رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تقول القصة: سافر الفلاح من قريته إلى المركز ليبيع الزبد التي تصنعه زوجته، وكانت كل قطعة على شكل كرة كبيرة تزن كل منها كيلو جراما، باع الفلاح الزبد للبقال واشترى منه ما يحتاجه من سكر وزيت وشاي ثم عاد إلى قريته، أما البقال... فبدأ يرص الزبد في الثلاجة... فخطر بباله أن يزن قطعة... وإذ به يكتشف أنها تزن 900 جرام فقط... ووزن الثانية فوجدها مثلها... وكذلك كل الزبد الذي أحضره الفلاح، في الأسبوع التالي... حضر الفلاح كالمعتاد ليبيع الزبد... فاستقبله البقال بصوت عالٍ: "أنا لن أتعامل معك مرة أخرى... فأنت رجل غشاش... فكل قطع الزبد التي بعتها لي تزن 900 جرام فقط... وأنت حاسبتني على كيلو جرام كاملا!"، هزّ الفلاح رأسه بأسى وقال: "لا تسيء الظن بي... فنحن أناس فقراء... ولا نمتلك وحدة وزن تزن الكيلو جرام... فأنا عندما أشتري منك كيلو السكر أضعه على كفة... وأزن الزبد في الكفة الأخرى...."، فبهت البقال بما قاله له الفلاح، وأيقن أن أمره انكشف بأنه كان يسرق من الفلاح ومن غيره 10 جرامات من السكر الذي يبيعه. من هم المطففون ونحن صغار في المدارس سمعنا قوله تعالى (ويل للمطففين) وشرحوها لنا إنها البائع الذي يغش في الميزان ويعطي الناس أقل من حقوقهم !!! ولكن هل هذا فقط معنى المطففين ؟؟!!! وماذا تعني كلمة "مطفف"؟؟، التطفيف اصطلاحاً مشتقة من الشيء الطفيف الذي لا يهتم به الناس لقلته.... يعني مثلا ينقص البائع خمسين جراما فقط من عدة كيلو جرامات... هو شيء بسيط وقليل... ولكن الله توعده بـسورة خاصة في القرآن بحشره في (الويل) قال المفسرون إن ويل هو اسم للوادي الذي يسيل من صديد أهل جهنم ويوجد في أسفلها، وهم (الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) يعني الذين يأخذون حقَّهم من الناس كاملاً... وإذا حدث العكس... ينقِصون أو يُخسِئون حق غيرهم. هل نحن مطففون في حياتنا اليومية؟ الآية أعلاه لا تنطبق على البائعين فقط بل إن معناها أشمل وأعم بكثير، فالمطفف: زوج يريد من زوجته أن تعطيه حقوقه كاملة ويجبرها أن تفعل المستحيل لإرضاء غروره وهو في المقابل يظلمها ويجرحها ويُنقِصها حقَّوقها ويظهر هذا النقص عند حدوث بعض المشاكل البسيطة بين الزوجين، فيتم تضخيمها على حساب حسنات الزوج وحسن معاشرته لزوجته، فتنسى الزوجة إيجابيات زوجها، وتُنكرها، ولا تكاد ترى منه إلا الشر، وهذا ما يؤثر على الزوج سلباً، فيزيد من المشاكل، المطفف: مدرس في نهاية كل شهر، يأخذ مرتَّبه كاملاً... وفي الوقت ذاته، يهمل الطلاب ولا يراعي ضميره في الشرح ولا يهتم إلا بأصحاب الدروس الخصوصية، وقد يتسامح المعلم مع الطالب المجتهد ويعاقب غيره عند صدور نفس الأخطاء، المطفف: طبيب يأخذ حقه المادي والحوافز ويترك الفقراء في المستشفى وقت الدوام ويذهب لعيادته الخاصة ليرعى ويهتم بمن يدفعون له، المطفف: شخص يريد من كل أقاربه أن يهتمّوا به ويسألون عنه... وهو في المقابل قاطع لرحمه، المطفف: هو مسؤول التموين الثري الذي يصرف الغث من البضائع للجمهور ويحتفظ بالجيد لمن له مصالح ومنافع معهم، المطفف: هو ذلك الموظف الذي يعطل مصالح الناس ومقدراتهم ولا يأبه لهم وفي المقابل يوصل الحقوق لأصحاب الوسائط في بيوتهم لمنافع تسدى له، المطفف: هو كل صاحب عمل يعطى الفرص والحوافز لأشخاص بعينهم ويحرم منها عموم العاملين لأغراض في نفسه، المطفف: هو الكفيل الذي يأخذ من مكفوله أكثر من حقه ويبخسه راتبه أو يمنعه إياه، المطفف: هو أستاذ الجامعة والقاضي ومدير المؤسسة الذي يعين ابنه في مجال عمله ويحرم منها من هو أكفأ منه، والأمر يحتاج إلى كل ذي عقل أن يفكر أن معنى هذه الآية جامع ويشمل أدق جوانب حياتنا اليومية، ويجب أن نضع ميزان ضميرنا ونراعي الله في عملنا في تفاصيل حياتنا في علاقاتنا الاجتماعية وحتى علاقاتنا المادية ونضع كل هذه المعاني نصب أعيننا وهل تشملنا هذه الآية في بعض تصرفاتنا التي لا نلقي لها بالا ولا نضعها في ميزان أعمالنا حين نلقى وجهه الكريم وهو يحاسبنا في كل صغيرة وكبيرة؟. كسرة أخيرة يجب علينا أن نأخذ حذرنا في كل أعمالنا ونزنها بميزان المطففين الذين توعدهم الله سبحانه وتعالى بالويل في يوم القيامة، وكل إنسان يطلب حقه كاملاً ولا يراعي الله في عمله يدخل ضمن المطففين، وهذا إنذار وتنبيه بأن نمعن التفكير في حياتنا اليومية وتعاملاتنا في مختلف المجالات، وبذلك نكون قد علمنا من هم المطففون، نسأل الله أن يسلمنا من كل أعمال لا ترضي الله ورسوله، ويجعلنا مطيعين لله ولرسوله في كل تعاملاتنا اليومية. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية falghazal33@gmail.com
7930
| 16 مارس 2022
روي أن فتاة كانت تجلس في حافلة ركاب، فتوقفت الحافلة وركبت امرأة حشرت نفسها وحقائبها الكثيرة بجانب الفتاة وضايقتها لكنّ الفتاة بقيت متبسمة راضية ولم يبدُ عليها الانزعاج وكأن شيئًا لم يكن، لكنّ رجلًا كان يراقب المنظر وانزعج مما رأى، وسأل الفتاة لماذا لم تتكلمي وتقولي شيئاً لهذه المرأة الفوضوية..؟!! فأجابت الفتاة بابتسامة هنيّة: ليس من الضروري أن تكون قاسياً وتجادل في كل شيء تافه، "فالرحلة قصيرة" وأنا سأنزل في المحطة القادمة.. "الرحلة قصيرة" هذه الجملة القصيرة تستحق أن تكتب بماء الذهب ونعمل بها في تصرفاتنا اليومية.. فالحياة كلها عبارة عن رحلة قصيرة لا تستحق أن نحمل فيها أي شيء ثقيل.. ولا نعطيها كل وقتنا وهمنا، وليس من الضروري أن تكون قاسياً وتجادل في كل شيء لأن "الرحلة قصيرة..!!" كن هادئاً... إذا انتبه كل منا أن رحلتنا في الدنيا "قصيرة" لن نجعلها مظلمة، مليئة بالجدال والخصومة، والكيد وعدم العفو عن الآخرين لكي لا يضيع جهدنا ووقتنا وشبابنا وجمال حياتنا.. فالرحلة قصيرة، تعالوا نقضيها مع بعضنا البعض في سلام وأمان وحب واحترام ونملأ هذه الرحلة القصيرة بكل الحنان والدفء والعمل الصالح، فالله سبحانه وتعالى أبلغنا بأن الإنسان حين تنتهي حياته في الدنيا ويرى الآخرة ويتيقن أن الله صدق وعده يظن أنه لم يلبث في الدنيا غير ساعة واحدة من زمنه (... كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوٓاْ إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَٰغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْفَٰسِقُونَ) الآية (35) الأحقاف، فنستغل هذه الساعة في الخير ولا نكدر أنفسنا بأي عمل يعكر علينا حياتنا "فالرحلة قصيرة" ولا تستحق منا كل هذا العناء والهم والغم، هل كسر أحدهم قلبك..؟ كن هادئاً "فالرحلة قصيرة" هل ضايقك أو استهزأ بك أحدهم..؟ كن هادئاً "فالرحلة قصيرة" هل نسي أحدهم معروفك ووقفتك معه وسؤالك عنه؟.. كن هادئا "فالرحلة قصيرة"، هل انتقص أحدٌ قدرك ولم يقدرك حق التقدير..؟!! كن هادئاً "فالرحلة قصيرة"، مهما كان وقع عليك من ظلم تذكّر دوماً أن "الرحلة قصيرة"، لنكن هادئين طيبين كاظمين الغيظ، صبورين ومع الآخرين متسامحين.. فلنحتسب الأجر عند الله فهذا أعظم وأحسن. (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الآية (4) الشورى (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُور) الآية (43) الشورى. بعد فوات الأوان كم من الأحداث التي تحصل لنا يومياً، وبعضها لا يستحق أن نثور ونفتعل الخصام ومسارها إلى أحداث مأساوية يندم فاعلوها ولكن بعد (فوات الأوان) وكثير من الأحداث التي لا تستحق هول ما أعقبها لأنها أصلا تافهة، فلنحسن التعامل مع الآخر سواء كان هذا الآخر من بعضنا أم بعيدا عنا وضمن حدود فاصلة، أي ألا يكون هذا البعيد عدوا معروفا ويريد الإيقاع بنا، الرحلة قصيرة ولا تستحق الخصام بل ليكن الوئام رسالتنا لأن الرحلة فعلا قصيرة، إذا كانت لك ذاكرة قوية.. وذكريات مريرة.. فأنت أشقى أهل الأرض لا تكن كقمة الجبل.. ترى الناس صغارا ويراها الناس صغيرة. أمنية الوداع فنتأمل أمنية المحتضر، أمنية فات أوانها وانقضى زمانها، لقد أُعطي ابن آدم فرصا كثيرة أثناء حياته ولكنه - وللأسف الشديد – أضاعها، وفي آخر عهده بالدنيا يصف القرآن الكريم وصفا صادقا ودقيقا، مشاعر ذلك العبد المفرط المتحسر: "وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ"، المنافقون آية 10، من هذه الآية الكريمة يتضح أن الصدقات توصل إلى درجات الصلاح العالية، وأن من صفات الصالحين الإنفاق في سبيل الله عز وجل، فما هي فائدة الأرصدة الكبيرة، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة إذا كانت ثمرتها هذه الحسرة عند مغادرة الدنيا، والندم المؤلم ساعة ترك الدنيا والإقبال على الآخرة؟