رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
توقف واستغرب الكثير حول سلوك الرجل التاجر الأردني الذي نشرته منصات التواصل المجتمعي، والذي ضرب مثلا لما ذكر في كتاب الله بقوله تعالى: "وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ"، هذا التاجر أدرك بحسه الانساني العاطفي مدى تأثير جائحة كورونا على الحياة المعيشية على الفرد، خاصة الفقراء المعدمين وذوي الدخل المحدود ومن يعتمد في قوته على عمله اليومي، أدرك أن الديْن همّ، فعفا عن المدينين، وأسقط عن كاهلهم الهم وفي شهر فضيل، لوجه الله مع بداية رمضان طالبًا التجارة مع الله، والاستثمار من الله، والرضا من الله، وأمثاله كثيرون من الذين ينفقون بيمينهم بحيث لا تعلمه شمالهم، وفي السرّاء والضرّاء، لكننا أمام حسّ إيماني قوامه الرحمة والشفقة على من أغلقت في وجهه أبواب الرزق، ومن طوّق بأسوار الديون في زمن الجائحة، دفعت هذا التاجر بكسرها من أجل أن يرفل أصحابها بالحرية والاطمئنان والسلام والأمن، وازاحة الحمل الثقيل من على عاتقهم، فكم نفتقد تلك المحاسن الجميلة المرهفة التي تميز الانسانية الايمانية السمحة القادرة على العطاء والمساعدة، التي تتطلب في زمن الصراع المادي والتسابق الربحي ثباتاً وإرادة يكسران حاجزي الانانية والطمع في النفوس، الذي استشرى لهيبه في الفكر الانساني، والقلب الانساني، وتنظر الى المحتاجين والمعوزين والمدينين بمنظار الأخوة والرحمة لإدخال السرور في قلوبهم، والتي بيّنها رسولنا الكريم أن أحبّ الأعمال الى الله سرور تدخله في قلب مسلم في تفريج همه وكربه والوقوف معه في أزمته وقضاء دينه. حقاً وباء كورونا جعل المحتاج أكثر احتياجاً والفقير أكثر فقراً، وكشف النقاب عن الاحتياجات المعيشية الفردية نتيجة التقليص والاستغناء عن الخدمات، خاصة العاملين في الشركات والمؤسسات غير الحكومية في المهن الصغيرة، توقفت معها الرواتب، كما هي الاغلاقات للكثير من المحلات البسيطة التي تعتبر رزقًا يوميًا للبعض، شلت معها حركة الدخل، وكثر المحتاجون والطالبون والمدينون، فأين مصدر الدفع للايجارات؟!، وكيف يمكن تسديد القروض والديون وتسديد رسوم الخدمات الحكومية، وصرف رواتب العاملين، والتعامل مع صراع الغلاء الفاحش؟!، لذلك لا نستنكر زيادة طلبات المحتاجين والمعدمين في المجتمع بصورة فردية أو عن طريق المؤسسات الخيرية وعبر منصات التواصل، اختلطت بينهما المحتاج وغير المحتاج، وعلى النقيض رفعت الجائحة ستار بعض المطامع البشرية في استغلال الظروف ماديا وتجاريا وتسابقا في الربح، ولكنها الحياة وتناقضاتها، والانسان وتقلباته ومطامعه، تضعنا في ميزان التساؤل الفكري العقلي الوجودي بأن الحياة الدنيا زائلة، لهو ولعب وزينة كما ذكر في القرآن، فلماذا لا نسعى ونستعجل قطف ثمارها اليانعة الجميلة لحياة أبدية باقية؟!. الجائحة فرصة قيّمة للنظر من خلالها بمنظار الرحمة والعطف على المتضررين، ليس في العطاء المادي لتسديد الالتزامات فحسب، والذي تقوم به الآن الجمعيات والمراكز الانسانية والخيرية وقطاع المجتمع!، انما في محاولة تخفيف أو اسقاط الايجارات والديون عنهم لفترة زمنية استثنائية محدّدة، خاصة الذين يعتمدون على الدخل اليومي في معيشتهم حتى تعود للحياة الاقتصادية وتيرتها كما كانت عليه قبل الجائحة، نظرة للواقع ماذا نرى؟! ارتفاع وتفاوت في الأسعار الغذائية والكمالية، زيادة غير متوقعة في الرسوم على الخدمات، ارتفاع الايجارات للمحلات التجارية والعقارات السكنية، هناك من يستطيع تجاوزها وتحمّلها، وهناك من يقف على جمرتها، ناهيك عما يحمله الكثير من الديون، تقصم ظهر البعير، كورونا ليست أزمة صحيّة فحسب، إنها كذلك أزمة انسان وأزمة مواطن، وأزمة معيشة. التضامن الاخوي والرحمة الانسانية يجب تفعيل دورهما للمتضررين سواء من الدولة بإصدار قوانين ونظم لتقنين أسعار السلع والايجارات وتخفيف الديون، كما هو واجب المواطن القادر والمقتدر ماديا بالتضامن مع المعوزين والمتضررين من الجائحة بعد التأكد من الضرر والحاجة، نحن في شهر فضيل يتاجر فيه الانسان مع ربه ليجني ثماره ويرفع درجاته لحياة أخرى، هذا هو المبدأ الذي سار عليه التاجر الأردني ربح الآخرة بخسارة الدنيا. Wamda.qatar@gmail.Com
1171
| 25 أبريل 2021
قدرنا أن تحل علينا الجائحة ونعيش في زنزانتها أسرى مكبلين بقيودها، ملتزمين بقراراتها منفذين احترازاتها، لا ندري متى يفك أسرنا من الخوف والقلق والمجهول، ونتخلص منها ومن تبعاتها وسلالاتها، اليوم هو السادس من رمضان أيام معدودات ستمضي كلمح البصر، محسوبة من عمر الانسان يعود أولا يعود اليه، قدر مرهون بعلم الغيب الالهي، ولكننا نأمل العودة اليه أعوامًا عديدة، بلا منغصات تعرقل فكرنا وأرواحنا عن جماليات مشاعره الايمانية، كما هي حالنا اليوم مع الضيف الثقيل "كورونا" الذي توغل بيننا وعكر طبيعة حياتنا، بعدد ارتفاع مؤشر الاصابات والوفيات. فكم هو إحساس مؤلم أن نرى التزايد في الاصابات والوفيات في المجتمع وبالمثل على مستوى العالم، وأشد ألما حين نقارن رمضان ما قبل الجائحة ورمضان اليوم مع الجائحة، نسترجع الذكريات الرمضانية الايمانية الجميلة بقيمه وناسه وأجوائه، أسواق ومجمعات عامرة بالمرتادين والمتسوقين حتى منتصف الليل، ترتسم الفرحة على محياهم استبشارا بقدوم شهر رمضان، ومساجد زاخرة بالمصلين بمختلف الاعمار والجنسيات في تسابق ماراثوني لتأدية صلاتي التراويح والقيام، مكبرات الصوت تصدح ويسمع رنينها للداني والقاصي، لم يحدها ويسكتها قرار أو فرضية إملائية، البيوت مشرعة للاستقبال وصلة الرحم، الخيم الرمضانية الخيرية تنتشر في ساحات المعمورة، المجالس عامرة بروادها، حلت علينا جائحة كورونا ضيفا ثقيلا قلبت موازين حياتنا، وانتزعت منا الجماليات الرمضانية وفرضت علينا الصمت، بقرارات وقائية واحترازية لوقف نزيف انتشارها وسلالاتها لنعيش أجواء رمضانية أخرى، يفتقد خلالها الحس الرمضاني المعتاد، وفي ضوئه قبلنا التباعد الاجتماعي، وقبلنا قطع صلة الرحم، وقبلنا اغلاق أماكن التجمعات، وأماكن ممارسة الانشطة، والاغلاق الجزئي للاسواق، والمصليات في المجمعات التجارية للمصلحة العامة الصحية حسب التوصيات والقرارات، وبناء للوقاية من هذا الوباء، الا ان منصات التواصل الاجتماعي ازدادت حدتها في الاستنكار في منع تأدية