استضاف قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب - قطر على مدار يومين ورشة عبر الإنترنت بعنوان «مستقبل الفيزياء الإشعاعية في الطب»، أدارها الدكتور محمد يوسف أستاذ الفيزياء في الكلية وشارك بها 378 اختصاصياً من مجالات الرعاية الصحية المختلفة. وعُقدت هذه الورشة المتخصصة بهدف تمكين أصحاب المهن الصحية من مواكبة أحدث التطورات والإنجازات والاتجاهات في مجال الفيزياء الطبية، حيث تطرّقت للآفاق البحثية والابتكارية الواعدة للفيزياء الطبية، وسلّطت الضوء على تأثيرها المحتمل في مجال الرعاية الصحية. وتوجّهت الورشة إلى الأطباء والممرضين وأطباء الأسنان والصيادلة وكوادر المهن الطبية المسانِدة والباحثين وطلاب الطب، إذ أُتيحت لهم فرصة التبادل المثمر للأفكار مع خبراء بارزين في هذا المضمار والاستفادة من طروحاتهم الاستراتيجية. وتمّ اعتماد الورشة من قسم الاعتماد في إدارة التخصصات الصحية التابعة لوزارة الصحة العامة القطرية ومجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر في الولايات المتحدة.

عقد قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب - قطر محاضرتين في إطار سلسلة المحاضرات المتخصصة، حيث ناقشت الأولى انتشار السكري بين البالغين القطريين فيما بحثت الثانية في سُبل إثراء تعليم الطب. وقد تحدّث د. ليث أبو رداد، أستاذ علوم الصحة السكانية والعميد المشارك لتمويل البحوث الخارجية ومدير مختبر الإحصاءات البيولوجية والوبائيات والرياضيات البيولوجية في وايل كورنيل للطب - قطر، عن انتشار داء السكري بين البالغين القطريين، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن ترتفع نسبة انتشار المرض من 17.8% حالياً إلى 29.5% في عام 2050. معدل الإصابة وقال د. أبو رداد إنّ معدل الإصابة بالسكري وانتشار المرض يتأثران بالأثر الطويل الأجل لعوامل أنماط الحياة المختلفة، مثل الأنظمة الغذائية المتّبعة والمواظبة على التمارين البدنية والتدخين، وحقيقة أن المواطنين القطريين يشيخون. وأضاف قائلاً إنه يتوقع في ضوء بحوثه أن ترتفع نسبة الإصابة بالسكري من النوع الثاني الناجمة عن السمنة من نحو 57.5% اليوم إلى نحو 65.7% في عام 2050، مشيراً في السياق نفسه إلى ازدياد انتشار السكري أيضاً بين الوافدين المقيمين في قطر، وإن كان بوتيرة أقلّ. وتطرّق د. أبو رداد إلى النمذجة الرياضية التي تشير إلى أن الاستثمار في تدخلات الصحة العامة، الفردية والهيكلية، يمكن أن تكون الأكثر تأثيراً في الوقاية من الإصابة بالسكري من النوع الثاني على مستوى الأفراد وفي إبطاء تصاعد انتشار المرض على مستوى السكان.وفي محاضرة منفصلة، ناقشت د. عائشة هند الرفاعي، الأستاذ المساعد للطب النفسي الإكلينيكي في وايل كورنيل للطب - قطر، الحاجة الراهنة لإصلاح النموذج المعتاد لتعليم الطب من أجل إعداد طلاب الطب بشكل أفضل لأدوارهم الوظيفية المستقبلية كأطباء معالجين.

