أعلنت الرئاسة الروسية /الكرملين/، اليوم، أن من السابق لأوانه الحديث عن قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي جو بايدن بشأن الأزمة في أوكرانيا، وذلك تعليقا على إعلان فرنسا أن الرئيسين بايدن وبوتين اتفقا من حيث المبدأ على عقد قمة بشأن الأزمة. وقال السيد ديمتري بيسكوف المتحدث باسم /الكرملين/، في تصريحات صحفية، إن موسكو لا تستبعد إمكانية إجراء اتصالات بين الرئيس الروسي ونظيره الأمريكي، إذا لزم الأمر.. مضيفا : بالطبع، يمكن لرئيسي روسيا والولايات المتحدة في أي وقت اتخاذ قرار بشأن الاتصالات، سواء كانت هاتفية أو لقاءات شخصية. وأوضح بيسكوف أنه لم يتم التخطيط حتى الآن لعقد القمة بين الرئيسين، مشيرا إلى أن الاجتماع ممكن إذا رأى رؤساء الدول أنه مناسب.. والآن هناك إجماع واضح وملموس لضرورة مواصلة الحوار على مستوى وزراء الخارجية. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيسين الأمريكي والروسي اتفقا من حيث المبدأ على عقد قمة بشأن الأزمة الأوكرانية. وذكر قصر الإليزيه، في بيان، أن الرئيسين بوتين وبايدن وافقا على مبدأ أن يلتقيا في قمة اقترحها نظيرهما الفرنسي إيمانويل ماكرون.. ولكن لن يكون ممكنا عقدها إلا في حال لم تقدم روسيا على غزو أوكرانيا. وأكد السيد أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، أمس /الأحد/، استعداد الرئيس بايدن للانخراط مع بوتين في الملف الأوكراني، في أي وقت، وبأي صيغة، مشيرا إلى سعي واشنطن لحل دبلوماسي للأزمة هناك. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد أجرى، أمس محادثات هاتفية مع نظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في أعقاب محادثة طويلة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية، روسيا بالتحضير لهجوم عسكري على أوكرانيا، وهو ما نفته موسكو في مناسبات عدة، معتبرة أن الاتهامات ذريعة لزيادة الوجود العسكري لحلف الناتو بالقرب من حدودها.

قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الخميس، إن موسكو مستعدة لاتخاذ "خطوات عملية" لإخماد نار الأزمة في أوكرانيا، في إطار الاقتراحات التي تقدم بها الرئيس فلاديمير بوتين، لكنه أكد معارضة بلاده الشديدة لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن لافروف، قوله "نأمل أن تلقى دعوات (بوتين) آذانا صاغية خاصة من جانب كييف (وزعماء الانفصاليين في) دونيتسك ولوجانسك". وعرض لافروف التعاون مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قائلا "نحن مستعدون إلى جانب منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لاتخاذ خطوات عملية لعدم التصعيد". وشدد وزير الخارجية الروسي على معارضة روسيا لانضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي، كما حذر الولايات المتحدة من محاولة فرض إرادتها على الجمهورية السوفيتية السابقة. وفي إشارة لمعارضي الانضمام لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا وبينهم من ينتمون للأقلية الناطقة بالروسية، قال لافروف إن محاولات إنهاء وضع أوكرانيا كدولة غير منحازة قد "تعرقل كل الجهود التي تهدف لفتح حوار بغرض ضمان الأمن القومي".

قال المبعوث الروسي إلى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيجوف، اليوم الجمعة، إن العقوبات الغربية على روسيا لن تساعد في نزع فتيل الأزمة في أوكرانيا. ونقلت وكالة "إيتار تاس" الروسية الحكومية للأنباء عن المسؤول قوله "هذه العقوبات لن تساعد (في التوصل) إلى الهدف الرئيسي وهو إطفاء فتيل الموقف في أوكرانيا وحل الأزمة السياسية الداخلية الأوكرانية".

سجلت أسواق المال العالمية انخفاضات حادّة، في اليوم الأول من التداول في الأسبوع الجديد، بعد التدخل العسكري الروسي المباشر في جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي، وتجاوزت نسبة خسائر سوق الأوراق المالية الروسية 10 %. وكانت التصريحات التي أدلى بها مسؤولون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وسبع دول من مجموعة الثماني ضد التدخل الروسي في القرم، بمثابة ضغوط اقتصادية ساهمت برفع نسب البيع في الأسواق العالمية، ما أجبر البنك المركزي الروسي على رفع قيمة الفائدة إلى 7 %. كما أن المخاوف من عقوبات اقتصادية وزيادة الضغوط على الأصول المالية الروسية وارتفاع أسعار الفائدة، تسبَّب بهبوط الروبل الروسي وخسارة سوق الأوراق المالية الروسية 10 % من قيمتها في السوق العالمية، فضلاً عن أن المخاوف من توتر محتمل في العلاقات الأمريكية الروسية، أدى إلى خسائر تجاوزت 3 % في السندات والأسهم المالية، على الرغم من المعطيات الجيدة التي سجلتها الصناعات التحويلية مؤخّراً.