صلاة التراويح، كما هو الاستنكار في تحديد المدة الزمنية لتأدية الصلوات الأخرى لا تتجاوز الدقائق الخمس، لتضيف عليها صلاة الجمعة بعشر دقائق، ومعها حرم الكثير من الوصول للمسجد لقصر المدة بين الأذان والاقامة خاصة كبار السن، ناهيك عن السباق الماراثوني للوصول قبل اغلاق المسجد، أدى الى حدوث تزاحم المصلين أمام بوابات المساجد في انتظار فتحها، يتنافى هذا المشهد مع قرار التباعد، ما الضير في تأدية صلاة التراويح مع تطبيق قرار التباعد والاحتراز كالصلوات الخمس الأخرى، والتي لم يشهد خلالها أي اصابة بفيروس كورونا كما ذكر أهل الاختصاص، اذا قيست بالاصابات المرتفعة اليومية الناجمة من المسافرين والتجمعات الاجتماعية كما هي مراكز العمل باختلافها، فمؤشر الاصابات والأموات يزداد يوميا، صلاة التراويح ما زالت في قائمة المنع. الاسواق المفتوحة كسوق واقف وردهاته الضيقة في استقبال الزوار وبتزاحم شديد، فأين التباعد؟! لا تختلف تلك الصورة من التزاحم عن المجمعات الاستهلاكية الغذائية الأخرى الكبرى وغيرها، ويبقى السؤال من أين تأتي العدوى ويزيد الانتشار؟! لابد من تحقيق التوازن في تنفيذ القرارات، شهر فضيل ينتظره الصائمون كل عام شوقا وحبا للتقرب من الله بالطاعة والعبادة والدعوات وقيام الليل وإحياء بيوت الله بإحياء السنن بصلاتي القيام والتراويح، والدعوات الصادقة، فهل سترفع القرارات والتوصيات ستار المنع من أمام بوابات المساجد أثناء صلاتي التراويح والقيام، نأمل ذلك من أصحاب الشأن قبل انقضاء الشهر الفضيل لعل في قيامها دعوات صادقة تفتح أبواب السماء أمامها لكشف وصرف هذا الوباء.. أليس هو القائل في سورة غافر: يُخبِرُ سبحانه عَن نفسِه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}. معه أعمارنا،نعود أولا نعود في علم القدر الإلهي. Wamda.Qatar@gmail.com
1802
| 18 أبريل 2021
حين ينزل الوباء على البشرية دون سابق إنذار بتقدير إلهي، لا ندرك ماهيته هل هو رحمة أو تنبيه أو إنذار أو غضب، ولكن تبقى آمالنا معلقة برب السماء بالدعاء والتوسل والترجي لتخفيف الوباء، هكذا الواقع الذي نعيشه، وباء اتخذ الصفة العالمية في الانتشار، وقد سبقه الكثير من الأوبئة من عمر البشرية لكن الاختلاف هو التطور الطبي في المقاومة والمعالجة حسب تطور العقول والأبحاث وتقدمها والأزمنة واختلافها، وفي ضوئه نرفع أكفنا بالدعاء من رب السماء لصرفه وقطع دابره، لأننا مازلنا في أتونه الثقيلة والخطيرة المتتاليه بتوالد موجاته وسلالاته وأعراضه وتنوع لقاحاته واحترازاته الواقية، أعجزت أهل الاختصاص، متى يتوقف امتداده وانتشاره لا نعلم، فالأمر بحكم إلهيّ وقدر إلهيّ مهما سخرت الامكانيات وتنوعت الدراسات، ومهما قيل عنه بأنه معدل جينيا، أو مصنع مختبريا، ومهما طورت اللقاحات، ولكننا ندرك ونعي بشدة أن سلوكنا كمجتمعات إسلامية وأفراد هي المسؤولة في المقدمة عن وقوع أي ابتلاء أو كارثة تحل علينا، كجرس إنذار لمراجعة الملفات ووضعها في ميزان المحاسبة والتقييم، اليوم نحن في أزمة اقتصادية تضرر منها الكثير على مستوى العالم، أغلقت المحلات والشركات، وتوقفت المصانع، ودفع الكثير ثمنها خاصة ذوي الدخل المحدود والمعدمين، والطبقة المتوسطة التي انطفأ بريقها، ازداد الفقير فقرا، وازداد الغني والموسر غنى بالتضارب والتلاعب في الأسعار وزيادتها كأنهم في ماراثون سباقي دون الإحساس بمعاناة الآخرين، هل استطعنا أن نحقق العدالة بين الجميع خلال هذه الأزمنة في الحصول على الدعم والمكافآت والامتيازات لتيسير العجلة الحياتية الراهنة في ظل الأزمة الاقتصادية التي خلقتها الجائحة دون فواصل اجتماعية أو نفعية، ومعها قست القلوب، وقل التراحم والتآلف، وجفت عروق الدم، لا أحزان ولا أفراح مشتركة، ولا صلة رحم ولا تواصل، سجن انفرادي يعيشه الإنسان مع التكنولوجيا باختلاف عوالمه، لم يؤت ثماره ونتائجه في تحقيق عمق المحبة والمودة والسكن في الأسرة الواحدة والبيت الواحد، كما هو اغلاق المصليات داخل المجمعات والأسواق واجبارية تحديد الوقت والعدد في المساجد الخارجية، درءا وحماية من انتشار الوباء، وتوقف سنة من سنن الرسول في شهر فضيل وهي صلاة التراويح في المسجد التي ينتظرها ويحرص على تأديتها المسلمون سنويًا وما بينها وبين صلاة العشاء دقائق، فهذا لا يتقبله العقل والمنطق في ضوء تطبيق الاحترازات والتباعد الاجتماعي، فكم هو مؤلم خاصة لرواد المساجد، ونحن لا ندرك العودة إليه، والأعمار تتلاحق وتسير بسرعة البرق. رغم أن التباعد الاجتماعي شبه معدوم في الأسواق الشعبية. …. نعم لقد لحقنا الضرر اقتصاديا واجتماعيا ودينيا، ومازلنا نرى سلوكيات وأعمالا قائمة لم يقوّمها الوباء ولم يردعها مؤشر الاصابات والأموات، ونحن قادمون على شهر عظيم فيه تستجاب الدعوات وترفع الأعمال، فكم منا من تنازل عن البذخ والبطر والإسراف المحرم شرعًا في المأكل والملبس، فصور التباهي بها ما زالت تبرزها منصات التواصل بكل فخر وعنجهية وابتذال وتستحوذ اهتمام من على شاكلتهم في السلوك، ثم نتباكى على ما حلّ بنا من وباء، وكم منا لم يستنكر مظاهر العقائد والشرائع والمذاهب الدخيلة التي غزت مجتمعاتنا بطقوسهم وأصنامهم وسلوكهم ولباسهم، دون استنكار ومنع ثم نستنكر وقوع البلاء، وكم منا لا يستغرب التهافت والتصارع والتزاحم المادي على حب الدنيا الفانية على حساب الآخرين وظلمهم، وكم منا لم يتوقف وبتمعن عن انحسار الثقافة الدينية وتأدية فرائضها وواجباتها السلوكية والأخلاقية واتباع المنكرات والمحرمات، لا أمر بمعروف ولا نهي عن المنكر، ثم نستعظم الوباء، والكثير الكثير ونحن نعيش وسط ركام الوباء " كورونا وتبعاته"، ولا ندرك نهايته فالاصابات تزداد والأموات تزداد، لكننا نأمل بقدرة الله وعظيم كرمه أن يصرف هذه الجائحة عن الجميع، وبفضل الدعوات الصالحة ودخول شهر رمضان الكريم علينا بأجوائه الايمانية الربانية، فهل سيغّير شهر رمضان أنماط سلوكنا ؟ وكل عام والجميع بخير، تقبل الله منا ومنكم الدعوات والرحمة والمغفرة والعتق من النار.. حفظ الله الجميع Wamda.qatar@gmail.com
1701
| 11 أبريل 2021
