حقق سلمان خان، خريج جامعة جورجتاون في قطر (دفعة 2016) وهو إذاعي موهوب، نجاحًا باهرًا من خلال عمله في المدونة الصوتية «More Perfect « (أكثر مثالية) الذي أشاد بها النقاد وأدرجتها صحيفة نيويورك تايمز في قائمة «أفضل مواقع المدونات الصوتية - البودكاست - لعام 2023»، لينضم بذلك إلى قائمة طويلة ومتنامية من خريجي جورجتاون الذين حققوا التميز ونالوا التكريم لتفوقهم في مختلف المجالات المهنية في أنحاء العالم. تستكشف المدونة الصوتية (أكثر مثالية) القصص الإنسانية الكامنة وراء أهم القضايا التي تناولتها المحكمة العليا في الولايات المتحدة. يعزو سلمان (خريج دفعة 2016) نجاحه إلى دراسته للعلوم الاجتماعية والانسانية وتخصصه في السياسة الدولية وحصوله على شهادة في الإعلام والسياسة من جامعة جورجتاون في قطر، وهو يقول: «كان كل شيء درسته في جورجتاون خير معين لي في مسيرتي المهنية في الصحافة». ومنذ انتقاله لنيويورك للعمل في المجال الصحفي، عمل سلمان ككاتب ومراسل صحفي وباحث ومصمم صوتي في عدد من المدونات الشهيرة التي نالت استحسان النقاد خلال العقد الماضي، منها «ذا اتلنتيك»، و»The Experiment» (التجربة) التي انتجتها استوديوهات «دبليو إن واي سي» (WNYC ) في نيويورك، ومراجعة التاريخ Revisionist History لمالكولم جلادويل، وغيرها من المدونات المعروفة. يكشف سلمان إن الفضل في هذه المهارات يرجع إلى المقررات الأكاديمية التي درسها في جامعة جورجتاون في قطر، فقد أفادته بدرجة كبيرة في اجتياز مقابلة التوظيف التي خضع لها في استوديو «دبليو إن واي سي»، وعن هذا يتذكر قوله: «قلت في المقابلة قد لا أكون خبيرًا في المحكمة العليا، لكني أعرف كيفية الإلمام بأي موضوع بسرعة فائقة وإجراء بحث ضخم وعميق في فترة زمنية قصيرة جدًا لإعداد حلقة تجمع بين عمق البحث والدراسة والتحقيق والتناول الصحفي». ينسب سلمان الفضل إلى الدكتورة سهيرة صديقي، الأستاذ المشارك في علم الأديان، بالإضافة إلى تجربة التدريب التأسيسي في مركز الدراسات الدولية والإقليمية مع سوزي ميرغني، المدير المساعد للإصدارات، لمساعدته في اكتساب المهارات الأساسية للكتابة والبحث. ولد سلمان ونشأ في قطر، وترجع أصوله إلى لاهور في باكستان: «أحد الأسباب التي دفعتني إلى الانتقال إلى الولايات المتحدة في المقام الأول هو العمل في برامج مثل (أكثر مثالية) ومع أشخاص مثل جوليا لونغوريا»، مشيرًا إلى المذيعة ومديرة تحرير البرنامج التي يعتبرها مرشدته منذ ذلك الحين. ويضيف: «لقد تعلمت على يد العديد من الأساتذة العظماء طوال سنوات دراستي الجامعية في جورجتاون وهو ما كان مفيدًا لي للغاية وأكسبني الكثير من الثقة في مجال الصحافة». يسهم خريجو جورجتاون الذين يتفانون في عملهم لفهم مشكلات العالم وتقديم حلول ناجعة لها. يختم سلمان حديثه بإعلان فخره واعتزازه بكونه أحد خريجي جورجتاون في قطر قائلًا: «لطالما ألهمتني رؤية زملائي من الخريجين وهم ينجزون أعمالًا رائعة في قطر وحول العالم».

في إطار جهودها لنشر ثقافة العمل الخيري وإثراء المكتبة العربية بأدبيات العمل الإنساني قامت قطر الخيرية بالتوقيع على كتابها الجديد «شهد النجاح/الجزء الثاني» في جناح الملتقى القطري للمؤلفين بمعرض الدوحة الدولي للكتاب/ 2018، وقد تضمن الكتاب باقة من قصص النجاح التي تبرز أثر العمل الخيري. 16 قصة نجاح وفي حفل التوقيع قدم معدّ الكتاب/علي الرشيد نبذة تعريفية عن الكتاب تضمنت الإشارة إلى اهتمام مؤسسات العمل الخيري ووسائل الإعلام بالقصص الإنسانية وقصص النجاح، حيث تسلط الأولى الضوء على صور المعاناة والآلام المرتبطة إبان الكوارث والأزمات والحروب، فيما تبرز الثانية الفرق الذي تحدثه المشاريع الإنسانية والتنموية في حياة الأفراد والمجتمعات. تضمن الكتاب 16 قصة نجاح توزعت على 3 قارات في 7 دول هي: أندونيسيا والبوسنة والهرسك وفلسطين وأفغانستان والصومال وكينيا وبنغلاديش، وتركز هذه القصص على أثر الرعاية الاجتماعية على بعض مكفولي قطر الخيرية ( الأيتام، طلاب العلم، ذوو الاحتياجات الخاصة) وأثر المشاريع التعليمية والمشاريع الصغيرة المدرة للدخل التي تنفذها عبر العالم باعتبارها مفاتيح لإدارة عجلة النجاح وتميز أصحاب القصص. نماذج عملية وعلى سبيل المثال؛ فقد تبوأ اليتيم فاضل وظيفة مرموقة في «مهرجان سراييفو السينمائي» بالبوسنة بعد تخرجه مهندسا، وتمكنت خلود المصابة بداء الفيل من افتتاح وإدارة ورشة نجارة بغزة لتكون أول فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة تقوم بذلك في القطاع، فيما يعمل حياة الله عتيد (من أفغانستان) الذي كان يتيما منذ صغره حاليا مستشارا في التنمية البشرية ومدربا عالميا محترفا ومعتمدا من جهات دولية، منذ أكثر من 10 سنوات، وقد بلغ عدد المستفيدين من دوراته 200 ألف شخص في 15 دولة، ووصل عبد الله محمد نور من الصومال لمنصب وزير دولة للشؤون المالية وإلى قبة البرلمان في بلاده، وقد كان مكفولا لدى قطر الخيرية كطالب علم أثناء دراسته في الجامعة قبل سنوات، كما تمكنت السيدة رضا من أندونيسيا بدعم نفس الكفالة من إكمال دراسة البكالوريوس والماجستير في الاقتصاد الإسلامي والتدريس حاليا في كلية الشريعة والقانون في جامعة الرانيري الحكومية. صيغت قصص الكتاب على شكل «القصص الخبرية»، وتميز الجزء الثاني مقارنة بالجزء الأول بتفاصيل أكثر عن حياة الشخصيات التي تناولها، فضلا عن تلخيص أهم ما في القصة من خلال « البطاقة المختصرة» وإضافة فقرة إثرائية لكل قصة تسلط الضوء على جزء مهم يتصل بها. ولا تكتفي قطر الخيرية بتقديم هذه القصص من خلال كتاب مطبوع أو نشرها في الصحف والمواقع الالكترونية بل تتطلع لتقديمها بشكل مصوّر من خلال مقاطع فيديو. وقد قام معدّ الكتاب في ختام تقديم العرض التقديمي عنه بالتوقيع على عدد من نسخ الكتاب في جناح قطر الخيرية بالمعرض.