رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
اجتماعات الدوحة تبحث التمكين الاقتصادي لأفغانستان

أحرزت المحادثات الأفغانية الأمريكية في الدوحة تقدما مهما من أجل حل الأزمة الأفغانية مما يعطي آمالا في تحسن الأوضاع الانسانية والاقتصادية للشعب الأفغاني وتواصل دولة قطر القيام بجهود الوساطة وتسيير المفاوضات. أبرز تقرير لشبكة تولو نيوز أن القائم بأعمال وزير الخارجية أميرخان متقي التقى مع الوفد المرافق له في قطر بسفراء وممثلي عدد من الدول بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وإسبانيا وكوريا الجنوبية وهولندا وإيطاليا وأستراليا وكندا.وبحسب حافظ ضياء أحمد تاكال، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية، فإن متقي أطلع المشاركين في الاجتماع على التطورات السياسية والاقتصادية والأمنية والحوكمة في أفغانستان.وقال إن «متقي والوفد المرافق له قدموا رداً مفصلاً وقالوا إن هذه الوفود يجب أن تكون موجودة في أفغانستان وأن ترى واقع أفغانستان عن قرب بدلاً من مواصلة عملها من الخارج». في غضون ذلك، قال رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان في قطر بالدوحة، سهيل شاهين، إن الحقائق على الأرض في أفغانستان والتقارير الإعلامية في الخارج تتعارض مع بعضها البعض. وبين: «يحتاج العالم إلى تقييم يستند إلى الحقائق والحكم على الدولة من أجل نهج واقعي وتحقيقا لهذه الغاية فإن اللقاءات بين وفود الإمارة الإسلامية والعالم ضرورية ومثمرة». محادثات مثمرة وتابع تقرير الشبكة الأفغانية: في غضون ذلك، ناقش متقي، في لقائه مع سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والتجارية، وفقًا لمتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية. وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي نجيب رحمن شمال إن المجتمع الدولي قد يسعى لمساعدة الشعب الأفغاني من خلال تعزيز العلاقات مع الحكومة الأفغانية الحالية. وأضاف «بالنظر إلى النتائج الإيجابية لهذه المفاوضات ربما تكون دول العالم مستعدة لمساعدة الشعب الأفغاني من خلال تعزيز العلاقات والمشاركة مع الحكومة المؤقتة». وقال المحلل العسكري صادق شينواري: «لقد أكد العالم، ولا سيما دول المنطقة، على الدوام أنه يجب أن يكون هناك دولة شرعية وشاملة في أفغانستان «. وتابع التقرير: حث المسؤولون الأمريكيون،وهم الممثل الخاص لأفغانستان توماس ويست والمبعوثة الخاصة للنساء والفتيات الأفغانيات وحقوق الإنسان رينا أميري، ورئيسة البعثة الأمريكية إلى أفغانستان ومقرها في الدوحة، كارن ديكر طالبان على التراجع عن السياسات المسؤولة عن تدهور حالة حقوق الإنسان في أفغانستان، خاصة بالنسبة للنساء. وأعرب المسؤولون الأمريكيون عن قلقهم البالغ بشأن عمليات الاحتجاز والقمع الإعلامي والقيود المفروضة على الممارسات الدينية. وعبرت الولايات المتحدة عن دعمها لمطالب الشعب الأفغاني باحترام حقوقه ولصوته في تشكيل مستقبل البلاد. وغردت المبعوثة الخاصة للنساء والفتيات وحقوق الإنسان في أفغانستان رينا أميري بأنها ناقشت في الاجتماع إزالة القيود المفروضة على النساء والفتيات، بما في ذلك الوصول إلى التعليم والعمل ؛ الإفراج عن المعتقلين ؛ ووضع حد للعقاب البدني، وقمع وسائل الإعلام وحرية التعبير. وقالت:»أكدنا أن احترام حقوق الإنسان أمر أساسي لتحقيق الأمن والتقدم الاقتصادي والاستقرار، الحفاظ على الأمل ورأس المال البشري. وتحسين المكانة مع المجتمع الدولي «. كما غرد الممثل الخاص لأفغانستان توماس ويست: «اختتمنا يومين من الاجتماع مع كبار ممثلي طالبان والتكنوقراط الأفغان في الدوحة بشأن: المصالح الحيوية في أفغانستان. ناقشنا الوضع الاقتصادي للبلد، وحقوق الإنسان، والاحتياجات الإنسانية، والالتزامات الأمنية، والشمولية، وقضايا مكافحة المخدرات، «في غضون ذلك، قال عدد من المسؤولين في الإمارة الإسلامية إن الاجتماعات كانت مفيدة. وقال سهيل شاهين، إن وفد الإمارة الإسلامية أجرى مناقشات مثمرة مع الفريق الأمريكي في الدوحة.