لنرجع قليلاً للوراء ونرى صورة المرأة اليوم عبر حدود عالمنا العربي والإسلامي، المرأة التي شكلتها طبيعة الحياة وظروفها وتخوض غمارها ما بين حروب ما زالت قائمة، وكوارث بيئية مفاجئة، وأنظمة وقوانين جائرة، جعلتها مكبلة بسلاسل الفقر والجوع والاغتصاب والذل والأسر والتشرد والبحث في المجهول عن لقمة العيش، وسكن، ودواء شافٍ، وكساء يقيها وأطفالها برودة الشتاء وثلوجه ورياحه، اليوم العالم بشقيه العربي والغربي بمنظماته الإنسانية الحقوقية ترك تلك الصورة المأساوية التي تعيشها المرأة، وأخذ يشمر ساعده ويدلي بصوته بالدفاع عن تمكين المرأة وإلغاء الوصاية عنها من قبل الرجل زوجاً كان أو أباً أو أخاً، والدفاع عن حريتها، لتنهش كرامتها الذئاب البشرية الهادفة إلى تدميرها، ووضع الخطط لإصدار قوانين ونظم وتشريعات تؤكد بضرورة مساواتها للرجل وبإعطائها كامل حريتها، ولو تجاوزت بيتها، وأهملت أبناءها وتجريدها من قيمها ودينها، وكأنه مخول بالدفاع عنها، بهدف الهدم والتفكيك للأسر الإسلامية القائمة على التماسك والاحترام والمودة وفق المنظور الديني الذي ذكر في القرآن الكريم، وما هذه الضجة الإعلامية والتغريدات المتفاعلة في التواصل الاجتماعي في مجتمعنا على مدى أيام متواصلة حول ما أخرجته منظمة "هيومن رايتس ووتش" في مطالبة دولة قطر بالتخلص من اسقاط ولاية الرجل على المرأة، إلا صورة من صور الرفض التام لأفكار تلك المنظمة وأهدافها الجهنمية الداعية للتمرد ضد الرجل، وافشاء الفوضى السلوكية والأخلاقية، وتفعيل تجاوزها على القيم والتقاليد، وانحلال لمكانتها من الصيانة والعفة والاحترام والمنزلة التي أقرتها الشريعة الإسلامية، لتصل أصواتهن إلى تلك المنظمة المدفوعة الأجر للكف عن تجاوزات الثوابت القيمية والدينية في المجتمع المستهدف من قبلها سابقا، دون ادراك أن الثوابت الدينية هي المظلة لحماية المرأة وصون كرامتها، وعدم التدخل في المنظومة المجتمعية، فكل مجتمع له ثوابته، وكيانه وأنظمته كما وله عاداته وتقاليده، ويرفض التدخل فيها خاصة تلك المنظمات التي تحارب الدين والقيم الإسلامية، وتتخذ من المرأة وحريتها منفذا لتحقيق أهدافها المكشوفة، وسط ذلك كله نتساءل أين تحركات تلك المنظمة " هيومن " من المرأة المسلمة في سجون الكيان الصهيوني، وفي المخيمات السورية والعراقية، والمرأة في اليمن، وفي إقليم الإيغور الصيني، ومسلمات فرنسا، وفي الهند على أيدي المجوس والهندوس وغيرهم، أليس هؤلاء أحق باصدار التشريعات والقوانين ! لإنقاذهّن وتمكين استقرارهّن النفسي والاجتماعي كغيرهّن، أين هي من انسحاب رئيس بولندا من معاهدة إسطنبول الهادفة حسب رؤيتهم إلى منع العنف ضد المرأة، وأين هي من واقع المرأة الغربية التي تعاني الشتات وعدم الاستقرار، والاغتصاب والعنف من الرجل، ناهيك عن ما تتحمله من مشقة قاسية في عملها، وتتمنى أن تنال ما نالته المرأة المسلمة من حفظ الكرامة والصون والاستقرار الآمن، أين دورها في الدفاع عنها ومطالبة مجتمعاتها بحقوقهن؟، فالمجتمع القطري ليس بحاجة إلى وصايا، وليس بحاجة إلى حماة للدفاع عن حقوق المرأة فيه، لذلك أحدثت تلك المطالبة ضجيجاً بين معشر النساء واستنكاراً ورفضاً، فهي على علم تام بالمنظومة الإسلامية التي تكفلت بحدود حريتها وقوامتها وكرامتها، هي الأم التي تربي الأجيال وتبعث على الاستقرار والدفء في بيتها، وليس أدل على ذلك وصية الرسول صلى الله عليه وسلم: " استوصوا بالنساء خيراً " كما هي تدرك أن المجتمع قد أعطاها حقوقها كاملة في العمل بمجالاتها المختلفة مساواة مع الرجل، وما هذه الدعوى التي تطالب بها منظمة " هيومن " إلا هدف من أهداف إلغاء الدور الشرعي للأسرة المسلمة والعمل على تفككها، ليس في قطر فحسب بل في دول العالم الإسلامي كما هو إلغاء لدور الرجل الذي كفلته له الشريعة في حق المرأة ووجوبية حمايتها والدفاع عنها من رياح الأهواء والمغرضين، وخير دليل ماذا جنته المرأة المسلمة الهاربة من مجتمعها الإسلامي العربي الآمن إلى المجتمعات الغربية بهدف الحرية والابتعاد عن وصايا الرجل إلا الذل والهوان والضياع في دائرة المجهول !. Wamda.qatar@gmail.com
1628
| 04 أبريل 2021
صراعات قائمة لا نهاية لها يسير الإنسان في عجلتها دون توقف، تشهد المحاكم مصطلحاتها القانونية المتداولة، تدفعها التوترات والتشنجات والانفعالات النفسية التي لا تتجزأ من السلوك الانساني والتي هي امتداد للصراع الذي ذكره القرآن الكريم في قصة قابيل وهابيل مع بداية الخلق وانتهت بالقتل غدراً في قوله تعالى: "فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ". في السنوات الأخيرة زادت حدة الصراعات بين البشر على الصعيد الانساني والمجتمعي والدولي، يستغرب الفكر الانساني إزاء استمرارها إلى متى ؟ ما هي نتائجها؟ ومن المستفيد ؟ وأين المجادلة بالتي هي أحسن كما هي تعاليم ديننا ؟ فبين ردهات المحاكم، ومع صوت مطرقة القضاة يقف الأخوة الأشقاء من دم واحد، وبيت واحد ورحم واحد، في صراع على الميراث، هذا يصرخ وآخر يتهم وآخر يهدد، وربما آخر يتجاوز حدوده الخلقي ويقتل أخاه، وفي بوتقة ذلك كله تفقد الأخوة والرحمة والانسانية وتزداد وتيرة الخلافات والقطيعة بين الأخوة والأبناء ويتوارثها الأحفاد، اذن من المستفيد ؟ والى متى ؟ والحياة الدنيا تسير عجلتها بسرعة البرق لا نستطيع اللحاق بها، يتوارى معها الاستمتاع بهذا الميراث المتنازع عليه، وتقل معه البركة في المال، وتبقى القطيعة هي سيدة الموقف بين الأخوة. وبين بوتقة المؤسسات والوزارات ومنظمات العمل وردهاتها ينشب الصراع مخالبه بين الزملاء وينهش أمامه من لا حول لهم ولا قوة من أجل تحقيق الوصول للمنصب والرئاسة ومصالح خاصة أخرى، كما هو بين القيادات والأقسام والادارات، تفتقد معها أدبيات وأخلاقيات السلوك الوظيفي، يذكرنا بعصر الغاب القائم على الحقد والكيد والكراهية والخيانة للآخر، يقع في شركها الموظف النزيه الصادق والمجتهد وأصحاب الخبرة فالأمثلة كثيرة، تدعمها كثرة الشكاوى والاستنكارات، وتتولّد معها خسائر في مقدرات انتاجية بشرية، واجازات مرضية وغياب مستمر، ودعاوى قضائية وغيرها، صراعات تنعكس خلالها التنوع في الثقافة والقيم والأخلاقيات للأفراد، تفقد المعايير المهنية وجودتها، وتعكس التمييز الذي على أساسه يتم الاختيار للوظائف والمناصب مصلحة مادية أو عرقية أو قبلية، وتبقى الصراعات مستمرة وقائمة متى ما فقدت الادارة الواعية التي تطوق الصراعات بسياستها الحكيمة. ولا نذهب بعيدا عن الصراعات القائمة بين الدول بعضها ببعض أو داخل الدولة الواحدة بأحزابها وقبائلها، شكلت حروبا دولية وحروبا أهلية، التي تزداد يومًا عن آخر دون توقف وحلول، ودون نتائج اللهم إلا المزيد من الضحايا والخسائر المادية والبشرية، والمزيد من السياسات العرجاء التي تحكم الدول، والمزيد من فقدان الأمن والاستقرار والشتات للشعوب، والهلاك والدمار للبنى التحتية، وما يقابله من خسائر للآثار التاريخية والثقافية والسياحية، ما يحدث في بعض الدول العربية من حروب هي نماذج لآثار الصراعات القائمة بلا هدف إلا تغذية مصالح دول ومذاهب وعقائد، والتي شكلتها وفعلتها عقول عنجهية وأهواء شخصية مريضة،لا تعرف الحدود والتقدير، وتبحث عن ثباتها في الحكم والسيطرة، إلى متى تحكمنا الصراعات، وتفرقنا الخلافات، وتباعدنا النزاعات؟ الى متى لا ندرك قوله تعالى ": ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " إلى متى وأبواب المحاكم مشرعة بواباتها للقضايا والدعاوى الفردية والوظيفية والدولية وفض النزاعات القائمة بين أطرافها. Wamda,qatar@gmail. Com
1621
| 28 مارس 2021
لا يختلف اثنان على أن الدول في تقدمها وتنميتها تعتمد على السواعد البشرية، التي تعتبر المعول الأساسي في العملية الإنتاجية في جميع المجالات الصناعية والتعليمية والصحية والاقتصادية وغيرها، لذلك ما أن حلّت جائحة "كوفيد - 19" حتى جندت الدول كل إمكانياتها المادية والطبية لوقف هذا الوباء والقضاء عليه قبل أن يفتك بكوادرها البشرية وتشل حركتها التنموية والإنتاجية، إيماناً بأن الحفاظ على بقائه من مسؤوليتها، وتسخير الإمكانيات المعينة الطبية لخدمته مسؤوليتها، وتكثيف جهود المراكز البحثية العلمية والحيوية والطبية لمعرفة أسبابه وتطوراته واستكشاف اللقاحات لتطويقه والقضاء عليه مسؤوليتها، والشروع في إغلاق أماكن التجمعات التجارية والمجتمعية مسؤوليتها، وهذا هو النهج الذي اتبعته دولة قطر، وما إصدار قرارات المنع والحظر وفرض برنامج احتراز وعقاب من يخالف ذلك الذي انتهجته مع بداية انتشار الجائحة "كوفيد - 19" إلا حفاظ على البقاء الإنساني في محاربة الوباء الخطير والتخفيف من انتشاره. ولكن يبقى السؤال الذي يراود الكثير في الأحاديث اليومية ومنصات التواصل الاجتماعي بالاستنكار والرفض حول دوام الطلبة والطالبات في المدارس، خاصة أولياء الأمور ونحن أمام مواجهة تفشي السلالة البريطانية المتحورة القادمة من جنوب أفريقيا، والتي كما قال وأكدّ المختصون في وزارة الصحة بأنها سريعة الانتشار وخطيرة. إذن مسؤولية من حين تغلق صفوف دراسية بأكملها باختلاف مراحلها نتيجة إصابة أحد التلاميذ، وحين يصعب التحكم في الالتزامات الاحترازية بين التلاميذ في المراحل الابتدائية ورياض الأطفال، وحين ينقل الطالب العدوى إلى المعلم وأسرته والعاملين في المنازل وبالعكس؟، سلسلة مترابطة تنتقل إليها العدوى بشكل جماعي في المدارس، لا يدركها الطالب إلا حين يكون ضحية لهذا الوباء، ويتم حجره في البيت مفرداً هو وزملاؤه في الفصل الواحد، وحين يحجر المعلمون المخالطون، وتشل الحركة التعليمية ويتوقف تدريس المناهج، فيحرم الجميع من التعليم ومن الاختبارات "وكأنك يابو زيد ماغزيت"، مما يؤدي إلى زيادة مؤشر الحالات المصابة بشكل يومي، والذي شهدته الدولة في الأسابيع المنصرمة، وأكدّ عليه المؤشر البياني الصحي اليومي، الدولة تحارب الجائحة بكل وسائلها الوقائية والتوعوية والطبية والعقابية، وزارة التعليم ومع الدوام الطلابي تعمل على تمهيد الأرضية المعينة على انتشاره وامتداده، الواقع المدرسي يؤكّد أن هناك بعض الصفوف الدراسية أغلقت بمختلف المراحل، وهناك طلاب لم يتقدموا باختباراتهم، وهناك كوادر دراسية وإدارية وضعوا في الحجر الصحي. أين التعليم وسط هذا التذبذب المستمر؟! أليس الأفضل العودة للمربع الأول حين تم إغلاق المدارس بكامل طلابها درءاً وحصانة ووقاية من انتشار الجائحة، والاعتماد على التعليم عن بُعد، ويكون التعليم عن بُعد هو المنهج المتبع الآن مع انتشار السلالة الجديدة أسوة ببعض الدول الأوروبية والخليجية لفترة زمنية محددة، وأسوة بالمدارس والجامعات الدولية الأجنبية في الدولة وخارجها، فقد أكدت دراسة بريطانية وهي واحدة من الكثير من الدراسات التي خرجت بنتيجة أن الفيروس المتحور هو أكثر قدرة على العدوى. إذن ماذا ينتظر المسؤولون عن التعليم؟، وما ضير إغلاق المدارس خلال هذه الفترة ؟، ولماذا يعاقب المعلمون بوباء عالمي خارج عن إرادة الإنسان ويجبر على البقاء في البيت احترازاً ووقاية بهضم حقوقهم المالية؟، وأيهما الأولى التعليم أم صحة الإنسان؟ أليس الصحة هي الخيار الأولى من التعليم؟! أليس التعليم عن بُعد بسلبياته هو الأفضل الآن مع انتشار العدوى لإزالة مخاوف أولياء الأمور؟، ندرك أن أغلب المدارس تتبع الدقة في تطبيق الاحترازات إلا أن هذا لا يمنع من سريان العدوى وانتشاره من وإلى الطلاب والمعلمين فمتى يعي المسؤولون ذلك من أجل سلامة وصحة الطلاب والمعلمين؟، فالصحة لا يضاهيها شيء في الحياة، فإذا كانت التربية قد سبقت التعليم، فإن الصحة تسبق كليهما، والحياة لا تسير وتيرتها بفقدان من يدير عجلتها، كذلك التعليم لا يسير دفته إلا القائمون عليه بجميع أقطابه. Wamda. qatar@gmail.com
1153
| 14 مارس 2021
معركة فاصلة بين الموت والحياة، لا يدرك تفاصيلها الا من يعيش أحداثها، فيروس متناهي الصغر لا يرى بالعين المجردة، يهجم على الجسد الضعيف فجأة دون إنذار، يجعله طريحاً تحت رحمة الله وعنايته، وبين الأيادي البيضاء التي تعمل بلا كلل ولا توقف لتعترض طريق هذا الوباء "كوفيد - 19"، وتنقذ ما يمكن انقاذه برسالتها الانسانية السامية، قبل أن يتوقف القلب عن الحياة بكل الامكانيات والوسائل الطبية المستحدثة، لا يدرك هذا الجسد كيف اقتحم الفيروس المسام الجسدية لينتهي الى موقعه للرئتين، كم هو مؤلم، وكم هو الانسان ضعيف أمام قوة وسيطرة هذا الفيروس المميت، وكم هي الحياة جميلة حين يتمثل الموت أمام من يواجهه، بالرغم من أنها لا تساوي جناح بعوضة، يتهاوى الجسد بكل ثقله أمام "كوفيد19" ولكنها ارادة الله وحكمته العظيمة بل وقدره، أن جعلني إحدى ضحايا الجائحة وبشدة، لأرى حقيقة وجود هذا الوباء، الذي لم أره ولكنه تسلل الى جسدي الضعيف كيف ومتى وأين لا أعلم، الا حينما أصبحت طريحة الأسرة البيضاء في غرفة العناية