولكن الواقع أثبت أيضا أن الشعوب لا تصدق ما يقوله أمثال هؤلاء ممن ينتمون إلى طبقة المتدينين!!ففي سوريا انبرى المفتي إلى تبرير كل الجرائم التي يرتكبها الأسد، بل إنه ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير حيث أكد مرارا أن الأسد وأبيه متدينان من الطراز الأول!! وهناك - في سوريا- من فعل مثل المفتي وجعل الضحايا هم المجرمون لأنهم هم الذين دفعوا الرجل الطيب (الأسد) إلى قتلهم!!أما في مصر فقد انبرى عدد ممن ينتمون للتيار الموصوف بـ(الديني) إلى تبرير كل الجرائم التي ترتكب هناك!! فالمفتي السابق يرى أن قتل المتظاهرين من الواجبات وأن الجيش مأجور على ما يفعله!! أما المفتي الحالي فهو يرى أن ما يرتكبه الجيش هو جزء من واجبه كما يؤكد أن الدستور الحالي إسلامي كامل الإسلامية!!شيخ الأزهر شارك في الحملة السياسية للحكومة الحالية ؛ فقد دعا للتصويت للدستور وبنعم!! ولو أنه وسواه طالبوا المواطنين بالتصويت للدستور فقط لكان ذلك أهون ولكن أمر الناس بالقول: نعم فهذا هو المشاركة الفجة في السياسة التي كانوا منهيين عنها سابقا، ولست أعلم كيف يقبلون هذا الاستخدام السيئ لهم؟!!وزير الأوقاف في مصر سار على النهج نفسه؛ فالخطباء الذين يؤيدون الدولة الحالية مسموح لهم أن يمارسوا الدعاية للدولة في المساجد أما المعارضون فمصيرهم العقاب!!وقد وصل النفاق بالبعض إلى الإفتاء بأن زواج الإخوانية بغير الإخواني باطل ويجوز فسخه!! رجال الدين الأقباط في مصر - وهم عادة بعيدون عن السياسة - كانوا من أكثر الناس ممارسة لها هذه الأيام وابتداء من البابا إلى غيره؛ فهؤلاء باركوا الحكومة الجديدة وطالبوا بالتصويت على الدستور بـ(نعم)، وهم أيضا مع ترشح السيسي للرئاسة في مصر. في دول عربية أخرى جمعيات ذات طابع ديني تشارك في صنع سياسة بلدها وبحسب قوانين ذلك البلد، وهذه الجمعيات تحارب مرة ويسكت عنها مرة أخرى، ولكنها غير مرحب بها في جميع الحالات نظرا لطابعها الديني - أولا- ولأنها لا تجامل الحكومات - ثانيا -.أكرر ما قلته في أنني لا أرى أي مانع من الناحية الشرعية أن يكون هناك مشاركة قوية للإسلام ومن يمثله في الحياة السياسية؛ فنحن مسلمون ومن حقنا أن نلتزم بتعليمات ديننا في واقع حياتنا، وليس صحيحا أن الإسلام دين تخلف ورجعية حسب ما يحاول أعداؤه وصفه به، كما أنه ليس صحيحا أن الإسلام يحارب أصحاب الديانات الأخرى، بل هو على الضد من ذلك فقد أعطاهم حقوقهم كاملة ولهم في ديار المسلمين كل الاحترام. أما ما يفعله بعض المتطرفين فلا يصح ربطه بالإسلام، وقد أشرت سريعا إلى ما يفعله بعض المتطرفين من المسيحيين ولم يتهم أحد الدين المسيحي بالإرهاب؛ فالأفراد لا يمثلون الأديان الكبرى وإنما هم يمثلون أفعالهم ولا شيء آخر. يبقى أن القول بوجوب إبعاد الدين وأهله عن السياسة ثم جر هؤلاء إلى السياسة عند الحاجة إليهم هو نفاق رخيص ويشترك فيه هؤلاء الساسة كما يشترك فيه معهم الذين يبيعون ضمائرهم ودينهم بأبخس الأثمان.

1208

| 03 فبراير 2014

الحاكم حينما يجرم مرتين !!

