وسط حضور جماهيري وترحيب من مسؤولي حكومة أرض الصومال، قام وفد مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" بوضع حجر أساس مركز حصة يوسف فخرو الإسلامي متعدد الخدمات بمدينة هرجيسيا عاصمة أرض الصومال. حضر وضع حجر أساس المركز إضافة إلى وفد "راف" الذي ترأسه السيد محسن عباد العجي مستشار المدير العام للشؤون الثقافية عدد من المسؤولين بحكومة أرض الصومال، يتقدمهم السيد شيخ خليل حاج عبدالله وزير الأوقاف، والسيدة زمزم عبده آدم وزيرة المالية، والسيدة آمنة محمود ديريه مديرة مكتب العمل الخيري بديوان الرئاسة، والسيد شعيب عبداللطيف شيخ بشير المدير التنفيذي لمؤسسة زمزم شريكة "راف" في الصومال والمشرفة على تنفيذ مشروع المركز. وتبرعت بتكاليف إنشائه البالغة مليون ريال قطري المحسنة القطرية الفاضلة حصة يوسف أحمد فخرو كصدقة جارية ووقف دائم يعود بالنفع على المحتاجين والفقراء من أبناء الشعب الصومالي، حيث يخدم منطقة سكانية يبلغ تعدادها 200 ألف نسمة، ويستفيد منه مباشرة 500 طالب من سكان المنطقة. ويستوعب المركز 500 طالب كمرحلة أولى، حيث يقام على مساحة 5 آلاف متر مربع، تضم مكونات المسجد التي تشتمل على مسجد جامع يتسع لـ500 مصل، ومدرسة لتحفيظ القرآن الكريم مكونة من غرفتين، مدرسة أساسية مكونة من 7 فصول دراسية و3 قاعات للتدريب المهني، تشمل النجارة والحدادة والإلكترونيات، وثلاثة دكاكين يخصص ريعها لخدمات المركز، بالإضافة للمبنى الإداري وغرفة الحارس. وفي تصريح صحفي على هامش وضع حجر أساس المركز، أشاد السيد محسن العجي مستشار مدير عام راف للشؤون الثقافية بالمحسنة الكريمة الفاضلة حصة يوسف أحمد محمود فخرو على تبرعها لهذا المركز المبارك الذي اعتبره صرحا من صروح التعليم والتنمية والتطوير للمجتمع الصومالي، منوها بأن المركز يستوعب 500 طالب من أبناء هذه البلاد الفقيرة يقدم لهم التعليم الجيد ويؤهلهم لسوق العمل من خلال قاعات التدريب المهني التي يضمها. وقال العجي إن مؤسسة "راف" جاءت لهذه البلاد، بدافع من أخوة العروبة والإسلام التي تبني وتعمر وتنشر الخير، داعيا الله تعالى أن يكون هذا المركز خالصا لوجه الله تعالى ويخرج منه من يقيمون الخير والصلاح في هذه البلاد، وأن يبارك الله في كل جهود المحسنين القطريين ويجعلها بردا وسلاما عليهم ويزيدهم من فضله وأن يجعل هذا الصرح التعليمي المهني نبراس هدى وهداية. وفي تصريح له بمناسبة وضع حجر أساس المركز، قال شيخ خليل وزير الأوقاف: إنه لمن دواعي سروري أن اشارك في وضع حجر الأساس لهذا المركز متعدد الأغراض الذي جادت بتكاليف إنشائه أخت لنا في الإسلام حسبة لله وسعيا لمرضاته ونفقة في سبيله وزرع لخير نفعه وأجره لا ينقطع بإذن الله، مؤكدا أن إخوتنا في قطر هم من أحب الناس لقلوبنا ، داعيا الله عز وجل أن يسبغ رحماته على كل الشعب القطري وحكومته