كشف فيديو لإحدى السائحات تتحدث مع السفير البريطاني في مصر، عن كذب صحيفة "الأهرام" الحكومية المصرية، ووضعها في موقف مُحرج بعد أن تعمدت الكذب من خلال نشر صورة لسائحة بريطانية تخاطب سفير بلادها بمصر، جون كاسن، وكتب أسفل الصورة "سائحة صاحت في السفير البريطاني: نحن نريد استكمال إجازتنا ولا نريد أن نغادر الآن"، لكن مقطع فيديو يثبت كذب الصحيفة. وبحسب مقطع فيديو نشر على موقع "يوتيوب"، فإن السائحة قالت للسفير "نريد العودة إلى بلادنا"، وخاطبت السفير الذي حضر لشرم الشيخ للاطمئنان على رعايا بلاده "ما هي المشكلة؟ ما هي المشكلة الحقيقية؟ لماذا نحن متواجدون هنا؟". وأضافت "حدثت مشكلة أمنية صباح اليوم وأنت هنا حاليا لتعمل على حلها، فلماذا إذن نحن متواجدون هنا، بينما سافر بقية الناس إلى أوطانهم؟". وصاحت في وجهه "لقد قالوا لنا إن الطائرات البريطانية هبطت على مطار شرم الشيخ، فالحكومة المصرية لم تمنع هبوط الطائرات.. نحن نريد العودة إلى بلادنا". واستطردت "معنا تذاكرنا، والطائرات في المطار، ما هي المشكلة بالتحديد؟ لماذا تم منعنا من العودة لأوطاننا".

