أجرى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مساء اليوم، اتصالا هاتفيا مع أخيه فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية الشقيقة هنأه سموه خلاله على موافقة الشعب التركي الشقيق على التعديلات الدستورية في الاستفتاء التاريخي الذي جرى اليوم للانتقال من نظام الحكم البرلماني إلى نظام الحكم الرئاسي، والتي أكدت ثقة الشعب التركي في قيادة فخامته، متمنيا له سموه دوام التوفيق وللعلاقات الوطيدة بين قطر وتركيا مزيدا من التطور والنماء.

قال بن علي يلدريم، في أعقاب التصويت بـ"نعم" على التعديلات الدستورية التركية، إنه يهنئ (بشكل خاص) "مليونا و269 ألف ناخب شاب صوتوا اليوم للمرة الأولى في حياتهم". وأشار يلدريم إلى أنه "بحسب النتائج غير الرسمية فالاستفتاء الشعبي الذي ينص على الانتقال للنظام الرئاسي تكلل بـ(نعم)". وأكد يلدريم أن الاستفتاء "فتح صفحة جديدة في تاريخنا الديمقراطي وليتأكد الجميع أن نتيجته ستنعكس إيجابا على رفاه وأمن شعبنا". وأثنى يلدريم على الشعب التركي، الذي قال إنه "ردّ بالشكل المناسب في صناديق الاقتراع على القوى الخارجية المعادية لتركيا وعلى منظمتي (بي كا كا) و(فتح الله جولن)".

قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو:"بعد اليوم هناك تركيا جديدة، سيكون فيها الاستقرار والأمان، وستصل إلى أهدافها لأعوام 2023، و2035، و2071". جاء ذلك في كلمة له أمام حشد غفير من المؤيدين للتعديلات الدستورية أمام مقر حزب العدالة والتنمية في ولاية أنطاليا جنوب غربي البلاد اليوم الأحد. وأشار جاويش أوغلو إلى أن رئيس الوزراء(بن علي يلدريم) سيلقي كلمة في وقت لاحق اليوم، وقال "أشكر رفاق الدرب في قضيتنا، وكوادرنا، والمتطوعين الذين وقفوا في مراكز الاقتراع، وكل من سخّر نفسه لهذه القضية حتى اليوم". وأضاف "عملنا من أجلكم ليل نهار، ولم يبق مكان لم نذهب إليه من أجلكم، وساهمنا بما في وسعنا من أجل أن تخرج نتيجة الاستفتاء بنعم". مع جانبه ذكر النائب في البرلمان عن حزب العدالة والتنمية "مصطفى كوسا"، أنهم عاشوا لحظة تاريخية، ووضعوا بصمة في التاريخ من خلال الأصوات التي أدلوا بها والاجتماعات والتجمعات التي نظموها خلال الفترة الماضية.

تصدرت "بايبورت"، شمال شرقي تركيا، قائمة الولايات ذات الأغلبية الداعمة للتعديلات الدستورية في الاستفتاء الشعبي الذي أجري اليوم الأحد داخل البلاد، بعد فرز 98.64% من صناديق الاقتراع. وذكر مراسل الأناضول، أن 51.46% من الناخبين صوتوا بـ "نعم"، و48.54% بـ "لا" بعد فرز 98.64% من صناديق الاقتراع. وأشار المراسل، إلى أن بايبورت"، تصدرت قائمة الولايات الداعمة للتعديلات الدستورية، فيما تربعت "تونج إيلي"(وسط شرق) على لائحة الولايات الرافضة لتلك التعديلات. وأوضح أن 81.79% من الناخبين في بايبورت صوتوا بـ "نعم"، في حين صوت 80.07% من الناخبين في تونج إيلي صوتوا بـ"لا".

