أشاد وزراء وسياسيون وأكاديميون في قطاع غزة، بالدور القطري والإيفاء بما تعهدت به خلال مؤتمر إعمار غزة الذي عقد مؤخراً بمصر بتقديم منحة المليار دولار وترجمتها بشكل فعلي من خلال زيارة سعادة السفير محمد العمادي إلى قطاع غزة وتدشين مشاريع جديدة بالمنحة الجديدة. وقالوا: "هذا يؤكد لنا على أنه يتطلب على كل المانحين بأن يعلموا أن القضية ليست قضية تعهدات فقط إنما تعهدات لابد من ترجمتها إلى واقع عملي". ودعوا إلى ممارسة الضغط الحقيقي على الاحتلال الإسرائيلي لرفع حصار غزة. وأشاروا خلال يوم دراسي بعنوان "غزة المحاصرة وأزماتها - مقترحات وحلول" بتنظيم أكاديمية الإدارة والسياسة للدراسات العليا وهيئة الوفاق الوطني"، إلى أن قطاع غزة يعاني العديد من الأزمات الخانقة منها: الحصار والانقسام وافتقاد الحاجات الإنسانية لغزة وعدم بناء ماتم تدميره خلال حرب الخمسين على غزة (2014). وطالبوا بضرورة أن يكون هنالك ممر مائي يربط غزة بالعالم الخارجي. وشددوا على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية والشركة السياسية. من جانبه أشاد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار المهندس ناجي الخضري، بدور دولة قطر وزيارة سعادة السفير محمد العمادي إلى قطاع غزة والإعلان عن تدشين مشاريع جديدة، وإدخال مواد لازمة للمشروع القطري. وقال "هذا يؤكد لنا على أنه يتطلب على كل المانحين بأن يعملوا أن القضية ليست قضية تعهدات فقط إنما تعهدات لابد من ترجمتها إلى واقع عملي". ودعا إلى ضرورة أن تكون قضية العمل على وجود ممر مائي يربط غزة بالعالم الخارجية قضية أساسية. وقال الدكتور سلام الأغا ممثل أكاديمية الإدارة والسياسة: إن " قطاع غزة يعاني من أزمات وتحديات صعبة على رأسها الحصار الظالم، وعدم تحقيق المصالحة وإعاقة الإعمار وإغلاق المعابر وتصاعد أزمة الرواتب، وارتفاع نسبة البطالة". وأكد ضرورة تطبيق اتفاقيتي الدوحة والشاطئ وتفعيل المصالحة الاجتماعية. وفي كلمة هيئة الوفاق الفلسطيني، تحدث بها الدكتور عبد العزيز الشقاقي قائلاً:" عملنا من خلال الهيئة على مع كافة الفرقاء من أجل إعادة الوحدة بكل مكوناتها، ونعمل على تعزيز الحوار شعوراً منا بالمسؤولية الوطنية والتاريخية ووفاء لدماء الشهداء والأسرى. بدورها، قالت وزيرة شؤون المرأة الدكتورة هيفاء الأغا: "نطلع إلى الوحدة الوطنية من أجل أن يعيشها ويمارسها الشعب الفلسطيني فهي سبيلنا للحرية وفك الحصار ولا خيار أخر". وشددت على ضرورة وجود إرادة سياسية نابعة من الحب والانتماء. بدوره قال المهندس نبيل أبو معيلق:إن" ارتفاع نسبة الفقر إلى أكثر من (40%) ونسبة البطالة أكثر من (55%) يتطلب منا وضع نصب أعيننا توفير لقمة العيش وإعادة الإعمار لشعبنا". وأكد أنه لم يصل من منح إعادة إعمار قطاع غزة إلا اليسير منها. وذكر الناطق باسم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين عدنان أبو الحسنة، على أنه يوجد مايزيد على (96) ألف بيت مدمر بشكل جزئي وكلي. وأشار، إلى أنه لاتزال (8000) عائلة مشردة في مدارس الإيواء. في السياق، سلم سعادة السفير محمد العمادي رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، حسين الشيخ رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، ملف الإعمار المتعلق بالمنحة القطرية. كما جرى خلال اللقاء مناقشة كافة المشاريع القطرية المقدمة لقطاع غزة، ومنها مستشفى الشيخ حمد وإعادة بناء وتأهيل الملعب الدولي الفلسطيني ومدينة الشيخ حمد بن خليفة وبناء وتأهيل شوارع حيوية متعددة في القطاع كشارع صلاح الدين والرشيد. وثمن الشيخ الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة قطر من أجل مساعدة الشعب الفلسطيني، خاصة ما يتعلق بإعادة الإعمار في قطاع غزة والاستعداد للبدء في المشاريع القطرية. وأعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية انه تم أمس ادخال اول شحنة من مادة الاسمنت وتقدر بألف طن وعلى نحو مستمر، علما أن الشؤون المدنية وحتى تاريخه قامت بإدخال ما يقدر بـ 380 الف طن من البسكورس الخاص بتعبيد الطرق في قطاع غزة من خلال المنحة القطرية. وأعلن سعادة السفير محمد العمادي مؤخرا بدء مشروع لبناء ألف وحدة سكنية في قطاع غزة لمن دمرت منازلهم بالكامل في العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع صيف العام الماضي.

