رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
السفير الجزائري لـ"الشرق": مصنع الحديد قاطرة لتعزيز علاقاتنا الاقتصادية مع قطر

المصنع ينتج 4.2 مليون طن سنويًا في المرحلة الأولى ابتداءً من العام المقبل نترقب انعقاد اللجنة المشتركة وإطلاق مشاريع زراعية وصناعية وسياحية جديدة الجزائر واجهت الإرهاب بالمصالحة الوطنية واصطفاف الشعب وراء الجيش يحتفل سعادة السفير عبد العزيز سبع اليوم بالعيد الوطني للجمهورية الجزائرية، ويقيم سعادته حفل استقبال مساء غد بالنادي الدبلوماسي. ويحضر الاحتفال عدد من أصحاب السعادة الوزراء، كما يحضره سعادة السيد نور الدين بدوي واللواء عبد الغني هامل المدير العام للأمن الوطني بالجزائر حيث يحضران في الدوحة معرض الميليبول. وأكد سعادة السفير عبد العزيز سبع، سفير الجزائر بالدوحة أن زيارة الوزير سوف تكون فرصة لإجراء محادثات تتعلق بالتنسيق والتعاون الأمني بين البلدين منوها إلى عمق العلاقات السياسية الجزائرية القطرية وأنها متميزة وتاريخية قوامها الاحترام المتبادل والتشاور المستمر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، عملا بتوجيهات قائدي البلدين فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وأخيه حضرة صاحب السموّ الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وقال سعادته في حوار بمناسبة احتفال سفارة الجزائر الليلة باليوم الوطني: إن البلدين يعملان على تطوير وتوسيع علاقات التعاون للارتقاء بها إلى مستوى علاقاتهما السياسية وقدراتهما الاقتصادية، مضيفا أن هذا التعاون بين البلدين ما زال في بداية مشواره ولم يستنفد بعد الإمكانات المتوفرة لدى البلدين وكذلك فرص الشراكة والاستثمار. وحول الاستثمارات القطرية في الجزائر وجديد المشروعات القطرية هناك قال سعادة السفير عبد العزيز سبع إن الاستثمارات القطرية في الجزائر تشهد نموا متزايدا ومن أبرزها مصنع الحديد والصلب ببلارة بجيجل الذي تقدر تكلفة إنجازه بملياري دولار، مؤكدًا أنه من أهم المشاريع الاستثمارية المشتركة، وسينتج في مرحلة أولية 4.2 مليون طن سنويا ابتداء من عام 2017 ليرتفع إنتاجه إلى 5 ملايين طن ابتداء من سنة 2019. وأعرب عن تطلع بلاده ليكون هذا المصنع قاطرة لتوسيع العلاقات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن هناك العديد من المشاريع قيد الدراسة في مجالات الفلاحة والصناعة والفندقة، ومنها ما دخل مرحلة الإنجاز. وحول حجم التبادل التجاري وأهم المرتكزات لتعزيز التجارة الخارجية قال سعادة السفير: لا يزال التبادل التجاري بين البلدين محدودا، والمتعاملون الاقتصاديون في البلدين يعملون على تطوير التبادلات التجارية للارتقاء بها إلى مستوى يليق بقدراتهما الاقتصادية وهناك عمل جار للربط بين رجال الأعمال وتشجيع تواصلهم للدفع بوتيرة المبادلات. وقال إن سنة 2016 شهدت زيادة في الإنتاج الزراعي الجزائري الذي دخل الأسواق القطرية بفضل حركة رجال الأعمال وما توفره الزراعة الجزائرية من تنوع وجودة في الإنتاج. وحول الزيارات المتبادلة في المرحلة المقبلة أوضح سعادة السفير قائلا: على رزنامة العلاقات الثنائية، اجتماع الدورة السادسة للجنة المشتركة الجزائرية – القطرية برئاسة معالي السيد عبد المالك سلال الوزير الأول، ومعالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. مضيفا أن هذه الدورة ستقيم التعاون بين البلدين ومدى تطبيق الاتفاقيات والبرامج التنفيذية التي