، ثم ألم يكن من الأفضل أن نقدم اليسير منها لرب العالمين، وضيعنا من وقت رحلتنا القصيرة الكثير في جمعها والكد لجمعها، إنها الصدقات هي التي توصلنا إلى صلاح رحلتنا القصيرة وصلاح الآباء ذخر وحماية للأبناء والأحفاد من بعدهم، هذا المعنى تؤكده آية سورة الكهف (وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ) الكهف 82، إنها رحمة الله تدرك الأبناء بصلاح الآباء تحفظهم وتحميهم وتوفقهم أحياء وأمواتا، إنني هنا أسأل الأم الفاضلة، والوالد المحترم: أليس في هذا ضمان لمستقبل أبنائنا؟! أليس أبناء الصالحين (المتصدقين) في حفظ الله ورعايته؟، ألا يختصر هذا العمل البسيط ثمار ما نجنيه من رحلتنا القصيرة التي قضيناها في الدنيا؟. كسرة أخيرة لماذا يختار الميت الصدقة لو رجع للدنيا؟ كما قال تعالى: (رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ)، ولم يقل: لأعتمر.. أو لأصلي..أو لأصوم؟ قال أهل العلم: ما ذكرالميت الصدقة إلا لعظيم ما رأى من أثرها بعد موته.. فأكثروا من الصدقة، فإن المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته.. وتصدقوا عن موتاكم فإن موتاكم يتمنون الرجوع للدنيا ليتصدقوا ويعملوا صالحاً، فحققوا لهم أمنيتهم، وعودوا أبناءكم على ذلك.. تصدقوا.. إن الله يجزي المتصدقين.. لو علم المتصدق حقّ العلم وتصور أن صدقته تقع في (يد الله) قبل يد الفقير، لكانت لذّة المعطي.. أكبر من لذة الآخذ.. ابن القيم، وللصدقة فوائد كثيرة أدناه تمنع الحـرق، والغـرق، والسـرق، وتمنع ميتة السوء، وأعلاها تفتح لك بابا من أبواب الجنة. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية falghazal33@gmail.com
6773
| 09 مارس 2022
بسيطة كعشاء الفقراء، مخلصة في عملها وعطائها، عظيمة الهمة نظيفة القلب واليد واللسان، المربية الفاضلة شيخة علي الملا، من أين أبدأ فيك رحلة كلامي، وأنت الكلام كلّ الكلام، أيّتها الأصيلة، المعلمة، التي قضت حياتها من التواضع إلى التواضع... من أين أبدأ وأنتِ مفردة بصيغة جمع، اندغمت فيك المتناقضات... جمعتِ الرقة والصلابة، العذوبة والجزالة، الشفافية والقوة، العناد والدماثة، فتلونت شخصيتك وتنوعت حياتك، تتنقل فيها من محطة إلى محطة بين مدارج ذات قوام واحد: الصبر والثبات، الصمود والتحدي، العزم والعزيمة، الإرادة والحق.. فكم هي قاسية لحظات الوداع والفراق، التي تسجل وتختزن في القلب والذاكرة. وكم نشعر بالحزن وفداحة الخسارة والفجيعة، ونختنق بالدموع. شيخة المربية الفاضلة نودعك أستاذتنا الفاضلة فتنحني قامتنا وكبرياؤنا احتراما وتقديرا لمقامك الرفيع. كنتِ واحدة من جيل المربين والأساتذة الأفاضل المؤمنين بالرسالة التربوية العظيمة، الناكرين للذات، من ذلك الزمن الجميل البعيد، أستاذة الأساتذة، فقد فارقتِ الدنيا، بعد مسيرة عطاء عريضة، ومشوار حياة في السلك التعليمي والعمل التربوي والاجتماعي، تاركة سيرة عطرة، وذكرى طيبة، وروحاً نقية، وعبق أريج نرجسية، وميراثاً من القيم والمُثل النبيلة، إن العطاء في الحياة سر من أسرار الخلود، سر عرفتِ كيف تجعلينه نهجا ونمطا لحياتك، فمهما حاول الموت، لن يمحو ذكر من أعطى كل هذا العطاء، رحلتِ وتذكرك جدران المدارس التي عطرتيها بعلمك وصبرك وأمانتك في أداء رسالتك، وتذكرك مدرسة الفلاح التي أصبح اسمك مقروناً بها وبطلابها، عرفناكِ معلمة هادئة متسامحة، راضية، قنوعة، ملتزمة بإنسانيتك كالتزامك بدينك وواجباتك الدينية. حملتِ الأمانة بإخلاص، وأعطيت للحياة والناس جهدك وخبرتك وتجربتك وحبك للجميع، افتقد الناس وجها كم قابلهم ببشاشة وتبسما، وسكت صوتاً مميزاً كم أسمع الآذان عذبا بحلو الكلام والمعاني، فهي المربية التي أعطت وبذلت الجهد للأجيال وأفنت عمرها للتعليم ذخراً، فهي أم فاضلة كم فاضت للأجيال عطفا ومثل أعلى للتعليم يجب أن يدرس ويقتدى، ففي التربية والأخلاق كانت للناس منهلا وفي المعاملة متواضعة لا تحتاج إلى شكر. شيخة الإنسانة أم المساكين وهل هناك ثروة يبقيها الإنسان بعد موته أكثر من محبة الناس، تميزت الراحلة بعطائها الجزيل وعطفها على الفقراء والمساكين ومد يد العون لهم من المأكولات والملابس وغيرهما، وكان بيتها العامر بمنطقة المعمورة ملجأ ومعروفاً لكل هذه الفئة المحتاجة ويصطف ذوو الحاجة لاستلام حصتهم من المساعدة خاصة في شهر رمضان المبارك، ولن يفتقدها أهلها وزميلاتها وأصدقاؤها فقط إنما سيفقدها هؤلاء الفقراء الذين كانوا يتشوقون لرؤيتها وهي تقوم بتوزيع الحاجات لهم بنفسها عند بيتها، وامتدت أياديها البيضاء إلى خارج البلاد وساهمت في الكثير من الأعمال الخيرية في بلاد أخرى، بالإضافة إلى أنها كانت تصل رحمها باستمرار وتهتم بهذه الخصلة الحميدة وتحاول نشرها بين أهلها وصديقاتها وتوصيهم دائما بصلة الأرحام. كسرة أخيرة أسأل الله أن يتغمدك برحمته التي وسعت كل شيء ويغسل خطاياك بالماء والثلج والبرد، ويجعل آلامك ومعاناتك مع المرض كفارة لك من كل ذنب، وهذا حال الدنيا كل حي مصيره أن يرحل وهي حكمة الله في خلقه لا مرد لها ولا تبديلا، فأنتِ المعروفة بشيمك الكريمة دوما سباقة للخير وللمواقف النبيلة. جعلها الله في ميزان حسناتك، وأقول لمن اتخذ دنياه دوما لعبا ولهوا لا تركن لها فهي فانية وكفى بالموت واعظا، نذكركِ وأنتِ ترسمين للحياة لونا وطعما بما تجلبينه لنا معك من معاني الوفاء تواسين بها الناس في مواقفهم الصعبة وتفيضين عليهم حنانا وحبا وتكفكفين أدمعا، نذكركِ في جلسات الفراغ وتجمعنا، وحديثك العذب، نذكركِ وأنت مع الطالبات وبينك بين جد ولعبا، نذكركِ وأنت تحكمين في أمور بالعقل والرشد، نذكركِ والذكرى تؤجج الروح والقلب. الحـقُّ نـادَى فاسْـتجَبْتَ ولـم تَـزل... بــالحقِّ تحــفِلُ عنـدَ كـلِّ نِـداء خــلَّفْت فــي الدنيـا بيانًـا خـالدًا... وتــركْت أَجيــالاً مــن الأبنــاءِ وغـدًا سـيذكرك الزمـانُ, ولـم يَزلْ... للدِّهــرِ إِنصــافٌ وحسـنُ جـزاء الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية falghazal33@gmail.com
10132
| 02 مارس 2022
تأخُّر إنجاز المشروعات مشكلة قديمة متجددة، تؤرق كثيراً من فئات المجتمع، ويبدو أن تأخر المشروعات أصبح أمراً واقعاً لا مفر منه، وأصبح الكثير من سكان المناطق التي بها مشاريع متأخرة في التنفيذ يتعايشون مع هذا الوضع، بسبب شعورهم ويأسهم من حل المشكلة.. وإذا كان تأخر إنجاز المشروعات عن موعدها حسب الجدول الزمني لا يزال مستمراً.. فالتساؤل المطروح حالياً من هو المسؤول عن هذا التأخر؟ وكيف يمكن معالجة هذه المعاناة التي تمس قطاعا واسعا من أهل قطر من كافة الفئات؟ معاناة المواطنين يعاني الكثير من المواطنين من تأخر تنفيذ بعض المشاريع والتي قد تعرقل دخولهم وخروجهم إلى بيوتهم أو إلى الأماكن الحيوية التي يترددون عليها باستمرار خاصة كبار السن والنساء، وقد يتسبب ذلك في عدم التزام الكثير من المتأثرين بأوقات محددة مثل أماكن العمل أو المدارس وغيرها، ويبدي الكثير اندهاشه للسنوات التي تظل فيها الحفريات موجودة في مكانها دون أي تغيير رغم أنه يرى من وجهة نظره أن المشروع لا يستحق كل هذه المدة الطويلة. أسباب تأخر تنفيذ المشاريع الأسباب كثيرة ومتعددة وتختلف من مشروع لآخر، منها ما هو متعلق بالشركة المنفذة أو المكتب الاستشاري، وقد يكون السبب هو إسناد هذه المشاريع المتأخرة إلى مقاولين غير جادين على الإطلاق، إضافة إلى معاناة الكثير من الشركات من نقص العمالة المدربة، بالإضافة إلى ضعف بعض الشركات في تقدير المدة الزمنية الصحيحة لعدم وضعها في الاعتبار لبعض الأمور مثل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف الذي يتسبب في خفض مدة العمل، وبالتأكيد أن الأمر في غاية الأهمية لأن تأخر المشروعات يؤثر بشكل سلبي على النهضة العمرانية للبلاد، وقد يؤثر بشكل ما على تنفيذ رؤية قطر 2030، أو يتم تعطيل بعض الإنجازات والمكتسبات بسبب عدم إنجاز الخطط العمرانية في الوقت المحدد، كما أن التأخير يستنزف موارد الدولة. ضرورة معالجة أسباب التأخير ومن الواضح أن من الأسباب الرئيسية في تأخر هذه المشاريع وخاصة ما يخص البنية التحتية هو عدم التنسيق ما بين الجهات المنفذة للمشاريع في الدولة بصورة صحيحة، فيحدث أن تنفذ "أشغال" مثلا وتبدأ بالتنفيذ لشارع ما، وبعد أو أثناء التنفيذ تقوم "كهرماء" أو إحدى شركات الاتصالات بتنفيذ مشروعها على نفس الشارع.. لذا فإن التنسيق الجيد بين تلك الجهات الخدمية يزيل كثيرا من العقبات التي تؤخر أعمال الحفر وإعادة الحفر من جديد، وأحيانا يظهر عدم التنسيق بين القطاعات داخل هيئة الأشغال العامة مثلا يقوم قطاع الطرق بتنفيذ تعبيد طريق ثم يقوم قطاع الصرف الصحي بإعادة حفر الشارع بعد مدة قصيرة لمد مجاري الصرف الصحي، وبعد الانتهاء منه يتم إعادة الطريق بصورة مختلفة عن شكله الأول مما يشوه منظر الطريق، لذلك تكمن المعالجات في التنسيق بين الهيئة والجهات الخدمية وبين القطاعات في الهيئة نفسها، كما يجب مخالفة الشركات والمكاتب الاستشارية مخالفات رادعة لكي لا يتكرر منها التأخير مرة أخرى، والتساهل في فرض هذه الغرامات يستسهل على هذه الشركات تكرار التأخير، وكذلك الاختيار الأمثل للشركات والمكاتب الاستشارية ذات الكفاءة العالية دون أي محاباة لأن عدم الكفاءة أحيانا يتسبب في التأخير. كسرة أخيرة حفاظاً على مكتسباتنا النهضوية التي تشهدها بلادنا يجب أن نكون كلنا يدا واحدة وعلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا وعلى قدر الثقة التي أولتنا إياها القيادة الحكيمة لدولتنا ونحكِّم ضمائرنا في القيام بواجباتنا على أكمل وجه كل في موقعه، وأن يكون لدى الجهات المالكة لهذه المشاريع وحدات رقابية مشتركة مع الجهات المعنية تقوم بدراسة أسباب التأخير لكل مشروع وتضع الحلول والمعالجات السريعة لتفادي هذه العوائق والمسببات في المشاريع المستقبلية ولكن من الواضح لنا من كثرة تأخر هذه المشاريع أنه لا توجد جهات تقوم بوضع الدراسات اللازمة لبحث هذه الحالات لتكرار أسباب التأخير من مشروع لآخر، ومن أهم هذه المعالجات إعادة النظر في تأهل وتصنيف شركات المقاولات، وعمل اختبارات هندسية وفنية لكل المهندسين والفنيين والإداريين في شركات المقاولات للحصول على التصنيف، وبالتالي على التأهيل لمشاريع الدولة والحد من تغييرات المالك، والمراقبة الصارمة لشركاء المشروع ومراحل تنفيذ المشروع بصورة مباشرة، لخلق بيئة عمل مراقبة ومحكمة، وعدم التهاون والمحاباة في المال العام للدولة. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية falghazal33@gmail.com
6294
| 23 فبراير 2022
أصبح من الواجب علينا سحب أبنائنا وبناتنا من دوامة صفحات التواصل الاجتماعي والترنداد ومن زخم السموم التي تبثها الشركات العملاقة التي تنفق المليارات من أجل ربط ابنائنا وبناتنا بالعالم الافتراضي، انهم يتحكمون في مشاعرهم وطريقة تفكيرهم، انهم ينسوهم البيئة المحيطة بهم، إنهم يخطفون منا أولادنا، ان أعمارهم تمر وهم حبيسو الشاشات، واحدث الألعاب والوقت يمر، وما أدراك ما الألعاب الالكترونية التي أدمنها معظم شبابنا اليوم، والشركات التي تديرها تكسب المليارات من وراء الإعلانات وبيع بيانات وأرقام ابنائنا وبناتنا لشركات الدعاية والاعلان ليصلوا الى هدفهم من وراء ذلك وهو تغيير ثقافة أولادنا التي تهوي الى القاع، إياكم أن تفرحوا وتستريحوا لسكون أولادكم وخلوتهم مع هواتفهم وأجهزتهم وشاشاتهم في الغالب يتم استبدالكم كمربين ومؤثرين في حياتهم بغيركم، فوالله ان الضوضاء والازعاج والجري خلفهم لأحب الينا من صمتهم داخل غرفهم، فلنستفيق قبل فوات الأوان. المخاطر الذهنية والثقافية من استخدام الأجهزة الذكية المدخلات التي يتعرض لها ابناؤنا بالساعات يومياً هدامة وكارثية على المدى البعيد، تركيز ابنك الدراسي وتحصيله العلمي سوف ينخفض الى ادنى درجة ويتدنى تدريجياً حتى يصل الى مرحلة البلاهة والغباء، أولادنا لم يكونوا أولادنا مع الوقت، ذاكرة الأطفال سوف تكون افتراضية ليست لها أي صلة بالبيت والعائلة، وَهَمْ المثالية الزائفة ينقص عليهم واقعهم الذي من المفترض ان يعيشوه، والمثل يقول (وما تكرر تقرر) لابد من وقفة كل اب كل أم كل مرب، يجب التنبيه ان هذه الشركات التي دخلت بيوتنا وغرف ابنائنا تختطفهم من بين ايادينا، انهم يسرقونهم بأحدث التقنيات وآخر الصيحات، سينتج جيلاً جديدا مشوهاً، ابنك لن يكون ابنك وابنتك لن تكون ابنتك لا تتركوهم ليكونوا في بيئتهم. المخاطر الصحية من استخدام الأجهزة الذكية. هناك العديد من البحوث والدراسات التي تحذر من المخاطر الصحية المباشرة وغير المباشرة من كثرة استخدام هذه الأجهزة خاصة لدى الأطفال وصغار السن فئة الشباب، ولكن من أكثرها تداولاً، هو خطر تطوير الميول والسلوكيات السلبية، ويجب على الآباء الانتباه إلى أن بعض التطبيقات لا تناسب أعمار بعض أبنائهم، نظرًا لأن تكنولوجيا الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية يمكن أن تعرضهم خاصة الأطفال منهم لمحتوى غير لائق، ومشاكل في صورة الجسد والإصابة بصدمة، ما قد يخيف الطفل ويُربكه، لا سيما وأن إرسال الرسائل النصية وإرسال الصور غير اللائقة اصبح أمرًا شائعًا بين المراهقين، كما أن دماغ الأطفال تمتص أكثر من 60% من الإشعاع مقارنة بالبالغين، إذ تسمح لهم القشرة الرقيقة والأنسجة والعظام في الدماغ بامتصاص الإشعاع مرتين مقارنة بالكبار، كما أن نظامهم العصبي المتطور يجعلهم أكثر عرضة لهذه المادة المسرطنة، واستخدام الإنترنت غير المناسب يؤدي إلى تعرض الطفل لمواد غير لائقة بالإضافة الى حدوث اضطرابات في النوم والأرق والتعب، واستخدام هذه الأجهزة بكثرة دون اراحة يميل المستخدم الى أن يكون عنيفاً ومنزعجاً لأي موقف عادي وبسيط، إضافة الى الآثار الأخرى مثل تسبب مشاكل في الرقبة وآلام العمود الفقري بسبب الانحناء الدائم لمشاهدة الشاشة، ولعضلات اليدين والذراعين نصيب من هذه التأثيرات السلبية، حيث يمكن للمستخدم أن يصاب بمتلازمة النفق الرسغي، التي تحدث بسبب الضغط الزائد على العصب الوسيط عند قاعدة الرسغ، ويمكن للإفراط في استخدام هذه الأجهزة تقليل نشاط والحركة والتسبب في السمنة. الحل الأمثل لإعادة أولادنا إلى الواقع حاولوا أن تؤجلوا دخول ابنائكم الى صفحات التواصل الاجتماعي قدر استطاعتكم، لا تشتروا لهم أجهزة موبايل وتابلت ذكية الا اذا احتاجوها لدراستهم، جالسوهم صاحبوهم، اخرجوا معهم في الحدائق والمنتزهات وأماكن التسوق التي يحبونها، العبوا معهم في البيوت والحدائق، وشاركوهم العابهم الالكترونية لو اضطر الأمر لتراقبوا نوعية هذه الألعاب قبل ان تغزو أفكارهم، احكوا لهم قصصاً فيها قيم ومفاهيم لتغرسوها في نفوسهم، مارسوا معهم أنشطة رياضية، أنصتوا لهم لتتعرفوا على طريقة تفكيرهم، لن يفوز في هذه المعركة وينتصر بعون الله الا من يقضي وقتا كافيا مع أولاده ويهيئ لهم واقعاً بديلاً.. كسرة أخيرة وفق استطلاع أجرته إحدى شركات التأمين الصحي الألمانية، فإن نصف ما يقرب من 1000 من الآباء والأمهات الذين شملهم الاستطلاع يخشون من إدمان أبنائهم على الهاتف الذكي، كما أن مشاكل قلة التركيز (44 في المائة) وقلة التمارين الرياضية (38 في المائة) يُنظر إليها على أنها عواقب سلبية محتملة على البنات والأبناء الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 18 عاما، بحسب مجلة فوكوس الألمانية، وانا متأكدة اذا تم عمل دراسة في دولنا الخليجية خاصة ستكون النسبة أعلى بكثير من هذه النسب المخيفة، لذا لابد ان ندق ناقوس الخطر وننتبه لأبنائنا قبل أن نفقدهم وتتلاطم بهم أمواج التكنولوجيا الضارة وفي النهاية المحصلة ضياع جيل كامل غير منتج وعالة على المجتمع وعلى الدولة، لذا اقترح ان يقوم المجتمع ومؤسساته بدوره تجاه الحد من استفحال هذه الظاهرة الضارة وأن تقوم باطلاق مبادرات من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني والمراكز الشبابية المتخصصة لتوعية أولياء الأمور والشباب من أضرار هذه الآفة على الأسر والمجتمع والدولة. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية falghazal33@gmail.com
