رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون alsharq
يوسف المحمد لـ الشرق: تفسير سورة الفاتحة جديد «تدبر» في المعرض

تشارك الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم «تدبر» في معرض رمضان للكتاب، بجناح يضم العديد من إصدارات الهيئة المتميزة. وأعرب السيد يوسف جاسم المحمد مشرف جناح الهيئة في المعرض، عن مدى سعادته بالمشاركة في النسخة الثانية من المعرض. وقال في تصريحات خاصة لـ الشرق: إن الهيئة تقدم خلال مشاركتها هذه السنة، أحدث إصداراتها، والمتمثلة في تفسير سورة الفاتحة، وذلك بعدما قدمت الهيئة في العام الماضي تفسير سورة البقرة، ليأتي جديدها هذا العام، متمثلاً في تفسير سورة الفاتحة. وأضاف أنه تشجيعاً من الهيئة لقرائها، فإنها تقدم خصماً خاصاً بمناسبة المعرض، يصل إلى 20 % على إصداراتها، من خلال حقيبة متكاملة، تضم 32 مجلداً وكتابًا وكتيبًا، وتعتبر جميعها من إصدارات الهيئة، والتي حرصت على أن تقدم كل هذه الإصدارات بأسعار في متناول الجميع. وأكد أن الهيئة مؤسسة علمية تعنى بنشر وإحياء سنة التدبر في أوساط المسلمين، وربط الأمة بالقرآن الكريم، تلاوة وتدبراً وعملاً، والسعي إلى أن يتخذ المسلمون من القرآن الكريم منهجاً لحياتهم في جميع المجالات، وتطبيق القرآن الكريم في واقعهم، والعيش مع كتاب الله تعالى، لافتاً إلى أن إصدارات الهيئة تعكس كل هذه الأهداف من تدبر القرآن الكريم، وضرورة العمل به. ووصف السيد يوسف جاسم المحمد، النسخة الحالية من المعرض بأنها متميزة للغاية، في ظل ارتفاع أعداد الناشرين المشاركين من دولة قطر وخارجها، بالإضافة إلى الفعاليات المصاحبة للمعرض، علاوة على الموقع ذاته، الذي يتسم بجانب تراثي، يحفز على القراءة، ويدعم الجميع لزيارته، للنهل من عبق الماضي الأصيل. ولفت إلى أن كل هذه الأجواء تؤشر إلى تقديم وزارة الثقافة لنسخة مميزة من معرض رمضان للكتاب. موجهاً الشكر للوزارة على جهودها في إقامة المعرض، دعماً للقراءة، والحث عليها، فضلاً عن توطين الكتاب في دولة قطر.

1238

| 03 أبريل 2023

محليات alsharq
الهيئة العالمية لتدبر القران تختتم دروس "مجالس التدبر"

