رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
الغنوشي لـ "الشرق": الثورات ستحقق أهدافها والديمقراطية ستأخذ طريقها في المنطقة

الشيخ راشد الغنوشي لـ "الشرق":تعثر الربيع العربي لن يطول لوجود إعلام حر وأنظمة ديمقراطية سائدة في العالمالنهضة حزب مدني ديمقراطي يستلهم قيمه من الإسلامالمنطقة في مرحلة تحوّل ديمقراطي والبحث عن توافقات أمر أساسي لإنجاحهاعرضنا الوساطة بين الإخوان والجيش المصري والإقصاء لن يفيد أي طرفالاستثناء العربي انهار أمام إرادة الشباب الذي أصبح مصدر إلهام لشعوب العالمالثورات أعادت للشعوب ثقتها بنفسها وجعلتها أقوى من أنظمتهاالربيع العربي لم يفشل ونجح في حلحلة أنظمة عاتية في زمن قياسيتنازلاتنا ورفض قانون العزل السياسي وحياد الجيش أدت لنجاح الثورة التونسيةجينات شعوبنا ليست مختلفة عن التي نالت حريتها وحققت المساواةالديمقراطية لا تتناقض مع الإسلام والعقل والحكمة لا يتعارضان مع الدينمصر لن تكون استثناءً في المنطقة ونخبتها ستتوقف لاكتشاف المعادلة المناسبةالليبيون على وشك التوصل لحل سياسي في المستقبل القريبتلقف أقطار عربية لثورتنا دليل على أن الأرض كانت متهيئةتشتت النخب يؤخر التغيير الديمقراطي ويضاعف في كلفتهيجب على الأطراف المتصارعة أن تقبل ببعضها وتبتعد عن المقاربات الصفريةزمن الحكم الفردي والإعلام الخشبي وانتخابات الـ 99% انتهى أعرب الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية عن امتنانه لدعم قطر السخي والمتواصل لتونس، ووقوفها مع الثورة التونسية منذ بدايتها، سواء إعلاميا أو عن طريق قناة الجزيرة. واستبعد الشيخ راشد في حواره مع "الشرق" فشل الربيع العربي قائلا، إن مسار الثورات طويل ومتعرج، يتقدم مرة ويتأخر أخرى، ولكن في النهاية ينتصر، مستشهداً بالثورة الفرنسية التي مرت بمراحل انتكاسية، وقطعت رؤوس الملوك، والثوار أيضا، ودخلت فرنسا في مرحلة إرهاب وعنف، طيلة سبعين سنة. ونفى أن تكون الشعوب العربية استثناءً في المشهد العالمي، لافتاً إلى أن هذه النظرية انهارت أمام إرادة الشباب الذي أصبح مصدر إلهام لشعوب العالم، كما شدد على أن من ينظر إلى واقع الحكام الديكتاتوريين، يجدهم في حالة هلع وخوف، ويشددون القبضة الأمنية، بما يدل على أن شيئا جديدا حدث، وأن الشعوب التي تذوقت الحرية وأصبحت تثق في نفسها لن تعود إلى ما قبل عام 2011. وأكد نجاح الثورة التونسية نجاحاً باهراً، وأرجع السبب في ذلك إلى تناغم تركيبة المجتمع التونسي المنسجم في جميع مكوناته، وحياد المؤسسة العسكرية، التي فضلت حماية الدولة والديمقراطية وحماية العملية الانتخابية، إضافةً إلى ما قدّمناه من تنازلات. وكشف الغنوشي عن عرضه الوساطة بين الجيش والإخوان المسلمين في مصر قائلاً: عبرت عن استعدادي للعب أي دور يقرب بين المختصمين، وينهي الانقسام والأزمة، لأننا نتمنى مصر قوية، ولأن في ذلك مصلحة الأمة العربية. وتوقع الغنوشي انتهاء الصراع في ليبيا قريباً، مؤكداً أن هناك مؤشرات على اقتناع لدى الليبيين بضرورة التوافق، واعتماد الحوار بدلا من اعتماد السلاح سبيلاً للحل السياسي، وهو ما يجعل هناك أملا في التوصل إلى حل سياسي في المستقبل القريب. وأوضح أنّ الديمقراطية لا تتناقض مع الإسلام، وأنّ العقل والحكمة لا يتعارضان مع الدين، مؤكداً أنه يفضل خيار التمييز أو التمايز بين المجال الديني والسياسي، وبين القضايا الثابتة في الدين. وإلى نص الحوار.. شيخ راشد، في ظل صعود مضطرد للثورات المضادة في دول الربيع العربي، سواء في مصر أو اليمن أو ليببيا.. برأيك هل طوى التاريخ صفحة الربيع العربي؟ بالطبع لا.. فمسار الثورات طويل ومتعرج، يتقدم مرة ويتأخر أخرى، ولكن في النهاية ينتصر، فالعالم العربي ظل لمدة طويلة استثناءً في المشهد العالمي، الذي كان يتجه منذ الحرب العالمية الثانية نحو الحرية، وتثبيت حكم الشعوب، وحرية الإعلام وتكوين الأحزاب، والمساواة بين الناس" العدالة الاجتماعية"، لكن العالم العربي ظل مثل الجزيرة المنعزلة في هذا المحيط، لأسباب لا تعود إلى طبيعة الشعوب العربية!، أو لأنهم مختلفون عن مواطني الدول الأخرى!، لكن الحقيقة أنه ليس في جينات العرب ما هو مختلف عن الشعوب الأخرى، والدليل أنها ظلت طيلة الـ 50 سنة الماضية تدفع أثماناً باهظة ومتوالية من أجل الحرية، فالسجون في أوطانهم ممتلئة، ومناطق المهاجر متكدسة بهم، والصحافة مقموعة في بلادهم، وأنظمة العدالة مختلة، مما يدل على أن الأنظمة الحاكمة غير مستقرة أو مرتاحة، بل وخائفة من شعوبها. وتقديرنا أن الشرارة التي انطلقت من تونس في 2011، وتلقفتها أقطار عربية شتى، لهي دليل على أن الأرض كانت متهيئة، وأن في شرايين العرب تجري دماء حارة تنتظر الفرصة للانطلاق، ولكن هي مسألة زمن وكلفة ووعي نخب، لمواصلة الطريق نحو الحرية، لأنه بالتأكيد ما كان يسمى "الاستثناء العربي" قد انهار أمام إرادة الشباب الثائر، وأصبح الربيع العربي مصدر إلهام لشعوب العالم". وأنا شخصيا على قناعة أنّ ثورات الربيع العربي التي اندلعت عام 2011، هي عصر جديد من الحرية ورفض الاستبداد، وأعادت للشعوب ثقتها بنفسها، وأنّها أقوى من أنظمتها، وأنّ هذه الثورات ستحقق أهدافها بالتراكم، وأنّ الديمقراطية ستأخذ طريقها في هذه المنطقة، والثورة مسارٌ سيحقق أهدافه ولو بعد قرون. تاريخ الثورات لكن هناك من يرى أن الأنظمة السابقة عادت بقوتها، وكأن ثورة لم تقم، وكأن الثورات لم تمر على هذه البلدان.. بل إن قطاعاً لا يُستهان به من الشعوب بات يتوق لعودة الأنظمة السابقة؟ هذا وَهْمٌ، فمن ينظر في تاريخ الثورات سيجد أنها ليست دائماً في خط متصاعد، وإنما في أحيان كثيرة يمكن أن تحدث تراجعات وانتكاسات ورِدّةٌٌ، كما يسمى في التاريخ الإسلامي، ولكن هذه الردة مؤقتة، فالثورة الفرنسية مرت بمراحل انتكاسية، فبعد أن قطعت رؤوس الملوك، قطعت بعدها رؤوس الثوار، ودخلت فرنسا في مرحلة إرهاب وعنف، طيلة سبعين سنة. لكنني أعتقد أن ذلك لن يحدث في بلادنا؛ نظراً لوجود الإعلام الحر والمفتوح، ووجود أنظمة ديمقراطية سائدة في العالم، لذلك فزمن التحرر العربي لن يأخذ عشرات السنين، ونأمل أن تستفيد النخب العربية من التجربة التونسية وتتوفق إلى إيجاد تسويات وتوافقات بينها، لأن ما يؤخر التغيير الديمقراطي هو تشتت النخب، فتشتت النخب سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا أو مصر، ضاعف التكلفة ومدد زمن التغيير. الربيع العربي لم يفشل إذاً، أنت ترى أن الشعوب العربية التي كانت خائفة ومترددة لن تعود إلى ما قبل 2011؟ نعم.. فهناك حالة كمون وتربص، ومن ينظر إلى واقع الحكام الديكتاتوريين، يجدهم في حالة هلع وخوف، ويشددون القبضة الأمنية، بما يدل على أن شيئا جديدا حدث بعد عام 2011، وأن الشعوب تذوقت الحرية وأصبحت تثق في نفسها، وصارت أكثر استهانة بالطغاة، بعدما رأت طاغية يهرب بليلٍ، وآخر يُجرجَر للسجون والمحاكم، مما جعلهم اليوم أكثر استهانة بالحاكم الذي كان يُصوَّر على أنه لا يقهر. ولقد تبين يقيناً أن الشعوب إذا حزمت أمرها فستكون صاحبة المبادرة، لذلك أنا على يقين بأن الربيع العربي لم يفشل، وإنما نجح في حلحلة أنظمة قوية، وفي زمن قياسي مقارنة بثورات أخرى. الثورة التونسية شيخ راشد، هل نجحت الثورة التونسية.. وما أسباب نجاتها مما عصف بثورات أخرى؟ بكل تأكيد نجحت الثورة التونسية نجاحاً باهراً، والسبب في ذلك تناغم تركيبة المجتمع التونسي المنسجم في جميع مكوناته، وحياد المؤسسة العسكرية، التي فضلت حماية الدولة والديمقراطية وحماية العملية الانتخابية، إضافةً إلى ما قدّمناه من تنازلات، لتجنب الاستقطاب الأيديولوجي، واعتبارنا أنّ مصلحة الوطن أولى من مصلحة الحزب، وهذا ما جعلنا نقف ضد قانون العزل السياسي، ما أدى إلى نجاة الثورة التونسية من ما لحق بمثيلاتها. لكن من يحكم تونس الآن هو امتداد للنظام القديم؟ صحيح الآن أن بعضا من أجيال العهد القديم يحكمون، ويشاركون الثوار، ولكن هذا ليس فشلاً، وإنما نجاح، فالتوافق الآن في تونس ليس على أرضية الحزب الواحد والإعلام الخشبي والديكتاتورية، وليس على أرضية الثورة المضادة كما يزعم البعض، وإنما على أرضية الثورة ودستورها، فالرئيس الباجي قائد السبسي عندما تقدم للشعب يطلب أصواته لم يحمل في يديه شعارات الحزب الواحد، والإعلام الخشبي، وإنما حمل دستور الثورة، الذي هو دستور التعددية وحقوق الإنسان، وحرية الصحافة والمرأة، لذلك تونس اليوم متوافقة على أرضية الثورة وليست على أرضية الثورة المضادة. فالإعلام حر الآن في تونس، والانتخابات تجري تحت رقابة مؤسسة منتخبة من البرلمان، لا سلطان للحكومة عليها، ولا يوجد صحفي مسجون، أو وسيلة إعلام أو جريدة مغلقة، أو هناك انتخابات مزورة ومزيفة، وبالتالي تونس الآن تعيش ربيع الحرية حقيقة. ما هي الإجراءات الأخرى التي تتخذونها لاستكمال نجاح التجربة التونسية؟ لقد نجحت تونس في تغيير الدستور والقوانين والمؤسسات، وذلك على قاعدة إدارة الاختلافات بطريقة متحضرة وسلمية، وهي الآن بصدد استكمال المرحلة الديمقراطية، بانتخاب مجلس أعلى للقضاء، ومحكمة دستورية، فضلا عن برلمان يمثل كل التيارات السياسية. وماذا عن الثورات الأخرى؟ الثورات الأخرى لم تفشل، لكنها في حالة تعثر، وفي أوضاع معقدة، لكن أنا على يقين أنها ستتجاوز هذه التعقيدات والصعوبات، بقدر ما تنجح النخب في التوصل إلى توافقات وإلى تسويات فيما بينها، والتخلي عن فكرة الإقصاء والإبعاد والانقسامات، كما حدث في الثورة السورية وثورات أخرى، حيث الانقسامات الطائفية والعرقية والاجتماعية، وهو ما عرقل التطور الإيجابي في تلك البلاد. تطبيق النموذج التونسي هل نموذج التوافق الذي حدث في تونس قابل للتطبيق في دول أخرى مثل ليبيا ومصر مثلا، أم أنه مقصور فقط على تونس، نظراً لطبيعة البلد وشعبه؟ نحن في تونس أدركنا، أن هناك فرقاً بين الديمقراطية الراسخة، والتحول الديمقراطي، لأن منطقتنا ليست في مرحلة ديمقراطية راسخة، وإنما في مرحلة انتقال ديمقراطي، ففي الديمقراطية الراسخة يمكن أن تحكم بـ 51 %، أما الديمقراطية الانتقالية فهذا لا يكفي، بل يجب البحث عن توافقات واسعة تتجاوز الـ 70 و80 %، باعتبار حالة الانقسام تمثل خطراً على التحول الديمقراطي. أما في مصر فقد وقعت حالة انقسام بين الإسلاميين والعلمانيين، فالرئيس مرسي "فرّج الله كربه" انتخب بـ 51% فقط، وهو ما يعد حالة انقسام، لأن الـ49 الباقية اعتبرت نفسها غير معنية بهذه الانتخابات، كما اعتبرت نفسها غير معنية بالدستور، لأن من كتبه هم الإسلاميون، بالرغم أن الدستور لابد أن يمثل الجميع، وهذا ما أحدث حالة من الانقسام في الشارع، لذلك أعتقد أن البحث عن توافقات وتسويات بين النخب أمر أساسي لإنجاح عملية التحول الديمقراطي. تحدثت عن أن هناك طرقاً مختلفة لاستكمال مسار الحرية في الدول العربية.. ما هي؟ بطبيعة الحال طريق الثورة ليس هو الوحيد، وإنما يمكن للمسار الديمقراطي أن يسلك أكثر من مسلك، يمكن أن يسلك مسلك الثورة عندما تسد كل الأبواب، ويمكن أن يسلك مسلك التطور التدريجي، عندما يكون هناك حكام أذكياء، يدركون أن زمن الحكم الفردي، والإعلام الخشبي وانتخابات الـ 99%، قد ولّى، فيفسحون المجال لشعوبهم، وهذا المسلك هو الأقل كلفة. الإخوان والجيش إذا ما طلبنا منكم توجيه رسالة لطرفي الصراع في مصر حاليا، الإخوان والجيش.. ماذا تقولون وتنصحون؟ نحن نؤكد على أن مصر لن تبقى استثناءً في المنطقة، وهي الآن في مراحل الانتقال الديمقراطي، الصعب والمتعثر، لأسباب كثيرة، منها مكانة مصر وأهميتها في المنطقة، وكل ذلك يجعل معادلة التغيير معقدة، وكلفة التغيير باهظة، وزمن التغيير أطول، ولكن أنا على يقين أنها لن تكون استثناءً في المنطقة، وأن النخبة المصرية ستتوقف لاكتشاف المعادلة المناسبة لهذا. هل عرضتم الوساطة بين الإخوان والمؤسسة العسكرية؟ لقد عبرت عن استعدادي للعب أي دور يقرب بين المختصمين، وينهي الانقسام والأزمة، لأننا نتمنى مصر قوية، ولأن ذلك فيه مصلحة للأمة العربية. هل تلقيت أي رد؟ حتى الآن يبدو أن الأمور لم تنضج، لكن أعتقد أنها ستنضج عاجلا أم آجلا، وسيكتشف الجميع أن الإقصاء لن يفيد، وأن المعادلة المصرية معقدة وإقصاء أي طرف سيعقد الأمور، سواء أكان من الجيش أو الإخوان، أو الليبراليين والعلمانيين واليساريين، أو إقصاء النظام السابق بالجملة، لأن كل ذلك لا يفيد والأفضل اعتراف الجميع بالجميع، والبحث عن تسوية تشمل الجميع. الوضع الليبي ما هي رؤيتكم للوضع في ليبيا وهل في الإمكان أن يكون هناك توافق؟ من المؤكد أن الشعب الليبي تعب من الصراع، وأدرك أن أطراف الصراع لن تستفيد من استمرار هذا الصراع العنيف، والآن هناك مؤشرات على اقتناع لدى الليبيين بضرورة التوافق، واعتماد الحوار بدلا من اعتماد السلاح سبيلا للحل السياسي، وأن الحل في ليبيا سياسي وليس عسكريا، لذلك نحن على اقتناع أن الليبيين على وشك التوصل لحل سياسي في المستقبل القريب، هذا الحل يتحقق به السلم، وتنجح به الديمقراطية، ويشارك الجميع بعيداً عن الإقصاء والإبعاد. النهضة حزب مدني هناك مسألة مطروحة على الساحة بقوة وربما لم يُجب عليها الآن أحد بطريقة كافية.. هل هناك تعارض بين الديمقراطية والإسلام وبين ما هو دعوي وما هو سياسي؟ نحن على قناعة بأنّ الديمقراطية لا تتناقض مع الإسلام، وأنّ العقل والحكمة أيضا لا يتعارضان مع الدين. أما فيما يخص فصل ما هو دعوي عن السياسي فأنا أفضل خيار التمييز أو التمايز بين المجال الديني والسياسي، وبين القضايا الثابتة في الدين، وما هو في مجال الحرية، فشمولية الإسلام لا تعني ضرورة شمولية الهياكل التي تستلهم رؤيتها من الإسلام، لقد قررنا أن نتخصص في العمل السياسي كحزب مدني ديمقراطي يستلهم قيمه من الإسلام، دين الرحمة والسماحة، ويمكن لغيرنا أن يتخصص في مجالات أخرى. كما أننا نشأنا كردة فعل على نظام شمولي بسط سيطرته على جميع المجالات العامة، والثورة استطاعت أن تنهي هذا النظام الشمولي، وتفسح المجال للمجتمع سواء في مؤسسات المجتمع المدني، أو في المجال الخيري أو الديني، لذا انتفت الحاجة لحركات شمولية، وبالتالي قررنا التفاعل مع المتغيرات، والتخصص في مجال خدمة المجتمع عن طريق حزب سياسي يعمل من أجل تحقيق الديمقراطية وتثبيت الاستقرار وتحقيق الازدهار وخدمة المواطنين. أما من أراد أن ينشط في مجالات العمل المجتمعي فله أن يؤسس هياكل مستقلة تقوم بهذا. القوة لا تحل الخلافات تسود المنطقة حالة من الاضطرابات التي قد تؤدي لمزيد من الدماء.. هل لديكم تصور معين لحل هذه الأزمات والاضطرابات؟ لقد تعلمنا من تجربتنا أن المسؤولية تقع على النخب في بلداننا، وعلى قواها الحية، وعلى الأنظمة أيضا، فحالة الاضطراب والتقاتل لن تنتهي إلا حين يقتنع الجميع، أن القوة لا يمكن أن تحل الخلافات، وأن الحوار هو الطريق الوحيد لحل الخلافات. كما يجب أن تقبل الأطراف المتصارعة ببعضها وتبتعد عن المقاربات الصفرية، ويجب على بلداننا أن تكون لجميع أبنائها، بدون إقصاء أو احتكار، وواجب علينا أيضا أن نضع مصلحة بلداننا فوق مصالحنا الخاصة الحزبية أو الشخصية، يجب على الأطراف الأساسية أن تقدم تنازلات للأطراف الأضعف حتى نحفظ بلداننا من الانقسام. قطر تدعم الثورة التونسية كيف تقيّمون رؤية قطر لثورات الربيع العربي؟ قطر وقفت مع الثورة التونسية منذ بدايتها، سواء إعلاميا أم عن طريق قناة الجزيرة، أو في المجالات الاقتصادية والتنموية، فقد قدمت قطر مشكورة وديعة في البنك المركزي التونسي وقدمت قرضا سخيا، وأيضا أقامت العديد من المشاريع الاقتصادية، كما دعم الأشقاء في قطر مشكورين مبادرات الشباب التونسي الاقتصادية، عن طريق صندوق الصداقة القطري التونسي الذي أذن بإنشائه سمو الأمير "حفظه الله". وقد كانت مشاركة قطر متميزة في المؤتمر الاستثماري الذي أقيم في تونس قبل عدة أشهر، حيث كرمنا سمو الأمير بترؤس وفد قطر، وأعلن سموه في المؤتمر دعمه لتونس بتخصيص مبلغ مليار ومائتين وخمسين مليون دولار للاستثمار في تونس، وقد كانت تلك أعلى مشاركة من الوفود الدولية من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة العربية السعودية وغيرها من الدول. هذا الدعم لتونس استمر عبر الحكومات المختلفة التي أتت بعد الثورة لتثبت أن دعم الشقيقة قطر لتونس، ليس دعما لهذا الطرف أو ذاك، بل هو دعم للثورة التونسية. نحن ممتنون لهذا الدعم السخي والثابت والمتواصل ونوجه من خلال منبركم كل الشكر والتقدير والاحترام لسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد حفظه الله، ولسمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني — حفظه الله — على كل هذا الدعم للثورة التونسية خلال السنوات الست الأخيرة.