يروي تاريخنا أن ملك فارس أرسل الهرمزان إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ليفاوضه وكان على رأس وفد يلبسون أغلى الثياب وأفخرها، وكان الهرمزان متهيبا من مقابلة عمر، فلما وصل إلى المدينة سأل عن قصر عمر فقيل له: لا قصر له، فقال: أين حرسه؟ قالوا: لا حرس له. قال: أين مكانه؟ قالوا: هذا بيته، فأتوا بيته فإذا هو من طين، فسألوا عنه، فقال ابن له صغير: إنه خرج وقد يكون نائما في المسجد، فخرج معهم للبحث عنه فوجدوه نائما تحت شجرة وقد وضع حجرا تحت رأسه، فقال لهم: هذا عمر، فتعجب الهرمزان وقال وهو لا يكاد يصدق: أهذا عمر الخليفة؟ أهذا أمير المؤمنين؟ قالوا: نعم. فقال: حكمت فعدلت فأمنت فنمت يا عمر.أثبت التاريخ أن الحاكم العادل لا يحتاج إلى قمع شعبه وظلمه لكي يبقى حاكما، كما لا يحتاج إلى مئات الحراس للحفاظ على حياته، فالعدل الذي قيل عنه إنه أساس الملك هو القادر على حماية الحاكم لأنه في الوقت نفسه هو القادر على حماية الشعب من الظلم والقهر والاستبداد، وقد أثبت التاريخ ذلك في كثير من فتراته القديمة والحديثة. ولأن عدل الحكام ليس هو الأصل - على تفاوت بينهم في مقدار الظلم وأسبابه - فإن مطلب العدالة أصبح مطلبا ملحا عند الشعوب التي تشعر بالظلم، وقد عبرت الشعوب عن هذا المطلب بطرق متنوعة وما زالت تفعل ذلك.بعض الحكام لم يكتفوا بظلم شعوبهم بطريقة واحدة وإنما فعلوها مرتين؛ المرة الأولى عندما حكموهم بغير إرادتهم ومارسوا عليهم أنواعا من الظلم، والمرة الثانية، وهي الأسوأ، عندما قتلوا مجموعة منهم ظلما وعدوانا ثم اتهموا مناوئيهم بقتلهم ليبرروا لأنفسهم الاستمرار في قتل المناوئين الذين خرجوا على القانون واعتدوا على المواطنين وأساءوا إلى الدين الحنيف - كما زعموا.الخليفة العباسي المهدي هو من بدأ هذه العملية عندما أنشأ ديوانا للزنادقة كان هدفه محاربة الماجنين، ثم اتسعت أهداف الديوان ليشمل محاربة الخارجين على الدولة، ثم اتسع النطاق - بحسب الحاجة - فأصبح هذا المصطلح تهمة سياسية يطلقها الخصوم بعضهم على بعض والرابح منهم من يستطيع إقناع الخليفة بصحة رأيه، وبطبيعة الحال لابد أن يكون المتهم عدوا للخليفة لكي ينال العقوبة التي غالبا ما تكون القتل والتكفير!! وقد ذكرتني هذه التهمة بتهمة (الإخوان) هذه الأيام، أو تهمة العمالة للخارج، أو إحداث الفتنة في المجتمع!! وقد قتل بسبب هذه التهمة أعداد كبيرة كان منهم بعض المقربين للخليفة، منهم الشاعر المشهور (بشار بن برد)، وقد كان هدف الخليفة قتل المعارضين أو إسكاتهم على أقل تقدير. وعندما نصل إلى تاريخنا المعاصر نجد أن عددا من حكام العرب لجأ إلى الأسلوب نفسه مع بعض التحسينات التي تتطلبها ظروف المرحلة مع التقدم العلمي في وسائل الإجرام والقتل!! ففي مصر - مثلا - ومنذ عهد جمال عبد الناصر بدأ استخدام هذه التكتيكات وكان أولها مسرحية اغتيال عبد الناصر في 26 أكتوبر 1954 الذي اتهم فيها أحد الإخوان المسلمين، وقيل إنه كان من أفضل الرماة وأنه أطلق على جمال ثماني طلقات من على بعد سبعة أمتار لكنه لم يصبه على الإطلاق!! ولست أدري كيف يكون ماهرا وفي الوقت نفسه يكون قريبا جدا ويطلق ثماني رصاصات وتخطئه جميعها!! ردة الفعل العادلة أن يحاكم الفاعل محاكمة عادلة ثم ينفذ فيه الحكم، لكن لأن الهدف من العملية كان شيئا آخر، فقد تم اعتقال آلاف المعارضين من الإخوان والشيوعيين (ما علاقة الشيوعيين إذا كان الفاعل إخوانيا!!)، كما تم فصل مئات الضباط، وحكم على ثمانية من قادة الإخوان بالإعدام، وتكملة للهدف من العملية تمت إزاحة محمد نجيب - الحاكم الرسمي - ووضع في الإقامة الجبرية!! ولكي يحقق عبد الناصر أهدافه في ظل الشحن العاطفي للعملية المزعومة أوقف كل الصحف المعارضة، لأنها تسبب الفتنة!! كما أشرف بنفسه على حملة تحث المغنين والمسرحيين على عمل أغان ومسرحيات تمجده وتنتقص من خصومه.