الدروس ركزت على غايات ومقاصد تدبر سورة الفاتحة وجزء عمّ اختتمت الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم في قطر المرحلة الأولى من برنامج دروس "مجالس التدبر" التي أقامتها بالتعاون مع دار الحكمة لتحفيظ القرآن الكريم وتنمية المجتمع، وقد اشتملت هذه الدروس على 20 درساً للعام الدراسي 2016/2017، وقد قدّم هذه الدروس مجموعة من الدعاة المعتمدين لدى الهيئة في قطر لتعليم تدبر القرآن. وتناولت دروس المرحلة الأولى من البرنامج تدبر سورة الفاتحة، وسور الجزء الثلاثين من القرآن، حيث ركّز المحاضرون على استخراج الهدايات والغايات والمقاصد للسور والآيات، وربطها بالواقع والجانب العملي. وأوضحت "تدبر" أن مدة البرنامج خمس سنوات، ويهدف هذا البرنامج إلى (بناء الشخصية القرآنية) بتدبر القرآن الكريم، وقد أقيمت المرحلة الأولى من البرنامج في مقر دار الحكمة لتحفيظ القرآن الكريم وتنمية المجتمع في منطقة الهلال، بواقع درس واحد أسبوعياً خلال الفترة الصباحية، حيث كان مخصّصاً للنساء فقط. وبيّن الأستاذ معاذ الحسن المدير التنفيذي للهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم في قطر طريقة تقديم دروس تدبر، حيث يبدأ المحاضر بمقدمة عن السورة أو السور المراد تدبرها، بعدها يستمع المحاضر إلى ما أعدته المشاركات من تدبر، ثم يقوم المحاضر باستخلاص الهدايات والغايات والمقاصد للسورة أو السور المراد تدبرها، ثم يقوم المحاضر بفتح المجال للمشارِكات للإضافة والاستفسار والمناقشة، ثم يختم المحاضر الدرس باستخراج الجوانب العملية والتطبيقية المستوحاة من تدبر آيات الله. من جهته عبر الشيخ عبدالله النعمة المدير العام للهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم في قطر عن شكره لإدارة مركز دار الحكمة للقرآن وتنمية المجتمع على مبادرتهم في التعاون مع الهيئة، والاستفادة من البرامج والأنشطة التي تقيمها الهيئة في قطر، والتي تهدف إلى نشر سنة تدبر القرآن الكريم، وإحياء مدارس تدبر القرآن، وفق منهجية علمية صحيحة، تستند إلى فهم الصحابة الكرام والتابعين من بعدهم لكتاب الله تعالى، والمستمد من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وخُلقه وعمله. يشار إلى أن الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم "تدبر" هي هيئةٌ دعويةٌ.. علميةٌ، تعليميةٌ، عالميةٌ، تسعى إلى تحقيقِ تدَبُّرِ القرآنِ الكريمِ في الأُمَّةِ، بمنهجٍ يجمعُ بينَ الأصالةِ والمعاصرةِ، وتتطَلَّعُ إلى تعميقِ تدَبُّرِ القرآنِ الكريمِ علميًا وعمليًا في نفوسِ الناسِ. وتهدفُ الهيئة إلى إبرازِ عظمةِ القرآنِ الكريمِ وأثرِهِ في إسعادِ الناسِ وهدايتِهم، وتيسيرِ فهمِهِ للأُمَّةِ، وربطِها به في جميعِ نواحي الحياةِ، وتربيةِ الأمَّةِ وتزكيتِها وتحصينِها، وحلِّ مشكلاتِها من خلالِ المنهجِ القرآني

2893

| 31 مايو 2017

محليات alsharq
دورة حول تدبر القرآن الكريم بمركز دوحة الخير

أقام مركز دوحة الخير لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مريخ دورة لتدبر القرآن الكريم بالتعاون مع الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم وعلومه في دولة قطر تتضمن الدورة ورشتين قدمهما الأستاذ معاذ الحسن. واشتملت الدورة على دراسة الفرق بين التفسير والتدبر ونماذج عملية للمتدبرين والقواعد والتطبيقات، والورشة الثانية تقام صباح اليوم الخميس، ويقدمها الدكتور إبراهيم الخطيب ويتناول من خلالها دراسة الأسباب المعينة على التدبر، وتكملة القواعد والتطبيقات لتدبر القرآن الكريم. وبين المحاضر من خلال الورشة الأولى للدورة كيف أن القرآن الكريم كلام الله الذي أنزله ليكون منهجا ومشكاة تنير قلوب وعقول المؤمنين، وكذلك فضل قراءته وأنه قربى وطاعة، كما أن في تدبره وتعقّله تعلق للعقول وللقلوب بمعانيه، وشغل خواطرهم بأسراره وحكمه، كما بين أن الدعوة إلى التدبر والتفكر جاءت في أكثر من موضع في القرآن الكريم فقد دعانا الله لتدبر كتابه وتأمل معانيه وأسراره: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ). جدير بالذكر أنه تقام بالمركز حالياً "دورة العقيدة" تكملة للدور الدعوى الذي يقوم به المركز، حيث تتناول الدورة مجمل اعتقاد السلف، في شرح كتاب العلامة الشيخ محمد سالم ولد عدود الشنقيطي ويقدمها الشيخ الفاضل مختار مؤمن العربي وتقام الأحد من كل أسبوع ولمدة شهر ونصف، كما ينظم المركز سلسلة محاضرات (الوصية الجامعة) الثلاثاء من كل أسبوع ولمدة شهر ويقدمها فضيلة الشيخ الدكتور موافي عزب الخبير الشرعي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.

