رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
"الشرق" تزور مجلس اليافعي ملتقى الأهل والأصدقاء.. طعم خاص لمجالس أهل قطر في العيد

يعتبر مجلس نايف اليافعي واحدا من المجالس التي اعتادت فتح أبوابها لاستقبال المهنئين خلال أيام العيد، حيث يلتقي فيه الأهل والأصدقاء في أجواء من الألفة، ويحافظ اليافعي وأقرباؤه على هذه العادة الأصيلة التي تعكس القيم الاجتماعية الراسخة في المجتمع القطري، حيث يصبح المجلس نقطة تجمع رئيسية يتبادل فيها الحاضرون التهاني والتبريكات ويتشاركون فرحة العيد، وكل رجل يحرص على اصطحاب أبنائه معه إلى المجالس القطرية خلال المناسبات والأعياد، وذلك حرصا على تواجدهم وتعلمهم العادات والتقاليد الأصيلة، حيث إن مجلس نايف اليافعي اعتاد منذ سنوات، على استقبال الضيوف في صباح أول أيام العيد، حيث يتوافد المهنئون من مختلف المناطق لتقديم التهاني لصاحب المجلس، إذ تعد هذه المناسبة فرصة لتعزيز العلاقات الاجتماعية والتواصل بين أفراد المجتمع، أما في مساء العيد يخصص المجلس للأقارب والأصدقاء، حيث يجتمع أبناء العمومة مع بعضهم البعض لتبادل الأحاديث وتناول الولائم التي تجهز خصيصا لهذه المناسبة. وقال محمد اليافعي صاحب المجلس: يجسد مجلسنا القيم الأصيلة التي نشأنا عليها، خاصة وأنه ليس مجرد مكان لتبادل التهاني، بل هو مساحة تجمع بين الأجيال المختلفة وتعزز من ترابط العائلة والمجتمع، موضحا أن هذا المجلس يعيدنا إلى زمن المجالس القديمة التي كانت ملتقى للجميع، حيث نجد فيه الود والتواصل الذي نفتقده أحيانا في ظل انشغالات الحياة اليومية. وأضاف: منذ الصباح الباكر وتحديدا بعد صلاة العيد نتجه إلى المجلس بعد ان قمنا بتهنئة أفراد العائلة، وذلك استعدادا لاستقبال المهنئين من الأقارب والأصدقاء والجيران ونقيم الولائم في يوم العيد وندعو الجميع لحضورها وسط أجواء من الألفة والمحبة، مشيرا إلى أن مثل هذه اللقاءات تزيد من ترابط المجتمع وهو الأمر الذي عرف به أهل قطر بقوة ترابطهم. من جهته قال نايف اليافعي وهو صاحب المجلس أيضا: نحرص على استقبال الجميع في هذا المجلس، حيث إنه يعتبر مكانا مفتوحا للجميع، ولكل من يرغب في مشاركة فرحة العيد، إذ أن هذه المجالس كانت ولا تزال رمزا للوحدة والتلاحم بين أبناء المجتمع، ونحن نسعى إلى الحفاظ على هذا الإرث جيلا بعد آخر، وهو ما تعلمناه من الآباء والاجداد، بأن نبقى في مجالسنا ونستقبل المهنئين والضيوف ونكرمهم. وأضاف: أيام العيد مناسبة تجمع القلوب، وأن دور المجالس في الحفاظ على هذه الروح مهم جدا، حيث إن المجالس تساعد في تعزيز الروابط الاجتماعية وتجديد العلاقات بين الأصدقاء والأقارب، مؤكدا على أن المجالس اليوم ليست مجرد مكان للضيافة، بل هي امتداد للهوية والتقاليد التي نشأوا عليها. أما ناصر الصلاحي، أحد زوار المجلس فقال: إن ما يميز المجلس إلى جانب حفاوة الاستقبال، تجمع الاهل والأصدقاء في مكان واحد، حيث إن البعض لا يرون بعضهم إلا بمثل هذه المناسبات التي تقوي الترابط وتقرب القلوب وفيها يلتقي الصغير بالكبير ويتعرف الصغير على أبناء عمومته. وأضاف الصلاحي: أزور مجلس نايف اليافعي باستمرار ولا أنقطع عنه، وأحرص على اصطحاب أبنائي من أول أيام العيد إلى ذات المجلس، الذي يلتقي فيه الجميع، إذ إن مجلس نايف اليافعي أصبح معروفا بأنه المكان الذي يلتقي فيه أبناء القبيلة والقبائل الأخرى باستمرار وخاصة في المناسبات والأعياد، لذا فإن التواجد به من ضروريات العيد. ويرى فهد ناصر الصلاحي، أن القطريين يحرصون على تبادل الزيارات في المناسبات والاعياد بهدف تقديم التهاني بهذه المناسبة، وهو امر اعتادوا عليه منذ القدم وتناقلوه فيما بينهم. وأوضح، أن الالتقاء بالمجالس عادة يحافظ عليها أهل قطر، خاصة أن الالتقاء في المجالس يحافظ على الألفة والتراحم بين الجميع، موضحا أنه في كل عام عندما يدخل مع والده إلى المجالس ومنها مجلس نايف اليافعي يلتقي بوجوه طيبة اعتاد رؤيتها في مثل هذه المناسبات.

1146

| 03 أبريل 2025

محليات alsharq
مجالس أهل قطر إرث متجدد في عيد الفطر

■أهل قطر يحرصون على تبادل الزيارات والتهاني فيما بينهم ■ المجالس مدارس تجمع بين التربية والتراث ■ مجلس منصور الرويلي يستقبل المهنئين بالعيد عقب انتهاء الصلاة تشهد المجالس القطرية مع أول أيام عيد الفطر المبارك، زيارات، وذلك لتبادل التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، حيث يحرص أهل قطر على إحياء الزيارات فيما بينهم خلال المناسبات وغيرها، إذ انها عادة متوارثة من القدم ولا يزالون يحافظون عليها حتى اليوم، حيث تعد المجالس القطرية من أبرز العادات الاجتماعية يحييها المواطنون فيما بينهم خاصة خلال الأعياد، وتستقبل المجالس القطرية المهنئين بعيد الفطر من المواطنين والمقيمين والزوار في أجواء من الألفة والتلاحم، إذ باتت تمثل هذه المجالس رمزا للضيافة والكرم، ويجتمع الأهل والأصدقاء لتبادل التهاني والتبريكات وسط أجواء احتفالية تعكس أصالة المجتمع القطري، وهويته الوطنية من خلال ارتداء الزي القطري وحفاوة الاستقبال وإكرام الضيف. وعرف عن أهل قطر من القدم حرصهم على تبادل الزيارات فيما بينهم صباح العيد، حيث يزور الأبناء مع آبائهم وأجدادهم المجالس، مما يسهم في ترسيخ القيم والعادات القطرية الأصيلة في نفوس الأجيال الناشئة، كما تقام ببعض المجالس الولائم والعزائم التي يجتمع فيها الجميع حول الموائد مما يسهم في تعزيز روح الألفة بين أبناء المجتمع، وتمتد هذه الزيارات إلى الأصدقاء والجيران، حيث يحرص الجميع على مشاركة فرحة العيد، في مشهد يعكس الترابط الاجتماعي القوي بين مختلف فئات المجتمع القطري. «الشرق» زارت مجلس ومتحف منصور الرويلي، ورصدت أجواء العيد بداخله، حيث تواجد الأصدقاء منذ الصباح وحتى المساء، ولمست الألفة والمحبة بين كل من كان في المجلس وهم يحرصون على تبادل التهاني فيما بينهم بمناسبة عيد الفطر المبارك، كما أن صاحب الملس وأشقائه حرصوا على تواجد أبنائهم معهم في المجلس لاكتساب العادات والتقاليد القطرية. - المجالس تزرع القيم في الأبناء وقال منصور عواد الرويلي صاحب مجلس: في كل عام مع دخول المناسبات مثل الأعياد، احرص على دعوة الأقارب والأصدقاء إلى المجلس للالتقاء فيما بينهم وتبادل التهاني وأطراف الحديث فيما بينهم، بالإضافة إلى مشاهدة ما يحتويه المتحف من قطع تراثية نادرة بعضها تعود إلى القرون الماضية. وأضاف الرويلي: لا يقتصر دور المجالس القطرية على كونها ملتقى اجتماعيا فقط، بل تعد أيضا مدارس يتعلم فيها الأبناء آداب السلام، واستقبال الضيوف، والإنصات للكبار، إضافة إلى تعلم الاحترام والتقدير، كما يحرص أولياء الأمور على اصطحاب أبنائهم إلى هذه المجالس لإكسابهم العادات منذ الصغر، حيث يشاهدون عن قرب كيفية تعامل الكبار مع الضيوف، ويتعلمون أهمية الإصغاء واحترام الرأي الآخر، كما يكتسبون مهارات الحديث والمناقشة بأسلوب لبق. ولفت الرويلي إلى أن تبادل التهاني والزيارات بين أفراد المجتمع القطري عادة متأصلة في المجتمع، مشيرا إلى أن هذه العادة تلعب دورا كبيرا في تربية الأجيال القادمة. وأوضح صاحب المجلس، في السابق كنا نرافق آباءنا إلى المجالس ونتعلم كيفية السلام الصحيح، والجلوس باحترام، والاستماع إلى كبار السن، حيث إن هذه المجالس ليست مجرد مكان للقاء، بل هي بيئة تعليمية واجتماعية، حيث يتعرف الأبناء على قصص الآباء والأجداد، ويتعلمون كيفية التعامل مع مختلف المواقف الاجتماعية.، كما أنهم يكتسبون مهارات الحديث والإصغاء، وهي أمور مهمة في الحياة اليومية، مؤكدا نحرص على توريث هذه العادات لأبنائنا ليحافظوا عليها خاصة في ظل الانفتاح الحاصل عالميا وتداخل العادات والتقاليد بين المجتمعات، لتبقى المجالس هي البيئة التعليمية التي من خلالها تحافظ الاجيال على عادتها وتقاليدها وهويتها. - ناصر الرويلي: المجالس تعزز الترابط الاجتماعي من جانبه، قال ناصر الرويلي: نرى المجالس القطرية خلال الأعياد كيف تستقبل أعداد كبيرة من الزوار لتبادل التهاني بمناسبة عيد الفطر، الامر الذي يعكس ترابط المجتمع القطري الذين يتواصلون مع بعضهم البعض ويتشاركون الفرحة في المناسبات، موضحا أن المجالس ليست فقط مكانا لتبادل التهاني، بل هي بيئة تعزز الروابط الاجتماعية، حيث إنه في المجالس، يلتقي الأصدقاء والأقارب، ويتبادلون الأحاديث حول مختلف المواضيع، ويناقشون قضايا المجتمع، وهذا يسهم في تقوية النسيج الاجتماعي بين أفراد المجتمع القطري. وأضاف: تعد المجالس وسيلة لتقوية العلاقات بين الأجيال المختلفة، حيث يلتقي فيها الصغار بالكبار، ويتعلمون منهم الكثير حول تاريخ العائلة وقيم المجتمع، كما أن هذه المجالس تسهم تقريب وجهات النظر بين أفراد الأسرة الواحدة، وهذا ما يجعلها جزءا لا يتجزأ من حياة المجتمع القطري. وأكد، في ظل التطورات الحديثة، تبقى المجالس رمزا للهوية القطرية، ومكانا لتبادل المعرفة والخبرات بين الأجيال المختلفة، حيث يلتقي فيها الجميع على مائدة الحوار والتواصل الاجتماعي الفعال، ومع مرور الزمن، يتضح أن هذه المجالس ليست مجرد تجمعات اجتماعية، بل هي عنصر أساسي في بناء مجتمع مترابط يحافظ على إرثه الثقافي. - عبدالله الرويلي: فرصة لتعليم العادات الأصيلة ويرى عبدالله الرويلي أن المجالس توفر فرصة مثالية لتعليم الأبناء العادات الأصيلة، حيث إننا نحرص على أن يصطحب الآباء أبناءهم إلى المجالس حتى يتعلموا كيفية الترحيب بالضيوف، وطريقة تقديم القهوة، واحترام الكبير، وهذه أمور تسهم في بناء شخصيتهم الاجتماعية، وتعزز هويتهم الوطنية، مشيرا إلى أن المجالس ليست مكانا للتجمع فقط، بل هي أماكن تعليمية فيها يتعلم الأبناء قيم المسؤولية والكرم وحسن الاستقبال للضيوف والزوار، كما أنها تمنحهم الثقة بالنفس من خلال التفاعل مع أفراد المجتمع، والتعرف على طريقة إدارة الحديث والمناقشات بأسلوب مناسب ولائق، علاوة على احترام وجهات النظر خلال التطرق للموضوعات الدائرة. وأكد على أن المجالس القطرية أحد أهم الموروثات الاجتماعية التي تسهم في ترسيخ القيم والعادات القطرية الأصيلة، إذ تتجدد اللقاءات في الأعياد، ويتعلم الأبناء من الكبار معاني الاحترام والتقدير والكرم، كما تشكل المجالس اليوم جزءا مهما من النسيج الاجتماعي القطري، وتسهم في تعزيز روح الانتماء والتلاحم بين أفراد المجتمع. - عبد الرحمن الرويلي: المجالس رمز للكرم والضيافة أما عبد العزيز الرويلي فقال: إن المجالس تمثل وجها من أوجه الكرم القطري، حيث يتم استقبال الضيوف بترحاب، وتقديم مختلف أنواع الضيافة القطرية. وأضاف: في المجالس القطرية لا يقتصر الأمر على تقديم القهوة والتمر، بل تقام الولائم والعزائم التي تجمع الأقارب والأصدقاء خلال المناسبات، مما يعزز المحبة والتواصل بين الناس، حيث إن المجالس تعبر عن شخصية المجتمع القطري المعروف بجوده وكرمه، وهي فرصة لإظهار حسن الضيافة، وتقديم أشهى المأكولات القطرية التي تعد جزءا مهما من الثقافة المحلية، كما أنها تشجع على التواصل بين الناس، وتعزز روح التكاتف والتعاون بين الجميع.