704

| 03 أغسطس 2023

عربي ودولي alsharq
برلين تثمن دور الدوحة كنقطة اتصال رئيسية لمعالجة الأزمة الأفغانية

وصلت عمليات الإجلاء الجوي المتسارعة التي يشهدها مطار كابول، منذ الـ14 اغسطس، أي قبل يوم واحد من سيطرة حركة طالبان على العاصمة الافغانية، الى خط النهاية بحسب المهلة المقررة اليوم الـ31 من اغسطس الجاري، والتي تقضي بانسحاب القوات الاجنبية من افغانستان، وسط اجواء مشحونة بالتوتر نظرا للتهديدات الامنية وضيق الوقت، وهو ما جعل الرئيس الأمريكي جو بايدن، يصفها بأنها أصعب عملية إجلاء في التاريخ باعتبار الظروف التي تتم فيها والسقف الزمني المحدد لها. ولعبت دولة قطر دورا بارزا في تأمين عبور عشرات الآلاف من الرعايا الغربيين والأفغان الراغبين في مغادرة بلادهم. ووسط إشادات دولية بالدور الذي تقوم به دولة قطر في تسهيل عمليات الإجلاء من العاصمة الافغانية كابول، يصل اليوم، السيد هايكو ماس وزيرالخارجية الألماني، الى الدوحة في زيارة تستغرق يومين، لبحث عدد من الملفات الرئيسة حول افغانستان. وذكر السيد ماس أنه سيلتقي هناك، الدبلوماسي ماركوس بوتسل ممثل الحوار للحكومة الألمانية مع حركة طالبان، الذي يتفاوض مع ممثلين عن الحركة في دولة قطر. وكان من المفترض أن بوتسل سفير لدى كابول في أغسطس الجاري، قبل التطورات المتسارعة التي شهدتها افغانستان، وعقب سيطرة طالبان على السلطة، تم إغلاق السفارة الألمانية هناك وغادر جميع الدبلوماسيين الألمان البلاد. ونقلت وكالة الانباء الالمانية، أن وزير الخارجية الألماني قال، إنه لا يريد التحدث بنفسه مع حركة طالبان بشأن الأفغان الراغبين في مغادرة البلاد، مشيرا الى أن الدبلوماسي بوتسل يقوم حاليا بمفاوضات في دولة قطر مع وفد طالبان. وأضاف ماس، هذه هي القناة التي نستخدمها، مضيفا أن الوضع سيستمر على هذا النحو. وتأتي تصريحات وزير الخارجية الألماني، خلال زيارته الى العاصمة الأوزبكية طشقند، ومن المقرر ان تشمل سلسلة زياراته دولة قطر وكلا من طاجيكستان وباكستان بعد زيارته الى تركيا أول أمس. *شريك مركزي وفي سياق متصل، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إلى أن دولة قطر لعبت دورا مهما في عمليات الإجلاء وحركة الطيران في أفغانستان، معتبراً أنها الشريك المركزي للحديث في القضايا المتعلقة بأفغانستان. وبدورها، وزارة الخارجية الألمانية قالت إن دولة قطر لعبت دورا وصفته بالحقيقي والقيادي، في تأمين عبور آمن للمواطنين الألمان والأجانب من العاصمة الأفغانية كابول. وأضافت الوزارة، في تغريدة على تويتر، أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، عبر خلال اتصال هاتفي مع نظيره سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن امتنان