في زمن الغرائب توقع كل شيء .. في ظل وجود إعلام مضلل يروج للأكاذيب والفبركات الإعلامية لخدمة أنظمة فاسدة لم تراع الإنسانية ولا المواطنة ولا العدالة الاجتماعية، فيمكن أن تكون اليوم جالسا بين أفراد أسرتك تشاهدون التلفاز في جو أسري حميم .. ثم فجأة تعلن القناة التي تشاهدها خبر إصابتك بفيروس كورونا وتعلن سلطات بلادك في خبر آخر عن وفاتك!! .. وبالطبع كل ذلك لايمكن أن يحدث إلا إذا توفرت البيئة الإعلامية الملوثة التي تفتقر للأخلاق المهنية وشرف العمل الصحفي وبالضرورة وجود السلطات والانظمة الحاكمة التي تمارس الانتهاكات ضد مواطنيها وتقتات على ظلمهم وعلى الفساد .. أن تكذب أكثر ثم تكذب وتكذب حتى يعلم الناس أنك كذاب أشر .. ربما هذا أفضل ما يمكن أن يوصف به حال قناة العربية التي أطلق المشاهدون العرب في مشارق الأرض ومغاربها عليه لقب العربية أن تكذب أكثر.. وهو وصف ينطبق أيضا على السلطات الصحية المصرية التي تحاول أن تخفي العدد الحقيقي للإصابة بفيروس كورونا في مصر .. فالعربية ووسائل الإعلام والمؤسسات الصحية المصرية مارسوا أكاذيبهم بنقل خلاف ما يقوله الواقع بل نشروا أخبارا كاذبة لتضليل الرأي العام وتغييبه عن واقع انتشار الفيروس وعدم القدرة على الحد من انتشاره أو مكافحته. ولكن هذه المرة لم تسلم الجرة .. بعد أن فضح مواطن مصري سلطات بلاده والإعلام التابع لها وقناة العربية ، وذلك عبر مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع في وسائل التواصل الإجتماعي ، يروي فيه ما تعرض له من صدمة.. يقول المواطن المصري إنه كان جالسا في مكتبه في اجتماع فوصلته رسالة من زوجته على الواتس آب ولكن لأنه كان مشغولا قرر أن يفتح الرسالة ويرد عليها عقب انتهاء الإجتماع ، وعندما رأت الزوجة أن زوجها لم يقرأ الرسالة أتصلت على هاتفه ولم يجب فكررت الاتصال مرات عديدة في إلحاح جعل الزوج يشك أن هناك أمرا مهما فقرر الرد عليها .. وعندها سألته الزوجة : هل قرأت رسائلي التي أرسلتها .. فقال لها لا .. فقالت له أقرأها .. يقول الزوج : عندما قرأت الرسالة وجدت أن صورتي تم بثها على إحدى القنوات المشهورة ومكتوب عليها : أول مصاب في مصر بفيروس كورونا.. وأن العدوى انتقلت إليه من سيدة جار البحث عنها حتى لا تنقل العدوى إلى آخرين .. وبالتأكيد القناة المقصودة هي قناة العربية حيث نشرت تغريدة على حسابها الرسمي الموثق على موقع تويتر تغريدة بصورة الزوج المسكين صاحب الفيديو وكتبت فيها: تفاصيل عن أول مصاب بكورونا في مصر.. والفيروس انتقل إليه من إمرأة.. أين هي وهل خالطت غيره؟. وفي تعليقه عبر المواطن المصري صاحب الفيديو عن هول صدمته بالقول إنه في لحظة واحدة أصبح شخصا موبوءا وخائنا!!.. وطبعا الأمر لم يتوقف عند هذا الحد .. فالتنسيق بين إعلام السلطات يشمل نطاقا واسعا يمتد إلى درجة التنسيق مع النشطاء والإعلاميين الإسرائيلين للترويج للأكاذيب والفبركات الإعلامية ، حيث واصل المواطن المصري