632

| 31 مارس 2025

محليات alsharq
رفع العلم الأسود بالخطأ أدى إلى ضرب سفينة قطرية في الحرب العالمية

■ رفع العلم الأسود بالخطأ أدى إلى ضرب سفينة قطرية في الحرب العالمية ■ انتقلت العائلة للدوحة عام 1943 بواسطة السفينة ■ مقبس عوض اليامي.. إرث نادر من حكمة الزمن الجميل ■ حصان إبليس.. دراجة التطعيم التي أنقذت أهالي الخور ■ رمضان في الجسرة.. قهوة وحلويات وأحاديث لا تنتهي ■ بيوت الله في الشهر منارات تهدي الأرواح بالطمأنينة ■ كان قراء الأزهر يحيون ليالي الدوحة والقلوب خاشعة للتلاوة ■ أبكي على البمبره شجرة الطفولة وفاكهة الذكريات ■ رمضان في الجسرة.. قهوة وحلويات وأحاديث لا تنتهي ■ بيوت الله في الشهر منارات تهدي الأرواح بالطمأنينة ■ كان قراء الأزهر يحيون ليالي الدوحة والقلوب خاشعة للتلاوة ■ أبكي على البمبره شجرة الطفولة وفاكهة الذكريات في قلب الدفنة، أحد أحياء الدوحة النابضة بالذكريات والعراقة، يقف مجلس محمد أحمد جاسم فخرو، المعروف بـ بوتركي، شاهداً حيًا على عبق المجالس الشعبية ودفء الروح القطرية الأصيلة. هنا، حيث لا يبعد كثيرًا عن مجلس العبيدان، تتناغم المجالس كما تتناغم أوتار العود في ليلة سمر، لتنسج معًا لوحة اجتماعية وثقافية تضرب بجذورها في عمق الأرض والتاريخ. مجلس بوتركي ليس مجرد مجلس؛ بل هو مرآة حية لتراثٍ لا يزال يتنفس في وجوه رواده، من شيوخ يحملون في صدورهم حكايات الزمن الجميل، إلى شباب يتطلعون إلى الغد دون أن ينسوا الأمس. هنا تُروى القصص، وتُستعاد الذكريات، وتُتناقل الحِكم، بينما تعبق الأجواء برائحة القهوة العربية الأصيلة، وتكتمل الضيافة بحلويات شعبية تحمل نكهة الأمهات وحنان الجدّات. يجاور هذا المجلس بيتًا تراثيًا قديماً، مما يمنحه بُعدًا تاريخيًا يعزز قيمته كواحة ثقافية واجتماعية، تستقبل زوارها بأبواب مفتوحة وقلوب أوسع. أما بوتركي، صاحب المجلس، فذاكرة تمشي على الأرض، تحفظ ملامح الماضي وتستعيدها بحكاياته التي تسكنها التفاصيل، وكأنها لم تغب يومًا. مجلس محمد فخرو بوتركي هو أكثر من مكان، إنه امتداد لروح مجتمع، وصوت لتراث حي، وفضاء يحتضن الحاضر ويصون الماضي، ليبقى أحد أبرز النماذج الحية للمجالس القطرية التي تربط القلوب وتجمع الأجيال. - محمد أحمد فخرو:رمضان الأول أجمل.. وفيه حياة لا تُنسى يستحضر بوتركي ذكريات شهر رمضان المبارك في الماضي، مؤكدًا أنه كان يحمل نكهة خاصة تميّزه عن باقي الشهور، حيث تكثر فيه الروحانيات والعبادات، وختمات القرآن، إلى جانب الأكلات الشعبية التي لا تُرى في غيره من الأشهر. أجواء رمضان في الدوحة الجديدة يقول بوتركي إن منطقة الدوحة الجديدة التي انتقلوا للسكن فيها كانت لا تختلف كثيرًا عن بقية مناطق الدوحة من حيث الطابع الاجتماعي، إذ كانت تسودها روح الجيرة والتلاحم. وكانت ظاهرة الجِسّام – وهي تبادل الأطباق بين الجيران – شائعة، إضافة إلى الزيارات وصلة الأرحام والتكاتف في تقديم العون والمساعدة. ويضيف أن الحياة في المنطقة كانت تتوقف تمامًا بعد صلاة التراويح، حيث يخيم الهدوء على الفريج. مطبخان في البيت وذكريات الطبخ يتحدث بوتركي عن تفاصيل الحياة داخل منزلهم في رمضان، فيقول: كان لدينا مطبخان؛ أحدهما يُستخدم للطبخ على الحطب، والآخر على الفرن. كانت والدتي وأخواتي يقمن بالطبخ بأنفسهن، إذ لم يكن هناك خدم، بل كانت الأسرة كلها تشارك في إعداد الطعام. ويضيف: طبخ والدتي كان يشبه طبخ أهل الخور، لأنها من مواليد الخور وعاشت هناك حتى انتقل الأهل إلى الدوحة في الأربعينيات. وأتذكر حين أعددنا غبقة في رمضان، قال أحد الحضور من المهاندة، واسمه سالم: (هذا طبخ أهل الخور)، فأجبته: (الوالدة من الخور). المسحر وذكريات القرنقعوه من الذكريات الرمضانية العزيزة على قلبه، يذكر بوتركي المسحر الذي كان يأتي على حمار، ويجوب الفريج لإيقاظ الناس لتناول السحور. كما يسترجع مشاركته في احتفالات القرنقعوه مع أصدقائه أيام الطفولة، حيث كانوا يمرون على البيوت ويحصلون على نصيبهم من الحلويات والمكسرات. الجد جاسم فخرو ومسيرته في الخور يُشير بوتركي إلى أن جده جاسم فخرو كان مديرًا لجمارك الخور في ثلاثينيات القرن الماضي. وكان لعائلتهم بيت كبير في مدينة الخور القديمة، اشتراه جده من سعيد بن مسفر الشقيري أحد أبناء المهاندة. وقد ضم هذا البيت مجلسًا تحوّل لاحقًا إلى أول مدرسة لتعليم البنات في الخور. ووفقًا لرواية والدته، قُسِّم البيت بعد وفاة الجد أحمد إلى ثلاثة أقسام، وتم تأجير أحدها لشركة النفط التي كانت تستخدمه لتخزين معداتها. نظام الغنطراز في الجمارك كما أوضح بوتركي أن جده كان يدير جمارك الخور – الواقعة بجانب منزلهم قرب سوق الخريس – بنظام يُعرف باسم الغنطراز، وهو اتفاق مع الحكومة على دفع مبلغ سنوي ثابت، يتحمل فيه مدير الجمارك الفارق إذا نقصت الإيرادات، ويحتفظ بالفائض إذا زادت. وأضاف: كان جدي جاسم أحمد فخرو يعمل بمهنة متسبب يبحث عن الرزق، وكانت أغلب البضائع القادمة من إيران تشمل الأغنام والمكسرات والفواكه وغيرها، وكانت نسبة الجمارك المفروضة تبلغ 2.5 %. يُضيف بوتركي أن جده جاسم فخرو كان يجيد القراءة والكتابة، وقد تولّى إدارة جمارك الخور منذ عشرينيات القرن الماضي حتى منتصف الأربعينيات. وبعد سنوات من العمل، أوصى بتعيين جاسم المعيدي خلفًا له في إدارة الجمرك، ليعود هو وعائلته إلى الدوحة عام 1943، بعدما باع منزلهم في الخور. رحلة العودة إلى الدوحة عن طريق البحر يوضح بوتركي أن الرحلة إلى الدوحة تمت عبر السفن، نظرًا لغياب الطرق البرية المعبدة في تلك الفترة، إذ كان عدد السيارات محدودًا للغاية ولا توجد طرق تربط بين الدوحة والخور. ويشير إلى أن جده بعد عودته إلى الدوحة عمل في الطواشة (تجارة اللؤلؤ)، حيث كانت لديه خبرة كبيرة في هذا المجال واحتفظ ببعض معداته القديمة كتذكارات. أما والد بوتركي، أحمد جاسم فخرو، فقد أرسله والده إلى الكويت ليتلقى تعليمه في مدارسها النظامية، في وقت لم تكن توجد فيه مدارس حديثة في قطر. وبعد عودته، بدأ عمله في شركة النفط في دخان، ثم انتقل إلى جمارك الدوحة التي كانت آنذاك تُدار بشكل موحد مع الموانئ. الوالدة.. قارئة للقرآن وخياطة ماهرة يتحدث بوتركي بفخر عن والدته، التي وُلدت عام 1940 في مدينة الخور، مشيرًا إلى أنها درست وحفظت القرآن الكريم على يد المطوع جابر الحرمي، والذي لم يتقاضَ أجرًا مقابل تعليمها، إذ قال إنها لم تُتعبه في التحفيظ. كانت والدته تقرأ وتكتب، وتعلمت أيضًا الخياطة على ماكينة ما زال يحتفظ بها ضمن مقتنياته. كما يشير إلى أنها كانت دائمة الدعاء للمطوع، وتتصدق باسمه. حصان إبليس.. دراجة التطعيم ضد الجدري يختم بوتركي تصريحاته بذكر قصة رواها له والده عن انتشار مرض الجدري في قطر، حيث كان رجلاً يُدعى علي أسد الأنصاري – من عائلة العوضي – يأتي من الدوحة إلى الخور على ظهر دراجته الهوائية (السيكل) ليقوم بتطعيم الأهالي ضد المرض. وكان الأنصاري يحمل شنطة تحتوي على أدواته، ويستخدم إبرة واحدة يقوم بتعقيمها عبر تسخينها على الجولة – موقد النار – قبل كل تطعيم. بفضل الله، ثم هذه الجهود، نجا الكثير من الناس من الوباء، وكان أهل الخور يندهشون من الدراجة التي لم يألفوها، فأطلقوا عليها اسم حصان إبليس تعبيرًا عن دهشتهم وربما خوفهم من غرابتها آنذاك. سنة المطرة العودة.. أمطار أغرقت الدوحة يتحدث بوتركي عن واحدة من أبرز الكوارث الطبيعية التي شهدتها البلاد، وهي أمطار عام 1964، والتي عُرفت شعبيًا بـسنة المطرة العودة. حيث استمر المطر في الهطول 13 يومًا متواصلة ليلًا ونهارًا، ما أدى إلى غرق أجزاء واسعة من الدوحة، وخاصة سوق واقف، وانهيار العديد من المنازل، خصوصًا تلك المبنية من الطين والحصى والدنجل. ويستذكر أن بعض البيوت انهارت كليًا، وارتفع منسوب المياه داخل البيوت، فلجأ الناس إلى تكديس الفُرُش فوق بعضها لتفادي البلل والغرق. وفي ظل هذه الظروف، انتقل بوتركي مع عائلته للإقامة في منزل خاله المسلح، والذي وفر لهم الأمان من السيول. ويذكر أنه في خضم الأزمة، طُلب من الشيخ عبدالله بن زيد أداء صلاة الاستسقاء لوقف المطر، وبعد الصلاة، بفضل من الله، توقفت الأمطار. يشيد بوتركي بالدور الكبير الذي قام به الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني آنذاك، حيث قام بفتح المدارس لإيواء المتضررين، وأشرف بنفسه على عمليات الإغاثة. فتم إعداد ثلاث وجبات يوميًا تطهى في قسم التغذية الداخلي، كما نُصبت خيام داخل المدارس لإيواء الأسر المنكوبة. وبعد انجلاء الأزمة، وجّه حاكم قطر الشيخ أحمد بن علي آل ثاني الجهات المختصة إلى ترميم منازل المواطنين وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم، في لفتة تجسّد روح التكاتف بين القيادة والشعب. حادثة البوم المحروق خلال الحرب العالمية وفي سياق الذكريات، يروي بوتركي قصة البوم القطري المحروق كما نقلها الآباء، وهي سفينة كانت تُبحر قرب السواحل الهندية خلال الحرب العالمية الثانية. وبدلًا من رفع العلم الأبيض – كإشارة للحياد – رفع البحارة العلم الأسود عن طريق الخطأ، مما تسبب في استهدافهم من قبل غواصة ألمانية أطلقت طوربيدًا أغرق السفينة. أسفرت الحادثة عن وفاة عدد من البحارة، بينما نجا آخرون ووصلوا إلى سواحل الهند، حيث مكثوا هناك لفترة قبل أن يعودوا إلى قطر. مقبس عوض اليامي.. إرث من الحكمة ويختم بوتركي بسرد عن إحدى مقتنياته الشخصية النادرة، وهو مقبس عوض اليامي، نسبة إلى أكبر معمّر في مدينة الخور، والذي بلغ عمره عند وفاته 135 عامًا. وكان يُعد من رموز الحكمة والخبرة في المجتمع المحلي، وله العديد من القصص والحكايات التي تُروى جيلًا بعد جيل. قائلاً: أهدى المقبس – الذي صنعه بيده – إلى جدتي أم والدتي، وقد استعملته، وما زلت أحتفظ به في متحفي الشخصي كأحد الكنوز الشعبية التراثية. - أحمد إبراهيم عبيدان: رمضان توثيق لعرى الأُخوّة بين الجيران والأحبّة استهلَّ السيد أحمد إبراهيم عبيدان فخرو حديثه قائلاً: إن شهر رمضان المبارك في قطر كان - ولا يزال - زمناً تُسكب فيه البركات، وتتجلّى فيه أسمى معاني التآلف والمحبة. ففي حيّ الجسرة خلال حقبة الستينيات، كنا نعيش أجواء روحانيةً فريدة، تُجسّد أصالة المجتمع القطري وتقاليده الراسخة. كانت الحياة آنذاك بسيطةً نقية، فكان رمضان موسمَ تلاقٍ للقلوب، وتوثيقٍ لعرى الأُخوّة بين الجيران والأحبّة. ثم أردف متأملاً: تلك الذكريات العطرة ما زالت محفورةً في صدور جيلنا، ننقلها بكل حبٍ للأجيال الصاعدة، لتبقى شعلةُ التراث متّقدةً في وجدانهم. مشاهد لا تُنسى من رمضان الجسرة استحضر فخرو ذكرياته قائلاً: أذكر جيداً كيف كان الأهالي يتسابقون إلى موائد الإفطار الجماعي، حيث تتناثر روائح الأطباق التقليدية الشهية كالثريد والهريس واللقيمات، كأنها أنغام في سيمفونية الكرم. كانت النساء تتعهّد إعداد تلك الأطعمة بحنوٍّ في البيوت، بينما يلتئم الرجال حول الموائد في المجالس أو في أفنية المساجد، وكأنهم أسرة واحدة. بيوت الله.. منارات الهدى في ليالي رمضان وتعطّف صوته وهو يصف دور المساجد قائلاً: كانت المساجد تُضيء ليالي رمضان بأنوار الإيمان، فبعد الإفطار، نهرع إلى صلاة التراويح التي تملأ الأرواح طمأنينة. وكانت حلقات الذكر والدروس الدينية تُحيي القلوب، كما كان حضور قرّاء الأزهر العظام - كالشيخ عبد الباسط عبد الصمد والحصري والطبلاوي - يُضفي على المكان هيبةً وقداسة، فكان الناس يفدون من كل حدب ليَشرفوا بسماع تلاواتهم الخاشعة. بين الجدران.. زيارات تُذيب المسافات انطلق في سرد ذكرياته بحنين: ما إن تنجلي موائد الإفطار، حتى تبدأ بيوت الجسرة بالترحيب بالزائرين، فيجتمع الأحبّة حول فناجين القهوة العربية وأطباق الحلويات الشعبية. كانت تلك الأمسيات تُذكّرنا بأن رمضان ليس شهر الجوع فحسب، بل هو شهر التلاقي وتجديد أواصر المودّة. وأضاف بفخر: لم يكن الجوع يعرف طريقاً إلى بيتٍ في رمضان، فالأسر الميسورة كانت تتنافس في إطعام الفقراء وإغاثة المحتاجين. لقد كان العطاء جزءاً من هويتنا، كالنسيم العليل الذي لا يُحجب. فرح يعلن عن براءته ابتسم وهو يتذكر: كانت ليالي رمضان تُشعل حماسة الصغار، فبعد الإفطار يملأون الأحياء بضحكاتهم، وهم يلعبون 'التيلة' و'البلبول'، وكأنهم يُحيون تراث الأجداد بأقدامهم الصغيرة. كانت تلك الألعاب البسيطة تُنسج ذكرياتٍ لا تُقدّر بثمن. أسواق رمضان.. عرس من الألوان والأصوات استعاد صورة الأسواق قائلاً: قبيل رمضان، تتحوّل أسواقنا - وخاصة سوق واقف - إلى لوحةٍ حيّة، حيث يتبارى الباعة في عرض بضائعهم من التمور والأرز واللحوم. وكم كانت لذيذة تلك الأيام حين كنّا نتجوّل في شارع الكهرباء، نقتني القطايف والكنافة، ثم نعود بعد المغرب لنلتهم الكباب الذي ذاقه لن يعود أبداً. أغنية الطفولة التي لا تُنسى أما الكرنقعوه، فكانت احتفالية خاصة بنا نحن الصغار. كنا نعدّ أكياسنا قبل أيام، وأذكر أن والدي - رحمه الله - أهداني حصاتين (صميّ) لأقرع بهما وأنا أشدو: 'كرنقعوه كرقاعوه.. عطونا الله يعطيكم، بيت مكة يوديكم!' كانت المنافسة بيننا حميمةً، فكلٌّ منا يريد أن يعود بكيسه ممتلئاً بالحلوى، لكنّ الذكريات التي جمعناها كانت أحلى من كلّ شيء. فرقة الأضواء القطرية أقدم فرقة أهلية وتابع: كما أنني مهتم مع زملائي في الجسرة بالفنون والتمثيل والغناء وكنا مجموعة شبابية قمنا بتأسيس فرقة الأضواء القطرية الموسيقية في أول فبراير من عام 1966م، أذكر منهم عبدالعزيز ناصر، وعبدالرحمن الغانم وعبدالرحمن عبدالله درويش، والمطرب إبراهيم علي ومحمد حسن مفتاح، ومحمد أحمد عنبر، وكان هدفنا هو إحياء التراث القطري واكتشاف وتطوير المواهب الفنية، وتعزيز الهوية الثقافية القطرية، وكان هناك دستور للفرقة . وكـانـت هـذه الـفـرقـة تعتمد فـي ميزانيتها عــلــى اشـــتـــراكـــات أعــضــائــهــا، ويـقـتـصـر نـشـاطـهـا عــلــى حــفــلات الـــــزواج بـأسـعـار رمـزيـة، بمشاركة مطربين مـن أمـثـال: علي عــبــدالــســتــار، والـــراحـــل فـــرج عـبـدالـكـريـم، ومحمد جولو، والمنولوجست عبدالرحمن عبدالله درويش، والمرحوم سالم تركي والمطرب عبدالحليم الذي اشتهر بأغنيات عبدالحليم حافظ وغيرهم. وأضاف: كانت لي فقرة غنائية خاصة بالمطرب السوري فهد بلان، وكذلك كنت أقوم بتمثيل أدوار متعددة، وكنا نشارك في إحياء الحفلات الغنائية والتمثيل في المناسبات الرسمية والأعياد وإحياء ليالي الأفراح، ونمثل جميع الأدوار حتى الأدوار النسائية لأنه لم تكن في تلك الفترة ممثلات بسبب العادات والتقاليد، واستمررت معهم حتى عام 1970م. فرق الكشافة في الستينيات كانت هواياتي ونشاطاتي متعددة حيث شاركت في فترة الستينيات مع فريق الكشافة، وكنت نشطاً، وأذكر غنيت على مسرح الكشافة في معسكر رأس أبوعبود، وكان يغني معنا في تلك الفترة المطرب عبدالله بالخير، وكنا نمثل ونغني ونرف عن الكشافة وكذلك الحضور الكبير الذي يأتي من كل المناطق، كانت هناك جريدة يومية نستمتع بقراءتها، وكذلك نشاطات البحث عن الكنز ونشاطات رياضية ومسابقات، وفي آخر المعسكر تم منحي (كاميرا) تصوير كهدية على نشاطي، وقد فقدت هذه الكاميرا في تلك الرحلات مع الشباب. أبكي على البمبر آه يا زمن وعن ذكرياته في شجرة البمبر يقول: كانت بيوت قطر القديمة توجد بها شجرة البمبر وموطنها الأصلي في مناطق شرق حوض البحر الأبيض المتوسط، الممتدة إلى شرق الهند، وانتقلت للدول العربية وخاصة دول الخليج، وتزرع في قطر، ولها فوائد عديدة، ويقال تحتوي البمبره على كمية كبيرة من العناصر الهامة والمركبات النباتية التي تعزز من إدرار البول، وبالتالي التخلص من السموم والسكريات الزائدة في الجسم. ويساهم البمبر في ضبط مستويات السكر في الدم بشكل طبيعي. ويمتلك البمبر خصائص مضادة للسكر، ما يجعله مفيداً لمن يُعانون اضطرابات في سكر الدم. وكذلك مفيدة لعلاج الأرق وغيره من الأمراض، آه كما أن الأطفال يلعبون بالنوة، ويضربونها في الجدار وتلصق، كما كنا نستخدمها في لصق الصور، وبصراحة طعمها لذيذ ومفيدة للصدر كما يقول الأهل، كما تتميز البيوت القطرية بشجرة السدر والتي نستفيد من ثمارها في الأكل، والأوراق يغسل بها شعر الرأس قديما قبل ظهور الشامبو.

746

| 25 مارس 2025

محليات alsharq
مجلس إحياء التراث.. منارة ثقافية على ضفاف الخور

في قلب مدينة الخور، وعلى ضفاف الذاكرة القطرية، يشعّ مجلس إحياء التراث كمنارة ثقافية أصيلة، حملت على عاتقها مهمة حفظ الموروث الشعبي وتوثيق الحكاية القطرية منذ بداياتها الأولى. تأسس هذا المجلس على يد الراحل إبراهيم بن علي المريخي (رحمه الله)، أحد أبرز عشّاق التراث الذين نذروا حياتهم لصيانة الجذور ونقلها للأجيال، لا كأطلال تروى، بل كنبض حيّ متجدد. هنا، لا يُعرض التراث بوصفه ماضيًا ساكنًا، بل يُستحضر بكل حيوية عبر فعاليات تُزاوج بين عبق الأصالة وروح العصر، فتمتد الجسور بين الزمنين ليبقى التاريخ حاضرًا في الوجدان والوجوه. يحتضن المجلس بين جنباته مقتنيات نادرة تحكي قصة الإنسان القطري؛ من الأدوات والملابس والأسلحة، إلى المجوهرات والوثائق التي توثق مراحل الحياة القديمة وتفاصيلها الدقيقة. أما الورش والمحاضرات، فهي نبضه التربوي والثقافي، ترسّخ في نفوس الشباب أن الهوية ليست إرثًا نُعلق عليه الصور، بل روحًا نعيش بها ونتنفسها. وقد جسّد الراحل المريخي رؤيته هذه في كل زاوية من زوايا المجلس، فكان الحارس الأمين للذاكرة، والساعي الدؤوب لجعل التراث حيًا ومُلهمًا في زمن الحداثة المتسارعة. ومن هنا، بات مجلس إحياء التراث قبلةً للزائرين والمهتمين، من داخل قطر وخارجها، ومقصدًا لمن يبحث عن المعنى العميق للانتماء والهوية. وفي شهر رمضان المبارك، كانت الشرق هناك، حيث التقت برواد المجلس وشاركتهم لحظات تستعيد الزمن الجميل، وتؤكد أن للتراث مكانًا في الحاضر، كما كان له مجد في الماضي. - جاسم بن إبراهيم المهندي:نكتب حباً للوطن... وننقل تراث الأجداد كما سمعناه في مجلسه العامر بمدينة الخور، استقبلنا الباحث والمؤلف جاسم بن إبراهيم المريخي المهندي، الذي خصّ الشرق بحديث رمضاني دافئ، يجمع بين عبق التراث وصفاء الروح. في بداية اللقاء، عبّر عن خصوصية هذا الشهر في حياته، حيث يحرص على تكريس جلّ وقته للعبادة والتفرغ للتقوى. وقال: رمضان هو موسمي الروحي، أقضيه في قراءة القرآن الكريم، وأحرص على الختمات المتعددة، كما أداوم على الصلاة جماعة في المسجد، وأواصل صلة الرحم وزيارة المجالس، ولا أغفل عن أعمال الخير. • رحلة مع الكتب وللمريخي باع طويل في البحث والتأليف، إذ صدر له مع شقيقه الباحث سلطان المريخي المهندي كتابان مميزان: الكنز ومدينة الخور القديمة. في هذين العملين، وثّقا صفحات مشرقة من تاريخ مدينة الخور وحكايات أهلها. يقول المريخي: نحن نكتب حبًا في هذا الوطن، وشغفًا بتراثه. نرغب أن نوصل الصورة للأجيال القادمة كما رواها لنا الآباء والأجداد. • التجارة قبل النفط... بداية الفكرة وحول مشروعه البحثي القادم، روى لنا قصة الفكرة التي نبتت من الذاكرة الشعبية، وتحوّلت إلى مشروع توثيقي جادّ. كنا نسمع دومًا من كبار السن عن التجارة في الخور القديمة، وعن السفن الشراعية التي كانت تصل إلى شواطئها. راودتنا الفكرة بأن نكتب عن التجارة الخارجية في الخور قبل النفط، ثم تطورت لتشمل قطر كلها في تلك الحقبة. بدأنا بوضع الخطوط العريضة، وانطلقنا في رحلة بحث طويلة. • ذاكرة حيّة ورحلة إلى زنجبار وكان منطلق البحث لقاء مع رجل مُعاصر يملك ذاكرة غنية بالمعلومات، ساعدهم في استجلاء تفاصيل دقيقة عن حركة السفن والتجار. أخبرنا عن رحلاتهم إلى أماكن بعيدة مثل زنجبار، ممباسا، وسقطرى... قررنا أن نسافر بأنفسنا إلى زنجبار، وكانت رحلة استكشافية دامت سبعة أيام، هدفها التوثيق والمعاينة عن قرب. • الأرشيف والمصادر البشرية لم تكن التجربة خالية من التحديات. فبالرغم من زيارة الأرشيف الوطني لزنجبار، إلا أن موارده كانت محدودة. وقال:قضينا فيه أربع ساعات نبحث عن الوثائق التي تخدمنا، لكنها لم تكن كافية. لاحقًا، استضافنا الشيخ مسعود الريامي، وساعدنا في الوصول إلى بعض المصادر الشفهية، لكننا فوجئنا أن أحد أبرز المعاصرين الذين أردنا لقاءهم، وهو هاشم باهارون، قد توفي قبل 12 عامًا. • تنوّع سكاني وغنى ثقافي في زنجبار، التقى المريخي بالمؤرخ رياض بن عبدالله البوسعيدي، الذي أضاء على التنوع الثقافي واللغوي في الجزيرة. أخبرنا أن زنجبار مجتمع مختلط من العرب وغير العرب، ويتحدثون السواحلية، وهي لغة أهل الساحل الأفريقي الممتد من الصومال حتى موزمبيق. الجولة في زنجبار لم تقتصر على المقابلات والوثائق، بل شملت الطبيعة والمزارع، حيث اكتشف الباحث أصنافًا مميزة من المحاصيل. وأضاف: شاهدنا مزارع القرنفل والفانيليا، وزرنا شجرة مانجو عملاقة تُنتج كميات هائلة من الثمار. كما تعرفنا على صناعة الحبال من ثمرة النارجيلة، والخشب المستخدم في السفن، مثل الدنجل والبامبو، وهو خشب كثير الاستخدام في مدينة الخور. • 5 أسواق نشطة وروابط قديمة ختم المريخي حديثه بالإشارة إلى السوق التاريخي المعروف بـفرضاني، حيث كانت تُكدّس البضائع في انتظار التجار القادمين من الخليج، وعلى رأسهم الكويتيون. كما زرنا منطقة تُدعى سيمبا أرونغا، التي تشتهر بأجود أنواع الأخشاب. أكثر السفن التي كانت تصل آنذاك هي السفن الكويتية، تنقل البضائع إلى الخليج، وهو ما يدل على الروابط التجارية العريقة بين ضفتي الخليج والمحيط. - مقلد بن سلطان المريخي: الحر عينه ميزانه وأنا عاشق للمقناص والطيور تحدث الطالب مقلد بن سلطان المريخي، طالب الأمن السيبراني في جامعة لوسيل، عن كيفية تنظيمه للوقت خلال شهر رمضان المبارك، مؤكدًا حرصه على الموازنة بين الدراسة والعبادة والهوايات التي يعشقها منذ الصغر. وقال: بالنسبة لتنظيم الوقت في شهر رمضان، فأنا طالب علم ولديّ العديد من الهوايات، لذا أحرص على توزيع وقتي بشكل منظم. وكما تعلمت من أهلي وأجدادي، أخصص وقتًا لقراءة القرآن الكريم، وأعمل على ختمه أكثر من مرة خلال الشهر الكريم، إلى جانب الإكثار من العبادة وصلة الرحم وزيارة الأقرباء. وأشار إلى أهمية تخصيص وقت للدراسة والالتزام بمتطلبات الجامعة، مضيفًا: الدراسة أولوية، وأحرص على أداء ما يُطلب مني في الجامعة، لكنني أيضًا لا أتنازل عن ممارسة هواياتي، وعلى رأسها مقناص الطيور. تحدث المريخي عن تعلقه بهواية تربية الصقور والقنص، وارتباطها بالذاكرة العائلية والبيئة القطرية، قائلاً: ورثت هذه الهواية عن أجدادي وآبائي، فمنذ أن كنا صغارًا كان والدي يأخذنا معه إلى المقناص، ويعلمنا كيفية التعامل مع الصقور. أحببنا هذه المهنة، وعشقناها حتى أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية. وأوضح أن هواية القنص ليست مجرد ترفيه، بل تُعلّم الشباب صفات مهمة كالصبر والشجاعة والحدس القوي. وأشار المريخي إلى أن أجمل ما في شهر رمضان هو التجمع الشبابي الذي يحرص عليه هو وأصدقاؤه، سواء في المجالس بعد العشاء أو في منطقة النوف عصرًا، حيث تُقام جلسات الدعو التي يشارك فيها شباب من مختلف مناطق قطر. وختم تصريحه بتوجيه الشكر للجهات الرسمية التي تدعم هذه الهواية. - سلطان بن إبراهيم المهندي: الكنز ومدينة الخور القديمة يوثقان الذاكرة الشعبية في حديث خاص لـ الشرق، فتح الباحث والمؤلف سلطان بن إبراهيم المريخي المهندي صفحات الذاكرة البحرية، وسبر معنا أغوار الطبعة الجديدة والمنقحة من كتابه الشهير الكنز، الذي صدر أول مرة عام 2013، ليعود اليوم بثوب أكثر عمقًا وثراءً، وقد تغيرت ملامحه كثيرًا، ليس فقط في الشكل، بل في المضمون والمصادر. وقال: الطبعة الجديدة من الكنز ليست مجرد إعادة نشر، بل هي ثمرة مراجعة دقيقة، وإضافة معلومات تاريخية وشهادات شفاهية جديدة تُثري الكتاب وتمنحه بُعدًا أكثر توثيقًا وواقعية. • من ذاكرة الأب... إلى صفحات الكنز أصل الفكرة لم يكن بحثًا أكاديميًا باردًا، بل نبتت من روايات الوالد الراحل إبراهيم بن علي المريخي المهندي، أحد رجالات الغوص الذين عاشوا التجربة وعايشوا البحر في عمقه وموجه. هكذا بدأت البذرة، وشيئًا فشيئًا، تحولت إلى عمل بحثي متكامل، يستند إلى المصادر الشفاهية كعمود فقري، ويُعيد صياغة تلك الحكايات بصيغة علمية وإنسانية في آن واحد. • كتاب يشرح الغوص... خطوة بخطوة يُعد كتاب الكنز أحد المراجع المتخصصة في مهنة الغوص والبحث عن اللؤلؤ، وقد أولى اهتمامًا دقيقًا بتفاصيل الحياة اليومية على ظهر السفينة، والعلاقات الإنسانية التي نسجها البحارة في خضم المعاناة والتحديات. وفي هذا الصدد يقول سلطان المريخي: الكتاب لا يكتفي بسرد المهنة، بل يشرحها خطوة بخطوة؛ من لحظة 'الدشة' وحتى 'القفال'. يوضح دور كل فرد على ظهر السفينة، ويصف المجتمع الصغير الذي تكوّن على ظهرها، باتفاقات وأعراف امتدت لمئات السنين. تتوالى التفاصيل في الكتاب كما لو أنها مشاهد سينمائية منسية؛ حيث تبدأ طقوس الغوص يوميًا بعد صلاة الفجر، بفلق المحار المتبقي من صيد الأمس، ثم مع بزوغ الشمس يرفع النوخذة المجاديف بزاوية 45 درجة، علامة الانطلاق نحو الأعماق. وقال: في تلك اللحظة يأمر النوخذة الغاصة بالنزول إلى الماء. يُقسّم عليهم الأدوار فيما يُعرف بـ 'اقحمه'، وهي أشواط الغوص التي تتوزع على مراحل اليوم. لا مجال للراحة... فحتى من يصعد من الماء يبدأ بفلق المحار، وهكذا تستمر دورة الجهد والعطاء. • وثائق نادرة وشهادات شفاهية ولأن التاريخ لا يُكتمل بدون الوثيقة، ضمّنت الطبعة الجديدة عددًا من الوثائق التاريخية النادرة، إلى جانب أقوال الرواة من مجتمع الخور، لتشكّل فسيفساء حقيقية تعكس روح تلك المرحلة. أردنا أن نقدّم شيئًا مختلفًا للقارئ: سرد حيّ مدعوم بالوثائق والصور وشهادات من عاشوا تلك الفترة، ليكون 'الكنز' كتابًا يُقرأ بعين الباحث وقلب المحب. •رجال الغوص.. تاريخ مشرف في ختام حديثه، أكد سلطان المريخي أن هذا الكتاب هو رسالة وفاء لرجال البحر الذين أخلصوا لعملهم رغم قسوته، وواجهوا المخاطر من أجل لقمة العيش، قائلاً: الكتاب يُظهر معدن أولئك الرجال، السواعد السمر الذين صبروا وكافحوا وكانوا حكماء شجعانًا، لا لشيء إلا ليُسعدوا أهلهم ويبنوا وطنًا رغم شح الإمكانيات... هذه رسالتنا للأجيال: أن يعرفوا تاريخهم، وأن يدركوا كم عانى أجدادهم ليحصلوا على حياة كريمة. - عبدالعزيز المهندي: تكريم سمو الأمير لحظة لا تُنسى عبّر الطالب عبدالعزيز بن محمد المهندي، الحاصل على نسبة 99.44% والمركز الأول على القسم الأدبي في المرحلة الثانوية، عن سعادته البالغة بهذا الإنجاز، مؤكدًا أن لحظة التكريم من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، كانت محطة فارقة في حياته الأكاديمية والشخصية. وقال المهندي لـ الشرق: لقد كنت سعيدًا جدًا بتحقيق هذه النسبة والمركز الأول، لكن فرحتي تضاعفت عندما تلقيت اتصالًا من الديوان الأميري، ودُعيت إلى التكريم من قبل سمو الأمير – حفظه الله – في لقاء لن أنساه ما حييت. وتحدث المهندي عن تجربة زيارة الديوان الأميري، قائلًا: كانت تجربة استثنائية، فهي المرة الأولى التي أدخل فيها الديوان الأميري، وقد شعرنا جميعًا بالفخر والسعادة بلقاء سمو الأمير في هذا الصرح الوطني العظيم. تلك اللحظة ستبقى محفورة في ذاكرتي. وأشار إلى أنه بعد تخرجه من المرحلة الثانوية، تم توظيفه في قطر للطاقة، كما تم ابتعاثه لاستكمال دراسته الجامعية في تخصص الهندسة الميكانيكية في جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا. أما عن أجواء شهر رمضان، فقد وصفها المهندي بالروحانية والدافئة، مشيرًا إلى حرصه على استثمار هذا الشهر في العبادة والتواصل الأسري. في رمضان، نُكثر من قراءة القرآن، ونسعى لختمه أكثر من مرة، ونحرص على أداء الصلوات في أوقاتها، وخصوصًا في المساجد. كذلك نحرص على زيارة الأهل والأقارب وصلة الرحم، ونلتقي كأسرة يوميًا على مائدة الإفطار. وأضاف: بعد الإفطار، نسهر أحيانًا مع الأصدقاء، وأخصص وقتًا لممارسة الرياضة للحفاظ على النشاط البدني خلال الشهر الفضيل. - إبراهيم المريخي: لا أتابع القنوات الفضائية في رمضان أكد الطالب إبراهيم بن جاسم المريخي، المتخصص في أمن المعلومات (سايبر سيكيورتي) بكلية المجتمع، أنه يحرص خلال شهر رمضان على الالتزام بالعبادات واتباع النصائح التي نشأ عليها في بيته، وفي مقدمتها الصوم بخشوع، وصلة الأرحام، والإقبال على قراءة القرآن الكريم. وقال في حديثه لـ الشرق: لقد تعلمت من نصائح والدي أهمية استغلال شهر رمضان في الطاعات، وأحرص على ختم القرآن الكريم وأداء الصلوات في أوقاتها، إلى جانب زيارة الأقارب والتواجد على مائدة الإفطار مع الأسرة في جو عائلي إيماني. وعن موقفه من البرامج التلفزيونية في رمضان، أوضح المريخي أنه يتجنب متابعة أغلب القنوات الفضائية خلال هذا الشهر، معتبرًا أن الكثير مما يُعرض لا ينسجم مع روحانية رمضان. كما أشار المريخي إلى شغفه بالبحر وهواية صيد الأسماك، التي قال إنها جزء من إرث عائلي راسخ. - خالد حسن الهيل: والدنا غرس فينا القيم الإسلامية تحدث أحد رواد المجلس الذي يدرس خارج قطر خالد حسن الهيل قائلاً: أنا طالب مبتعث إلى إسبانيا، ولقد تعلمت دراسة اللغة الإسبانية وهي ليست صعبة مع الممارسة كما يعتقد البعض، وانا مقبل على الدخول في الجامعة وذلك لدراسة العلاقات العامة، ووزارة الخارجية في قطر تحتاج إلى طلاب يتحدثون عدة لغات غير العربية والانجليزية.وأضاف: نبذل قصارى جهدنا من أجل الاستفادة ورفع اسم وطننا الغالي قطر، كان والدنا يحرص على تعليمنا على الصلاة والصيام والعبادة وصلة الرحم، ويأخذنا معه لتأدية صلاة الفجر عندما كنا صغارا وغرس فينا القيم الإسلامية والمحافظة على العادات والتقاليد واحترام الكبار والصلاة في أوقاتها. - علي بن سلطان المريخي: كتبت مرثية في الطير انتشرت بسرعة الصاروخ من جانبه، تحدث الطالب في الثانوية علي بن سلطان المريخي الملقب بالشاعر، قائلاً: أنا من هواة الشعر النبطي، منذ عشر سنوات أجيد كتابة الشعر، وأول قصيدة كتبتها بمساعدة الوالد كان عمري (11) سنة، وكان لدى أخي إبراهيم طير ومات وتأثرنا كثيراً وحزّنا على فراقه، جلست في عزبة سمسمه أفكر وسرح خيالي حتى كتبت قصيدة عبارة عن مرثية، وانتشر الفيديو العفوي على وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة الصاروخ ووصل للسودان.وتابع: وصل الخبر للشيخ عبدالعزيز بن سعود آل ثاني الذي يملك نوادر الطيور، وأهداني طير حر أشقر تقدر قيمته بحوالي (100) ألف ريال قطري، كتقدير لي وتعويضا عن الطير اللي مات، وقد كتبت قصيدة بذلك، وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا أعطاني دافعا معنويا وحفزني ورفع روحي المعنوية عالياً. - إبراهيم المهندي: رمضان فرصة للعبادة وتنظيم الوقت أكّد الطالب إبراهيم المهندي، المتخصص في الأمن السيبراني بجامعة لوسيل، أن هذا المجال يُعد من أكثر التخصصات أهمية في ظل الطفرة التكنولوجية وثورة المعلومات التي يشهدها العالم. وقال في حديثه لـ الشرق: الأمن السيبراني أصبح مجالًا حيويًا، خاصة مع اعتماد معظم دول العالم على التكنولوجيا في مختلف القطاعات والخدمات. الحاجة لحماية المعلومات والبيانات من اختراقات القراصنة 'الهكر' باتت أولوية قصوى. وحول دراسته في جامعة لوسيل، أوضح المهندي أن البرنامج الأكاديمي في مجال الأمن السيبراني يتكون من أربعين مادة، منها 12 مادة متخصصة في المجال. وأشار إلى أن المركز الوطني للأمن السيبراني يقوم بدور محوري في حماية الأنظمة وتطويرها، إضافة إلى وجود مركز تدريبي خاص بالطلبة لتعزيز المهارات العملية وتأهيلهم لسوق العمل. وفيما يخص أجواء شهر رمضان، تحدث المهندي عن حرصه على التفرغ للعبادات وتنظيم الوقت بطريقة متوازنة. وختم حديثه بالإشارة إلى أهمية الأجواء العائلية في هذا الشهر الكريم، قائلاً: نجتمع يوميًا على مائدة الإفطار مع الأهل، وهي لحظة تجمع بين الألفة والروحانية التي يُميز بها رمضان عن سائر الشهور.

