عندما يسأل أحمد عيد الحربي رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عن موقفه إذا ما أصر الاتحاد العراقي على عدم اللعب إيابا في السعودية في حال رفض الأخيرة خوض لقاء الذهاب في إيران ضمن تصفيات مونديال 2018، يكون جوابه حادا: "نحترم رأي الأشقاء، لكن لن نقبل الخروج عن أرض المملكة، وعلى الآخرين احترام خصوصيات الدول والملعب المحايد يتم تحديده وفقا لنظام البطولة". يرفع أحمد عيد، الذي يعيش الأشهر الأخيرة من ولايته الرئاسية في الاتحاد السعودي، بدوره سقف المواقف، وقد كان له تجربة سابقة قبل ذلك عندما أصر على عدم خوض المنتخب السعودي مباراته مع فلسطين في التصفيات المشتركة في رام الله، وتم الاتفاق على نقلها إلى العاصمة الأردنية عمان بعد موافقة الجانب الفلسطيني. ينطلق عيد في كلامه من قاعدة ثابتة ان منتخب بلاده يحق له خوض مباراة الإياب على الأراضي السعودية، وأن يستفيد من عاملي الأرض والجمهور. ويؤكد عيد: "لم نعط فرصة للعب على ارض محايدة لأن النشاط الرياضي قائم في المملكة وما يفكر فيه الأشقاء نحترمه لكن هناك احترام لخصوصيات الدول. وإذا ما قرر الاتحادان الدولي أو الآسيوي اللعب في ارض محايدة لدينا الثقة بأنفسنا بأننا سنتصدى لهذا القرار. سيادتنا في أرضنا". وكان عبد الخالق مسعود رئيس الاتحاد العراقي قد رفع السقف حين شدد على عدم ذهاب منتخبه إلى السعودية في حال لم يلعب "الأخضر" في إيران. ويمسك عيد بالعديد من الخيوط هذه الأيام، إذ لا ينحصر تفكيره بموضوع تحديد مكان المباراة مع "أسود الرافدين" بل ثمة أمور تتقدم بالأهمية، وفي طليعتها استعادة المنتخب السعودي لحضوره المونديالي الذي غاب منذ مونديال ألمانيا 2006، برغم علمه بصعوبة المهمة نظرا لوجود منتخبات بحجم استراليا واليابان في نفس المجموعة إلى جانب العراق وتايلاند. وقد تكون معركة حق الأخضر باللعب على أرضه أمام العراق في تصفيات مونديال روسيا 2018 آخر المعارك التي يخوضها أحمد عيد، إذ لا يبدي حارس مرمى المنتخب السعودي سابقا أي رغبة بالترشح مجددا للرئاسة في الانتخابات المقررة الصيف المقبل. يقول عيد في هذا الشأن: "الرغبة ليست موجودة .. لكن إذا كان هناك إصرار من المحبين على الترشح مجددا لتقديم الأفضل فلن أتوانى، وأنا بطبعي اعشق التحدي تحديدا في المجال الذي أحب وهو كرة القدم". وفي رد على سؤال حول صعوبة المجموعة التي وقع فيها الأخضر، يقول عيد: "أنا رجل مؤمن.. ولدي إيمان بقدرات اللاعب السعودي الذي يظهر معدنه عند المحك". ويضيف:"بمجرد أن ظهرت نتيجة القرعة تأكدت أننا نملك القدرة على تخطي الخصوم وليعلم الجميع أننا سنخوض هذه المنافسة وسنسعى إلى تحقيق مبتغانا بالتأهل". يذهب أحمد عيد أكثر من ذلك في التأكيد على حظوظ فريقه بالقول: "سنلعب على المركزين الأوليين في المجموعة ومخطئ من يعتقد أننا نلعب على المركز الثالث فقط". ويتطرق رئيس الاتحاد السعودي إلى خريطة الطريق للوصول إلى المونديال حيث كشف عن لقاء مطول جمعه مع المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك بعد القرعة، وقد أبدى المدرب خلال اللقاء تفاؤلا بشأن تحقيق المنتخب الأخضر التأهل. وفي رده على سؤال حول تأثير قوة الدوري السعودي هذا الموسم على المنتخب يقول: "من الطبيعي أن إعداد اللاعب السعودي في الأندية ينعكس على المنتخب، والحقيقة أن كل النتائج التي حققها المنتخب في التصفيات المشتركة كان للأندية دورا بارزا في المساهمة بتحقيقها وأعتقد أننا نسير نحو الأفضل". ولا يرى عيد المنتخب السعودي الحالي بعيدا عن استعادة حلم جيل 1994، ويقول: "نعم المنتخب الحالي يملك عناصر مؤاتية لذلك، وعندما حقق منتخب 94 الانجازات، كان يقف خلفه إعلام قوي يتفاعل مع الأحداث وإدارة قوية تسعى لتحقيق المعادلة، والأندية وقتذاك كانت أيضا داعمة بقوة". ويضيف: "أعتقد أن المنظومة لا بد أن تعود إلى سابق عهدها بأن يسخر الجميع جهوده وإمكانياته لمصلحة المنتخب".