بلاده لدولة قطر في تأمين مسار العبور الآمن. والاثنين الماضي، تلقى سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، اتصالا من السيد هايكو ماس وزير خارجية ألمانيا، لبحث آخر التطورات الميدانية في أفغانستان الأمنية والسياسية. وأكد وزير الخارجية خلال الاتصال، على أهمية حماية المدنيين وضرورة تكثيف الجهود اللازمة لتحقيق المصالحة الوطنية، والسعي نحو تسوية سياسية شاملة تضمن انتقالاً وتداولاً سلمياً للسلطة في أفغانستان، تماشياً مع المكتسبات التي حققها الشعب الأفغاني. *دور بناء ومن جهتها، أشادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالدور البناء لدولة قطر، وإسهامها في المحادثات مع حركة طالبان، ودورها في إجلاء الرعايا الأجانب والأفغان المتعاونين من كابول. وفي وقت سابق، قالت في كلمة أمام البرلمان الألماني، أود أن أعبر عن تقديري للدور البناء لقطر ومساهمتها الحاسمة في المحادثات مع طالبان، وكذلك عمليات الإجلاء، مشيرة إلى أنها تحدثت، مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عبر الهاتف. وذكرت أن الجانبين تطرقا في الاتصال إلى مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، لا سيما التطورات التي تمر بها أفغانستان، إذ أكدا ضرورة مواصلة الحوار من أجل إنجاح التسوية السياسية الشاملة التي تحقق كافة تطلعات الشعب الأفغاني. وكانت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، قد أشادا بجهود الدوحة في عمليات الإجلاء من مطار كابول، وذكر البيت الأبيض في بيان، أن بايدن قال إن الجسور الجوية لم تكن ستتاح دون الدعم المبكر من قطر. وتسهم القوات القطرية في إجلاء الرعايا الغربيين والأفغان المسجلين في قوائم المغادرة، ونقلت عشرات الآلاف إلى الوجهة التي يقصدونها. *مستقبل أفغانستان وفي سياق آخر، عقدت مجموعة السبع أمس، اجتماعا بمشاركة دولة قطر وتركيا لبحث مستقبل أفغانستان، في الوقت الذي ينتظر أن تقدم فرنسا وبريطانيا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يقترح إقامة منطقة آمنة في كابول. وتعكس مشاركة الدوحة في اجتماع مجموعة السبع، اعترافا دوليا ضمنيا بأهمية دورها وفاعليتها في الملف الافغاني. وبحث الاجتماع، الذي ضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، بالاضافة الى دولة قطر وتركيا آخر تطورات الوضع الإنساني والأمني والسياسي في أفغانستان، ومستجدات عملية إجلاء المدنيين، إلى جانب الجهود الدولية اللازمة لضمان انتقال سلمي يضمن حماية المدنيين ويحافظ على مكتسبات وحقوق الشعب الأفغاني. وأعرب المشاركون في الاجتماع عن شكرهم لدولة قطر على جهودها المتواصلة لتحقيق الاستقرار في أفغانستان والمحافظة على حقوق الشعب الأفغاني.

