انطلقت أولى محاضرات جامع "كتارا" الكبير يوم الأحد الماضي التي يتناوب على إلقائها طيلة شهر رمضان المبارك، كوكبة من أبرز العلماء والدعاة في العالم العربي والإسلامي والتي تتخلل صلاة التراويح في مسجد كتارا الكبير، وذلك بهدف نشر العلم والدعوة وتعاليم عقيدتنا السمحاء وما تتحلى به من قيم إنسانية فاضلة ونبيلة، كما يتناوب على إمامة المصلين في المسجد نخبة من أشهر القراء، وذلك في أجواء روحانية عظيمة عامرة بالإيمان والخشوع. حيث ألقى فضيلة الدكتور عبد المحسن الأحمد محاضرة في ثنايا صلاة التراويح تحدث فيها عن تحقيق الهدف من العبادة، والمنافع التي تعود على المسلم منها، وما ينبغي أن يترتب عليها من إصلاح النفس وتهذيبها وتربية الضمير، مؤكدا أن العبادة هي حق الله الخالق العظيم علينا والتسليم له والانقياد لأمره. مراجعة النفس وتساءل الشيخ الأحمد في معرض حديثه عن مراجعة المسلم لأعماله خلال العام قائلاً: هل حققنا الطاعة والخشوع.. هل حاسبنا أنفسنا، مُشيراً إلى أن شهر رمضان يعد محطة انتقال مهمة وفرصة ثمينة لضبط ومراجعة النفس والتقرب إلى الله لأن المسلم لا يدري متى تحين ساعة الحساب بين يدي الله، ليعلم مكانه مع الفائزين أم الخاسرين. وذلك لأن الله تعالى قد أمر المؤمنين جميعاً بمحاسبة أنفسهم تأهباً واستعداداً للعرض على الله تعالى يوم القيامة، في قوله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون (18) ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون (19). سورة الحشر: الأية من 18 إلى 19. صفحة جديدة مع الله وأكد د. الأحمد أن عملية المراجعة والمحاسبة يجب ألا ترتبط برمضان فقط، وإنما في كل الأوقات، وأن تقترن وتترافق بصحوة دينية، وذلك من خلال فتح صفحة جديدة مع الله، وعبر العودة إليه، وضبط اللسان والحواس، وتحقيق الخشوع في الصلاة، والتقرب الى الله عبر الامتثال لأوامره واجتناب نواهيه. من جهة أخرى، أحيا رواد مسجد كتارا، الليلة الخامسة من ليالي شهر رمضان المبارك التي تتنزل فيها الرحمات (أوله رحمة)، حيث بدأت شعائر الليلة المباركة من صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر، وأدى المصلون صلاة التراويح خلف الإمام القارئ الشيخ عبد العزيز سالم الزهراني، منصتين إلى تلاوته العطرة وصوته العذب الندي، خاشعين متضرعين إلى الله أن ينعم عليهم بنفحات الإيمان في ليالي رمضان المبارك.