المركزة بكل مواصفاتها وأجهزتها الطبية المتطورة التي هيئت للحالات المستعصية الحرجة لهذا الوباء، في حزم "مبيريك" نعم إنه قاتل لبعض الفئات وهذا الأمر لمسته عن قرب ورأيته بعيني، وتألمت منه وبشدة، وتيقنت وجوده، تعاملت مع كل الوسائل الطبية المستحدثة لإعادة الرئتين لطبيعتها بعناية الله وكرمه، وجهود الأطباء بما استخدموه من بروتوكولات متطورة علاجية تضاهي فيها قطر الدول المتقدمة بفضل احترافيتهم الطبية المهنية، شاء الله ان نكون تحت رعايتهم الكريمة، لأنقل تلك الصورة الحقيقية عن حقيقة وجود هذا الوباء، الذي ينخر بداية العظام بألم شديد ثم يأخذ موقعه في الرئتين ليفتك بهما، استرجعت الكثير من الأقاويل والآراء وما يدور في المنصات الاعلامية والتواصلية، حول حقيقة هذا الوباء مع انتشاره بدءا من الصين واجتياحه دول العالم، وما يدور من آراء متعاقبة ومتضاربة حول التصديق بوجوده وعدمه، صناعة بشرية مفتعلة أم قدر الهي. حرب اقتصادية أو بيولوجية، لكنه موجود لا نراه بلا أسلحة مرئية ما زال يلامس الأجساد البشرية، وها هي أعداد الإصابات تزداد وتعقبها أعداد الأموات عالميا، ومؤشرات الوفيات ترتفع، وهو ما نجحت قطر في احتوائه بفضل الله، وتلك الجهود الجبارة، والتقنيات الطبية المخبرية والعلاجية، فقد سجلت قطر حسب التقارير العالمية أدنى معدلات وفاة مع سنغافورة. رأيت بعيني أعداد الاصابات الممددة على الأسرة ما بين الموت والحياة، في "حزم مبيريك" أدركت أن الوعي بوجوده وخطورته وضرورة مقاومته واتباع الاحترازات الطبية والوقائية والتسارع في أخذ "اللقاح" لابد أن يكون منهجا متبعا وملازما في فكرنا حتى يغيب أفوله، ويتوارى عن الوجود. - مع الأسف - هناك عقول ما زالت تعيش حالة اللاوعي بإنكار وجوده، وانكار عدم فاعلية اللقاح وخطورته على المدى البعيد إذن! من نصدق؟ هل الاطباء المتخصصين الذين يعملون كخلية نحل لمواجهته بالدراسات واللقاحات والعلاجات! أم تفاهات الآراء العقيمة التي اتخذت المنصات المجتمعية المتداولة سبيلا لاقناع عقلها، أم نصدق انفسنا حين نقع فريسة للوباء! أم الآخرين الذين اختلقوا العلم به دون علم ووعي وتخصص، وأصبحوا أطباء بين عشية وضحاها؟ ألا نرى اعداد الاصابات والأموات اليومية على مستوى العالم؟ ألا نرى الشلل الاقتصادي والتعليمي والمجتمعي الذي طغى على الحياة البشرية والدولية!. وكيف سخرت الجيوش البشرية الطبية والوسائل الطبية لمقاومته كما هي الموارد المادية الباهظة التي تنفق لإنقاذ ما يمكن انقاذه من براثنه، تسارع لا يتوقف مع انتشاره وامتداده، ومنها دولة قطر التي مع بداية ظهوره في مدينة ووهان الصينية 12/ 2019 اتخذت الاجراءات الاحترازية الوقائية والتوعوية، وسخرت الامكانيات البشرية والمادية لمواجهة وباء مستجد ومتطور حير العالم، جهود مشكورة لمستها في مستشفى "حزم مبيريك" بدءاً بالمبنى المستحدث مع الجائحة وبأعلى المواصفات المكانية والطبية، لاستقبال الحالات الحرجة من "كورونا" وعلى مستوى العالم، وانتهاء بالطاقم الطبي المختص والاداري والتمريضي وعلى رأسهم رئيس وحدة العناية المركزة الذين يصلون النهار بالليل في المتابعة والاشراف والعناية لجميع المرضى من المواطنين والمقيمين على السواء، خلية نحل لا تتوقف، وعطاء لا ينضب، واحترافية مهنية دقيقة في علاج الحالات الحرجة يدفعهم ايمانهم بالرسالة السامية التي يحملونها لإنقاذ البشر، جنود بواسل تقف في الصفوف الأولى لمواجهة الجائحة يحق لهم الاستحقاق بالوقوف لهم اجلالاً واحتراماً، في مقدمة صفوف المسير، وصدق سمو الأمير، حفظه الله، حين قال في خطابه بمجلس الشوري 49: "إن جائحة كوفيد 19 وضعت الجميع أمام اختبارات وخيارات صعبة"، حقاً ما أصعبه من وباء، وما أصعبها من تجربة، وما أصعب من يقف في الصفوف الأولى لمواجهته!. لذلك من خلال المقال ومن واقع تجربتي، وحرصًا على سلامة الجميع، وتعاونًا مع جهود الدولة يجب أن نكون على يقين بأن الجائحة تحاصرنا وفي كل مكان، وأن الالتزام بالاحترازات، وأخذ اللقاح والتخفيف من التجمعات والمناسبات الاجتماعية، وما تحتويه من تباعد ووضع الكمامة، دون مصافحة وعناق، باتت من الأمور الضرورية التي يجب التقيد بها حصانة ودرءا للقضاء على جائحة "كوفيد 19". حفظ الله الجميع... Wamda.qatar@ gmail.com
2056
| 07 مارس 2021
بدأت بعض الدول في اغلاق مطاراتها نتيجة تفشي جائحة كورونا، منها بعض دول الخليج، بالرغم من اعتماد اللقاحات وسريانها في معظمها وبنسبة عالية باختلاف المسميات والأنواع، وباختلاف الآراء الطبية في مفعولها. لكن تبقى اللقاحات هي المأمن الواقي الذي يعتمد عليه في تقليل الاصابات من انتشار وباء كورونا، في ظروف أصبحت العقلية الانسانية الى الآن لم تستوعب أهمية تطبيق الاحترازات الطبية في انحسار الجائحة، تحد أم مغامرة أم تخلف أم اهمال أم استهتار وغيرها من المصطلحات اللغوية التي تتحكم في هذه العقلية البعيدة عن الثقافة التي تعتبر الدينامو الذي يحرك مؤشر العقلية الانسانية والتوجهات السلوكية نحو الخطأ والصواب، والنفع والضرر، والوعي واللاوعي. لذلك، لا نستغرب الارتفاع الرقمي في الفترة الأخيرة لعدد الاصابات من الجائحة، سواء في الحجر أو العناية المركزة، كما لا نستغرب مضاعفة القلق والخوف اللذين استحوذا على تفكير الانسان، والذي يعتبر هو المصدر الاساسي في مؤشر الارتفاع والتفشي الذي حل على المجتمع مع تخفيف القيود الاحترازية والمراقبة والمحاسبة والعقاب، أليس هناك مناسبات اجتماعية مثل العزاء وطول مدته والزواج وتبعاته قبل وبعد القائمة في البيوت بأعداد لا حصر لها، وبدون احترازات وقائية ومراقبة ومجاملات من المصافحة والعناق، والتقارب المباشر نراها في الواقع من المسؤول؟!. أليس هناك سهرات قائمة داخل البيوت والعزب والشاليهات دون احترازات فمن المسؤول؟! أليس هناك تجمعات في تفعيل وممارسة بعض الظواهر الدخيلة الغريبة المصبوغة بالصبغة الغربية، وما يسمى توديع العزوبية"؟. برايدل شاور "Bridal shower" ومعرفة الجنين "جندر ريڤيل" Gender reveal وغيرها، ناهيك عن الاحتفالات الأخرى الغريبة عن مجتمعنا وما يدور فيها من استهتار ومنكرات سلوكية تدك من هولها الجبال وكرنفالات ومهرجانات ومعارض تجارية، وأنشطة رياضية من المسؤول؟