1261

| 12 أبريل 2017

محليات alsharq
السنيدي:ثلاث مراحل لتدبر القرآن هي: الفهم والخشوع والانقياد

نظتها الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم بالتعاون مع مركز آل حنزاب للقرآن وعلومه خلال محاضرة "تدبر القرآن .. روح وريحان" للداعية السعودي سلمان السنيدي عشرات النساء يتعرفن على أهمية التدبر لآيات القرآن وفهم معانيه د. نورة علي آل حنزاب: أشادت بالتعاون مع الهيئة العالمية لتدبر القرآن في البرامج التي تحقق الفائدة لشرائح المجتمع معاذ الحسن: تدبر القرآن يساهم في تعزيز القيم والأخلاق الفاضلة في المجتمعات نظمت الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم في قطر محاضرة بعنوان "تدبر القرآن .. روح وريحان" قدمها الداعية السعودي سلمان بن عمر السنيدي المتخصص في علوم وتدبر القرآن. أقيمت المحاضرة بالتعاون مع مركز آل حنزاب للقرآن وعلومه، واستفادت منها عشرات النساء المنتسبات للمركز، وجمهور النساء. وتناول الشيخ السنيدي خلال محاضرته الحديث عن عظم كتاب الله سبحانه وتعالى، وأوضح أنه كتاب مقدس ليس كغيره من الكتب التي يمكن أن يعدل فيها أو يضاف، بسبب التطور الذي قد يطرأ على علم من العلوم، لأن القرآن الكريم كتاب سماوي من عند حكيم عليم لا يتغير ولا يتبدل، فقد حفظه الله سبحانه كما في قوله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون". وذكر الشيخ خلال محاضرته بعض الأمور التي تعين على جعل القلوب فرحة مستبشرة بهذا الكتاب الذي جعله الله نورا وبرهانا للبشرية بأسرها، مستشهداً بقوله سبحانه "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"، لافتا إلى مدى الأثر الإيجابي لتدبر القرآن في نفس الإنسان، خاصة مع كثرة الضغوطات الاجتماعية والمادية التي تجعل الإنسان في حاجة دائمة لجلاء قلبه والتخفيف عن نفسه بقراءة القرآن الذي جعله الله رحمة للعالمين واطمئنانا للقلوب فقال سبحانه "ألا بذكر الله تطمئن القلوب". وأشار السنيدي إلى أهمية تدبر القرآن الكريم في حياتنا وأن الله أمرنا بتدبر كتابه فقال "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب"، وأن تدبر القرآن هو التأمُّلُ لفهم المعنى، والتوصُّلُ إلى معرفةِ مقاصدِ الآياتِ وأهدافها، وما ترمي إليه من المعاني والحِكَمِ والأحكام، وذلك بقصد الانتفاع بما فيها من العلم والإيمان، والاهتداء بها والامتثال بما تدعو إليه. وبين المحاضر أن هناك الكثير من الأمور المعينة على تدبر القرآن ومنها، تهئية القلب من الصوارف والشواغل التي تشتته وتفرقه، وقراءة القرآن وإمكان النظر فيه قصد التدبر والتفكر في معانيه، وأن يستشعر الإنسان أنه مخاطب بهذا القرآن، والعمل على فهم المعنى والعناية بالتفسير ومقصود الآيات. وعدد الشيخ مراحل تدبر القرآن الكريم الثلاث، وهي: الفهم والتأمل ثم التأثر والخشوع ثم الخضوع والانقياد. وختم الشيخ سلمان السنيدي محاضرته ببيان كيفية تدارس القرآن، وطبق نموذجاً عمليا على إحدى آيات القرآن وهي "الحمد لله رب العالمين". من جهته قام الأستاذ معاذ الحسن المدير التنفيذي للهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم في نهاية المحاضرة بالإجابة على الأسئلة المتعلقة بعمل الهيئة وأنشطتها وبرامجها في قطر، المتمثلة في إقامة المؤتمرات العالمية والمحاضرات والدورات التدريبية حول تدبر القرآن الكريم، وبيان أثر التدبر في تعزيز القيم والأخلاق الفاضلة في المجتمعات. وأشادت المديرة التنفيذية لمركز آل حنزاب للقرآن وعلومه ورئيسة مجلس أمنائه د. نورة علي آل حنزاب بالتنسيق مع الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم في قطر في إقامة هذه الأنشطة والفعاليات النافعة والدورات والبرامج القرآنية المشتركة، التي تعود بالنفع والفائدة على منتسبات المركز وجمهور النساء في قطر.