تم اعتمادها خلال اجتماع الدورة الخامسة للجنة في شهر نوفمبر 2014 بالدوحة. وتابع: من المرتقب عقد اجتماع مجلس رجال الأعمال الجزائري – القطري على هامش أشغال اللجنة المشتركة. فضلا عن زيارات متبادلة مبرمجة لعدة وزراء سيحدد تاريخها لاحقا. وحول أوجه الاستثمارات الأخرى بالجزائر والتي يمكن للجانب القطري دخولها قال سعادة السفير: إن ميزة الاقتصاد الجزائري تكمن في تنوعه فكل القطاعات مفتوحة للاستثمارات سواء تعلق الأمر بالزراعة أو الصناعة أو السياحة أو الخدمات، وتتمتع الجزائر بموقع إستراتيجي متميز في البحر الأبيض المتوسط فهي قريبة من الأسواق الأوروبية، وكذلك من الأسواق الإفريقية باعتبارها بوابة إفريقية، بالإضافة إلى السوق الداخلية الكبيرة. وأضاف: كل هذا يعطيها مزايا تفضيلية، إضافة إلى ذلك وجود بنية تحتية للمواصلات من سكك حديدية وموانئ ومطارات، وطرق بما فيها الطريق العابر للصحراء والذي سيربط الجزائر بلاغوس في نيجيريا، ومنها إلى جنوب إفريقيا مرورا بالنيجر ومالي، والذي دخل مرحلته النهائية حيث لم يبق إلا القليل، بالإضافة إلى توافر اليد العاملة المؤهلة وشبكة مراكز التكوين المهني تغطي كل الولايات وسعر الطاقة التنافسي، وهذه عوامل كلها من شأنها استقطاب الاستثمار. وأوضح قائلا: في قطاع الزراعة تتميز الجزائر بالعديد من المزايا التفضيلية يمكن أن نذكر منها جودة المنتجات الفلاحية بما فيها البيولوجية، وإمكانية الزراعة خارج المواسم الفلاحية طوال السنة، والتنوع الكبير في الأوساط الزراعية – البيئية. وأكد أن الجزائر تزخر بتنوع طبيعي نادر من شواطئ وجبال وصحاري بإمكانه استقطاب السياح في مختلف الفصول، كما توجد فيها معالم تاريخية متعددة منها ما يرجع تاريخها إلى عشر آلاف سنة كالنحوت الصخرية في مرتفعات الطاسيلي والآثار الرومانية ومعالم عديدة للحضارة العربية الإسلامية، فالكثير من هذه المعالم مصنفة كتراث عالمي للإنسانية. ميلاد الدولة وحول ما يمثله الاحتفال بذكرى أول نوفمبر قال سعادته إن الشعب الجزائري يحتفل هذه السنة بالذكرى 62 لاندلاع الثورة التحريرية المظفرة التي تعتبر عقد ميلاد الدولة الجزائرية الحديثة، ثورة حررت شعبنا من السيطرة الاستعمارية وأعادته إلى الوجود بين الأمم بعد 130 سنة من التغييب والتهميش ومحاولات طمس هويته وانتمائه الحضاري. وقال إننا نسترجع في هذه الذكرى الغالية على شعبنا وعلى كل أحرار العالم بطولات شهدائنا ومجاهدينا التي أنارت طريق الحرية والكرامة. مضيفا إن ثورة نوفمبر كانت سندا قويا لحركات التحرر عبر العالم فكانت بداية النهاية للاستعمار في إفريقيا ونستلهم منها الدروس والعبر لمواصلة مشوار البناء والتطور الاقتصادي وفاء لأرواح شهدائنا وتجسيدا للمثُل العليا التي ضحوا من أجلها: الحرية والكرامة والرقي، قيم تكفلها الدولة الديمقراطية الاجتماعية التي وضعها كهدف إعلان نوفمبر 1954. استغلال الموارد وحول أداء الاقتصاد الجزائري على ضوء أزمة انخفاض أسعار النفط أوضح سعادته قائلا: كباقي اقتصادات الدول المصدرة للمحروقات تأثر الاقتصاد الجزائري بتراجع أسعار النفط، فالحكومة وضعت حيز التنفيذ برنامج للحد من هذه الانعكاسات على وتيرة التطور والنمو الاقتصادي باستغلال أفضل للموارد التي يتوفر عليها الاقتصاد الجزائري خاصة في ميدان الزراعة والسياحة والصناعة، كما يهدف هذا البرنامج إلى إضفاء عقلانية أكبر على تسيير النفقات من دون المساس بالمكاسب الاجتماعية والتي توليها الحكومة