الفريق السيسي - الذي أشيع أنه يشبه عبد الناصر - حاول فعل الشيء نفسه ولكن بطريقة أكثر بشاعة؛ انقلب على رئيسه ولكنه أخفاه أشهرا ثم لفق له العديد من التهم ولست أدري بأي طريقة يريد التخلص منه، لاسيَّما وهو يرى حجم الرفض الشعبي لفعله وتعلق الكثير من المصريين، إما برئيسهم الشرعي وإما بفكرة إنكار الخروج على الشرعية. السيسي لم يكتف بقتل الآلاف في الميادين وإنما لجأ أيضا إلى استخدام مسلسل التفجيرات واتهام الإخوان بها ليتسنى له إسكات كل المعارضين أو سجنهم!! لكن الفرق بين عبد الناصر والسيسي أن المواطن العربي اليوم لم تعد تنطلي عليه تلك الألاعيب التي كانت تنطلي عليه زمن عبد الناصر، فالوعي اليوم ازداد كثيرا، كما أن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تراقب الأحداث أولا بأول وتحللها ولا تسمح بتزييف الوعي المجتمعي، وهذا كله لم يسمح للسيسي بتمرير مشروعه كما رغب.مسلسل التفجيرات التي جرت في أكثر من مكان في مصر كان المتهم فيها مباشرة هم الإخوان وبطريقة فجة ومضحكة!! فعندما جرى الحديث عن محاولة اغتيال وزير الداخلية استعانوا بشاهد عيان قال: إنه رأى ثلاثة من الإخوان واقفين إلى جانب السيارة وهم المتهمون!! ولكن لم يقل كيف عرف أنهم من الإخوان إلا إذا كان الله قد ميز الإخوان بخلقة خاصة تختلف عن غيرهم! ومثلها حكاية تفجير مبنى مديرية أمن القاهرة المفترض أنه شديد التحصين، خاصة في مثل الظروف التي تمر بها مصر وحديث الدولة عن محاولات التخريب التي سيقوم بها الإخوان وأنصارهم بهذه المناسبة، وقد ثبتت أدلة كثيرة تنفي رواية وزارة الداخلية حول الحدث، فقد ذكرت جريدة الشعب الجديد الصادرة يوم الجمعة 24 يناير أن النيابة العامة كذبت رواية وزارة الداخلية وقالت إن التفجير تم بواسطة ريموت كنترول وعن بعد، كما أن العميد طارق الجوهري قائد الحراسة الليلية لمنزل الرئيس المخلوع قال في اتصال هاتفي مع الجزيرة مباشر: إن التفجير يعد تكرارا لسيناريو تفجير أمن القليوبية من أجل التلاعب بمقدرات الدولة وأرواح المصريين، ووصف العملية بالمسرحية الهزلية. في سوريا بدأ الأسد وعصابته بنفس الطريقة ومنذ الأيام الأولى للثورة التي انطلقت من درعا، حيت سارعت السلطة باتهام جماعات مندسين بتدبير المظاهرات، ثم أصبحوا جماعات إرهابية تقتل المواطنين، ثم سارع هؤلاء المواطنون فطلبوا من الدولة حمايتهم ففعلت!! وبنفس أساليب الحكام الظلمة تم إسكات كل الأصوات المعارضة، إما بالسجن وإما بالقتل. الشيء الجديد الذي جاء به بشار وزمرته أنهم تعاونوا مع جماعات إرهابية لكي تتولى قتل البعض والإساءة للبعض الآخر باسم الإسلام، وهذا الاتفاق أتاح لهم ادعاء أنهم يقاتلون الإرهاب وأن على العالم الوقوف إلى جانبهم في محاربته وكذلك توقف الدول التي تساعده لأنها تساعد الإرهاب!! وتناسى هؤلاء عشرات الآلاف الذين قتلوهم والملايين الذين شردوهم في مشارق الأرض ومغاربها.نفس التمثيليات تكررت في العراق وبكثرة، كما رأيناها في اليمن قبل الثورة وفي الجزائر على فترات متفرقة - وقد شاهدت لقاء أجرته قناة الجزيرة مع أحد رجال الأمن الجزائريين تحدث فيه عن الفظاعات التي كان يقوم بها هو ومجموعة معه ثم يتم اتهام المجموعات الإسلامية المعارضة بها لتتم تصفيتهم فيما بعد بصفتهم إرهابيين وأعداء للشعب الجزائري!! الشعوب العربية تعاني من أنواع متعددة من الظلم والمقال الواحد لا يستطيع استيعابها، ولكن الذي أود أن يفهمه هذا النوع من الحكام أن الشعوب العربية ما عادت تنطلي عليها تلك الأكاذيب، بل إنها تزيدها كراهية لحكامها الظلمة، كما تزيدها حماسهم للمطالبة بحقوقها مهما ازدادت التضحيات ومهما طال الوقت. إن وقوف الإعلام الرسمي إلى جانب الحكام قد يجد ما يبرره، لأنه يفعل ذلك مرغما ولكن الذي يستحيل تبريره وقوف من يسمون أنفسهم ليبراليين أو علمانيين أو إسلاميين إلى جانب من يودع المطالبين بحقوقهم في السجون أو يقتلهم، مخالفين بذلك أبسط القواعد الأخلاقية التي يتحدثون عنها، وقد أثبتت الأحداث الأخيرة براءتهم منها!! هل يمكن أن نتخيل أن مفتيا يكفر المتظاهرين ويطالب بقتلهم ويرميهم بالكفر!! وهل يمكننا تخيل أن أحد رموز الليبراليين ودعاة الحرية يطالب باستخدام المدارس والمساجد سجونا عندما تضيق السجون؟!! وهل نتصور أن علمانيين وليبراليين يكتبون عشرات المقالات تحرض ضد طائفة أخرى في بلدهم لأنها تخالف مذهبهم؟!! كل ذلك ومثله رأيناه لنكتشف كثيرا من الزيف والأكاذيب عند هؤلاء القوم الذين جعلوا مصالحهم الخاصة أهم بكثير من مصلحة وطنهم ومواطنيهم، بل وحكامهم أيضا!!التاريخ يؤكد لنا أن الظلم لا يمكن أن يدوم، كما يؤكد أن العدالة وحدها هي التي تجعل الحاكم محبوبا وقريبا عند مواطنيه، أما ما يفعله بعض الحكام فهو طريقهم الأسرع للزوال.