حقق المجلس القطري للتخصصات الصحية التابع لوزارة الصحة العامة إنجازاً هاماً بحصوله على إعتماد دولي نظير تعزيزه جودة التعليم الطبي المستمر في دولة قطر. وفي هذا الإطار حصل نظام اعتماد التعليم الطبي والتطوير المهني المستمر بالمجلس القطري على اعتراف بالمعادلة الجوهرية لمثيله بمجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر الأمريكي الذي يعد أحد أهم نظم اعتماد التعليم الطبي المستمر عالمياً. ويأتي ذلك بعد اجتياز المجلس القطري للتخصصات الصحية تقييما دقيقا من قبل مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر الأمريكي، بالإضافة إلى الزيارة الميدانية التي قام بها الرئيس التنفيذي للمجلس الأمريكي في أكتوبر الماضي لتقييم معايير وسياسات وعمليات نظام اعتماد التعليم الطبي المستمر للمجلس القطري. وأشاد السيد جراهام ماكماهون الرئيس التنفيذي لمجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر الأمريكي بجهود المجلس القطري للتخصصات الصحية في بناء علاقات استراتيجية دولية من أجل تعزيز جودة التعليم الطبي المستمر. مؤكداً أن المجلس أظهر تطبيقا سليما لمعايير وإجراءات الاعتماد وتحقيقا لسلامة إجراءات اتخاذ القرار فيما يخص اعتماد برامج التعليم الطبي المستمر وهو ما يؤكد التزام المجلس بتوفير تعليم طبي عالي الجودة لكافة الممارسين الصحيين في دولة قطر. وجاء هذا الاعتماد في إطار سعي المجلس القطري للتخصصات الصحية نحو التأكيد على جودة المعايير والسياسات التي وضعها لاعتماد برامج التعليم الطبي والتطوير المهني المستمر ومطابقتها للمعايير الدولية وهو ما ينعكس على رفع مستوى الأداء المهني للممارسين الصحيين وتقديم خدمات صحية متميزة وذات جودة عالية في دولة قطر. ويعد هذا الإنجاز إضافة جديدة للإنجازات التي حققها المجلس القطري للتخصصات الصحية ومن أبرزها توقيع اتفاقية اعتراف متبادل مع أكاديمية أطباء الأسرة الأمريكيين وكذلك توقيع اتفاقية تبادل نقاط التعليم الطبي مع الجمعية الطبية الأمريكية.

نظم قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب – قطر محاضرة جديدة عن القسطرة القلبية وضمان الجودة ضمن سلسلة المحاضرات المتخصصة التي تنظمها الكلية. تناولت المحاضرة التي تحدث فيها الدكتور رالف هولزر مدير القسطرة القلبية والمعالجة التداخلية والقائم بأعمال رئيس قسم طب القلب في مركز السدرة للطب والبحوث، مسألة ضمان جودة جراحة القسطرة القلبية للأطفال والرُضَّع، والتي تعتبر أحد التدابير الطبية المستخدمة في تشخيص بعض أمراض القلب وعلاجها. وقال هولزر إن الإجراءات المعيارية لرصد نتيجة القسطرة القلبية ومواءمة المخاطر المنطوية عليها، لم تكن معروفة قبل عام 2003، وأخذت تتغير عندما بدأ مستشفى بوسطن للأطفال بتدوين بيانات مفصلة عن العمليات الجراحية التي تُجرى فيه واستخدام تلك البيانات للمقارنة بين محصلة العمليات التي يجريها جراحون مختلفون. ثم انضم عدد من المؤسسات الطبية إلى تلك المبادرة وتشكَّل ما يُعرف باسم "مشروع نواتج القسطرة القلبية للعيوب الخِلْقية" (C3PO) الذي يمثل سجل جراحات القسطرة القلبية. وأوضح هولزر أن باستطاعة جميع المستشفيات إطلاق برامج لضمان الجودة والتطوير، وأن الأمر لا يستلزم أكثر من مقارنة ومقاربة المعلومات على المستوى المحلي ومتابعتها وتبادلها مع الأطباء المعنيين وإدارات المستشفيات المعنية. وأضاف أن تدوين البيانات يجب أن يكون متسقاً وأن تدابير ضمان الجودة والتطوير المستمر لا يُقصد منها اتخاذ إجراءات عقابية، فالمقصود منها أن تكون وسيلة لتمكين الأطباء والمختصين والبرامج من تحديد المجالات القابلة للتطوير.