أهمية بالغة عملا بتعليمات فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. التصدي للإرهاب وفيما يتعلق بموقف الجزائر من الأحداث في المنطقة أوضح سعادة السفير قائلا: بحكم انتمائنا للمنطقة، تتابع الجزائر عن كثب التطورات الحاصلة في العالم العربي، خاصة تنامي ظاهرة الإرهاب التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة وفي العالم، والجزائر كما تعلمون واجهت في التسعينيات آفة الإرهاب وتمكنت من صدَّها بفضل تجند شعبها وراء الجيش الوطني ومصالح الأمن وتبني سياسة المصالحة الوطنية التي انتهجها فخامة الرئيس بوتفليقة وزكاها الشعب الجزائري عبر استفتاء. وبحكم هذه التجربة المريرة ما فتئت الجزائر تناضل من أجل إرساء قواعد لتعاون دولي فعال للتصدي لهذه الظاهرة الفتاكة. وفيما يخص الأزمات التي تعصف ببعض البلدان الشقيقة، كانت الجزائر دوما تنادي إلى اعتماد نهج الحوار بين الفرقاء للوصول إلى حلول سياسية سلمية توافقية تضمن وحدة التراب والشعب وتراعي مصالح كل بلد بعيدا عن أي تدخل خارجي يزيد الأمور تعقيدا وتأزما، وينال من السيادة الوطنية. وأكد سعادته أن مواقف الجزائر المستلهمة من ثورة أول نوفمبر المجيدة ترتكز على مبادئ ثابتة تتمثل في رفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادة الشعوب ومساندة حق الشعوب في تقرير مصيرها وأن كل هذه المبادئ تجد سندا قويا في القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة.

1087

| 29 أكتوبر 2016

تقارير وحوارات alsharq
السفير عبد العزيز سبع : قطر أبرز المستثمرين بالجزائر وشراكة استراتيجية تعزز علاقاتنا

السفير عبد العزيز سبع لـلشرق: أول نوفمبر مناسبة لاستحضار قيم وقداسة رسالة الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في مواجهة الإستعمارقطر تشارك ببرنامج حافل في احتفاليات قسنطينة عاصمة للثقافة العربية ديسمبر المقبل واثقون في قدرة قطر على تنظيم مونديال يفخر به القطريون والشعوب العربيةتحتفل سفارة الجزائر اليوم بالعيد الوطني لثورة الاول من نوفمبر. ويقيم سعادة السفير عبد العزيز سبع سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى دولة قطر حفل استقبال مساء اليوم بالنادي الدبلوماسي بهذه المناسبة. وأعرب عن سعادته بالاحتفال بالعيد الوطني في أول مناسبة يحضرها كسفير للجزائر في دولة قطر ، منوها بما يربط البلدين من علاقات وطيدة.وقال في حوار مع الشرق ان العلاقات الجزائرية القطرية تتسم بالتميز على المستوى السياسي حيث يطبعها الإحترام المتبادل والتشاور والتنسيق المستمر حول القضايا ذات الإهتمام المشترك، تجسيدا للإرادة المشتركة لقائدي البلدين فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وأخيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.وأضاف ان الزيارات المتبادلة على أرفع المستويات تعكس هذا القدر من التميز والعمق الذي يطبع العلاقات بين البلدين الشقيقين، وأهمها الزيارات التي قام بها فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الدوحة، وحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وصاحب السمو الأمير الوالد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى الجزائر.