4238

| 14 مايو 2016

رمضان 1435 alsharq
القرضاوي: تجاوب القلب والعقل مع القرآن من لوازم تدبر آياته

المؤلف : الشيخ يوسف القرضاوي الكتاب: أدب المسلم مع الله والناس والحياة الحلقة الخامسة والعشرون — الترقِّي في تلاوة القرآن: وهنا درجة ذكرها الغزالي هي الترقِّي يقول: وأعني به أن يترقَّى إلى أن يسمع الكلام من الله عز وجل لا من نفسه. فدرجات القراءة ثلاث: أدناها: أن يقدر العبد كأنه يقرؤه على الله عز وجل واقفًا بين يديه، وهو ناظر إليه ومستمع منه، فيكون حاله عند هذا التقدير السؤالَ والتملُّقَ والتضرُّع والابتهال. الثانية: أن يشهد بقلبه كأن الله عز وجل يراه، ويخاطبه بألطافه، ويناجيه بإنعامه وإحسانه، فمقامه الحياء والتعظيم، والإصغاء والفهم. الثالثة : أن يرى في الكلام المتكلِّمَ، وفي الكلمات الصفات، فلا ينظر إلى نفسه، ولا إلى قراءته، ولا إلى تعلُّق الإنعام به من حيث إنه منعم عليه، بل يكون مقصورَ الهَمِّ على المتكلم، موقوف الفكر عليه، كأنه مستغرِق بمشاهدة المتكلِّم عن غيره. وهذه درجة المقرَّبين، وما قبله درجة أصحاب اليمين، وما خرج عن هذا فهو درجات الغافلين. وعن الدرجة العليا أخبر جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنه قال: والله لقد تجلى الله عز وجل لخلقه في كلامه، ولكنهم لا يبصرون. وقال أيضًا: وقد سألوه عن حالةٍ لحقته في الصلاة حتى خرَّ مغشيًّا عليه، فلما سُرِّيَ عنه، قيل له في ذلك، فقال: ما زلتُ أردِّد الآية على قلبي حتى سمعتها من المتكلِّم بها، فلم يثبت جسمي لمعاينة قدرته! ففي مثل هذه الدرجة تعظُمُ الحلاوة ولذة المناجاة. ولذلك قال بعض الحكماء: كنتُ أقرأ القرآن فلا أجد له حلاوة، حتى تلوته كأني أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلوه على أصحابه، ثم رُفِعتُ إلى مقامٍ فوقه؛ كنتُ أتلوه كأني أسمعه من جبريل عليه السلام يلقيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاء اللهُ بمنزلة أخرى، فأنا الآن أسمعه من المتكلِّم به، فعندها وجدتُ له لذة ونعيمًا لا أصبر عنه. وقال عثمان وحذيفة رضي الله عنهما: لو طهُرتُ القلوبُ لم تشبع من قراءة القرآن. وإنما قالوا ذلك؛ لأنها بالطهارة تترقَّى إلى مشاهدة المتكلم في الكلام. ولذلك قال ثابتٌ البُنَاني: كابدتُ القرآنَ عشرين سنة، وتنعَّمْتُ به عشرين سنة. قال الغزالي: وبمشاهدة المتكلِّم دون ما سواه، يكون العبد ممتثلًا لقوله عز وجل: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [الذاريات:50]. ولقوله: {وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ} [الذاريات:51]. فمن لم يره — سبحانه — في كل شيء، فقد رأى غيره، وكل ما التفتَ إليه العبدُ سوى الله تعالى، تضمَّن التفاته شيئًا من الشرك الخفي، بل التوحيد الخالص، أن لا يرى في كل شيء إلا الله عز وجل. — التجاوب مع القرآن: ومن لوازم التدبُّر: أن يتجاوب القارئ مع القرآن الذي يتلوه، ويتفاعل بعقله وقلبه مع التلاوة، بأن يكون في حالة حضور ويقظة واستجابة، لا حالة غيبة وغفلة وإعراض، وصفة ذلك: أن يشغل قلبه بالتفكر في معنى ما يلفظ به، فيعرف معنى كل آية، ويتأمل الأوامر والنواهي، ويعتقد قبول ذلك، فإن كان ممَّا قصَّر عنه فيما مضى اعتذر واستغفر، وإذا مرَّ بآيةِ رحمةٍ استبشر وسأل، أو آيةِ عذابٍ أشفق وتعوَّذ، أو آية تنزيهٍ نزَّه وعظَّم، أو آية دعاءٍ تضرَّع وطلب. أخرج مسلم عن حذيفة، قال: صليتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم ذاتَ ليلة، فافتتح البقرة، فقرأها، ثم النساء، فقرأها، ثم آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسِّلًا، إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل، وإذا مرَّ بتعوُّذ تعوَّذَ. وروى أبو داود والنسائي وغيرهما، عن عوف بن مالك، قال: قمتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فقام فقرأ سورة البقرة، لا يمرُّ بآية رحمةٍ إلا وقف وسأل، ولا يمرُّ بآية عذاب إلا وقف وتعوَّذ. وأخرج أحمد وأبو داود عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} قال: سبحان ربي الأعلى. وقال