846

| 11 مارس 2017

محليات alsharq
الغنوشي يثمن دعم قطر للشعب التونسي

التقى الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة فى تونس، اليوم ، سعادة السيد سعد بن ناصر الحميدي، سفير دولة قطر لدى تونس، وذلك بمناسبة مباشرة مهامه في تونس. وأكد الغنوشي خلال اللقاء بعمق العلاقات الأخوية، التي تربط تونس وقطر.. منوها بالدور الاستراتيجي الذي قامت به قطر، في إنجاح الانتقال الديمقراطي بتونس، ووقوف دولة قطر إلى جانب الشعب التونسي. سفير قطر بتونس في ضيافة الشيخ راشد الغنوشي وثمن الشيخ راشد الغنوشي رعاية وحضور، حضرة صاحب السمو، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، للمؤتمر الدولي للاستثمار، الذي عقد مؤخراً في تونس، والذى شكل خير دافع لعدة جهات مانحة، قررت دعم تونس في مسارها الانتقالي الاقتصادي. من جهته، أشاد سعادة السفير سعد بن ناصر الحميدي، بتميز العلاقات التي تربط بين تونس وقطر، وبحرص حضرة صاحب السمو، أمير البلاد المفدى، على المزيد من تطوير عرى الصداقة والتعاون، التي تربط الشعبين الشقيقين.

458

| 06 فبراير 2017

محليات alsharq
الشيخ راشد الغنوشي يصل الدوحة لتقديم واجب العزاء

وصل إلى الدوحة مساء اليوم الشيخ راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة بالجمهورية التونسية الشقيقة لتقديم واجب العزاء في وفاة المغفور له بإذن الله صاحب السمو الأمير الأب الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني.