وان يبارك لهم ويحفظهم ويكلل جهود مؤسسة "راف" بالخير والبركات في أرض الصومال وكل بقاع العالم. وتقدمت زمزم آدم عبده وزيرة المالية أثناء وضع حجر اساس المركز بالشكر الجزيل للحكومة القطرية والشعب القطري لجهودهم في نشر الاستقرار والأمن في الصومال، وما يبذلونه في كافة المجالات الإغاثية والصحية والتعليمية، مبينة أن حكومة أرض الصومال منحت قطعة الأرض التي تبلغ مساحتها 5 آلاف متر مربع لمؤسسة زمزم مجانا عندما علمت بتمويل مؤسسة راف القطرية لهذا المشروع، نظرا لما لمؤسسة راف من أيادٍ بيضاء في كثير من بقاع الصومال. بدورها قالت آمنة ديرية مديرة مكتب العمل الخيري إن اسم قطر أصبح يرادف الخير وحيثما حلت مؤسسة قطرية إنسانية في مكان حل الأمن والسلام واستبشر الجميع بالنماء والعطاء وعلى رأسها مؤسسة "راف" ، والتي نسعى بكل جهودنا لتسهيل مهامها ومشاريعها الإنسانية في دولتنا، وخاصة مثل هذا المشروع الذي يعد نموذجا للتخطيط بين التعليم والتنمية والعمل الخيري والإنساني، شاكرة جهود مؤسسة "راف" والشعب القطري. من ناحيته كشف السيد شعيب عبد اللطيف شيخ بشير المدير التنفيذي لمؤسسة زمزم عن أن هذا المشروع الذي مولته مؤسسة "راف" بالكامل، له مرحلة ثانية يخطط لعرضها تسويقيا ليصل عدد المستفيدين الف طالب، إضافة إلى الـ 500 طالب في المركز الإسلامي، حيث سيكون هناك بناء مدرسة مهنية متكاملة تتضمن عدة تخصصات منها صناعة الألمونيوم ، والنجارة، والأعمال الإنشائية الصحية، والميكانيكا الخاصة بالسيارات وغيرها من التخصصات التي تحتاجها الصومال، لتكون أول وأكبر مدرسة مهنية في الصومال، وجار الآن إعداد الدراسة الخاصة بها، داعيا المحسنين القطريين لتبني المرحلة الثانية من المشروع لما سيكون لها من دور تنموي كبير في الصومال. وقال بشير إن هذا المشروع له أهمية بمكان نظرا لأنه لا توجد مراكز إسلامية متعددة الخدمات في الصومال فهو مشروع رائد، يساهم في نشر الوعي الديني المعتدل والثقافة الإسلامية الرشيدة ، وللحاجة الملحة للجيل الناشئ إلى الالتحاق بالمراكز الإسلامية التي تكسبهم تدريبا مهنيا يساعدهم على العمل في المستقبل ويلبي حاجات البلاد من المهنيين المختلفين ويشبع في ذات الوقت حاجتهم إلى المعرفة والثقافة الدينية، ويربطهم بعروبتهم ووطنهم العربي والإسلامي، مما سيترك أثرا في تربية وإيجاد كوادر تخدم المجتمع الصومالي وتوجه إلى الطريق الصحيح، كما تغنيهم عن مشقة وتكاليف السفر إلى الخارج التي يعجز عن تكاليفها معظم الصوماليين. واشار بشير إلى أن لمؤسسة "راف" جهودا تنموية كبيرة في الصومال في مجالات متعددة تشمل كل القطاعات " الإغاثية والصحية والتعليمية والثقافية والتنموية، تصل لما يقرب من 350 مشروعا متنوعا ساهم فيها المحسنون من قطر العطاء والجود، كما أن لدى المؤسسة عشرات دراسات الجدوى لكل أنواع المشاريع.