1007

| 31 أغسطس 2021

عربي ودولي alsharq
مسؤول أمريكي سابق لـ الشرق: مفاوضات الدوحة تحشد الجهد الدولي لحل الأزمة الأفغانية

أكد د. بارنيت روبين المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في ملف سلام أفغانستان، والمدير المساعد لمركز التعاون الدولي الإستراتيجي بجامعة نيويورك، والذي عمل سابقاً كمستشار أول للمبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان وباكستان سابقاً، والدبلوماسي الأمريكي المخضرم الخبير في الشأن الأفغاني، التقدير الأمريكي العميق لدور قطر المهم في تحقيق سلام أفغانستان وأهمية استثمار نجاحات المفاوضات السابقة بالدوحة ومناقشة الأطر الخاصة بجولات التفاوض الحالية وتوجهات الإدارة الأمريكية. واستعرض أيضاً ملامحه عن موقف إدارة الرئيس جو بايدن ووجهات النظر المتباينة بين ممثلي الجبهات الأفغانية، والجهد الدولي المكثف بزيادة التطلعات للمضي قدماً في ملف سلام أفغانستان، مؤكدا في حديثه لـ الشرق أن مفاوضات الدوحة كانت الأكثر جدية على الإطلاق في تاريخ المفاوضات عبر توقيع اتفاق 29 فبراير 2020 المهم والخاص بانسحاب القوات الأمريكية والتحول التاريخي الكبير الذي ساهمت فيه مفاوضات الدوحة من أجل إنهاء المعاناة الأفغانية ووضع حد لأطول حرب أمريكية، واستعرض أجندة المباحثات الأخيرة في ضوء تطور الأوضاع والمخاطر العديدة في المشهد الأفغاني، وأسباب تمسك الإدارة الأمريكية بخطة الانسحاب، وضرورة الالتزام بالتعهدات نحو مفاوضات الدوحة من أجل تحقيق استقرار مفقود في المشهد الأفغاني. ◄ ملامح عامة قال د. بارنيت روبين المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما في ملف سلام أفغانستان: إن المرحلة الأولى من اللقاءات التي تم اختتامها أكدت على التعهدات الخاصة بالالتزام بمفاوضات الدوحة من قبل كل من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان وتجديد التعهدات الخاصة بخارطة طريق من أجل السلام، وتم فيها استعراض الكثير من التطورات في المشهد الأفغاني نتيجة التقدم في عمليات السيطرة لحركة طالبان لعواصم تسعة ولايات أفغانية والاقتراب بصورة كبيرة من أن تمتد سيطرة طالبان على العاصمة كابول، وفي حين تم توجيه انتقادات لنهج كلا الطرفين بررت، حركة طالبان لجوئها للنهج الأخير في أنشطتها، وذلك مقابل تعقيدات تقابلها في منظومة التفاوض من الحكومة الأفغانية، بينما انتقدت الأخيرة مواصلة الحركة استهداف عناصرها الأمنية وبسط سيطرتها على مناطق نفوذ الدولة. وفي الوقت ذاته دعا الممثلون الدوليون من قطر وأمريكا وروسيا وباكستان الطرفين إلى خطورة مواصلة النهج الحالي لما يخلفه من خسائر فادحة للأطراف كافة، وضرورة تجديد التعهدات والالتزامات حول الحل السياسي والانخراط في تسوية سياسية فاعلة يمكن من خلالها الوصول إلى تسوية سياسية من أجل تحقيق السلام في المشهد الأفغاني، فيما تستعد الدوحة لمواصلة جولة الاجتماعات المهمة إثر دعوات بانضمام من تركيا والهند وماليزيا كلاعبين إقليميين وفق إستراتيجية الأجندة الإقليمية التي دعت إليها وزارة الخارجية الأمريكية عبر الوزير أنتوني بلينكن. وقد عبرت الهند عن مخاوفها الكبيرة للغاية من زيادة نفوذ حركة طالبان في السلطة وقلقها المتزايد حيال الأوضاع في أن ينتقل عدم الاستقرار في المشهد الأفغاني إلى الدول القريبة، كما تعالت المطالبات في الداخل الهندي حول المخاوف العديدة على المشاريع والمصالح المشتركة وأيضاً حياة وأرواح المبعوثين الدبلوماسيين، فخفضت الهند تمثيلها الدبلوماسي في عدد من سفاراتها وقنصلياتها في أفغانستان لتكتفي بمقرها في العاصمة كابول مع استعداد لتخفيض عدد العمالة في السفارات القائمة إثر مخاوف على الأرواح من تدهور الأوضاع المتزايد، وتوقع قرب سقوط العاصمة كابول تحت سيطرة حركة طالبان في توقيت أقل بكثير من سيناريو الستة أشهر الذي توقعته الحكومة الأمريكية في تقارير الإدارة. ◄ الموقف الأمريكي ويؤكد د. بارنيت روبين، المدير المساعد لمركز التعاون الدولي الإستراتيجي بجامعة نيويورك: إن إدارة الرئيس جو بايدن ما