1409

| 27 يناير 2014

دماج اليمن والتهجير الكبير !!

يحدث في اليمن أشياء صعبة التصديق مثل السماح للطائرات الأمريكية من دون طيار بقتل اليمنيين الذين ترى أمريكا أنهم إرهابيون ولو كان الأمر كما ذكرت فمسألة التعامل مع هؤلاء هي مسؤولية الحكومة اليمنية فكيف وأن الواقع يؤكد أن أعداد الذين تقتلهم أمريكا من الأبرياء أضعاف من لهم صلة بالقاعدة، ولا يمكن لأحد أن يجد مبررا لصمت حكومة اليمن عن تلك الجرائم لأن الذين يقتلون مواطنون ومن واجب دولتهم حمايتهم وليس الصمت عن قتلهم فالصمت في كثير من الأحيان لا يفسر لصالحها، ولا يمكن مقارنة ما يجري في اليمن بما يجري في أفغانستان، فأفغانستان بلد محتل وإن كان هذا لايشفع له بالمطلق ولكن المقارنة باليمن مقارنة غير عادلة.وكما أن في اليمن مايصعب تصديقه فإن فيها مايوضع في خانة استحالة التصديق لولا أنه جرى تحت سمع العالم وبصره!! وحسب معلوماتي فإن ماقامت به حكومة اليمن من تهجير بعض مواطنيها من مدنهم إلى المجهول أمر لم يحدث في أي بلد آخر في هذا العالم ولا أظنه سيحدث!!وللتوضيح فإن بلدة دماج يسكنها طائفة ممن يسمون أنفسهم بـ (السلفيين) وقد أسس شيخهم (مقبل الوادعي) مدرسة لتعليم طلابه مادة الحديث باعتباره المرجع الفكري لأتباع مدرسته، وشجع اليمنيين وغيرهم على الدراسة في هذه المدرسة وكانت البداية قبل حوالي أربعين عاما، وما زالت هذه المدرسة تقوم بدورها الذي أراده مؤسسها. تكمن مشكلة هذه المدرسة في سلفيتها، فمن ناحية ينكر عليها كثيرون منهجها الذي يرونه لايمثل السلفية الحقة، كما أن وجودها وأتباعها بالقرب من مناطق الحوثيين في صعدة مع اختلاف المنهج الفكري الكبير بين المدرستين خاصة بعد أن تحول الحوثيون من الزيدية إلى الشيعية وخوف الحوثيين من تأثيرها على أتباعهم وعلى منهجهم العقدي جعلهم يتخذون قرارا بمحاربتها وأهلها وكل من في دماج من السكان حتى يخرجوهم من أرضهم ويبعدونهم بعيدا عن مناطق نفوذهم. والمرجح أن أمريكا هي الأخرى لم تكن بعيدة عما يجري لهذه المدرسة وأتباعها، فالسلفية عند الحكومة الأمريكية تعادل الإرهاب، ووجود طلاب في مدرسة السلفيين يعني عندهم أن هؤلاء الطلاب سيصبحون إرهابيين وسيذهبون إلى بلادهم لنشر الفكر المتطرف وهذا - كما يرون - سيؤثر عليهم مستقبلا ومن أجل ذلك شاركوا في تصفية المدرسة وتهجير أبناء دماج وتفريقهم شذر مذر. وتشير بعض المواقع الإخبارية اليمنية أن القائمة بأعمال السفير الأمريكي في اليمن هددت بضرب السلفيين بالطائرات إذا لم يتم تهجيرهم ولو بالقوة، كما طالبت بإغلاق المدرسة وعدم السماح للاجانب بالدراسة في اليمن إلا بضوابط مشددة، وقيل أيضا: إن الأمريكان طلبوا من الرئيس اليمني ومن وزير دفاعه عدم التدخل لحماية أهالي دماج مما سيفعله بهم الحوثيون مهما حصل، كما أنهم أيضا قدموا تطمينات للحوثيين بأن يفعلوا مايشاءون وأنهم لن يتعرضوا لأي مضايقات لأمن الدول ولا من المنظمات الحقوقية. ولعل ما حصل فعلا يرجح ما قيل عن دور للأمريكان في هذه العملية!! مدينة دماج حوصرت قرابة