مفارقات عديدة واجهتني خلال لقائي مع لاعب وسط قطر المحترف الكوري "جين هو شين" والذي يعد المحترف الكوري الأول لدى صفوف الملك منذ سنوات طويلة.. فعامل اللغة والتزام اللاعب بكل شيء ودقة تعبيراته وحرصه على كل كبيرة وصغيرة وصعوبات جمة صادفتني خلال هذا اللقاء الذي امتد طويلا نظرا لترجمة الحوار خاصة أن اللاعب لا يجيد سوى اللغة الكورية وما أدراك ما هذه اللغة..وتم الاستعانة بأحد أصدقائه ليترجم الحوار.ومن بين المفارقات الغريبة التي واجهتنا عندما وجهت له سؤالا عن سبب اختياره للملك أو معرفته بالمدرب العالمي لازاروني، كانت إجابته صدمة لي ولم تكن هذه بمفردها ولكن هناك مفارقات أخرى ومفاجآت..سنتعرف عليها من خلال الحوار الذي امتد طويلا ولكن في النهاية خرجنا بما هو أهم؛ فسيعمل مرشدا سياحيا ويستدعي أسرته وأصدقاءه من كوريا لزيارة الدوحة للتعرف على دولة عربية كان يسمع ويقرأ عنها فقط، وما شاهده على أرض الواقع يختلف تماما عما سمعه أو قرأه."الشرق" حاورت الكوري جين هو لتتعرف منه على أسباب اختياره للملك واحترافه في أول دوري عربي. وطموحاته مع الفريق وكيفية تغلبه على التعامل مع الآخرين كونه لا يجيد أي لغة سوى الكورية فقط، وتصوره لمسيرة الفريق في الدوري.أمور عدة تطرق إليها الحديث بل وتشعب بها الحوار الكروي إلى جوانب أخرى في حياة اللاعب الشخصية.لماذا اخترت قطر للاحتراف به؟كانت هناك عروض كثيرة عن طريق وكيل أعمالي وطلب مني دراسة العرض جيدا قبل الموافقة، كون أنها المرة الأولى التي أحترف فيها خارج بلادي رغم أني عشت 6 أشهر في إحدى الأكاديميات البرازيلية، وبعد فترة وجيزة وافقت عندما بدأت أطلع على كل شيء في الدوحة عن طريق الأصدقاء والمدربين والنت، بعدها اتخذت قراري بالموافقة.بعد الموافقة هل ندمت على اللعب في دوري النجوم؟في البداية واجهتني صعوبات كثيرة ومفارقات غريبة وأشياء شاهدتها لأول مرة في حياتي، منها أني جئت للدوحة في شهر الصيام وصلاة اللاعبين وشدة الحر والرطوبة وعدم تحدثي بأي لغات أخرى خلاف الكورية وانتقالي لجو جديد لم أتعود عليه من قبل، ووقفت أستغرب كل شيء من حولي وتدريجيا بدأت أتعايش مع الأجواء الجديدة، وأفهم كل شيء بدقة، ومع مرور الوقت أحببت كل شيء يقوم به لاعبو الفريق والمحيطون بي وسعدت بشدة مما أراه واستطعت أن أكون واحدا من أفراد تلك العائلة القطراوية لأني تعلمت أشياء كنت أسمع عنها فقط.وكيف تغلبت على عامل اللغة والحر؟في البداية كنت أفهم بعض كلمات المدرب لازاروني ولكن صعوبة الحديث وفهم زملائي كانت مشكلة، وتدريجيا بدأت أفهم بعض المصطلحات إلا أنني قررت الدخول في مدرسة لتعلم الإنجليزية حتى أستطيع أن أفهم كل شيء وأتحدث مع الجميع. أما الرطوبة والحر. فبصراحة لا أصف لك شدتهما.بمناسبة لازاروني هل كنت تعرفه من قبل؟لم أعرف لازاروني ولم أسمع عنه ولكن عندما عرض علي الاحتراف توجهت لمدرب اللياقة في بوهانج وحدثني بقوة عن لازاروني وحكى عنه ببراعة لأنه سبق أن عمل معه في البرازيل من قبل. وكلامه عن لازاروني منحني الثقة والرغبة في إتمام التعاقد بعدما تشوقت للتدرب معه عندما تحدث عنه مدرب اللياقة.هل استعنت ببعض الأصدقاء قبل الموافقة؟لدي معرفة ببعض اللاعبين الكوريين هنا ومع ذلك لم أتحدث مع أحد واكتفيت بكلام مدرب اللياقة فقط.وعن الفريق؟بمجرد اقتناعي بكلام المدرب بدأت أبحث عن نادي قطر عبر النت وعرفت كل شيء واطلعت على أسماء اللاعبين والبطولات والأجواء في الدوحة وكنت سعيدا وأنا أقرأ هذه المعلومات.كما لا يفوتني شيء مهم وهو أنني كنت متشوقا لمعرفة الدوحة بعد إسناد مونديال 2022 ولم أتخيل يوما أن أكون هنا في البلد الذي سينظم المونديال.بم تصف الدوحة بعد تواجدك؟في الحقيقة ولست مبالغا أستمتع بالأجواء هنا والأبراج الكبيرة المتواجدة على الكورنيش وعندما أقف في شرفتي وأنظر للكورنيش والبحر وهدوء المدينة والإضاءة الجميلة أتذكر كوريا.