نجح معرض "كنوز من الصين"، في إحداث حالة من التكامل بين ثقافات الشرق والغرب، وذلك بإتاحة الفرصة أمام زائريه -الذين فاق عددهم التوقعات- لما تتميز به الثقافة والعادات الصينية من عمق وثراء. يضم المعرض باقة متنوعة من كنوز الحضارة الصينية، في مقدمتها واحدة من أشهر العجائب المعروفة على مستوى العالم وهي جيش محاربي "التيراكوتا" المصنوع من الطين الذي أمر إمبراطور الصين الأول بصنعه، إذ تمضي هذه المنحوتات الطينية بالزائر في رحلة فريدة إلى الماضي يكتشف خلالها 5 آلاف عام من الحضارة الصينية العريقة وتاريخها الثريّ. وتُعرض محتويات المعرض-الذي سوف يختتم 7 من الشهر المقبل- تحت ثلاثة عناوين، أولًا "مولد الحضارة، والمراسيم، والممالك"، وثانيًا "الوحدة العظيمة والرخاء وطريق الحرير"، وثالثًا "البورسلين والصين الإمبريالية والفنون الملكية". وتتميز المعروضات بتنوعها بما يغطي جميع الحقب التاريخية الكبرى للصين، إذ يشتمل المعرض على (116) قطعة فنية وأثرية يرجع تاريخها للفترة الممتدة بين العصر الحجري الحديث وحتى حكم سلالة تشينغ، مانحًا الزوار تجربة لا تنسى يستكشفون خلالها تاريخ الصين وماضيها، في حين تتنوع المعروضات بين الفخاريات، والبرونز، وأحجار الجاد، والخزف، والذهب، والفضة، والمينا، والعديد من الكنوز الصينية الأخرى التي تم اختيارها من 5 متاحف ومؤسسة تراثية من جميع أنحاء الصين. تم تدشين المعرض ضمن فعاليات العام الثقافي قطر والصين والذي انتهى مؤخرًا وأسهم بشكل كبير في ربط الثقافات بين البلدين وتعزيز التفاهم المشترك بينهما، واحتفي بالقيم المشتركة لثقافاتنا وسلّط الضوء عليها ليكسر بذلك الحواجز ويفتح العقول، في حين عززت هذه الشراكة مكانة دولة قطر كوجهةٍ ثقافيةٍ تفتح أبوابها على مصراعيها أمام العالم. يشار إلى أن برنامج التبادل الثقافي يهدف إلى نقل قطر إلى الجمهور العالمي، من خلال مجموعة متنوعة من المعارض والمهرجانات والمسابقات والفعاليات، حيث تعزز البرامج التفاهم المتبادل، والاعتراف والتقدير بين البلدان، وهي تدعو الجمهور لاستكشاف أوجه التشابه والاختلاف الثقافي.