9501
| 16 فبراير 2022
احتفلت أمس دولة قطر بيومها الرياضي الحادي عشر في الهواء الطلق لتبعث رسالة قوية للعالم بأن الرياضة هي مذهب حياة ومنهج حياة ونبض حياة وما تحتضنه قطر من فعاليات رياضية يجعلها محط انظار العالم وتستحق ان يطلق عليها عاصمة الرياضة بلا منازع، خاصة ان احتفالية هذا العام تصادف تنظيم قطر لكأس العام قطر 2022م، واهتمام دولتنا قيادة وشعبا بهذه الثقافة الرياضية العالية المستوى مما جعل العالم يبحث عن تاريخ قطر الرياضي وموقعها والجغرافي الذي احتلته في عالم الرياضة بل أصبحت قبلة لكثير من الرياضيين العالميين والمهتمين بشؤون الرياضة في العالم وأحبها الكثير من القيادات العالمية الرياضية لتكون متنفساً لهم ليعيشوا في أجواء رياضية صحية على أعلى المستويات. اليوم الرياضي بنكهة مونديالية تصادف فعاليات اليوم الرياضي للدولة لهذا العام استثنائية مع استضافة كأس العالم FIFA قطر 2022، باعتبارها واجهة للرياضة العالمية، مع التقيد بالتوجيهات والاحترازات، والإجراءات الصحيّة الصادرة من قِبل وزارة الصحة العامّة في ظل الظروف الصحية التي يمر بها العالم، لذلك كانت الفعاليات جميعها في الهواء الطلق، والحمد لله الدولة تذخر بالحدائق العامة والمنتزهات المفتوحة وتم تحديد ستة أماكن لاقامة هذه الفعاليات ليمارسها الأفراد والأسر بكل أمان وسلامة، كما أصبحت الدولة تمتلك قاعدة كبيرة ومتنوعة من المرافق الرياضية في مختلف المناطق والمدن ما يتيح فرصة للجمهور من مختلف الأعمار لممارسة الرياضة بشكل صحيح وفي بيئة صحية صالحة لهذا العطاء الرياضي. اليوم الرياضي يحقق التوازن الصحي في الحياة أثبتت الدراسات الطبية أهمية الرياضة وقدرتها في المساعدة على الوقاية من الأمراض المزمنة، وتعزيز الثقة في النفس، والتقارب مع الاخرين، لان الرياضة مشاركة، ولها أثرها في كل الجوانب الحياتية والاقتصادية، حيث تقلل من فاتورة الذهاب الى المستشفيات، وإسعاد ممارسيها، وهذا ما أكده العلم، وهذا يؤكد ان مبادرة دولتنا الحبيبة لنشر ثقافة الرياضة كاسلوب حياة نابعة من رؤية القيادة الحكيمة لتحقيق مجتمع سليم معافى يساهم في تعزيز التنمية المستدامة وتطوير الدولة في جميع مناحي الحياة. اليوم الرياضي يعزز أهداف رؤية قطر 2030 اليوم الرياضي يعبر عن حرص قطر على تحقيق رؤيتها الوطنية عام 2030، وأن تكون عاصمة للرياضة في العالم. والكل كان سعيدا وهو يشارك في اليوم الرياضي الذي جعل من الرياضة أسلوب حياة وثقافة لدى جموع القطريين والمقيمين دون تفرقة مما يصب في اتجاه بناء مجتمع منتج وقادر على الإبداع، ومشاركة الدولة شعبا وحكومة وقيادة يتقدمهم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على المشاركة في اليوم الرياضي يدفع جموع الشعب إلى الالتحام مع القيادة الحكيمة في هذه المناسبة المتفردة التي سبقنا بها جميع دول العالم وأصبحت بعد هذه السنين تساهم في تعزيز احد أهم ركائز رؤية قطر 2030 وهي التنمية البشرية والتنمية الاجتماعية والتي من شأنها رفع دولة قطر إلى مصاف الدول المتقدمة وتعزيز دورها الكبير في المجتمع الدولي. كسرة أخيرة احتفال الدولة بجميع فئاتها المجتمعية بهذا اليوم الرياضي أتاح الفرصة لكل من يعيش على ارض قطر أن يجعل ممارسة الرياضة هي جزء من حياته والدولة سهلت ممارسة الرياضة للجميع ليمارس الكل الرياضة التي تناسب لأعمارهم لا سيما أنها أقامت ملاعب في كل مكان وحدائق وشوارع تضم مسارات للمشي والعديد من المرافق المجانية التي تم إنشاؤها على أحدث النظم العالمية بما يتناسب مع أوضاع كل شخص وعمره، واعتبر أن فكرة اليوم الرياضي مميّزة وتساهم في تشجيع وحث أفراد المجتمع على ممارسة الرياضة خاصة أن الكثيرين منا اصبح اليوم الرياضي هو بداية الانطلاق لتغيير سلوكياتهم واتباع أسلوب صحي سليم أساسه ممارسة الرياضة يوميًا، وأن ما يميّز هذا اليوم الوطني هو مشاركة جميع أفراد المجتمع في إحيائه، مما يحفزنا على ممارسة الرياضة بانتظام. فاطمة يوسف الغزال الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية الإيميل:falghazal33@gmail.com
9074
| 09 فبراير 2022
الدنيا هي اسم، وهي مؤنث (أدنى)، وجمعها دنييات أو دُنى، ويقال الطبقة الدنيا وهي التي يكون لديها أقل دخل أو ضمان مالي، وتزاول أدنى المهن وعلى درجة أدنى من التَّعليم مما يؤثّر في آمالها المستقبلية وتصبح في حالة من الضياع والدوننة، هذا هو المعنى الحقيقي والأصلي لهذه الكلمة التي نعيش في رحابها وهي الحياة الحاضرة، وفقهياً هي الحياة التي قبل البرزخ، والدنيا الحاضرة عكسها الآخرة (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء) حديث، الدنيا فيها الخير والشر وفيها المرض والعافية وفيها النجاح والرسوب علينا أن نحياها كما هي، وهي دار فناء وليس دار بقاء وما علينا سوى أن نحمد الله على كل حال نحن عليه. ذو القرنين يحكى في الأثر بأن ذا القرنين كان وحيد أمه وأنه كما نعلم جميعًا طاف الأرض من مشرقها إلى مغربها فاتحًا وداعيًا، وأنه لما وصل إلى بابل مرض مرضًا شديدًا وأحس بدنو أجله فلم يخطر بباله حينذاك غير الحزن الذي سيصيب أمه إذا مات فأرسل لها كبشًا عظيمًا ورسالة وكتب إليها في الرسالة: أماه... إنّ هذه الدنيا آجال مكتوبة وأعمار معلومة فإن بلغكِ تمام أجلي فاذبحي هذا الكبش ثم اطبخيه واصنعي منه طعامًا ثم نادي في الناس أن يحضروا جميعًا إلا من فقد عزيزًا ! فلما بلغها نبأ موته عمدت إلى تنفيذ وصيته فصنعت بالكبش كما طلب ونادت في الناس كما أوصى ولكنها تفاجأت أن أحدًا لم يحضر ليتناول طعامها فعلمت أنه ما من أحد إلا وقد فقد عزيزًا، ففهمت مقصد ابنها من وصيته تلك وقالت: رحمك الله من ابن لقد كنت لي واعظًا في موتكَ كما كنتَ في حياتكَ، الحكمة من قصة ذي القرنين ووصيته لأمه تفسر لنا بأن المصائب دومًا تقع، فهذه الدنيا ليست دار لقاء وإنما دار فقْد وليست دار إقامة وإنما محطة عبور والموت ليس ضد الحياة وإنما هو جزء منه. بيت الحمد (إذا ماتَ ولَدُ العبدِ قالَ اللَّهُ لملائِكتِهِ قبضتم ولدَ عبدي فيقولونَ نعم فيقولُ قبضتُم ثمرةَ فؤادِهِ فيقولونَ نعم، فيقولُ ماذا قالَ عبدي فيقولونَ: حمدَكَ واسترجعَ فيقولُ اللَّهُ ابنوا لعبدي بيتًا في الجنَّةِ وسمُّوهُ بيتَ الحمْدِ) حديث صحيح رواه الترمزي، الصبر ضياء يضيء للإنسان الظلمات ويهون عليه الشدائد والكربات، ويهديه إلى طريق الحق، وللصبر فضل كبير وهو من أهم الأخلاق التي ينبغي للمسلم أن يتصف بها، وهو على ثلاثة أنواع، صبر على الطاعة، وصبر على المعاصي، وصبر على الأقدار والأقضية، نحن بشر نحزن لأننا بشر ونلتاع لأننا نحب وننكسر لأننا أناس ونضعف لأننا أكثرنا الاتكاء على أحبتنا، هو شيء طبيعي ولكن علينا أن نتأدب مع الله حين يمضي قدره، إن السخط لا يغير القدر ولكن الرضى يزيد في الأجر، ما دام هناك مدارس وجامعات فسيبقى هناك رسوب ونجاح وما دام هناك متاجر وأسواق وشركات فسيبقى هناك ربح وخسارة، نقيم مستشفيات جديدة لأن الأمراض باقية ونحفر كل يوم قبوراً لأن الموت لا يتوقف، نقيم ورش ميكانيك لأن السيارات ستبقى تتلف، وننشئ مراكز إطفاء لأن الحرائق ستبقى تندلع، هذه هي الدنيا مزيج من كل شيء من الخير