مائة يوم ومات منهم مئات وجرح مئات أيضا والحكومة صامتة وكأن ما يجري في مكان آخر لا علاقة لها به!! وشاركت دبابات في هذا الحصار، ولنا أن نتخيل كيف أن جماعة تستطيع إدخال دبابات لصالحها دون أن تتدخل الدولة لمنعها هذا فضلا عن أسلحة أخرى لا توجد إلا عند الدول!! فمن سمح بذلك ومن تستر عليه ثم لماذا تصمت حكومة اليمن عن التدخل وهي ترى أن ما يحدث تحت سمعها وبصرها يوجب التدخل الفوري لبشاعته وتعدد جرائمه؟ هل ما قيل عن دور للأميركان هو السبب؟!! وهل ما قيل أيضا عن أدوار لإيران والرئيس السابق يصب في اتجاه ذلك الصمت المريب؟ بعد المائة يوم وبعد المجازر التي ارتكبت تمخض جبل الدولة فشكلت لجنة مصالحة بين الحوثيين وأهالي دماج!! وفي ظني أن هذا الصلح لا يحمل في طياته أي معنى حقيقي للتصالح، فالسلفيون إما أن يخرجوا وإما أن يقتلوا - هكذا قال الناطق باسمهم سرور الوادعي - كما أن من بنود هذا الصلح أعطاء السلفيين مكانا مناسبا لهم قريبا من محافظة الحديدة، وتمكين الجيش اليمني من بسط سيطرته على كل المناطق الخاضعة للحوثيين وللسلفيين.الدولة لم تعط السلفيين ماوعدتهم به حتى الآن، بل إن حكومة اليمن - كما قال البعض - هي التي طلبت من مشائخ محافظة الحديدة طرد السلفيين من مناطقهم وهذا مافعلوه فلم يعد للسلفيين مكان يجتمعون فيه بحسب اتفاقهم مع الدولة، كما أن الحوثيين لم يمكنوا الدولة من بسط نفوذها على مناطقهم، وهذا يرجح - مرة أخرى - ما قيل عن دور الأمريكان وموافقة حكومة اليمن على ما طلب منهم!! وإن إبقاء نفوذ الحوثيين كما هو سيجعله يزيد مستقبلا - وهذا ما أرجحه - لأن هناك دول ستستفيد من هذه القوة المتنامية في تحقيق مصالحها في منطقة الخليج والحوثيون مستعدون لتنفيذ ما يطلب منهم خاصة أن هناك مصالح متبادلة بينهم وبين بعض الدول الأخرى قد تكون عقدية أحيانا وقد تكون مادية أحيانا أخرى.إن الذي يشاهد عملية التهجير الكبرى لأهالي دماج يتخيل أنه يعيش في قرون غابرة يوم إن لم يكن في العالم دول متحضرة ولا قوانين تحمي البشر ولا هيئات حقوقية، ويوم أن كان الحق للقوة وحدها ويوم أن كان الضعيف يخير ما بين الموت أو العبودية البشعة!! ومع أن أعدادا كثيرة من اليمنيين لاتتفق مع هذا النوع من السلفية التي نادى بها الوادعي ثم تلاميذه من بعده إلا أن هؤلاء وكثيرون غيرهم من غير اليمنيين يرون أن ما قامت به الدولة قد يفتح أبواب جهنم عليها وعلى اليمنيين جميعا، فالطائفية ستكون بديلا عن الوحدة الوطنية، كما أن من يملك القوة أو الدعم الخارجي سيفرض رأيه على الدولة وعلى الآخرين وهذا سيقوض هيبة الدولة وقد يكون طريقا لتفتيتها خاصة أن الجنوبيين يطالبون بإعادة دولتهم كما أن الحوثيين يتطلعون إلى دولة خاصة بهم هذا إذا لم يتمكنوا من حكم اليمن كله وقد يجدون من يقف إلى جانبهم من أصحاب الأهواء والمصالح. إن الذي يجري في اليمن ليس خطرا عليها وحدها بل هو خطر على دول الخليج كلها، ومن المصلحة ألا يبقى الخليجيون متفرجين في انتظار الأسوأ فما يمكن عمله اليوم قد يصعب عمله غدا.