الإمام الزركشي في البرهان: اعلم أنه ينبغى لمحُ موقعِ النِّعَم على من علَّمه الله تعالى القرآن العظيم أو بعضه، بكونه أعظم المعجزات، لبقائه ببقاء دعوة الإسلام، ولكونه صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، والحجة بالقرآن العظيم قائمة، على كل عصر وزمان؛ لأنه كلام رب العالمين، وأشرف كتبه جل وعلا، فليرَ مَن عنده القرآن أن الله أنعم عليه نعمة عظيمة، وليستحضر من أفعاله أن يكون القرآن حجة له لا عليه؛ لأن القرآن مشتمِل على طلب أمور، والكفِّ عن أمور، وذكر أخبار قوم قامت عليهم الحجة، فصاروا عبرة للمعتبرين، حين زاغوا فأزاغ الله قلوبهم، وأُهلكوا لما عصوا. وليحذَر من علم حالهم أن يعصي، فيصير مآله مآلهم. فإذا استحضر صاحب القرآن علو شأنه بكونه طريقًا لكتاب الله تعالى، وصدره مصحفًا له، انكفَّتْ نفسُه — عند التوفيق — عن الرذائل، وأقبلت على العمل الصالح الهائل. وأكبر معين على ذلك حسن ترتيله وتلاوته. قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل:4]. وقال تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء:106]. وينبغى أن يشتغل قلبه في التفكُّر في معنى ما يلفظ بلسانه، فيعرف من كل آية معناها، ولا يجاوزها إلى غيرها حتى يعرف معناها، فإذا مرَّ به آيةُ رحمةٍ وقف عندها، وفرح بما وعده الله تعالى منها، واستبشر إلى ذلك، وسأل الله برحمته الجنةَ. وإن قرأ آيةَ عذابٍ وقف عندها، وتأمل معناها، فإن كانت في الكافرين اعترف بالإيمان، فقال: آمنا بالله وحده. وعرف موضع التخويف، ثم سأل الله تعالى أن يعيذه من النار. وإن هو مرَّ بآيةٍ فيها نداءٌ للذين آمنوا فقال: {يأَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا}. وقف عندها — وقد كان بعضهم يقول: لبيك ربى وسعديك — ويتأمل ما بعدها ممَّا أُمِر به ونُهِيَ عنه، فيعتقد قبول ذلك. فإن كان من الأمر الذى قد قصُر عنه فيما مضى؛ اعتذر عن فعله في ذلك الوقت، واستغفر ربه في تقصيره. وذلك مثل قوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم:8]. إذا قرأ هذه الآية تذكَّر أفعاله في نفسه وذنوبه فيما بينه وبين غيره من الظُّلامات والغِيبة وغيرها، وردَّ ظُلامته، واستغفر من كل ذنب قصَّر في عمله، ونوى أن يقوم بذلك، ويستحلُّ كلَّ من بينه وبينه شيء من هذه الظُّلامات، من كان منهم حاضرًا، وأن يكتب إلى من كان غائبًا، وأن يرد ما كان يأخذه على من أخذه منه، فيعتقد هذا في وقت قراءة القرآن، حتى يعلم الله تعالى منه أنه قد سمع وأطاع. فإذا فعل الإنسان هذا كان قد قام بكمال ترتيل القرآن، فإذا وقف على آية لم يعرف معناها، يحفظها حتى يسأل عنها من يعرف معناها، ليكون متعلِّمًا لذلك طالبًا للعمل به، وإن كانت الآية قد اختُلِف فيها اعتقد من قولهم أقل ما يكون، وإن احتاط على نفسه بأن يعتقد أوكد ما في ذلك كان أفضل له، وأحوط لأمر دينه. وإن كان ما يقرؤه من الآي فيما قصص الله على الناس من خبر من مضى من الأمم فلينظر في ذلك، وإلى ما صرف الله عن هذه الأمة منه، فيجدِّد لله على ذلك شكرًا. وإن كان ما يقرؤه من الآي ممَّا أمر الله به أو نهى عنه أضمر قبول الأمر والائتمار، والانتهاء عن المنهيِّ، والاجتناب له. وإن كان ما يقرؤه من ذلك وعيدًا وعد الله به المؤمنين؛ فلينظر إلى قلبه، فإن جنح إلى الرجاء فزعه بالخوف، وإن جنح إلى الخوف فَسَح له في الرجاء، حتى يكون خوفه ورجاؤه معتدِلَيْن، فإن ذلك كمال الإيمان. وإن كان ما يقرؤه من الآي من المتشابه الذى تفرَّد الله بتأويله، فليعتقد الإيمان به كما أمر الله تعالى فقال: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران:7]. يعني: عاقبةَ الأمر منه. ثم قال تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران:7]. وإن كان موعظة اتعظ بها؛ فإنه إذا فعل هذا فقد نال كمال الترتيل. — في كم نختم تلاوة القرآن؟