397

| 25 أكتوبر 2016

تقارير وحوارات alsharq
مورو لـ "الشرق": الشعوب العربية انتخبت الإسلاميين بالعاطفة وليس عن دراسة

أثار اختلاف وجهات النظر بين الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية ونائبه، الرجل الثاني في الحركة، الشيخ عبد الفتاح مورو تكهنات حول صناعة القرار داخل الحركة، لكن الأيام أثبتت أن حركة النهضة عصية على التفتت كما هو الحال حتى في الحزب الذي وصل إلى السلطة وها هو يتشظى بشكل متسارع مفاجئ حتى للقيادة السياسية في تونس . " الشرق" التقت الشيخ عبدالفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة التونسية والرجل الثاني فيها في حوار يكشف فيه عن وضعيته في الحركة كنائب لرئيسها وموقعه الحالي حيث يجيب عن الأسئلة ويوضح ملابسات صناعة القرار داخل الحركة، وكيف وصل التيار الإسلامي إلى الحكم في تونس حيث ينفي بشكل قاطع أن يكون قد أقيل أو استقال من حركة النهضة، قائلا: لا أحد يستطيع أن يخرجني من الحركة التي قمت بتأسيسها منذ أن كان عمري 16 سنة وحملت معها مشروعي الذي هو نهضة الأمة. وفي الحوار يؤكد مورو أن الشعوب العربية عندما اختارت التيار الإسلامي في الاستحقاقات الانتخابية لم تكن قد اختارته عن دراسة واقعية وإنما بقرار عاطفي نتج عن رغبة هذه الشعوب في تعويضهم عن فترات سجنهم وإقصائهم. وفند مورو نظرية أن الشرعية الوحيدة لأغلبية الصندوق والتي يستند إليها التيار الإسلامي موضحا أن هناك شرعيات أخرى تتمثل في القدرة على التمسك بالحكم والاستمرار فيه من خلال آليات التوافق مع القوى الأخرى. كما اعتبر مورو أن الجهل والفقر والفرقة أمراض ثلاثة تنخر في عظم الأمة الإسلامية والقضاء عليها يضعها في بداية الطريق الصحيح. وعن تراجع الحركة في الانتخابات الأخيرة قال مورو إن الحركة لم تتراجع بل ما حدث قراءة واقعية من الحركة للحياة السياسة ولتوازن القوى معتبراً أن النجاح في أي ظرف يقتضي أن نعرف ما لنا وما علينا وأن نرضى بما يختاره شعبنا الذي وكلنا له حرية الاختيار. كما نفى أيضا خذلان الحركة للرئيس المرزوقي وقال إن الحركة أقامت مع الرئيس المرزوقي تحالفا سياسيا من خلال الترويكا التي استفاد منها الرئيس أكثر من غيره بل إن الحركة خرجت من السلطة قبل أن يخرج الرئيس بسنة ونصف فكيف نتهم بأننا قد خذلناه .وفيما يلي نص الحوار. # فوجئ الجميع بتراجع حركة النهضة وعدم تصدر المشهد أثناء الانتخابات الرئاسية كما كان سابقا.. لماذا؟ هل هي إعادة حسابات أم تراجعات ؟ ما حدث قراءة واقعية للحياة السياسة ولتوازن القوى لأن النجاح في أي ظرف يقتضي أن نعرف ما لنا وما علينا وأن نرضى بما يختاره شعبنا الذي وكلنا له حرية الاختيار والذي يخطئ في التقديرات هو الذي يخطئ بعد ذلك في المسارات والمآلات ونحن تصورنا أن النجاح في السياسة سيحسن القبول بنا لأن العمل السياسي ليس منطلقا من فكرة ثقتك بنفسك فقط وإنما في قبولك وثقة الناس بك فكثير من الإسلاميين أخطأوا عندما اعتبروا أن ثقتهم بنفسهم تكفيهم لثقة الناس بهم ولذا فقد وقعوا في المطب والخطأ. لكن حركة النهضة ليست بالهينة وهي حركة كبيرة فلماذا لا يكون لها السبق في تصدر المشهد ؟ ## حركة النهضة حركة متواضعة حركة ناشئة، دعوة انطلقت منذ أكثر من40 سنة كدعوة لكنها دخلت مرحلة جديدة منذ الثورة في 2011 وبالتالي تعتبر حركة مستجدة غضة وطرية ومن ثم هي بصدد رسم مسار ستتبعه لكن تتبعه بتؤدة عندما أخطأت قالت إنها أخطأت وعندما أحسنت قالت إنها أحسنت وهي في الانتخابات الأخيرة تفطنت إلى أن القبول بها قد نزل وقبلت هي بهذا النزول وتصرفت على أساس الوضع المتاح لها الآن فهي لا تريد أن تغيب عن الساحة السياسية وتعتبر وجودها تأمينا للمسار التعددي الذي نرغب فيه ولا يحق لنا أن نغيب عنه ولا يحق لغيرنا أن يُغيبنا عنه. لكن التقديرات ذكرت أن التيار الإسلامي في الوطن العربي وخاصة بعد الثورات هو الأكثر تنظيما والأكثر تجهيزا خلافا للتنظيمات الأخرى، فهل هذا الأمر أعطى التيار الإسلامي انطباعا بأنه الأقوى وأنه الأجدر بقيادة المرحلة؟ ## في المنطلق من سَلم لهم بأنهم الأفضل في التنظيم وأفضل البدائل فهو شهد لنفسه والرجل لا يشهد لنفسه وكذلك التنظيم والحركة لا يشهدون لأنفسهم فالموضوعية تقضي علينا بألا نشهد لأنفسنا. لكن هناك من شهد لهم من جهات أخرى؟ ## مَن ِمن الآخرين شهد لهم فالشهادة المقبولة هي شهادة شعوبنا لنا. لكن التيار الإسلامي اكتسح في جميع الاستحقاقات الانتخابية التي أجريت في بلاد الثورات العربية .. ألا يعد ذلك شهادةً مقبولة ؟ ## نعم نحن نجحنا بنسبة فاقت الـ50% لكن ما زلنا لا نمثل كل التيارات لشعوبنا ويجب أن ندرك أن حالة البناء التي نعيشها تفرض علينا ألا نتعامل مع شعوبنا بنظرية الأغلبية والأقلية فحالة البناء تقتضي منا أن نبني لمدى طويل يمكن أن تتغير فيه النسب فاليوم أغلبية غدا سنبقى أقلية فالذي نبنيه ليس لظرف حكمنا وإنما ما نبنيه لأمد ستتغير فيه أفكار الناس فمن يضمن أن يكون بعد 50 سنة هناك تيار شيوعي وتيار يساري نحن نبني لمجتمع سيمر بحقبات متعددة علينا أن نراعي الوفاق في المنطلق لننتهي عند التزام النهاية لمقرراتنا وإلا ما التزم خصمك بالمقررات التي تقررها وهذا ما رأيناه فقد كنا أغلبية وقررنا ولم يساعدنا غيرنا بقول ذلك القرار لأننا لم نأخذ بعين الاعتبار تغير الظروف وأنت ترى الشعوب تتقلب وخاصة الشعوب التي لم تتكون لديها تقاليد الديمقراطية فنحن نبني أحزابا مستجدة وشعوبنا جديد عليها الرأي والرأي المخالف تميل ميلة واحدة فنحتاج أن نأخذ بعين الاعتبار ذلك نحتاج أن نأخذ بعين الاعتبار أن شعوبنا من الممكن أن تختارنا لظرف عاطفي لا لقرار واقعي قام على دراسة الواقع وربما تختار غيرنا للعاطفة وهذا ما حصل في تغير من موقف لموقف فالاختيار لم يكن على أساس دراسة موضوعية بل كان على أساس عاطفة. ما هو النموذج للاختيار العاطفي ؟ ## عندما خرج الإسلاميون من السجون اعتبروا أفضل من غيرهم لماذا ؟ لا لأنهم قدموا بديلاً ولكن لكون شعوبهم حنت عليهم وأحست بأن هناك دينا لهذا التيار عليهم، فالشعوب تقول نحن مقابل سكوتنا عن الظلم الذي وقع بكم وعجزنا عن مناصرتكم نؤهلكم الآن لأن تحكموا. إذا هذا اختيار وقتي وعاطفي وهذا ما أهلنا لأن نحكم كتيار إسلامي لكن كان واجبنا أن ندرك أن هذه ليست شهادة مصداقية لنا كان ينبغي أن نرتقي وأن نسهم بارتفاع في الوعي ربما يحتاج منا وقتا لكن لا يمكن أن نتجاهله. لكن البعض نصح التيار الإسلامي بعدم التسرع في التصدر للمشهد بعد الثورات؟ ## بعض الناس شجبوا علينا أننا سارعنا إلى الحكم بعد حصول ذلك التغير في أوطننا باعتبار أن الكرسي ليس متاحا لنا لأننا أهل له، بل هو متاح لأن غيرنا لم يطلبه فوجدناه فارغا. أتتصور أن فراغ الكرسي يجعلك تحتله أنت لا يمكن أن تحتله إلا بكفاءة ترتقي بك لمستوى القيام بمهمة الحكم وهذا يجعلني لا أنتقد في هذا الأمر أحدا. ما استندنا عليه وسميناه شرعية استندنا عليه لنعزز بقاءنا في الحكم ونتمسك به وكنا نقول لقد اختارنا الشعب وكنا مخطئين في فهمنا للشرعية فالشرعية شرعيات فشرعية الوصول للحكم هي أغلبية الصندوق لكن هناك شرعية أخرى بعد أن تصل هي أن تبقى في الحكم وهذه نسميها شرعية المسك بتلبيب الحكم والتحكم في أعصابه ومفاصله، فالذي لا يقف بجانبه رجال الأعمال ولا يقف بجانبه رجال الفن والأدب ولا يقف بجانبه نخبة المجتمع الفكرية وأبناء الجامعات ولا تقف بجانبه العلاقات الدولية ولا يلبي حاجة الناس من طعام وشراب لا يستطيع أن يحكم، نعم معك أغلبية لكن الكل يقف ضدك فالذين صوتوا لك اليوم سوف يقفون غدا على بابك يقولون لك أعطنا حوائجنا فنحن انتخبناك وبالتالي هم أصبحوا وبالاً عليك. إذا لماذا اختارت الشعوب التيار الإسلامي؟ ## هم لم يختاروك لسواد عينك ولكن اختاروك لأنهم يظنون أنك ستقضي حوائجهم وبسرعة لأن الشعوب لا تنتظر فإذا كنت تستند إلى هؤلاء فأنت في الحقيقة تستند إلى غير ظهر أنت تحتاج أن يكون معك الذي يسخر طاقته بأن يكون إعلامياً يخدم مشروعك وأن يكون جامعياً يقوم خيارك وأن يكون رجل أعمال ينشئ المشاريع التي تعزز مسارك فإن كان هؤلاء معك فأنت قادر على تحويل شرعية الصندوق الاختيارية إلى شرعية استقرار للحكم وتهيئة للإنجاز وهذا لم نفهمه نحن لأننا مستجدون في العمل السياسي، فالعمل السياسي لا نتعلمه من المدارس الشرعية التي نُقوم بها سلوكنا الفردي إنما العمل السياسي يقتضي قبل أن نباشر الحكم أن نباشر مصالحة مع مجتمعنا، هذا لا يعني أننا المتسببون في القطيعة مع المجتمع فيمكن أن يكون غيرنا متسببا فيها، فنحن كالذي يقدم بضاعة فهل تقدمها لقوم يكرهونك وتكرههم وأنت كالطبيب الذي يفرق بين المرض الذي يجب عليك أن تقاومه وبين المريض الذي من الممكن أن تختلف معه. هل نعتبر ما فعلته حركة النهضة في الانتخابات الرئاسية الماضية عملية استيعاب للوضع المصري؟ ## النهضة لم تتراجع لأنها حركة سياسية وهي تعيش بواقعها قبل الدرس المصري فنحن حركة تونسية وطنية ننظر إلى واقعنا أولا، أما عن الوضع في مصر فأنا كنت أنادي قبل أن يقع ما وقع في مصر بتغيير أسلوب التعامل مع خصومنا السياسيين وعندما ذهبت إلى مصر قلت للرئيس مرسي ذلك كما قلته في منتدى الوسطية ولمت الحركة الإسلامية في مصر على توجهها. وما هي أوجه اللوم التي وجهتها للحركة الإسلامية في مصر؟ ## لمتها على إرادة اكتساح المواقع جميعها باعتباره اختيارا غير صائب فلا بد أن نمحو من أذهاننا النسبة العددية التي نجحنا بها وأن يكون تعاملنا مع مكونات المجتمع تعامل، الند للند، حتى الذي لا يمثل سوى جزء بسيط من المجتمع، وأن يكون الدستور الذي سنبنيه، والنظام السياسي الذي نقيم قواعده، والإدارة التي سنحلها محل الإدارة القديمة، هي من اختيارنا جميعا ولا يشعر أحد بأننا طرف متغول على السلطة وللأسف هذه القيمة غابت عنا لأننا نتعامل على أننا على حق والحق لا يكفي أن تنجح بدليل أن الذين فشلوا في العالم ليسوا على باطل ألم يكن عمر بن الخطاب على حق وقتل وكذا عثمان وقتل وعلي وقتل والحسن على حق وسمم والحسين على حق واستشهد. لو طلب من جماعة الإخوان التراجع كيف تنظر إلى هذا التراجع وهل هو مقبول حركيا ومنهجيا ؟ ## واقع الإخوان في مصر واقع مؤلم الآن وما آل إليه المجتمع المصري نفسه الآن من انقسام هو شيء مؤلم لا يحق لعربي أو مسلم أن يتفكه به لأنه مأساة في الحقيقة ومع احترامي لهذا الواقع الوطني المصري يفرض علي أن أقف موقف المحايد حتى لا أميل لطرف دون طرف لكن أقول من حق المصريين من كل الفئات المختلفة وهم ينتسبون إلى حضارة عريقة، وإلى واقع مجيد، وإلى موقع مؤثر لا تنقصه الكفاءات والرأي الحصيف، ولا ينقصه الجرأة، أن يخرجوا من هذه الأزمة. وكيف لهم أن يخرجوا من هذه الأزمة ؟ ## الخروج من الأزمة يقتضي عدم تبادل التهم وعدم إضفاء القداسة على ما سبق ووجوب التنازل من كل الأطراف للوصول إلى قاعدة مشتركة تحمي النسيج الوطني المصري حتى لا يتفتت ولا يتفكك وحتى لا تبذل كل الجهود عوضاً عن التنمية في مقارعة الخصوم الإسلاميين وأنا أرأف بهم لأنهم الآن في وضع لا يحسدون عليه ينبغي أن يدركوا أنهم أخطأوا لكن من حقي أن أحاكمهم وهم بعد في السجون لكن إذا خرجوا نجلس معهم ونتشاور ما هي المطبات التي حدثت في عملهم وهذا ليس تثريبا عليهم ولا إنقاصا من قدرهم لأنهم بشر. الا تعتبر اكتساح الإسلام السياسي نوعا من الحق ؟ ## ربما .. لكن كوننا على حق يحق لنا أن نتكلم عن ذلك في داخلنا، أما لكى نبرزه لغيرنا على أنه حجة عليهم هذا لا يحق لنا لأن غيرنا لا يتعامل معنا من نفس المنطلقات. قد يفهم من كلامك هذا أنك تبرر ما حدث للتيار الإسلامي من إقصاء وقتل وسجن لقادته ؟ ## لا أبداً فأنا لا أبرر ما حصل للإسلاميين وخاصة في مصر لكن أنا ألقي الضوء على ما حدث فنحن لم نتعلم السياسة سوى في مدارسنا الخاصة القائمة على أصول ترجع لثمانين سنة ماضية، لم نطورها حسب الوضع الجديد فحركة الإخوان مثلا قامت أثناء وجود المستعمر الإنجليزي وكان هناك آنذاك إنجليز وفرنسيون فلم تبرز بعد قوة أمريكا ولم تبرز قوة العالم الشيوعي ولكن اليوم العالم تغير فمواقع القرار، وواقعنا الإستراتيجي تغير وانتقلنا إلى مرحلة الاستقلال فأصبح لنا آليات جديدة للحكم لم نكتسبها ولم نتعلمها ولقد كنت حريصا بعد الثورة أن يتهيأ أبناء النهضة لأن يتسلموا الحكم ولم أكن داخل النهضة في تلك الفترة فقد استغنوا عني وأبعدوني لكن قلت لهم أعطوني مائة كادر منكم أرسلهم للأحزاب الأوربية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لكي يتدربوا كيف يباشر العالم الآخر العمل السياسي وقلت لهم أقيموا مراكز الدراسات لكي تدرسوا فيها مراكز التأثير في العالم وللأسف لم أجد أحدا يستجيب رغم أن هناك وزراء أعرفهم تولوا المناصب ولم يقرأوا صحيفة أجنبية واحدة. هل ترى أننا ما زلنا لا نملك قرارنا بيدنا ؟ ## نحن في عالم لا نمسك فيه قرارنا فقرارنا بيد غيرنا رغم أننا نمارس العمل السياسي، والعمل السياسي ليس متابعة للقرار وإنما هو استشعار مسبق لواقع يستوجب قرارا منك فهو عمل استباقي وليس عملا استتباعيا فينبغي أن نصنع نحن قرارنا . وهل التيار الإسلامي أهمل أشياء كثيرة على رأسها الإعلام ؟ نعم .. فاليوم الإعلام جزء من العمل السياسي ومظهرك أيضا جزء وخطابك جزء وبالتالي إهمالنا للإعلام تبعه خسارات كثيرة . بعض أبناء التيار الإسلامي ذهبوا لضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية بعد الثورات معتبرين أن الظرف مناسب جدا ..برأيك هل كان الظرف مناسباً ؟ ## ما بين الثورات وما قبلها لم يتغير شيء حتى نطالب بتطبيق الشريعة فالذي تغير فقط أنك أصبحت لك حرية التعبير التي كنت ممنوعاً منها البارحة ثم ما هي الشريعة الإسلامية التي تطالب بها فإلى الآن لم يتحدد مفهوم الشريعة الإسلامية فالبعض يعتبرها ما قاله الله ورسوله. أنا أرى أننا في ديار إسلام وبالتالي لا ينقصنا شيء منها فرأس الشريعة إلى الآن لم ندركه نحن ولم نناضل من أجله وهو "الحريات "فنحن نتحدث عن كل شيء في الحلال والحرام لكننا لم نتحدث عن الشيء الذي بوأ الإنسان مكانة في الأرض من أجله، وهو الحرية فالله اختار الإنسان بديلا عن الملائكة ولو أراد الطاعة العمياء لاختار الملائكة لأنه أراد الاختيار على إرادة لدى الإنسان والإرادة تقتضي المضادة لذا فقد خلق آدم وعدوه والعداوة بدأت منذ التكليف واستمرت إلى الآن لأن قوام الإنسان هي تلك المضادة؛ فالله يريد منا المضادة والمصارعة فإذا صارعنا ونجحنا يكتب لنا أجران وإذا صارعنا ولم ننجح يكتب لنا أجر واحد هو أجر الصراع، لذا فالكثيرون سيدخلون الجنة لأنهم صارعوا والمصارعة بمعنى الحرية. وهل غابت قيمة الحرية عنا كمسلمين ؟ ## منذ الدولة الأموية والعباسية ننظر لحاكم مطلق اليد حتى الشورى كنا نقول إنها غير ملزمة وكان تاريخنا كله مطبات على المستوى السياسي فاليوم لا بد أن نُدخل الحرية إلى ساحتنا بعد أن امتلكناها فمن قبل كان الحاكم يملك البلاد والعباد والحرية ليست شعار مرحلة بل شعار كيان وجودي للإنسان. لكن الحرية قد تجعلك تقبل ما هو محرم في الإسلام ؟ ## دع العري وبيع الخمر فكرامة الإنسان فوق كل شيء فحرية الاختيار مع ذلك التمازج في الآراء والأفكار تجعل الناس يرجعون إلى الحق وإن كنت تطمع أن تُوجد مجتمعا صافيا 100% فلن يوجد في الأرض هذا المجتمع فالعالم فوق الأرض قائم على التمازج والتدافع والخلاف الذي خلقنا من أجله ولذا فأقول إن الشريعة قائمة على كرامة الإنسان وحريته، فيجب أن نجعلها هدفا لنا في تشريعاتنا وفي برامجنا السياسية حتى يكتب لنا البقاء على الساحة ولا نظل ماضويين وغير تقدميين. هل ترى أن الإسلاميين ينقصهم مشروع ؟ ## الإسلاميون ينقصهم مشروعهم الحضاري الذي يتمايزون به عن غيرهم وإلا كيف نحكم الناس ودواؤنا وملابسنا وعيشنا من غيرنا ونكتفي أن يكون مطمحنا الأول والأخير أن يكون لنا مقعد في البرلمان أو الوزارة. برأيك المشروع الحضاري يتحقق أفضل من خلال الحكم أم بعيدا عنه؟ ## ليس هناك فارق بل الأولى أن يكون بعيدا عن الحكم أو قبله فالمشروع الحضاري هو المعيار لحكم الناس وإلا هل ترددنا على المساجد هو الذي يؤهلنا لحكم الناس ؟ وهل للغرب الآن مشروع حضاري ؟ ## نعم لديه للأسف مشروعه وهو متقدم عنا ويحفظ كلمته ومتحضر فعندما تقول للأوربي ممنوع التدخين لا يدخن أما نحن المسلمين عندما تقول لشخص ممنوع التدخين تجده يقول لك أنا ابن عمي مسؤول في مخفر كذا يعني أن المنع لا يتناولني لأنني لدي واسطة كبيرة فنحن لم يعد لدينا قيم إنما منافع ومصالح فكيف تكون لنا الأفضلية عمن دوننا . لو لم تقم الثورات العربية بماذا كنت تنصح التيار الإسلامي؟ ## لقد نصحتهم قبل الثورة وبعدها بألا نغتر بشغور مكان القيادة وأن نعول على الارتقاء ذاتيا . كيف يكون الارتقاء الذاتي ؟ ## بأن نطور أداءنا وأدواتنا فنحن في المساجد لا نستطيع أن نحافظ على مستوانا إلا إذا قال لنا الإمام استووا. وكيف تقيم تجربة الإسلاميين في الحكم ؟ ## لا أعتبرها تجربة لأنهم لم يمضوا أكثر من عام في الحكم وبالتالي لم يستطيعوا أن يتعرفوا على الأقسام التي بداخل الدول. وهل تتوقع عودة الإسلاميين للحكم مرة أخرى ؟ ## نعم سيعودون ولكن بأصول جديدة غير الأصول السابقة فالبليد هو الذى يكرر تجربة الفشل لكن العاقل هو الذي يأخذ بعين الاعتبار الإعداد الجيد . وكيف يكون الإعداد الجيد ؟ ## أن تراجع مسألة القبول بك والنجاح والكفاءة ووجودك في مواقع التأثير ودخولك للقطاعات التي لم تستطع دخولها أو حيل بينك وبين دخولها واستغلها خصمك للهجوم منها عليك . ما هي مواقع التأثير التي تقصدها ؟ ## المؤسسات الإعلامية والاقتصادية والأمنية والجامعات أيضا. بوجهة نظرك هل يتعرض التيار الإسلامي لمؤامرة ؟ ## ربما يكون هذا صحيحا لكن علينا ألا نعلق عليه فشلنا لأن المؤامرة لا تنطلي إلا بعوامل ذاتية يجب أن نعالجها وأن نغير منهجنا في حركاتنا وجماعتنا وألا نعتبر منهجنا معتقدات ثابتة لا يجوز الحياد عنها ومن يناقشها يتهم بالردة والكفر ويجب ألا نخلط بين الثابت من الدين وبين المتغير من واقع المسلمين. ما هي نصيحتك للشباب الإسلامي الآن ؟ ## أقول لهم طوروا نظرتكم إلى مجتمعكم، وانفتحوا على غيركم، واعملوا لواقعكم، واجعلوا أوطانكم قصدكم وغايتكم، فلقد اتهمنا وضيعنا أوطاننا في اهتماماتنا العالمية بتحدثنا عن عالمية الإسلام وغطى ذلك عنا واقعنا الحقيقي . هل ينفصم التطوير مع وضعكم كإسلاميين ؟ ## إننا لن نطور واقعنا كوننا إسلاميين فالشعار الذي كنا نرفعه سابقا "الإسلام هو الحل" شعار فضفاض لا قيمة له ودون محتوى فلا بد من الخروج من الشعارات وتقديم ما يغير المجتمعات . وهل المجتمعات العربية مؤهلة لتقبل الإسلاميين كمصلحين تنويريين ؟ ## إذا ما استطعنا القضاء على الأمراض الثلاثة فيمكن بكل سهولة التقبل. ما هي الأمراض الثلاثة ؟ ## الجهل أولا فيجب أن نقدم ما يقضي عليه بفروعه سواء الجهل المعرفي أو غيره. الفقر ثانيا يجب أن نقدم منهجا يجعل الشعب كله يستثمر خيراته ثم يحسن توزيعها فنحن نستخرج بترولا مثلا لكنه ليس ثروة وليس تنمية إنما هو عطية من الله فالتنمية هي استخدام العقل والجهد. الفرقة ثالثا فأنت ترى الشخص الآن يتخير إمامه إذا لم يجد الإمام الذي يفضل أن يصلي خلفه فتجد المسجد الواحد منقسما لأربع جماعات فكيف لنا أن نقيم منهجا سياسيا، وإذا كان المسلم يقتل المسلم على الهوية لمجرد أنه خالفه فكيف نبني مستقبلا، إنما الوحدة تمكنك من أن تكون طرفا يُستمع إليه مع الآخرين. وهل الغرب والإسلام في حالة تمازج أم تنافر ؟ ## نحن ظللنا 12 قرنا نطرق أبواب أوروبا ولم تفتح لنا، لوجود عداء ديني فالمسيحية كانت ومازالت تحكم الغرب وبالتالي رفضت الإسلام. وهل ازداد العداء أكثر بعد حادثة شارلي إيبدو الأخيرة ؟ ## يجب أن نفرق بين هؤلاء الموتورين الذين نفذوا العملية وهم في تقديري مرضى نفسيون وبين الـ15 مليون مسلم في الغرب وهم جزء منه الآن . لكن الغرب أسهم بجزء كبير في تردينا وتخلفنا بل واحتلال أراضينا وقتل شعوبنا ؟ ## هذا لا يبرر فما تقوله أنت هو الذي يسوق الإرهاب فأنت إذا أبحت القتل على الهوية وجعلت اليهودي يقتل كونه يهودييا والمسيحي يقتل كونه مسيحيا فأنت إذاً جعلت دمك هدرا فهذه قضية قيم ومبادئ ليس كوننا لدينا مشكلة مع إسرائيل يعني ذلك أن نقتل اليهود في أي مكان . وكيف نرد للغرب إساءته لمقدساتنا كما حدث في شارلي إيبدو؟ ## من شتم في شارلي إيبدو لم يشتم أو يسب الرسول بل هو سبنا نحن فمثلا عندما يشتمك شخص ويقول لك يا ابن كذا هل يقصد أباك أم يقصدك أنت، هو يقصدك أنت من خلال أبيك وكذلك من شتم النبي بالنسبة لي الرد على شارلي إيبدو هو أن نجمع من كل شخص مقيم في أوروبا دولارا واحدا ثم نبني 4 جامعات تخرج كل عام 1000 طبيب و500 مهندس و600مكتشف ونبرز للعالم أننا قادرون على أن نكون كفأ لهم. هل من هذا المنطلق ذهبت لتأبين اليهودي الذى قُتل في فرنسا ؟ ## لأنه تونسي مثلي ومطلوب مني حمايته وأن أتنازع عليه مع نتانياهو لأنه عندما يخرج من تونس يستدعيه نتانياهو ويقول له اقرب منا نحميك لأنك لن تجد لك حماية بعيدا عنا وأنا أريد أن أقول له أنت محمي في بلادك تونس. وبذلك أكون قد أبطلت مبرر نتانياهو في احتلال الأراضي الفلسطينية بحجة حماية اليهود وأفقدته سبب وجود إسرائيل ومن ثم أستطيع أن أقول له اخرج من أرض الناس لأنك ظالم مستبد واليهود أنا أحميهم ليس أنت. لكن إسرائيل قائمة على ادعاءات أخرى غير حماية اليهود مثل ادعاء أنها أرض الميعاد؟ ## نعم لكنني أرجع إلى الأساس فإذا حمى الفرنسي اليهودي عنده وكذا الإنجليزي وكذا التونسي أفقدنا إسرائيل سبب وجودها . ما هو موقع القضية الفلسطينية الآن بعد تراجع التيار الإسلامي؟ ## القضية الفلسطينية قضية أمة لن نتنازل عنها والذي يتنازل عنها يعتبر خائنا؛ فهذه القضية يجب أن ننصرها بكل وسائل النصر وأمامنا وسائل نصر كثيرة وقد أوصلنا إسرائيل الآن إلى مخنق ومكان ضيق فالآن ستقاضى عالميا، فما حدث في غزة السنة الماضية جعل العالم يثور ضدها وهناك من نازع نتانياهو في الكونجرس مؤخرا وينازعون إسرائيل وهذا بكل المقاييس تطور إيجابي. وهل قصرنا في نصرتها وانشغلنا بأمور أخرى ؟ ## بالطبع قصرنا كثيرا فكل المتضامنين مع إسرائيل من أجل المصلحة والنفوذ والمنفعة كونهم ضحية إعلام مضلل لم نستطع نحن أن نوفر لهم بديلا له ولم نستطع توصيل صوتنا إليهم فكثير مما تفعله إسرائيل من جرائم لا يصل إلى قطاع كبير من الغرب ومن يصل إليه يتغير موقفه فورا ما جعل شبابا غربيين يخاصمون إسرائيل وينقطعون عن توجهات آبائهم السابقة في دعم وتأييد إسرائيل . وماذا تطلب من علماء الأمة الإسلامية ؟ ## العلماء مطالبون الآن بأن يوجدوا لنا خيارا آخر غير الفوضى والدكتاتورية أمثال داعش فليس خافيا على أحد أن العالم الإسلامي منغلق ليس فيه ديمقراطية ولا مجتمع مدني والأنظمة تقول لنا إذا ما خفتم من الفوضى فعليكم أن تقبلوا بالدكتاتورية ومن ذلك المنطلق فالعلماء مطالبون بتقديم خيار آخر قائم على الوعي بقيم الإسلام وهذا عمل ميداني لا يستطيع عمله إلا من كان نافذا للناس . بذكرك داعش ..هل تمثل الخلافة الإسلامية الحقيقية ؟ ## أي خلافة إسلامية هذه؟ هل الخلافة الإسلامية أن تقهر الناس وتعتدي عليهم؟! معنى الخلافة الإسلامية هي المنطلق الذي انطلق منه النبي والذي أقام على أساسه نظاماً شعبيا هو أن الأمة تنفذ مشروعها فالمشروع الإسلامي ليس مشروعا قهريا يغلب به الناس. الإسلام نجح لكونه مشروعا شعبيا يفوضون فيه من يأتمنونه على شريعة الله فالأحكام الشرعية التي نزلت في عهد النبي مثلا لم يقم لها جهاز ينفذها إنما قال هناك حد للزنا وحد للحرابة وحد للسرقة لكنه لم يقم جهازا تنفيذيا يفتش على الناس في بيوتهم بل إن الحالات التي نفذت فيها الحدود تقدم أصحابها إلى النبي معترفين بها . لكن الكثيرين يرون أن السياسة القهرية التي ينتهجها تنظيم الدولة الإسلامية هي ردة فعل لسياسية أنظمة شمولية وطائفية وليست فعلا ومن ثم اكتسبوا حاضنة شعبية كبيرة ؟ ## قد يكون هذا مقبولاً إذا كنا نبحث عن تفسير لوجود هذا الكيان أما أن يكون هذا تبريرا لأفعالهم فلا يجوز التبرير لأن هذا مخالف لطرق الفهم فالحمى تداوى بالبرد هذا أسلوب بدائي لأن الداء لا يداوى بنقيضه إنما الأسلوب الحقيقي هو معرفة سبب الداء واجتثاث أسبابه. نحن للأسف أمة مستباحة من كل الأطراف ليست لنا كيانات عقلية وعاقلة توجهنا للأسف، يجيء إلينا ويقول أنا أفهم في كذا اتبعناه ومن جاء إلينا بالنقيض اتبعناه أيضا. وهل ما يفعلونه في تنظيم الدولة يعد جهادا ؟ ## الجهاد مشروع أمة وليس مشروعا فردياً والجهاد يكون لتوحيد الأمة وليس لتفكيكها. أخيرا ما وضعك الآن في حركة النهضة وهل الأمور معها على ما يرام ؟ ## أنا نائب رئيس حركة النهضة ولم أخرج منها قط هم ظنوا أنهم أخرجوني منها وهذا لم يحدث فكيف أخرج من شيء لصق بي خمسين سنة، أنا حامل ورقة إسلامية منذ أن كان عمري 16 سنة والآن عمرى 66 فكيف يخرجونني منها أنا لا أستطيع أن استعيض عن هذه الورقة ولم أجد بديلا لها فأنا لم أخرج من الحركة ولم أدخل وما يفعلونه معي دليل على أنهم يراوحون هم مواقعهم. فأنا عندي مشروع إن استطعت تنفيذه من خلال آلية تسمى النهضة فأهلا وسهلا . ما هو عنوان مشروعكم ؟ ## نهضة الأمة ..فأنا لا أرضى لبلدي الذي أقيم فيه المصانع في القرن الأول الهجري واكتشف فيه أول قلم حبر أن يأتيه الدبوس والقلم من الصين فنحن نرفض أن تمد لنا اليد ولكن أريد أن نمد نحن اليد لغيرنا. وهل النهضة خذلت الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي ؟ ## ليس خذلانا ولكن لأن الرئيس المرزوقي رئيس حزب اتفقنا معه في مرحلة من المراحل التي هي الترويكا هذه المرحلة انتهت بسقوط هذه الترويكا بل لقد كان الرئيس المرزوقي أكثر الناس تمتعا بهذه الترويكا لأن حركة النهضة خرجت من الحكم قبل خروجه بسنة ونصف ومن ثم نحن سقطنا قبله وكان من المفترض أن يأخذ هو بيدنا لا نأخذ نحن بيده وعموما هي كانت مرحلة وفاق ولم تكن زواجاً كاثوليكيا. مستقبل جماعة الإخوان المسلمين بمصر من وجهة نظرك ؟ ## المستقبل بيدها فهي حركة عريقة تمتد في الزمان لأكثر من 80 سنة فلا تمحى أبدا بقرار لكن هذا رهين أن يكون لها قرار وأن تراجع نفسها بنفسها. هل بوجهة نظرك الأفضل للتيار الإسلامي الابتعاد عن السلطة في هذه المرحلة ؟ ## هذه الأمور رهينة الواقع وإذا كان أهل مكة أدرى بشعابها فأهل كل بلد أدرى بواقعهم وبكيفية التطرق لهذا الواقع لكن لا يوجد مبدأ عام لهذا الأمر . كيف تنظرون إلى الوضع الليبي كحركة النهضة ؟ ## مقلق ومزعج ويبدو أن ليبيا مقبلة على انقسام بما يؤثر سلبا على جيرانها.