556

| 23 مارس 2025

محليات alsharq
مجلس أهل قطر.. حنين يتجدد في ليالي رمضان

في قلب العاصمة الدوحة، يقف سوق واقف شامخًا كأحد أعرق المعالم التاريخية التي تستحضر روح الماضي الجميل، حيث يمتزج فيه الحاضر بالماضي، وتُعيد أزقته الضيقة وحجارته القديمة رسم ملامح الحياة القطرية الأصيلة. لأكثر من قرن من الزمان، ظل السوق مركزًا نابضًا بالحياة، يجمع بين التجارة والتواصل الاجتماعي، حيث كان ملتقى للتجار والمواطنين، وميدانًا للتبادل الثقافي والتجاري الذي صاغ ملامح الحياة القطرية على مر العصور. إن الطابع المعماري التقليدي، برواشنه الخشبية وأقواسه الحجرية، يمنح الزائر إحساسًا دافئًا بأنه في حضرة التاريخ الحي الذي لا يزال ينبض بالحياة رغم تعاقب الأزمنة. وخلال شهر رمضان المبارك، حطت صحيفة الشرق رحالها في أحد أركان السوق، حيث يقع مجلس أهل قطر في منطقة الجسرة، وهو مجلس يجمع بين عبق الماضي وحديث الحاضر، حيث التقت بعدد من رواده الذين سردوا حكايات رمضانية تنبض بالشوق والحنين لأيام الطفولة والماضي البعيد. التقت الشرق بعدد من رواد المجلس، رجال الزمن الجميل وتجار السوق المخضرمين، الذين لا يزال بعضهم متاجرهم قائمة على مقربة من مجلس أهل قطر. حيث يحتفظون بذكريات رمضان كما لو كانت بالأمس القريب. بروح مشبعة بالحنين، يروون لنا كيف كان رمضان زمن الطفولة أكثر دفئًا وألفة، وكيف كان الجميع ينتظر قدومه بشوق ولهفة، حيث تجتمع العائلات حول موائد الإفطار، وتدوي أصوات المدفع عند القنصلية البريطانية معلنة وقت الإفطار، فيما كان الأطفال يطوفون مع المسحر مرددين نداءاته الشهيرة التي كانت توقظ النائمين للسحور. وبين ضرب الهريس، وملاحقة شظايا المدفع، تظل تلك الأيام محفورة في الذاكرة، كشاهد على رمضانات لن تعود، ولكن تبقى تفاصيلها خالدة في القلوب. - عبدالعزيز الجيدة:موائد رمضان في الجسرة كانت تمتد من بيت إلى بيت عبدالعزيز بن عبدالرحمن الجيدة هو من رجال الزمن الجميل وهو من تجار السوق ويوجد محله بالقرب من مجلس أهل قطر، يعشق الرياضة بصفته لاعب سابقاً بنادي الجسرة ويعشق الثقافة والفن، وما زال يحضر مباريات المنتخب، وتحدث لنا عن أجواء رمضان أيام زمان في منطقة الجسرة. وأكد عبدالعزيز الجيدة، أن رمضان في الماضي كان مختلفًا تمامًا عن اليوم، حيث كان يحمل طابعًا خاصًا يمتزج فيه الترابط الأسري، والبساطة، والروحانية. وأوضح أن الجميع كانوا ينتظرون قدومه بشوق ولهفة، لما يحمله من خير وبركة ومغفرة ورحمة، مضيفًا أن تلاوة القرآن كانت من العبادات الأساسية التي يحرصون عليها، حيث اعتادت العائلات على ختم المصحف أكثر من مرة خلال الشهر الفضيل، وإهداء ثوابه للأموات ليلة السابع والعشرين. • رمضان في الجسرة وتحدث الجيدة عن الأجواء الرمضانية في الجسرة، مشيرًا إلى أن الإفطار العائلي كان من الطقوس الثابتة، حيث كانت العائلات تجتمع في البيت الكبير وسط أجواء من الألفة والمودة. وأضاف قائلًا: كنا بعد صلاة التراويح نخرج إلى السوق لشراء الكباب، وكان له طعم مميز لا يُنسى. كنا ننتظر أن يمنحنا الوالد روبتين لنشتريه، وكان ذلك من أكثر لحظات رمضان بهجةً بالنسبة لنا. • المسحر فيروز ولم تكن ليالي رمضان تخلو من الطقوس المميزة، حيث أشار الجيدة إلى أن المسحر (فيروز) كان يجوب الأحياء بطبلته الشهيرة، مرددًا نداءه المعتاد قم يا نايم.. وحّد الدايم، مضيفًا أن الأطفال والشباب كانوا يرافقونه في جولاته حتى الفجر، على الرغم من أنهم كانوا يذهبون إلى المدرسة صباحًا. وفي حديثه عن الأجواء الرمضانية الفريدة، استذكر الجيدة مدفع الإفطار الذي كان متمركزًا عند القنصلية البريطانية بجوار برج الساعة، موضحًا أن الشباب كانوا يتجمعون حوله قبل أذان المغرب، وعند انطلاقه كانوا يتسابقون لالتقاط الشظية الحمراء، رغم أنها كانت تحرق الأيدي، إلا أن الفوز بها كان بمثابة إنجاز يفتخر به صاحبها بين أقرانه، وكان البعض يجمع حصيلة ما حصل عليه من شظايا طوال الشهر. • عبق التراث وروح رمضان وعن الهريس، أكد الجيدة أن تحضيره كان من أبرز الطقوس الرمضانية، حيث تبدأ العائلات بالاستعداد له قبل رمضان، عبر دقّ حبّ القمح في المنحاز، وهي مهمة كانت تتولاها السيدات المتخصصات، اللواتي كنّ يغنين أهازيج تقليدية أثناء العمل لتخفيف عناء المهمة. وأضاف أنه بعد دق الحبّ، كان يتم تنظيفه باستخدام المنسف، ومن ثم يُطحن على الرحا، وهي أداة يدوية تتكون من حجرتين مركبتين فوق بعضهما، يتم تدويرهما باليد لطحن القمح، وبعد ذلك يُخزّن ليتم إعداده خلال شهر رمضان وتوزيعه على الجيران. وأشار الجيدة إلى أن الأطفال كانوا يتحمسون لمرحلة ضرب الهريس، حيث كانوا يتجمعون حول القدر الكبير ليستمتعوا باستنشاق رائحته الزكية، وينتظرون بفارغ الصبر لحظة المضرابة، التي تعني تقليب الهريس وضربه حتى يتماسك، وكان الأطفال يتسابقون للحصول على الورية، وهي القشرة الذهبية التي تتشكل على سطح الهريس أثناء تحضيره، وكانت أشهى ما يمكن تذوقه في تلك الأيام. وأضاف قائلًا: حتى الأطفال غير الصائمين كانوا يتشوقون لرمضان بسبب الهريس، كما كنا نتحمس عندما يطلب منا أهلنا إيصال الأطباق الرمضانية إلى الجيران قبل أذان المغرب، وهو تقليد جميل يعكس روح التكافل الاجتماعي في ذلك الزمن. • شارع الكهرباء.. وجهة رمضان الليلية لم يكن رمضان قديمًا يكتمل دون زيارة شارع الكهرباء، الذي كان الوجهة الأبرز للشباب بعد الإفطار، حيث كان يعجّ بالحركة حتى ساعات متأخرة من الليل. وأوضح الجيدة أن الشارع كان يستقطب الشباب من جميع مناطق الدوحة والمناطق الخارجية، حيث كانوا يتوافدون إليه لاستعراض سياراتهم الجديدة والنادرة، في مشهد يعكس الشغف بالسيارات والتفاخر باقتنائها. • نواطير السوق.. حراس الليل في حديثه عن الأمن في السوق، أشار الجيدة إلى أنه في الماضي لم تكن هناك بنوك منتشرة كما هو الحال اليوم، لذلك كان التجار يحتفظون بأموالهم في محالهم، ما جعل حوادث السرقة أمرًا شائعًا. وأوضح أن الحكومة آنذاك قررت تعيين نواطير السوق، وهم حراس يرتدون اللباس القطري التقليدي، ويحملون بندقية الشوزن على ظهورهم، وكانوا يسهرون لحماية المحلات، مما ساهم في تقليل السرقات بشكل ملحوظ. وأضاف أن من بين النواطير الذين اشتهروا في تلك الحقبة المطرب القطري الراحل سالم فرج، الذي كان إلى جانب كونه مطربًا، إمامًا ومؤذنًا، ناطورًا للسوق، بينما كان المسحر فيروز رجلًا متعدد المهام، إذ كان ناطورًا، ومسحرًا، ومؤذنًا، وحتى طبيبًا شعبيًا يمارس الكيّ بالنار لعلاج المرضى. وختم الجيدة حديثه قائلًا: كنا نحن الشباب نذهب إلى السينما في نادي التحرير الواقع في فريج شرق لمشاهدة الأفلام السينمائية، وعند عودتنا كنا نختصر الطريق بالمرور عبر السوق، حيث كان النواطير يسمعون وقع أقدامنا ويصيحون علينا، فنفرّ مسرعين. • رمضان الماضي.. فرحة خالصة وأكمل بنبرة حنين قائلاً: رمضان في الماضي كان أكثر دفئًا، كانت البساطة تملأ حياتنا، والتقاليد تجمعنا، وكنا نعيش الشهر الفضيل بروح مختلفة. كل شيء كان له نكهة خاصة، من الإفطار الجماعي، إلى صوت المسحر، إلى مدفع الإفطار، إلى لقاءات شارع الكهرباء. كانت أيامًا ذهبية لن تعود، لكنها ستبقى محفورة في قلوبنا، تعيش في ذاكرتنا كلما أطلّ علينا شهر رمضان من جديد. • دورات رمضانية في أم غويلينة كانت هناك دورات رمضانية مثل كرة القدم والطائرة والشطرنج والدومنه والكيرم والبليارد في نادي الجسرة، وكانت هناك مسابقات عديدة، وأذكر كانت اللجنة الرياضية العليا التي سكرتيرها عبدالعزيز فهد بوزوير، والتي تقع في أم غويلينه تقام على ملاعبها في شهر رمضان المبارك دورات كرة الطائرة والسلة وكرة اليد وتنس الطاولة وتحظى بمشاركة أغلب الأندية القطرية. • نادي النصر بدأ من الجسرة وتحدث الجيدة عن الرياضة قائلا: نادي النصر بدأ من منطقة الجسرة وكان يضم مجموعة من القطريين والمقيمين، ثم استلمه الشيخ /‏‏عبدالعزيز بن أحمد آل ثاني، وأحدث فيه تغيرات كبيرة وطفرة في عالم الرياضة منها استعان بمجموعة من أصحاب الخبرة اللاعبين المميزين من خارج قطر مثل جبرا الزرقاء من سوريا، واللاعب المسمى بالنقص من الهند وشيكو ومن السودان وقام بدفع مبالغ نقدية كرواتب والبعض منهم اشتغل في الوزارات وهذه بداية الاحتراف. - عبدالرحمن اللنقاوي: العناية الإلهية أنقذتنا من الغرق في مجلس أهل قطر، حيث يجتمع رجال الزمن الجميل لاستعادة الذكريات واسترجاع تفاصيل الماضي، كان لنا لقاء مع السيد عبدالرحمن بن إبراهيم اللنقاوي، الذي استرجع بحنين كبير أيام رمضان في الجسرة، حين كانت الحياة أكثر بساطة، لكنها مليئة بالتكافل والمحبة. • رمضان الماضي.. بساطةٌ وتراحمٌ تحدث اللنقاوي عن الأجواء الرمضانية في الماضي، قائلاً: رمضان أول كان مختلفًا رغم بساطته، لكنه كان أكثر روحانيةً وقربًا من القلوب. كان الجميع يتسابقون في عمل الخير، فتجد البيوت والمجالس مفتوحة للجميع، والصغار يدخلون إلى كل بيت دون حرج، لأن شعارنا في الجسرة كان التكاتف والتآخي، فالجميع يساعد بعضهم البعض، والموائد تمتد بكرم وتواصل بين الجيران. وأشار إلى أن توزيع الأطباق الرمضانية كان من الطقوس الثابتة، حيث كان الجميع يتشاركون ما لديهم من طعام. • مدرسة الخليج.. منارة تعليم أخرجت عمالقة الفكر وعن ذكرياته الدراسية، استعاد اللنقاوي أيامه في مدرسة الخليج العربي، التي وصفها بأنها منارة علم وإبداع، حيث كان من بين أساتذته علي الأنصاري، الذي كان يحنّط الحيوانات ويقيم معارض تعليمية داخل المدرسة، وجاسم المناعي الذي أشرف على فنون البحر والغوص، حيث قام الطلبة بصناعة سفينة من الفلين وقدموها في عروض سنوية. كما أشار إلى الدور الكبير للأستاذ الفلسطيني خالد نصر، الذي كان يعزف على العود، وكانت أغنيته الشهيرة ودينا على أم غويلينا تُغنى في أروقة المدرسة بحماس منقطع النظير. • بعيدًا عن أعين الأهل.. تعلمت الموسيقى وأتقنت العود وكشف اللنقاوي عن شغفه بالموسيقى منذ الصغر، مشيرًا إلى أنه كان يتعلم العزف على العود والطبول بصحبة مجموعة من الشباب بعيدًا عن أعين الأهل، حيث كانت الموسيقى تُعتبر أمرًا غير مألوف آنذاك. وأضاف قائلًا: كنت أخفي عشقي للفن، وأمارس العزف بعيدًا عن المنزل، حتى أتقنت العود. وعندما ذهبت إلى مصر، اشتريت أول عود لي، لأن مصر كانت ولا تزال مشهورة بصناعة هذه الآلة الموسيقية. وأوضح أنه تعلّم العزف بنفسه وبدون نوتة موسيقية، وكان يشارك في الغناء على مسرح المدرسة والمخيمات الكشفية، حيث تعلم فيها الصبر والاعتماد على النفس. • عشقي للبحر كاد أن يودي بحياتي وعن علاقته بالبحر، قال اللنقاوي: منذ طفولتي، كنت عاشقًا للبحر. كنت أذهب للصيد بالحداق والشباك، وأحب دخول البحر ليلاً، حيث الهدوء والسكون، والتأمل في عظمة الخالق. كنا نخرج في رحلات صيد، نشوي السمك الطازج، ونجلس لساعات مع الأصدقاء نتسامر. ولكن هذا العشق كاد أن يكون سببًا في غرقه، حيث روى واحدة من أخطر المواقف التي مر بها قائلاً: في منطقة النوف، دعانا السيد يوسف بن راشد المسند، وكنا أربعة أشخاص. خرجنا بالطراد في السابعة صباحًا، وكانت المياه هادئة تمامًا، لكن فجأة، انكسر مقود الطراد (السكان)، وانقلب بنا رأسًا على عقب! وأضاف أن الجميع تناثروا في البحر، بينما بقي الطراد يلفّ بجانبهم دون قائد، مؤكدًا أنهم سبحوا لخمس ساعات ونصف في محاولة للنجاة، لكن لم يكن هناك أحد لإنقاذهم، مما جعلهم يقتربون بشدة من الغرق. واستطرد قائلاً: العناية الإلهية أنقذتنا في اللحظات الأخيرة. فجأة، توقف الطراد بعيدًا، وتمكّن أحد زملائنا، وهو عبدالله خليفة المطاوعة، من الوصول إلينا، والحمد لله، لم يُصَب أحد بسوء. لكن تلك اللحظة غيّرتني، وعلمتني أن البحر رغم جماله، يحمل الكثير من المخاطر التي لا يمكن التنبؤ بها. - محمد سالم الدرويش: دوحة الستينيات.. مدينة صغيرة تعج بالحياة تحدث السيد محمد سالم الدرويش، أحد أبناء منطقة الجسرة سابقًا، عن ذكرياته المرتبطة بسوق واقف، ذلك المعلم الذي يحمل بين أزقته عبق الماضي الجميل، حيث كان جده يسكن في الجسرة، بينما انتقل والده إلى فريج الجفيري القريب من السوق، الأمر الذي جعله دائم التواجد في بيت جده، ليعيش تفاصيل الحياة اليومية في السوق بكل ما تحمله من حيوية وتواصل اجتماعي. وأشار الدرويش إلى أن سوق واقف لم يكن مجرد مكان للبيع والشراء، بل كان على مر العصور متنفسًا لأهله وروّاده، وميدانًا تلتقي فيه الوجوه، وتسهر فيه القلوب على دفء الذكريات. وبعد التطوير الذي شهده، تحوّل إلى وجهة سياحية بارزة، يقصده الناس من كل حدبٍ وصوب، حيث أصبح نقطة التقاء للأصدقاء والزائرين، خاصةً خلال المناسبات الكبرى. وأكد أن السوق ازداد بريقه عالميًا خلال استضافة قطر لكأس العالم 2022، حيث أصبح مسرحًا مفتوحًا للاحتفالات، حيث توافد إليه مشجعو المنتخبات المختلفة، حاملين أعلام فرقهم، ويرددون أهازيجهم بأصوات مفعمة بالحماس، لتتشكل بذلك لوحة فنية نابضة بالحياة. وأضاف أن السوق بات اليوم يتمتع بشهرة عالمية تخطت الحدود، حيث نقلت القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي صورة زاهية لما يحدث فيه، ليصبح أحد أبرز المعالم التي تعكس الهوية القطرية في أبهى صورها. • رمضان الماضي له نكهته الخاصة وعند الحديث عن رمضان، أكد الدرويش أن الزمن قد تغيّر، لكن ذكريات رمضان في الماضي لا تزال حاضرة في الأذهان، مشيرًا إلى أن التحضيرات لاستقبال الشهر الفضيل كانت تبدأ قبل حلوله بوقتٍ طويل، حيث كانت العائلات تجهّز متطلبات الشهر مسبقًا، ليكون رمضان وقتًا مخصصًا للعبادة والصلاة وقراءة القرآن وختمه، إضافةً إلى تعزيز التواصل والتراحم وزيارة الأهل والأحباب. وأضاف قائلًا: في الستينيات، رغم صغر حجم الدوحة، كانت المدينة تعجّ بالحياة، وكانت الأسواق نشطة ومليئة بالحركة، حيث كان الناس يتجهّزون لشراء الأطعمة الرمضانية المميزة. في السوق، كان الباعة يجهّزون السمبوسة، اللقيمات، والهريس، وكان الأطفال والشباب يشاركون في توزيع الأطباق الرمضانية على الجيران، خصوصًا خلال فترة (إمسيان)، حيث كان المشهد يعجّ بالحركة، وكل شخصٍ يحمل طبقًا ليسلمه إلى بيت آخر. وأشار إلى أن في السابق، لم تكن هناك عمالة منزلية بكثرة كما هو الحال اليوم، بل كانت الأمهات والجدات هنّ من يعددن وجبات الإفطار والسحور، حيث كنّ يخبزن الرقاق لتحضير الثريد، ويطبخن الهريس، ويتفنن في صنع اللقيمات، الساقو، والنشا. وأكد أن الإفطار لم يكن يحلو إلا بحضور جميع أفراد العائلة، حيث يجلس الجميع حول المائدة في انتظار أذان المغرب، وسط أجواء عامرة بالمحبة والتآخي. •ليلة القرنقعوه بين الماضي والحاضر وتطرق إلى ليلة القرنقعوه، ذلك الاحتفال الرمضاني الفريد، قائلاً: كنا نخرج مع أقراننا الأطفال، نحمل أكياس القماش، ونطوف على البيوت، مرددين الأهازيج الشعبية: كرنقعوه كرنقعوه.. عطونا الله يعطيكم.. بيت مكة يوديكم..، وكنا نحمل في أيدينا حَصاتين صغيرتين نضربهما معًا لإصدار أصوات مميزة. وكنا سعداء بجمع المكسرات والحلوى، ونعود إلى منازلنا محمّلين بالغنائم، لننطلق بعدها في جولة جديدة. وأضاف بأسى أن القرنقعوه اليوم لم يعد كما كان، حيث لم يعد الأطفال يغنون الأهازيج القديمة، ولم يعودوا يحملون حصواتهم الصغيرة التي كانت تضفي لمسة تقليدية فريدة على الاحتفال. • فرحة العيد.. حينما كنا نضع ثيابنا تحت الوسادة وعند حديثه عن العيد، استعاد الدرويش واحدة من أجمل الطقوس التي كان يعيشها الأطفال قديمًا، قائلًا: في ليلة العيد، كنا نضع ثياب العيد الجديدة تحت المخدة، وننام بفرح لا حدود له، ونحن ننتظر طلوع الفجر بفارغ الصبر. ومع بزوغ الشمس، نستيقظ بسرعة، فنرتدي ملابسنا الجديدة، ونجهّز أنفسنا لنخرج مع والدنا إلى المصلى لأداء صلاة العيد. وأضاف أن العيد كان يبدأ بتوزيع الفطرة على الفقراء، ثم تتوالى زيارات الأهل والأقارب والجيران، حيث كان الجميع يتبادلون التهاني، ويقدمون العيديات للأطفال، مؤكدًا أن الحصول على العيدية كان من أكثر الأمور التي تسعد الصغار، حيث كانوا يسعون لجمع أكبر قدر ممكن من النقود لشراء ألعابهم وحلوى العيد. وأشار إلى أن وجبة الغداء في العيد كانت تُقدَّم في الساعة التاسعة صباحًا، حيث تجتمع العائلة مجددًا، وبعد ذلك كان الأطفال يخرجون إلى الشوارع للعب والاحتفال. وفي فترة العصر، كان الجميع يتوجه إلى ساحة العرضة، لمشاهدة الرقصات التقليدية بالسيوف والبنادق، وسط أجواء من البهجة والفخر بالتراث القطري. أما المساء، فكان مخصصًا للسهر والمرح، حيث كان الأطفال يتجهون إلى أماكن الألعاب البسيطة، بينما كان الشباب والعائلات يزورون السيرك الذي كان يُقام في ساحة اللجنة الرياضية بأم غويلينة، حيث كانت عروضه مصدرًا كبيرًا للمتعة والإثارة. • أيامٌ ذهبية محفورة في القلب واختتم الدرويش حديثه بنبرة مليئة بالحنين، قائلاً: تغير الزمن، وتطوّرت الحياة، لكن ذكريات رمضان والعيد في الماضي ما زالت محفورة في قلوبنا. كانت أيامًا بسيطة، لكنها كانت مليئة بالفرح والتواصل الحقيقي، حيث كانت العائلات تعيش اللحظة بصفاء، وكان الجار يشعر بجاره، والقلوب عامرة بالمحبة. اليوم، رغم كل التقدّم، نفتقد بعضًا من تلك الروح، لكن تبقى الذكريات هي الجسر الذي يربطنا بالماضي الجميل.

626

| 19 مارس 2025

محليات alsharq
أمريكيون يستكشفون التراث القطري في «مجلس التميمي»

تحظى المجالس القطرية بمكانة خاصة كونها رمزا للعراقة والأصالة، حيث لا تخلو من اللمسات التراثية التي تعكس الهوية القطرية. ومن بين هذه المجالس، يبرز مجلس السيد فيصل التميمي، الذي يوصف بأنه متحف مصغر يعكس تراث وثقافة أهل قطر، ليكون وجهة مميزة للضيوف من مختلف دول العالم. ويستقبل المجلس باستمرار سياحا يبدون إعجابهم بما يشاهدونه في المجلس من أدوات تراثية تعكس جوانب من الثقافة القطرية، حيث استقبل المجلس منذ يومين سياحا من الجنسية الأمريكية عاشوا ساعات جميلة قضوها بصحبة التميمي ورفقاء المجلس، وأبدى السياح إعجابهم الشديد بتفاصيل المجلس التراثية وأجوائه الأصيلة. «الشرق» التقت السياح الأمريكيين في مجلس التميمي، وأعربوا عن دهشتهم بجمال المجلس وكرم الضيافة القطرية، معتبرين أن التجربة لم تكن مجرد زيارة، بل نافذة حقيقية لاستكشاف جزء مهم من الثقافة القطرية. - مجالس قطر.. رمز العراقة وقال السيد فيصل التميمي صاحب المجلس: عرف عن أهل قطر منذ قديم الزمن فتح مجالسهم التي ترمز إلى العراقة والأصالة، كما أن مجالسهم لا تخلو من اللمسات التراثية والعراقة القطرية، وتستقبل الضيوف على مدار العام من مختلف البلدان حيث كرم الضيافة، وتقديم لهم القهوة العربية والتمر والفوالة، وغيرها كرمز لكرم الضيافة. وأضاف: إن استقبال الضيوف من مختلف الجنسيات هو جزء من العادات القطرية الأصيلة، حيث تتمحور الثقافة القطرية حول قيم الضيافة والتواصل الاجتماعي. وأكد على أن شعب قطر يعتز بتراثه وثقافته الأصيلة، التي يرغب بمشاركتها مع الآخرين، خاصة وأن المجالس القطرية لم تكن مجرد أماكن للجلوس فقط، بل هي رمز للتواصل والتعارف ونقل القيم والعادات، فكما تعلمت منها الأجيال ستواصل ذلك حتى الأجيال القادمة أيضا. ولفت التميمي إلى أنه حرص منذ سنوات على أن يجعل المجلس بمثابة متحف صغير يعكس الهوية القطرية، لذلك جمع العديد من القطع التراثية النادرة، مثل السيوف التقليدية، وأواني القهوة القديمة، والسجاد المصنوع يدويًا، إضافة إلى صور قديمة توثق تاريخ قطر، ودلال القهوة بأنواعها، إذ إن هذه التفاصيل تمنح المجلس طابعا خاصا وتجعل الجالسين فيه لا يكلون ولا يملون. وتابع أن حرص السياح واهتمامهم بزيارة المجالس القطرية التي لا تخلو من اللمسات التراثية يعكس اهتمام العالم لاكتشاف الثقافات الأصيلة، مشيرا إلى أن مثل هذه الزيارات تعزز من التقارب الثقافي بين الشعوب. وتابع: أشعر بالفخر عندما أرى السياح ينبهرون بالتفاصيل التراثية، وألاحظ حماسهم لمعرفة المزيد عن العادات والتقاليد القطرية، منوها أن السياح استمتعوا بتلبية دعوة تناول العشاء في المجلس وتجربة الأكل باليدين، حيث إنهم انبهروا بالعادات في المجالس القطرية. - تجربة استثنائية وقال السائح روليند: لم نكن نتوقع هذا المستوى من الحفاوة والترحاب، لقد كانت تجربة استثنائية أن نشعر وكأننا جزء من الثقافة المحلية، حيث تناولنا القهوة العربية وتعرفنا على بعض العادات والتقاليد القطرية. من أكثر الأمور التي لفتت انتباهي هو طريقة تقديم القهوة، حيث تُسكب بكميات صغيرة في الفنجان كعلامة على الكرم، ويتم تقديمها جنبًا إلى جنب مع التمر، وهو أمر لم أكن معتادًا عليه ولكنه أعجبني جدًا”. وأضاف: المجلس ليس مجرد مكان للجلوس، بل هو مساحة تروي تاريخًا غنيًا. كل قطعة في هذا المكان لها قصة، سواء كانت سجادًا يدويًا مزخرفًا أو دلالًا نحاسية لامعة أو حتى المقاعد التقليدية المزينة بنقوش تراثية. عندما تجلس في هذا المجلس، تشعر وكأنك تعود بالزمن إلى الوراء، وتعيش جزءًا من تاريخ قطر الحي”. أما رولاند فقال: أعجبت كثيرا بما شاهدت من تصاميم تراثية داخل مجلس السيد فيصل التميمي، حيث إن كل زاوية في هذا المكان تحكي قصة، من الأدوات التراثية إلى الدلال النحاسية، إذ إن هذا المجلس أشبه بمتحف حي يجسد التراث القطري بشكل رائع. ولفت إلى أنه زار العديد من الدول في الشرق الأوسط، ولكنه لم يرَ مثل هذه المجالس التي تحتفظ بأصالتها وتستخدم في الحياة اليومية بنفس الطريقة التي كانت تستخدم بها منذ عقود. وتابع: ما أثار الاهتمام دور المجالس في المجتمع القطري، فهي ليست مجرد أماكن للجلوس أو الاسترخاء، بل هي مراكز للحوار والتواصل الاجتماعي، حيث إننا استمعنا من صاحب المجلس إلى شروحات واسعة عن كيفية استخدام المجلس لعقد الاجتماعات ومناقشة القضايا المهمة، وهو ما يختلف تماما عن الطرق في البلدان الغربية. - كرم الضيافة القطري وقال كين: إن هذه الزيارة الأولى لي إلى دولة قطر، وكنت أسمع كثيرا عن كرم الضيافة العربي بشكل عام والقطري خاصة، لكنني لم أكن أتخيل أنه بهذه الحفاوة، حيث الترحيب الواسع، وشعرنا كأننا من أهل المجلس عندما دخلنا المجلس، والجميع كان مرحبا بنا، وإلى جانب ذلك تلقينا شرحا مفصلا عن تاريخ المجلس ودوره في الحياة القطرية. وأضاف: من الأمور التي لفتت انتباهي هي العلاقة الوثيقة بين المجالس والثقافة القطرية. في الغرب، نميل إلى قضاء وقتنا في المقاهي والمطاعم عند الالتقاء بالأصدقاء، بينما في قطر المجالس هي المكان الرئيسي للتجمعات، وهي أكثر جمالا مما نسمع، وأتمنى لو كانت لدينا أماكن مشابهة في ثقافتنا. ولفت إلى أن هذه الزيارة جعلته يدرك أن الثقافة ليست مجرد متاحف أو كتب تاريخ، بل هي تفاعل وتجربة حية، خاصة وأنه تعلم الكثير عن قطر خلال هذه الساعات القليلة التي قضاها في المجلس.

532

| 24 يناير 2025

رياضة alsharq
خالد البنعلي صاحب مبادرة فتح المجالس القطرية للجماهير يفتح قلبه لـ "الشرق" الرياضي: قطر تعيش عُرساً آسيوياً

قبل ساعات من انطلاق العرس الآسيوي، كأس آسيا 2023 والذي سينطلق يوم غد وسيمتد حتى العاشر من فبراير القادم، تواصل «الشرق» مع لاعب منتخبنا الوطني لكرة الطائرة ونادي السد خالد البنعلي صاحب مبادرة فتح المجالس القطرية للجماهير، وقد تحدث البنعلي عن شهرته أثناء إقامة مونديال قطر 2022 وأطلق عليه محبوب الشعوب، حيث قام بمبادرته الخاصة وذلك عندما فتح مجالسه لاستقبال الضيوف القادمين من خارج قطر ومن مختلف الدول، وقدم لهم واجب الضيافة على حسابه الخاص مساهمة منه في إنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي الهام، وقد نجحت قطر في تنظيم أفضل مونديال، كما أنه سيعيد تكرار التجربة خلال كأس آسيا 2023. - حَدِّثنا عن تجربتك في مونديال قطر 2022 في استقبال الضيوف؟ لقد كانت التجربة ممتازة وكان هدفنا هو إنجاح مونديال قطر 2022 الذي أشاد به الاتحاد الدولي (الفيفا) وكذلك وسائل الإعلام العالمية التي حضرت لتغطية هذا الحدث الرياضي العالمي، وكمساهمة منا كمواطنين فتحنا مجالسنا لاستقبال جماهير المونديال، وقد حضرت أعداد كبيرة لمجلسنا ما يقارب (300) شخص يوميا وكنا نقدم لهم واجب الضيافة منذ العصر، ووجبة العشاء لجميع الحاضرين، حيث يتذوقون الأطباق القطرية، بالإضافة للأكلات القطرية، وقد أعجبهم البلاليط والخبيص والعصيد لدرجة أنهم يتصلون بي ويقولون جهز لنا البلاليط نحن قادمون للدوحة لمشاهدة مباريات كأس آسيا. - ما هي استعداداتكم لجماهير كأس آسيا؟ نحن تحت تصرف الدولة ومجالسنا القطرية مفتوحة للجميع وأهلا وسهلا بهم، ومنذ اليوم الوطني (18 ديسمبر) فتحنا مجالسنا وقد توافد للمجلس العديد من الشخصيات والوزراء والسفراء وبعض المشجعين من كوريا وكوبا واليابان والمغرب والهند، وقمنا بعمل وليمة عشاء وبوفيه مفتوح للجميع، كما قمنا بتزيين المجلس ووضع أعلام الدول المشاركة، وبنرات (لوحات) مكتوب عليها بعض الكلمات بلغات الدول الآسيوية المختلفة، ونحن نضع يدنا بيد اللجنة المنظمة لكأس آسيا وذلك لإبراز وجه قطر الحضاري وإبراز تطور الرياضة في قطر، ونحن على أتم الاستعداد فيما يطلب منا الهدف المنشود هو نجاح كأس آسيا كما نجح المونديال، وأؤكد لك بأن هذه النسخة ستكون استثنائية وسيتحدث عنها الجميع. - من وجهة نظرك كيف ترى الحضور الجماهيري المتوقع؟ ستكون هذه النسخة استثنائية وستحضر جماهير غفيرة لأن مستويات المنتخبات تطورت كثيراً، كما أن سمعة قطر في الاستضافة أصبحت كبيرة خاصة بعد النجاح الكبير لمونديال قطر 2022، واثق أن الجماهير ستحضر من شتى بقاع العالم بسبب سمعة قطر في الاستضافة والأمن والأمان، والأماكن السياحية الجميلة والأجواء الساحرة وخاصة في هذه الأيام، كما أن طيبة شعب قطر واستضافتهم للجميع أصبح الكل يتحدث عنه كثيراً في وسائل الإعلام ولم يجدوا ما كانت تروج له بعض وسائل الإعلام الغربية من شائعات، وقد وصلتني مكالمات وعبر الواتساب يطلبون زيارة قطر، لأنني بعد المونديال فتحت إنستغرام، واصبح لديَّ متابعون أكثر من مليون و600 متابع من عدة دول، وهذا دليل على نجاح فتح مجالسنا القطرية للجماهير القادمة من خارج قطر. - كيف ترى حظوظ منتخبنا القطري؟ منتخبنا القطري هو حامل اللقب، وأنا بإذن الله متأكد بأنهم سيحافظون على اللقب في الدوحة، وذلك لأنهم يلعبون على أرضهم وبين جماهيرهم، وأنهم قادرون على تحقيق طموح وأمنية الشعب القطري رغم الظروف الصعبة التي مرت على المنتخب، وسيضعون نصب أعينهم تحقيق ذلك بالجهد والعزيمة والإصرار والتحدي، وعليهم التركيز في مباريات المجموعة الأولى والصعود للدور الثاني، وأؤكد لك بأن الجماهير القطرية جاهزة لتشجيع منتخبها وستقف بقوة خلف المنتخب القطري الذي يعقدون الآمال على لاعبيه، ونطالبهم بالتركيز الشديد واللعب بهدوء بعيداً عن العصبية والخوف، خاصة أنكم قارعتم المنتخبات الكبيرة في كأس آسيا 2019 وتفوقتم عليهم. - لأول مرة تقام مباريات كأس آسيا على استادات المونديال.. كيف ترى انعكاس ذلك على اللاعبين؟ نحن فخورون كقطريين بوجود هذه الأيقونات من الملاعب العالمية والتي ستحتضن منافسات كأس آسيا 2023 في النسخة (18)، والتي أبهرت نجوم المنتخبات العالمية وجماهير العالم، لذا سيكون لدى اللاعبين مردود إيجابي وستبرز مهاراتهم الفنية وسيبدعون وسيقدمون مستوى فنيا راقيا على هذه الملاعب المونديالية الراقية، لذا جميع المنتخبات وصلت إلى قطر والكل يحدوه الأمل في تقديم مستوى فني مشرّف، وهناك فرق تطمح في أن تضع بصمة لها، خاصة أن هذه المرة الثانية التي سيشارك (24) منتخباً في هذه البطولة، وربما تحدث مفاجآت من العيار الثقيل في الأدوار التمهيدية وتفوز الفرق الغير مرشحة وتتأهل للدور الثاني، لذا سنرى مستويات فنية مختلفة وسنستمتع بأجواء المنافسات. - من تتوقع أن يتأهل للأدوار المقبلة؟ هناك فرق عديدة نرشحها للدور الثاني منها قطر والصين من المجموعة الأولى، ومن المجموعة الثانية أستراليا وأوزبكستان ومن المجموعة الثالثة إيران والإمارات ومن المجموعة الرابعة اليابان والعراق ومن المجموعة الخامسة كوريا الجنوبية والأردن، ومن المجموعة السادسة السعودية وعمان، هذا إذا لم تحدث مفاجآت، ونتمنى للجميع التوفيق وللبطولة النجاح. - ما قصة تكريمك من قِبَل مجلس السياحة العالمي؟ بصراحة أنا سعيد جداً عندما تلقيت خبر تكريمي من قِبَل المجلس العالمي للسياحة في مدريد يشرفني بأنني قدمت خدمة للجماهير التي جاءت لمشاهدة مونديال قطر 2022 واستضفتها في مجلسي، وهذه شهادة أعتز بها وقد أثلجت صدري، وأعتبرها وسام استحقاق جاء من هيئة عالمية، وذلك بسبب الجهد الذي قمت به أثناء مونديال قطر 2022، كما أنه خبر سعيد للمنظمين للمونديال، وأنا أكرر تجربة الاستضافة للجماهير في كأس آسيا ونحن جاهزون لهذا الحدث الرياضي القاري الذي يشارك فيه (24) منتخباً يمثلون مختلف الدول الآسيوية فأهلا بالجميع في دوحة الجميع فنحن الضيوف وهم أصحاب المنزل. - وسائل الإعلام سلّطت الضوء على المجلس؟ في مونديال قطر 2022 سلطت وسائل الإعلام العالمية الضوء على المجلس وعلى الحاضرين من جميع شعوب العالم وأجرت معهم اللقاءات حول ما يقدمه المجلس وعن كرم الشعب القطري ومدى نجاح قطر في الاستضافة، وقد أجرت اللقاءات من المجلس مباشرة إلى قنواتهم الفضائية ومن أهم القنوات CNN، وBBC، وقنوات من الأرجنتين والبرازيل وأمريكا وكافة دول أمريكا الجنوبية وبعض الدول الأوروبية وقناة الفيفا التي كانت متواجدة عندنا تصوّر الأحداث، وعملت فيلما خاصا بتوثيق المونديال وكنا جزءاً من الحدث في هذا الفيلم الوثائقي، وكذلك بعض القنوات العربية والتلفزيون الكوري، وبعض قنوات الدول الآسيوية، وأنا أتوقع في كأس آسيا أن يكون هناك إقبال من المحطات الآسيوية وكذلك العربية وقناة الاتحاد الآسيوي الإعلامية، وأتمنى أن تقوم وسائل الإعلام القطرية بالتغطية للمجالس القطرية وتقدر الجهد المبذول وتعكس الصورة الحقيقية للكرم القطري وطيبة شعب قطر. وأشكر جريدة الشرق الغراء على تغطيتها المميزة دائماً لمجلسنا وهذا يحفزنا على بذل قصارى جهدنا من أجل قطر الغالية.

1666

| 11 يناير 2024

محليات alsharq
رواد المجلس: الغبقة عادة قطرية علّمتنا قيمة الترابط الاجتماعي

من منطقة الجبيلات في الدوحة، كانت الشرق في ضيافة مجلس الإعلامي محمد بن عبدالله المالكي، الذي أعاد لنا ذكرياته في رمضان قديماً، وأبرز عادات أهل الدوحة لاستقبال الشهر الفضيل، وكذلك تبادل أطراف الحديث مع رواد المجلس من الإعلاميين وكبار الشخصيات الرياضية الذين يستضيفهم المالكي يومي الخميس والإثنين لعقد ملتقى إعلامي يناقشون فيه العديد من القضايا. ويحرص زوار قطر من الإعلاميين الرياضيين وكبار الشخصيات الرياضية، على زيارة المجلس، نظراً للعلاقات القوية للإعلامي محمد المالكي التي تربطه مع كثير من الإعلاميين حول العالم، باعتباره كان نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية (AIPS)، وله مواقف مشرّفة عديدة، منها إصدار نسخة من المجلة الدورية باللغة العربية، كما كانت له مواقف مشرّفة مع عديد من الدول العربية. محمد المالكي: أهل شرق كانوا يتميزون بـمطفي السمك أكد راعي المجلس الإعلامي محمد المالكي، أن شهر رمضان المبارك في قطر، يتميّز بروحانيته وكثرة العبادات والطاعات، وعمل الخير، وصلة الرحم والتزاور بين الأهل والأقارب والمعارف والأصدقاء، وتكون المجالس مفتوحة للجميع، حيث يقدم فيها الفطور، وكذلك الغبقات والسحور، إذ يسعد أهل قطر دائماً بالتجمع وحضور الناس للمجلس، وذلك من أجل الترابط ومعرفة ما يحدث في المجتمعات من حولنا ومناقشة بعض الأمور المهمة، بالإضافة إلى تخصيص وقت يومي لقراءة القرآن وعمل ختمات في هذا الشهر الكريم. وأضاف: عندما سكنا في منطقة شرق كانت هذه المنطقة عامرة بأهل قطر مثل الهتمي والخليفي والبدر والسليطي والنصف والنصر والعسيري والمالكي وغيرها من العوائل القطرية، وكانت تجمعنا الألفة والمحبة وكنا نتعاون ونساعد بعضنا البعض، فكانت منطقة شرق مشهورة بعمل الأكلات البحرية لقربهم من الشاطئ، وكانوا يتميّزون خاصة بعمل (مطفي السمك) وغيرها من الأكلات القطرية، وكانت مائدة الفطور مثل بقية الموائد في قطر، تتصدرها الأطباق الشعبية مثل الثريد، والهريس، والعيش، والمضروبة، بينما كانت أكلتي المفضلة في الفطور السمك، واللقيمات والساقو. وتابع: أهم ما يميّز المائدة هو جمعة ولّمة الأهل والأسرة حولها. لقد كنا نأكل قديما على السفرة ونفترش الأرض، وكانت الوالدة هي التي تقوم بالطبخ والإشراف عليه، وبعد صلاة العصر نبدأ نحن الأطفال بعملية تبادل الأطباق والتوزيع على الجيران والأهل وكانت عادة حسنة وجيدة أن يأكل الجيران من طبخ بيتنا ونحن كذلك نأكل من مطبخهم، كما كنا نستمتع بليلة منتصف شهر رمضان القرنقعوه، ونستعد للعيد بتفصيل الثياب، وتجهيز الفوالة، منتظرين العيدية من آبائنا وأعمامنا صبيحة يوم العيد بعد الصلاة، حتى ونحن يافعون. وأكمل: مبادرة طيبة من زملائي الإعلاميين أن نجتمع في هذا المجلس يومين في الأسبوع، وذلك لمناقشة بعض القضايا الرياضية وغيرها في جلستنا، إذ أصبح المجلس يجمع كوكبة من الإعلاميين في قطر وكذلك زوار قطر من الإعلاميين الرياضيين. وعن بدايات عمله في مهنة الصحافة، قال: امتهنت الصحافة عن حب وشغف، وتخصصت في دارستي الجامعية وعملت بوكالة الأنباء القطرية، واكتسبت خبرات كثيرة، من خلال التغطيات الإعلامية المحلية والخارجية، وكنا نتواجد في الأحداث المهمة والبطولات الإقليمية والعربية والآسيوية والعالمية، فكانت رحلتي طويلة مع الصحافة الرياضية وتبوأت مناصب رياضية إدارية، من بينها رئيس القسم الرياضي بالوكالة، كما أصبحت رئيس لجنة الاعلام الرياضي القطري، وكنت عضوا في العديد من الاتحادات العربية المتخصصة بالإعلام، كما حصلت على منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة، وخدمت بلادي قطر الغالية من خلال تواجدي في المناصب الرياضية الخارجية. وأشار في هذا الصدد إلى أنه عندما كان عضواً في الاتحاد الدولي للصحافة، كان حاضراً للكونجرس في قطر عام 2006 قبل تنظيم الآسياد، قائلاً: حققنا نجاحاً كبيراً من خلال مساهماتنا في الاتحاد الدولي وعمل تعريب لموقع الاتحاد الدولي، كما أدخلنا اللغة العربية في نسخة المجلة العالمية، وفتحت نوافذ كثيرة مع الاتحاد الدولي وأصبح لنا ثقل في هذا الاتحاد، وقد اجتهدت بخدمة الإعلاميين القطريين والمقيمين في الاتحادات الأخرى، وكان لنا ترشيح للإعلاميين القطريين للحصول على جائزة الصحافة العربية التقديرية. فايز عبدالهادي: رمضان له روحانيته وخصوصيته في قطر تحدث الإعلامي المخضرم فايز عبدالهادي، قائلا: قضيت 28 سنة من شهر رمضان المبارك في قطر، ولم أقضه في بلادي مصر، بسبب ارتباطي بالعمل وحبي لهذا البلد الغالي المعطاء، والذي فتح لنا أبواب الخير والرزق والعمل مع أناس يتميّزون بالطيبة والأخلاق العالية وأصبحت تربطنا بهم علاقات طيبة بهذا المجتمع الذي أصبحنا من نسيجه. وأضاف: شهر رمضان له روحانيته وخصوصيته في قطر، خاصة أن أغلب المجالس مفتوحة للجميع، ونحن دائماً نرتادها ونسعد بلقاء الناس وتزيد من روابطنا القوية وعلاقتنا مع الناس في قطر، كما أنني عندما انتقلت من مجلة الصقر إلى تلفزيون قطر قدمت برنامج الناس رمضان يوميا وكان التصوير والمونتاج ننجزه في نفس اليوم، ولم أشعر بالتعب رغم عملي طوال اليوم وأنا صائم، وتعتبر هذه نقلة نوعية في حياتي المهنية، وكان له صدى كبير لدى المشاهدين، وفي رمضان الحالي أعادت قناة الريان بث برنامجي، وهذا أتاح لي الفرصة لمشاهدة عملي لأنني لم أره سابقاً بسبب انشغالي اليومي في عمل البرنامج، وعندما أتذكر المواقف تنساب من عيني الدموع عندما أرى شخصيات كانت ثم رحلت، وكانت الدوحة في تلك الأيام حنونة جداً، وبهذه المناسبة أشكر قناة الريان على إعادة بث الحلقات السابقة. السفير حسن المالكي: رمضان خارج قطر صعب ولكن للدبلوماسية أحكام كان بين رواد المجلس حسن بن إبراهيم عبدالرحمن المالكي، حيث تحدث عن عاداته في شهر رمضان قبل التحاقه بالسلك الدبلوماسي وبعده، قائلا: أيام رمضان كلها جميلة فهو شهر الصيام والقيام وشهر خير وبركة وطاعات وعبادات، ويمعة الأهل في فريج شرق، كما أذكر عندما كنت صغيراً وعمري تقريباً خمس سنوات، كنت أذهب لصلاة التراويح في مسجد اليوسف في شرق وأنا ممسك بطرف دفة جدتي، وهي من عودتني على الذهاب للصلاة في المسجد وعلمتني كيفية الصيام وبتشجيع من الأهل بدأت الصوم لعدة ساعات ثم تطوّر الأمر إلى نصف يوم وبعد ذلك صمنا يوماً كاملاً. وأضاف: عندما كنا صغاراً، كنا نتعب من الصيام ونصّبر أنفسنا للمغرب وهكذا حتى تعودنا على الصيام، وكنا نفرح بقدوم الشهر الكريم ونستعد له، ونحرص على قراءة القرآن يومياً وعمل ختمات ثم تثويبها قبل نهاية الشهر، وكنا سعداء بتحضير الغبقة، وتجمعات الأهل اليومية في إحدى المجالس، وكانت غبقتنا في أغلب بيوت أهل شرق سمك وعيش محمر، وكنا مشهورين بعمل مطفيّ السمك لأننا أهل بحر، وبيوتنا قريبة من البحر ومنطقتنا مشهورة بطبخ أنواع الأسماك، وتسكن منطقة شرق عوائل عديدة متحابين ومتكاتفين ومتعاونين، أذكر منها: لسلطة والهتمي والنصف والخليفات والبدر والنصر والمالكي والماس وغيرهم. وتابع: من خلال قراءتنا للقرآن الكريم يومياً تعلمنا وتعودنا على قراءة الكتب المختلفة والقصص والمجلات والجرائد وأي شيء يقع تحت أيدينا، وكنا مغرمين بالقراءة، وبخاصة مع محمد المالكي، كما كنا نذهب يومياً تقريباً لدار الكتب القطرية ذات التصميم والطراز الإسلامي الجميل وكانت منارة إشعاع ثقافي تحتوي على مختلف الكتب والمخطوطات والمجلات والجرائد، وكانت هناك قاعة مطالعة تستطيع أن تقرأ فيها ما يعجبك وسط هدوء وصمت، كما تستطيع استعارة الكتب، وكذلك كنا نستعير الكتب من مكتبة المدرسة، وأول كتاب قرأته وأنا في الصف الرابع هو قصص الأنبياء. وأكمل: نحن عائلة رياضية وأنا لعبت في نادي النهضة وأخي خليل المالكي في نادي العربي والمنتخب، وأذكر الدورات الرمضانية أيام زمان التي كانت تقام على ملعب السلام في مشيرب، وقد أفرزت هذه الدورات نجوما أذكر منهم الحارس يونس أحمد ويوسف أحمد وغيرهما من النجوم. وتحدث عن العمل الدبلوماسي حيث عيّن سفيراً في عدة دول منها الاكوادور والجزائر، قائلا: في الاكوادور حاولنا التأقلم مع الأجواء وكان عدد المسلمين حوالي خمسة آلاف لديهم في العاصمة مسجدان والمشهور هو مسجد خالد بن الوليد، لديهم مجموعة طيبة من الشباب المشرفين على المسجد ونتعاون معهم في إفطار الصائمين وكانت لمة حلوة في الاكوادور وجلست هناك خمس سنوات، وكنا نحن السفراء العرب والدول الإسلامية نجتمع مع بعض عند أحد السفراء ونفطر في بعض الأحيان، أما عندما كنت سفيراً في الجزائر فهي دولة عربية وعاداتهم قريبة بالنسبة لنا ولكن المشكلة كانت تكمن في طول اليوم في رمضان وقصر الليل وكانت أياماً صعبة وشاقة، وقد اكتسبت من خلال عملي خبرات وتعلمت لغات فأنا أتحدث اللغة الإسبانية التي يتحدث بها أهل الإكوادور، وكذلك اللغة الهندية عندما كنت دبلوماسيا هناك، وكسبنا صداقات وعلاقات كثيرة. إبراهيم حدادين: اهتمام كبير من الدولة بالدورات الرمضانية تحدث أحد رواد المجلس الإعلامي الأردني إبراهيم حدادين، قائلا: رمضان في قطر له رونق خاص وطابع مميّز والأجواء والنشاطات تشجع على ممارسة الرياضة، وزاد الاهتمام خاصة بعد اعتماد اليوم الرياضي القطري الذي أصبحت الناس تمارس فيه الرياضة، كما ان الدورات الرمضانية زادت بشكل كبير عن السابق بسبب اهتمام الدولة بها، فهناك دورة الوجبة، ودورة قناة الكأس في كرة القدم، وكذلك قامت الشركات والمؤسسات بعمل بطولات في لعبة البادل، والتنس، والطائرة والسلة، وغيرها من الألعاب، وأصبحت وسائل الإعلام تقوم بتغطيتها، كما أن الزملاء مهتمون ببطولة الصحافة الرياضية، هي نشاطات مميّزة والهدف الترفيه وتقوية الروابط بين الإعلاميين وممارسة الرياضة، والإقبال كبير على مشاركة وسائل الإعلام المختلفة والمنافسة كانت قوية.

1752

| 19 أبريل 2023

محليات alsharq
رواد مجلس الجفيري يروون لـ الشرق: شارع الكهرباء.. راعي السهرات الرمضانية في الستينيات

من المطار القديم، كانت الشرق في ضيافة مجلس المحامي عبدالرحمن بن محمد الجفيري، وهو رياضي من الزمن الجميل لعب في نادي الأحرار، أشهر ناد في قطر خلال فترة الستينيات، ثم انتقل إلى نادي الجسرة ولعب هناك كمهاجم، ثم سافر للخارج ودرس القانون، كما عمل في مجلس الشورى لفترة طويلة، وكان من سكان براحة الجفيري التي يقع فيها نادي الوحدة، ثم انتقل إلى الدوحة الجديدة ثم المطار القديم، ونجح في ترشيحه وانتخابه في أول مجلس بلدي في قطر. عبدالرحمن الجفيري: ما زال عالقاً بذهني غرشة النامليت في البداية تحدث عبدالرحمن الجفيري عن رمضان قديماً، قائلا: كانت المعيشة أيام زمان صعبة، وكانت توضع على المائدة بعض الأكلات مثل الثريد والهريس الذي كان في بعض الأحيان يطبخ في البيت والبعض يأتي من الجيران حيث يكثر توزيع وتبادل الأطباق مع الجيران، وكنا نحن الذين نبلغ من العمر عشر سنوات نقوم بتوزيع تلك الأطباق مثل اللقيمات والساقو والنشا والثريد وكنا في قمة السعادة.. كان الناس متجانسين ومتكاتفين. وأضاف: كنا نسبح من الجليب (البئر) في البيت وكان الماء خريج (مالح) ونستحم بالماء العذب يوم الجمعة فقط للذهاب للصلاة، فكانت تواجهنا موجة حر قوية أتعبتنا في الصيام ولكن انتهت تلك الفترة الزمنية الصعبة ومرت بسلام. وتابع: ولكن رغم ذلك فإن أهل قطر يستقبلون رمضان استقبالا عظيما لما لهذا الشهر من فضائل فهو شهر الخير والبركات وشهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، والإكثار من قراءة القرآن وعمل الختمات، والإكثار من الطاعات وعمل الخير، وصلة الرحم بين الأقارب، فترى المساجد عامرة بالمصلين من كبار وصغار وبخاصة في صلاة التراويح، وبعد التراويح يذهبون للمجالس، لأنها تعتبر تعليما للصغار والشباب وكانوا يقولون دائماً المجالس مدارس لما فيها من استفادة كبيرة وتعاليم للأخلاق واحترام الكبير. جدي كان في لجنة سالفة البحر كما أعاد الجفيري ذكرياته مع جده، الذي كان أحد أعضاء ما يسمى بـسالفة البحر، قائلاً: كان مجلس جدي محمد بن إبراهيم الجفيري عامرا بالرواد وكبار السن والوجهاء والنواخذة، ويأتيه الرواد من كل حدب وصوب، وكان لديه سفن غوص كثيرة أذكر منها الطالبي والمقديم والدانة كبيرة الحجم، كما كان جدي عضوا ضمن لجنة (سالفة البحر)، وهو مجلس يشبه المجلس القضائي لأهل البحر، أمر بتشكيلها الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني في الأربعينيات من القرن الماضي، ويتكون من أهل الغوص والبحر أذكر منهم راشد بن خليفة الهتمي ومحمد بن راشد العسيري ومحمد بن خالد الغانم، وشخص آخر عائلة البدر لا يحضرني اسمه. وعن نشاطاته الرمضانية بعد الإفطار، أضاف: كان يقام ملتقى في سوق واقف حيث تباع مختلف أصناف البضائع، وأنا ما زال عالقاً بذهني غرشة النامليت بوتيله وطعم العصير فيها جميل ولذيذ، وكنا نأكل الكباب المشوي على الفحم رغم قلته في تلك الأيام، وكانت مصاريفنا بسيطة جداً، وأذكر كنا نأكل الجراد ونضعه في جيوبنا ونتلذذ بأكله، وكذلك نصطاد الطيور بطريقة الحبال بالفخ، ونلعب الألعاب الشعبية المعروفة، فكانت الحياة بسيطة في تلك الفترة، ولم تكن هناك سيارات كثيرة، بل كنا نذهب للفرجان سيراً على الأقدام كمجموعة أطفال وشباب. أما عن البراحة، فتحدث قائلاً: كانت هي ملتقى لأهل الغوص والنواخذة وأهل البحر، وذلك قبل استعدادهم للدهشة في البحر قبل الغوص وتجهيز السفن وكل ما يحتاجه الغوص خاصة أنهم يدخلون الغوص في فترة تتراوح بين الشهرين وأكثر من ذلك، ويذهبون للمغاصات والهيرات المعروفة في أعالي بحار قطر. واختتم: أذكر كانت الدوحة صغيرة بمناطقها، التي كانت تشمل منطقة شرق، حيث كان فريج الهتمي والسلطة والنصر والخليفات والبدر، والجسرة والبدع، ومشيرب، والبحارنة، والناس كانت في مودة ومحبة وتواصل. خليل الجفيري: شارع الكهرباء كان وجهتنا المفضلة في رمضان تحدث الكاتب الصحفي والتربوي خليل الجفيري، قائلا: مظاهر رمضان تختلف من جيل إلى جيل، فكانت أيامنا جميلة رغم البساطة، فأذكر كان الأهل يعطونا الملات الزرقاء ويضعون فيها الهريس واللقيمات والساقو، والنشا والثريد والعيش واللحم وما يتوفر في البيت وذلك لتبادل الأطباق بين الجيران. وتابع: كنا نتبادل الأطباق مع الجيران، وكانت وظيفة الشباب البحث عن البيوت وإرسال الأطباق لهم، وكذلك نحضر بعض الأطعمة منهم، فكان الطعام القادم من الجيران له مذاق خاص، وعندما كنا صغارا كنا نأكل ما تبقى في مضرابة الهريس وكانت الوالدة تنهرنا. أما ليلة القرنقعوه كنا نتجهز لها بشكل خاص، وكانت فرحتنا كبيرة آنذاك، وكنت أتنافس مع محمد الجفيري على من يحصل أكثر على الحلويات والمكسرات، وكان بيت الدرويش هم من يوزعون القرنقعوه، ويضعون لنا الأربع آنات ونصف الروبية وكنا نفرح بذلك. وأضاف خليل الجفيري: كان شارع الكهرباء في ستينيات القرن الماضي يعج بالحركة والنشاط في ليالي رمضان فكثر الرواد يأتون من كل حدب وصوب من مناطق قطر، ويأتون خصيصا للمشي وملاقاة الأصدقاء والأحباب وأكل الكباب وسندويتشات الفلافل والقطايف والبسبوسة وغيرها وكانت هذه الأطعمة نراها لأول مرة مع توافد أهل الشام ولبنان للدوحة، وكانت هناك مطاعم كثيرة ومحلات جديدة، وكان الكل يحرص على المشي في الشارع. وتحدث خليل عن قصة طريفة، قائلاً: بالصدفة وأنا في الطائرة التقيت بأحد العاملين العرب وتناقشنا عن شارع الكهرباء وذكر أنه كان صاحب مطعم فلافل في شارع الكهرباء، وكان يضع مع خلطة الفلافل صرة جت (البرسيم) بدلا من البقدونس لتكون خضراء، وكما نعرف أن البرسيم يعطى كعلف للحيوانات، لأكتشف من صاحب المحل أنه كان يطعمنا (جت). وأكمل: ومن الطرائف التي حدثت لي في البراحة، عندما طلب مني عبدالرحمن الجفيري أن أعطيه ماء وكنا على سطح البيت وكنت ناويا أن أقفز إلى بيت جاسم المفتاح، وسقطت في ليحله وكان فيها ماء وكدت أصاب بإصابات خطيرة وأنقذوني. وتابع خليل قائلا: كنت رياضيا ولعبت في نادي الوحدة في فريق الناشئين في مركز الهجوم، وأذكر كان حارس المرمى الفنان علي عبدالستار، ومعنا اللواء الدكتور عبدالله المال وفرج مفتاح رحمه الله، وعبدالله أبوسيول، وماجد الصايغ ومحسن ذياب (رحمه الله) وغيرهم، كما شاركت في الدورات الرمضانية الجميلة التي تقام في الفرجان، وكنا نستفيد من أضواء كشافات الشارع، وكانت الدورات تفرز مواهب كروية وتضمها الأندية. محمد الجفيري: في دخان كانت الحياة متطورة عن الدوحة تحدث الأديب والشاعر محمد بن محمد الجفيري، قائلا: الذاكرة تحتوي على أجمل صور الماضي الجميل، أتذكر عندما كنا أطفالا صغارا كنت أحب أن أرى صورة مدفع رمضان وذلك عندما يطلق الواردة ويظهر منها ضوء أحمر يحمل براشوت، وكنا نتسابق ونجري بسرعة من أجل الحصول على هذا البراشوت وهذه قمة المتعة، وصورة توزيع الأطباق في رمضان على الجيران، وكنا نصلي صلاة التراويح في المسجد وكذلك القيام، ثم نذهب للنوم حتى موعد الغبقة ثم يوقظوننا من النوم ونأكل عيش البرنيوش والسمك، وبخاصة سمك الصافي هذا الغالب، أو المجبوس على السمك، كما أذكر كان المسحر فيروز يسحر في فريج براحة الجفيري وصوته جميل. وأضاف: كنت أذهب لقضاء إجازتي في دخان، حيث كانت مدينة دخان مختلفة عن الدوحة وتنبض بالحركة والنشاط والبيوت كانت منظمة، فكنا هناك نذهب إلى الميز ونأكل بعض الوجبات التي أسعارها رمزية، وكذلك نشتري برخصة من الكانتين من الشركة الذي يحتوي على أصناف مختلفة من البضائع التي كانت تأتي معظمها من لندن، كما شاهدت الأفلام في سينما دخان المفتوحة في الهواء الطلق، وكان عمي أحمد الجفيري عندما ينزل الدوحة يحضر لنا أجود أنواع الحلويات والشوكولاتة والأجبان ونحن نستأنس ونأكلها بتلذذ. واختتم محمد الجفيري حديثه عن معرض الكتاب واقبال الشباب على التأليف قائلا: وزارة الثقافة دعمت وشجعت الشباب القطري وحفزتهم وأشعلت حماسهم على الاقبال على التأليف، وكانت قد اقامت معرض الكتاب في رمضان وحظي بإقبال كبيراً، وقد ألفت العديد من الكتب منها ديوان وهج الشوق، الخمسون، صور من الذاكرة، وكان آخر اصدار لي رواية 1972 صدفة خير من ألف ميعاد، ونتمنى مواصلة الدعم من الوزارة. علي الجفيري: الجمعية التعاونية كان لها دور اجتماعي مهم قال السيد علي الجفيري مدير إدارة التعاون بوزارة العمل سابقاً: كنا في السابق مشرفين على كل الجمعيات التعاونية في قطر وكان الهدف خدمة أهل قطر والمقيمين، وهو توفير متطلبات المواطنين بأسعار أفضل من السوق وتكون إدارتها بواسطة المساهمين، وكان لها دور كبير في تخفيض الأسعار وجودتها، كما استفاد المساهمون من عائد على المشتريات بالإضافة إلى أرباح سنوية، وفي شهر رمضان كانوا يوزعون عليهم تمويلا شاملا منوعا من الجمعية ويوفر عليهم الكثير، وليس كما حدث الآن أصبحت شركة الميرة، وأذكر في الجمعية العمومية لم يوافق أغلب المساهمين وأنا كنت معترضا على تحويلها إلى شركة تجارية وربحية ولها مجلس إدارة مختلف وأصبح مديروها أجانب لأنها شركة ربحية وليست خاصة بالقطريين، واليوم أصحاب أكبر عدد من الأسهم هم من يتحكم في الأسعار. أحمد الجفيري: الحوادث والمخالفات تقل كثيراً في رمضان كان من ضمن الحاضرين في مجلس عبدالرحمن الجفيري العميد متقاعد بوزارة الداخلية أحمد بن جاسم الجفيري الذي تحدث عن العمل في وزارة الداخلية قائلا: نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك قبله بفترة وذلك لضمان إجراء ترتيبات مسبقة ونكون جاهزين، حيث نكثف العمل وتنشط الدوريات في الليل على جميع الأماكن وخاصة الهامة والحيوية وكذلك المناسبات مثل القرنقعوه، وكذلك العشر الأواخر حيث يستعد الجميع لشراء لوازم العيد والتحضير له. وأضاف: كانت إدارة العلاقات تقوم بتوجيه المواطنين عبر البرامج سواء في الإذاعة والتلفزيون، وكذلك كنا بالتعاون مع الجمعيات الخيرية وبعض المواطنين من أهل الخير نقوم بالمشاركة بتوزيع بعض الحاجات الخفيفة مثل التمر واللبن والماء وذلك لإفطار السائقين من الصائمين القادمين للدوحة والخارجين منها على مداخل الدوحة والخور والرويس وغيرها. وتابع: الحوادث والسرقات تخف كثيراً في شهر رمضان عن بقية الشهور، كما أن الشرطة المجتمعية بعد تكوينها ووجود كفاءات متخصصة لديها مؤهل عال قد قربت التواصل بينهم وبين المواطنين في مختلف الأحياء، وتوفير مساعدات مالية واجتماعية وتنسق مع الأسر على حل المشاكل المحلية قبل ذهابهم إلى المحاكم، وكنا سعداء بالتواصل مع المواطنين. وأكمل حديثه: أذكر من القضايا التي حققت فيها ونجحت في النهاية من حل المشكلة حيث جاءت امرأة قطرية تريد مقابلتي وقالت أنقذوني وتحدثت عن طلاق ابنتها ولا تستطيع ارجاع المهر وعندها باقي يومين محكمة والقاضي أمر بتوفير المبلغ عاجلا، وهي لا تملك الأموال لأنها سرقت كما ذكرت، وقالت شغلنا طباخ لا نعرف اسمه وليس لدينا اثباتات ولا رقم هاتفه، وقالت البنت لقد رأيته يتحدث مع عامل النظافة وربما يعرف مكانه، فاتصلنا بقسم النظافة وطلبنا الشخص وبالفعل تعاونوا معنا، واعترف العامل وأعطانا الاسم إذ كان لديه أخ موقوف بشرطة العاصمة، وتتبعنا القضية ونجحنا في إخراجه من التوقيف بالعاصمة، وتمكنا من معرفة مكان أخيه، وأخذنا إذنا من النيابة للتفتيش وفي الليل وهو نائم داهمنا الشقة ووجدناه، واعترف بالسرقة، وكانت النقود محفوظة لديه وقد صرف منها حوالي ألفي ريال، وأبلغنا العمليات بما حدث، وطلبنا من وكيل الادعاء العام طلب تسليم المبلغ لهم، وكانت المهمة صعبة لأنها لابد من إنجازها في وقت قصير وأنقذنا العائلة القطرية وأدخلنا السرور عليهم.

2596

| 18 أبريل 2023

محليات alsharq
حسين السادة لـ الشرق خلال زيارة المنطقة: مجالس أهل الرويس مدارس لتعلم التقاليد للأجيال

أشاد حسين عبد الله السادة أحد أعيان منطقة الرويس: بالبنية التحتية في منطقة الرويس التي شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث إنشاء الأسواق الجديدة والمحال التجارية التي تخدم السكان، إضافة إلى تجديد الطرق. وقال إن هذه التطويرات غيَّرت وجه المنطقة. وحول رمضان لول في منطقة الرويس أوضح السادة: في السابق كنا نجلس في مجالسنا ونستقبل الضيوف، ويصحبنا الآباء معهم لزيارة مجالس أهل الرويس التي عشنا فيها وتعلمنا منها الكثير، وكنا نستعد للشهر الفضيل منذ بداية شهر شعبان، وذلك بشراء لوازم هذا الشهر. نربط الأبناء بالمجالس وأضاف السادة: نحرص اليوم أن يتواجد أبناؤنا معنا في المجالس ونعلمهم آداب المجلس، والحديث، وهم يروننا كيف نستقبل الضيوف بمجالسنا ونبادلهم التحية، لذا فإن وجود الأبناء في المجالس يعتبر ضروريا للتعلم منها، إذ من الواجب على كل ولي أمر أن يصطحب أبناءه معه إلى المجالس ويدعوهم للبقاء فيها، ويعلمهم أن في المجالس العلم والمعرفة التي لا توجد في مكان غيره، لأن مجالسنا يرتادها الكبير ذو المعرفة والعلم، والحاصلون على شهادات عليا في مختلف التخصصات، وكذلك مشايخ الدين أيضا، ووجود الأبناء مهم للاستفادة من الحديث الذي يدور في هذه المجالس والإنصات لمن هو أكبر منهم سنا والتعلم منهم. هكذا كان أجدادنا وتابع: في سابق العهد تعلموا تجهيز القهوة العربية من الآباء والأجداد وكانوا هم من يجهزون القهوة بأنفسهم ويقدمونها للضيوف المتواجدين في المجلس، منوها أن مجالس منطقة الرويس تتميز بعبق الماضي الجميل حيث البساطة في كل شيء، حيث إنه عاش في نفس المجلس اليوم ومنها تعلم وعاشر الآباء والأجداد الذين رحلوا عن هذه الدنيا وتركوا وراءهم ذكريات جميلة خالدة في الأذهان. وحول الأجواء الرمضانية في منطقة الرويس أوضح السادة: نحرص على التجمع في مجالسنا قبل صلاة المغرب مع الأشقاء والأبناء، وذلك لتناول الإفطار الجماعي كما اعتدنا عليه منذ عهد الآباء، ومن ثم نصلي المغرب جماعة في المسجد، وبعد ذلك نجلس في المجالس مع بعضنا البعض حتى صلاة العشاء والتراويح التي نحرص على أدائها في المساجد، ومن ثم نعود للجلوس في المجالس نستقبل الزوار من منطقة الرويس وأبو ظلوف ، وبعض الأصدقاء والمعارف من الدوحة الذين يحرصون على زيارتنا والإفطار والجلوس معنا عقب التراويح، لتبادل أطراف الحديث، ونبقى حتى قبيل موعد السحور.ولفت أن ما يميز منطقة الرويس أن الأبناء يعرفون بعضهم ويجتمعون في المجالس ويلعبون مع بعضهم ولا خوف عليهم، حيث إننا نحرص على أن يكون الأبناء مع بعضهم ولا يتفرقون، وهو ما تتميز به منطقة الرويس.

2288

| 08 أبريل 2023

محليات alsharq
المجالس في رمضان.. مدارس لتوارث القيم والعادات

تواصل الشرق، زيارة عدد من المجالس القطرية، خلال شهر رمضان الكريم، لتبادل أطراف الحديث مع الضيوف حول العادات الرمضانية قديماً، وكيف تطورت مع الوقت، بالإضافة إلى مناقشة قضية مجتمعية مع رواد المجلس، للتعرف على آرائهم وانطباعاتهم ونقلها للقراء. وكانت الشرق هذه المرة، في ضيافة مجلس الوالد محمد بن أحمد العبدالجبار في مدينة خليفة الجنوبية، الذي يستقبل ضيوفه ورواده طوال السنة، وقد اعتاد الرواد على الحضور في رمضان الذي له خصوصياته وروحانياته الخاصة. وقد ناقشنا مع ضيوف المجلس قضية كيف نغرس القيم الرمضانية في نفوس الناشئة. الوالد عبدالله العبد الجبار: أكل الجيران كان له مذاق خاص حرص الوالد عبدالله بن علي العبدالجبار الملقب بـالخال على أن يتحدث عن رمضان أيام لول قائلا: كان شهر رمضان أيام زمان يختلف عن الآن، كانت الحياة بسيطة والناس متعاونة ومتكاتفة، وكان كل بيت يقوم بتوزيع الأكل الذي يطبخه الأهل في البيت مثل الهريس والساقو واللقيمات على الجيران والأقارب، وكنا نسعد بالتلذذ بأكل الجيران لأن له طعم خاص عندنا. وأضاف: كنا نصلي كل الفروض جماعة في المسجد، وكنا سعداء بتناول وجبة الغبقة في المجالس جماعة، نحرص على قراءة القرآن وعمل الختمات وتثويبها في نهاية شهر رمضان المبارك، أما القرنقعوه فكان يوماً جميلا وكان التحدي بيننا من يجمع أكثر، وكنا نتلذذ بأكل الكباب من عند راعي الكباب في الفريج، ونساعد أهلنا في توزيع الأطباق على الجيران. وتابع الوالد عبدالله قائلاً: أنا خال الشباب وكنت حريصاً جداً على تعليمهم الصوم والصلاة وغرس القيم السامية وتشجيعهم على مواصلة الصيام عندما كانوا صغاراً، وأضطر في بعض الأحيان إلى أن أستعمل القوة وأضرب بعضهم خاصة للذين لا يحرصون على الصوم وصلاة الجماعة، وأصبحوا الآن رجالاً يغرسون في أبنائهم الصيام وبر الوالدين وقراءة القرآن وصلة الرحم وقراءة القرآن وسنع المجالس، ويجب على الرجال والشباب والصغار الحضور يوميا الى المجلس وهذا يدل على الترابط والتجانس والتآلف والمحبة والصلة بين أبناء العائلة. أحمد العبد الجبار: عادات أهل قطر في رمضان مميزة تحدث في البداية أحمد العبد الجبار أكبر أبناء صاحب المجلس، قائلاً: مجالسنا كانت مفتوحة لاستقبال روادها من مختلف الأعمار منذ أجدادنا وآبائنا منذ أن سكنا في مدينة الخور القديمة، حيث تجارتنا وأعمالنا، إذ كانت لنا عدة سفن وأشهرها الفيرست كلاس، التي لم نستطع إرساءها في بحر الخور نظراً لكبر حجمها بل رست قبالة مدخلها، وأصبحت لنا علاقات بأهالي ووجهاء المدينة الجميلة، ثم انتقلنا في أربعينيات القرن الماضي إلى الدوحة وسكنا في الجسرة ثم استقر بنا المقام في البدع عاصمة الدوحة القديمة، ثم انتقلنا إلى مدينة خليفة عندما بنت شركة نفط قطر للوالد هذا المنزل وما زلنا محافظين على التواجد فيه لاستقبال ضيوفنا وهو مفتوح للجميع. وتابع: وكما يعرف الجميع بأن شهر رمضان المبارك هو شهر الخير والرحمة والمغفرة والتسامح وكثرة الطاعات والعبادات وقراءة القرآن الكريم وعمل الختمات، والحرص على حضور الصلوات في أوقاتها جماعة بالمسجد وصلة الرحم وزيارة الأقارب، أذكر كانت الحياة بسيطة والمجالس مفتوحة، وكان الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك مميّزاً عن باقي الشهور، وتجد في بيتنا الكبير الذي يضم عدة عائلات من الأهل حركة دائبة وعملا يوميا متواصلا. وواصل حديثه: كنا من بعد صلاة العصر حتى قبل الفطور نقوم نحن الشباب بتوزيع الأطباق على الجيران والأقرباء وكنا سعداء بذلك. عبدالرحمن بن محمد: تعلمنا الصيام والصلاة في سن صغيرة أكد عبدالرحمن بن محمد العبدالجبار أن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة ونحرص على استقبال هذا الشهر بكثرة العبادات والطاعات وبر الوالدين وصلة الرحم وزيارة الأقارب وقراءة القرآن وعمل الختمات، ويعتبر إعادة تأهيل الفرد، فعندما كنت صغيرا تعودت على الصيام مبكراً، وكانت الأهالي تحرص على اصطحاب الأبناء للمسجد، ومنها تعلمنا وتعلقنا بحب الصيام والصلاة جماعة، وبدورنا غرسنا حب الصيام والعبادة في أولادنا. وأضاف: كانت الدورات الرمضانية لها متعة خاصة في ليالي رمضان، وكنا نقيم دورات في رمضان بالليل بعد صلاة التراويح في البدع على ملعب سرور أو شاهين ونحرص عليها بعد صلاة التراويح وكان التحدي كبيراً، وعندما انتقلت لمدينة خليفة لعبنا في دورة صالح صقر وكانت المنافسة قوية وكانت هناك جوائز مخصصة لأفضل لاعب وأفضل حارس والهداف، وكنا ندفع من مصروفنا الخاص للمشاركة في الدورات، وبرزت مواهب قطرية من هذه الدورات الرمضانية وأصبح يشار لها بالبنان ولعبت مع المنتخبات القطرية، ولكن الآن اختلف الوضع في الدورات الرمضانية. عيسى عبدالله: رمضان في البراحة غير تحدث الوالد عيسى بن عبدالله العبد الجبار عن شهر رمضان، قائلا: أنا من أهل براحة الجفيري التي تقع بالقرب من سوق واقف وسط البلد قلب الدوحة النابض بالنشاط والحركة، حيث كانت المنطقة تعج بالناس الذين يأتون من كل حدب وصوب لشراء حوائجهم ولوازمهم، حيث كان سوق واقف هو المكان الوحيد الذي يشتري منه أهل قطر أغراضهم، لأن أغلب التجار من أهل هذه المنطقة. وتابع: من بعد صلاة العصر وحتى قبل الفطور كان الشارع المتجه الى منطقتنا البراحة يعج بالحركة وبيع الحاجات الرمضانية مثل اللقيمات والسمبوسة والخبز وبعض الأكلات الباكستانية والإيرانية، وكذلك ما يتم صنعه في بيوتهم للبيع على الناس، كانت عاداتنا وتقاليدنا واستقبالنا للشهر الكريم مختلفة عن بقية الشهور وكذلك نوعية الأطعمة، وكان منظر تبادل الأطباق بين الجيران حيث تعج السكيك والأزقة بالمارة والشباب المتحمسين الذين يساعدون أهلهم في توصيل الأطباق وكذلك تعطينا بعض البيوت من أكلهم. أحمد بن عبدالرحمن: لشارع الكهرباء ذكريات خاصة في رمضان كما تحدث أحمد بن عبدالرحمن العبدالجبار عن رمضان قائلا: هو شهر خير وبركة وعبادة وصوم وقراءة القرآن وصلة الأرحام، وعندما كنا صغارا تعودنا على الصيام تدريجياً، كم أذكر في تلك الفترة كنا نوزع الأطباق على الجيران، وعندما أصابنا الجوع كانت ريحة الهريس تضرب في الرأس أكلنا الهريس وخفينا الطبق ثم رجعناه بعد ذلك في الليل. وأضاف: في مرحلة الشباب كنا دائما نتجول بين الفرجان ونركب السياكل وندور من فريج الى آخر وكنا نأكل السمبوسه من شارع الكهرباء الشهير وكذلك الكباب، والفلافل من عند حسن في شارع الريان، وكانت أياما جميلة عشناها في فريج البدع، والقرنقعوه له طابع خاص، خاصة خروجك مع الشباب أقرانك للمرور على البيوت. جاسم بن نايف: تعلمت القيم الحميدة والاحترام من المجلس تحدث أصغر رواد المجلس، جاسم بن نايف قائلاً: عودني والدي على الصوم في شهر رمضان وبدأت تدريجيا الصوم نصف يوم ثم حتى العصر وأخيراً صُمت اليوم كله، وأحسست بتعب في البداية بسبب الدراسة ولكن تعودت، والآن أشعر بالراحة الروحانية، وأقبل على قراءة القرآن وحفظت بعض الأجزاء وحفظت صورة الإنسان. وقد أحرزت المركز الأول وكرموني في المدرسة، وكنت سعيداً بذلك، وأشار إلى أنه يحرص على الحضور لمجلس الوالد محمد بمدينة خليفة ويتعلم آداب المجالس، ويستفيد من خبرة الكبار من أهله ورواد المجلس، كما عودته أسرته على صلة الرحم وزيارة الأقارب، والتصدق. د. نايف بن جاسم: الدبلوماسيون يفتقدون هذه الأجواء الجميلة وتحدث د. نايف بن جاسم العبدالجبار عن الصيام في الغربة، قائلاً: بصفتي دبلوماسيا وأعيش بالخارج، فإن الصيام في قطر مختلف له طابع خاص ومميّز، وخاصة مع جمعة الأهل والأصدقاء، التي افتقدناها وهذه ضريبة الغربة، أما رمضان في الخارج فله وضع خاص ولكنه متعب، مع عدم وجود مساجد لصلاة التراويح وبخاصة في بعض البلدان الأوروبية، أما في تركيا فهي دولة إسلامية وتشعر فيها بأجواء رمضان مثل باقي البلدان الإسلامية، كما أن الأكل تقريباً نفس ما نأكله في قطر. وأضاف: عندما كنا صغارا كنا نفطر على مائدة واحدة في مجلس الوالد محمد بن عبدالرحمن العبدالجبار، وكذلك السحور في نفس المجلس، كما أن المجالس تعلمنا فيها الكثير من آداب المجالس، والاستفادة من خبرة الكبار، ولا ننسى دور أعمامنا الذين شجعونا على الصيام وقراءة القرآن وصلة الأرحام، ونحن عودنا أولادنا على ذلك وبخاصة ولدي جاسم الذي يصوم رمضان ويحرص على قراءة وحفظ القرآن. وقد تم تكريمه في مسابقة قرآنية، وأتذكر عندما كنت في قطر أيام الشباب كان هناك تحد بيننا كشباب، وقد كنت منتسبا كعضو في مؤسسة عيد الخيرية ومدارس الفرقان وكانت لنا نشاطات وبرامج ثقافية ودينية وتوعوية ورياضية. خالد بن محمد: الدورات الرمضانية كانت منبع المواهب تحدث خالد بن محمد العبدالجبار، وهو رياضي لعب في نادي قطر ونادي التضامن، قائلا: بالنسبة لنا كرياضيين كنا نستعد قبل قدوم الشهر الفضيل بعمل تخطيط وبرامح الدورة الرمضانية ونستقبل المشاركين ونسجلهم ونقوم بعمل القرعة وتوزيع الفرق ووضع جداول المباريات، ووضع شروط الدورة وتجهيز الكؤوس ونحن في فريج البدع كنا نلعب على ملعب سرور، وتأتي الفرق من عدة أماكن مثل ارميلة وفريج وادي السيل وفريج بن عمران وفريج لشقره، ومدينة خليفة وغيرها والمشاركة مفتوحة للجميع، وكنا نعلن عنها في المدرسة ويتم نقل الخبر وتتقدم فرق للمشاركة. وتابع: كنا نجمع من مصروفنا لشراء ملابس للفريق، وأذكر في البداية لعبنا بعد العصر لأنه لم تكن لدينا كشافات إنارة، وبعد وضع الإنارة كنا نلعب بعد صلاة التراويح ويكون التحدي بيننا كبيراً، وبصراحة تكون المنافسة قوية بين فرق الفرجان، وكانت الجماهير تحضر هذه الدورات ثم بعد انتقالنا الى مدينة خليفة شاركنا في دورات عديدة ولعبنا في دورة صالح صقر ولعبنا على ملاعب عشبية ثم تطورت الأمور مع مرور السنين، وأذكر كان فريقنا الذي أطلقنا عليه فلامنجو في الرميلة أشهر فريق ويحصد الكؤوس والجوائز، كما أن هذه الدورات الرمضانية التي تقام في أغلب أحياء وفرجان قطر أفرزت عددا من المواهب، وكانت الأندية تأتي لمشاهدة هذه الدورات وضم المواهب الرياضية لها. الإعلامي عبدالرحمن بن أحمد: الأنشطة الرمضانية تزيد الترابط الإنساني تحدث الزميل الإعلامي عبدالرحمن بن أحمد قائلا: بالنسبة للدورات الرمضانية اختلفت عن الماضي أنا عايشت جيل التسعينيات الذي تطورت فيه الدورات الرمضانية والتي تحولت من إقامتها في ملاعب الفرجان إلى إقامتها في ملاعب مخصصة مثل دورة الوجبة التي تحرص الفرق على المشاركة فيها، وأذكر شاركت بفريق كإداري وفزنا بهذه البطولة. وتابع: أما الإعلام فقد خصصت له دورات، وأشكر الزميل النشط علي حسين الذي يقوم بجهد جبار من أجل استمرار بطولة الصحافة المحلية سوبر جرايد، وكذلك بطولة للإعلاميين تشارك فيها القنوات الفضائية في قطر والإذاعات، بالإضافة للصحافة والمؤسسات الإعلامية، وميزة البطولة تجمع الإعلاميين في قطر وتزيد تعارفهم وترابطهم، وكان البطولة تقام على صالة النادي العربي. محمد بن عيسى: للوالد دور كبير في تعليمنا القيم الرمضانية تحدث الشاب محمد بن عيسى العبد الجبار قائلا: للوالد والوالدة دور كبير في غرس القيم الرمضانية، وحب الصوم والتعود عليه منذ الصغر، وعودانا على صلة الرحم وقراءة القرآن طوال شهر رمضان وحفزانا على ذلك في حالة قراءتنا واستمرارنا بإعطائنا مبالغ مالية من أجل التشجيع على مواصلة القراءة ومن يقرأ أكثر. وتابع: رمضان شهر الرحمة والمغفرة وعلينا استغلاله في الطاعات والعبادات ونبتعد عن اللهو وغيره خلال هذا الشهر الكريم، ونصلى كل الفروض جماعة في المسجد، وكذلك الحرص على الجلوس جماعة على مائدة الإفطار والسحور، كما أننا نحضر في مجلسنا دائما للاستفادة من خبرات الكبار، وأذكر أيام انضمامنا مع المراكز الشبابية كنا نذهب العمرة بالباصات مع الشباب ورغم طول الطريق ولكننا سعداء بذلك. ناصر بن يوسف: نغرس في أبنائنا حب الطاعات منذ الصغر تحدث الشيخ الداعية ناصر بن يوسف العبد الجبار، قائلاً: نستقبل شهر رمضان المبارك هذا العام وتقبل الله طاعتكم وصيامكم وقيامكم وصالح أعمالكم، كانت عادتنا الجميلة لاستقبال الشهر الكريم التي تعلمناها من الآباء والأجداد، وأذكر عندما كنا صغاراً ونسكن في البدع كانت جدتنا ترسلنا إلى بيت المضيف القريب من الديوان الأميري، وكانوا يوزعون علينا الخبز والتمر، ويعتبر شهر رمضان دورة تدريبية للجميع من جميع النواحي، فهي الصيام طوال اليوم والإكثار من العبادات والطاعة وقراءة القرآن، والحرص على غرس القيم السامية وحب الدين والطاعة لدى الصغار وتعليمهم. وتابع ناصر العبدالجبار قائلا: يجب أن نستغل شهر رمضان في الطاعات والعبادات، والإكثار من الدعاء، والابتعاد عن اللهو والنوم طوال اليوم ومتابعة المسلسلات والأفلام وتأخير أوقات الصلاة ومبطلات الصيام، وحثهم على الاعتكاف منذ الصغر حسب استطاعتهم في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك. يوسف ناصر: أفتخر بوالدي لأنه يؤم المصلين تحدث السيد يوسف بن ناصر قائلا: لقد حببنا الوالد الله يحفظه بالصوم وصلة الرحم والعبادات منذ الصغر وكان يحرص على مرافقتنا له للذهاب للمسجد والصلاة جماعة، وعلمنا بر الوالدين، والإكثار من قراءة القرآن في رمضان ويشجعنا ويحفزنا، وغرس فينا القيم السامية ومحبة الشهر الفضيل، وعدم اللهو في هذا الشهر من خلال أحاديثه اليومية لنا في المنزل. وأضاف: عندما كنت صغيرا كان والدي يصطحبني معه لصلاة التراويح في مسجد عمر بن الخطاب وكان الإمام الشيخ الشحات يطول في الصلاة لدرجة أننا ننام في الصلاة، كما كان الوالد يصلي بالمصلين ركعتيّ الشفع وركعة الوتر في المسجد وكنا سعداء بسماع صوت والدنا لأنه أول قطري يؤم المصلين، وكنا نفتخر بالوالد أمام زملائنا وربعنا، وعندما كنت مع جدتي التي تصلي مع النساء كن يشدن بقراءة والدي، وهذا حفزنا على الاقتداء بالوالد الذي دائما ينصحنا ويرشدنا ويعلمنا أصول ديننا.

2616

| 28 مارس 2023

محليات alsharq
التسول ينتشر في الأسواق والمجالس

طالب مختصون وقانونيون بمكافحة سلوكيات التسول الضارة أمام الأسواق التجارية والمجالس القطرية وفي الأحياء السكنية، وأنّ تعاون أفراد المجتمع وتكاتفه هو السبيل للحد منها ومحاربتها، وأضافوا أنّ البعض ممن يرتكبون تلك التصرفات بدافع جمع الأموال بطريق غير مشروع والتحايل على الأفراد واستعطافهم رغبة في الثراء السريع واستغلال لطيبة المجتمع وكرمه. وقالوا في لقاءات لـ الشرق إنّ سلوكيات التسول واستجداء الناس لجمع الأموال بطريقة سرد القصص المحزنة ومواقف العوز والحاجة هي سلوكيات غريبة على المجتمع، وقد وفدت مع بعض الزوار ممن يحملون تأشيرات سياحية ويسعون للاستفادة منها باستعطاف الناس وسرقة أموالهم وسرد مشكلاتهم أمام الأسواق التجارية أو المجالس القطرية وطرق أبواب البيوت ثم استدراج الأشخاص لدفع نقود. وحذروا من التعامل مع فئة المتسولين وضرورة الإبلاغ عنهم للجهات الأمنية المختصة أو إرشادهم للمؤسسات الخيرية والإنسانية التي هيأتها الدولة لمساعدة هذه الفئة وليس التسول في الطرقات العامة، لما لهذه السلوكيات من إساءة للمجتمع وتشويه المظهر العام. فإلى اللقاءات يوسف النجار: ظاهرة خطيرة تهدد بلدنا قال يوسف النجار، ان ظاهرة التسول خطيرة ولها انعكاسات سلبية كثيرة على المجتمع، المتسولون يستعملون اساليب وحيل مختلفة لاقناعنا بمساعدتهم ماليا، فالمتسولون اصبحوا يمارسون التسول في كل مكان في البلد بالنصب والتحايل لاستعطاف المواطن، وهذه الظاهرة اصبحنا نتناقش فيها كثيرا انا واقاربي واصدقائي في المجلس لان جميعنا تعرضنا للتسول على الاقل مرتين او ثلاث مرات وجميعنا نشدد على انه اصبح من الضروري ايجاد حل جذري للحد من هذه الظاهرة البشعة لانها سلوك غير حضاري. من اغرب مواقف التسول التي تعرضت لها من امراة كانت تحمل رضيعا في يدها وتبكي وقالت انها مطلقة وتحتاج بعض المال لاطعام رضيعها وصادفتها بعد سنة تقريبا نفس المراة ونفس الرضيع تتسول وتعيد نفس الكلام ونفس الدموع، هذه الظاهرة تضر بنا وباسرنا واطفالنا وتمس امننا في بلدنا، التسول ظاهرة دخيلة وغريبة على المجتمع القطري وتشوه مظهر اي مجتمع، ويجب ان تقتلع من جذورها ويجب توعية الناس بخطورة الظاهرة وبسلبيات التسول واثاره الاجتماعية الوخيمة لاننا لن نستطيع ان نجبر الناس على عدم اعطاء المتسولين المال خاصة ان هناك الكثير من اصحاب القلوب الرحيمة التي يسهل على المتسول استدرار عطفهم وبالتالي هم يشاركون في هذه الجريمة ويشجعون المتسولين على مواصلة التسول دون وعي منهم لهذا يجب الاكثار من حملات التوعية خاصة الان بعد تفاقم هذه الظاهرة اكثر . حمد الشيبة: عادة يرفضها المجتمع القطري قال السيد حمد صالح الشيبة ناشط في مواقع التواصل الاجتماعي إنّ التسول عادة يرفضها المجتمع القطري ويكافح ظهورها ويعي جيداً أنها تصرفات تسيء للمجتمع، مضيفاً أنّ البعض يرتكبها بدافع جمع الأموال أو التحايل وليس الحاجة. وأضاف انّ المجتمع القطري مشهود له بالتكافل الاجتماعي والمساندة المجتمعية وأنه يقف ويعين كل محتاج، وهناك قنوات رسمية وجمعيات متخصصة في إعانة المحتاجين دون اللجوء للسلوكيات الذميمة. ونوه أنّ الدور الأكبر في التوعية يقع على المجتمع والأفراد ممن يلتقون بهذه النماذج من المتسولين أن يقوموا بالإبلاغ عنهم للجهات المختصة أو ردعهم لعدم تكرار ارتكاب هذه التجاوزات الخاطئة وتوجيههم للجهات المعنية من المؤسسات والجمعيات الخيرية لإعانتهم. درويش جاسم: يجب التدخل للحد من هذه الظاهرة قال درويش جاسم: اصبحنا نتعرض للتسول في كل مكان، في الشوارع في المواقف في المجالس وفي العديد من المناطق واصبح المتسولون يطاردوننا في كل مكان خاصة في الفترة الاخيرة انتشرت الظاهرة اكثر من اللازم، هذه ظاهرة سيئة جدا التسول عادة مذمومة يرفضها الدين والمجتمع وتعتبر من السلوكيات غير الحضارية وهي تسيء الى سمعة بلدنا. لا اريد ان اتهم جنسية معينة ولكن اغلب من يقوم بالتسول من الجنسيات العربية والاسيوية وطبعا لكل متسول طريقته منهم من يدعي المرض ومنهم من يدعي الاعاقة ومنهم من يدعي الطلاق ومنهم من يحمل طفلا رضيعا في يده وهكذا، انا شخصيا تعرضت من يومين فقط في عين خالد الى التسول من قبل ام وابنتها حيث ان اغلب المتسولين نساء وهي حيلة ذكية لاستعطاف المواطن لان الاغلب يحن على النساء اكثر من الرجال، لكن المضحك في الامر ان المتسولين اصبحوا جريئين حيث ان عندما تعطيهم مثلا 10 ريالات يقولون لك ان هذا قليل اعطني اكثر وهذا الامر محزن الى اي مستوى وصلنا. نحن نطالب الجهات المختصة ووزارة الداخلية ممثلة بالادارة العامة للمباحث الجنائية بالتدخل للحد من هذا السلوك من خلال تنفيذ العديد من الحملات لضبط المتسولين ومحاسبتهم قانونيا حتى يكونوا عبرة لغيرهم، كما ندعو المواطنين والمقيمين بعدم الاستجابة لمساعدة المتسولين حتى لا نساهم في تفاقم هذه الظاهرة اكثر بل يجب ان نعمل على اغلاق الباب امام هذه السلوكيات الخاطئة. المحامي د. جذنان الهاجري: الحبس سنة للمتسول في الطرقات أكد المحامي الدكتور جذنان الهاجري أستاذ مساعد بكلية المجتمع أنّ التسول عادة مذمومة يرفضها الدين والمجتمع وتعتبر من السلوكيات غير الحضارية، فقد حرصت الدولة من خلال أجهزتها الأمنية والجمعيات الخيرية على توفير قنوات رسمية لمساعدة المحتاجين لإغلاق الباب أمام السلوكيات الخاطئة. وقال إنّ التسول ظاهرة غير موجودة في المجتمع القطري والحمد لله ووجود بعض التصرفات غير اللائقة من البعض هي سلوكيات فردية ولا ترقى للظاهرة ولابد من مكافحتها وتوجيه المجتمع بالإرشاد والتوعية باعتبارها عادة منافية للقيم والمبادئ. وأشار إلى أنّ المادة 278 من قانون العقوبات تنص على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة كل من يتسول في الطرقات أو الأماكن العامة أو يقود حدثاً للتسول أو يشجعه على ذلك ويجوز بدلاً من الحكم بالعقوبة المتقدمة الحكم بإيداع المتسول إحدى المؤسسات الإصلاحية التي تخصص لذلك، وفي جميع الأحوال يحكم فضلاً عن العقوبة المقررة بمصادرة الأموال المضبوطة المتحصلة من الجريمة. وأوضح أنّ التسول هو جمع المال بطريق غير مشروع وقد يؤدي هذا السلوك إلى مخالفات يرتكبها المتسول دون أن يعي عواقبها القانونية. محمود عبد العزيز: سلوك يرفضه الدين قال الشيخ د.محمود عبد العزيز ان التسول ظاهرة قبيحة تُسيء إلى سُمعة المجتمع، وتُعكر صفوه وتُشوه صورته، وتجعل المتسول يظهر بصورة المحتاج والذليل، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُذلّ المؤمن نفسه، قال صلى الله عليه وسلم: (لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ) أخرجه الترمذي. وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المهنة ونفّر منها؛ لأن صاحبها يفقد كرامته في الدنيا ويسيء إلى آخرته. وحرص الإسلام على حفظ كرامة الإنسان، وصون نفسه عن الابتذال والتعرض للإهانة والوقوف بمواقف الذل والهوان، فحذّر من التعرض للتسول الذي يتنافى مع الكرامة الإنسانية التي خصها الله تعالى للإنسان، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ) الإسراء/17. وكذلك حرّم الإسلام المسألة على كل مَن يملك ما يُغنيه عنها من مال أو قدرة على التكسب، سواء كان ما يسأله زكاة أو تطوعاً أو كفارة، ولا يحل للمتسول أخذه. وقد عالج الإسلام هذه الظاهرة المسيئة بتحريم التسول، والحض على العمل والإنتاج، وجعل أفضل ما يأكل الرجل من كسب يده. وأما من كان في ضيق وكُربة؛ فعليه مراجعة الجهات المعنية، وهي كثيرة ولله الحمد، فالمتسول يأخذ أموال الناس بغير حق وسيسأل عنها أمام الله عز وجل. وتابع: التسول لا يجوز إلا في أحوال ثلاثة قد بينها النبي ﷺ في الحديث الصحيح وهو ما رواه مسلم في صحيحه عن قبيصة بن مخارق الهلالي عن النبي ﷺ أنه قال: (إن المسألة لا تحل لأحد إلا لثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من عيش، ورجل أصابته فاقة فقال ثلاثة من ذوي الحجى من قومه: لقد أصابت فلانًا فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قوامًا من عيش ثم قال ﷺ: ما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكله صاحبه سحتًا). جابر المري: التكافل يحمي المجتمع من الظاهرة قال السيد جابر المري رجل أعمال إنني أنصح الجمهور بضرورة تحري الحقيقة عمن يدعون الحاجة والعوز، لأنّ كثيرين يجمعون المال للطمع أو الثراء السريع وبهذه التصرفات غير الحضارية يسيئون للمجتمع. وأضاف أنّ بعض المحتاجين قد يسلك مسلك البحث عن المال من خلال التسول واستعطاف الآخرين والتحايل على الناس إلا أنّ الجهات المعنية من المؤسسات الخيرية تقيه وتحميه من السؤال والحاجة واللجوء للآخرين. وأكد متانة المجتمع القطري وقوة نسيجه الاجتماعي وأنه يسعى بكل جهوده لاحتواء المعوزين والمحتاجين وهذا نلمسه كثيراً في حملات الدعم، منوهاً أنّ التكافل المجتمعي هو السبيل للتوقف عن هذه الممارسات الضارة. حسن المهندي: التسول استغلال لطيبة المجتمع قال السيد حسن بومطر المهندي، مؤثر في مواقع التواصل الاجتماعي: إنّ التسول عادة غريبة على المجتمع القطري، وهي سلوكيات ضارة قادمة من الخارج يحملها بعض الزوار ممن يحملون تأشيرات لفترات محددة ويستغلونها في التسول أو بعض الشركات الوهمية التي تستقدم أشخاصاً ثم تتركهم بدون عمل وهذا بدوره يؤثر على المظهر الاجتماعي العام. وأكد كفاءة الأجهزة الأمنية في التصدي لهذه السلوكيات الخاطئة، وأنّ السبيل للحد منها بتوعية المجتمع وإرشاد الأفراد بضرورة عدم التعامل معهم والإبلاغ عن تلك الحالات حال وجودها، مضيفاً أنّ ارتكاب أفعال الاستجداء والتسول هو استغلال لطيبة المجتمع القطري الذي عرف عنه كرمه وضيافته. علي المطروشي: انتشار كبير لظاهرة التسول قال علي صالح المطروشي ان ظاهرة التسول ظاهرة سيئة وغير محببة في المجتمع، هذه الظاهرة اصبحت تزعجنا كثيرا في مواقف السيارات في المحلات التجارية في المجالس ومؤخرا اصبحت حتى في بيوتنا، حيث ان المتسولين يتجولون في الاحياء التي يكون اغلب سكانها قطريين ويطرقون علينا باب البيت لطلب المساعدة المادية، وانا شخصيا لاحظت ان اغلب المتسولين نساء لانهم يعرفون ان الدول العربية يتعاطفون مع المرأة فيدخلون عليك من هذا الجانب بانني امرأة ومكسورة واحتاج من يساعدني ويتحججون بأعذار كثيرة ليستعطفونا، واغلب الجنسيات التي تتسول عربية وآسيوية خاصة من النساء، هذه الظاهرة بدأت في الظهور في الخمس سنوات الاخيرة ولكنها لم تكن تعد ظاهرة حيث كانت حالات نادرة لكن مؤخرا انتشرت كثيرا واصبحت ملحوظة ولهذا نحن ندعو الجهات المعنية بالتدخل للحد من هذه الظاهرة وإنهائها تماما لانها تسيء الى سمعة البلد خاصة وان قطر اصبحت الان دولة سياحية وهذه الظاهرة تزعج كثيرا السياح وتزعجنا نحن سكان البلد وتقلق راحتنا وامننا، كما أدعو جميع سكان قطر بعدم العطف عليهم والتعامل معهم حتى لا نشجعهم على مواصلة التسول لان هذا فيه ضرر كبير على سمعتنا وسمعة بلدنا.

8117

| 22 يناير 2023

رياضة alsharq
تنظيم زيارات لممثلين عن المجالس القطرية إلى استادات كأس العالم FIFA قطر 2022

نظمت اللجنة العليا للمشاريع والإرث عددا من الزيارات لممثلين عن مجالس العائلات القطرية إلى استادات كأس العالم FIFA قطر 2022، لإطلاعهم على آخر الاستعدادات لاستضافة البطولة نهاية العام الجاري. وحرصت اللجنة العليا على تنظيم جولات لسكان المناطق التي تحتضن صروح المونديال الثمانية، وعقد لقاءات تناولت كافة استفسارات السكان المتعلقة بأماكن الإقامة، وتذاكر المباريات، ووسائل النقل، وطلبات الحصول على بطاقة هيا، وذلك ضمن الجهود الرامية إلى إشراك أفراد المجتمع في التحضير للحدث المرتقب. وأكد السيد خالد النعمة، المدير التنفيذي للتواصل المجتمعي والشؤون التجارية في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، على أهمية إشراك أفراد المجتمع وتعزيز حماسهم لضمان استضافة نسخة استثنائية من كأس العالم، وقال: يشرفني التواصل مع أفراد المجتمع في قطر، ولا شك أن هذه النقاشات المثمرة من شأنها تزويدنا برؤى هامة تسهم في تعزيز خططنا لتنظيم بطولة تاريخية، وبناء إرث مستدام للمونديال في قطر والمنطقة. من جانبه، أشاد السيد جبر بن محمد السويدي، عضو المجلس البلدي، بجهود اللجنة العليا على صعيد المشاركة المجتمعية، وحرصها على إشراك أفراد المجتمع في رحلة الإعداد للمونديال، بهدف القيام بدورهم في إنجاح الحدث العالمي، مشيرا إلى أهمية الاستماع إلى آراء أبناء المجتمع القطري، والتشاور معهم فيما يتعلق بالصروح الرياضية التي تحتضنها مناطقهم. وأضاف: تحمل هذه الزيارات العديد من النتائج الإيجابية، أهمها بقاء أفراد المجتمع على تواصل مباشر مع المسؤولين عن تنظيم المونديال، ومن ثم الحصول على المعلومات الخاصة بالحدث من مصادرها الموثوقة، وتقديم الآراء والمقترحات التي من شأنها الإسهام في تنظيم نسخة استثنائية من كأس العالم على أرض قطر. وقال السيد حمد خميس العبيدلي، من سكان منطقة الثمامة: لا شك أن اهتمام المسؤولين عن تنظيم المونديال بالتواصل مع أفراد المجتمع القطري يعزز لدينا مشاعر الحماس للبطولة العالمية، ويدفعنا لتقديم كل ما بوسعنا لتنظيم بطولة مميزة تعزز من مكانة دولتنا الحبيبة قطر على الساحة العالمية. وأضاف: نفخر بكل ما أنجزته دولة قطر في رحلتها على طريق المونديال، وسعداء بحرص اللجنة العليا على التشاور معنا والاستماع إلى آرائنا، ونتطلع جميعا إلى الترحيب بالعالم كله في قطر أواخر هذا العام. وشملت زيارات مجالس العائلات القطرية كلا من استادات الثمامة، والبيت، والجنوب، وستواصل الشهر الجاري سلسلة زياراتها إلى المزيد من استادات المونديال. وكانت اللجنة العليا قد استهلت في العام 2014 سلسلة من الزيارات إلى المجالس في أنحاء قطر، لإطلاع أفراد المجتمع على التحضيرات المتواصلة لتنظيم النسخة الأولى من المونديال في العالم العربي.

1236

| 13 سبتمبر 2022

محليات alsharq
المجالس القطرية عامرة بالمهنئين.. المواطنون التزموا بعدم التقبيل والحرص على التباعد

مع انتهاء صلاة العيد يلتقي المصلون في ساحات المساجد لتبادل التهاني ومصافحة بعضهم البعض احتفالاً بحلول عيد الأضحى المبارك وسط أجواء من البهجة والسرور بهذه المناسبة السعيدة، حيث يحرص الآباء على توزيع العيدية على الأطفال الذين ينتظرونها من عام إلى آخر. كما يحرص المواطنون على فتح مجالسهم بعد الصلاة لاستقبال المهنئين لتجتمع مظاهر الاحتفال والتراحم من خلال الزيارات المتبادلة ولتأصيل وإحياء عادات قديمة تحافظ على الترابط بين أفراد المجتمع والتواصل فيما بينهم في المناسبات والأعياد، في مشاهد تعكس التلاحم والترابط الاجتماعي لأبناء الشعب القطري بمختلف فئاته، الذين يحرصون على تبادل الزيارات للمجالس لتقديم التهاني بقدوم العيد. وشهدت المجالس القطرية مع أول أيام العيد تواجد وتزاور عدد كبير من المواطنين فيما بينهم لتبادل التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك وسط تقيد بالإجراءات الاحترازية، حيث ان البعض التزم بالتهنئة ومبادلة التحية عن بعد دون ملامسة، والبعض اكتفى بالمصافحة، وذلك تقيدا بالإجراءات بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد. ودعا مواطنون إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي وضعتها الدولة للتصدي لموجة كورونا الجديدة، مؤكدين انهم لمسوا تقيد والتزام الجميع بالإجراءات الاحترازية داخل المجالس القطرية. شافي المنصوري: فرصة للتواصل وصفاء الأنفس أكد شافي المنصوري أن المجتمع يحرص على فتح المجالس بعد صلاة العيد، كعادة توارثتها الأجيال، فمن خلالها يلتقي الابن بأبيه وأخيه وأفراد عائلته لتبادل التهاني وصلة الرحم، وكذلك للقاء أبناء الفريج الواحد، ليمثل فرصة سخية للتواصل الاجتماعي بين الأهل والأصدقاء والمعارف، ومناسبة للقاء من لم يلتقوا منذ زمن، وهو فرصة كذلك للتصالح وصفاء الأنفس. كما أن المجلس فرصة أيضاً لكي يقوم الشباب واليافعون بزيارة كبار السن وتبادل التهاني معهم. وأضاف أن أول أيام عيد الأضحى مر على اهل قطر بشكل مختلف بعد عودة ارتداء الكمامة مرة اخرى بحسب قرارات مجلس الوزراء والاجراءات الاحترازية التي أقرها الاسبوع الماضي بعد ارتفاع حالات الإصابة بكورونا، لافتا إلى ان بعض المجالس استقبلت المهنئين وسط تقيد تام بالإجراءات حيث تبادل التهاني عن بعد، وعدم المصافحة او مجالسة الآخرين، متمنيا انجلاء هذه الغمة عن قريب والتخلص من الكمامة بشكل نهائي. جابر المري: تجديد لأواصر التآخي والمحبة قال جابر المري إنه اعتاد منذ سنوات على زيارة المجالس خلال أيام العيد، لتبادل التهاني والتبريكات، لافتاً إلى أنه يشعر بسعادة غامرة عند تجمع الناس ليتبادلوا التهاني فيما بينهم في مجلسه أو مجلس غيره، مشيراً إلى أن الآباء والأجداد اعتادوا على فتح مجالسهم في المناسبات والأعياد حتى تعم الفرحة الجميع، ولكي تتجدد العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، خاصة وأن الوقت الحالي ينشغل الكثير من الناس عن التواصل مع الأقرباء والأصدقاء، ولا توجد مناسبة أفضل من العيد لتجديد أواصر التآخي والمحبة بين الجميع. وأضاف أن المجالس القطرية شهدت اقبالا كبيرا امس لتبادل التهاني بين اهل قطر الذين اعتادوا على التزاور صباح العيد لتهنئة بعضهم البعض بهذه المناسبة، وتقيدا بالإجراءات الاحترازية الموضوعة من قبل الدولة التي وضعت لمصلحة الجميع وجاءت في الوقت المناسب خاصة مع تزايد عدد حالات الاصابة اليومية بفيروس كورونا كان العيد مختلفا تماما حيث عودة ارتداء الكمامة مرة اخرى لتغطي وجوه الكثيرين داخل الأماكن العامة وفي المجالس القطرية أيضا، واقتصرت التهنئة في بعض المجالس على تبادل التحية عن بعد. خالد فخرو: الإجراءات الجديدة غيرت العادات قال خالد فخرو: لمست في اول أيام العيد التزام اضح ببعض المجالس القطرية التي تغيرت اوضاعها بعد صدور قرار مجلس الوزراء والاجراءات الاحترازية، حيث التواجد في المجالس وسط حذر تام والتزام بترك مسافة بين كل شخص وآخر، واقتصر تبادل التهاني والتحية على الاهل من الأسرة الواحدة فيما بينهم فقط. وأضاف انه مع تطبيق الاجراءات الاحترازية ومنها ارتداء الكمامة وجد التزام تام من قبل افراد المجتمع بذلك في الأماكن العامة المغلقة، لافتا الى أن هناك مسببات بعودة ارتفاع عدد الاصابات مرة أخرى من بينها التهاون. ودعا كافة أفراد المجتمع إلى التقيد بالإجراءات والالتزام بها في كل مكان، للتصدي لهذه الموجة والحد من ارتفاع عدد الاصابات بكورونا كما هو حاصل اليوم، مشيدا بقرار مجلس الوزراء الذي جاء في الوقت المناسب لإلزام الجميع على التقيد بارتداء الكمامة. محمد ذياب: عادة فريدة تتناسب مع فرحة العيد قال محمد ذياب، إنه اعتاد على استقبال المواطنين في مجلسه وزيارة المجالس الأخرى أول أيام العيد، وخاصة أهله، حيث إنه يشعر بسعادة غامرة عندما يجتمعون في العيد، وأضاف أن مجالس العيد لها بهجة خاصة، وطابع مميز، فبالرغم من الاعتياد على التردد الدائم على المجالس في كل أوقات السنة، إلا أن المجالس في المناسبات يكون لها صبغة خاصة وطابع فريد يتناسب مع المناسبة والفرحة، لذا فالصغير قبل الكبير يحرص على المشاركة في المجالس للاستمتاع بأجواء العيد وسط من تحبهم من الأهل والأصدقاء والجيران، فالجميع يكون سعيداً ويقومون بتبادل الذكريات الطريفة بينهم لتعم أجواء السعادة المكان، وهذا هو الغرض الأساسي في مجالس العيد. وأضاف أن الالتزام بالإجراءات التي وضعتها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا بين أفراد المجتمع الحل الامثل لتجاوز هذه الموجة من كورونا، لافتا إلى انه لمس التزام كافة أفراد المجتمع مع تطبيق قرارا مجلس الوزراء الذي نص على فرض اجراءات وقيود احترازية على رأسها الزامية ارتداء الكمامة بالأماكن العامة المغلقة، حيث ان كافة المساجد أكدت على ارتداء المصلين للكمامة قبل الدخول إلى المسجد، والحال نفسه في المجمعات التجارية والمحال أيضا، وهو ما يبشر بأن عدد الحالات سيتراجع خلال الفترة القليلة القادمة. محمد الدرويش: تجديد العلاقات مع المعارف والأصدقاء أكد محمد الدرويش أنه يحرص على زيارة مجالس الأهل والأصدقاء لتبادل التهاني بقدوم العيد، فقد تكون الأشغال اليومية والأعباء الحياتية سبباً في الابتعاد عن الأحبة، ولا توجد فرصة أفضل من تجديد العلاقات مع المعارف والأصدقاء إلا في المناسبات مثل العيد وشهر رمضان وعيد الأضحى، والمجالس عادة مهمة لأنها بمثابة نادٍ اجتماعي يتقابل فيه الأشخاص للتواصل والتعارف أيضاً في بعض الأحيان، فميزة المجالس في قطر أنها مفتوحة للجميع دون تفرقة. وأكد على تبادل التهنئة امس في المجالس القطرية كان وسط حذر شديد من قبل بعض المواطنين الذين حرصوا على عدم تبادل التهاني بالمصافحة او الاقتراب من الآخرين، وذلك ضمانا لسلامتهم وسلامة الآخرين أيضا.