، جميعها يزداد فيها الحد المسموح به وبلا تباعد، استقبال ونحن نعيش قلقًا وبائيًا لا ندرك زمنه ولا حجمه ولا آثاره مستقبلا ولا تبعاته القادمة. ولا ندرك هل هو ابتلاء رحمة أم ابتلاء غضب من الله! نعم نحن اليوم المسؤولون، وزارة الصحة بطاقمها الطبي والتوعوي والخدماتي قامت بدورها مشكورة، كما هي مسؤولياتنا في الاسراف والتبذير والبطر المادي الذي اجتاح العقلية الانسانية بلا وعي أو خوف من الزوال المصاحبة للمناسبات باختلافها، وما يحدث فيها من تجمعات، والمجتمع يعاني القهر من الارتفاع في الاسعار، وكما هي مسؤوليتنا في المجاملات أثناء المصافحة بلا كمامات، فمؤشر الارتفاع المفاجئ لأعداد الاصابات كبير ومقلق بعد الاطمئنان بالانخفاض، الذي شهده المجتمع في الفترة السابقة، نتيجة التراخي والتساهل في تطبيق الاحترازات الوقائية، وها هو العالم الآن في موجة لسلالات جديدة قادمة أكثر انتشارًا، ومعه عادت الى المربع الأول من الاحترازات في الاغلاق التام، وكشف عنه المؤتمر الصحفي لوزارة الصحة الذي عقد بتاريخ 28/ يناير 2021 حول آخر التطورات المتعلقة بلقاح كورونا، الجميع على بينة بالانتشار والضرر، والجميع يرى الشبح الصامت الذي خيم على أغلب شوارع الدول، والجميع لديه عقل يستطيع أن يستخدمه في الاتجاه الصحيح، لكن المجاملات طغت على سلوكنا على حساب صحتنا، نخشى أن تغلق دول المنشأ المنتجة للقاحات أبواب التصدير، للدول المستوردة، فها هو الاتحاد الأوروبي يطبق ضوابط تصدير على لقاحات فيروس كورونا المنتجة على أراضيه وسط خلاف حول نقص التسليم، وها هو يحذر الشركات المنتجة للقاحات فيروس كورونا، من أنه يجب عليهم تسليم الامدادات المتفق عليها، وسط مخاوف من أن التخفيضات قد تعرقل بشكل خطير جملة التلقيح، وبعده نخشى أن نتباكى على اللبن المسكوب، الذي سكبناه بسلوكنا واهمالنا واستهتارنا. نخشى أن يتسارع الانتشار ويتسع نطاقه ولا يمكن السيطرة عليه، لا قدر الله، في ضوء التصارع الأوروبي على تصدير اللقاحات للدول المستوردة، وفي ضوء عدم التزامنا بالاحترازات الوقائية. Wamda.qatar@gmail.com
1316
| 31 يناير 2021
تحولت الشوارع في جميع مناطق الدوحة ومدنها الى ورشة عمل لم تتوقف، طالت الرئيسية والفرعية والسكنية والتجارية، فأدى ذلك الى اختفاء بعض معالم البيوت السكنية والتجارية ومواقعها نتيجة الانحناءات والحفر والتحويلات والمطبات والرمال المتراكمة، حتى "غوغل" يعجز عن الوصول اليها الا بصعوبة، والذي لولاه "غوغل" لضاع فكر الانسان ويئس من الوصول لهدفه، وطبيعي أن يحدث التذمر والازعاج والاستياء لسائقي المركبات والركاب والسكان، وطبيعي أن يحدث الازدحام، وطبيعي أن تبعد المسافة للمكان المتوجه اليه نتيجة كثرة التحويلات، وطبيعي أن تتأثر لوجود المطبات المرتفعة، الا أن الدولة اليوم في سباق زمني للوصول لنقطة معينة من الانجاز في البنى التحتية وتحديثها وفي تجديد بعض المناطق القديمة وازالتها، وفي اقامة مشاريع عمرانية خدماتية وسكنية، وهي مقبلة على حدثين رياضيين عالميين مونديال عام 2022 ثم آسياد 2030، وطبيعي هناك مناطق عفا الزمن عليها، مترهلة هشة تحتاج الى الازالة الكاملة في مبانيها وشوارعها ومحالها التجارية، كما هي المنشآت العمرانية التجارية الحكومية والخاصة المشوهة لجماليات الدوحة الحديثة بترهل واجهاتها وقدم مبانيها. منطقة مشيرب نموذج لمدينة عصرية ذكية تواكب فترة زمنية مستقبلية قادمة ممزوجة بملامح وخطوط قديمة لتثبيت المكونات التراثية والحفاظ على نسيجها العمراني التاريخي كما كانت عليه باعتبارها تمثل هوية الانسان القطري، وأصبحت كمعلم سياحي جاذب، ولو أن هناك بيوتا لم يشملها التحديث والتجديد، وغفل عنها مسؤولو ادارة التخطيط العمراني بوزارة البلدية والبيئة وهيئة الأشغال، فضاعت بين ركام المباني العصرية المستحدثة وضاعت معها الهوية والتاريخ وأسماء قاطنيها، وغيرها من المناطق التي فقدت هويتها التراثية والتاريخية والسكانية والمكانية بإزالتها كاملة دون الافصاح عن مسميات قاطنيها وتاريخهم، كما هي الخطوط التاريخية التراثية التي تميز "سوق واقف" "وسوق الوكرة" اللذين أصبحا من المعالم السياحية بصبغة حديثة ممزوجة بعبق الماضي، اليوم الدولة في أوج الاستعدادات لاستضافة الحدث العالمي الرياضي الكبير وأحداث أخرى قبل وبعد المونديال، ومع التحديث والتغيير في مشاريع البنى التحتية والعمرانية وخاصة في المناطق الداخلية والفرعية هناك مناطق يشوبها البطء في التنفيذ، فتتسبب في عرقلة حركة السير وحركة سكان هذه المناطق، كما أن وجود الحفريات العميقة المفتوحة المتوقفة دون ردم وعمل يشكل خطرًا على السيارات والاطفال في مناطق تواجدها، أيعقل أن تبقى الحفر أشهراً طويلة دون التحرك في ايجاد حلول لها، ودون متابعة الشركات المسؤولة عن تنفيذها، من المسؤول؟!. ندرك أن التغيير والتحديث والاصلاح ضروري، لكن لا ندرك طول الفترة الزمنية الطويلة وبطء الشركات في التنفيذ والردم وخاصة أن الشوارع الفرعية الداخلية الضيقة المتداخلة البيوت العشوائية البُنى التي لم يلمسها التخطيط المسبق، ويصعب دخولها مع وجود الحفر والمطبات والانحناءات، وهذا ما نلمسه في الواقع متاهات ضيقة لا نهاية لها، ومطبات عشوائية، ولوحات تحذر من وجود أعمال حفريات، وحفر عميقة مفتوحة، فأين المسؤولون عن متابعة أعمال الشركات المنفذة للمشاريع وخاصة الشوارع في المناطق الداخلية؟. Wamda. Qatar.@gmail.com
1709
| 24 يناير 2021
