رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
د. محمد المريخي في جامع الإمام: التوكل على الله والاستعانة به أساس النصر

أكد الداعية الدكتور محمد بن حسن المريخي أن التوكل على الله والاستعانة به أساس النصر وقال إنه مطلوب اليوم لانتشار الخوف بين الناس . وذكر في خطبة الجمعة بجامع الأمام محمد بن عبد الوهاب إن التوكل على الله سبحانه ضروري وواجب من قبل واليوم أوجب لكثرة الفتن ونزول المحن والإقبال على الدنيا والاعتماد على الماديات . وأكد أن التوكل على الله تعالى مطلوب اليوم أكثر مما مضى لكثرة الخائفين وانتشار الخوف بسبب المرجفين وضعاف الإيمان، والاستماع للسحرة والعُراف والكهنة ومدعي علم الغيب وكثرة الثرثرة والمحللين للوقائع والحوادث والاعتماد على العقل والتخمين والرجم بالغيب . وأضاف التوكل على الله تعالى قاعدة ينطلق منها المسلم وأساس يرتكز عليه للنصر على العدوان الذين تفننوا في المكر والمخادعة، الذين تخلوا عن إيمان وإسلام وحرمة وحدود سنّةٍ وقرآن. ولفت الى أن بقية الأمور غير مستغنية عن التوكل لبلوغها وإدراكها، كالرزق والتوفيق والحفظ ودفع البلاء والعافية والسلامة للأمة والوطن والدار والمجتمع والأسرة . وأكد على حاجة النفوس للتوكل على الله، ليثبت الإيمان فيها ويطمئن القلوب حتى لا تزيغ من كثرة مسببات الزيغ ودواعي الزلات وانتشار الذنوب والخطايا وغلبة الماديات والملحدات. وأكد أنه ما توكل أحد على الله إلا كفاه ولا استنصره مؤمن إلا أيده وحماه، ولا خطط عدو ولا أعد حاقد ولا حاسد كيداً إلا جعل كيده في نحره . وجاء في الخطبة إن كل ذى نعمة محسود ، وأن كل ذى منّة ملحوق ، فلا يخلو موفقً من حاسدٍ يلاحقه أو حاقد يراقبة . وأن الحسد على النعم و العافية يفوق التصور خاصة في هذا الزمان ، فلا يقف الحاسد الحاقد عند مجرد الكلام بل يسعى بكل ما أوتى لإفساد هذه النعمة أو تلك و يبذلُ مافي وسعه حتى تزول النعمة عن المقصود اذا كان شخصاً او كان بلداً ووطناً فلا يخجلُ الحاسد من إعلان الحرب وإرقاقة الدم من أجل شفاءِغليلِهِ وإرضاء نفسه ، فالفطن الموفق لا يَعْرِضُ نعم الله عليه على كل من هَب ودب . وأوضح الخطيب أن صاحب النعم يتنعم بنعم الله ولا يُغال ولا يبالغ في إظهارها ونشرها، ولكن يحدث بها من يطمئن إليه ويعرف أنه محب له، أما من تفرس فيهم من الناس بأنهم أهل حقد وحسد وأصحاب عيوع مؤذية، وقلوب لا تذكر الله تعالى ، فلا يظهر لهم النعم، ففي الدنيا حاسدون وحاقدون وعدوانيون، استولت عليهم أنفسهم الآمارة بالسوء وامتلأت قلوبهم ضغينة وغلاً . التوكل مطلوب وقت الأزمات وقال د المريخي إن الله أمر المؤمنين بعدم الاطمئنان للكافرين فأمرهم بأخذ حذرهم وسلاحهم ، حذراً من أن يقتحموا عليهم أثناء الصلاة ، فينالون منهم وأمرهم بقصر الصلاة ، يقول الله تعالى ( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدواً مبيناً ) وأكد د المريخ أن التوكل على الله تعالى وقت الأزمات مطلوب أكثر من أي وقت بعد الأخذ بأسباب الدفاع ) والمنعة وما أوتي الإنسان من طاقته، أن التوكل حينئذ على الله تعالى هو الحصن الحصين والسد المنيع والدرع الواقي والحسام القاطع وقبل ذلك هو الصدق والإخلاص والاعتصام بالله عز وجل .