زالت ثابتة على موقفها بسحب القوات الأمريكية إثر اتفاق 29 فبراير التاريخي في الدوحة ورغم تطور الأوضاع بصورة درامية في المشهد الأفغاني وتصاعد موجات العنف، توضح إدارة الرئيس بايدن أن موقفها من سحب القوات كان القرار الصحيح لتقويض السياسات الخاطئة للعقدين الأخيرين، وفيما لن تتخلى أمريكا عن تعهداتها بشأن تقديم الدعم الجوي وغير ذلك من اللوجستيات، إلا أن واشنطن تؤكد أن قادة أفغانستان هم من يقع عليهم عبء الاتفاق والاتحاد وتنسيق مستقبل السلطة في أفغانستان بأيديهم. وقد كانت موازنة الخسائر والمكاسب والأخطار على الأمن القومي وفق مستشاري الرئيس وفريقه الرئاسي للأمن القومي والعلاقات الخارجية ترجح خطوة الانسحاب بصورة كبيرة؛ خاصة انه تم إنفاق أكثر من تريليون دولار على مدار 20 عاماً، وقد ساعدت أمريكا على تدريب وتسليح أكثر من 300 ألف من القوات المسلحة الأفغانية ودعمهم بالأسلحة الحديثة والتدريب والتوجيه العسكري، أي أن أمريكا قامت بدورها في مقابل أن تلك الأرقام لم تكشف حقيقة الأوضاع على أرض الواقع، فكان هناك منظومة فساد حقيقية على كافة المستويات تبتلع كل تلك الأرقام والمليارات ولا تنعكس عموماً على قدرة العناصر الأمنية الأفغانية على التصدي لحركة طالبان، فبدلاً من الاستمرار في مقبرة الأموال وخسائرها الفادحة والوجود العسكري الذي عرض حياة آلاف الجنود الأمريكيين للخطر وأودى بحياة المئات والآلاف منهم على مدار سنوات الصراع، فالآن يتوجب على قادة أفغانستان الاجتماع والالتقاء حول أجندات توافقية بشأن مستقبلهم، كما يرى الرئيس بايدن أن الأفغانيين هم الأجدر بالدفاع عن أوطانهم، دون أن يعني ذلك تخلي أمريكا عن تعهداتها طويلة المدى، فما زالت أمريكا ملتزمة بمنظومة الدعم الجوي الأفغاني وأن تكون ترسانتهم من أسلحة إير فورس وأن تكون في كامل طاقتها لمباشرة مهامها وتزويدها بالمعدات والوقود ودفع جميع الرواتب الخاصة بالسلاح الجوي الأفغاني، ولكن الرئيس بايدن أكد في الوقت ذاته على أن تطورات الأحداث لا تدفعه للاعتقاد بخطأ قراره الخاص بسحب القوات، بل إنه القرار الصحيح والذي تأخر لأكثر من عقد كامل على الأقل. ◄ أهمية المفاوضات ويوضح د. بارنيت روبين، والذي عمل سابقاً كمستشار أول للمبعوث الأمريكي الخاص بأفغانستان وباكستان: إنه بكل تأكيد يجب الإقرار بالجرأة الكبيرة سواء من الإدارة السابقة أو الحالية وعبر الجهد الدبلوماسي المكثف الذي تم تحقيقه في الدوحة التي كانت المفاوضات الأكثر جدية تاريخياً بشأن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، فما كان يدفع الإدارات السابقة أن الأجواء السياسية التي حددت موقف الأحزاب المتعاقبة بممثليها في البيت الأبيض كانت خاطئة في التعامل مع الملف الأفغاني، فكانت مخاوف الرؤساء الأمريكيين السابقين من إنهاء الحرب الأفغانية وإعطاء التفويض بسحب القوات في أن يعقبها بعض من أعمال العنف، أو بعض من الهجمات الإرهابية التي بها بعض روابط بأفغانستان وحينها فستكون الإدارة التي اتخذت أمر الانسحاب هي التي تتحمل الحرارة السياسية أو ما يعني اللوم الخاص بهذا، كما أنه يجب أن نسترجع لماذا توجهت القوات الأمريكية إلى أفغانستان في أول الأمر حتى لا نتناسى في خضم التحديات الأولويات الرئيسية التي دفعت أمريكا إلى الانخراط في الحرب الأفغانية، فالغرض الرئيسي إلى الدخول في هذه الأزمة الأفغانية كان في أعقاب الهجمات الإرهابية التي وقعت منذ عقدين وأدت إلى تفجيرات سبتمبر، وحاجة أمريكا كسلطة رئاسية وقتها في القيام برد فعل قوي وحاسم، ولكن من الممكن الافتراض بأن هذا تم تحقيقه في الشهور الأولى عبر عملية الحرية الدائمة التي قامت بها المخابرات المركزية في أفغانستان وأيضاً قوات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب والقوات الأمريكية، ونجحت عملية الحرية الدائمة في تقويض وجود تنظيم القاعدة بأفغانستان وأيضاً إزاحة حكم طالبان للبلاد باعتبارهم حلفاء لتنظيم القاعدة حينها، ولكن أمريكا لم تتخذ الخيار الأفضل بالخروج بعد تحقيق أهدافها والآن تعمل على تصحيح تلك الأخطاء.

