سلمت السلطات الباكستانية، جثة الملا أختر منصور زعيم حركة "طالبان"، إلى أسرته وعبروا بها إلى الحدود الأفغانية، حسبما أعلن وزير الداخلية الباكستاني شوردي خان، اليوم الأربعاء. وقال خان، لوكالة أنباء "خاما" الأفغانية، إنه تم إجراء تحليل الحمض النووي للجثة، للتأكد من أنها لزعيم حركة "طالبان" قبل تسليمه لأسرته. الجدير بالذكر، أن الولايات المتحدة الأمريكية، كانت قد استهدفت منصور في إقليم "بلوشستان" الباكستاني، بالقرب من الحدود الأفغانية عن طريق طائرة بدون طيار، وأعلنت باكستان احتجاجها على قيام واشنطن بتنفيذ غارة جوية استهدفت زعيم حركة "طالبان" دون التشاور مع الحكومة الباكستانية. ومن جانبها، قللت حركة "طالبان" في أفغانستان من تأثير مقتل منصور على نشاط الحركة، مؤكدة أن الحركة لا تقوم على فرد بشخصه، وأن مقتله لن يؤثر على قدراتها القتالية.

تعهد زعيم حركة طالبان الأفغانية الجديد، بعدم العودة إلى محادثات السلام مع الحكومة، في تسجيل صوتي بثته الحركة، حسبما أفادت وسائل إعلام، اليوم الأربعاء. وجاء التسجيل الصوتي، بعد أيام من هجوم بطائرات أمريكية بلا طيار أسفر عن مقتل زعيم طالبان السابق الملا أختر منصور. وقال الزعيم الجديد، هيبة الله أخونزاده، في التسجيل الذي قدمه المتحدث باسم حركة طالبان: "لا لن نشارك في أي نوع من محادثات السلام". ولم يتسن التأكد بشكل مستقل مما إذا كان الصوت لـ أخونزاده أو توقيت تسجيله.

أكدت حركة طالبان الأفغانية، مقتل زعيمها الملا أختر منصور، وأعلنت أن هيبة الله أخونزاده سيكون زعيماً جديداً لها. وجاء اختيار أخونزاده، مخالفا للتوقعات، رغم الخبرة التي يمتلكها في العمل مع "طالبان"، فهو رئيس سابق لمجلس القضاء في الحركة، فضلا عن عمله نائبا لمنصور. وكان الأقرب لتولي القيادة خلفا لمنصور، سراج الدين حقاني، الذي قالت الولايات المتحدة إنه "أخطر مسلح في العالم"، علما أنه عين الرجل الثاني في الحركة في منصب نائب أخونزاده. وقد اختير أخونزاده، بالإجماع، حسب بيان المتحدث باسم الحركة، اليوم الأربعاء، في اجتماع للمجلس الأعلى للحركة يعتقد أنه عقد في باكستان، حيث بايعه جميع أعضاء المجلس. ويبدو أن القيادة الجديدة لـ"طالبان" سيكون أمامها الكثير من العمل، لاسيما المسلح، إذ من المرجح أن يؤدي مقتل منصور إلى تبديد أي احتمال لبدء محادثات السلام.

أكدت حركة "طالبان" في أفغانستان، أن مقتل الملا أختر منصور زعيم الحركة، لن يؤثر على نشاطها، لافتة إلى أنه سيشتعل ثورة في البلاد. وقالت "طالبان"، في بيان أصدرته، اليوم الثلاثاء، عقب التأكد من مقتل منصور، أن الحركة ليست قائمة على شخص بذاته وأن نشاطها لن يضعف أو ينتهي بمقتل زعيم الحركة. ووفقا لما ذكرته وكالة أنباء "خاما" الأفغانية، قالت الحركة إنها تهدف إلى تنفيذ الشريعة الإسلامية في أفغانستان، مشيرة إلى أن مقتل أختر منصور سيشعل ثورة في البلاد. الجدير بالذكر، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، كان قد أكد أمس مقتل زعيم حركة "طالبان" الملا أختر منصور، ووصف مقتله بأنه يمثل حجر زاوية في الحرب الأمريكية على الإرهاب. وكان أختر منصور، قد تولي زعامة حركة "طالبان" الأفغانية في شهر يوليو عام 2015، عقب التأكد من مقتل الزعيم السابق للحركة الملا محمد عمر في عام 2013.

أعلن زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، تأييده لزعيم حركة طالبان الأفغانية الجديد الملا أختر منصور، خلال تسجيل صوتي بث على الإنترنت. وقال الظواهري "إلي أمير المؤمنين الملا أختر منصور.. بلغنا بمزيد من الحزن والأسى فقدنا وفقد الأمة المسلمة والمجاهدين.. لأميرنا أمير المؤمنين الملا محمد عمر مجاهد رحمه الله.. فاستمرارا على طريق الجهاد وسعيا في جمع كلمة المجاهدين.. فإني بوصفي أميرا لجماعة قاعدة الجهاد أتقدم إليكم ببيعتنا لكم". وأعلن الظواهري بذلك موقف حركته من زعامة منصور الذي ثارت خلافات بشأن تعيينه خلفا للملا عمر زعيما للحركة المتشددة التي تقاتل منذ إقصائها عن الحكم عام 2001 للإطاحة بالحكومة الأفغانية.

تواردت أنباء عن تولي الملا أختر منصور، زعامة حركة طالبان أفغانستان، بعد إعلان وفاة زعيمها السابق الملا عمر، قبل عامين في باكستان. وصرح مصدر في حركة طالبان أفغانستان يقيم في باكستان، رفض الإفصاح عن هويته، أن مجلس شورى حركة طالبان أفغانستان عقد اجتماعا مساء أمس الأربعاء، اختار فيه الملا أختر منصور زعيما جديدا للحركة. وأعلنت الرئاسة الأفغانية أمس الأربعاء، أن الملا عمر توفي قبل عامين في باكستان، كما أعلن المتحدث باسم الاستخبارات الأفغانية، حسيب صديقي، وفاة الملا عمر في أبريل 2013، في مستشفى بمدينة كراتشي بباكستان، قائلا إن الملا عمر، الذي كان مريضا للغاية، توفي بطريقة مريبة. ويعد الملا أختر الرجل الثاني في حركة طالبان أفغانستان، ورئيس مجلس شورى كويتا.