وقال ان البلدين الشقيقين يرتبطان بالعديد من الإتفاقيات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات، تشمل مجالات تعاون متعددة الصناعة، الطاقة والمناجم، النقل البحري والفلاحة والثقافة والإعلام ، مضيفا أن إنعقاد الدورة الخامسة للجنة المشتركة بالدوحة برئاسة معالي السيد عبد المالك سلال، الوزير الأول، وأخيه معالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في نوفمبر 2014،، أضفى دفعا جديدا للتعاون بين الجزائر والدوحة، بتوقيع الجانبين على 13 وثيقة قانونية للتعاون غطت مجالات عدة نذكر منها الاقتصاد، الثقافة، التربية والتعليم، التعليم العالي، والشباب والرياضة.أبرز المستثمرينوأكد السفير سبع أن دولة قطر من أهم المستثمرين الأجانب في الجزائر، وأن هذا الموقع تعزز بالشروع في بناء مصنع الحديد والصلب بمنطقة بلارة بولاية جيجل الساحلية، الذي وضع حجر أساسه معالي السيد عبد المالك سلال، الوزير الأول ومعالي الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في شهر مارس الماضي، ويعد هذا المشروع ، من أهم مشاريع الشراكة الإستراتيجية في المجال الاقتصادي بين البلدين الشقيقين، إذ تقدر تكلفة إنجازه بملياري دولار، حيث سيسمح في مرحلة أولى بإنتاج 4.2 مليون طن سنويا إبتداء من سنة 2017 ليرتفع إلى 5 ملايين طن سنويا إبتداء من سنة 2019، ويوفر 1500 منصب شغل مباشر و 1500 غير مباشر. بالإضافة إلى وجود شركة إستثمار مختلطة فضلا عن الإستثمارات الأخرى لمتعاملين في الفندقة والسياحة. وقال اننا نأمل أن تدفع هذه المشاريع بوتيرة التعاون بين البلدين لـترتقي إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي تربطهما، وأن تستغل كل فرص الاستثمار التي يمنحها الاقتصاد الجزائري في ميادين الصناعة والزراعة والسياحة.ونوه السفير سبع بأن الموقع الإستراتيجي للجزائر كبوابة لإفريقيا تطلّ على البحر الأبيض المتوسط، وقربها من أوروبا وكذا وجود بنية تحتية للمواصلات كالمطارات والمواني وشبكة من الطرق التي تربطها بالدول المغاربية والإفريقيـــة كطريق الوحـــدة الإفريقيــــة عبر مالي والنيجـــر والممتدة إلى غاية لاغوس، بالإضافة إلى المزايا التفضيلية الأخرى، كسعر الطاقة وتوافر اليد العاملة المكونة، وتواجد مراكز التكوين المهني في كامل التراب الوطني والتي يمكن إستخدامها في تكوين اليد العاملة المؤهلة عند الحاجة ، كلها عوامل من شأنها إستقطاب المستثمرين الأجانب والقطريين في كافة المجالات المتاحة. وفي سياق متصل، تعرف عملية منح التأشيرات نموا متواصلا خاصة بالنسبة للمتعاملين الاقتصاديين.أما في المجال الثقافي والرياضي - أضاف السفير - تتبادل وفود البلدين المشاركة في مختلف الفعاليات التي تنظمها، إذ يرتبط البلدان ببرنامج تنفيذي للتعاون في الميدان الثقافي. وفي هذا السياق، ستشارك دولة قطر خلال شهر ديسمبر المقبل في فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، ببرنامج حافل سيكون له دون شك صدى كبير لدى الجمهور الجزائري.كما ستحتضن الدوحة في نهاية السنة الحالية أو بداية السنة المقبلة فعاليات ثقافية وسينمائية جزائرية يتم التحضير لها من المؤسسات المختصة.أما في الميدان السينمائي، فإن السينما الجزائرية كان لها حضور مميز في الدوحة من خلال تكريمها في مهرجان تريبيكا السينيمائي الدولي الرابع الذي أقيم بالدوحة في شهر نوفمبر 2012. كما تعتبر مشاركة كل من الجزائر في فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة العربية 2010 ، ومشاركة دولة قطر في تظاهرة "الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007" و " تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011 "، عن مدى الإهتمام الذي يوليه البلدان للثقافة على اعتبارها محورا أساسيا للتنمية وحلقة وصل بين الشعوب والثقافات.