1082

| 17 مارس 2015

تقارير وحوارات alsharq
الغنوشي لـلشرق: الأزمة الخليجية مجرد سحابة صيف

اكد الشيخ راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة التونسية، ان مجلس التعاون الخليجي نموذج جيد للتنسيق الإقليمي بين الدول الجارة. وأعرب عن امله خلال حوار مع "الشرق" ان تكون الأزمة الخليجية الأخيرة مجرد سحابة صيف لا تلبث ان تنقشع لترجع العلاقات الى ما كانت عليه. وتابع : علاقاتنا في تونس مع اشقائنا في دول الخليج علاقات جيدة ونريدها ان تتواصل من حسن الى أحسن ونريدها ان تكون مبنية على أساس الاخوة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وفي معرض حديثه عن العلاقات التي تجمع بين تونس وقطر، قال الشيخ الغنوشي: "سيظل اشقاؤنا القطريون في مقدمة داعمي الثورة التونسية، وظلوا على العهد بعد نجاح الثورة وفي خضم الأحداث التي جدت، وشعورا منهم بحاجة البلاد الى الدعم المالي، خصص اشقاؤنا في قطر ملياري دولار كقرض لنتجاوز المرحلة الأولية الصعبة التي اعقبت الثورة". وأردف قائلا :"ولا ننسى ابدا ان قطر اعطت جملة من الهبات المعتبرة لتونس الثورة، فعدد من الجمعيات التونسية تسهر اليوم على تنفيذ المشاريع الخيرية القطرية.. من مساكن اجتماعية ومدارس وطرقات ومسالك فلاحية ومستوصفات وابار، كلها في المناطق الريفية المحرومة حيث اصبحت الظروف المعيشية افضل بكثير بالنسبة الى سكان هذه الجهات النائية بفضل التدخل القطري المدروس". وتابع " فقطر تبرعت بمئات الملايين لتونس لتساعدها على تجاوز المرحلة الدقيقة التي تلت الثورة.. بدعم شخصي من القيادة القطرية.. ونحن في تونس ممتنون لسمو الأمير الوالد الشيخ حمد وسمو الأمير الشيخ تميم بن حمد الذي واصل تنفيذ المشاريع التنموية التي كان سمو الأمير الوالد قد اعطى اشارة انطلاقها. والحقيقة اننا نقدر وقوف اشقائنا القطريين بقيادة سمو الأمير تميم بن حمد، اطال الله عمره ومتعه بالصحة، الى جانب الشعب التونسي وعازمون على مواصلة التعاون معهم في ظل قيادتهم الشابة التي هي امتداد لسياسة سمو الأمير الوالد". وأضاف: "ونحن في تونس، نعتبر ان قطر الشقيقة هي فعلا شقيقة للتونسيين لأنها اول من دعم ثورتنا اصلا، ولكنها ابرز داعم لنا في المرحلة الحرجة التي اعقبت الثورة، وهي اكثر بلد يقف الى جانبنا في المرحلة الانتقالية الصعبة". وبشأن زيارته الأخيرة الى امريكا، قال الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة "النهضة" ان الهدف منها تعريف النخبة الأمريكية بالتجربة التونسية او ما نسميه الأنموذج التونسي للتحول الديمقراطي، الى جانب شرح مقوماته واعتماده على التغيير السلمي واستناده الى منهج التوافق بدل المغالبة. يمكنكم مطالعة الحوار كاملا في عدد السبت من جريدة "الشرق"

983

| 14 مارس 2014