2431

| 20 يناير 2014

يجاهدون.. ولكن مع بشار!

في سوريا يدور قتال عنيف بين من جاءوا من أمكنة متباعدة للجهاد ضد طاغية سوريا (بشار الأسد)، ولكن بوصلة بعض هؤلاء انحرفت باتجاه زملائهم في العقيدة والهدف وتركوا الهدف الأساسي من قدومهم إلى الشام، بل وأصبحوا عمليا يقدمون خدماتهم وأرواحهم وأرواح إخوانهم هدية مجانية للأسد، وأحسبه يراقب هذا المشهد وهو يفرك يديه فرحا وسرورا، فقد كفاه هؤلاء أنفسهم دون أي خسارة تذكر.لب المشكلة أن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والمنتمية لفكر القاعدة أرادت أن تمد نفوذها إلى الشام، فأرسلت مجموعة من أفرادها إلى بعض مناطق سوريا بهدف الجهاد وبكل بساطة بل واستهتار بالسوريين جميعا أعلنت هذه الجماعة أن الشام أصبح تحت ولايتها إضافة إلى العراق وكأنهم يحكمون العراق فعلا!! والأنكى أنهم يفرضون على الأهالي مبايعة أميرهم أو القتل، كما بدأت محاكمهم بإقامة الحدود الشرعية وأحكام الإسلام - حسب فهمهم - وكأنهم - فعلا - دولة إسلامية مكتملة الأركان!! وهذا الوضع غير المعقول ولا المقبول هو الذي أدى إلى رفض كبير لهم في الوسط السوري وكذلك في أوساط المجاهدين الآخرين الذين تعرضوا لأذى شديد منهم وصل إلى حد القتل والأسر والسرقة، وهذا أدى بالتالي إلى نشوب الاقتتال بين الدولة وبقية فرق المجاهدين.الوضع الشاذ للدولة الإسلامية طرح أسئلة عديدة حول طبيعة المهمة التي تقوم بها هذه الدولة في الشام، بل وطبيعتها كذلك في العراق!! ولعل التصريح الخطير الذي أدلى به وزير العدل العراقي (حسين الشمري) يطرح ضوءا على ذلك الدور، فقد اتهم الشمري بعض كبار رجال الدولة العراقية بتهريب آلاف المسجونين من رجال القاعدة من سجني (أبو غريب والتاجي) وتسهيل ذهابهم إلى سوريا خدمة لنظام الأسد، فهؤلاء سيحولون الثورة ضده من ثورة شعب يسعى للحرية والعدالة إلى مجموعة إرهابيين يعتدون على المواطنين، كما سيجعل الأسد من حاكم مستبد يقتل شعبه إلى حاكم يقاتل الإرهابيين دفاعا عن الشعب!! وفي ذات الوقت فإن الداعمين للثورة أو الذين كانوا يستعدون لدعمها سيتوقفون عن ذلك، لأنهم سيصبحون في الحالة الجديدة مدافعين عن الإرهاب وهذا ما حصل فعلا!! فقد استغل بشار الأسد وإيران وروسيا وجود القاعدة في إقناع إسرائيل وأمريكا والغرب وبعض الدول العربية بخطورة القاعدة على أمنهم وأنها لن تتوقف عند حدود سوريا، بل ستتعدى ذلك إلى إسرائيل والدول العربية وقد نجحت هذه الخطة بصورة كبيرة وبغض النظر عما يدور في الخفاء بين الأسد وبين بعض رجال الدولة من تفاهمات سرية. صحيفة الإندبدنت ذكرت أن هناك علاقة بين الأسد وبين تنظيم الدولة المشهور اختصارا بـ(داعش) فقالت: (هناك شعور سائد بين صفوف المعارضة السورية بوجود تحالف سري بين النظام والجماعات المسلحة المتشددة، مشيرة إلى وجود عدد من المقاتلين الشيشان في صفوف داعش ممن خدموا في الجيش الروسي في الماضي)، كما نقلت أيضا عن (أبي مراد) وهو عضو في كتائب الفاروق المعتدلة قوله: (لقد رأينا قوات الأسد تهاجم الكتائب الأخرى لكنها تترك داعش، لماذا؟ لأنه من مصلحة النظام أن ينتصر داعش ومن ثم يقولون: إن جميع القوى الثورية تتبع القاعدة، النظام لا يلاحق داعش، ونحن الذين نلاحقه).وضع داعش بالصورة التي هو عليها الآن يعد من أهم أدوات الإساءة للثورة ومن هنا فإن بشار الأسد سيحافظ عليه وسيدعمه والطرق غير المعلنة للدعم كثيرة جدا وأهمها المال وواقع (داعش) حاليا يؤكد أنها في أمس الحاجة للمال، فالهزائم التي تتلقاها في حربها كثيرة ومؤلمة وقد يساهم المال في شراء بعض الذمم خاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها الحركات الإسلامية المجاهدة في سوريا، والأمر هنا ليس حكرا على الأسد، فهناك إيران التي لا يستبعد الكثيرون أن لها علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية، فهي والأسد يعملان جنبا إلى جنب، فمصالحهما - كما نعرف - مشتركة إلى حد التطابق.الشيء الذي أود إيضاحه أن الدولة الإسلامية كانت تدين بالولاء لتنظيم القاعدة عندما كانت في العراق، كما أن جبهة النصرة هي الأخرى تتبع تنظيم القاعدة وكان من المنطق أن تتحد هاتان الجبهتان ولكن مطامع البغدادي جعلته يصر على أن يقوم قائد جبهة النصرة بمبايعته رغم أن كل الظروف كانت لا تتفق مع تحقيق رغبته، مما جعل الظواهري زعيم القاعدة يأمر البغدادي بترك سوريا والعودة إلى العراق لكنه رفض ذلك، مما يعني تمرده على قائده وقد يؤدي ذلك إلى طرده من تنظيم القاعدة، وهذا الوضع الذي وضع فيه جعل حقده يتزايد على الجولاني وتنظيم النصرة وهذا ما يفسر شدة الاقتتال بين التنظيمين. القتلى من التنظيمات (المجاهدة) بالمئات وهو مرشح للزيادة بشكل كبير، خاصة أن الدولة الإسلامية فقدت صوابها وأصبحت تقتل بشكل عشوائي لا يختلف عما تقوم به قوات الأسد، فقوات الأسد قامت بقصف حلب بالبراميل المتفجرة ثم مباشرة هاجم التنظيم المدينة، مما يوحي أن هناك اتفاقا بين الطرفين!! وقام بعد الاقتحام بقتل عشرات الأسر بحجة الردة وفيهم أطفال ونساء وشيوخ ولست أدري كيف يبيح لهم دينهم قتل هؤلاء بحجة كاذبة هي الردة، ولا أستبعد أن يستمروا على هذا المنوال حتى يتم إخراجهم من سوريا.الوضع الآن واضح للعيان ؛ فكل الذي يجري يصب في صالح الأسد سواء أدرك ذلك البغدادي ومن معه أم لم يدركوا، والسكوت عما يفعله هؤلاء خيانة للأمة وللمجاهدين الحقيقيين، فهناك من يقاتل مع الدولة جاهلا ببشاعة ما يفعله وأن قتل المسلم لا يجوز خاصة بالمبررات الكاذبة التي يقدمها شرعيو داعش، وأعتقد أن على علماء السعودية المسؤولية الكبرى لوجود عدد من الشباب السعودي يقاتل مع تنظيم الدولة وهؤلاء قد يثقون بعلماء السعودية أكثر من غيرهم، وأيضا علماء الكويت ودعاتها ؛ فالكويتيون لهم حضور قوي هناك، وكل من يقدر على المشاركة في حفظ الدم السوري بأي صورة عليه ألا يتردد في فعل ما يستطيعه خاصة هذه الأيام التي لها ما بعدها. الأسد ومن يدعمه هم المستفيدون من هذا الاقتتال المجنون، فهل يدرك قادة داعش والمقاتلون أنهم بفعلهم ذلك يجاهدون إلى جانب من جاءوا لمجاهدته؟!!