والشر، ومن الحياة والموت ومن الحرب والسلم ومن العدل والظلم ومن الصحة والمرض، ومن الزواج والطلاق ومن الاجتماع والافتراق، هكذا كانت قبلنا وهكذا ستبقى بعدنا علينا أن نكون عقلانيين ونحياها كما هي وعلينا ونحن نخوض غمارها أن نحمد الله على العافية ونتأدب معه إذا شاء أن يمضي قدره، ألم يعِدنا الخالق بأن يبني لنا بيتاً في الجنة وأسماه (بيت الحمد). الحياة الطيبة بعض الناس يتصور أن الحياة الطيبة مقترنة بالأضواء البراقة، أو المناصب الخداعة، والبعض يتصورها في جمع الأموال، والانغماس في الشهوات، واحتساء سموم الموبقات. وآخرون يتصورونها في تشييد القصور الفخمة والأبنية الشاهقة، وكل هذا في الحقيقة إنما هي مظاهر خداعة لا تأتي بحياة طيبة ولا بسكون نفس وصفاء روح وسعادة قلب. والحياة في نسختها المعاصرة أكبر شاهد على ما نقوله؛ فإن الدنيا لم تشهد من التطور التكنولوجي والرفاهية، وتعدد المتع ووسائل الرفاهية، وزيادة المال وارتفاع الدخول وأسباب الراحة مثل ما شهدت في هذه الأيام. ولكن مع ذلك فهي تعيش مفهوم الضنك بكل معانيه، فهي بحق حضارة القلق، والحيرة الشديدة والضيق القاتل والكآبة والأمراض النفسية. يعاني فيها الإنسان من آلام الحيرة النفسية، والتمزق الروحي رغم ما وصل إليه من ابتكار وسائل للمتعة المادية وإشباعات الجسد، فازدادت نسبة الجريمة مع تطور التكنولوجيا.. كما ازدادت المصحات النفسية مع تعدد المتع ووسائل الرفاهية، وازدادت حالات الانتحار مع زيادة الدخل، وازداد القلق والتوتر النفسي على المستوى الفردي والجماعي مع الانفتاح على الملذات، الحياة المعاصرة أبدعت في أساليب الرفاهية والمتعة للإنسان لكنها لم تستطع أن تجلب له سعادة القلب واطمئنان النفس، وبلغ العالم ذروة الرقي المادي ومعه بلغ الحضيض الأخلاقي، أسقط كل الحواجز أمام متعه الحسية ولكنه لم يصل معها للسعادة الداخلية، أقصى ما وهبه التقدم الحضاري لنا مجرد متعة ظاهرية ولذة آنية لم تبلغ مكنونات النفس، ولم تتذوق بها النفس الحياة الطيبة. كسرة أخيرة الحياة الدنيا هي في مجملها عمل صالح تفعله وتكون سعيداً بفعله، وإحسان تقدمه للناس، ويذكر أحد الأثرياء في مذكراته أنه ظن أن السعادة في اقتناء الأشياء الثمينة الغالية ولكنه وجد أنها لذة مؤقتة، ثم ظن أن السعادة في اقتناء المشاريع الكبيرة من شركات أو مؤسسات ولكنه أيضا حصل على ذلك، ووجدها فرحة عابرة، فأشار عليه أحد أصحابه أن يبحث عن السعادة الحقيقية في إسعاد الآخرين، وأشار عليه أن يشتري كراسي متحركة للأطفال أصحاب الاحتياجات الخاصة ويباشر هذا العمل بنفسه ويرى فرحة الأطفال، وبالفعل حضر إليهم ورأى وجوههم تتهلل فرحاً، ففرح بذلك جدا.. ثم حين هم بالانصراف إذا بطفل يمسك به ويحدق النظر في وجهه، فقال له: لم تفعل ذلك؟ فقال: أريد أن أعرف وجهك جيدا حتى أتمكن يوم القيامة إذا كنا في الجنة أن أقول لربي: إن هذا الرجل قدم لنا هذه الخدمة.. فتأثر الرجل جدا، وقال: تغيرت حياتي تماما بعد هذا الموقف. فالسعيد من أسعد الناس، والكريم من شمل الناس بكرمه، والطيب من لم ير الناس منه إلا طيب القصد والقول والعمل، ودمتم سعداء متعاونين على البر والتقوى. فاطمة يوسف الغزال الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية الإيميل: falghazal33@gmail.com
12880
| 02 فبراير 2022
بدون سابق انذار وفي زحمة الظروف الصعبة وانتشار ظاهرة هروب الخدم من البيوت وقرب حلول شهر رمضان المبارك الذي تنتعش فيه سوق جلب هذه العمالة، فوجئنا بقيام مكاتب الاستقدام برفع أسعار استقدام العمالة المنزلية لتصل إلى 22 ألف ريال للعامل الواحد، وهذا يعتبر رقما فلكيا إذا قورن ببعض الدول المجاورة التي تستقدم نفس العمالة من نفس الدول، ولا يخفى على الجميع ارتفاع الأسعار الجنوني بشكل عام، ومنها المواد الاستهلاكية واحتياحات الشهر الكريم في ظل انتشار جائحة كورونا، ونقص عدد الدول التي تستورد منها قطر احتياجاتها وبالتالي قلة العرض وزيادة الطلب وكل هذا القى بظلاله على موضوع ارتفاع أسعار العمالة المنزلية الذي حدث مؤخراً، ولكن أن يصل إلى هذا السعر فهناك مبالغة كبيرة تظهر جشع مكاتب الاستقدام، لأنها تعتبر هذا الوقت موسما بالنسبة لها لازدياد الطلبات، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل هناك رقابة على عمل هذه المكاتب ورقابة كذلك على المكاتب الخارجية التي تتعامل معها، وهل تمت دراسة التكلفة الحقيقية لجلب العامل المنزلي من مكان اقامته في بلده ورسوم إجراءات السفر وتنقلها واقامتها في عاصمة بلادها اذا كانت تقيم في بلدة نائية، وهل هناك جهات مختصة بوزارة العمل تقوم بدراسة هذه التكاليف حتى يتم إصدار قرار بالسعر الحقيقي لعمليات الاستقدام، وهل يتم نفس الإجراء في جلب عمال شركات المقاولات والشركات الأخرى؟، أسئلة كثيرة برزت في ظل هذا القرار الذي فاجأ الجميع المقتدر وغير المقتدر. القرار رقم (1) لسنة 2022م هل يفي بالمطلوب بالأمس طالعتنا الصحف المحلية بصدور قرار من وزارة التجارة والصناعة بالتنسيق مع وزارة العمل بتحديد فئات الرسوم على جلب العمالة المنزلية حسب الجنسيات وتكاليف كل دولة، بما يتماشى مع رغبات الأسر في تحديد الجنسيات، واعتقد أن هذا القرار يحتاج إلى رقابة شديدة في التطبيق والتزام مكاتب الاستقدام به، وإذا تم تطبيقه سوف يخفف نوعاً ما من معاناة بعض الأسر التي تأثرت بهذه الزيادة، لكن مكاتب جلب الأيدي العاملة لها سياسات ممكن أن تتحايل فيها على هذا القرار، وذلك بمنطق سوق العرض والطلب، والإحجام عن جلب الأيدي العاملة الرخيصة التي لا تتوافق مع أرباحها وتجارتها في هذا المجال والتركيز على الجنسيات الأعلى سعراً، بالتالي الأسر التي تحتاج إلى العمالة بشكل ضروري ومستعجل قد تضطر بدفع مبالغ أعلى من المبالغ المحددة في القرار خاصة أن شهر رمضان على الأبواب ولا يحتمل الوضع أمام الأسر أي تأخير في سرعة جلب العاملة المنزلية، لذلك أرى أن هذا القرار ينقصه ما يدخل الطمأنينة في قلوب الأسر التي تأثرت بارتفاع الأسعار بعد أن كانوا يدفعون أقل من عشرة آلاف ريال في كل العاملات بصرف النظر عن الجنسية، وستظل هناك أسر وفئات متضررة رغم صدور هذا القرار والعمل به. الفئات المتضررة من هذا الإجراء المفترض من الجهات المعنية وعلى رأسهم وزارة العمل أن تراعي في دراستها لمثل هذه القرارات جميع فئات المجتمع ومدى الاحتياجات الفعلية والضرورية لهذه العمالة المنزلية، ارتفاع تكاليف جلب العمالة المنزلية اثقل كاهل المواطنين بجميع فئاتهم، وأكثر المتضررين من هذه الزيادة هم المتقاعدون خاصة كبار السن الذين تقاعدوا برواتب ضعيفة وهم أكثر حوجة لهذه العمالة لتسهيل احتياجاتهم الحياتية اليومية والضرورية وهم أحوج للنظر إليهم بعين الاعتبارعند قيام الجهات المختصة بإصدار مثل هذا القرار، كما أن هناك فئات أخرى لا تقل حوجة لهذه العمالة مثل الأرامل والمطلقات والعجزة، والمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية ومساعدة خاصة في قضاء حاجاتهم اليومية، كل هؤلاء مضطرون لجلب العمالة المنزلية بأي ثمن رغم انها تثقل كاهلهم وتضطرهم للدخول في ديون. اقتراح للحد من ظاهرة هروب العمالة تزايدت ظاهرة هروب العمالة المنزلية بعد أو قبل مدة الضمان ، وهذه أعباء إضافية تثقل كاهل الأسر ، لأن الجهات الأمنية تطلب من المستقدم التكفل بكامل إجراءات سفر العاملة الهاربة رغم انه قد يكون دفع تكاليف استقدام عاملة أخرى ، لذلك نقترح ان تقوم الجهات المختصة بوضع شرط في عقد الاستقدام يلزم العامل بتحمل تكاليف رجوعه إذا هرب أو خالف قوانين الدولة، لكي لا يتحمل الكفيل وزر هروبه ، فالمستقدم قد يكون متضرراً من هروب العامل، لأنه سيقوم بدفع تكاليف استقدام جديدة خاصة اذا كان الهروب بعد اكتمال مدة الضمان. مجرد اقتراح نشكر وزارة التجارة والصناعة ووزارة العمل لإعادتهم النظر في دراسة زيادة أسعار جلب أيدي العمالة المنزلية ، ولكن كنا نتمنى أن يكون اكثر عدلاً وانصافاً بما لا يتضرر منه المواطن أو مكاتب الاستقدام ، ومع تحديد فئات لكل جنسية، وذلك بتحديد ثلاث مدد للضمان ثلاثة أشهر وستة أشهر وتسعة أشهر، وتكون كل مدة بسعر وإعادة السعر القديم بمدة ضمان أقل وهي ثلاثة أشهر، وسعر متوسط لمدة الستة أشهر والسعر المحدد حالياً بمدة التسعة أشهر، ليتناسب ذلك مع تكاليف المكاتب الخارجية مع هذه الأسعار. كسرة أخيرة رب ضارة نافعة، قد يكون ارتفاع أسعار جلب العمالة المنزلية يعيد النظر لكثير من الأسر في عدم الاعتماد عليهم أو التقليل من اعدادهم والاكتفاء بالعدد الأدنى المطلوب الذي يلبي احتياجاتهم، بعض الأسر تتباهى وتتفاخر بعدد العاملات في منازلهم مما يجعلها ظاهرة اجتماعية سالبة تؤثر على الأجيال التي تتربى على يد هؤلاء العمالة وترسيخ بعض العادات السيئة الدخيلة على مجتمعاتنا. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية falghazal33@gmail.com