1213

| 14 سبتمبر 2018

محليات alsharq
خطباء الجمعة: الصبر والاستعانة بالله يغيران حال الإنسان للأفضل

* دعَوا لاتخاذ الأسباب المشروعة.. * السادة: أسئلة الآخرة معلومة لا يجيب عليها إلا مسلم حقيقي * محمد يحيى: من تمام ملك الله أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع لغيره * د. محمود عبد العزيز: عدم الأخذ بالأسباب والسكون يعد نوعاً من الصبر السلبي * د. عيسى شريف: أربع قصص فيها العظة والعبرة تضمنتها سورة الكهف تناولت خطب الجمعة في عدد من المساجد بالدوحة، قضايا إيمانية مختلفة في مجال العبادات والعقائد والقصص القرآني.. ودعا الخطباء الى الاستعانة بالله مع الصبر، حتى يتحقق المطلوب وتتغير حال الإنسان من حال إلى حال.. وحذروا من الصبر السلبي الذي هو الدعة والسكون والخمول، وترك العمل وحثوا على الصبر الإيجابي باتخاذ الأسباب المشروعة، مع طول النفس وترك الاستعجال وحسن الظن بالله والثقة. القبر.. أول اختبار قال فضيلة الشيخ عبدالله السادة، في جامع مريم بنت عبدالله، (شرق اللاندمارك): "اللافتُ للفكر والنظر أن الأسئلة في اختبارات الدُنيا غيرُ معلُومةٍ للمُمتحن؛ فيستعدُ لها المُجدُ المُجتهدُ ويُذاكرُ، ويضعُ لكُل احتمالٍ حسابَهُ، أما أسئلةُ الآخرة فمعلُومةٌ من قُرُونٍ مُتطاولةٍ، أخبرنا بها الصادقُ المصدُوقُ، فأولُ مراحل هذا الاختبار هُو فتنةُ القبر، وفيه أسئلةٌ ثلاثةٌ يُسألُها كُلُ ميتٍ: مَن ربُك؟ ما دينُك؟ من نبيُك؟. وتابع: من آمن بالله تعالى ووحّدهُ وتوكل عليه، وأطاع أوامرهُ واجتنب نواهيهُ؛ فإنهُ سيُجيبُ بقوله: ربي اللهُ، ومن أسلم وعرف أن الدين عند الله الإسلامُ، وأن من ابتغى غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منهُ، وأن الإسلام: الانقيادُ والطاعةُ لشرع الله سُبحانهُ، ولم يجد من نفسه في ذلك حرجاً ولا شكاً ولا ضيقاً؛ عند ذلك سيُجيبُ: ديني الإسلامُ، ومن آمن بالنبي الأُمي مُحمدٍ وأطاعهُ فيما أمر، واجتنب ما نهى عنهُ وزَجَر، وأحبهُ أكثر من حُبه لنفسه وماله وأهله، واتبع سيرتَهُ واقتدى بسُنته، وقدمها على كُل ما تهواهُ نفسُهُ، وجعل هواهُ تبعاً لما جاء به النبيُّ؛ عند ذلك سيُجيبُ: نبيي مُحمدٌ. أما الكافرُ أو المُنافقُ؛ فإنهُما يقُولان: هاه هاه، لا أدري، لا أدري، سمعتُ الناس يقُولُون: كذا؛ فقُلتُ مثل قولهم؛ فيُقالُ لهُ: لا دّريت ولا تليت، وكلاهُما يتمنى الرجعة إلى الحياة الدُنيا ليستدرك، ولكن هيهات! لقد أُعطي كُلُ مخلُوقٍ مُهلتَهُ الكافية المُقدرة لهُ في حياته؛ فمن عمَرها بالخير سيق إلى الخير، ومن خرّبها بالشر سيق إلى الجحيم. عبادة غير الله.. ضلال ومن ناحيته؛ تناولت خطبة فضيلة الداعية محمد يحيى طاهر، في خطبة الجمعة أمس، بجامع الأخوين سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني رحمهم الله، شرح آية الكرسي، التي هي أفضل آية في كتاب الله تعالى. وأشار خطيب جامع الاخوين الى قول أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ في شرحه لقول المولى سبحانه "لا تأخُذُهُ سنةٌ"، قائلا: "قام فينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخمس كلمات، فقال:"إن الله عز وجل لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبُحاتُ وجهه، ما انتهى إليه بصره من خلقه". وتابع: " لهُ ما في السماوات وما في الأرض"، أي خلقها ويملكها ويدبرها؛ فالجميع عبيده فلماذا يتكبرون؟! وفي ملكه، فلماذا على معصيته يجترئون، وتحت قهره وسلطانه يخضعون، فلماذا يظلمون؟ مشيرا الى ان من تمام ملكه وعظيم سلطانه: أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع لأحدٍ عنده إلا بإذنه له في الشفاعة. وأوضح تفسير قوله جل وعلا: "من ذا الذي يشفعُ عندهُ إلا بإذنه"، بأن كل الوجهاء والشفعاء، عبيد له مماليك، لا يُقدِمون على شفاعة حتى يأذن لهم. وأضاف: ولكم أن تتخيلوا كم يحدث في الأرض من حدث في الدقيقة، بل في الثانية الواحدة؟ كم تسقط من أوراق، وتنزل من أمطار، ويموت من بشر، ويولد من ولدان، وتحمل من أرحام، ويتحرك من حيوان، ويطير من طير؟ بل حتى الهواءُ الذي يتنفسه الإنسان والحيوان والنبات، والخطوات التي يمشونها، والماء الذي يشربونه، والطعام الذي يأكلونه، كل ذلك لا يكون إلا بتقدير الله تعالى، وعلمه وأمره. الصبر يغير الحال أكد فضيلة الداعية د. محمود عبدالعزيز أنه بالصبر والاستعانة بالله يغير الله من حال إلى حال، وقال: إن الصبر أنواع؛ فمنه الصبر على طاعة الله، والصبر عن معصية الله، والصبر على أقدار الله المؤلمة. واوضح د. محمود عبدالعزيز في خطبة الجمعة أمس؛ بجامع المانع بالوعب، أن الباعث على الصبر: هو ابتغاء وجه الله. قال تعالى: "ولربك فاصبر". مشيرا الى ان الصبر الذي لا يكون باعثُه وجهَ الله، لا أجر فيه وليس بمحمود، وقد أثنى الله في كتابه على أولي الألباب، الذين من أوصافهم ما ذكره بقوله: "والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم، وأقاموا الصلاة، وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية".. ولفت الخطيب الى عدد من الأحاديث النبوية، في شأن فضل الصبر؛ ومنها: ما ورد عن أبي سعيدٍ الخُدري رضي اللهُ عنهُ، قال: قال رسول الله صلى اللهُ عليه وسلم: "من يتصبر يُصبّرْهُ اللهُ، وما أُعطي أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر". فضل سورة الكهف وتناول د. عيسى يحيى شريف، في خطبة الجمعة بجامع علي بن طالب بالوكرة، فضل سورة الكهف، مشيرا الى ما روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، أن أحد الصحابة رضي الله عنهم، قرأها فوقعت له كرامة عظيمة وهو يقرأها؛ كما في حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: "كان رجل يقرأ سورة الكهف وإلى جانبه فرس مربوطة بشطنين، فتغشّتُه سحابة، فجعلت تدنو وتدنو وجعل فرسه ينفر، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال: تلك السكينة تنزلت للقرآن". وقال: إنه ورد في الحديث، أن حفظ الآيات العشر الأولى من سورة الكهف، أو قراءة الآيات العشر الأخيرة منها، سبب للعصمة من الفتنة بالدجال، مضيفاً: إن سورة الكهف تضمنت أربع قصص؛ فيها العظة والعبرة كما هو الشأن في قصص القرآن. وأوضح أن تلك القصص هي قصة أصحاب الكهف، التي سميت السورة بها، وقصة صاحب الجنتين، وقصة موسى مع الخضر عليهما السلام، وقصة ذي القرنين رحمه الله تعالى، وكل واحدة من هذه القصص الأربع قد عالجت فتنة من كبريات الفتن، التي يسقط فيها كثير من الناس.