توقع وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكجي، زيادة ملموسة في الاستثمارات الأجنبية ببلاده عقب الاستفتاء المرتقب في 16 أبريل الحالي على تعديلات دستورية تشمل الانتقال إلى النظام الرئاسي. وقال زيبكجي، خلال استضافته في اجتماع المحررين بمقر وكالة الأناضول في أنقرة: "عقب 16 أبريل، سندخل مرحلة إيجابية للغاية فيما يتعلق بزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والطلب على الأصول التركية". وأردف أن هذا الأمر من شأنه خفض سعر الفائدة، وزيادة الاستثمارات عموما. وشدد زيبكجي على أن تركيا بالرغم من كل شيء، جذبت استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 13 مليار دولار العام الماضي. وبخصوص نسبة التضخم، أعرب عن اعتقاده بانخفاضها اعتبارا من شهر مايو المقبل، لتصل إلى نحو 8.5% مع حلول نهاية العام الحالي. وحول استمرار روسيا في فرض قيود على استيراد بعض المنتجات الزراعية من تركيا رغم تطبيع العلاقات، قال زيبكجي إن هناك اجتماعا مرتقبا مع الجانب الروسي، في غضون نحو أسبوع، لمناقشة هذا الأمر. وأكد الوزير التركي أن القيود لا تعود بالنفع على أي دولة، وأن البلدين يخسران.

انتهت، الأحد، عملية تصويت المواطنين الأتراك في عدد من دول العالم، التي أقامت فيها السلطات التركية مراكز اقتراع، للتصويت على التعديلات الدستورية. وصوت الأتراك في السعودية، في مركز اقتراع أقيم في مقر السفارة التركية بالعاصمة الرياض ومركز آخر في القنصلية التركية بمدينة جدة، حيث شارك 8 آلاف و322 ناخب تركي، من أصل 25 ألف و743، أي بنسبة مشاركة بلغت نحو 30%. وفي جورجيا، انتهت عملية التصويت، في مركزي اقتراع، أقيم الأول في مبنى السفارة التركية بالعاصمة "تبليسي" والثاني بالقنصلية التركية في مدينة "باتومي". وقال مسؤولو لجنة تنظيم عملية الاستفتاء في جورجيا، إن 711 ناخبًا أدلوا بأصواتهم في الاقتراع، من بين ألف و789 تركيًا يحق لهم الانتخاب في جورجيا. وفي قيرغيزيا، انتهت عملية تصويت الأتراك، في الاستفتاء الشعبي المذكور. وقال متين قليج، السفير التركي لدى العاصمة القيرغيزية بيشكك، إن 874 ناخبًا أدلوا بأصواتهم في الاستفتاء، من أصل ألف و994 تركيًا يحق لهم الانتخاب في قيرغيزيا. وأوضح قليج أن السفارة التركية فتحت أبوابها أمام الأتراك لكي يشاركوا في التصويت يومي السبت والأحد. إلى ذلك، انتهت عملية التصويت في مراكز الاقتراع بكازاخستان، بمشاركة ألف و553 من أصل 4 آلاف و443 ناخب. كما انتهت عملية التصويت في مراكز الاقتراع بكل من جمهورية جنوب إفريقيا والمملكة المتحدة. وصوت الأتراك الذين يعيشون في جنوب إفريقيا، والموزمبيق، وزامبيا، ومملكة سوازيلاند، وزيمبابوي، ومملكة ليسوتو، في مراكز الاقتراع أقيمت بجمهورية جنوب إفريقيا. يذكر أن عدد الأتراك المسجلين الذين يحق لهم التصويت في جنوب إفريقيا يبلغ ألف و61 شخصاً، صوت منهم 346. كما أنتهت عملية الاقتراع في لبنان، حيث أدلى ألف و142 تركي بأصواتهم، من أصل 4 آلاف و224 ناخب مسجلون في لبنان. ويبلغ إجمالي عدد الناخبين الأتراك في الخارج، مليونين و927 ألف ناخب، لهم الحق في الإدلاء أصواتهم في مراكز الاقتراع التي أقيمت في 1200 ممثلية دبلوماسية تركية لدى 577 دولة. ونشرت الجريدة الرسمية التركية في 11 فبراير الماضي، قانونًا يتيح طرح التعديلات الدستورية الخاصة بالتحول إلى النظام الرئاسي في استفتاء شعبي، سيجرى داخل تركيا في 16 أبريل الجاري. كما تنص التعديلات على رفع عدد نواب البرلمان التركي من 550 إلى 600 نائبًا، وخفض سن الترشح لخوض الانتخابات العامة من 25 إلى 18 عامًا. ومن أجل إقرار التعديلات الدستورية في البلاد، ينبغي أن يكون عدد المصوتين لصالحها أكثر من 50% من الأصوات (50%+1).