10955
| 26 يناير 2022
دخل رجل غريب على مجلس أحد الحكماء الأثرياء.. فجلس يستمع إلى الحكيم وهو يعلم تلامذته وجُلساءه، ولا يبدو على الرجل الغريب ملامح طالب العلم، ولكنه بدا للوهلة الأولى كأنه عزيزُ قومٍ أذلّتهُ الحياة، دخل وسلم، وجلس حيث انتهى به المجلس، وأخذ يستمع للشيخ بأدب وإنصات، وفي يده قارورة فيها ما يشبه الماء لا تفارقه، قطع الشيخ العالم الحكيم حديثه، والتفت إلى الرجل الغريب، وتفرس في وجهه، ثم سأله: ألك حاجةٌ نقضيها لك؟ أم لك سؤال فنجيبك؟، فقال الضيف الغريب: لا هذا ولا ذاك، وإنما أنا تاجر، سمعتُ عن علمك وخلقك ومروءتك، فجئتُ أبيعك هذه القارورةَ التي أقسمت ألّا أبيعَها إلا لمن يقدّر قيمتها، وأنت دون ريبٍ - حقيقٌ بها وجدير.. قال الشيخ: ناولنها، فناوله إياها، فأخذ الشيخ يتأملها ويحرك رأسه إعجاباً بها، ثم التفت إلى الضيف: فقال له: بكم تبيعها؟ قال: بمائة دينار، فرد عليه الشيخ: هذا قليل عليها، سأعطيك مائةً وخمسين! فقال الضيف: بل مائة كاملة لا تزيد ولا تنقص. فقال الشيخ لابنه: ادخل عند أمك وأحضر منها مائةَ دينار.. وفعلاً استلم الضيف المبلغ، ومضى في حال سبيله حامداً شاكراً، ثم انفض المجلس وخرج الحاضرون، وجميعهم متعجبون من هذا الماء الذي اشتراه شيخهم بمائة دينار!. دخل الشيخ إلى مخدعه للنوم، ولكن الفضول دعا ولده إلى فحص القارورة ومعرفة ما فيها، حتى تأكد - بما لا يدع للشك مجالاً- أنه ماءٌ عاديّ، فدخل إلى والده مسرعاً مندهشاً صارخاً: يا حكيم الحكماء، لقد خدعك الغريب، فوالله ما زاد على أن باعك ماءً عادياً بمائة دينار، ولا أدري أأعجبُ من دهائه وخبثه، أم من طيبتك وتسرعك؟، فابتسم الشيخ الحكيم ضاحكاً، وقال لولده: يا بني، لقد نظرتَ ببصرك فرأيته ماءً عاديّاً، أما أنا، فقد نظرتُ ببصيرتي وخبرتي فرأيت الرجل جاء يحمل في القارورة ماءَ وجهه الذي أبَت عليه عزَّةُ نفسه أن يُريقَه أمام الحاضرين بالتذلُّل والسؤال، وكانت له حاجةٌ إلى مبلغ يقضي به حاجته لا يريد أكثر منه، والحمد لله الذي وفقني لإجابته وفَهْم مراده وحِفْظِ ماء وجهه أمام الحاضرين، ولو أقسمت ألف مرّةٍ أنّ ما دفعته له فيه لقليل، لما حنثت في يميني. إن استطعتَ أن تفهم حاجةَ أخيك قبل أن يتكلم بها فافعل، إذا لم تستطع أن تقرأ صمت أخيك فلن تستطيع أن تسمع كلامه، الأجمل هو أن تتفقد على الدوام أهلك وجيرانك وأحبابك فربما يكون أحدهم في ضيق وحاجة وعوز، ولكن الحياء والعفاف وحفظهم لماء وجوههم قد منعهم من مذلة السؤال، وكم منا من يحتاج إلى فرج ضيقته فإن قضاء حوائج الناس والإحسان إليهم من أعظم أعمال البر، فقد فضل أهل العلم الأعمال ذات النفع المتعدي إلى الآخرين على النفع الخاص، كما أوصانا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح حينما قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة، فقضاء حوائج الناس أفضل من عبادة الاعتكاف، وفي روايةٍ أخرى عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: (أحبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وأحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا، ولأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا، ومَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ، ومَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، ولَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ، ومَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ، وإِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ). كن من تُقضى عليه الحوائج نحن في دولة قطر والحمد لله أعطانا الله الخير وفتح لنا أبواباً لتفريج كرب العباد سواء عن طريق مؤسساتنا الخيرية التي نثق فيها أو من خلال تعاملاتنا اليومية، وعندنا الفرص العظيمة لجعل هذه المعاملات الدنيوية في عبادة الله، ويجب ألا ننسى دائماً أن هدف وجودنا في هذه الدنيا هو للعبادة، ولا يقتصر قضاء الحوائج على دفع المال فقط، هناك أمور أخرى منها الكلمة الطيبة في وجه أخيك، ووقفتك مع الحق لنصرة ظالم لمظلوم، وإذا كنت مسؤولاً وراعيت حق رعيتك فإنك أيضا تكون قد قضيت حاجة المحتاج لهذه الرعاية، وسوف يجازيك الله عليها ويفرج عنك كربة من كرب يوم القيامة كما أخبرنا نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام. والإمام الشافعي رضي الله عنه سرد لنا هذه القيمة الأخلاقية في أبيات شعر جميلة نخوض في بحورها: الناس بالناس ما دام الحياء بهم والسعد لا شك تارات وهبات وأفضل الناس ما بين الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات لا تمنعن يد المعروف عن أحد ما دمت مقتدرا فالسعد تارات واشكر فضائل صنع الله إذ جعلت إليك لا لك عند الناس حاجات قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أمواتكسرة أخيرة أحبتي في الله لا تدري، لعلك بدعوة صالحة ممن فرجت كربته وأعتقت رقبته وقضيت دينه، تسعد أحوالك، والدنيا محن، والحياة ابتلاءات، فالقوي فيها قد يضعف، والغني ربما يُفلس، والحي فيها يموت، وصاحب الحق قد يصبح عليه الحق، لكن مواقف الرجل الإيمانية الرجولية، التي يلتمس فيها ما عند الله، ويثني عليها عباد الله، هي التي تبقى للدنيا والآخرة، فالسعيد من اغتنم جاهه وماله وقدرته في خدمة الدين ونفع المسلمين، يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (من مشى بحق أخيه ليقضيه فله بكل خطوة صدقة) والمعروف ذخيرة الأبد، والسعي في شؤون الناس زكاة أهل المروءات، ومن المصائب عند ذوي الهمم عدم قصد الناس لهم في حوائجهم، يقول حكيم بن حزام: (ما أصبحت وليس على بابي صاحب حاجة إلا علمت أنها من المصائب). الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية falghazal33@gmail.com
19144
| 19 يناير 2022
علمتني تجارب الحياة بأن الانسان من أضعف الكائنات الحية، وصدق الله العظيم الذي خلق الانسان حينما قال في محكم تنزيله (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) النساء/28، هذه الآية تعتبر من أعظم الأدلة على أن الشريعة الإسلامية هي الشريعة المناسبة للتكوين النفسي والعقلي والجسدي للإنسان، وأن أحد أهم قواعدها التي تقوم عليها مناسبة "الطبيعة البشرية" المجبولة على الضعف والوهن مهما علت النفوس وتكبَّرت، فهي في حقيقتها ومآلها ضعيفة لا تقوى إلا على ما يناسبها ويشاكلها. علمتني الحياة خلال التجربة السريرية التي عشتها على مدى شهرين كاملين في الغرفة رقم (2214) بمستشفى الجراحة العامة بمؤسسة حمد الطبية – قسم جراحة العظام، حينما أصبت بكسر ليس لأنني وقعت من مكان مرتفع أو طاح على جسدي شيء ثقيل، لا لن يحدث كل هذا بل فقط لأنني تخطيت سلم مدخل منزلي الذي لا يتعدى ثلاث درجات من السلالم، وفجأة لن أجد نفسي الا وأنا اتدحرج في تلك الدرجات القليلة لأنقل على إثرها الى مؤسسة حمد الطبية لتلقي العلاج، وهناك مكثت شهرين، تعلمت فيها الكثير مما يعينني على الحياة وخرجت بانطباعات عديدة عن هذه المؤسسة الطبية التي كنت اسمع