: قال الحافظ السيوطي: يستحبُّ الإكثار من قراءة القرآن وتلاوته. قال تعالى مثنيًا على من كان ذلك دأبه: {يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ} [آل عمران:113]. وفي الصحيحين من حديث ابن عمر: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار...". وقد كان للسلف في قدر القراءة عادات، فأكثر ما ورد في كثرة القراءة: من كان يختم في اليوم والليلة ثمانى ختمات: أربعًا في الليل، وأربعًا في النهار. قلتُ معقِبًّا على ما نقله السيوطي: وهل هذا معقول أو متصوَّر؟ إذا كان القرآن، قُسِّم إلى ثلاثين جزءا، والجزء إلى ثمانية أرباع، فأقل ما تستغرقه قراءة الربع بالسرعة والعجلة دقيقتان فيكون المجموع: 30×8×2=480 دقيقة للختمة الواحدة. فإذا ضربناها في ثمانية تكون النتيجة: 480×8=3840 دقيقة. فإذا حسبناها بالساعة تكون النتيجة: 384÷60=64 ساعة أي ما يقارب ثلاثة أيام وثلاث ليال معًا!! وهذا لو افترضنا أنه لا يشتغل بشيء آخر، فكيف والإنسان بطبيعته يلزمه أكل وشرب ونوم وقضاء حاجة، إلى غير ذلك مما تفرضه الحياة البشرية؟ فلا أحسب هذا النقل صحيحًا، ولو صحَّ فهو غير مقبول؛ لأنها قراءة لا تتيح لقارئها فرصة تدبُّر ولا تأمل، ورضي الله عن عائشة فقد أنكرت ذلك . وبعد أن ذكر السيوطي ذلك قال: ويليه: من كان يختم في اليوم والليلة أربعًا، ويليه ثلاثًا، ويليه ختمتَيْن، ويليه ختمة. قال: وقد ذمَّت عائشة ذلك. فأخرج ابن أبي داود عن مسلم بن مخراق، قال: قلتُ لعائشة: إن رجالًا يقرأ أحدهم القرآن في ليلة مرتين أو ثلاثًا. فقالت: قرءوا ولم يقرءوا! كنتُ أقوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةَ التِّمَام، فيقرأ بالبقرة وآل عمران والنساء، فلا يمر بآية فيها استبشار إلا دعا ورغِب، ولا بآية فيها تجويف إلا دعا وأستعاذ. ويلي ذلك من كان يختم في ليلتين، ويليه من كان يختم في كل ثلاث، وهو حسن. وكره جماعات الختمَ في أقل من ذلك، لما روى أبو داود والترمذيُّ وصحَّحه من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث". وأخرج ابن أبي داود وسعيد بن منصور، عن ابن مسعود موقوفًا، قال: لا تقرءوا القرآن في أقلَّ من ثلاث. وأخرج أبو عبيدٍ عن معاذ بن جبل: أنه كان يكره أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث. وأخرج أحمد وأبو عبيد عن سعيد بن المنذر — وليس له غيره — قال: قلتُ يا رسول الله، اقرأُ القرآن في ثلاث؟ قال: "نعم إن استطعت". ويليه من ختم في أربع، ثم في خمس، ثم في ستٍّ، ثم في سبع، وهذا أوسط الأمور وأحسنها، وهو فعل الكثيرين من الصحابة وغيرهم. أخرج الشيخان عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقْرأ القرآن في شهر". قلتُ: إني أجد قوة. قال: "اقرأه في عشر". قلتُ: إني أجد قوة. قال: "اقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك". ويلي ذلك: من ختم في ثمان، ثم في عشر، ثم في شهر، ثم في شهرين. أخرج ابن أبي داود عن مكحول، قال: كان أقوياء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرءون القرآن في سبع، وبعضهم في شهر، وبعضهم في شهرين، وبعضهم في أكثر من ذلك. وقال أبو الليث في البستان: ينبغي للقارئ أن يختم في السَّنَة مرتين، إن لم يقدر على الزيادة. آداب الختم وما يتعلق به: قال الإمام النووي في التبيان: يستحب صيام يوم الختم إلا أن يصادف يومًا نهى الشرع عن صيامه. وقد روى ابن أبي داود باسناده الصحيح: أن طلحة بن مُطرِّف، وحبيب بن أبي ثابت، والمسيَّب بن رافع، التابعيِّين الكوفيِّين رضي الله عنهم أجمعين، كانوا يصبحون في اليوم الذي يختمون فيه القرآن صِيَامًا. ويستحب حضور مجلس ختم القرآن استحبابا متأكدًا، فقد ثبت في الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الحيض بالخروج يوم العيد، ليشهدن الخير ودعوة المسلمين. يستحب الدعاء عَقِيب الختم استحبابًا متأكَّدًا، وروى الدارمي بإسناده عن حميد الأعرج قال: من قرأ القرآن ثم دعا أمَّن على دعائه أربعة آلافِ مَلَك. وينبغي أن يُلح في الدعاء، وأن يدعو بالأمور المهمة، وأن يُكثر في ذلك في صلاح المسلمين، وصلاح سلطانهم، وصلاح ولاة أمورهم. وقد روى الحاكم أبو عبد الله النيسابوري بإسناده: أن عبد الله بن المبارك رضي الله عنه، كان إذا ختم القرآن كان أكثر دعائه للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات.