تواصل روسيا وبريطانيا، اليوم الأحد، إجلاء سياحهما من شرم الشيخ ومناطق سياحية أخرى في مصر، بعد 8 أيام على حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء الذي يرجح الغربيون أن يكون نتج عن انفجار قنبلة. وفي مواجهة رحيل السياح وتعليق الرحلات إلى مصر، حيث تعتبر السياحة قطاعا أساسيا للاقتصاد، تتمسك السلطات المصرية بموقفها، مؤكدة انتظار نتائج التحقيق حول حادث تحطم الطائرة الذي أعلن تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الناشط في شمال سيناء مسؤوليته عنه. أجواء من القلق وفي شرم الشيخ، القبلة السياحية في شبه جزيرة سيناء والتي أقلعت منها طائرة الـ"إيرباص ايه 321" الروسية في 31 أكتوبر الماضي، وعلى متنها 224 شخصا قبل أن تتحطم، كان آلاف السياح الروس والبريطانيين ينتظرون إعادتهم إلى بلادهم وسط أجواء من القلق. وأرسلت موسكو، أمس السبت، 44 طائرة فارغة إلى شرم الشيخ والغردقة، المنتجعين السياحيين على البحر الأحمر، حيث لا يزال هناك نحو 78 ألف سائح روسي. ولكن أقلعت اليوم 4 طائرات فقط من شرم الشيخ في طريقها إلى روسيا قبيل الظهر وكانت قاعة المغادرة في المطار شبه خالية. وقالت ألكسندرا كوندراتييفا وهي تنتظر وسط مئات السياح الروس في مطار شرم الشيخ، على أمل الصعود بأسرع وقت ممكن في طائرة، "ما يحصل للسياحة المصرية لا يهمني، كل ما أريده هو العودة إلى بلادي بأمان". أما لندن التي علقت رحلاتها من وإلى شرم الشيخ، فباشرت أمس، إعادة مواطنيها من مصر وقامت بإجلاء حوالي 3500 بريطاني في 17 طائرة خلال 48 ساعة، من أصل حوالي 20 ألفا موجودين في مصر. ومن المقرر اليوم، أن تقلع 8 رحلات فقط إلى بريطانيا، وفق مسؤولين في مطار شرم الشيخ، في حين أن ترحيل الـ16500 بريطاني الذين لا يزالون في شرم الشيخ يتطلب قرابة 100 طائرة تحمل كل منها ما بين 150 إلى 200 سائح في المتوسط. وقالت بيكر، وهي بريطانية في الـ22 من عمرها فيما كانت تلعب كرة الطاولة في الفندق الذي تقيم فيه، "نحن في حالة انتظار"، مضيفة، "قضينا وقتا جيدا حتى الخميس ولكن الآن الوضع مزعج ونريد فقط أن نعرف متى سنتمكن من السفر". روسيا ولا يمكن للمسافرين أن يحملوا معهم في الطائرة سوى حقيبة يد، على أن تنقل حقائبهم في وقت لاحق، عملا بالتدابير الأمنية الجديدة التي أعلنتها الحكومة البريطانية الخميس الماضي، بالتشاور مع السلطات المصرية وشركات الطيران. وانتقد السائح البريطاني، بن خسرافي "27 عاما"، لدى وصوله إلى مطار لوتون في لندن، الجهاز الأمني في مطار شرم الشيخ، قائلا، "لدينا أصدقاء كانوا يحملون ولاعات في جيوبهم، كان عناصر الأمن يفتشوننا من غير أن يطلبوا منا إخراج ما في جيوبنا، كان من المقلق أن نرى بأي سهولة يمكن تخطي التفتيش الأمني، يمكنكم دفع رشوة إلى بعض الأشخاص لتمريركم بسرعة أكبر". وما عزز المخاوف كشف وسائل الإعلام البريطانية، أمس، أنه في أغسطس عبر صاروخ على مسافة أقل من 300 متر من طائرة تابعة لشركة "تومسون إيرويز"، كانت تقل 189 سائحا من لندن إلى شرم الشيخ قبيل هبوطها في مصر. لكن الناطق باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، وصف هذه المعلومات بأنها "تفتقر إلى المنطق" و"غير دقيقة على الإطلاق". وأوضح أبو زيد، على تويتر، أن الحادث وقع أثناء "تدريبات بنيران أرض-أرض في قاعدة عسكرية قرب مطار شرم الشيخ ولم تتضمن أي إطلاق نيران أرض-جو"، مؤكدا أن "الحكومتين المصرية والبريطانية على دراية كاملة أن الطائرة لم تكن في خطر وأن شركات الطيران أعلمت مسبقا بالتدريب العسكري وتلقت إرشادات بالإجراءات" اللازمة. السياحة المصرية مهددة وتهدد الكارثة الجوية بتسديد ضربة قاسية جديدة إلى السياحة في مصر، وتحديدا في شرم الشيخ التي تعتبر جوهرة السياحة في هذا البلد. وقال محمد منصور شاكيا، وهو يرى السياح الروس يغادرون فندقه الفخم في شرم الشيخ، "إننا تحت الصدمة، حوالي 50% من نزلائي من الروس، وحصل الأمر مباشرة قبل موسم عطلات عيد الميلاد". وطرحت بريطانيا والولايات المتحدة صراحة فرضية انفجار قنبلة في طائرة شركة ميتروجت الروسية التي كانت متوجهة إلى سان بطرسبورج، فيما أمرت روسيا بتعليق رحلاتها المدنية إلى مصر، في خطوة تشير إلى أنها تبنت، على ما يبدو، هذه الفرضية. روسيا وقال مصدر قريب من التحقيق أول أمس الجمعة، إن تحليل الصندوقين الأسودين مع ما تم جمعه من معلومات من مكان تحطم الطائرة وخبرة المحققين، يتيح "ترجيح" فرضية الاعتداء بقنبلة، حسبما ذكرت وكالة أنباء "فرانس برس". غير أن رئيس لجنة التحقيق في حادث الطائرة، أيمن المقدم، أعلن خلال مؤتمر صحفي أمس، في القاهرة، أن "الملاحظات الأولية على حطام الطائرة لا تسمح حتى الآن بمعرفة أصل تفكك" الطائرة، مشيرا إلى أن اللجنة تأخذ بعين الاعتبار كل "السيناريوهات المحتملة لأسباب الحادث".

أكد وزير السياحة المصري، هشام زعزوع، أن مصر حققت 7.5 مليار دولار عائدا من السياحة في العام الماضي، حيث استقبلت 10 ملايين سائح. وأوضح وزير السياحة على هامش فعاليات الاحتفال بيوم السياحة العربي بمدينة الغردقة المصرية، اليوم الثلاثاء، بحضور الدكتور بندر الفهيد رئيس المنظمة العربية للسياحة، وبمشاركة ممثلي قطاعات السياحة والآثار ورجال الأعمال والمستثمرين وشركات السياحة والطيران بالدول العربية، أن مصر حققت أعلى معدل توافد للسائحين بلغ 14.7 مليون سائح في عام 2010، وانخفض هذا المعدل خلال السنوات الـ4 الماضية بسبب الاضطرابات والظروف التي مرت بها البلاد، ولكنه عاد للارتفاع في النصف الثاني من العام الماضي. وأشار زعزوع إلى أن دعم دول الخليج لمصر هو علامة فارقة تؤكد مدى عمق العلاقات القوية، مشيدا بصناع السياحة العرب في دعمهم للسياحة في مصر، داعيا رجال الأعمال والمستثمرين العرب إلى المزيد من التعاون والاستثمار.

