تتواصل دورة "علوم اللغة العربية" التي ينظمها معهد الدعوة والعلوم الإسلامية بإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الجامع الواقع بجانب قسم الإرشاد الديني بفريج كليب، ويقدمها فضيلة الشيخ محمد عينين علي الشنقيطي من علماء موريتانيا من كتاب النُقاية للإمام السيوطي. وقد بدأت الدورة أمس الأحد وتستمر حتى الإثنين المقبل (10/11/2014م) بواقع ثلاث ساعات يومياً بعد صلاة المغرب وذلك ضمن الدورات النوعية للمعهد لتعزيز مهارات اللغة العربية. واستهل فضيلة الشيخ محمد الشنقيطي المحاضرة بذكر مكانة كتاب النُقاية للإمام السيوطي، ونبذة عن مؤلف الكتاب ومكانته العلمية في عصره واهتمامه بالتأليف في اللغة العربية ومنها الألفية في النحو، مؤكدا أهمية مدارسة اللغة للاستفادة من كتاب الله -تعالى- والأحاديث النبوية الشريفة. وقدم المحاضر تعريفاً لما تناوله الإمام السيوطي في كتابه "النٌقاية" أربعة عشر علماً بداية من العقيدة الصحيحة التي يجب على كل مسلم أن يعرفها مروراً بعلم التفسير وفضل الحديث النبوي الشريف، وعلم الأصول، والفقه وخصوصا علم الفرائض "المواريث "، وعلم النحو والصرف من حيث إنه علم يقيم الألسنة ومن خلاله يستطيع الإنسان فهم اللغة، والإملاء، والبلاغة وهو علم المعاني وعلم البيان وعلم البديع كعلم مكمل لهما، وعلم الطب، والتصوف. وأبرز أن الدورة تتناول كل ما يتعلق بعلوم اللغة العربية، مثل علم النحو الذي هو من علوم تعديل الألسنة، وكذلك علم الإملاء والصرف والبلاغة والبيان والمعاني والبديع، مذكرا بأهم الكتب التي على طالب اللغة أن يقرأها ليصل إلى الاستفادة الحقيقية، كقراءة الآجرومية وقطر الندي، وملحة الإعراب وألفية أبن مالك وألفية السيوطي والكافي، والتسهيل لابن مالك، وكذلك اللامية في الصرف، وهذا التدرج لمن أراد أن يتعمق في اللغة ويستفيد من مكنونها، ثم تحول المحاضر إلى التعريف باللغة العربية لغة واصطلاحاً وأهمية ومكانة الإقبال عليها وتعلم فنونها من نحو وصرف وبلاغة، ثم ختم اللقاء ببيان خريطة الدورة وفوائدها.

إبداع نحوي أذهل اللجنة الخاصة بمناقشة رسالة الدكتوراه المقدمة من الباحث علي نور الدين كمبة الأسبوع الماضي بقاعة المناقشات في جامعة المنصورة بمصر، لم تكن المناقشة كسائر المناقشات، بل كانت اصطداما نحويا استسلم له المناقشون وصفق له المتابعون والحضور. وقالت اللجنة: إنها المرة الأولى في تاريخ الجامعات التي يصطدم فيها فطاحلة اللغة العربية في جمهورية مصر العربية برسالة دكتوراه في النحو والصرف بعنوان (الخلاف النحوي عند المفسرين من خلال الشواهد القرآنية في كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف للأنباري). وكان الإنجاز والمفاجأة للجنة والحضور أن الطالب قد أرفق بالرسالة (910) أبيات في قصيدة نحوية تفسيرية - من نَظم الباحث نفسه - مفسرة للبحث، مستشهدة بالقرآن الكريم خارج حسابات البحث وليست ملزمة، بل كانت إضافة إبداعية على موهبة فريدة من الباحث، مما أثار اندهاش اللجنة واستغرابهم وإعجابهم واكتفوا بقول "بسم الله ما شاء الله". وتمت مناقشة الباحث للتأمل في الإبداع النحوي فقط، ومن بعض الجمل والكلمات التي قالها المناقشون للباحث: هذا البحث إضافة جديدة للمكتبة النحوية وأن الدكتور/علي كمبة لا يعيش في عصرنا، بل في عصر الأنباري وسيبويه، وأن هذه الرسالة ستكون فخراً للرسائل العربية في هذا العصر. قدمت لجنة المناقشة تقريراً مرفقا بالنظم النحوية (910) أبيات مع الرسالة إلى مشيخة جامعة الأزهر وطالبوا بتشكيل لجنة من المتخصصين النحويين لتحليلها وتدقيقها واعتبروا ذلك إنجازا لم يحدث في الجامعات المصرية في هذا التخصص. فوفق الله الدكتور/ علي نور الدين كمبة، فحاز على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.