685

| 16 يناير 2014

ماذا يريد المالكي من الأنبار؟

من كربلاء وبمناسبة أربعينية الحسين - رضي الله عنه - أعلن نوري المالكي أنه سيرسل جيشه لإنقاذ محافظة الأنبار من الإرهابيين والتكفيريين الذين تغلغلوا في ساحات الاعتصام!! وقال أيضا: إما أن نكون أنصارا للحسين أو أنصارا ليزيد!! رمزية المكان الذي أطلق المالكي منه تهديداته واتهاماته كانت واضحة وكذلك رمزية تقسيم العراقيين مابين واقف مع الحسين - أي مع المالكي - وما بين واقف مع يزيد - وهم خصومه في الأنبار - الذين اتهمهم بالإرهاب والتكفير وأن القاعدة اخترقتهم وبالتالي فإن واجبه الوطني يلزمه بالدفاع عنهم وعن العراقيين! وفعلا بدأ المالكي بتنفيذ تهديداته وأرسل مقاتليه إلى الأنبار لفض الاعتصامات التي استمرت لبضعة أشهر وبدأت المعركة التي أرجح أنها لن تكون لصالحه أبدا وأنها لن تحقق أهدافه التي يتطلع إليها. ولاية المالكي الثانية أوشكت على الانتهاء وهو يعرف جيدا أن أداءه خلال الثماني سنوات الماضية كان سيئا إلى درجة كبيرة وبالتالي فهو يرجح أنه لن ينتخب لولاية ثالثة وهذا أن حصل فسيكون بمثابة القضاء عليه تماما؛ فهناك آلاف التهم بالفساد ومن كل الأنواع ستلاحقه منذ أن يترك الحكم كما ستلاحق كل الفاسدين المقربين منه والذين حماهم طيلة مدة حكمه ولهذا قرر أن يفعل كل شيء يتوقع أنه سيحقق أحلامه حتى لو كان هذا الشيء هو قتل آلاف العراقيين أو حتى تقسيم العراق لاسيَّما وهو يعرف أن هناك دولا ستقف إلى جانبه كما فعلت في السابق لأنه يحقق لها مصالحها حتى ولو كانت هذه المصالح على حساب مصالح العراقيين. ولاية الأنبار السنية كانت وجهته الرئيسة لتحقيق مآربه، وتهمة الإرهاب والتكفير حاضرة، والدماء السنية رخيصة، وقتل السنة في الأنبار سيحقق له ولمن يقف معه مصالح كثيرة كما يعتقد!! يعتقد المالكي أن تأجيج العداوة بين سنة العراق وشيعتها سيجعل الشيعة الذين يترددون في الوقوف معه يحسمون أمورهم لصالحه خوفا من السنة، وهو يعتقد أيضا أن عملية الأنبار ستجعله بطلا في أعين غلاة الشيعة وهو بهذا سيجعل كل الشيعة يقفون إلى جانبه في الانتخابات القادمة!! شيئ آخر جعل المالكي يختار الأنبار لعمليته الإرهابية هو أن أهالي الأنبار لم يقفوا معه في مساعداته للطاغية بشار الأسد ولأن حدود ولايتهم هي الأقرب لسوريا فقد جعلتهم قادرين على تعطيل وصول كثير من مساعداته لجيش بشار، ولأن إيران من أكبر الداعمين له وهي في الوقت نفسه من أكبر الداعمين للأسد كان لزاما عليه لكي يبقى أن يستجيب لكل طلبات إيران مهما كان الثمن الذي سيدفعه من دماء العراقيين ومصالحهم!! وهو يعتقد - ومثله إيران - أن حرب الأنبار ستخفف الضغط عن الأسد سواء بانشغال كثير من الدول بهذه الحرب عن الجرائم التي يرتكبها الأسد وكذلك تسهيل وصول المساعدات العراقية والإيرانية للنظام السوري، وفعله - أيضا - يتفق مع مصالح الأمريكان - وهم أيضا سادته وأولياء نعمته - ولأنه يحقق لهم كل مصالحهم فقد وعده نائب الرئيس الأمريكي بالمساعدة لكي يقضي على الإرهاب!! ومن الإرهاب الذي وعدهم بالمساعدة في القضاء عليه هو إرهاب الجماعات الإسلامية في سوريا التي تهدد امن إسرائيل فيما لو وصلت إلى الحكم!! ولأن أهداف المالكي مكشوفة ولأن حربه على الأنباريين ستكون كارثية على العراق والعراقيين فقد عارضها عدد من علماء الشيعة ومراجعهم - وهذا يحسب لهم - ومن هؤلاء السيد السستاني الذي وجه رسالة للمالكي يحذره فيها من أن هجومه على الأنبار سيشعل حربا أهلية وعندها سيكون القادة الدينيون والسياسيون عاجزين عن فعل أي شيء إزاءها!! كما عارضها كذلك السيد مقتدى الصدر وحذر الجيش من الوقوف إلى جانب المالكي في هذه الحرب. شيوخ الأنبار وقادة عشائرها وقفوا جميعا ضد أطماع المالكي مع أنه ادعى كذبا أن بعضهم طلب منه إرسال جيشه للقضاء على الإرهابيين، وكانت مقاومتهم عنيفة وأعتقد أن هذه المقاومة ستزداد عنفا كلما أوغل في محاربتهم ومعروف أن الأنباريين الذين دوخوا الأمريكان لن يعجزهم الدفاع عن أنفسهم تجاه جند المالكي. مشكلة المالكي أنه أوغل في الفساد ولم يقدم شيئا للعراق غير الفتنة والإذلال للغير مع أن العراق تملك كل المقومات التي تجعلها في مصاف الدول المتحضرة ولكن المالكي جعلها ثاني أسوأ دولة في العالم من حيث انتشار الفساد فيها بحسب تصنيف منظمة الشفافية الدولية، كما جعل دخل الفرد فيها من أقل الدخول عالميا مثل الصومال وجيبوتي بسبب الفساد والسرقات المنتشرة في كل مفاصل الدولة ومعروف أن العراق من أغنى الدول العربية وتملك من العقول المتميزة مايؤهلها لتكون في مصاف الدول القوية ولكن المالكي لا يريد إلا أن يجعلها فقيرة ممزقة لكي ينفرد بحكمها وحده!! المالكي سيفشل قطعا لأنه لم يسلك طريق الإصلاح والعدالة التي يطالب بها المتظاهرون في الأنبار وتحقيق الرفاهية للعراقيين وإنما سلك الطريق الأسوأ الذي يحقق مصالحه وفريقه كما يحقق مصالح الداعمين له أما العراقيين فهم ليسوا في دائرة اهتمامه حتى الآن.

915

| 31 ديسمبر 2013

قطر ولغتنا العربية !!!