واردد مع الذين يرمون عليها اللوم وعدم المهنية في أحيان كثيرة، وسمعت الكثير من الشكاوى التي يبثها برنامج وطني الحبيب صباح الخير، ولكن الانطباع الذي خرجت به يختلف عن كل هذا بل خرجت وانا افتخر بوجود هذه المؤسسة في بلادي والتي تحرص دوماً على أن يعمل بها أمهر الكوادر البشرية لخدمة المرضى والنزلاء، زاد فخري واعتزازي عندما علمت ان من قام باجراء العمليتين لي في وقت واحد هو استشاري قطري الدكتور/ ناصر عبدالله تركي السبيعي وطاقمه الطبي بصحبته دكتورة قطرية تدعى مريم هتمي الهتمي، ونتمنى أن نرى الكوادر الوطنية في مؤسساتنا الطبية ومؤسساتنا الحيوية الأخرى بالدولة بنفس الحرص والكفاءة. يسعدني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير عندما يخضع المريض إلى إجراء العمليات الجراحية خاصة الصعبة، فهي تعتمد بشكل أساسي على مهارة الطبيب وخبرته الدقيقة في إعادته مرة أخرى إلى الحياة، لذلك عندما ينعم المريض من مرضه وآلامه يشعر بأن الدكتور المعالج كان سبباً في معافاته بفضل الله، وإنني عبر هذه الاطلالة كان لابد لي أن أتقدم بخالص شكري وتقديري لما لاقيته من عناية فائقة واهتمام من الطاقم الطبي الذي اشرف على اجراء عمليتي المزدوجة المركبة وبفضل هذا التعاون والأدوار العظيمة التي قام بها كل افراد الطاقم كل حسب اختصاصه الموكل اليه، ولم يشعروني لحظة بوحشة السرير الأبيض الذي كنت ألازمه بطلتهم اليومية وسؤالهم عني، لن يشفى أي مريض إلا إذا أمر الله بذلك، ولكنه يسبب الأسباب الحقيقية لنا في الحياة، وأنتم أيها الأطباء الأعزاء كنتم السبب الثاني في جعلي أعود للحياة وأمشي على رجلي واستخدم يدي كما كنت في السابق، لجميع منتسبي قسم جراحة العظام لكم مني جميعاً التقدير والامتنان، وأخص بالشكر الاستشاري الدكتور ناصر عبدالله تركي السبيعي استشاري جراحة العظام، والدكتورة مريم هتمي الهتمي، الدكتور لؤي سلمان جراحة العظام، الدكتور عبدالله مرشد، الدكتور محمود عربش، الدكتور مؤيد محمد خير اخصائي عظام، الدكتور ياسر جميل / اخصائي عظام، يستحقون مني كل الشكر لولا رعايتهم الفائقة وارشاداتهم لما تعافيت في هذا الوقت القياسي. كسرة أخيرة الطبيب الذي يجعله الله سببا في خروجك لهذه الدنيا، ومن ثم يكون الشخص الذي يتابع معك تطورك الطبيعي ويراقب معدل النمو الخاص بك حتى تصبح شخصا ناضجا ومن بعدها يكون هو الشخص الوحيد الذي تلجأ اليه عندما تمرض ويظل رفيقك الدائم الذي يسلب منك آلامك، وما سطره الجيش الأبيض بمؤسساتنا الطبية خلال جائحة كورونا من مواقف مشرفة لفتت انتباه جميع أفراد المجتمع صغيرا وكبيرا ومجهوداتهم المقدرة وتضحياتهم من أجل سلامة كل من يعيش على أرضنا الطيبة، التحية لهم جميعاً لهؤلاء الذين لا يعرفون وقتاً محدداً لانتهاء دوامهم يدفعهم الى ذلك مشاعرهم الإنسانية وعاطفتهم الإنسانية الطبيعية لإنقاذ المجتمع من هذا الوباء. falghazal33@gmail.com
14606
| 12 يناير 2022
تفاقمت مشكلة النفايات الإلكترونية المتمثلة في التلفزيونات، الــحــاســبــات، أجــهــزة الـصـوت والـمـسـح الـضـوئـي، كـامـيـرات الفيديو، الهواتف والطابعات وغيرها من الأجهـزة الــتــي تــحــتــوي عـلـى مــواد لـهـا خــواص سـامـة ينتج عنها نفايات خطرة، وأن ملايين الأطنان من هذه النفايات يبقى مجهولا في ظل غياب التشريعات الخاصة بتلك المشكلة، وتفشي الثقافة الاستهلاكية بين المواطنين وحــرص الـــكـــثـــيـــريـــن عــلــى اقـــتـــنـــاء الأجـــــهـــــزة الــحــديــثــة والاسـتـغـنـاء عـن الـقـديـم منها رغم كفاءتها مما يفاقم المشكلة بزيادة النفايات الإلكترونية والتداعيات السلبية المترتبة عليها في السنوات المقبلة، ونادى العديد من الـمـتـخـصـصـين بضرورة إطلاق مبادرة وطنية شـــامـــلـــة تــــشــــارك بـــهـــا كــافــة الـقـطـاعـات الـمـعـنـيـة بـالـدولـة بـــالـــتـــعـــاون مــــع الــمــنــظــمــات المدنية والـشـركـات العملاقة المنتجة للإلكترونيات، خــاصــة أن آثــــار تـلـك المواد في الغالب مخفية ولا تظهر إلا على المدى البعيد، وقد كتبت الصحف المحلية الكثير من التحقيقات حول هذا الموضوع ولكننا لم نسمع خبرا يطمئن المواطنين والمقيمين على أرضنا الطيبة بأن هناك خطوات تم اتخاذها نحو هذا الاتجاه. الأضرار العاجلة والآجلة للنفايات الإلكترونية لاحتواء هذه الأجهزة التالفة مـــــكـــــونـــــات مـن الـمـواد الـضـارة والـسـامـة مثل الرصاص والزئبق والكروم، وهذه مواد سامة، إذا تم دفنها أو حرقها تـصـبـح بــــؤرا للميكروبات والمواد السامة ما يهدد بمشكلات وبائية، كما أنها تـحـتـوي على مـــواد كـيـمـائـيـة سـامـة خـاصـة في بطاريات الأجهزة، وأيضا لــوحــات الــدوائــر الـكـهـربـائـيـة وأنــابــيــب الـــزجـــاج والأســــلاك والـــمـــقـــاومـــات والــمــكــثــفات وغيرها من الأجهزة الداخلية الـدقـيـقـة، ولاحتواء البعض منها على مادة البلاستيك التي تسبب تسمم الـتـربـة فـي حـالـة عــدم إعــادة تصنيعه، ويسبب حـرق هذه الـــمـــواد انــبــعــاث الــكــثــيــر مـن الــــغــــازات الــســامــة والـــضـــارة بالبيئة وأبـرزهـا ثاني أكسيد الـــكـــربـــون وبــالــتــالــي تـفـاقـم مـشـكـلـة الاحــتــبــاس الــحــراري وارتفاع درجة حرارة الأرض. أين يكمن الحل بما أن التخلص من هذه النفايات بالطريقة التقليدية المعروفة بالدفن أو الحرق يسببان أضراراً متفاقمة أكثر من تركها في مكانها، فالحل يكون صعباً ويحتاج إلى تكاتف جميع قطاعات الدولة الخاص منها والعام والمدني وإعادة التدوير بالطريقة المثلى هو الحل النهائي الذي توصلت إليه معظم الدول المتقدمة والاســتــفــادة منها في صناعات أخرى، خاصة إذا علمنا أن متوسط وزن جهاز الـحـاسـب الـمـكـتـبـي الـتـقـلـيـدي يبلغ 32 كــيــلــو جــــرام ويحتوي على 7,1 كــيــلــو جــــــرام مـن مــعــدن الـــرصـــاص والــزرنــيــخ والكوبالت والزئبق وجميعها مواد تعتبر ذات قيمة عالية وفي نفس الوقت تــحــتــوي عــلــى مــــــواد سـمـيـة، لذلك لابد أن تقوم الجهات المعنية بالدولة بسن التشريعات والقـــوانـــيـــن لـلـتـخـلـص مـــن الــنــفــايــات الإلــكــتــرونــيــة بـطـرق علمية وصـحـيـة، عبر شـــركـــات مــتــخــصــصــة، وقــد نــجــحــت الـــيـــابـــان فـــي إعــــادة الـتـدويـر والـتـصـنـيـع لـلأجـهـزة والأدوات الإلـكـتـرونـيـة، وكذلك توعية المواطنين والمقيمين بخطورة الأمر، وتوزيع النشرات الدورية التي تبين خطورة هذه الأجهزة التالفة وما تبثه من سموم في حال مكوثها لمدة زمنية طويلة أو دفنها أو حرقها بطريقة تقليدية، والتوعية أيضا تكون بتحديد الأعمار الافتراضية لهذه الأجهزة ووضع حد زمني لاستعمالاتها، مثال ذلك الأجهزة الصورية مــثــل (أجــــهــــزة الــتــلــفــزيــون) مــن 4-7 سنوات، الأجهزة اللوحية من سنة الى 5 سنوات، والأجــهــزة الــــصــــوتــــيــــة مــــثــــل (مـــشـــغـــل الأقــــراص الـمـحـمـول) 13-15 سـنـة والأجــهــزة المعلوماتية مـثـل الـهـواتـف الـلاسـلـكـيـة من 5 إلى 3 أعوام، والـطـابـعـات من2 الى 4 أعوام، وأجــــهــــزة الــفــاكــس والـــــحـــــاســـــبـــــات الــشــخــصــيــة وشــــاشــــات الـــحـــاســـبـــات من 6 الى 7 أعوام، وهناك الأجهزة المنزلية المستهلكة مثل الثلاجات والغسالات وأفران الغاز ومراوح الشفط وغيرها تجدون أعمارها موضحة في المواقع العلمية على شبكة الانترنت، أنصح الجميع بالاطلاع عليها. كسرة أخيرة دولتنا الحبيبة خطت خطوات متقدمة فيما يخص صناعة تدوير المخلفات وسجلت أرقاماً عالية في كميات المخلفات التي تم تدويرها والاستفادة منها، وقبل أن تكتمل الصورة النهائية لهذه الصناعة في بلادنا أرى أن يتم التفكير بجدية في وضع الخطط العلمية والصحية الآمنة بمشاركة القطاع الخاص لكيفية التخلص من النفايات الإلكترونية التي تمثل خطراً متربصاً لبيئتنا وصحة أبنائنا وأن عمليات التمادي في الطرق التقليدية خاصة الدفن يزيد من حدة المشكلة لاحتواء هذه المخلفات على مواد سامة خطيرة، خاصة أن مــســاحــة الأراضــي الفضاء بـدولـتنا الحبيبة ليست كبيرة مقارنة بمساحة الدولة ككل مما يتطلب الأمر ضرورة إيــجــاد مــبــادرة وطـنـيـة تـتـمـاشـى مع رؤيـــــة قــطــر 2030 تـشـتـرك فيها كـافـة الأجــهــزة المعنية مـن وزارات البلدية والبيئة والصناعة والتجارة ومنظمات المجتمع المدني والـنـادي الـعـلـمـي والــشــركــات الـكـبـرى الــمــنــتــجــة لـــلإلـــكـــتـــرونـــيـــات لإعـــادة تـدويـر تـلـك النفايات والاسـتـفـادة منها والاهـتـمـام بـالـمـشـكـلـة بـطـريـقـة شمولية، مع تمنياتنا للجميع بالصحة والعافية. falghazal33@gmail.com