عدم الوعي الإنساني هو الدينامو المحرك لارتفاع مؤشر الإصابة بوباء كورونا كوفيد 19، كنّا نعتقد أن الوباء سينتهي وسيزول مع التطبيق الاحترازي الذي اتخذته معظم دول العالم، لكننا مازلنا في قيد انتشاره وخطورته، ومازلنا مع التردد في ضرر اللقاح ونفعه، فالإصابات والأموات لاحصر لها على مستوى العالم، وكل دولة لها ظروفها وإمكانياتها الاقتصادية والطبية والبشرية، وطبيعة بنيتها البيئية والثقافية والتوعوية، هناك دول عادت للمربع الأول للإصابات بالوباء، واتخذت الآن مرة أخرى الحجر الكامل وتوقيف نبض الحركة الاقتصادية والبشرية سبيلها للحد من انتشاره، وهناك أخرى لم تلق بالاً من الاهتمام بالتشديد وتطبيق الاحترازات الصحية والتعامل مع اللقاح، أي كان!. فالوباء عالمي شغل العالم وقضى على الكثير من البشر، حكمة إلهية لا ندرك أبعادها من النفع والضرر، مازالت المستشفيات وأماكن الحجر مفتحّة أبوابها لاستقبال المصابين، والجثث لاحصر لها، واللقاحات بدأ سريانها، ومع ذلك لابد أن يكون الحذر الإنساني هو سيد الموقف للحد من انتشاره، والتمكن من القضاء عليه، فهل مازال الحذر واتباع الاحترازات الصحية ديدننا في التعامل مع هذا الوباء، أم أننا مازلنا لاندرك خطورته! لا تغيب عنا الجهود التي بذلتها وتبذلها الدولة في تخفيف حدة الوباء مع بداية ظهوره من إمكانيات متواصلة طبيًا وأمنيًا وتوعوياً، للحد من انتشاره ووقف امتداده بكل السبل، تفتيش احتراز، تباعد، حجر، ومتابعة. ورأينا كيف تم إغلاق أماكن التجمعات؛ المقاهي والأسواق والمجمعات التجارية والمدارس والجامعات والمساجد، واستشعرنا الأضرار الاقتصادية والاجتماعية والسياحية في تلك الفترة، كما استشعرنا الخوف والقلق من سيطرة هذا الوباء وعدم التمكن من تطويق انتشاره. ورأينا كيف كان مؤشر الإحصاءات اليومية من الإصابات والأموات وفي العناية المركزة وبصورة رقمية مرتفعة بلغت المئات، وكيف سيطرت علينا نوازع الخوف والقلق. ولكن مع التشديد والمراقبة والمحاسبة والتشهير بالمخالفين والتوعية المستمرة، تراجع المؤشر إلى الانخفاض لم يتعدَّ رقم الإصابات المائة وما يزيد قليلًا يومياً، استبشرنا خيراً بالنتائج الإيجابية وأدركنا جيدًا أهمية الجهود المبذولة لوزارة الصحة، وتأثير التوعية والإغلاقات، ولكن مع الأسف بدأ مؤشر الإصابات يرتفع عما كان عليه، فما الذي يحدث! واقعنا المجتمعي يسير في خطى التدني في الفكر وعدم الوعي في كيفية التعامل مع الوباء. ليس معنى الانخفاض في الإصابات انتهاء للوباء. هناك سلالة لفيروسات وبائية جديدة قادمة من مناطق انتشارها مع المسافرين القادمين من مصدر دولها، سواء من المواطنين أو العاملين في المنازل وأصحاب الشركات المهنية. ربما لم يعلن عنها، وهناك أفراد لم يلتزموا بالحجر الصحي المتعارف عليه من وزارة الصحة، والإعلان عن الأسماء يوميا بالفارين من الحجر وعدم الالتزام بالكمامات نموذج، وهناك حاملون للفيروس، وهناك مَنْ لم يكتشف حالهم، وهناك أرقام وحقائق لم يعلن عنها، وكل ذلك نتيجة توسع المصادر المعينة على الانتشار السريع، فالتجمعات الاجتماعية باتت تخيم ظلالها على المجتمع، دون تقنين بالعدد، كما كانت عليه قبل الوباء، وزادت حدّتها وتوسعت دائرتها في المناسبات الاجتماعية، في الأفراح بمختلف تنوعه وتمديد أيامه خطوبة عقد قران وزواج واستقبال في البيوت بعيداً عن الرقابة، وما يدعمه من بطر وبذخ وتسابق في الإنفاق والصرف والتباهي دون اعتبار وردع.. لماذا وما الذي سيضيفه! ناهيك عن التجمعات في مواقع العزاء، وفي المجالس اليومية، والتي مع الأسف أغلب روادها لم يلتزموا فيها بالاشتراطات الصحية، الكمامات والتباعد الاجتماعي، وكما هو في الأسواق والمطاعم ووغيرها، ومايحدث الآن من تذبذب في مؤشر العدد الرقمي اليومي للإصابات من ارتفاع مفاجئ إذا قيس بالأيام السابقة من الانخفاض، هو نتيجة اللامبالاة والإهمال بتطبيق الاحترازات الصحية الوقائية، وعدم الجدية في اعتبار الوباء جرس إنذار للعقل الإنساني ليعود إلى رشده واستقامته، لابد من التشديد في المحاسبة والمتابعة، فالوباء ليس استهتاراً وسينتهي، ولكنه سلاح صامت مميت، ربما يبقى طويلًا، فجهود وزارة الصحة في القضاء عليه من خلال الاحترازات الصحية المعهودة، وتوفير اللقاحات الوقائية تشكر عليه، ويقاس عليه توفير الحجر الصحي للعاملين والمهنيين في الشركات وخدم المنازل والذي فرض عليهم نزل "مكينس" لمدة 14 يوما بمبلغ مالي يدفعه الكفيل، وتدفع للجهات المسؤولة المستفيدة واحترازات صحية، إلا أن الشكوى المستمره في تكرار الوجبات يوميا ولمدة أربعة عشر يوماً من الحجر دون تنوع هي المعضلة، لا تتوازى مع المبلغ المدفوع، من المستفيد! لابد من النظر بما يتوازى مع المدفوع، والجدية في تطبيق الاحترازات وتشديد الرقابة، والوعي البشري بخطورة الوباء للتمكن من القضاء على الوباء مع وجود اللقاح المتداول. Wamda. Qatar@ gmail. Com
2265
| 17 يناير 2021
خواطر ومشاعر معبرة مستبشرة وواعدة بمستقبل خليجي زاهر، ينفض غبار الماضي بكل ارهاصاته السياسية والاعلامية، لتؤكد لنا أن اللحمة الخليجية واحدة ثابتة بأواصر الدم والقربى والنسب، ترديد شعبي خليجي لم يتوقف منذ الاعلان عن المصالحة الخليجية التي شهدتها «قمة العلا» المؤشر الأول لطي الخلاف وفك الحصار عن دولة قطر، لتعود المياه الى مجاريها ويعود المجلس الخليجي الى قوته، وتعود العلاقات الأسرية إلى روابطها كأسرة واحدة، «الصلح خير» من قال غير ذلك فقد حمل نفسه ومجتمعه أزمات لا تنتهي، تعرقل مسيرته وطموحاته ومستقبله، لسنا أصدق من قوله تعالى «ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ». الآية التي كانت هي الطريق لفتح باب الحوار وفض النزاع، الذي اتخذه الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني - حفظه الله -، وسعى اليه الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله وطيب ثراه، بدور قيادي للمصالحة بين الاطراف المعنية، مع بداية الأزمة الخليجية، كما طابت الأنفس اليوم برائحة الصلح وعبير المودة. كنّا نتوقع ونأمل وندعو الله أن تكون بداية عام 2021 عام خير للانسانية، لتتنفس البشرية الصعداء بعد سنة عجاف عاصفة برياح قاسية من الوباء والخلافات والتهديدات والمقاطعة، لا ندرك خلالها كيف يكون مستقبل الأجيال القادمة في البناء والتعليم والصحة والاقتصاد، مستقبل مجهول صنعته ومكنته الأيادي والأفكار الهادمة المغرضة، والسياسات العوجاء، والاعلام المغرض. فالكثير من المتغيرات الاقليمية والدولية، ومجيء ادارة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتوقعات في تغيير السياسة الأمريكية تجاه العالم، وما يترتب عليها من فتح صفحة جديدة لما يتعلق بالعلاقات مع دول المنطقة ومن ضمنها ايران، حيث من المتوقع أن يعاد احياء الاتفاق النووي مع ايران بعدما انسحبت منه الادارة المنصرفة مما أشعل التوتر في المنطقة، ومن هنا يبنى على ما تحقق في «قمة العلا» نحو مستقبل أكثر هدوءا واستقرارا في المنطقة وبدون أي منغصات، ها هو الصلح الخليجي بات واقعاً، وهذا سمة العقل والمنطق، فمن لا يريده؟!. والصلح خير، مصدر للأمان والاستقرار والسلام، وإن بقي القلق يصاحب الكثير خاصة في استمرارية التيارات