رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دين ودنيا alsharq
الشيخ عبده صوفي: تعجيل التوبة والنشاط في العبادة استعدادا للموت

تناولت خطبة الجمعة في جامع الأخوين سحيم وناصر أبناء الشيخ حمد بن عبدالله بن جاسم آل ثاني رحمهم الله الحديث عن موضوع "كفى بالموت واعظاً". وتحدث خطيب الجمعة الشيخ عبده على الصوفي وقال: ان من خاف الوعيد قصر عليه البعيد ومن طال أمله ضعف عمله، وأن كل ما هو آت قريب، وأن الله سبحانه وتعالى لم يخلق الخلق عبثاً ولم يتركهم سدى يقول سبحانه (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَٰكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ). وذكر أن الجنائز تمر على الناس يجهزونها ويصلون عليها ويسيرون خلفها فتراهم يلقون عليها نَظَرات عابرة، وربما طاف بهم طائف من الحزنِ يسيرٌ، أو أظلهم ظِلال من الكآبة خفيف، ثم سرعان ما يغلب على الناس نشوة الحياة وغفلة المعاش. وذكر أن أهل الغفلة أعمارُهم عليهم حجةٌ، وأيامُهم تقودهم إلى شِقْوةٍ؛ وقال كيف تُرجى الآخرةُ بغيرِ عملٍ؟ أم كيف تُرجى التوبةُ مع الغفلةِ والتقصيرِ وطولِ الأملِ؟ ثم تحدث عن وصية النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أَنَسٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِمَجْلِسٍ وَهُمْ يَضْحَكُونَ فَقَالَ: (أَكْثِرُوا مِنْ ذِكْرِ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ؛ فَإِنَّهُ مَا ذَكَرَهُ أَحَدٌ فِي ضِيقٍ مِنَ الْعَيْشِ إِلَّا وَسَّعَهُ عَلَيْهِ، وَلا فِي سَعَةٍ إِلَّا ضَيَّقَهُ عَلَيْهِ) أخرجه ابن حبان وحسن الهيثمي. وذكر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقف عَلَى شَفِيرِ قَبْرٍ فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى ثُمَّ قَالَ (يَا إِخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا) أخرجه أحمد وابن ماجه، وسأله رجلٌ فقال مَنْ أَكْيَسُ النَّاسِ؟ قَالَ: (أَكْثَرُهُمْ ذِكْرًا لِلْمَوْتِ، وَأَشَدُّهُمُ اسْتِعْدَادًا لَهُ، أُولَئِكَ هُمُ الأَكْيَاسُ، ذَهَبُوا بِشَرَفِ الدُّنْيَا، وَكَرَامَةِ الآخِرَةِ) أخرجه ابن ماجه والطبراني. وذكر أن هذه الوصية كلامٌ مختصرٌ وجيزٌ، قد جمع التذكرةَ وأبلغَ في الموعظةِ؛ فمن ذكرَ الموتَ حقَ ذكرِه؛ حاسبَ نفسَه في عملِه وأمانِيه، وذكر أن من أكثرَ ذكرَ الموتِ أكرمهُ اللهُ بثلاثٍ: (تعجيلِ التوبةِ، وقناعةِ القلبِ، ونشاطِ العبادةِ)، ومن نسيَ الموتَ ابتُليَ بثلاثٍ:(تسويفِ التوبةِ، وتركِ الرضى بالكفافِ، والتكاسلِ في العبادةِ). وختم خطبته وقال إن على الناس أن يتوبوا إلى اللهِ قبلَ أن يموتوا، يقول النبيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةَ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وأن لا يكون المرء ممن يرجو الآخرة بغير عملٍ ويؤخرُ التوبةَ لطولِ الأملِ، وقد علم أن الموتَ يأتي بغتةً.

1631

| 12 فبراير 2016