قال أحمد عيد الحربي رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم إن القرار النهائي حول إعادة لقاء اتحاد جدة مع القادسية سيصدر خلال يومين. وكان اتحاد جدة قد طلب إعادة المباراة التي جمعتهما بالجولة السابعة عشر من الدوري السعودي بسبب خطأ تحكيمي من تركي الخضير الذي أدار المباراة حيث أبقى على لاعب من القادسية داخل الملعب كان من المفترض أن يكون مطرودا. وتابع عيد حديثه بأن إحالة الأوراق إلى لجنة الانضباط في البداية كان عبارة عن خطأ تنظيمي وليس إجرائي لوجود بعض الأوراق لابد من استيفائها. وأوضح عيد أن الاتحاد والقادسية عزيزان على قلبه كما هو حال بقية الأندية وهناك أنظمة ولوائح هي من تحدد القرار وليس صفة رئيس اتحاد الكرة. وأشار عيد إلى أنه سيغادر إلى أوروبا في غضون الساعات القليلة لحضور اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لاختيار رئيس لها.وارجع عيد رفض طلب الهلال بتأجيل مواجهته أمام الاتحاد إلى ضيق الوقت في ظل المنافسات المقبلة المتعددة، وعدم وجود توقيت مناسب تقام به المباراة بدلاً عن وقتها المحدد.

قال أحمد عيد الحربي رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم في تصريح على هامش قمة أسباير لتطوير كرة القدم وعلوم الرياضة "إننا نعيش في أجواء رياضية صحية تعكس البعد الحقيقي لمستقبل كرة القدم ليس في منطقة الخليج ولكن على نطاق العالم خاصة وأن الحاضرين يمثلون الكرة الحديثة في العالم وهو أمر له مردود إيجابي على مسيرة النهضة الكروية الحديثة". وأضاف إن دول المنطقة في حاجة لمثل هذه المؤتمرات لإبراز التطور الفكري لهذه الرياضة وأن وجود القيادات الخليجية والعربية والأسيوية مع الأوروبية سيساهم إسهاماً فاعلاً في جلب الأفكار المتطورة للمنطقة بما يسهم في تطوير كرة القدم مثل مصادر الدخل والبعد التنظيمي والإداري والفكر الفني. وقال إن المؤتمر أظهر أن هناك فكرا مختلفا تماماً عن الفكر الذي تدار به كرة القدم في المنطقة وبالتالي علينا أن نعمل لتغيير المنهج القائم بما هو أفضل خاصة وأننا نستهدف مونديالي 2018 و2022 وهما يحتاجان إلى دعم أكثر نضوجاً وفهماً. ورداً على سؤال حول استعدادات الاتحاد السعودي لكرة القدم لكأس الخليج قال إن الكل مستعد لهذه الدورة، وأن المنتخبات الخليجية متقاربة المستوى والأوفر حظاً من يبادر بإعداد فريقه قبل بداية البطولة. وأوضح أن جميع المنتخبات الخليجية لعبت مع منتخبات على أعلى مستوى بما فيها السعودي الذي لعب مع أستراليا الشهر الماضي في لندن وخسر 2 / 3 لكنها كانت تجربة مفيدة ،ويلعب يوم الجمعة أمام الأورجواي في جدة، ومباراة أخرى مع منتخب لبنان الأسبوع القادم. وتمنى في ختام تصريحه أن تحظى دورة كأس الخليج بالزخم الإعلامي والحضور الجماهيري إلى جانب العطاء الفني الذي يعكس تطور الكرة في منطقة الخليج مؤكدا أن البطولة "لن يكوهن فيها خاسر، فالكل فائز بتجمع الأشقاء على أرض السعودية".