1404

| 13 أغسطس 2021

محليات alsharq
المبعوث الخاص لوزير الخارجية يؤكد إيمان قطر بضرورة الحل السلمي للأزمة الأفغانية

قال سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني مبعوث وزير الخارجية الخاص لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، إن دولة قطر تؤمن بعدم جدوى الحل العسكري للأزمة الأفغانية وأنه لا بد من إيجاد حل سلمي لهذا الصراع وبدعم من الدول الإقليمية والمجتمع الدولي. وأضاف سعادته في كلمته بافتتاح المؤتمر الأفغاني للسلام الذي تحتضنه الدوحة ليومين، أن دولة قطر ما زالت تواصل جهودها ومساعيها الحميدة كوسيط نزيه في الأزمة الأفغانية من أجل إرساء أسس السلام بين الفرقاء في أفغانستان وبناء الثقة بين الأطراف عبر تحقيق وقف إطلاق النار الشامل والدائم وحماية المدنيين وإطلاق سراح الأسرى والسجناء والرهائن والتقريب بين وجهات نظر الأطراف المعنية في الصراع للتوصل إلى حل سياسي يضمن تحقيق السلام والاستقرار والازدهار للشعب الأفغاني، الأمر الذي سينعكس إيجابا على تعزيز السلم والاستقرار الإقليمي والدولي. ووصف سعادته المؤتمر الأفغاني للسلام بأنه اجتماع تاريخي، منوها بشجاعة ممثلي الشعب الأفغاني في تحمل هذه المسؤولية الكبيرة من أجل هذا الهدف النبيل وحرصهم على تحقيق السلام في أفغانستان لحقن دماء الشعب الأفغاني الذي عانى ويلات الحروب والدمار لعقود. وقال سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني، إنه: منذ بداية المفاوضات الحقيقية والجادة في الدوحة مع بداية العام الجاري بدأنا نرى بأن هناك نورا بدء يشع في نهاية النفق وشعرنا بأن هناك أملا حقيقيا وجادا في تحقيق السلام، لافتا إلى أن اجتماع اليوم جزء لا يتجزأ من هذه العملية السلمية ودليل ملموس على الرغبة الجادة والحقيقية في مواصلة الحوار لتحقيق السلام في أفغانستان. وأضاف سعادته: لقد قمنا خلال هذا العام بعدة زيارات مكوكية إلى كابول ولكثير من عواصم العالم والتقينا مع الكثير من مكونات الشعب الأفغاني ومن الرجال والنساء والشباب والقادة السياسيين والمجموعات الحزبية وزعماء القبائل وشيوخ الدين ومؤسسات المجتمع المدني، ولمسنا بأن هناك رغبة حقيقية للحوار لتحقيق السلام الذي يحقق تطلعات الشعب الأفغاني. ومضى قائلا: إن الشعب الأفغاني يمر اليوم بمرحلة تاريخية حاسمة تفصل بين خيارين إما المضي قدما في تعزيز العملية السياسية وضمان كافة حقوق الشعب الأفغاني وتحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والازدهار أو انهيار الأوضاع واستمرار دوامة العنف والدمار وتلاشي أحلام الأجيال القادمة الأمر الذي يحتم على جميع الفرقاء في أفغانستان والجهات الفاعلة تحمل مسؤولياتها وتغليب لغة العقل والمنطق وتغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الأخرى، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية وبناء دولة المؤسسات التي تقوم على مبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون ومكافحة الفساد وحماية حقوق المرأة والأقليات. وأكد على أن دولة قطر قيادة وشعبا وحكومة ستبقى قوة سلام ومحبة وتعاون مع