وأشار سعادة السفير إلى أن البلدين يرتبطان ببرنامج تنفيذي في مجال الشباب والرياضة، وهناك العديد من الرياضيين من لاعبين ومدربين وتقنيين ممن يساهمون في النهضة الرياضية لدولة قطر الشقيقة، وفي هذا الاطار أعرب السفير سبع عن قناعته بأن تنظيم دولة قطر لمونديال 2022 سيكون مميزا على كافة الأصعدة بالنظر إلى الإنجازات الرائعة والمبتكرة التي تعكس قدرة دولة قطر ورغبتها في تنظيم إحتفالية عالمية يفخر بها أهل قطر والشعوب العربية.ونوه بهذه المناسبة بأن صاحب السمو الأمير الوالد إنتقل إلى الجزائر مباشرة بعد إعلان إستضافة دولة قطر لهذه المناسبة ، وان هذا يدل على عمق أواصر الأخوة والصداقة التي تربط الشعبين الشقيقين الجزائري والقطري.رسالة الشهداء وحول ما تعنيه احتفالية العيد الوطني اليوم قال سعادة السفير عبد العزيز سبع إن الإحتفال بأول نوفمبر فرصة لاستحضار قيم وقداسة رسالة الشهداء، الذين ضحوا بأرواحهم في مواجهة إستعمار نهب خيرات البلاد طيلة 132 سنة، وعمل على طمس هوية الشعب الجزائري، فهذه الذكرى الغالية في قلوب كل الجزائريين خطت بالدم والدموع والنار في ذاكرة الأمة الجزائرية.وقال ان ثورة نوفمبر المجيدة ساندها وتبناها كل الأحرار في العالم على إختلاف إنتماءاتهم وثقافاتهم ودياناتهم، ودوى صوتها في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، معلنا بداية التحرر ونهاية الإستعمار وشكلت ثورة نوفمبر نبراسا يضيء دروب الخلاص للشعوب المستعمرة، المناضلة من أجل العزة والحرية لرسم معالم عالم أكثر عدلا ومساواة، يسوده السلم والرخاء والتسامح. واضاف ان هذه الذكرى راسخة في قلوبنا وستظل عنوانا لوفاء وتضحيات الآباء والأجداد، فهي تدعونا اليوم لاستكمال بناء صرح الوطن، ودعم مسيرته ومكاسبه والذود عن سيادته واستقلاليته وتقوية آليات تنميته حيث فتحت الجزائر بعد الإستقلال ورشات كبرى لمسح الآثار المدمرة للإستعمار وإرساء دولة وطنية إجتماعية ووضع أسس التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فشهدت تقدما كبيرا في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية الزراعة والصناعة، وقال ان الطريق لايزال طويلا على درب التنمية الاقتصادية وتعكف الحكومة، وفقا لتوجيهات فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية على وضع المخططات الاقتصادية لاستكمالها.مواجهة الارهاب وقال ان المسيرة شهدت تعطلا بفعل ظاهرة الإرهاب التي كبدت الوطن خسائر بشرية ومادية جسيمة من تخريب لمنشآت الاقتصادية والبنـــى القاعدية، تقاس بمليارات الدولارات ، وقد تمكنت الجزائر بمفردها من مواجهة الإرهاب في زمن كان لا يصغى إليها حينما نادت بتعاون دولي فعلي لمواجهته ، بفضل صمود وتماسك الشعب الجزائري وراء الجيش الوطني الشعبـي وقوات الأمن. وقد كان لسياسة الوئام الوطني والمصالحة الوطنية التي أقرها فخامة رئيس الجمهورية في عام 2005 وصادقت عليها أغلبية الشعب الجزائري الفضل الكبير في إحتواء الأزمة وإعادة السلم والإستقرار.وعلاوة على الإنجازات الاقتصادية عرف المسار السياسي عبر الإصلاحات التي بادر بها فخامة رئيس الجمهورية دعم للحريات و ترسيخ للديمقراطية وحرية للصحافة والإعلام .وتمكنت الجزائر من تحقيق أغلبية أهداف الألفية للتنمية قبل آجالها المحددة، خاصة تلك المتعلقة بالقضاء على الفقر وتحسين التعليم والتخفيض من معدل وفيات الأمهات والأطفال، وترقية بيئة مستدامة وتعزيز المساواة بين الجنسين.