نالت كلية طب وايل كورنيل في قطر على الاعتماد في التعليم الطبي المستمر من المجلس القطري للتخصصات الصحية المنبثق عن المجلس الأعلى للصحة في قطر، للأهمية البالغة لبرامجها في إثراء معارف وخبرات الأطباء والممارسين الصحيين في أنحاء قطر. وخلال مراسم منح الاعتماد في مقرّ الكلية، سلَّم الدكتور جمال راشد الخنجي الرئيس التنفيذي للمجلس القطري للتخصصات الصحية بالوكالة، شهادة الاعتماد إلى الدكتور جاويد شيخ عميد الكلية، بحضور أعضاء إدارة الاعتماد والتعليم الطبي في المجلس القطري للتخصصات الصحية وأعضاء قسم التعليم الطبي المستمر في الكلية وأكاديميين. وأشاد الدكتور جاويد شيخ بالإنجاز المتميز قائلاً: "تتشرَّف كلية طب وايل كورنيل في قطر بنيل اعتماد تقديم برامج التعليم الطبي المستمر للأطباء وغيرهم من المختصين والممارسين الصحيين في قطر، وأودُّ بهذه المناسبة أن أتوجه بجزيل الشكر لكل مَن أسهم بتحقيق هذا الإنجاز في الكلية لمثابرتهم وتفانيهم. يشهد عصرنا تطورات تقنية سريعة، وإزاء ذلك لابدّ من تحديث معارفنا وخبراتنا بشكل متواصل ليستفيد مرضانا بالشكل الأمثل من الاختراقات المتلاحقة التي تشهدها العلوم الطبية. نفخر بالاعتماد الذي منحنا إياه المجلس القطري للتخصصات الصحية والذي سيكون حافزاً لمزيد من الإنجاز على صعيد تقاسُم المعرفة الواسعة لأعضاء هيئة التدريس وخبراتهم مع المختصين والممارسين للرعاية الصحية في قطر". وختم الدكتور شيخ كلمته قائلاً: "نتطلع الآن للتعاون والتنسيق الوثيقين مع زملائنا في قطاع الرعاية الصحية في قطر لتظل خدمات الرعاية الصحية المتاحة في قطر عند حُسْن ظن مرضانا، فنحن حريصون على أن ينالوا الرعاية التي يستحقون تماشياً مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030". من جانبه، قال الدكتور الخنجي: "إن كلية طب وايل كورنيل في قطر قد استحوذت على مكانة محورية ضمن نظام الرعاية الصحية في قطر، ونحن نعتمد عليها كأحد أبرز شركائنا في التطوير المستمر لهذا النظام". ومن أجل نيل الاعتماد المرموق، قدَّم قسم التعليم الطبي المستمر في كلية طب وايل كورنيل في قطر بقيادة الدكتورة ثريا عريسي العميد المشارك للتعليم الطبي المستمر، تقييماً ذاتياً يتألف من 500 صفحة يتضمن كافة الشواهد التي تؤكد أن بإمكان الكلية أن تقدم برنامجاً تعليمياً فعالاً لإثراء خبرات الممارسين الحاليين في مجال الرعاية الصحية. ثم قام وفد من إدارة الاعتماد والتعليم الطبي بالمجلس القطري للتخصصات الصحية بزيارة للكلية لتقييم مواردها ومؤهلاتها عن كثب. ومن المتوقع أن تطرح كلية طب وايل كورنيل في قطر نطاقاً عريضاً من الأنشطة التعليمية المواكبة لاحتياجات الممارسين في مجال الرعاية الصحية في قطر وعموم بلدان المنطقة. وقد أطلق قسم التعليم الطبي المستمر في وقت سابق، سلسلة المحاضرات متعددة التخصصات لخبراء دوليين معروفين.