3560

| 22 يوليو 2014

محليات alsharq
"تدبر" تنظم دورتين متخصصتين في تدبر القرآن الكريم

تنظم الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم "تدبر" بالتعاون مع إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية غدا الأحد دورتين متخصصتين في تدبر القرآن الكريم للنساء والرجال يقدمهما فضيلة الشيخ سلمان بن عمر السعدي المتخصص في علوم القرآن الكريم. وتأتي الدورتان في إطار سعي الهيئة لتحقيق رسالتها المتمثلة في تدبر القرآن الكريم في الأمة، بمنهج يجمع بين الأصالة والمعاصرة، وربط الأمة بالقرآن الكريم ، تلاوة وتدبرًا وعملاً، والسعي إلى أن يتخذ المسلمون من القرآن الكريم منهج حياة في جميع مجالات حياتهم وتطبيقه في واقعهم، والعيش مع كتاب الله تأملاً وتفكرًا، واستجابة. وتقام الدورة الأولى المخصصة لمعلمات القرآن الكريم، صباح غد بمركز موزة بنت محمد للقرآن والدعوة بمنطقة الوعب تحت عنوان /مهارات معلمة تدبر القرآن/ لمدة ساعتين.. بينما تقام الدورة الثانية لمعلمي القرآن الكريم من الرجال، مساء اليوم ذاته بعد صلاة المغرب بمعهد الدعوة والعلوم الإسلامية بمنطقة الوعب، تحت عنوان "مهارات معلم تدبر القرآن". وتنطلق الهيئة العالمية لتدبر القرآن "تدبر"من رؤية واضحة كمؤسسة رائدة لتعميق تدبر القرآن علميا وعمليا في نفوس شرائح المجتمع من الرجال والنساء والشباب والفتيات . وتهدف الهيئة إلى تيسير فهم القرآن الكريم وتدبره في الأمة عبر تحقيق العديد من الأهداف السامية منها إبراز عظمة القرآن الكريم ، وأثره في سعادة البشرية وهدايتها، تفعيل منهج النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح في تلقي القرآن والعمل به، تربية الأمة وتزكيتها بالقرآن، تحصين الأمة وحل مشكلاتها من خلال المنهج القرآني.

289

| 07 يونيو 2014