سرد قصته ليقول: لم أكد أفيق من الصدمة حتى خرجت وزارة الصحة المصرية وأعلنت عن خبر جاء فيه: الصحة تعلن اكتشاف ثاني إصابة بفيروس كورونا في مصر .. ثم يعلق قائلا أنا.. ولم تنتظر الصحة المصرية كثيرا لتخرج وتعلن في خبر ثان: الصحة تعلن إصابة مصري قادم من صربيا بفيروس كورونا .. ويعلق ساخرا :أنا وبعد أن قامت العربية والسلطات الصحية المصرية بدورهم في المسرحية كان لا بد أن تؤدي بقية الجوقة دورها ليكتمل المشهد ، فيقول الزوج المصري : إيدي كوهين الإعلامي الإسرائيلي المدون على تويتر ينشر تغريدة يقول فيها إن كندا تسجل إصابة بكورونا جاء من مصر قبل أيام ... يعلق الزوج على التغريدة : أنا . إلى هنا وما زالت الصدمات والمفاجئات تتوالي على المواطن المصري الذي وجد نفسه وسط بحر هائج من الأكاذيب .. ليسقط عليه الخبر الأخير كالصاعقة .. فيقول إن خبرا عاجلا نشرته وسائل الإعلام جاء فيه: عاجل مصر تعلن أول حالة وفاة بفيروس كورونا .. وطبعا المتوفي أنا.. وكانت كل الأخبار منشورة معها صورته الشخصية. وفي نهاية الفيديو يعلق المواطن المصري المغلوب على أمره بالقول: يعني أول حالة كورونا في مصر أنا وثاني حالة في مصر أنا والمصري الذي جاء من صربيا يحمل فيروس كورونا أنا والمصري الذي ذهب إلى كندا وهو مصاب بكورونا أنا وأول حالة وفاة في مصر بسبب كورونا أنا ليختتم الفيديو قائلا.. البقاء لله.

شنّ الإعلام المصري حملة على القنوات التي بثت المظاهرات التي اندلعت في مصر منذ الجمعة ضد الرئيس السيسي، فكان نصيب بي بي سي والحرة حجب موقعيهما، بينما نالت الجزيرة اتهامات معتادة بالتلفيق. وانضمت إلى الحملة السياسية أذرع إعلامية وفنية، حيث غرد الممثل المصري محمد رمضان متهما الجزيرة بفبركة الأخبار والفيديوهات من أجل زعزعة أمن واستقرار الدولة المصرية، مضيفا أن الجزيرة نشرت فيديو له وسط جمهوره ونشرته على أساس أنه مظاهرة عارمة. وختم رمضان -الذي اشتهر بشكل مفاجئ في السنوات القليلة الأخيرة- بتوجيه العتاب للجزيرة، متسائلا: لماذا الفبركة، ولماذا كل هذا الكره لبلدي مصر أم الدنيا. لكن الجزيرة ردت بشكل بسيط على هذا الاتهام عبر مذيعها جلال شهدا الذي كشف أن رمضان هو من لفّق الفيديو، حيث إنه أذاع فيديو آخر غير الذي أذاعته الجزيرة. المثير أن إعلام السيسي حرص على ترديد نغمة اتهام الجزيرة، ربما ليخفف على جمهوره وطأة التظاهرات ضد السيسي التي لم تكن متوقعة من جانب الكثيرين بالنظر إلى حالة القمع الشديد وتكميم الأفواه التي تشهدها مصر في السنوات القليلة الأخيرة. ولم يجد هذا الإعلام جهة ذات مصداقية يروّج بها لروايته إلا الجهة التي يتهمها نفسها، فتداول منشورا باسم الجزيرة يدعي أنها اعتذرت لمشاهديها عن إذاعتها فيديوهات لتظاهرات تبين أنها تعود إلى ثورة يناير 2011، وهو ما دفع الجزيرة إلى الرد على صفحتها عبر تويتر موضحة أن هذا البيان مكذوب، وأنها لم تنشره على أي من منصاتها. وذلك بحسب الجزيرة نت.