أكدت مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أن احتضانها لبطولة العالم لفرق الرياضيات مؤخرا، يعكس التزامها الراسخ بتعزيز مكانة العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات ضمن منظومتها التعليمية. وأوضحت المؤسسة أن هذه الاستضافة تجعل قطر أول دولة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية تحتضن هذا المحفل العلمي العالمي، الذي يشكل فرصة لتسليط الضوء على جهود مؤسسة قطر في النهوض بالرياضيات وتعزيز التعاون العلمي مع مختلف دول العالم. وفي هذا السياق، قالت هيا النعيمي مديرة برنامج الموهوبين والمتميزين في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: إن هذه البطولة بمثابة منصة لتسليط الضوء على القدرات العلمية للطلاب في مختلف مدارس مؤسسة قطر، مشيرة إلى أنها كانت جسرا لإيصال رسالة مفادها أن المهارات والقدرات العلمية لطلاب مدارس مؤسسة قطر لا يستهان بها، فهم قادة المستقبل وموهوبون وقادرون على صنع الحدث والتميز. وأضافت أن تنظيم مسابقة هذه السنة يأتي احتفاء بالإرث العلمي الزاخر للخوارزمي، الذي يعد أبا الجبر والرياضيات، وهي أيضا مناسبة لإبراز التراث الغني لدولة قطر والوقوف على الإسهامات العظمى والإرث الزاخر للعلماء المسلمين في مجال الرياضيات. من جهتها، قالت سارة الهاجري مدير عام شؤون الطلاب والشراكة المجتمعية في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: إن هذه المسابقة في نسختها الخامسة عشرة شهدت مشاركة ما يزيد على 800 من الطلاب الموهوبين في الرياضيات، من بينهم 443 طالبا من مدارس دولية مختلفة، حيث تعرفوا على بعض مظاهر الأصول التاريخية الإسلامية لعلم الرياضيات والخوارزميات، من خلال إسهامات العلماء المسلمين البارزين في الرياضيات أمثال الخوارزمي وابن سينا. وأشارت الهاجري إلى أن أحد أهداف هذه المسابقة العلمية يكمن أيضا في تعريف النشء والشباب بأن الرياضيات علم أصيل تطور على يد علماء مسلمين بارزين، وأنه يبقى من أهم المرتكزات التي تقوم عليها باقي العلوم، وأن الجميع قادر على فهم لغة الرياضيات - بغض النظر عن لسانهم أو عرقهم.

اختتمت مؤسسة قطر فعاليات بطولة العالم لفرق الرياضيات، بحفل ختامي بحضور سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة، وسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة. يأتي تنظيم هذا الحدث في قطر للمرة الأولى في الشرق الأوسط، وذلك بدعم من شريك الوجهة «زوروا قطر»، حيث استضافت ما يقارب 800 من الطلاب الموهوبين في الرياضيات، من بينهم 443 طالبًا من مدارس دولية، لتشكل منصة لتبادل الثقافات وتعزيز التميز الأكاديمي. على مدار ثلاثة أيام، احتضن مركز قطر الوطني للمؤتمرات البطولة، التي كرّمت إرث العالم المسلم الخوارزمي - أبو الجبر - تحت شعار «الجبر والموازنة». وتمحورت البطولة حول مفاهيم التوازن والعدالة بين الشعوب، مما يجسد التقاء التعاون والتنافس في بيئة تعليمية تجمع بين التحدي واكتساب المعرفة، وتعزز الروابط الثقافية بين جميع المشاركين. وعقب اختتام الجولات، تم تكريم الطلاب المتميزين في مختلف الفئات الثلاث، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، بمنحهم ميداليات وجوائز متعددة. وشمل التكريم فئة الناشئين، والفئة المتوسطة، والفئة المتقدمة، تقديرًا لإنجازاتهم المتميزة في الجولات التي أُقيمت على مدار البطولة. وقد برز بين الفائزين عدد من الطلاب العرب والقطريين الذين حققوا إنجازات مميزة وحصدوا جوائز، مما يعكس تطور المواهب في مجال الرياضيات في المنطقة. وفي هذا السياق، صرحت عبير آل خليفة، رئيس التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: «يشرفنا أن نستضيف هذا الحدث العالمي المرموق على أرض قطر، التي تواصل تعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتميز العلمي». وأوضحت آل خليفة أنه على مدار أكثر من عشرين عامًا، كانت مؤسسة قطر رائدة في دعم الجهود المحلية والإقليمية والدولية التي تهدف إلى إطلاق طاقات الأفراد وبناء مجتمع يعتمد على المعرفة والابتكار. وأضافت: «في التعليم ما قبل الجامعي، نلتزم بالتميّز في التعليم وتنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي لدى الشباب، لتهيئتهم ليصبحوا قادة متميزين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، من خلال مجموعة متنوعة من المبادرات والبرامج المتخصصة والمسابقات». واختتمت آل خليفة حديثها متمنية مستقبلًا مشرقًا لجميع المشاركين، حيث قالت: «سعدنا باستضافتكم هنا في قطر، ونحن فخورون بإنجازاتكم المميزة خلال هذه البطولة. نأمل أن تكون هذه التجربة قد فتحت أمامكم آفاقًا جديدة وأسهمت في بناء صداقات دائمة عبر الثقافات المختلفة، وأن تظل ذكرى هذا الحدث محفورة في الأذهان كإنجاز علمي وثقافي استثنائي».

تجمع بطولة العالم لفرق الرياضيات – قطر 2024 بين عبقرية الماضي وتطلعات الحاضر، وتسلط الضوء على إرث علمي خالد يعود إلى العصر الذهبي للحضارة الإسلامية، إذ ترفع البطولة هذا العام شعار «الجبر والموازنة»، تكريمًا لإنجازات العالم المسلم محمد بن موسى الخوارزمي - أبو الجبر- الذي تستمر مساهماته في تشكيل مجالات الرياضيات والفلك والجغرافيا. ووصف الأستاذ محمد الجناحي، مدير المرحلة الابتدائية، في أكاديمية العوسج التابعة للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، الخوارزمي، قائلًا: إنّ الخوارزمي فريد ليست إنجازاته فحسب، إنما رؤيته التقدمية التي دمجت بين العلوم المختلفة، مما أثمر عن نهضة علمية غير مسبوقة. وعندما نُجري العمليات الحسابية على أجهزة الحاسوب، أو نستخدم مفاهيم الجبر والخوارزميات، فإننا نستذكر إسهامات هذا العبقري الذي أثبت أن العلم لغة لا تعرف الحدود ولا الزمان». وأشار إلى أن كتاب الخوارزمي «المختصر في حساب الجبر والمقابلة» أكثر من مجرد نص رياضي، بل مرجع أكاديمي وحجر الأساس لكل ما نتعلمه اليوم في مجال الجبر. ويُنسب إلى الخوارزمي قوله: الرياضيات هي باب العلوم ومفتاحها. يُعرف الجناحي بشغفه وبأسلوبه المبتكر في تعليم الرياضيات، حيث يمزج بين الإنشاد والشعر في مقاطع تفاعلية منشورة على منصة إلكترونية تعليمية تتيح لجميع الطلاب الاستفادة منها.