ولذا سأدعو أسرتي وأصدقائي للحضور للدوحة للاستمتاع بها وللعلم شقيقتي ستصل خلال الأيام القادمة للعيش معي هنا. لأن الدوحة بلد جميل وما شاهدته أفضل بكثير مما سمعته وقرأته عنها.كيف تجهز أغراضك ووجباتك؟في الفترة الأولى كنت أتناول وجباتي عبر المطاعم المنتشرة في الدوحة ولكن الآن أقوم بطهو بعض الوجبات لحين وصول شقيقتي. كما أن المدرب لازاروني دعاني لتناول الوجبات.الآن عرفت الأكلات القطرية؟جميلة وممتعة وأنقل كل هذا عبر الهاتف لأسرتي والكل متشوق لهذه الوجبات وبخاصة المكبوس الذي دعاني إليه لازاروني في أول مرة. وأذهب على فترات إلى فيلاجيو والسيتي وأستمتع بأجواء الدوحة فعلا.بماذا تصف تنظيم مونديال 2022 بالدوحة؟منذ الوهلة الأولى لحضوري وجدت عملا دءوبا وبكثافة في شوارع العاصمة للتجهيزات للمونديال ووجدت فنادق عالمية لا تقل عما رأيته في أوروبا وأمريكا وكوريا وملاعب عالمية والعمل في شوارع الدوحة من الآن من أجل المونديال شيء يدعو للفخر والاعتزاز وفي تصوري بعدما شاهدت كل هذا أقول وبكل ثقة مونديال 2022 سيكون الأفضل لأن الدوحة لن تبخل على البطولة بشيء. سواء أقيمت صيفا أو شتاء وسيكون مونديالا تاريخيا. وأنا واثق من قدرات الدوحة في الإبداع لأن ما شاهدته يفوق الوصف.لو عدنا لمنافسة الملك على اللقب؟في الحقيقة الفريق يضم لاعبين على أعلى مستوى وجهازا فنيا عالميا بقيادة لازاروني وإمكانات عالية وقدرات رياضية ومنافستنا على اللقب لن تأتي من فراغ بل لأن الفريق "ناوي "على ذلك واتضحت الصورة بداية من معسكر إسبانيا وترابط اللاعبين بعضهم البعض وحماس كل فرد في تحقيق شيء للفريق وبالفعل عندما بدأنا البطولة تعاهدنا على تحقيق ذلك وها نحن في المقدمة ولن نفرط في الصدارة ومسألة اللقب شيء مهم ويحتاج جهدا كبيرا وعلينا أن نواصل من أجل تحقيقه.ألا ترى أنه صعب إحراز اللقب؟ولم لا. . فالملك فريق كبير ومنظم ونلعب بطريقة جماعية وتخطيط مثالي ولكن الشيء الذي أزعجني هو العزوف الجماهيري عن المباريات فلم أتصور وجود المدرجات خاوية خلال المباريات وكنت أتصور أن الجماهير ستحضر لتعطي للمباريات صورة أفضل. لأن اللاعب مثل الممثل عندما يقف على المسرح ويجد القاعة مليئة بالجماهير يتحمس ويشجع نفسه ويبدع والعكس وها نحن الآن، فعدم حضور الجماهير يقلل من روعة المباريات رغم تواجد فرق كبيرة في الدوري وهناك تنافس كبير بينها.بعد مرور عدة جولات في الدوري فمن ترشحه للقب؟الحظوظ كلها متساوية والفرق كلها تلعب من أجل هدف واحد حتى الفرق الصغيرة لديها طموح ورغبة وحماس وأعجبتني فرق السد ولخويا والريان والجيش.وما موقف الملك؟قد نكون بطلا للدوري فالملك لا يقل قوة عنهم ونلعب من أجل ذلك. فأنا أعشق الألقاب والبطولات وجئت للدوحة لتمثيل الملك والفوز بالألقاب.الحصول على الدرع صعب؟طبعا ولكن ليس مستحيلا فالملك فريق متكامل ولديه أفضل مجموعة من اللاعبين والأميز أننا عائلة واحدة في الملعب وخارج الملعب ولدي صداقات مع كل اللاعبين وتربطني بهم علاقات وطيدة جدا ولم أشعر بالغربة فدائما أتواجد مع محمد مبارك وخالد الزكيبا وميدو. وعلاقتنا بعضنا بعضا تتيح لنا فرصة القتال على اللقب.هل تربطك علاقات ببعض اللاعبين خارج الفريق؟في الحقيقة لا ولكن أعرف أدريانو وكابوري لاعب أم صلال لأنهما احترفا في الدوري الياباني.وراؤول نجم عالمي الكل يعرفه ويسمع عنه وأنا سعيد باللعب وسط هذه الكوكبة العالمية فالذي شد انتباهي في الدوري القطري وجود نخبة من اللاعبين العالميين والبارزين والدليل وجود الإسباني راؤول جونزاليس.ماذا لو عرض عليك التجديد؟لن أتردد لحظة في التجديد للملك لأني سعيد بما شاهدته والمعاملة الراقية التي أجدها من جميع الأشخاص في نادي قطر بالإضافة إلى أن الشعب القطري شعب مضياف وودود وكريم وصاحب ابتسامة دائمة وتجد منه المساعدة والعون في كل الأوقات وفي أحلك الظروف.. فالحياة في قطر تشجع أي محترف على البقاء والتجديد واللعب في الدوري القطري.