** ابتداء أهنئ كل القطريين حكومة وشعبا بعيدهم الوطني وأسأل الله لهم التوفيق والسداد، كما أسأله أن يجعل غدهم خيرا من يومهم وأن يسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة. ثم إن لغتنا العربية - كما نعتقد - ليست مجرد وسيلة للتعبير وإنما هي جزء من ديننا، يقول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (تعلموا العربية فإنها جزء من دينكم)، ومعروف أن المسلم لايمكنه فهم مصادر دينه دون فهمه للغته التي نزل بها ذلك الدين، ومن هنا فإننا نجد تلازما كبيرا بين اللغة والدين، ولغتنا العربية تعد من أقدم اللغات السامية، وهي من اللغات السبع الأكثر انتشارا في العالم، وقد ألفت بها ومنذ مئات السنين كتب مرجعية في غاية الأهمية للنصارى واليهود وكان لهذه الكتب أثر على الأدب والدين اليهودي لاسيَّما وأن الدولة الإسلامية في العصر الأموي ضمت أعدادا كبيرة من اليهود والنصارى الذين كان لهم حضور كبير في المجتمع من خلال مشاركتهم في معظم أنواع العلوم والآداب وكذلك من خلال توليهم وظائف هامة في الدولة، ومعروف كذلك أن اللغة العربية تتميز عن غيرها من اللغات الأخرى بقدرتها الفائقة على احتواء الألفاظ والتعريب كما أنها تتميز بظاهرة المجاز والطباق والسجع وغيرها من أنواع البلاغة التي تفتقد اللغات الأخرى كثيرا منها. يقول المستشرق الألماني فريتاج نيدل: اللغة العربية أغنى لغات العالم، واعتقادي أنها كذلك. وقد لقيت لغتنا إهمالا كبيرا من القائمين على المحافل الدولية - وربما كان أبناؤها سببا في ذلك الإهمال - ولكن وبعد جهود كبيرة من المملكة العربية السعودية ومن المغرب أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي الثامن عشر من ديسمبر قرارا يقضي باعتبار اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الثامن عشر من ديسمبر هو اليوم العالمي للغة العربية ولهذا فقد احتفلت كثير من بلاد العالم وكذلك الجمعيات ذات الصلة باللغة العربية بهذا اليوم عبر كثير من الوسائل التي تصب كلها في محاولة إبراز دور اللغة على ثقافة الإنسان وتكوينه العلمي والعملي والنفسي ودوره في هذه الحياة. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة للجهود المتميزة التي قام بها الدكتور زياد الدريس سفير المملكة العربية السعودية لدى منظمة اليونسكو في هذا المجال؛ فالدكتور زياد يرأس حاليا الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (آرابيا) التابعة لليونسكو، وهذه الهيئة هي التي قررت اعتماد اليوم العالمي للغة العربية واحدا من عناصرها الأساسية في برنامج عملها كل سنة، وهذا يعني أن هناك أعمالا أخرى تتعلق بخدمة اللغة تقوم بها تلك المنظمة نرجو أن نراها قريبا، والذي نأمله أن تتعاون كل الدول التي تؤمن بأهمية اللغة العربية لإنجاح كل المساعي التي تساعد على انتشار اللغة العربية في شتى أنحاء العالم، وأعتقد أن لغتنا تستحق كل مايبذل من أجلها. لغتنا كما نعلم تلاقي عنتا كبيرا في معظم المؤسسات الأهلية وكذلك الشركات التجارية في دول الخليج؛ فمعظم هذه المؤسسات تستخدم اللغة الانجليزية في مكاتباتها وفواتيرها التجارية وهذا يجب أن يتوقف وأن يطلب من تلك المؤسسات استخدام اللغة الرسمية للدولة كما هو المشاهد في كل أنحاء العالم، وهنا يثور سؤال رددته مرارا: لماذا أسمع من يجيبني بلغة أجنبية إذا اتصلت بأي فندق في بلادنا العربية؟ أليس هذا استهتارا بلغتنا وثقافتنا وهويتنا؟ أين الجهات المسؤولة عن إيقاف هذا العبث؟ ومن المؤسف أنني سمعت أن تلك الجهات هي التي تلزم موظفي الفنادق بالحديث بلغة أجنبية مع أنهم عرب ويتحدثون مع عرب مثلهم!! ومن الأشياء التي يجب الحديث عنها في هذا الصدد هي لغة التعليم في جامعاتنا وفي بعض المدارس دون الجامعة، فمن المعروف أن كل البلاد العربية تستخدم لغة أجنبية في التعليم الجامعي ماعدا سوريا التي اعتمدت العربية في كل التخصصات الجامعية دون استثناء وقد نجحت في ذلك كثيرا، وقد أثبت الواقع أن الطالب يستفيد أكثر إذا درس بلغته الأصلية هذا فضلا عن الانتماء العاطفي تجاه لغته، ويحار المرء في هذه الظاهرة التي لاتوجد إلا عند العرب وحدهم!! الصهاينة أحيوا لغتهم العبرية التي لم تكن معروفة قبل احتلالهم لفلسطين وجعلوها لغة الدراسة في جامعاتهم مع أنهم لا يزيدون عن ستة ملايين، وكذلك فعلت دول أخرى لايزيد عدد سكانها عن ثلاثة ملايين، هذا فضلا عن دول تعد لغتها شديدة التعقيد مثل كوريا واليابان ومع هذا جعلت لغتها هي لغة التعليم وكل ذلك احتراما للغتهم وكيانهم ووجودهم، فإذا كانت كل الدول تفعل ذلك فما بال دولنا مع كثرتها وكثرة سكانها وقدسية لغتها لاتفعل ذلك بل ونشعر أنها تحتقر لغتها وتاريخها؟!! وإذا كانت بعض المدارس الابتدائية الأهلية تدرس طلبتها العرب باللغة الانجليزية فلنا أن نتخيل كيف يستطيع طفل عربي لايعرف الحديث ولا القراءة بلغته أن يتعايش مع مجتمعه وعاداته وتقاليده بل وكيف يستطيع فهم دينه وعقيدته وتاريخه!! وهنا أضع أملا كبيرا على حكومة قطر وعلى أميرها الكريم فقد علمت أن توجيها صدر قبل فترة بجعل العربية هي لغة التعليم في الجامعة وهذا يؤكد أن قطر أدركت أهمية ربط الطلاب بلغتهم التي تصلهم بدينهم وتراثهم وولائهم لوطنهم، والأمل متابعة ذلك لكي تكون اللغة العربية هي لغة التعليم في كل الكليات بمن فيها الطب والهندسة وغيرهما، وقد علمت شخصيا بمدى فرح الطلاب الشديد من ذلك القرار وكانوا حينها يتساءلون: متى سيطبق وهل في كل الكليات؟ كما أتمنى على سمو أمير قطر أن يتبنى إنشاء مركز رفيع المستوى يهدف إلى وضع خطط لنشر اللغة العربية في شتى أنحاء العالم خاصة في الجامعات ودور العلم والجهات ذات الصلة بالعرب ولغتهم وكذلك بعض الجهات التي لها أعمال اقتصادية في العالم العربي وما أكثرهم خاصة في دول الخليج، وهذا المركز - في حالة قيامه - لن يتوقف تأثيره عند حدود تعلم اللغة فقط بل سيتعدى ذلك إلى ربط متحدثي اللغة بالعرب وقضاياهم السياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها وسيكونون من أكبر مسانديهم فيها، وسيعود الفضل في ذلك كله لمن كان وراء ذلك العمل الكبير. لغتنا هي عنوان حضارتنا وتقدمنا ونجاحنا ومالم نعتن بها فإننا سنفقد هويتنا شيئا فشيئا وسيواصل الضعف عمله في أجسادنا حتى نسقط صرعى في نهاية المطاف وأملي كبير ألا يحصل ذلك على الإطلاق.

564

| 24 ديسمبر 2013

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

4197

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
«أنا الذي حضر العربي إلى ملعبي»

-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...

1773

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1752

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1608

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1422

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1158

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1149

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

900

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

657

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

615

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...

549

| 07 ديسمبر 2025

alsharq
المقاومة برصاص القلم

ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...

495

| 03 ديسمبر 2025

أخبار محلية