1558

| 21 أكتوبر 2016

محليات alsharq
تركي: الثقة بالله تحتم على المسلم العمل بالقرآن والسنة

أكد فضيلة الشيخ تركي عبيد آل مهران المري، خطيب جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، على وجوب الثقة بالله عز وجل، مبينا أن هذا الكون يجري وفق تقدير العزيز العليم، ومراد الخبير الحكيم، وأمر الخالق العظيم، مستشهدا بقوله عز وجل: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) . مؤكدا أن الله تعالى هو المدبر للمخلوقات، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السموات، بيده خزائن الخيرات والبركات، قال تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ) فخزائنه سبحانه ملأى، لا تنفد ولا تبلى، وآلاؤه لا تعد ولا تحصى، وخيراته لا تزول ولا تفنى، واستشهد بما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه جل وعلا: "يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر" .ونصح في خطبة اليوم الجمعة ، بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب، المصلين بسؤال الله تبارك وتعالى، والثقة به في كل شيء، والاستغناء به عن كل شيء، والرجوع إليه في كل شيء قال تعالى: (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) وتفويض الأمر إليه سبحانه وتعالى فإنه منجٍ، وهو سبحانه كافل من أناب إليه، كاف من توكل عليه، حيث قال تبارك وتعالى: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) .الثقة باللهوأكد أن الثقة بالله تعالى نعمة عظيمة، ومنحة كبيرة، تفتح باب الرحمة والأمل، وتدفع أسباب اليأس والكسل، وتوجب على المسلم حسن التوكل، والإخلاص في العمل، والتفويض لما قضى به رب العباد في الأزل، وعبادة الله، والاستعانة به وحده دون من سواه، كما يقرأ المسلم في كل صلاة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وأوضح أن العبد إذا وثق بربه، انقاد له في كل أموره، وفوض الأمر إليه سبحانه في جميع شؤونه، ممتثلا قوله تعالى: ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) . ونوه بأن الثقة بالله تعالى وصدق التوكل عليه؛ هي شعار الأنبياء والمرسلين، ودثار عباد الله المخلصين، فهذا الخليل إبراهيم، يضرب أبلغ المثل للثقة والتسليم: ( إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) ومن كمال ثقته بربه، وتمام تسليمه لأمره؛ أن الله تعالى لما بوأ له مكان البيت، مضى بزوجته هاجر وبطفلها الرضيع إلى قفراء قاحلة، بواد غير ذي زرع، وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا! فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يلتفت إليها! فقالت له: أالله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم. قالت: إذن لا يضيعنا الله .واستطرد قائلا: يا لها من ثقة راسخة كالجبال، دفعت أم إسماعيل للتسليم لأمر الله الكبير المتعال، فعندما قالت لزوجها لن يضيعنا الله؛ لم يكن يدور في خلدها أن ماء زمزم سينبع من تحت قدمي ابنها، لتروي ظمأها وتشبع رضيعها، وأن الله تعالى سيرسل لها الملك ويقول لها: "لا تخافي الضيعة، فإن ها هنا بيت الله يبنيه هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله).دروس من قصة مريم وذكر قصة مريم الطاهرة الصديقة، التي وقعت في محنتها العصيبة، إذ حملت بعيسى من غير زوج ولا ريبة، بمعجزة ربانية عجيبة، فخشيت من اتهام قومها، وقولهم بهتانا عظيما بحقها، فوثقت بوحي ربها إذ قال لها: (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ) . لقد أشارت -عليها السلام- إلى وليدها، واثقة بربها، دون أن تدري أن الله تعالى سينطق صبيها ببراءتها: (قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) .الثقة بكلام الله وشدد على أن ثقة المؤمن بربه تستلزم أن يثق بكلامه، ويعمل بقرآنه، ويتبع هدي نبيه -صلى الله عليه وسلم- فإذا وقع في الخطايا فيقبل على غافر الذنب وقابل التوب، واثقا بقوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، وإذا أصابته البلايا والكربات، وغشيته الخطوب والظلمات، فليكن من الواثقين، المقتدين بنبي الله يونس -عليه السلام-، قال تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) .وأضاف أن المسلم يحتاج كثيراً لا سيما في هذا الزمان إلى الثقة بالله سبحانه وتعالى، وقصد بالثقة اعتماد القلب المطلق على الله تعالى في جميع الأمور في جلب المنافع ودفع المضار، والأخذ بالسبب دون التوكل على السبب، ولا على نفسه، بل يتوكل على الله؛ لأن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، ولأن الأمر كله لله: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) . مؤكدا أن الله تعالى يورث الأرض من يشاء من عباده، كما قال: (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) لأن الأمور عنده سبحانه كما قال تعالى: (وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) وليست إلى غيره، لأنه شديد المحال، فهو عزيز لا يُغلب، كما قال تعالى: (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) لأنه سبحانه وتعالى له جنود السموات والأرض كما قال - عز وجل -: (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) جمع القوة والعزة: وهو سبحانه وتعالى الذي يضُر وينفع: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) .قضية خطيرة وأشار تركي المري إلى قضية خطيرة يقع فيها كثير من المسلمين وهي سوء الظن بالرب عز وجل، حيث يظنون أن الله لا ينصر شريعته ولا ينصر دينه، وأن الله كتب الهزيمة على المسلمين أبد الدهر، وأنه لا قيام لهم، إذن فلماذا أنزل الله الكتاب؟ لماذا أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟ لماذا شرع الدين؟ لماذا جعل الإسلام مهيمناً على كل الأديان؟ لماذا نسخت كل الأديان السابقة بالإسلام إذا كان الإسلام لن ينتصر؛ واستشهد بقول الله عز وجل: (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ)، أي: بحبل، إِلَى السماء إلى سقف بيته، ثُمَّ لِيَقْطَعْ يعني: يختنق به يقتل نفسه: (فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ)، وأورد قول العلماء في تفسير هذه الآية (مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ )محمداً -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة فليمدد بحبل يخنق به نفسه، يتوصل إلى هذا الحبل الذي يشنق به نفسه إن كان ذلك غائظه؛ مؤكدا أن الله ناصر نبيه لا محالة.شروط النصروأوضح خطيب جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أنه إذا تحققت شروط النصر فلا بد أن ينصر الله الذين حققوا الشروط، وإذا هُزموا فإنما يُهزمون لِتَخلُف تحقق الشروط، مبينا أن هذه الأمة تتربى بأقدار الله التي يجريها عليها. وقال: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد علمنا من سيرته كيف ينصر ربه فينصره، كما جاء في قول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)، وقوله سبحانه: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) .

3153

| 31 يوليو 2015