أعلن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، اليوم السبت، أنه لن يوقع "تحت الضغط" الاتفاق الأمني الثنائي مع الولايات المتحدة، مجددا المطالبة بضمانات حول إطلاق عملية سلام مع متمردي طالبان. وقال كرزاي في مؤتمر صحفي في كابول، إن "أفغانستان لن تقبل ولن توقع شيئا تحت الضغط" في إشارة إلى الاتفاق الأمني الثنائي الذي تم التفاوض في شأنه طوال أشهر مع الولايات المتحدة. ومن شأن هذا الاتفاق أن يحدد تفاصيل الوجود العسكري الأجنبي في أفغانستان بعد 2014، مع انتهاء المهمة القتالية لقوة الحلف الأطلسي. وأثار كرزاي مفاجأة في نهاية 2013 مع إعلانه أن الاتفاق لن يوقع قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من إبريل، في حين تريد الولايات المتحدة إنهاء هذا الأمر في أسرع وقت. والسبت، كرر الرئيس الأفغاني، أن توقيع الاتفاق ليس وشيكا وسيظل رهنا بسلسلة شروط. وأضاف أن "شرطنا الأساسي هو انطلاق عملية سلام" مع متمردي طالبان. وتابع "نريد أن تساعد الولايات المتحدة وحلفاؤها هذه العملية بصدق، ولكن حتى الآن لم نحظ بدليل على صدقها".

أرجأ الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، الإفراج عن 88 مقاتلا معتقلا محسوبين على طالبان، إثر احتجاجات الولايات المتحدة التي تعتبر أنهم قد يستأنفون القتال، وفق ما أفاد مسؤولون اليوم السبت. وأثار إعلان الإفراج عن هؤلاء الرجال غضب ضباط ونواب من مجلس الشيوخ الأمريكي، بينما تحاول الولايات المتحدة إقناع الرئيس الأفغاني بالتوقيع على اتفاق أمني ثنائي يؤطر لانتشار الجنود الأمريكيين في أفغانستان بعد انسحاب قوات الحلف الأطلسي السنة المقبلة. وصرح عبد الشكور دادراس العضو في لجنة المراجعة، أنه "تنفيذا لأمر صدر مؤخرا عن الرئيس بدأنا في مراجعة أوضاع المعتقلين الثمانية والثمانين". وأضاف، أن "الرئيس أمر أيضا وكالتي الأمن والاستخبارات بالتحقيق في سوابقهم وملفاتهم للتأكد من إحقاق العدالة". ورفع الجنرال الأمريكي جوزف دنفورد قائد قوات الحلف الأطلسي في أفغانستان طعنا رسميا في هذه الإفراجات بمبرر أنها تناقض الاتفاق المبرم خلال تسليم باغرام إلى السلطات الأفغانية.

حذر الرئيس الأفغاني حميد كرزاي من أي محاولة ترهيب قد تقوم بها الولايات المتحدة لإرغامه على توقيع اتفاق ينظم وجودا عسكريا أمريكيا في بلاده بعد 2014. وقال كرزاي، في مقابلة أجرتها معه شبكة "ان دي تي في" التلفزيونية الهندية، إنه "لن يجدي أي خطاب عدواني، لسنا أمة معروفة برضوخها للترهيب". وتابع متحدثا قبل قليل من عقد لقاء مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج في نيودلهي "سنوقع الاتفاق حين نتثبت من أن ذلك سيسمح بإعادة السلام والأمن". ويقيم كرزاي علاقات خلافية مع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ويحتج بانتظام على مقتل مدنيين في عمليات عسكرية أمريكية. ويرفض كرزاي حتى الآن التوقيع على اتفاق أمني ثنائي، معتبرا أن ذلك يجب أن يتم بعد الانتخابات الرئاسية المقررة في إبريل 2014 والتي يمنعه الدستور من خوضها بعد ولايتين رئاسيتين. وانتقد الرئيس الأفغاني "حملة دعاية" بشأن هذا الاتفاق الأمني والتبعات التي قد تتحملها أفغانستان إن لم توقع عليه سريعا. وقال "إن كنا أصدقاء وحلفاء، يجب أن نعامل كأصدقاء وحلفاء، عليهم ألا يهاجموننا نفسيا أو يضعفون عزيمتنا".

أعلن الرئيس الأفغاني حميد كرزاي، اليوم الخميس، أن بين عشرة آلاف و15 ألف جندي أمريكي يمكن أن يبقوا في أفغانستان بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي بحلول نهاية 2014، إذا تم توقيع الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة. وأوضح كرزاي أن هذه القوات يمكن أن تكون أمريكية، لكن قد تأتي من دول أخرى مثل تركيا. وكان كرزاي يتحدث أمام "اللويا جيرغا" المجلس التقليدي الأفغاني الكبير، الذي سيناقش حتى الأحد في كابول اتفاقية أمنية ثنائية جرت مفاوضات شاقة بشأنها لأشهر بين واشنطن وكابول. وافتتح اللويا جيرغا، أعماله اليوم الخميس في كابول لإعلان موقفه من بقاء قوة أمريكية في أفغانستان بعد 2014، وهي مسألة تؤثر إلى حد كبير على استقرار البلاد. واعتبر كرزاي أن الاتفاق الثنائي الأمني، الذي تم التفاوض بشأنه مع الولايات المتحدة، يمكنه أن يجلب "الاستقرار" إلى أفغانستان البلد الذي يشهد حركة تمرد لطالبان.وقال كرزاي إن "هذا الاتفاق يمكن أن يؤمن لنا فترة انتقالية لتحقيق الاستقرار خلال عشر سنوات".