نجاحات دبلوماسيةونوه بالدور الذي لعبته الدبلوماسية الجزائرية في حل النزاعات في إفريقيا وساهمت في إرساء أسس هندسة السلم والأمن للإتحاد الإفريقي التي مكنت القارة من التصدي للتحديات والتهديدات على أمنها، واضطلعت بالدور الأساسي في إيجاد الحلول لها بدعم من شركائها الدوليين.والمقاربة الجزائرية كانت دوما تؤكدأهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إرساء السلم والأمن الدوليين لكون الأمن والتنمية كل لا يتجزأ.كما لعبت الدبلوماسية الجزائرية دورا فعالا وطلائعيا في تجنيد المجتمع الدولي لمكافحة ظاهرة الإرهاب التي لا تعرف حدودا وتتنافى مع كل القيم والديانات والثقافات، وقامت دبلوماسيتنا بتوجيه من فخامة السيد رئيس الجمهورية بمبادرات عديدة لمحاربة تمويل الإرهاب ومنها تجريم دفع الفدية.كما كرست جهدا هاما في تعبئة الوسائل القانونية لمواجهة التهديدات الإرهابية وإرتباطاتها المتعددة كالجريمة المنظمة والمتاجرة بالمخدرات والخطاب المتطرف.وفي محيطها المباشر لعبت دورا محوريا في حل الأزمات، وإقرار السلم والإستقرار ، وكان هذا الدور جليا اتجاه الأزمة المالية من خلال قيادة فريق الوساطة الدولية بين الحكومة المالية وفصائل المتمردين والتي أفضت إلى التوقيع على اتفاق السلم في يونيو 2015، مما سيفتح آفاقا واعدة في إعادة السلم والإستقرار في شمال مالي، ويساعد على محاربة الإرهاب ومجموعات الجريمة المنظمة والمتاجرة بالمخدرات في منطقة الساحل.أما على الصعيد القاري، - أضاف السفير سبع - فقد كان لفخامة رئيس الجمهورية الفضل في إطلاق مبادرة ﺍﻟﺸﺮﺍﻛﺔ الجديدة ﻣـﻦ ﺃﺟـﻞ ﺗﻨﻤﻴـﺔ ﺃﻓﺮيقيا "النيباد" التي تهدف إلى وضع الأسس الهيكلية لتحقيق التنمية المستدامة في القارة الإفريقية، وكذا آلية التقييم من قبل النظراء لإرساء وترقية الحكم الراشد في القارة الإفريقية وتعزيز مسار البناء الديمقراطي.حوار ليبيوبخصوص الأزمة الليبية، قال سعادة السفير انه وبناء على طلب الأشقاء الليبيين، فإن الجزائر بذلت جهودا معتبرة من أجل خلق الظروف الملائمة لإجراء حوار جامع بين كل الفرقاء الليبيين - ماعدا المجموعات المصنفة كإرهابية من قبل منظمة الأمم المتحدة - للتوصل إلى حل سياسي يحافظ على الوحدة الترابية لهذا البلد الشقيق وسيادته وتماسك شعبه، وإرساء مؤسسات وطنية لتسيير المرحلة الإنتقالية، وفي هذا السياق فإن الجزائر دعمت جهود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا. وتبنت نفس الموقف اتجاه الأزمة في سوريا، ودافعت من البداية على مبدأ الحوار بين الفرقاء لإيجاد حل سياسي. جالية نوعيةونوه السفير سبع باستضافة دولة قطر للعديد من أبناء الجزائر الذين يعملون في مجالات عدة موضحا ان عدد أعضاء الجالية الجزائرية في دولة قطر يفوق أكثر من 5000 فرد، وهي تعتبر جالية نوعية نخبوية، يعمل أغلبهم في قطاعات النفط والغاز والإعلام والطيران والطب والتعليم الجامعي والبحث العلمي والرياضة. وتقدم الجالية الوطنية إسهامات جليلة في التطور الذي تعرفه دولة قطر، وفيهم من ساهم في نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات في إرساء اللبنة الأولى لصناعة الغاز وشركة الطيران. كما يثمن القطريون مكانة الجالية الجزائرية ودورها الفاعل، فهي تشكل جسرا للتواصل الثقافي والإنساني بين البلدين والشعبين الشقيقين.

1609

| 01 نوفمبر 2015