بدأت المواجهات بين قوات من جيش الاحتلال الاسرائيلي وأهالي حي البستان في سلوان بالقدس المحتلة اليوم الثلاثاء إثر بدء عمليات هدم بعد انقضاء مهلة لتنفيذ الفلسطينيين هدما ذاتيا لـ13 منزلا بحجة البناء غير المرخص. وأصيب فلسطينيون في هذه المواجهات عقب اقتحام قوات الاحتلال بلدة سلوان في القدس المحتلة وهدمها محلا تجاريا، وذلك تمهيدا لهدم منازل عائلات فلسطينية، وفقاً لموقع الجزيرة. وقمعت قوات الاحتلال الأهالي الذين تصدوا لعملية الهدم بوابل من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، كما اعتدت على الصحفيين بمن فيهم فريق الجزيرة، حيث أصيب المصور لبيب جزماوي بجروح إثر إلقاء قنبلة صوت باتجاهه. وقال مراسل الجزيرة إلياس كرام إن المحل التجاري الذي هدمته قوات الاحتلال بواسطة الجرافات يعود لعائلة الرجبي. وأضاف أن عملية الهدم لم تنته بسهولة، حيث احتشد المواطنون منذ ساعات الصباح، وقاموا بضرب الجنود الإسرائيليين الذين أمنوا الجرافات. وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال أرادت من خلال هذه العملية اختبار ردود فعل الفلسطينيين على عمليات الهدم، مشيرا إلى أن أهالي حي البستان في سلوان تصدوا بقوة للاقتحام. وقال إن هذه العملية تفتح الباب لهدم عشرات المنازل، مشيرا إلى أن نحو 70 منزلا في بلدة سلوان مهددة بالهدم. وكانت بلدية الاحتلال قد سلمت هذه العائلات إخطارات بهدم منازلها بنفسها، مع التهديد بهدمها بعد انقضاء المهلة المحددة. وقبل نحو 3 أسابيع، أرجأت المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس المحتلة النظر في الاستئناف المقدم ضد قرار تهجير عائلتين فلسطينيتين من ضاحية سلوان. وحينها قررت المحكمة تأجيل البت في الاستئناف المقدم ضد قرار تهجير عائلتي أبو ناب وغيث من حي بطن الهوى بسلوان -الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى- حتى 5 يوليو المقبل. وقبيل صدور قرار التأجيل، قمعت قوات الاحتلال وقفة احتجاجية لسكان حي بطن الهوى قبالة المحكمة، واعتقلت عددا من المشاركين فيها. ويتهدد الترحيل نحو 750 فلسطينيا في بطن الهوى بزعم أن الأرض المقامة عليها تعود تاريخيا لليهود. وتدّعي جمعية عطيرت كوهنيم الاستيطانية أن ملكية المنازل بالحي تعود ليهود اليمن قبل عام 1948، وافتتحت عام 2018 بالحي مركز تراث يهود اليمن بادّعاء أن كنيسا يعود ليهود اليمن كان قائما بالمكان، وحمل قديما اسم بيت العسل.

قال مركز معلومات وادي حلوة في سلوان بمدينة القدس المحتلة، إن طواقم بلدية الاحتلال اقتحمت بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، وعلقت إخطارات هدم وبلاغات استدعاء للبلدية على عدة منشآت من ضمنها مسجد القعقاع في حي أبو تايه بالبلدة. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية اليوم، بأن الاحتلال رفض التماسا ضد هدم مسجد القعقاع، ووضع أمرا بهدم للطابق الثاني للمسجد، وقبل شهر أخطر بهدمه، وأمهل شهرا لتقديم الالتماس، واليوم أصدر قرارا بهدمه بشكل نهائي. يذكر أن المسجد المهدد بالهدم مكون من طابقين بمساحة 110 أمتار مربعة، بني الطابق الأول قبل 8 سنوات، فيما بني الطابق الثاني قبل قرابة العامين، ويخدم ما لا يقل عن 7 آلاف نسمة، وبني بمساهمة أهل الخير من أبناء البلدة، وهو الوحيد في المنطقة. ويستهدف الاحتلال بلدة سلوان بشكل مقصود، ويسعى إلى فرض مزيد من المضايقات على السكان لإرغامهم على الهجرة والرحيل.

أدى مئات المقدسيين صلاة الجمعة في بلدتي صور باهر وسلوان، تنديدا بقرارات وعمليات الهدم التي تهدد وتطال عشرات المنشآت السكنية والتجارية في مدينة القدس المحتلة . وعلى أراضي حي صور وادي الحمص وللجمعة الخامسة على التوالي أقيمت صلاة الجمعة، وسميت بجمعة (الحسم)، حيث انتهت اليوم مهلة جيش الاحتلال للاهالي لهدم منشاتهم بأيديهم، ورغم تهديدهم بفرض تكاليف الهدم الباهظة عليهم في حال نفذ جيش الاحتلال الهدم، يؤكدون على ثباتهم فيها. وأوضح رئيس لجنة أهالي حي وادي حمادة حمادة، في تصريح اذاعي، أن محامي حي وادي الحمص قدم أمس طلبا للمحكمة طالب فيه الجيش بعدم تنفيذ عملية هدم في وادي الحمص ببلدة صور باهر لحين الرد على الالتماس الذي قدم بشأن قرارات هدم المنشآت السكينة في الحي لوجود ثغرات في قرار الحكم النهائي. واصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي قرارات هدم 16 بناية في الحي تضم اكثر من مئة منزل بحجة قربها من الجدار الامني المقام على اراضي المواطنين. وفي نفس السياق، اقيمت صلاة الجمعة في حي ابو تايه، بالقرب من ركام محلات تجارية هدمت يوم الاربعاء الماضي تحت ذريعة البناء دون ترخيص. وخلال صلاة الجمعة سارت مركبات لشرطة الاحتلال في محيط المصلين في محاولة لاستفزازهم.

قالت الشرطة الإسرائيلية، اليوم السبت، إن سيارة حارس أمن إسرائيلي احترقت في بلدة سلوان، جنوبي المسجد الأقصى في القدس الشرقية، بعد إلقاء زجاجة حارقة عليها. وقالت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية، لوبا السمري، إن سيارة لأحد حراس الأمن احترقت بالكامل بعد إلقاء زجاجة حارقة عليها وهي مركونة بالقرب من منزل تقطنه عائلات يهودية في بلدة سلوان في القدس. وقد تمكن مستوطنون إسرائيليون، على مدى السنوات الماضية من وضع اليد على العديد من المنازل الفلسطينية في بلدة سلوان. ويقوم حراس أمن تدفع الحكومة الإسرائيلية أجورهم بتوفير الحماية لهذه المنازل والمستوطنين فيها. وقالت السمري "تواصل قوات الشرطة بأعمال البحث وراء المنفذين مع الشروع بأعمال الفحص والتحقيق بكافة الملابسات".