أطلقت قطر الخيرية مشروعها الرائد "ابحث"، بتمويل من برنامج مجلس دول التعاون الخليجي لإعادة إعمار غزة وبالتعاون مع البنك الإسلامي، من أجل دعم 70 مشروعا بحثيا متميزا وبتكلفة إجمالية تبلغ 7,3 مليون ريال. ويهدف مشروع قطر الخيرية "ابحث" إلى توفير دعم مالي وفني لتنفيذ 70 بحثا من الأبحاث العلمية والمشاريع التطبيقية للباحثين والأكاديميين وطلاب البكالوريوس والدراسات العليا، ويتمثل هذا الدعم المالي في منح تتراوح بين 3000 و50000 دولار حسب المشروع ونوعيته وأهميته. ويتم دعم مشاريع في مجالات صديقة للبيئة وأن تكون فكرة البحث إبداعية ولم تنفذ من قبل "وأن يكون مشروع البحث قابل للتنفيذ اعتماداً على مواد ومعدات وإمكانات متوفرة في قطاع غزة أو متوفرة بالخارج ويمكن توريدها من الخارج، وأن يكون مشروعا مجدياً يساهم بشكل أساسي في تعزيز جودة الخدمات أو تحسين منتجات أو المساهمة في حل مشاكل اجتماعية واقتصادية في المجتمع المحلي أو المجتمع الإقليمي المراد العمل معه، وأخيراً أن يساعد المشروع في توفير فرص عمل جديدة. وستشمل مشاريع الأبحاث التي سيتم دعمها: الأبحاث التطبيقية، ويحق لجميع الباحثين سواء كانوا أكاديميين أو طلابا في الجامعات أم باحثين في القطاع الحكومي أو الخاص التقدم بطلبات لهذه المنح. وصرح نائب مدير مكتب قطر الخيرية في قطاع غزة المهندس محمد أبو حلوب، بأن هذا المشروع يشكل تطورا نوعيا في مفهوم العمل الإنساني والتنموي، حيث يسعى إلى إكمال مسيرة العطاء في دعم التنمية والبناء عن طريق تشييد الطريق لتنمية العقول والإبداع لدى الباحثين في قطاع غزة، لتنتج أبدع الأفكار والنتائج وأكثرها فائدة خاصة في المجالات البحثية المدعومة في هذا المشروع. وأعلنت قطر الخيرية عن بدء استقبال طلبات الراغبين في المشاركة في هذا المشروع من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين وغيرهم، وذلك ابتداء من 12 نوفمبر الجاري إلى غاية 12 يناير المقبل 2015. ويشترط في الأبحاث العلمية المقدمة لهذا المشروع أن تكون مندرجة ضمن الأولويات الوطنية للبحث العلمي ومتفقة مع سياسة وتوجهات قطر الخيرية في دعم البحث العلمي. ويساهم مشروع "ابحث" في الاستثمار في الإنسان الفلسطيني وتطوير الإمكانيات البحثية والعلمية بما ينعكس على تحسين نوعية الحياة للمجتمع والمساهمة في التغلب على المشاكل والمعيقات التي تواجه الفلسطينيين.

أشاعت، المنحة القطرية لسداد الرواتب في غزة لاكثر من 24 الف موظف لم يتسلموا رواتبهم منذ اشهر عديدة، جوا من الفرحة في قطاع غزة بعد العدوان الاسرائيلي الغاشم والمعاناة التي ازدادت بسبب انقطاع الرواتب عن الموظفين في القطاع. المنحة جاءت، بتوجيه من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وكانت الـ(1200 دولار) التى جرى صرفها لكل موظف كافية لإزالة جزء كبير من الهموم التي تواصلت لأشهر، حيث اجمع الغزيون على حب قطر التي كانت معهم في كل أوقات الشدة وظلت تلبي نداء الواجب والاخوة كلما ضاقت عليهم الاوضاع. وأعرب موظفون التقتهم "الشرق" عن شكرهم لقطر الخير، مشيرين الى مواقفها القوية الى جانب غزة والشعب الفلسطيني وأياديها البيضاء ولمستها الإنسانية في تخفيف معاناة أبناء غزة المحاصرة. وقال حسن فضل "29سنة" موظف في غزة لـ"الشرق" : " اليوم أستطيع أن أعود لمنزلي لأدخل الفرحة على أطفالي"