الاعلامية المتأججة المغرضة عبر المنصات التواصلية لتعكير سير المصالحة، ومن لا يريد أن تبقى الوحدة الخليجية تحت مظلة واحدة بقوتها ووحدتها وتماسكها لمواجهة التيارات الاقليمية والدولية. ومن لا يريد أن يحمل شعار «خليجنا واحد» في المناسبات والفعاليات الخليجية، بالرغم من الجروح التي أدمت القلوب من الأزمة الا أن الجروح تلاشت بين الشعوب مع الاعلان عن المصالحة في «قمة العلا» في المملكة العربية السعودية والاتفاق على فتح الحدود، ولقيت ترحيبا واسعا ليس على المستوى الخليجي انما العالمي أجمع، خاصة أن المملكة تمثل ثقلًا اسلامياً باحتضانها مكة المكرمة والمدينة المنورة، ومدى الشوق لهما بعد الحرمان من زيارتهما طيلة ثلاث سنوات، ناهيك عن أن المملكة تعتبر المظلة لدول مجلس التعاون، فالبعد الاجتماعي والشعبي هو سيد الموقف في المصالحة، مع الأخذ في الاعتبار احترام السيادة لكل دولة دون تدخل، ليتحقق ما كان يأمله الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله وطيب ثراه، في عودة منظومة الأسرة الخليجية الى كيانها وثوابتها كما كانت عليه. Wamda.qatar@gmail. Com
1433
| 10 يناير 2021
ما زال التضارب في الآراء ما بين مؤيد ومشكك وسلبية وإيجابية تفاعل لقاح "كوفيد - 19" قائماً، وهناك تفاؤل يشوبه الحذر في فاعليته، وآخرون شابههم الشك باعتباره فرصة للربح ومحاولة هيمنة وسيطرة الدول الكبرى على اللقاحات، فكل يدلو بدلوه، وما بين الأخذ والامتناع احتار الفكر الإنساني في معمعة ما ينشر عبر المنصات المجتمعية، التي أصبحت مسرحاً لكل من هب ودب تحركه الشهرة الإعلامية والظهور الإعلامي بصوت فارغ من عدم الوعي والمعرفة، امتزجت آراء العوام بالأطباء وذوي التخصص، والأحاديث العامة اليومية وآراء أدعياء العلم والطب!، فكل له أسبابه ومبرراته، والجاهل أصبح عالماً، فاللقاح مفروض والتريث مطلوب، وما يزال الإنسان عاجزاً عن إدراك تأثير اللقاح مستقبلاً، وعلى المدى البعيد على صحة الإنسان، فهو كغيره من اللقاحات السابقة للأمراض الموبوءة التي تعرضت لها البشرية كالسل والطاعون والجدري وغيرها، فكل ذلك مرهون بقدر الله الذي لا يعلم الغيب إلا هو. اجتهادات ودراسات طبية تخصصية ومختبرية أوجدت اللقاح باختلاف الدول المصنعة، وما بينهما التنوع في جودة المواصفات والنوعية بين الشركات الطبية المنتجة، وفرضيته لوضع حدٍّ لسريان الوباء القاتل الذي شل حركة التواصل الإنساني وهتك بالملايين من البشر على مستوى العالم، كما هو الكساد الذي ألم بالاقتصاد العالمي خلال فترة انتشاره، فالرغبة في العودة الطبيعية للحياة مطلب للدول والأفراد، والتسارع في الحصول على اللقاح هدف، نتيجة استمرارية الوباء وانتشاره في بعض الدول وارتفاع سقف المصابين والموتى، والإغلاق التام خاصة بعد ظهور وباء آخر أسرع انتشاراً وأقل ضرراً كما قيل، ومعه استدعى إغلاق المطارات وشل الحركة اليومية، فالعالم حبس أنفاسه منتظراً بريقاً من النور للخروج من النفق المظلم من أزمة كورونا وسط إغلاق وقيود مشددة، وتداعيات اجتماعية واقتصادية مؤلمة، فما اللقاحات إلا بارقة أمل لعودة الإنسان والمجتمع لطبيعة الحياة، لذلك تسارعت الدول في توفير اللقاحات وتنفيذها. …. دولة قطر من أولى الدول الحريصة والمتسارعة في توفير اللقاح، من الشركة الأمريكية فايزر - بيونتك المضاد لفيروس كورونا المستجد بمجانية التعاطي للجميع، والذي تم استقبال شحنته الأولى يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من ديسمبر والتسريع في تنفيذه على الكثير، وفق العمر الزمني والتاريخ الصحي والمرضي للإنسان، بالإضافة للعاملين في القطاع الصحي، ووفق استجابة الفرد في الأخذ أو التأجيل، وظهور الكثير من المسؤولين على الساحة الإعلامية في تعاطي اللقاح، ومنهم المتعاملون مع المرض والمختصون في الأمراض الانتقالية تأكيداً لسلامة اللقاح وجودته في التعاطي والحد من انتشار الوباء، لكن ليس معنى ذلك أن يأخذ الإهمال سيره في عدم الالتزام بالشروط الاحترازية وعدم الدقة في تنفيذها، خاصة في مواقع التجمعات الاجتماعية الخاصة كالزيارات والأعراس والأحزان التي نلمس الآن فيها عدم الالتزام بالكمامات والملامسة المباشرة وعدم ترك مسافة، وبلا وعي بأن الوباء ما زال موجوداً، والتعرض للإصابة محتملاً، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت. فالمؤشرات الطبية الإحصائية بعدد الإصابات اليومية متذبذبة ما بين الارتفاع والانخفاض نتيجة عدم الالتزام، وهناك موجة وبائية وإن قلت خطورتها فهي أكثر انتشاراً، وأصابت بعض الدول الأوروبية التي سارعت في اتخاذ إجراءات الإغلاق منعاً من الانتشار، وربما بوادرها ورذاذها تحمله أجساد القادمين من بريطانيا وجنوب أفريقيا فيجب توخي الحذر، فتأكيد المسؤولين المختصين في الأمراض الانتقالية بفاعلية اللقاح وضرورة أخذه للمصلحة الفردية والمجتمعية للحد من الانتشار، والتأكيد على ندرة أو عدم تأثيره مستقبلاً على الصحة لم يأتِ إلا من خلال التأكيد على ما قامت عليه إدارة الصيدلة والرقابة الدوائية في الوزارة بدراسة ومراجعة مكثفة للقاح ونتائج الدراسات السريرية التي تمت على فئة من المتطوعين كما أكد عليه المصدر بالوزارة.. نسأل الله للجميع العافية والتعاون. Wamda.qatar@gmail.com
1561
| 27 ديسمبر 2020
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
4194
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1752
| 04 ديسمبر 2025
-«المتنبي» حاضراً في افتتاح «كأس العرب» - «أبو...
1752
| 07 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1608
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1422
| 06 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1158
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1149
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
900
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
657
| 05 ديسمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
615
| 04 ديسمبر 2025
شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025...
549
| 07 ديسمبر 2025
ليس بكاتب، إنما مقاوم فلسطيني حر، احترف تصويب...
495
| 03 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل