وجّهت مؤسسة حمد الطبية الدعوة للنساء اللاتي تظهر لديهن أعراض اضطراب نزف دموي للمبادرة بإجراء الفحوصات اللازمة للكشف المبكر عن الإصابة بمرض الهيموفيليا، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لمرض الهيموفيليا، الذي يوافق السابع عشر من شهر أبريل من كل عام. وتعرّف منظمة الصحة العالمية مرض الهيموفيليا، بأنه مرض وراثي ناجم عن خلل كلّي أو جزئي في آلية تخثر الدم، بحيث تصعب معه عملية التخثر الطبيعي والتوقف عن النزف، خاصةً بعد خضوع المريض للجراحة أو تعرضه للإصابة أو الجروح، ومن الأعراض الشائعة لهذا المرض الرعاف الأنفي المتكرر، والنزف الدموي غير المبرّر أو غير معروف السبب والنزف الدموي الذي يصعب وقفه، وظهور آثار كدمات على الجلد بصورة غير مبررة.النزف الدمويوفي إشارة إلى طبيعة هذا المرض، قال الدكتور أحمد عبدالعزيز عبدالباري، الصيدلاني الإكلينيكي في مستشفى حمد العام: "عندما يتعرض شخص سليم لنزف دموي لسبب ما، فإن أحد بروتينات الدم وهو البروتين المسؤول عن تخثر الدم يقوم بتفعيل آلية التخثّر فيتوقف النزف بعد فترة وجيزة، أما في حالة تعرّض مريض الهيموفيليا للنزف فإنه سينزف لفترة أطول بكثير وذلك نظراً لنقص أو انعدام بروتين الدم المسؤول عن وقف النزف الدموي".ويضيف الدكتور أحمد عبد العزيز: " قد ينزف مريض الهيموفيليا بغزارة في حال تعرضه لإصابة في حادث أو غيره، ويتركز النزف في غالب الحالات في المفاصل، خصوصاً في مفاصل الركبة والكاحل والكوع، كما يحدث هذا النزف في أنسجة وعضلات الجسم، د. أحمد عبد العزيز وتكون النساء المصابات بمرض الهيموفيليا عرضة للنزف الدموي الشديد بعد الولادة واثناء الطمث (الدورة الشهرية)، وقد تحتاج هؤلاء المريضات إلى مكمّلات الأملاح الدوائية، مثل أقراص أملاح الحديد لتعويض ما يفقدنه جرّاء النزف أو إلى العلاج الجراحي عن طريق الاستئصال الجزئي أو الكلي للرحم، ولهذا السبب يتعيّن على النساء الناقلات لمورثات هذا المرض أن يكن على علم تام بأوضاعهن الصحية".هناك الكثير من المفاهيم المغلوطة حول ظهور أعراض الهيموفيليا لدى الذكور فقط وأن الإناث يعتبرن ناقلات لمورثات هذا المرض ولا يعانين من أعراضه، فعلى العكس من ذلك يؤكد الإتحاد العالمي للهيموفيليا أن الإناث الناقلات لمورثات مرض الهيموفيليا يعانين من أعراضه وأن المريضة قد تعاني من هذه الأعراض لسنوات من دون أن تدرك أو حتى تشكّ في أنها مصابة بهذا المرض.نصائح للسيداتويقول الدكتور أحمد عبدالعزيز:" تعاني المريضة المصابة بمرض الهيموفيليا عادة من آلام أثناء فترة الطمث (الدورة الشهرية) كما تعاني من نزيف داخلي طفيف أثناء مرحلة الإباضة مما يؤدي إلى شعور المريضة بآلام في منطقة البطن والحوض لديها، وقد يكون النزف الدموي غزيراً لدرجة تشكل تهديداً لحياة المريضة، خاصة لدى النساء اللاتي يكون مستوى عنصر تخثر الدم لديهن منخفضا جداً، وفي هذه الحالة ينبغي نقل المريضة لتلقّي الرعاية الطبية العاجلة". وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن الفئة (أ) من مرض الهيموفيليا (أو التي تعرف باسم الهيموفيليا التقليدية) والناجمة عن نقص عنصر التخثر (8) هي الصفة السائدة الأكثر شيوعاً في حين أن الفئة (ب) من هذا المرض الناجمة عن نقص عنصر التخثر (9) والمرتبطة بجنس المريض هي الصفة المتنحّية لهذا المرض.واختتم الدكتور أحمد عبدالعزيز عبدالباري حديثه قائلاً :" يمكن التحقق من الإصابة بمرض الهيموفيليا بنوعيه (أ) أو (ب) من خلال التحليل المخبري لعينة من الدم وأنصح السيدات اللاتي يعانين من الأعراض المشار إليها للتحقق من خلوّهن من مورثات مرض الهيموفيليا قبل اتخاذ القرار بالحمل كي يكنّ أكثر استعداداً لمواجهة اضطرابات النزف الدموي المتصلة بهذا المرض، كما يتعين على السيدات استشارة الأطباء المشرفين على رعايتهن الصحية فيما يختص بإجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن هذا المرض".

استضافت إدارة الصيدلة بمستشفى الوكرة عضو مؤسسة حمد الطبية المؤتمر الدولي حول الإدارة الآمنة لمنع تخثر الدم، حيث اجتمع أكثر من 300 مختص في الرعاية الصحية، والذي يعقد للمرة الأولى بدولة قطر بمشاركة دول أخرى بهدف مناقشة التطورات والوسائل الجديدة في رعاية وبحوث منع تخثر الدم. وقال الدكتور عزالدين صوالي استشاري أول ومدير إدارة أمراض القلب بمستشفى الوكرة ورئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر: "يعد هذا المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة حيث يبرز عمل عيادة منع تخثر الدم التي تشرف عليها إدارة الصيدلة بمستشفى الوكرة وبمساعدة من أطباء القلب، وقد أنشئت هذه العيادة قبل ثلاث سنوات بهدف تحسين النتائج التي يحصل عليها المريض، وهي الأولى من نوعها في قطر ومنطقة الشرق الأوسط". وأضاف ان منع تخثر الدم يسهم في محاربة أمراض القلب من خلال الحد من قابلية الجسم لتشكيل جلطات الدم في الأوردة والشرايين، مما يمنع حدوث النوبات والسكتات القلبية، ويؤدي الى تزايد أمراض القلب في قطر إلى حالات وفاة كثيرة إضافة إلى الإعاقات وتردي جودة الحياة بين السكان، مما يؤكد أهمية الدور الذي تقوم به العيادة في تقديم نتائج أفضل للمريض. وأوضح الدكتور صوالي أن عيادة منع تخثر الدم تثقف المرضى وتساعدهم في إدارة علاجاتهم وزيادة فوائدها وتجنب الآثار الجانبية مثل مضاعفات النزيف التي تنشأ عن الاستخدام الخاطئ للجرعة أو الدواء. وذكر أن العيادة تخدم تخصصات عديدة منها؛ أمراض القلب والجراحة والأعصاب والعظام وقدمت علاجًا لنحو 2000 مريض منذ افتتاحها، وهي تلبي حاجات المرضى بما يتماشى مع أعلى المعايير، وقد حصلنا على تقدير قيادة مؤسسة حمد الطبية بمنحنا جائزة أفضل ممارسة طبية خلال حفل جوائز برنامج نجوم التميز لعام 2014". من جانبها قالت الدكتورة موزة الهيل المدير التنفيذي لإدارة الصيدلة بالمؤسسة ورئيس المؤتمر: "إن التزام وكفاءة ومهارة كوادر الصيدلة لها أهمية كبيرة في الإدارة الآمنة والفعالة للمرض، ويؤكد المؤتمر على تلك القيم ويمنح الأطباء الفرصة للتعامل مع الخبراء في العالم حول هذا الموضوع، وتطور مؤسسة حمد الطبية خدمات الصيدلة باعتبارها اختصاصًا طبيًا مهما حيث يقوم الصيادلة بدور رئيس في الحفاظ على رسالتنا المتمثلة في تقديم أفضل رعاية دائمًا، والحرص على الاستخدام الآمن والفعال للدواء". وأضافت الدكتورة الهيل: "إن الفكرة من عقد هذا المؤتمر لهذا العام تأتي نتيجة لنجاح عيادة منع تخثر الدم التي يديرها قسم الصيدلة بمستشفى الوكرة، وهي مبادرة تم تطبيقها فيما بعد في مستشفى القلب، ونتيجة لمشاركة كوادر الصيدلة بمؤسسة حمد الطبية، تم إنشاء برنامج متعدد الاختصاصات أسهم في زيادة معدل تقييم الخطر بالنسبة لمريض الجلطات الدموية الوريدية (والتي تحدث نتيجة تكون كتلة من الدم في الوريد وصولاً إلى الرئتين) وقد أحرز هذا البرنامج تقدمًا كبيرًا في مؤسسة حمد إضافة إلى حصوله على جائزة المدير العام الخاصة بالتميز عام 2014." وقد استمر المؤتمر على مدى يومين وتم عقده بالتعاون مع كلية الصيدلة في جامعة قطر وتخللت المؤتمر مشاركة متحدثين من مؤسسة حمد الطبية وكلية الصيدلة وكلية طب وايل كورنيل — قطر وهناك مشاركون من الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية المتحدة وعمان والكويت. من جانبها قالت الدكتورة رشا العناني مدير إدارة الصيدلة في مستشفى الوكرة ومدير إدارة تعليم الصيادلة بمؤسسة حمد الطبية: "نحن سعداء بالتعاون مع إدارة أمراض القلب بمستشفى الوكرة خلال هذا المؤتمر الذي يمنح المشاركين الفرصة لمشاركة الأفكار الجديدة ومناقشة أفضل الممارسات المتقدمة في مجال رعاية منع تخثر الدم، ويشكل هذا المؤتمر مثالاً جيدًا على التعاون المتعدد الاختصاص في مجال التعليم بمؤسسة حمد الطبية". وقال الدكتور أسامة بدري منسق صيدلية القلب بقسم منع تخثر الدم ومسؤول خدمات منع تخثر الدم بمستشفى الوكرة: "أسهم المؤتمر في حصول كوادر الأطباء والممرضين والمهن الطبية المساندة في المنطقة على فرصة الاجتماع مع الأشخاص الذين حضروا المؤتمر والاستفادة من 22 خبيرًا محليًا ودوليًا من خلال مشاهدة العروض التقديمية لهم والتحاور معهم وعقد ورش العمل إضافة إلى عقد فعاليات خاصة للمتحدثين كتعريفهم بمعالم دولة قطر".

نجحت عيادة علاج تخثر الدم بمستشفى الوكرة- والتي تدار من خلال صيدلي اكلينيكي - في التغلب على مشكلة المواعيد وتخفيف الزحام على عيادة القلب بالمستشفى حيث لاتزيد زيارة المريض للعيادة عن عشر دقائق ، مما أعطى المجال لزيادة المراجعين بالعيادة . واستقبلت العيادة المختصة منذ افتتاحها في مايو الماضي حوالي 200مريضا .. حيث تختص العيادة بمتابعة المرضى الذين يستخدمون أدوية سيولة الدم ، وهي عبارة عن أدوية تعطى لعلاج الجلطات بأنواعها التي تصيب الإنسان ، إضافة إلى وظيفة أخرى وهي زيادة السيولة في الدم وبالتالي تقلل من حدوث التجلطات من أعراض زيادة السيولة والنزف التلقائي . ومن جانبه قال الدكتور عز الدين حمزة صوالي رئيس قسم القلب ومدير العيادات الخارجية بمستشفى الوكرة - "تعد العيادة التجربة الأولى في قطر إن لم تكن في الخليج ، سوف يتبعها سلسلة من العيادات المتخصصة كعيادة متابعة الضغط ومتابعة أمراض السكر كذلك عيادة ألم الصدر". وبين استخدام النظام الإلكتروني لتسجيل بيانات المرضى بالعيادة وكذلك جرعة الدواء التي يجب استخدامها وكذلك كل المعلومت الطبية التي تمت بصلة إلى المريض .. مشيرا إلى أن هذا النظام وفر الكثير من وقت انتظار المريض ، كذلك الأجهزة التي تستخدم في هذه العيادة لمعرفة مقدار سيولة الدم . وأكد أن مرضى العيادة لايعانون من الإنتظار الطويل ، حيث لاتزيد زيارة المريض للعيادة عن عشر دقائق ، مما أعطى المجال لزيادة المراجعين بالعيادة ، كذلك يوجد إشراف طبي مباشر من الطبيب الذي يعمل جنبا إلى جنب مع الصيدلي المتخصص . وفي استقراء لأراء المرضى قالت المريضة صديقة ابراهيم عبدالله " العيادة وفرت علينا الكثير من الوقت وأراحت المرضى ، وأصبحت المواعيد مفتوحة في أي وقت ودون انتظار طويل ، وهناك اهتمام كبير بالمرضى ، ونتمني أن يدوم مستوى الخدة بالعيادة بصفة خاصة وبمستشفى الوكرة بصفة عامة ، وأوضحت المريضة فايزة آدمس بأن أهم ما في العيادة هو تقديم الخدمة بسرعة كبيرة وكفاءة عالية .. مشيرة إلى أن هذا النوع من الخدمة ليس متوفرا في بلدها جنوب أفريقيا وأنها كانت تعاني من ضربات في القلب مستمرة وأن الرعايه المقدمه في مستشفى الوكره من الطبيب والصيدلي حسنت من حالتها الصحيه.