10862
| 10 نوفمبر 2021
كانت مدينة سامراء في شمال بغداد، مدينة علم، وفيها جامعة دينية كبيرة، على رأس هذه الجامعة العلامة الكبير (أبو الحسن الأصفهاني) وكان أبو الحسن، من ألمع رجالات الفكر في العراق، ولديه عدد كبير من الطلاب من دنيا العرب، وكان من بين تلامذته تلميذ فقير الحال لكنه يحمل ذهناً متوقداً، كان طموح التلميذ أن يصبح أحد أعمدة العلم في العراق، وفي يوم قائظ، خرج التلميذ الفقير من الدرس جائعاً إلى السوق، يحمل في جيبه فلساً ونصف الفلس، لكن الوجبة من الخبز والفجل تكلف فلسين، اشترى بفلس واحد خبزة واحدة، وذهب الى صاحب محل الخضراوات وطلب منه باقة فجل، وقال للبائع: معي نصف فلس فقط، فرد عليه البائع ولكن الباقة بفلسٍ واحد، قال الولد: سوف أفيدك في مسألة علمية أو فقهية مقابل الفجل، فرد عليه بائع الفجل لو كان علمك ينفع لكسبت نصف فلس من أجل إكمال سعر باقة فجل واحدة، اذهب وانقع علمك بالماﺀ واشربه حتى تشبع، كانت كلمات البائع أشد من ضرب الحسام على نفسه، قال الولد لنفسه: نعم، لو كان علمي ينفع لأكملت به سعر باقة الفجل الواحدة نصف فلس، علم عشر سنوات لم يجلب لي نصف فلس! لأتركن الجامعة، وأبحث عن عمل يليق بي وأستطيع أن أشتري ما أشتهي. هل يثمِّن بائع الفجل علمك؟ بعد أيام من الغياب افتقد الأستاذ الكيبر تلميذه النجيب، وفي قاعة الدرس سأل الطلاب أين زميلكم المُجِد؟ فرد عليه الطلاب: إنه تخلى عن الجامعة والتحق بعملٍ، يتغلب فيه على ظروفه القاسية، أخذ الاستاذ عنوان الطالب وذهب إلى بيته كي يطمئن عليه، سأله الأستاذ عن سبب تركه الجامعة، فرد عليه سارداً له القصة كاملة، وعيناه تذرفان الدموع بغزارة، فأجابه أستاذه: إن كنت تحتاج إلى نقود إليك خاتمي هذا، اذهب وبعه وأصلح به حالك، قال الولد: أنا كرهت العلم لأني لم أنتفع منه، قبل الطالب هدية أستاذه، وسار إلى محلات الصاغة وهناك عرض الخاتم للبيع، استغرب الصائغ وقال: أشتري منك الخاتم بألف دينار ولكن من أين لك هذا الخاتم؟ فقال هو هدية لي من عند أستاذي (أبو الحسن)، ذهب الصائغ مع التلميذ وقابلا الأستاذ واطمأن الصائغ الى صدق الطالب، أعطى الصائغ ثمن الخاتم إلى الطالب، ورحل، قال الأستاذ: أين ذهبت عندما أردت بيع الخاتم؟ فرد الطالب: إلى محلات الصاغة بالطبع، فرد عليه الأستاذ: لماذا ذهبت إلى محلات الصاغة وليس الى بائع الفجل؟ فرد عليه الطالب هناك يثمنون الخواتم والمعادن الثمينة، فرد عليه الاستاذ متعجباً: فلماذا قبلت أن يثمنك بائع الخضراوات ويثمن علمك ويقول إن علمك لا ينفع شيئاً، هل يثمن البائع علمك؟ لا يثمن الشيﺀ سوى من يعرف قيمته، وأنا أثمنك إنك من أعظم طلابي يا ابني. لا تدع من لا يعرف قيمتك يثمنك، ثمّن علمك عند من يعرف قدرك ارجع الى درسك وعلمك، هذه القصة التي كان بطلها ذلك الشيخ الحكيم نتعلم منها الكثير، كم مرة نقع ضمن تثمين خاطئ من شخص لا يعرف قيمتنا؟ والتقييم لا يصح إلا من أصحاب العلم والاختصاص الذين يعرفون قيمة الإنسان مهما كان صغيرا، الناس معادن ولا يعرف قيمة المعدن النفيس إلا من يفهم في المعادن، لا تسمحوا ابداً لبائعي الفجل أن يُقيّموا قيمتكم ومعدنكم وقيمة جهودكم، فالتقييم ينبع من جهتين من الداخل والخارج، من داخلنا يجب ان نعرف اننا بشر نخطئ ونصيب ونتعلم من أخطائنا على الدوام، ولكن العبرة في تعلم الدروس، والتقييم الخارجي من أشخاص بارزين ويعرفون قيمة الانسان مهما كان صغيراً. أهمية العلم للإنسان ساهم العلم في اكتشاف خامات وتقنيات جديدة على مدى التاريخ، وتتنوع التقنيات التي أنتجتها وما زالت تُنتجها العلوم المختلفة، والتي أدّت بدورها إلى تطوير اختراعات مختلفة استُخدمت في إنتاج البضائع التي تُسهِّل حياة البشر وترفع من رفاهيتها، وعليه فإن العلم يُعد أساس التكنولوجيا التي دخلت في تفاصيل حياة الإنسان، كالأجهزة الإلكترونية، ونشرات الطقس، ووسائل النقل، والشوارع، وطرق الطهي المختلفة، ووسائل الاتصال، والمضادات الحيوية، والمياه الصالحة للشرب، وغيرها الكثير من المعينات التي ساهمت في تحسين مستوى المعيشة، ولطالما ساهمت العلوم المختلفة وما أنتجته من تكنولوجيا في جعل حياة الفرد أسهل، كالتقنيات المستخدمة في تبريد وتسخين الهواء والأغذية، كالمكيفات الهوائية، والثلاجات، وأجهزة الميكروويف، وغيرها من المنتجات، كما أسهم العلم في اكتشافاتٍ عديدة في مجال الصحة والعلاج، وقد ساعد البشر على عيش حياة بعيدة عن الألم لكثير من الأمراض، وبالإضافة إلى أن الاكتشافات العلمية قد وفرت الأدوية المختلفة للأمراض، فإن لها دورا مهما في توفير الماء والغذاء الصالِحَين لاحتياجات الأفراد الأساسية، ومن أبرز الاسهامات العلمية في مجال الصحة هو إيجاد علاج للأمراض المزمنة، واختراع تقنيات تساهم في علاج المشكلات. كسرة أخيرة ونحن نفخر دائماً بأن بلادنا الحبيبة بفكر ووعي قيادتنا الرشيدة أولت اهتمامها للاستثمار العلمي لتصنع أجيال من أبناء الوطن قادرة على تحمل المسؤولية في تطوير بلاده والمساهمة في نهضته، وكانت مؤسسة قطر للعلوم والثقافة (قطر فاونديشن) هي تلك الصرخة التي دوت في فضاء العلم في بلادنا، وقد حققت المؤسسة العلمية العالمية الرائدة رؤيتها التي أطلقتها منذ خمسة وعشرين عاماً وكيف لا تصل الى هذه القمة ومن ورائها رائدة العلم الحديث في دولتنا الحبيبة سمو الشيخة موزا بنت ناصر التي خلقت الفكرة واشرفت عليها وبذلت الغالي والنفيس حتى حولت الرؤية الى واقع ملموس، والوطن كله مدين لها بهذا الصرح العملاق الذي ضم أرقى الجامعات والكليات العلمية في العالم، وما كانت هذه الكليات العالمية لتفتح فروعا لها في الدولة الا بعد ان وجدت البنية التحتية العلمية القوية من منشآت ومعدات وكوادر التشغيل التي تحقق معاييرها العلمية وتحافظ على سمعتها التي اكتسبتها طوال أعوامها السابقة، فهنيئا لشعبنا المعطاء وأبنائه بهذه الطفرة العلمية التي بدأت تُؤتي أُكُلها على أرض الواقع وتساهم في دفع عجلة نهضة بلادنا. falghazal33@gmail.com
16805
| 03 نوفمبر 2021
مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...
3669
| 05 ديسمبر 2025
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
2661
| 30 نوفمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...
1680
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...
1563
| 02 ديسمبر 2025
لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...
1344
| 06 ديسمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1185
| 01 ديسمبر 2025
تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...
1155
| 04 ديسمبر 2025
مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...
1146
| 03 ديسمبر 2025
لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...
864
| 03 ديسمبر 2025
أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...
642
| 05 ديسمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
630
| 30 نوفمبر 2025
تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...
597
| 04 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل