رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي alsharq
د. أنتوني ريفيز لـ الشرق: ذكرى الانسحاب الأمريكي تجدد الاهتمام بالأدوار القطرية

مع حلول الذكرى الثانية للانسحاب الأمريكي من افغانستان تنفيذا لاتفاق الدوحة التاريخي بين واشنطن وطالبان، أكد د. أنتوني ريفيز، عضو فريق الخبراء بالأمم المتحدة سابقاً بأفغانستان وأستاذ العلوم السياسية بجامعة إلينوي وعضو مجلس شيكاغو للشؤون الخارجية والسياسة الدولية، أن المناسبة تجدد التذكير بأهمية الأدوار القطرية المهمة في افغانستان وتسلط الضوء على النجاحات الدبلوماسية المتجددة، وفي استعراض النقاش حول تحديات المشهد الأفغاني، بكونه يرجع دائماً إلى نقطة أساسية ومحورية فارقة، وهي مبادرة السلام التي عقدت في الدوحة وما نتج عنها من اتفاق الدوحة التاريخي، الذي يعود دائماً كوثيقة حيوية في إطار المباحثات الأمريكية- الأفغانية بوساطة قطرية، وميزة الاتفاق أنه للمرة الأولى يدعم الخيار الدبلوماسي بديلاً للنهج العسكري الذي كان سبباً في مواصلة تورط القوات الأمريكية والدولية في أفغانستان لأكثر من عقدين، والمنطق العسكري هو الذي أمد عمر أطول حرب أمريكية تجددت فيها ساحات القتال بصورة خسرت فيها أمريكا مليارات الأموال ومئات الضحايا، وبالفعل رغم تحقيق بعض المكاسب المدنية فيما يتعلق بأوضاع المرأة التعليمية وغيرها من الحقوق المدنية، إلا أن ساحات القتال المفتوحة كانت تفتح الأبواب لنزيف دماء متجدد، حيث ساعدت الاتفاقيات التي ابرمت في قطر ولوجستيات التنسيق الأمني في الحد من العمليات العسكرية ووقف الخسائر في الأرواح حينها، وأيضاً بحث المسار الدبلوماسي للمرة الأولى في التفاوض بين أمريكا وطالبان. شراكة قطرية - أمريكية يقول د. أنتوني ريفيز: إن قطر قامت أيضاً كشريك حيوي في الملف الأفغاني بأدوار بارزة مثل الوكالة الدبلوماسية والوساطة الحيوية، كما أن الانتقادات التي وجهت لعمليات الإجلاء لم تقف أمام حقيقة واحدة، وهي الانسحاب ذاته، والذي كانت تقديرات إدارة بايدن إنه لن يكون سهلاً فأي مسار كان سينتهي إليه الأمر، فإن الانسحاب كان خطوة لا بد منها، ولعبت الدبلوماسية المهمة أدوارا أضافت مزيداً من القوة على العلاقات الأمريكية مع الحلفاء التقليديين البارزين بالخليج مثل قطر، والانخراط في مباحثات حيوية بشأن تحديات المستقبل الأفغاني العديدة في خضم الأوضاع الاقتصادية والتطورات الإنسانية الخطيرة اللافتة، وتغييب الدبلوماسية عموماً والعزلة التي تم فرضها هي التي عجلت بخطوات اتخذتها طالبان فيما يتعلق بأوضاع تعليم الفتيات، رغم أن المباحثات الرسمية في مكتب قطر دائماً ما ألقت إشارات للمرونة من قبل طالبان بشأن تعليم المراهقات، ولكن دائماً ما تم ربط الخطوات المدنية، بالإفراج عن الأصول المجمدة والمساعدات الاقتصادية للمجتمع الدولي، فهناك بعض المخاوف ولكن السبيل الدبلوماسي بإمكانه حتى الآن تحقيق بعض المصالح المرجوة وإن كان في ظل التعقيد الجيوسياسي ولكنها ستمتد لمعالجة أزمات الداخل الأفغاني اقتصادياً وإنسانياً على تفاقمها. أهمية اتفاق الدوحة وتابع د. أنتوني ريفيز في تصريحاته لـ الشرق: إن اتفاق الدوحة كان حيوياً أيضاً في خلق نمط من التنسيق الأمني بين القوات الأمريكية وقوات طالبان، ربما تطور الأمر إلى تنسيق مخابراتي بشأن جهود مكافحة تنظيم داعش- خاراسان وما حققته طالبان من تحجيم فعلي لأذرع تنظيم الدولة، وفي المقابل كانت المخاطر المرتبطة بتحول طالبان ساحة للإرهابيين يشن منها هجمات داخل أمريكا، هي مخاطر ترتبط بمعالجة قضايا الماضي ولكن كما نعلم بوضوح لم تعد القاعدة كما هي بعد اغتيال قادتها والمطاردات المتجددة، حيث تراجعت القاعدة، في قائمة أولويات الأمن القومي الأمريكية، أمام تحديات أخرى مثل مواجهة الصدام مع روسيا والهجمات السيبرانية والقرصنة الصينية وصراعات النفوذ الدولية، وأزمات الإرهاب الداخلي والانقسام المجتمعي وتأثيرات الطاقة الضاغطة على الاقتصادات والمعيشة ومعادلات التضخم، دون أن يمنع ذلك القوات الأمريكية في أن تتدخل بعمليات عسكرية إذا وجدت فرصة سانحة لتقويض القاعدة أو قيادتها كما حدث في تصفية أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة.

380

| 16 أغسطس 2023

عربي ودولي alsharq
هل تنجح الضغوط الدولية في تحقيق تسوية سياسية؟

تحتضن الدوحة اجتماعات الترويكا الموسعة لبحث آخر تطورات الملف الأفغاني، التي تنتظم من 10 إلى 12 أغسطس الجاري، من أجل الضغط على حركة طالبان لوقف هجماتها المتسارعة، وحشد الدعم والتوافق الإقليمي والدولي لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان. وتمضي طالبان في تقدمها على ساحة المعركة وتوسيع رقعة نفوذها في البلاد بعد سيطرتها على نحو 6 مراكز ولايات وحوالي ثلثي المعابر الحدودية، مهددة باقتحام العاصمة كابول والإطاحة بالحكومة إذا فشلت المفاوضات. وقد انطلق أمس في الدوحة، اجتماع الترويكا الدولية حول أفغانستان لبحث آخر تطورات الملف الأفغاني في ظل تصاعد هجمات حركة طالبان وتقدمها اللافت في السيطرة على نحو 6 مراكز ولايات وحوالي ثلثي معابر أفغانستان. ونقلت الجزيرة عن مصادر حكومية أفغانية، أن رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله، شارك في اجتماع أمس، بينما لم يحسم وفد حركة طالبان في مسألة المشاركة من عدمها في اجتماع الترويكا الدولي، بحسب عضو في وفد الحركة إلى محادثات سلام أفغانستان. وستعقد اجتماعات الترويكا الموسعة، التي تضم روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان والأطراف الأفغانية المعنية بهدف مناقشة التطورات الميدانية على الساحة الأفغانية وحشد الدعم والتوافق الإقليمي والدولي لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان. وبحسب جدول أعمال الاجتماع، من المقرر أن تطلع دولة قطر، التي تستضيف جولات من محادثات السلام بين الأفغان منذ سبتمبر الماضي، المجتمعين على الوضع الحالي لعملية السلام، بينما يقدم كل من فريق التفاوض للحكومة الأفغانية وحركة طالبان تحديثا بشأن الجولة الأخيرة من المفاوضات التي عقدت في يوليو الماضي، بحسب وكالة شينخوا. وكانت دول الترويكا الأربعة قد عقدت في 30 أبريل الماضي، اجتماعا بشأن أفغانستان في الدوحة، وأصدرت بيانا مشتركا أكدت فيه أن التوصل لتسوية سياسية من خلال المفاوضات هو الطريق الوحيد الصحيح لتحقيق سلام دائم في أفغانستان. وشددت الترويكا على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية بطريقة مسؤولة لضمان انتقال سلس للأوضاع في البلاد، بينما دعت المتفاوضين الأفغان إلى التوصل لحل سياسي شامل ومستدام. * إنهاء الحرب وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد، توجه إلى العاصمة القطرية، للضغط على حركة طالبان لوقف عملياتها العسكرية وللتفاوض من أجل تسوية سياسية، باعتبارها السبيل الوحيد للاستقرار والتنمية في أفغانستان. وأضافت الخارجية، في بيان، أنه وخلال عدة جولات من اللقاءات على مدى 3 أيام سيقوم ممثلون عن دول في المنطقة وعن منظمات دولية بالضغط من أجل خفض العنف ووقف إطلاق النار والالتزام بعدم الاعتراف بحكومة تصل للسلطة بالقوة. وأشار البيان إلى العمليات العسكرية المتسارعة لحركة طالبان، والتي أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين في النزاع المسلح بين الجانبين، والفظائع المزعومة لانتهاكات حقوق الإنسان، تشكل مصدر قلق بالغ، مشددا على أن السلام المتفاوض عليه هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب. ومن جهته، قال المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف، في تصريحات صحفية، إن لقاء الدوحة سيكون إيجابيا كونه يمثل مرحلة مهمة في إطار الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار والأمن في أفغانستان، مؤكدا أنه لا يمكن توقع أي تقدم ملموس في المحادثات قبل الخريف المقبل. * تسوية سياسية وتأتي هذه الاجتماعات بينما تشتد الاشتباكات في أفغانستان، تزامنا مع مواصلة القوات الأجنبية انسحابها الذي بدأ في مايو الماضي لإنهاء أطول حرب أمريكية، وتنفيذًا لـاتفاق الدوحة التاريخي الموقع في فبراير 2020، بين واشنطن وحركة طالبان. وكثفت الحركة، في الساعات الأخيرة، هجماتها في محاور عدة، مهددة باقتحام العاصمة كابول والإطاحة بالحكومة إذا لم يتم التوصل لحل سياسي. وقال المتحدث باسم طالبان، إن الحركة ستقتحم المدن الأفغانية بما فيها كابول للإطاحة بالحكومة إذا فشلت المفاوضات، بحسب ما أفاد به لوكالة بلومبيرغ. وأضاف المتحدث، أن طالبان تتوقع أن تكون هناك تسوية سياسية قبل أن تصبح الحرب أكثر فتكا. وبينما تواصل حركة طالبان تقدمها في شمالي أفغانستان وتتوعد باقتحام العاصمة، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، إن الأفغان هم المسؤولون عن الدفاع عن بلدهم، لكنها أكدت أن واشنطن ستواصل دعمها للقوات الأفغانية من خلال الغارات الجوية، لما تتمتع به من القدرات العسكرية لإحداث فارق على الأرض. وفي وقت سابق، استهدفت قاذفات من طراز بي-52 تابعة لسلاح الجو الأمريكي تجمعا لحركة طالبان، في مدينة شربرغان، بولاية جوزجان. كما نقلت بلومبيرغ، عن المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية محمد أميري، أن الرئيس أشرف غني، قرر تسليح المدنيين لقتال حركة طالبان، في ظل تصاعد الاشتباكات معها في مناطق عديدة. * تقدم ميداني وعلى صعيد التطورات المتسارعة على الأرض في أفغانستان، تركزت أبرز هجمات الحركة، في الساعات الأخيرة، على مزار شريف عاصمة ولاية بلخ، حيث أعلن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، عبر تويتر، أن مقاتلي الحركة سيطروا على عدة مواقع في محيط مزار شريف وفي ولاية ننغرهار. كما قال إنهم أوقعوا قتلى وجرحى في القوات الحكومية ودمروا آليات واستحوذوا على أسلحة. كما أعلن مجاهد أن مسلحي الحركة اقتحموا مدينة فراه غربي أفغانستان وشنوا هجوما على مقر المخابرات فيها، ولكن حاكم ولاية فراه، أكد أن القوات الأفغانية تصدت لهجوم طالبان، وأن الاشتباكات تدور بين الطرفين قرب مقر المخابرات بالولاية. وتصاعدت حدة القتال منذ حوالي شهرين، لاسيما مع اتساع رقعة نفوذ طالبان، بعد سيطرتها على 4 عواصم في الشمال خلال يومين، والعاصمة أيبك الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر جنوب غرب قندوز، أول أمس، بينما تحاول حكومة كابول وقف تقدم الحركة بحشد القوات والغارات الجوية. ونقلت رويترز عن مسؤول في الاتحاد الأوروبي، أن مقاتلي الحركة يسيطرون حاليا على 65 بالمائة من الأراضي الأفغانية بعد سلسلة من الهجمات، وأنها تهدد بالسيطرة على 11 عاصمة. ومن جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، اندلاع اشتباكات بين قوات الأمن وحركة طالبان في 12 ولاية خلال الساعات الـ24 الأخيرة. وأوضحت الوزارة في بيان أمس، أن 361 مسلحا من طالبان قتلوا خلال الاشتباكات، وأصيب 145 آخرون. وأضافت أن الاشتباكات أسفرت عن تدمير العديد من الأسلحة والذخائر التابعة للحركة. * خسائر جسيمة وخلال اليومين الماضيين، فرّ آلاف الأفغان من شمال البلاد نحو العاصمة كابول، رغم حواجز حركة طالبان، خوفا من الخطر المحدق بهم وسط تصاعد هجمات الحركة وتقدمها المتسارع في الشمال. وحذرت ميشيل باتشيليت، المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، من وقوع جرائم حرب وأخرى ضد الإنسانية في أفغانستان. وقالت في بيان أمس، إن العنف المتصاعد وانتهاكات حقوق الإنسان وعدم التمكن من إيقاف الاستغلال، عوامل تؤدي إلى عواقب وخيمة للشعب الأفغاني. وأشارت إلى مقتل العديد من المدنيين خلال المعارك الدائرة في المدن، لافتة إلى مصرع 183 مدنيا على الأقل وإصابة 1181 آخرين بينهم أطفال، في مناطق لشكرجة، وقندهار، وهرات وقندز، منذ 9 يوليو الماضي. ومن جانبها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، في بيان، مقتل 20 طفلا وإصابة 130 آخرين في ولاية قندهار خلال الـ72 ساعة الماضية. وقالت، نحن مصدومون بشدة من التصعيد السريع للانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في أفغانستان، والفظائع تتزايد يوما بعد يوم.

1550

| 11 أغسطس 2021