755

| 11 يوليو 2022

محليات alsharq
مجالس أهل قطر مساحة شعبية لمناقشة القضايا

استأنفت المجالس القطرية استقبال الضيوف بعد انقطاع استمر لعامين متتالين بسبب جائحة كورونا التي أدت إلى اغلاق المجالس وتوقفها عن استقبال الضيوف خلال الفترة الماضية، وعادت الحياة خلال الشهر الفضيل مرة اخرى لمجالس أهل قطر التي تفتتح أبوابها أمام الأقارب والأصدقاء والضيوف طيلة الأيام، ويزيد عليها الاقبال خلال الشهر الفضيل حيث يجتمع المواطنون مع بعضهم البعض، ومنهم من يحرص على زيارة المجالس القطرية الاخرى. ومن بين المجالس التي زارتها الشرق وتوقفت عندها مجلس السيد فيصل التميمي حيث التقت عددا من رواده الذين أكدوا حرصهم على زيارته باستمرار خاصة أن هذا المجلس أخذ بطريقة تصميمه الطابع التراثي، ويحتوي على تحف وقطع تراثية تعود الى حقبة من الزمن، ويعتبر متحفا تعرض من خلاله أبرز الأدوات التي كانت تستخدم خلال القرن الماضي وعلى عهد الآباء والاجداد. # فيصل التميمي: المجلس يستقبل زيارات للسياح والوفود الأجنبية قال فيصل التميمي صاحب أشهر مجلس إنه بالرغم من أن العامين الماضيين كانا كابوس وما زالت ذكراهما عالقة في أذهان العلم أجمع بسبب ما حدث فيها من انتشار لفيروس كورونا الذي رافقته المخاوف من جميع انحاء العالم، وادت إلى اغلاقات طالت كل شيء، إلا ان الاوضاع عادت بشكل تدريجي إلى سابق عهدها وعادت معها الحياة، حيث أصبح الناس يعيشون بكل أريحية ودون أي مخاوف، موضحا مع عودة الامور إلى طبيعتها رجعت المجالس القطرية تفتتح أبوابها ويلتقي فيها الجميع من مواطنين ومقيمين وسياح، ويعتبر مجلسي احدى وجهات الزوار من داخل وخارج الدولة. وأضاف التميمي: إن المجلس في قطر يعتبر هو المكان والملتقى والمنصة التي يتواجد من خلالها المواطنون ويلتقون مع بعضهم البعض لتبادل الاحاديث او النقاش حول مواضيع اجتماعية وأخرى عملية وثقافية، ويجتمع فيه كافة أطياف المجتمع للمشاركة في الأحاديث والسمر وسط أجواء مفعمة بالحب والأخوة، وهو ما يعكس صورة مشرفة عن تمازج المجتمع القطري وترابطه. ولفت إلى أن مجلسه طوال العام وحتى خلال الأيام العادية يكون مزارا ومتحفا يستقبل الزوار والسياح والوفود من مختلف دول العام خلال فترة النهار ويطلعون على جانب من محتويات الحياة القطرية سابقا ويتعرفون على التراث القطري من خلال محتويات المجلس، ويتحول إلى مجلس من بعد صلاة المغرب يلتقي فيه المواطنون والمقيمون والسياح. وأكد امتثالا لمطالب الجيران وسكان الفريج بعدم اغلاق أبواب المجلس، يتم افتتاحه طوال الأيام أمام اهل المنطقة والزوار، حتى خلال سفره خارج البلاد، وذلك لتعلقهم به، ورغبتهم بزيارته والتواجد والالتقاء مع بعضهم البعض يوميا. # عبدالله حسن:عودة المجالس القطرية لاستقبال الضيوف أكد عبد الله حسن أن المجالس القطرية عادت مرة أخرى لتفتح أبوابها للزوار والضيوف وخاصة في شهر رمضان الفضيل الذي يحرص فيه أهل قطر على تبادل الزيارات فيما بينهم والتواجد في المجالس من عقب صلاة التراويح وحتى قبل وقت السحور، موضحا أن بعض المجالس التي افتتحت أبوابها تقيم موائد افطار، او سحور، بهدف التقاء المواطنين في هذه المجالس، مشيرا إلى أن تناول وجبات الإفطار الجماعية تعتبر عادة توارثتها الاجيال عن الآباء والاجداد. وأضاف عبد الله حسن خلال حديثه: أحرص في شهر رمضان على زيارة المجالس القطرية، ومن بينها مجلس فيصل التميمي الذي لا تمله الأعين لكونه يحتوي على بصمة تراثية مميزة تجعله مقصدا للزوار والضيوف بشكل يومي، إذ انه أشبه بالمتحف ويوجد فيه كل ما يذكر بالماضي سواء تحف وانتيكات، وقطع تراثية متعددة، لتعود به الذاكرة وكل من يزور المجلس من أهل قطر إلى تلك السنوات عندما كان في مقتبل العمر. ولفت إلى ان المجالس القطرية تعتبر وجهة للكثير من الضيوف سواء من داخل او خارج البلاد وتعكس كرم الشعب القطري المضياف. # عبدالله الأنصاري:مكان للتعرف على العادات والتقاليد وهويتنا قال عبد الله الأنصاري: إن افتتاح المجالس أمام الزوار بشرى خير بعودة الحياة إلى طبيعتها، ونأمل استمرار افتتاحها دون أي تأثير أو اغلاقات أخرى، موضحا عرف عن المجالس القطرية بأنها لا تغلق أبوابها امام الزوار وتستقبل الجميع من كل حدب وصوب، وفيها يكرم الضيف، ويلتقي الكبار والصغار، ويستفاد من كل ما يدار فيها من نقاشات او موضوعات اجتماعية، وذلك لكونها تستقبل كافة اطياف المجتمع، من المثقفين والادباء والشعراء والدكاترة وغيرهم للمشاركة في نقاش واحد وموضوعات واحدة يستفاد منها. وأوضح: تعتبر المجالس المكان الوحيد الذي تتعرف فيه الاجيال على العادات والتقاليد، ومن خلالها نستطيع أن نحافظ على هويتنا الوطنية، وتناقل عاداتنا وتقاليدنا فيما بيننا وايصالها الى المجتمعات الاخرى، خاصة في ظل الانفتاح الحاصل وتعدد الجنسيات التي تعيش على أرض دولتنا الحبيبة قطر. ولفت إلى أن أهل قطر يحرصون على التواجد في مجالسهم بشكل يومي وعلى مدار العام، ويحرصون أكثر على ذلك خلال الشهر الفضيل، حيث يلتقون مع بعضهم من بعد صلاة التراويح وحتى قبل موعد السحور، ويتبادلون العزائم فيما بينهم سواء على الافطار او الغبقة أو السحور. # علي الحداد:تعلم الأبناء العادات والتقاليد وينقلونها للأجيال يرى علي الحداد ان اللقاءات اليومية في مجالس اهل قطر تعكس مدى الترابط بين المجتمع القطري، وفيها تعلمنا وتناقلت الاجيال العادات والتقاليد القطرية، ومنها تنبثق الهوية الوطنية لكونها جزءا منها. وأضاف الحداد: في مجالس أهل قطر يتم اكرام الضيف وينصت الصغير للكبير، ويتعلم الابناء آداب المجلس وطرق الترحيب بالضيوف وتبادل السلام، وكذلك تقديم القهوة العربية للضيوف، وبهذا تكون المجالس القطرية مدارس فيها يتم تعليم الأبناء ومنها تتناقل الاجيال العادات والتقاليد القطرية، متمنيا استمرار افتتاح المجالس وعدم تأثرها، حيث انها تعتبر ملتقى للجميع وفيها تطرح النقاشات والاحاديث الشيقة ومنها تعلمنا ويتعلم الأبناء، وتعكس اللحمة الوطنية بين أهل قطر الذين يحرصون على التواجد بالمجالس. ودعا الشباب إلى زيارة المجالس والتواجد فيها باستمرار خاصة في ظل الانفتاح الحاصل الذي غير العادات لدى بعض المجتمعات بسبب تأثرها بالانفتاح من حولها وعدم محافظتها على هويتها الوطنية وعاداتها وتقاليدها. # وليد إمام:تعكس كرم الشعب القطري المضياف أما وليد إمام فهو مقيم يحرص على زيارة مجالس أهل قطر فيقول: لمست كرم الضيافة لدى الشعب القطري الذي يحرص على افتتاح أبواب المجالس بشكل يومي، ومنها مجلس السيد فيصل التميمي الذي يستقبل الضيوف على مدار اليوم طوال العام، ولا يغلق أبوابه أبدا، لافتا إلى انه يتردد إلى المجلس بشكل يومي خلال رمضان ويلتقي فيه مع عدد من المواطنين والمقيمين والسياح أيضا، موضحا أن في المجالس القطرية جانبا مهما يعكس مدى ترابط المجتمع القطري مع بعضهم البعض، بالإضافة إلى أن فيه يتعلم المقيم والسائح على تراث اهل قطر من خلال تقديم القهوة العربية، وبعض المشروبات الاخرى الساخنة، وفيه أيضا تقدم المأكولات للضيوف والزوار. # ايغال سيروني:تأثرت بالشعب القطري وأرتدي لباسهم أوضح ايغال سيروني كاتب ومخرج ايطالي، انه تمكن من تكوين صداقات من خلال زيارته للمجالس القطرية، لاسيما مجلس السيد فيصل التميمي منها، والذي يعتبره مجلسه ويتردد إليه بشكل يومي، وتعرف على جانب من التراث القطري، والعادات والتقاليد القطرية التي حرص على ان ينقلها إلى بلاده في كل مرة يزور فيها قطر ويعود إلى ايطاليا. وأضاف انه تأثر كثيرا بالشعب القطري لدرجة انه اصبح يردتي الزي القطري الثوب والغترة ويرسل صوره الى اهله الذين يبدون اعجابهم بالزي القطري والعادات والتقاليد القطري التي تؤكد كرم شعب قطر.

3341

| 08 أبريل 2022

محليات alsharq
وفد سفراء الرحمة في راف يزور مجلس "الأنصاري"

ضمن فعاليات برنامج زيارة المجالس القطرية خلال شهر رمضان المبارك قام وفد من وحدة سفراء الرحمة "رحماء" بمؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية "راف" بزيارة لمجلس "الأنصاري"، رافقهم فيها فضيلة الدكتور محمد العوضي الداعية الكويتي المعروف، وفضيلة الشيخ حسن الحسيني الداعية البحريني المعروف. وكان الدكتور محمد بن عبدالله الأنصاري في مقدمة إخوانه من أنجال المغفور له بإذن الله العلامة الشيخ عبدالله بن إبراهيم الأنصاري (خادم العلم يرحمه الله)، وأبنائهم الذين احتفوا بالوفد الزائر، مباركين لهم حلول شهر رمضان، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن. وفي بداية الزيارة، رحب الدكتور محمد بن عبدالله الأنصاري بالداعية العوضي والشيخ الحسيني، ودار نقاش مستفيض حول مختلف القضايا الإسلامية، خاصة ما يتعلق بالجوانب العلمية والبحثية والفلكية، وجهود دار التقويم القطري، وغير ذلك من القضايا التي تشغل المفكرين والكتاب على الساحة الإسلامية، كما تم التطرق للعديد من القضايا الإنسانية والمسؤولية تجاه الضعفاء والمنكوبين في مختلف الدول الإسلامية. وقد أشاد الدكتور محمد بن عبدالله الأنصاري بالجهود التي تقوم بها مؤسسة "راف" لصالح الفئات الفقيرة والمحتاجة على مستوى العالم. وحول برنامج زيارة المجالس الذي تنظمه وحدة سفراء الرحمة "رحماء" يقول المهندس محمد عبدالواحد فخرو مسؤول البرنامج: إن برنامج زيارة المجالس يُعد واحداً من أهم المبادرات الكبيرة التي أطلقتها مؤسسة "راف" لتعزيز أواصر العلاقات الطيبة التي تربطها بمختلف شرائح المجتمع، والفاعلين الاقتصاديين ورجال الأعمال، لتعريفهم بالمشاريع والأنشطة التي تنفذها "راف" لصالح الملايين من الفقراء والمحتاجين حول العالم. وأضاف: ان زيارة المجالس تهدف لتعزيز التواصل مع أبناء المجتمع، والاستماع إلى أصحاب الحكمة والخبرة والتخصص في مختلف المجالات، وكما يقال فالمجالس مدارس، مشيرا إلى أن زيارات المجالس تنقسم لثلاثة أنواع، منها زيارات لمجالس شبابية، وزيارة مجالس الوجهاء، وزيارة المجالس العامة. وقال: إننا نحرص على أن يكون أحد الدعاة الكبار من ضيوف المؤسسة على رأس وفد المؤسسة خلال الزيارة، التي تتم إدارتها بصورة تشبه الندوات بما تحويه من النقاشات الهادفة وسط أجواء إيمانية يستفيد منها كل الحضور.

542

| 17 يونيو 2016

محليات alsharq
مسعى لتسجيل "المجالس" باليونسكو.. قريباً

كشف سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، عن سعي الوزارة الحثيث مع منظمة اليونسكو لتسجيل (المجالس) تلك الظاهرة العريقة في مجتمعاتنا والتي كان ولازال لها دور اجتماعي وثقافي وقيمي، فضلاً عن جعل القهوة العربية على قائمة التراث العالمي، لافتاً إلى أن الثقافة والهوية محور أساسي في محاور رؤية قطر الوطنية لعام 2030، حيث وضعت له الاستراتيجية والبرامج لغاية 2016، وأن هذه الاستراتيجية قائمة على تضافر الجهود التعليمية والثقافية، وجهود الدولة، إضافة إلى جهود القطاع الخاص والافراد.. وشدد سعادته على ضرورة المحافظة على الهوية، وهو ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد (حفظه الله)، موضحا أنه لايمكن للتنمية أن تكتمل دون الوجه الاخر لها وهو الهوية، مشيداً بإدراج الزبارة على قائمة التراث العالمي والذي يمثل انجازا تراثيا جديرا بالتقدير، كما اشار الى اعتماد اللجنة الحكومية الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي غير المادي بتسجيل الصقارة (الصيد بالصقور) على لائحة التراث العالمي غير المادي.. جاء ذلك خلال ندوة "دور المتاحف الخاصة في تنمية الثقافة والتعريف بالتراث القطري والاسلامي"، برعاية صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بعنوان، على هامش معرض "رحلة عبر الفنون والازمان "، والذي أقيم بالتعاون مع جامعة كارنيجي ميلون، احتفالاً بمرور 10 سنوات على تأسيس حرمها الجامعي في المدينة التعليمية بالدوحة.. وقال سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري " بداية أتوجه بالشكر الجزيل إلى متحف الشيخ فيصل وجامعة كارنيجي ميلون للمشاركة في الندوة التي تعالج موضوعا ثقافيا يتسم بالأهمية وخاصة في هذه المرحلة التي تمر بها بلادنا العزيزة،وهي فترة تنمية وبناء واعمار، حيث ان قيادتنا الحكيمة مدركة لأهمية الأصالة والتراث واتباطهما بهوية البلاد العربية والاسلامية، وان صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد حفظه الله أكد في كل مناسبة ضرورة المحافظة على الهوية"، موضحا أنه لايمكن للتنمية أن تكتمل دون الوجه الاخر لها وهو الهوية، حيث الثقافة والهوية محور أساسي في محاور رؤية قطر الوطنية لعام 2030، وقد وضعت له الاستراتيجية والبرامج حتى العام 2016 والتي تضع التراث والهوية والاصالة في الاعتبار، وان هذه الاستراتيجية قائمة على تضافر الجهود التعليمية والثقافية، جهود الدولة كما جهود القطاع الخاص والافراد. كما أوضح سعادته أن هذه الندوة ليس بما ستطرحه من افكار فقط وانما لرمزيتها المتمثلة في مدى اهتمام الافراد والقطاع الخاص بالتراث والمتاحف والذي يعكس مدى ادراك القطاع الخاص لاهمية الثقافة والقيام بمبادرات في التراث والفنون تعضد من جهود الدولة ، لافتاً إلى أن ابرز مثال على ذلك متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني والذي ضرب مثلا يحتذى به في الاهتمام مبكرا بجمع التراث وتصنيفه والمحافظة عليه وانشاء متاحف له، مشددا الى ان هذا لايعد مكسبا لقطر فحسب وانما لتراثنا العربي الاسلامي والتراث الانساني بشكل عام. التراث العالمي واضاف وزير الثقافة قائلا" ان الامر الثاني يتمثل في مدى اهتمام الجامعات والقطاع التعليمي بالتراث، باعتباره عنصرا اساسيا في البرامج التعليمية، عبر تسليط الضوء على أهميته واقامة المعارض له وتأكيد دوره في المحافظة على هوية الجيل الجديد، اننا نتطلع قريبا الى استكمال متحف قطر الوطني، اول متحف افتتح في الدولة منذ أكثر من 40 سنة، واننا على ثقة انه بتصميم المعماري الكبير جان نوفيل المبتكر من وردة الصحراء سيكون صرحا ثقافيا آخر يضاف الى سجل الانجازات الثقافية الاخرى التي حققتها بلادنا"، متوجهاً سعادته بالشكر لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني لما تقوم به من دور حيوي في انشاء المتاحف وما يصاحبها من نشاطات تراثية وفنية جعلت من عاصمتنا الدوحة حافلة بحياة ثقافية مشهودة، ومشيداً بادراج الزبارة على قائمة التراث العالمي يمثل انجازا تراثيا جديرا بالتقدير، كما اشار الى اعتماد اللجنة الحكومية الدولية الخاصة بحماية التراث الثقافي غير المادي بتسجيل الصقارة (الصيد بالصقور) على لائحة التراث العالمي غير المادي. دور المتاحف من جانبه رحب سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني، بسعادة الدكتور عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، وبسعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة، والدكتور إيلكر بيبرس العميد والرئيس التنفيذيل جامعة كارنيجي ميلون في قطر، وأوضح أن أول من زار متحفه هو سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الامير الوالد حفظه الله ورعاه، وسمو الشيخة موزا بنت ناصر ، والشيخة المياسة، مشددا أن المجتمع القطري كان ومازال مهتما بالثقافة والتراث.. وأضاف سعادته قائلا" انه بالرغم من كونه رجل أعمال ولا وقت لديه الا انه يجد سعادته القصوى في أروقه المتحف في منطقة الشحانية، حيث أصبح المتحف ملتقى للعديد من الاشخاص على الصعيدين الثقافي والاجتماعي،خصوصا مع اعداد الزوار الذين يقومون بزيارة المتحف بشكل مستمر"، مشيراً إلى أن المتحف منذ لحظة تأسيسه ساهم في نشر الوعي بثقافة التراث بين مختلف فئات المجتمع القطري والمقيمين في قطر حتى أصبح جميع أفرد العائلة يهتمون بزيارة المتحف للتعرف عن قرب بالمراحل الحضارية التي مرت بها الإنسانية. وقال "ان المتحف معلم ثقافي وتربوي دوره الاساسي ربط المجتمع المعاصر بتاريخه، كما ويعد المتحف مؤسسة تثقيفية تربوية من شأنها تعريف الأجيال الجديدة وخصوصا قطاعات الشباب بحياة الأجداد وتاريخهم المشرف، في حين أن المتحف يقوم عادة باقتناء التحف القديمة واستكشافها لدراستها والتعريف بها،من ثم يتم عرضها أمام الجمهور، وايمانا منه بدور المتاحف في تثقيف الشعوب بادر متحف الشيخ فيصل بن قاسم بنشر الوعي التراثي عن طريق اقامة المعارض مثل المعرض الحالي في جامعة كارنيجي ميلون والذي تفضلت سمو الشيخة موزا بزيارته مما أعطى المعرض حافزا مهما وعاملا كبيرا لاستقطاب اعداد كبيرة من الزوار ان كان من الطلبة والاساتذة وحتى الزوار من خارج الجامعة، وقد سبق للمتحف المشاركة في معرض سابق بالجامعة الأميركية بالشارقة ومعارض أخرى كثيرة في مؤسسة قطر وبعض المدارس الثانوية، مشدداً أن مثل هذه المعارض تحفز بشكل كبير العائلات والأفراد ليقوموا بزيارة للمتحف في الشحانية لازدياد اهتمامهم بالتراث والتاريخ، موضحاً أن المتحف المتنقل سيعرض قريباً أمام الجمهور في الولايات المتحدة الإمريكية لينقل الصورة المشرفة للعرب والإسلام أمام كافة المجتمعات. هذا وقد وضم المعرض أكثر من 160 قطعة أثريّة نادرة يتم عرضها للمرة الأولى أمام الجمهور، وتشمل مجموعة من المقتنيات الخاصة بالشيخ فيصل بما في ذلك مصوغات ذهبية قطرية، ونموذجاً فريداً لقارب تراثي لصيد اللؤلؤ بطول 7 أمتار و4 سيارات كلاسيكيّة.

294

| 13 أبريل 2014