قالت الدكتورة عادله رجب، المستشار الاقتصادي لوزير السياحة المصري، إن إيرادات السياحة المصرية انخفضت بنسبة 6% خلال الفترة من يناير، حتى أغسطس الماضيين، إلى 4.9 مليار دولار، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وانخفضت أعداد السائحين الوافدين إلى مصر بنسبة 13%، خلال الفترة من يناير، حتى أغسطس، من العام الجاري، مقارنة بنفس الفترة من العام المنقضي. وبلغ إجمالي عدد السائحين الوافدين إلى مصر خلال الـ8 أشهر الماضية نحو6.3 مليون سائح، مقابل 7.2 مليون سائح عام 2013، وفقا لبيانات وزارة السياحة المصرية. وأضافت رجب أن تحذيرات السفر التي أصدرتها معظم الدول الغربية في سبتمبر 2013، عقب فض اعتصام رابعة العدوية، وتجددها في فبراير الماضي، عقب تفجيرات الحافلة السياحية بطابا جنوب سيناء، أدت إلى انخفاض إيرادات وأعداد السائحين طوال هذه الأشهر.

قالت وزارة السياحة المصرية، إن إيرادات البلاد من السياحة، هبطت 24.7%، في النصف الأول من 2014، مع انخفاض عدد الزوار بسبب تداعيات حادث تفجير حافلة سياح في طابا. وقالت عادلة رجب، المستشارة الاقتصادية للوزارة، إن عدد السائحين الوافدين إلى مصر خلال النصف الأول من العام، تراجع بنحو 25%، إلى 4.5 مليون سائح، وأن الإيرادات تراجعت 24.7%، "لتتجاوز 3 مليارات دولار" في تلك الفترة. وتعتبر إيرادات السياحة وقناة السويس وتحويلات المصريين في الخارج مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة في البلاد. وعزت رجب انخفاض الإيرادات وعدد السائحين إلى "حادث طابا، الذي أدى إلى انتكاسة حركة السياحة". وكان تفجير حافلة تقل سياحا كوريين في طابا، الواقعة بشبه جزيرة سيناء، في فبراير الماضي، قد وجه لطمة قوية لصناعة السياحة في مصر، في وقت كانت تحاول فيه الخروج من الأزمة التي ألمت بها جراء الاضطرابات السياسية في السنوات الـ3 الأخيرة.

تراجعت حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال الربع الأول من عام 2014 بنسبة تقترب من 30 %، بالمقارنة بنفس الفترة من عام 2013. وقال تقرير صادر عن وحدة الحسابات الاقتصادية بوزارة السياحة، إن الانخفاض في أعداد السائحين وبالتبعية لياليهم السياحية كان لها الأثر الكبير في تراجع حجم الإيرادات السياحية. وأضاف أن الفترة التراكمية من "يناير - مارس 2014"، أي الربع الأول من العام الحالي بلغ حجم الإيرادات السياحية نحو 1.3 مليار دولار أمريكى وبنسبة تراجع قدرت بنحو 43% مقارنة بنفس الفترة من عام 2013. وأوضح التقرير أن التحذيرات التي أطلقتها الدول الأوروبية جراء تفجير الحافلة السياحية بطابا منتصف فبراير الماضي كانت وراء هذا الانخفاض الواضح في حركة السياحة الوافدة، وأن الحركة السياحية خلال شهر مارس الماضي حقق 755 ألف سائح بتراجع 32% عن مارس 2013 ، وفى فبراير الماضى حققت السياحة معدل 616 ألف سائح بتراجع 28% عن نفس الفترة من العام الماضي، في حين بلغ عدد السائحين 642 ألف سـائح خلال يناير الماضي بتراجع 29% عن يناير 2014.