بعد العديد من الدراسات والأبحاث، تمكن فريق من الباحثين من إنماء أنواع من أنسجة العين كأنسجة العدسة والقرنية والملتحمة من الخلايا الجذعية البشرية. وقام العلماء من جامعة "أوساكا" اليابانية و جامعة "كارديف" البريطانية، بنقل الأنسجة المزروعة إلى الأرانب والقرود التي كانت تعاني من العمى بسبب القرنية، وكذلك الأطفال الرضع المصابين بإعتام العدسة ما أسفر عن إعادة البصر إلى الجميع. ويتيح أسلوب علاج أمراض العيون باستخدام الأنسجة المطورة من الخلايا الجذعية الحيلولة دون تعرض المصابين بأمراض العيون لخطر رفض الجسم لعناصر العين الجديدة، حسبما أوضح العلماء. وأعربوا عن ثقتهم بأن هذا الإنجاز خطوة هامة نحو علاج العمى أيا تكن طبيعته.

تتسبب العدسات اللاصقة المغشوشة والاستخدام غير الملائم لها في التهابات العين بالإضافة إلى أن التهابات القرنية التي يمكن أن تكون عدوى مخيفة، إلا أنه يمكن الوقاية منها بإتباع الضوابط الصحية اللازمة للحفاظ على العدسات وطرق تعقيمها وتنظيفها، حسبما أظهرت دراسة طبية أجراها خبراء بالمراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية وهي: 1- نزع العدسات اللاصقة عند النوم. 2- غسل اليدين بالماء والصابون وتجفيفها جيداً قبل لمس العدسات اللاصقة. 3- وضع العدسات اللاصقة في محلول تعقيم عند كل مرة تقوم بإزالتها عن العين. 4- استخدام المحاليل المعقمة الموصى بها لحفظ العدسات. 5- نزع العدسات قبل الاستحمام أو نزول حمام السباحة. 6- استبدال العدسات القديمة بأخرى جديدة كل 3 أشهر. 7- زيارة الطبيب المعالج مرة كل عام على الأقل للمتابعة. 8- نزع العدسات عن الشعور بآلام واحمرار في العين أو عدم وضوح الرؤية، وزيارة الطبيب المعالج على الفور.