في إطار مشاريعها التنموية، قامت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" مؤخرا بتوزيع 23 عصارة للسمسم على الأسر الفقيرة والمحتاجة في ثلاث محافظات صومالية، مساهمة من المؤسسة في تمكين هذه الأسر من مصدر دخل دائم وتحسين أوضاعها المعيشية. وبلغت التكلفة الإجمالية لمشروع "عصارات السمسم" 310 آلاف ريال قدمها صندوق الزكاة بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في إطار تعاونه المستمر مع "راف" في دعم وتمويل المشاريع التي تنفذها المؤسسة لصالح الفقراء والمحتاجين على مستوى العالم. ويستفيد من مشروع "عصارات السمسم" مباشرة في أعمال الزراعة 23 أسرة من الأسر الزراعية، حيث تم توزيع العصارات على الأسر الفقيرة، بواقع عصارة لكل أسرة فقيرة تضم ما حوالي 7 أفراد، وتعيش هذه الأسر في خمس مناطق زراعية بالصومال هي " بولو يعقوب- طجن جبس - جنالي - هدن - ياقشيد - اوجوي " بمحافظات (بنادر - هيران- شبيلي السفلى) بمنطقة وسط الصومال التي تتميز بإنتاجها الغزير من محصول السمسم. ويهدف هذا المشروع إلى تحسين الحالة المعيشية للأسر الفقيرة والمتعففة التي تعيش في هذه المناطق، الأمر الذي يحسن من دخلهم الاقتصادي، ويساعد على استمرار نشاطهم الزراعي وتطوره، ويطور من قدراتهم المهنية، ويساعد في استقرارهم وتوفير دخل ثابت لهم ويوفر لهم حياة كريمة. وتم اختيار عصارات السمسم لتلائم النشاط الزراعي المتميز لحبوب السمسم بكميات كبيرة في الصومال –حيث احتلت البلاد في عام 2014 المركز العاشر كأكبر منتج لحبوب السمسم في العالم- إلا أن تصديرها يمثل تحدياً بسبب الظروف الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، وعصر السمسم وتصنيعه يساعد على تحسين الدخل وزيادته، كما أن تعبئته وتصديره تزيد من حجم العمالة المستفيدة من هذا النشاط الزراعي ليتحول لنشاط تجاري وصناعي، وهذا ما دعا مؤسسة راف لتبني هذا المشروع. وقد لاقى هذا المشروع قبولا وامتنانا من أهالي الأسر المتعففة لدولة قطر وجهودها الخيرية هناك، لنشر السلام، وتحسين الوضع الاقتصادي خاصة في المناطق المستقرة. وكانت مؤسسة "راف" قد تبنت عدة مشاريع في مناطق مختلفة بالصومال للتمكين الاقتصادي ومساعدة الأسر الفقيرة والأيتام والأرامل، وأولت المؤسسة المجال الزراعي أهمية قصوى حيث إن الصومال بلد زراعي واعد، حيث يعمل ما يزيد على 84% من يد العاملة في الانتاج الزراعي (الرعي خاصة والزراعة )، وهي تمثل النشاط الأساسي للشعب الصومالي، ويعاني ما لا يقل عن 28% من سكان الصومال، من انعدام الأمن الغذائي الأمر الذي يزيد من أهمية الجهود التي تبذلها المؤسسة في تنمية هذا المجال عن طريق توفير المكينة الزراعية وحفر الآبار. وتعد أراضي محافظات (هيران- شبيلي الوسطى - شبيلي السفلى) المشاطئة لنهر شبيلي الذي يمتد من أعالي هضبة إثيوبيا وينتهي بالقرب من مدينة براوه الساحلية، ويصل طول النهر نحو 1200 كيلومتر، من أخصب الأراضي الصومالية لما تتمتع به من تربة فيضية طينية تلائم نمو كل أنواع المحاصيل، وهي المورد الرئيسي لجميع المحافظات الصومالية بمختلف أنواع المحاصيل الزراعية بما في ذلك الخضراوات والفواكه والحبوب؛ بالإضافة إلى الألبان واللحوم، وهي أكثر المحافظات الصومالية كثافة بالسكان، وتقطن بها قبائل صومالية متعددة، ومعظم سكان هذه المحافظات من القبائل المزارعة المستقرة المسالمة التي لم تحمل السلاح، ولم تنخرط في الحرب الأهلية والصراع على السلطة في الصومال. يذكر أن جمهورية الصومال تمتد في شرق القرن الأفريقي على شكل قوس حاد، يطل شمالها على خليج عدن، ويطل جنوبها الشرقي على المحيط الهندي، يحيطها من الجنوب كينيا، ومن الغرب أثيوبيا، وتحدها من الشمال الغربي جيبوتي، ويقدر عدد سكانها حسب آخر الإحصائيات المعلنة بحوالي ستة ملايين وستمائة وخمس وأربعين نسمة (6.645.000)، يشكل المسلمون نسبة أكبر من 90% من مجموع سكانها، الذين يعتمدون في معيشتهم على الزراعة. ولهذا فإن مؤسسة "راف" تساهم في الخدمات الإنسانية والإغاثية المختلفة لهذه المناطق ، وتدعو راف المحسنين للمساهمة في جهودها لتنمية مثل هذه المناطق المنسية، سعيا منها لخدمة الإنسانية وتحقيقا لشعارها رحمة الإنسان فضيلة.