وقع 170 مزارعا فلسطينيا من محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة من أصل 533 مزارعا متضرراً من العدوان، عقود استفادة من مشروع إعادة تأهيل قطاع الدواجن واللحوم الحمراء، الممول من مجلس التعاون الخليجي بإدارة البنك الإسلامي للتنمية- جدة، وتنفيذ مكتب قطر الخيرية في قطاع غزة. وبلغت قيمة المشروع أكثر من 7 مليون ريال قطري، من المقرر أن يجري تسلميها على المتضررين كل حسب احتياجاته على دفعات، بناء على استفادة المزارعين من التعويضات. وخلال حفل توقيع عقود الاستفادة الذي وقع في بلدية خانيونس جنوب قطاع غزة، قال المهندس محمد أبو حلوب مدير قطر الخيرية في قطاع غزة :"قطر الخيرية ومن خلفها البنك الإسلامي للتنمية في جدة ودول مجلس التعاون الخليجي، يؤكدون التزامهم تجاه الوقوف بجانب اشقائهم من الشعب الفلسطيني". وأكد أبو حلوب أن العمل في هذا المشروع جاء بالتنسيق والتعاون الكامل مع الجهات الفلسطينية المختصة، والتي كان على رأسها وزارة الزراعة، من أجل الوصول إلى توجيه سليم وتوزيع عادل لميزانية المشروع المتوفرة على الجزء المختار من أصحاب المزارع المتضررة خاصة تلك التي تضررت خلال العدوان الإسرائيلي عام 2008 وما سبقه من اجتياحات إسرائيلية استهدفت جميع محافظات قطاع غزة. وخاطب المستفيدين قائلا "ندرك أن أي تعويض أو منحة مالية سيقدمها المشروع ستكون بمثابة النزر اليسير أمام خسائركم ومعاناتكم"، موضحا أن المشروع يقدم الدعم لحوالي 533 من المزارعين المتضررين في مختلف محافظات غزة. وقدم أبو حلوب شكره إلى المساهمين في تمويل المشروع وإدارته وعلى رأسهم برنامج دول مجلس التعاون الخليجي لإعادة إعمار قطاع غزة، والبنك الإسلامي للتنمية في جدة، إضافة إلى الطواقم الوطنية وخاصة أعضاء اللجنة التوجيهية الخاصة بالمشروع والطواقم الفنية والادارية. بدوره عبر عادل عطا الله وكيل مساعد وزارة الزراعة، عن عميق شكره لمكتب قطر الخيرية في قطاع غزة على الجهود التي يبذلها من أجل دعم قطاع الزارعة وتحسين مستوى الإنتاج الحيواني. وأكد عطا الله على أن وزارته سعيدة بالتعاون مع قطر الخيرية لأجل خدمة متضرري العدوان على قطاع غزة من المزارعين، مشددا على أهمية أن يستفيد المتضررين بشكل أمثل من التعويضات التي يقدمها المشروع للاستنهاض بالمزارع المدمرة. في غضون ذلك، شكر عماد الأغا مسؤول العلاقات العامة في بلدية خانيونس، جهود دولة قطر المبذولة في خدمة القطاعات المختلفة في غزة بما في ذلك قطاع الزراعة والإنتاج الحيواني. وقال الأغا "في الوقت الذي أنقل لكم فيه شكر رئيس بلدية خانيونس وطاقمها، فإننا نثمن الجهود المعطاءة التي تبذلها الشقيقة قطر وكذلك مكتب قطر الخيرية في قطاع غزة، لما لذلك من أثر واضح في تحسين البنى التحتية وإعادة ترميم ما دمره الاحتلال الإسرائيلي في غزة" في الأثناء عبر المزارع نافع أبو دراس في كلمة نيابة عن المزارعين، قطر حكومة وشعبنا ومؤسسات على دورهم في تعويض متضرري الحرب من المزارعين، مشددا على أهمية أن تواصل قطر دورها في خدمة قطاع غزة الذي يعاني من جراء الحصار الخانق. تجدر الإشارة إلى أن قطر الخيرية كانت قد نفذت خلال الفترة الأخيرة وفي نفس الإطار المتمثل في مشروع إعادة تأهيل وتنمية المناطق الزراعية في قطاع غزة بئر مياه لصالح 50 مزارعا من مزارعي قرية (أم النصر) شمال القطاع، وسلمته لوزارة الزراعة. ويغذي البئر المذكور 100 دونم زراعي، بما يخدم 50 مزارعاً فلسطينياً يعانون من شح المياه في مثل هذه المنطقة المهمشة، الأمر الذي يتيح لهم الاستثمار من خلال تنشيط الزراعة وتنوع المحاصيل. كما نفذت قبل ذلك مشروع توفير مياه الشرب للفقراء، والذي من المقرر أن تستفيد منه أكثر من 3000 أسرة غزاوية فقيرة، وتنفذ قطر الخيرية في ضوء مساعيها لمواجهة أزمة المياه الحاصلة في قطاع غزة، مشروع ترشيح مياه الأمطار وحقنها في الخزان الجوفي في نحو 30 مدرسة حكومية، من أجل المساعدة في الحد من الشح الذي يعانيه سكان القطاع، وقد تم تمويل هذه المشاريع التي نفذتها قطر الخيرية من طرف مجلس التعاون الخليجي بالتعاون مع البنك الإسلامي للتنمية- جدة. وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في تقرير أعدته حول الموضوع من خطورة الوضع المائي في قطاع غزة، وقال التقرير إن العام 2016 سيكون كارثيا إذا استمر الوضع الحالي، مشيرا إلى أن القطاع بحاجة إلى محطات تحلية أكثر من حاجته إلى الطرق مائة مرة، على حد وصفه.