تقول الحكاية بأنه في صباح يوم أمس الإثنين واليوم الثلاثاء بدت شوارع الدوحة وكأنها في يوم عطلة رسمية، وبدت الكثير من الدوائر الحكومية والوزارات والمؤسسات والهيئات وكأنها ليست في يوم عمل رسمي، فقد يخال إليك عند دخولها وكأنك تدخل مدرسة في يوم الجمعة الساعة 7 صباحاً. ربما يعود الأمر إلى مزاج عام يتوارثه الموظف وينشط بين المكاتب والعاملين وينتقل كالعدوى بين أفراد المجتمع، ليعلنوا جميعهم وبلا شعور أو اتفاق مسبق، بأن بعد يوم 18 ديسمبر من كل عام هي إجازة جماهيرية بأمر الشعب، ومن يخالف فقد خالف عرفا وعادة سنوية باتت مستحقة بحكم الواقع. بالطبع لا يمكن شمل جميع الدوائر الحكومية والوزارات والمؤسسات والهيئات، ولا الحديث هنا عن كل الموظفين أو العاملين، فالحديث عن بعضها وعن بعض الموظفين على كثرتهم. وبما أن هذا التقرير ساخر وهزلي وغير حقيقي وغير موضوعي وغير محايد والأحداث الواردة به خيالية ولا تمت للواقع بصلة وأي تشابه بينها وبين الواقع أغرب من الخيال، فإن هناك عدد من الموظفين لا يعملون في أيام الدوام العادية خلال العام أصلا، فهؤلاء فكرة الدوام لديهم بعد 18 ديسمبر، تبدو فكرة خيالية وغير موضوعية هي الأخرى وليس لها علاقة بالواقع. مالذي يحدث في قطر بعد 18 ديسمبر؟ يقول أحد المواطنين (موظف) وهو صاحب فكرة هذا التقرير بأن الناس بطبيعتها تميل للإجازة والعطل الدورية والجلوس مع الأصدقاء بعد أشهر من العمل المتواصل، ويضيف بأن شهر ديسمبر هو واحد من أكثر شهور العام في قطر عملا وجهداً وبالتحديد ديسمبر هذا العام الذي جاءت فيه احتفالات اليوم الوطني بالتزامن مع مونديال كأس العرب. المثير في هذا الموضوع بأنك عندما تسأل أحد عن سبب ما يحدث لكثير من العاملين بعد 18 ديسبمر، تجده ينظر إليك ويبتسم ويقول لك بكل هدوء كل عام وانت بخير، دون أي توضيح او إشارة أو إيماء يمكنك أن تستخلص منه إجابة واضحة، وكأن الأمر معرف وعادي ولا يحتاج لشرح أو تفاصيل.. بعد 18 ديسمبر مافي شغل يا حبيبي مر عليَ بداية العام. وبداية العام هذه بالتحديد باتت هي الأخرى كلمة دارجة بين أفراد المجتمع، فكل طلب شخصي أو عام مستعجل أو بدون استعجال، تكون الإجابة عليه كلمني بعد اليوم الوطني اي اتصل بي في بداية السنة الجديدة. تصفية الأجازات السنوية يرى البعض بأن بعد 18 ديسمبر يقدم الكثير من الموظفين ما تبقى لديهم من رصيد أجازاتهم السنوية قبل أن تلغى اول يتم تحويلها مع بداية العام الجديد، فيتم حصر هذه الأجازات بعد اليوم الوطني، الأمر الذي يجعل الكثير من المؤسسات الحكومية والخاصة تظهر وكأنها فارغة وتبدو الشوارع أكثر هدوءً وانسيابية. وهنا لا نريد الدخول كثيراً في تفاصيل ومطالب بأن قضية الإجازات في الدوائر الحكومية تتطلب دراسة مفصلة لتوزيعها على الموظفين، حتى لا تجتمع الإجازات كلها في فترة زمنية واحدة، مما يتسبب بوقف حال الناس وتعطل قضاء حوائجهم، ولكن مع هذا لا بد من وجود سبب مباشر لحالات عدم الرغبة في العمل بعد 18 ديسمبر. السفر يذهب البعض للقول بأنه بات معروفاً بين الناس في قطر أن موعد السفر والسياحة الشتوية هو بعد 18 ديسمبر، فبعد فرحة اليوم الوطني والفعاليات والنشاطات الكثيرة، يأتي موعد السفر لأحد الدول المجاورة لزيارة الأهل والاقارب، أو لتركيا أو السفر لأوروبا وأمريكا على أن يكون موعد العودة في بداية العام الجديد، وكل عام وانتم بخير.