الشعب الأفغاني والمجتمع الدولي والشعوب الأخرى المحبة للسلام. وفي تصريح على هامش المؤتمر الأفغاني للسلام، أعرب سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني مبعوث وزير الخارجية الخاص لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، عن الامتنان بجمع كافة الفرقاء الأفغان من رجال ونساء وشباب على طاولة واحدة، مشيرا إلى أن دولة قطر لها باع طويل في جهود الوساطة والمساعي الحميدة في الشأن الأفغاني، حيث قامت خلال هذا العام من بداية يناير الماضي بمفاوضات جادة وحقيقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وطالبان. ولفت إلى أن المحادثات تدور حول أربعة محاور أولها عدم استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي طرف لتهديد مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أو حلفائها والدول الأخرى في المنطقة، والثاني انسحاب القوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية في أطر زمنية محددة، والثالث أن يكون هناك حوار ومفاوضات مباشرة بين الأفغان بعضهم وبعض وبين طالبان والحكومة الأفغانية، والرابع يتعلق بأن يكون هناك وقف شامل لإطلاق النار. وأشار سعادته إلى أنه قد تم تحقيق تقدم في المحورين الأول والثاني واليوم يتحقق تقدم آخر أيضا في المحور الثالث وهو الحوار باعتبار أن الحوار يأتي أولا يلي ذلك المفاوضات المباشرة. وقال: رأينا اليوم مشاركة طيبة من كافة الأطياف الأفغانية من ممثلي الحكومة الأفغانية وطالبان ومؤسسات المجتمع المدني والشباب والنساء والأحزاب السياسية الأخرى، آملا أن يتكلل الحوار بين الإخوة الأفغان ويتمخض عنه خارطة طريق للمفاوضات المباشرة المقبلة بين الحكومة الأفغانية وطالبان والجهات الفاعلة الأخرى في أفغانستان. وأعرب عن أمله في أن يتم التوصل غدا /الإثنين/ إلى نتيجة لاسيما وأن هذا اللقاء له هدفان الأول التجمع في حد ذاته، والثاني الاتفاق على خارطة طريق لمستقبل أفغانستان وعملية السلام والمفاوضات مع الأعضاء الآخرين. وعن دور قطر في الوساطة، شدد سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني على أن الأزمة الأفغانية تخص الأفغان بالدرجة الأولى، قائلا: هم من يعالجونها ونحن فقط نساعدهم في إنهاء هذه الحرب الدائرة فلا يوجد هناك حل عسكري لهذه الأزمة ولا تستطيع أي جهة أن تحسم هذه المعركة عسكريا ولذلك لابد من الجلوس على طاولة المفاوضات والتنسيق والتعاون واتساق الجهود بين كافة الدول الفاعلة، وهناك إجماع إقليمي ودولي على أن المفاوضات الدائرة في قطر هي المسار الصحيح ونتمنى أن تكلل جهودنا جميعا بتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان. وعن اشتراط طالبان وقف إطلاق النار قبل الجلوس مع الحكومة الأفغانية، أفاد سعادته بأن مسالة وقف إطلاق النار جزء لا يتجزأ من الاتفاق والعملية السياسية في أفغانستان. وبشأن اقتراب الإعلان عن اتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان بعد 7 جولات من الحوار قال سعادته: هناك تقدم كبير جدا وأتمنى أن نستطيع الإعلان عن هذا الاتفاق خلال العام الجاري.

1610

| 07 يوليو 2019