شهدت البعثات الدبلوماسية التركية في ألمانيا، اليوم الأحد، إقبالاً كثيفاً من المواطنين الأتراك، خلال التصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، إذ وصلت طوابير المواطنين في بعض الأحيان لـ 500 متر. وقالت شعلة جورل، القنصل التركي العام في مدينة "دوسلدورف" الألمانية، في تصريح صحفي، إن "عدد الناخبين أمس السبت وصل إلى 4 آلاف و500 شخص". وتوقعت جورل أن "يصل عدد المصوتين اليوم إلى نحو 9 آلاف شخص". وتستمر عمليات التصويت، التي بدأت الاثنين الماضي، حتى 9 من أبريل الحالي. ويبلغ عدد الناخبين الأتراك في الخارج مليونين و927 ألف ناخب، سوف يدلون بأصواتهم في مراكز الاستفتاء، في 120 ممثلية دبلوماسية تركية في 57 دولة. ونشرت الجريدة الرسمية التركية في 11 فبراير الماضي، قانونًا يتيح طرح التعديلات الدستورية الخاصة بالتحول إلى النظام الرئاسي، في استفتاء شعبي. ومؤخراً، أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات في تركيا سعدي غوفن، أن الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية سيجري في 16 أبريل الجاري.

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأحد، إنّ "الشعب التركي سيلقّن القادة الأوروبيين في السادس عشر من أبريل الجاري (موعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية)، درساً لن ينسوه". وجاءت تصريحات أردوغان هذه في خطاب ألقاه خلال مشاركته في افتتاح عدد من المشاريع التنموية والحيوية بالعاصمة أنقرة. وعلّق أردوغان على رفع لافتة أمام البرلمان السويسري مؤخراً تدعو لقتله، قائلاً: "ارتدينا أكفاننا قبل أن نبدأ مسيرتنا، فالطيب أردوغان لن يموت بناء على رغبتكم، فالأعمار بيد الله". وأضاف "ذهب جميع زعماء الاتحاد الأوروبي إلى الفاتيكان للاستماع إلى البابا، هل أدركتم لماذا يرفضون عضوية تركيا منذ 54 عامًا؟ أقولها بكل وضوح وصراحة، إنه التحالف الصليبي، والسادس عشر من نيسان سيكون موعدًا للرد". وتشهد تركيا في 16 أبريل الجاري استفتاء شعبيا على تعديلات دستورية أقرها البرلمان وتشمل الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي. كما تنص التعديلات على رفع عدد نواب البرلمان التركي من 550 إلى 600 نائبًا، وخفض سن الترشح لخوض الانتخابات العامة من 25 إلى 18 عامًا. وفي هذا السياق، قال أردوغان إنه كان يؤيد الانتقال بالبلاد إلى النظام الرئاسي منذ أن كان يشغل منصب رئاسة بلدية إسطنبول أواخر تسعينات القرن الماضي. وأضاف أنّ "كثرة الاعتداءات التي واجهت الحكومات التي ترأسها، خاصة بعد 2012، لم تتح الفرصة لطرح هذه المسألة للنقاش". وفيما يتعلق بمكافحة المنظمات الإرهابية التي تهدد أمن وسلامة تركيا، شدد أردوغان على أنّ بلاده ستستمر في "مطاردة الإرهابيين وستواصل مكافحتهم حتى زوال خطرهم مهما كان الثمن باهظاً". وانتقد أردوغان زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض قائلاً: "(كمال) قليجدار أوغلو يتهمنا بأننا نصف رافضي التعديلات الدستورية بأنهم إرهابيون، هذا كذب ومحض افتراء". وتابع القول "نكنّ كل الاحترام والتقدير للمؤيد والرافض لهذه التعديلات، وهذا نابع من إيماننا وتمسكنا العميق بالديمقراطية".