يتواجه منتخبا كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية بعد غد الثلاثاء ضمن تصفيات كأس العالم 2022 لكرة القدم، في مباراة تاريخية لأنها الأولى التي تجري في بيونغ يانغ بين منتخبي البلدين. وتلعب الكوريتان في المجموعة الثامنة في التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 وكأس آسيا 2023 في الصين، إلى جانب كل من لبنان وتركمانستان وسريلانكا. وقبل 48 ساعة من انطلاق المباراة في ملعب كيم إيل سول بعاصمة كوريا الشمالية، تحيط العديد من الشكوك بهذه المباراة التي وصفها الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بأنها واحدة من أكثر اللقاءات انتظارا. ورفضت كوريا الشمالية التواصل مباشرة مع جارتها الجنوبية بشأن تنظيم هذه المباراة التي تأتي ضمن المرحلة الثانية للتصفيات الآسيوية. والتواصل الوحيد بين الكوريتين بهذا الصدد تم بواسطة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه المباراة ستنقل مباشرة، وما إذا سيتمكن المشجعون الكوريون الجنوبيون من حضورها. وأعلن أمس الأول الجمعة المتحدث باسم وزارة الوحدة الكورية الجنوبية طرحنا هذه التساؤلات على الشمال عبر قنوات مختلفة لكننا لم نحصل بعد على جواب، مضيفا نرى أن ذلك مخيب للآمال. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية بدوره الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا إنه على تواصل مستمر مع كلا البلدين. وبموجب القواعد التنظيمية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من المفترض أن تتم تأدية النشيد الوطني الكوري الجنوبي ورفع العلم الكوري الجنوبي قبل المباراة، وهما أمران يندر جدا حصولهما في الشمال. وعلى مدى عقود، رفضت كوريا الشمالية أن تستقبل على أراضيها مباريات تجمع الكوريتين، مفضلة عقدها في الصين. وأول مباراة ودية بين الكوريتين أجريت في عام 1990 وهدفت لتعزيز فكرة إعادة توحيد شبه الجزيرة. ورفع المنتخبان حينها علما يرمز للوحدة وعليه خريطة لشبه الجزيرة كاملة. لكن أول لقاء في مباراة فعلية في كوريا الشمالية تم في عام 2017 في تصفيات كأس العالم للسيدات. ولا يتوقع الخبراء في الملف الكوري أن تؤدي هذه المباراة إلى انفراج في العلاقات بين الكوريتين. يذكر أن الأعمال القتالية بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية (1950-1953) انتهت بوقف لإطلاق النار وليس بمعاهدة سلام. ولا يزال جيشا البلدين يقفان بمواجهة بعضهما البعض على جانبي المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة الكورية.

عقدت الكوريتان اليوم الخميس، أول جلسة مشتركة لتسوية النزاعات في مجمع كسيونج الصناعي الذي تديرانه في كوريا الشمالية. ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" عن مسؤول حكومي كوري جنوبي قوله ان الكوريتان عقدتا جلسة لبحث كيفية تسورية النزاعات حول مجمع كيسونج الصناعي. وأشارت إلى أن هذا الاجتماع المنعقد في المجمع الصناعي في مدينة كيسونج الحدودية في الشمال، يعتبر الأول من نوعه منذ عام 2000 عندما تبنت الكوريتان اتفاقية لتسوية النزاعات. ويتوقع أن يتركز نقاش الجانبين حول كيفية وضع إجراءات تسوية النزاعات للمجمع الصناعي. وتضم الجلسة 5 مسؤولين من كلتا الكوريتين، وتتعامل الجلسة مع النزاعات القانونية الممكن حلها في المجمع. يشار إلى ان المجمع الصناعي يعتبر رمزاً أخيراً للتعاون المشترك بين الكوريتين، وفيه حوالي 120 شركة صغيرة كورية جنوبية لإنتاج الملابس والأحذية والساعات وغيرها من المنتجات التي تتطلب العمالة المكثفة، ويعمل فيه أكثر من 44 ألف كوري شمالي.

حث مسؤول كوري جنوبي بارز في العلاقات بين الكوريتين، اليوم الأربعاء، مجددا، بيونج يانج على لم شمل الأسر المشتتة بعد الحرب الكورية، طبقا لوكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية للأنباء. وكانت كوريا الشمالية قد رفضت اقتراحا أخيرا قدمته سول للم شمل الأسر في أواخر هذا الشهر، معللة السبب في ذلك إلى التدريبات العسكرية المشتركة الوشيكة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة بين أشياء أخرى حسب يونهاب. وكانت كوريا الشمالية عرضت إمكانية لم شمل الأسر المشتتة الأسبوع الماضي، حيث دعت إلى وضع حد لكافة صور التشويه والأعمال العسكرية العدائية بين الكوريتين. ويتضمن اقتراح كوريا الشمالية مطلبا رئيسيا وهو إلغاء التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، حيث تزعم بيونج يانج أن ذلك بمثابة إعداد لشن حرب نووية ضدها حسب يونهاب. ورفضت كوريا الجنوبية اقتراح جارتها الشمالية، واصفة ذلك أنه "حيلة خادعة" متعهدة بالمضي قدما في التدريبات المشتركة المقرر أن تبدأ اعتبارا من أواخر فبراير حتى إبريل المقبلين.