حاضر الدكتور رياز مالك أستاذ الطب في كلية طب وايل كورنيل في قطر حول أحدث البحوث الرامية لتعزيز التشخيص المبكر لتلف الأعصاب الناجم عن السكري وسبل الوقاية. وجاءت محاضرته ضمن سلسلة المحاضرات المتخصصة التي ينظمها قسم التعليم الطبي المستمر في كلية طب وايل كورنيل في قطر، حيث ناقش الإمكانية المتاحة لرصد العلامات المبكرة لاعتلال الأعصاب السكري المترتب عن ارتفاع مستويات السكر بالدم من خلال فحص الألياف العصبية في العين، وذلك من خلال الاستعانة بتقنية تُعرف باسم فحص القرنية بالمجهر متحد البؤر. تتضمن سلسلة المحاضرات المتخصصة التي أطلقها قسم التعليم الطبي المستمر في الكلية، محاضرات يلقيها خبراء وأطباء لإثراء معرفة المختصين في مجال الرعاية الصحية في قطر بأحدث التطورات في التقنية الطبية والبحوث العلمية وأفضل الممارسات المتبعة والمرعية في المؤسسات الطبية العالمية. وقام الدكتور بنجامين شايكند، الأستاذ المساعد لبيولوجيا الخلية والبيولوجيا التطورية في الكلية بتقديم الدكتور مالك واصفاً إياه بأحد أبرز الأطباء المعروفين عالمياً في مجال اعتلال الأعصاب السكري وزميل الكلية الملكية للأطباء في المملكة المتحدة، وخاطب الدكتور مالك الحضور من الأطباء والمختصين في مجال الرعاية الصحية قائلاً: "يصيب اعتلال الأعصاب السكري قرابة 50 بالمائة من مرضى السكري ويتسبب بالعديد من المشكلات الصحية، أكثرها شيوعاً فقدان الإحساس في الطرفين السفليين والقدمين، وهذه مضاعفات خطيرة قد تقود إلى التقرّح والتهاب مزمن ومن ثم بتر الطرفين السفليين، الأمر الذي يؤكد الأهمية الحاسمة للتشخيص المبكر، غير أن تشخيص اعتلال الأعصاب السكري ينطوي على تحديات عدة، إذ لا تؤدي الفحوص التقليدية المتبعة لهذه الغاية مثل الفحوص السريرية إلى نتائج متسقة، كما أن اختبارات التوصيل العصبي غير ذات جدوى في الكشف عن اعتلال الأعصاب السكري في مرحلة مبكرة، وقد يكون أخْذ خزعة من الجلد بديلاً فعالاً إلى حدّ ما غير أن هذه الطريقة مؤلمة للمريض بسبب استخدام الإبر. فحص القرنية وفي هذا السياق، قال الدكتور مالك: "أكثر ما يميّز فحص القرنية بالمجهر متحد البؤر هو أنه خالٍ من الألم، والجزء الوحيد المزعج منه هو التخدير الموضعي المعتدل لعين المريض باستخدام قطرة للعين، والأهم من كل ذلك أن هذا الفحص يتيح الكشف عن اعتلال الأعصاب السكري في مرحلة مبكرة جداً جداً"، ويُعتبر فحص القرنية بالمجهر متحد البؤر من التقنيات الحديثة نسبياً التي تتيح معاينة بنية قرنية العين بتكبير كبير ودقة فائقة، ويفضل الأطباء فحص القرنية للكشف عن تلف الأعصاب المحتمل لأنها تمثل الألياف العصبية الأكثر كثافة بين كافة أنسجة الجسم، لذا قد تكون هذه الأداة التشخيصية الجديدة فعالة إلى الحد الذي يجعلها تكشف عن الاعتلال العصبي بين المصابين بمرحلة ما قبل السكري، ويُقصد بذلك أولئك الذين تتجاوز معدلات الجلوكوز بالدم لديهم المعدلات الطبيعية غير أنها لم تصل إلى الحد الذي يجعلهم يُصنفون ضمن مرضى السكري، كذلك قد يُستفاد من هذه الأداة التشخيصية الجديدة في رصد تلف الأعصاب في نطاق عريض من اعتلالات الأعصاب الطرفية، مثل اعتلالات الأعصاب الوراثية، واعتلالات الأعصاب السُّمية الناجمة عن العقاقير، لا سيما الاعتلالات العصبية الناجمة عن العلاج الكيميائي، ونُشرت مؤخراً بيانات تُظهر أن هذه الأداة التشخيصية المبتكرة قد تكشف أيضاً عن الاختلالات الخاصة بأمراض الدماغ مثل التصلُّب المتعدد والخرف. البحوث المبتكرة من جانبها، أشادت الدكتورة ثريا عريسي العميد المشارك للطب والعميد المشارك للتعليم الطبي المستمر في كلية طب وايل كورنيل في قطر بالمحاضرة قائلة: "قد تمهد البحوث المبتكرة للدكتور مالك الطريق أمام تغيرات واسعة في طُرق تشخيص الأطباء لاعتلال الأعصاب السكري، وتمكينهم من تشخيص المرض في مرحلة مبكرة تسبق كثيراً ما هو معتاد في الوقت الحاضر بما يعود بفوائد عديدة على مرضى السكري"، وختمت الدكتورة عريسي قائلة: "الهدف من هذه السلسلة من المحاضرات المتخصصة هو تبادل المعرفة النافعة واللافتة مع مجتمع الأطباء والمختصين الطبيين في قطر وعموم المنطقة بما يصب في منفعة المؤسسات الطبية ومرضاها، وهذا ما تحقق بالفعل في محاضرة اليوم".

أظهرت دراسة أمريكية إمكانية زرع أنسجة القرنية باستخدام الخلايا الجذعية، لعلاج فاقدي البصر، في اكتشاف يعيد الأمل لكثير من الأشخاص الذين فقدوا بصرهم، أو يعانون من ضعف البصر الناتج عن الحروق، وإصابات المواد الكيميائية، أو أمراض العين التي تدمر القرنية. الفريق البحثي بكلية الطب جامعة "هارفرد" الأمريكية، نشر دراسته في مجلة "نيتشر" العلمية أمس الإثنين. وقام الباحثون المتخصصون في طب العيون، بزراعة خلايا جذعيه من أنسجة قرنية سليمة لإنسان بالغ متبرع، داخل عين فأر يعانى من ضعف البصر، واستطاعت تلك الخلايا أن تصلح تلف القرنية وتعيد البصر للفئران. وأشار الباحثون إلى أن الخلايا الجذعية المكونة للقرنية، والموجودة في مقدمة العين، تتعرض للتلف باستمرار، جراء التعرض للأشعة المختلفة خارج المنزل، وأن هذا التلف يتم إصلاحه تلقائيا عن طريق خلايا جذعية موجودة في حافة القرنية تسمى "limbal stem cell". وتقوم تلك الخلايا بتجديد نفسها تلقائيًا كلما أصيبت بضرر، ولكن كثرة الإصابات بأمراض العين، تؤدى إلى تدمير تلك الخلايا الجذعية، مما يؤدي إلى عدم قدرة العين على الحفاظ على القرنية شفافة ونظيفة، وينتج عن ذلك الإصابة بضعف الرؤية والعمى.