لليلة الرابعة على التوالي تتواصل فعاليات مهرجان بشائر الرحمة الرمضاني الذي تنظمه مؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف" بالتعاون مع " أسباير زون " والتي تستضيفها قاعة الشعلة عقب صلاة التروايح يومياً وحظى المهرجان بحضور كبير منذ الليلة الأولى .وجاءت محاضرة الليلة الرابعة من المهرجان تحت عنوان " الإرادة في صلة الرحم " والتي تحدث فيها فضيلة الشيخان الدكتور محمد راشد المري ، والدكتور سعيد بن مسفر القحطاني ، اللذان أكدا ضرورة أن يتحلي الانسان بصلة الرحم وأن يمتلك القدرة علي المبادرة بالحفاظ علي هذه الصلة ، محذرين من أن قطع صلة الرحم من كبائر الذنوب مما يستوجب عقاب الله جل وعلا.استهل فضيلة الدكتور محمد راشد المري المحاضرة بالقول ليس من المفروض علينا أن نصوم في شهر رمضان عن المباحثات ،وأن نفطر علي المحرمات لافتا إلي أن المصبية الكبري والعجب العجاب أن يكون الانسان قاطعا لصلة الرحم في رمضان ، موضحا أن هذه المصبية وهي قطع صله الرحم لم تكن موجودة في عهد الاباء وقال " إننا الان نجد الرجل لا يعرف اقاربه وربما يتعذر البعض بالانشغال بأعمال الدنيا التي لا تبرر قطع صلة الرحمقطع الرحم من الكبائر وأكد ضرورة أن يكون لدي الإنسان إرادة وعزيمة في أن يجعل من رمضان شهرا للتسامح ونقاء القلب ، واصفا قطعية الرحم بأنها كبيرة من كبائر الذنوب مستدلا في هذا السياق الحديث الشريف الذي يقول ..إن الله لما فرغ من خلق الخلق تمسكت الرحم بعرش الرحمن ،وقالت هذا مقام العائز بك من القطيعة فقال المولي عز وجل الا ترضين أن أصل من وصلك وأن اقطع من قطعك فقالت بلا رضيت ..وأوضح أن النبي صلي الله عليه وسلم قال "اقرأوا ما شئم ..فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم ..أولئك الذين أصمهم الله وأعمي ابصارهموعاد المري ليؤكد أن قطع صلة الرحم مصيبة عظمي متساءلا ..أي فساد اكبر من قطيعة الرحم داعيا الي ضرورة أن نفكر في هذا الامر حتي لو كان القريب هو المخطي وأن نتحلي بالارادة وكسر هذا الحاجز النفسي متسائلاً كيف يري الانسان نفسه في سعادة وهو هاجر قرابته ولماذا الإصرار على هذا الذنب العظيم بينما أن الدنيا بكاملها لا تساويشيئاً ولو فكر الانسان مع نفسه لوجد أن الخلاف وسبب القطيعة لايحتمل .وحذر من أن الرحمة تنزع من قوم يينهم قاطع للرحم حسبما ورد في الاثر ..وبما جاء علي لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال ...لايدخل الجنة قاطع رحم ..وكان يوصي الصحابة بهذه الصلة . قصص للعبر وحكي الشيخ المري واحدة من اشهر قصص السيرة النبوية عن صلة الرحم حيث روي أن ابو بكر الصديق رضي الله عنه كان يعول قريب يدعي مصبح نظرا لفقره ، ويوم وقعت حادثة الافك وتكلم المنافقون في عرض أم المؤمنين عائشة وكان مصبح من بينهم ، وشهدت عليه أمه حين كانت مع أم المؤمنين عائشة ..فغضب أبو بكر من مصبح غضبا شديدا وقرر قطع النفقة عنه ، حين برأ الله تعالي أم المؤمنين في سورة النور ..ولكن الله تعالي رد بقوله تعالي في نفس السورة ...ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربي والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ..الا تحبون أن يغفر الله لكم ..والله غفور رحيم ...فبكي ابو بكر وقال كلا ..والله أريد أن يغفر الله لي ، ورد النفقة لمصبح مقسما بالله علي عدم نزعها منه ابدا ..واختتم المحاضر كلمته مشددا علي ضرورة الصفح وصلة الرحم وكسر الحاجز بالمبادرة بالعفو لان الله غفور رحيم ..صلة الأرحام أجل الطاعات وبدوره أكد د . سعيد بن مسفر القحطاني أن صلة الرحم من أعظم وأجل الطاعات والقربات وأن القطيعة من الكبائر التي تستوجب اللعنه والحرمان من الجنة ومن الرحمة التي لاتنزل علي مجالسي قاطع للرحم ...مستدلا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم. .لاتنزل الرحمة علي قوم بينهم قاطع للرحم ...ولا يدخل الجنة قاطع للرحم وقوله تعالي ..فهل عسيتم أن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم أولئك الذين أصمهم الله وأعمي أبصارهم" ...موضحا أن الصمم في هذه الحالة هو عن سماع الحق ..والعمي يكون عن رؤية طريق الحقداعيا الي ضرورة أن يكون لدي الإنسان إرادة وعزيمة في الحق وأن يمتلك المبادرة بالخير وإنهاء قطعية الرحم ..لافتا إلي أهمية الارتفاع عن مستوي الحماقات والتفاهات والبدء في وصل من انقطع من صلة .واستدل بقصة سيدنا يوسف عليه السلام حين جلس علي عرش مصر ورفع ابويه الي العرش وتعامل بكرم مع اخوته الذين القوه في الجب ولم يذكرهم بفعلتهم معه مشددا علي ضرورة أن يكون كل منا كريما في نبذ الخصومة والمبادرة بالمصالحة .كيفية التواصل وتحدث القحطاني عن الاصل الشرعي للرحم ..وهي كل ما يحرم نكاحها وقال بعض اهل العلم ان الرحم تشمل المحارم وغيرهم من الأقاربوبين القحطاني كيفية صلة الرحم من خلال عدة أوجه ..وهي الاتصال لمن كان بعيدا في بلد اخر او الزيارة اذا المسافة قريبة ولو لمرة في الاسبوع بشرط أن تكون في وقت مناسب ..وتابع ان الاتصال يحل محل الزيارة إذا كانت المسافة بعيدة ، محذرا من أن يكون الاتصال محلاً للعتاب لانه قد يولد مشكلة ..موضحا ضرورة أن يكون الاتصال وسيلة لتقوية العلاقة والصلة لا ان يكون وسيلة لافسادها فضلا عن المشاركة في كافة المناسباتأسباب زيادة الرزق وقال " إن من يقوم بهذا العمل يحسن الي نفسه لان من وصل رحما وصله الله ..مستدلا بقول النبي صلي الله عليه وسلم ..من اراد ان يبسط له في رزقه وينسأ له في اجله فليصل رحمه ..نوه بان العلماء فسروا النسأ في الا جل بانه البركة في العمر ..ودعا الي ضرورة ان يمتلك كل منا القدرة علي صلة الرحم لافتا الي اهمية وضع برامج تربوية للابناء عن صلة الارحام ..وقال "ان النعمه التي نحن فيها لا يجب أن تكون سبيلا للتقاطع ..وأن شكر هذه النعمة ينبغي أن يكون بصلة الرحم وأن يكون هناك لكل منا وجود فعال في حياة اقاربنا