يواصل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ابتكار طرقًا جديدة للإعدام فتارة بالحرق وأخري بالدهس أو الذبح، لكنها اليوم استخدمت وسيلة أخري مستعينة بالمدينة الأثرية بتدمر في وسط سوريا، حيث أعدمت 3 أشخاص عبر تقييدهم بـ3 أعمدة وتفجيرها بهم. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الثلاثاء، أن "التنظيم أقدم على تفجير أعمدة في المدينة الأثرية بتدمر"، مشيرًا إلى أن "عناصر التنظيم عمدوا إلى ربط ثلاثة أشخاص، كانوا معتقلين لديه، وقيدوهم إلى الأعمدة في القسم الأثري من تدمر، وقاموا بإعدامهم عن طريق تفجير هذه الأعمدة، فيما لم تعرف بعد هوية المعتقلين". وأكد المرصد أن "هذه المرة الأولى التي يقوم فيها التنظيم بإعدام أشخاص بهذه الطريقة"، وكان التنظيم قد سيطر في 20 مايو على مدينة تدمر المدرجة على قائمة منظمة يونيسكو للتراث العالمي والواقعة في محافظة حمص، وعمد إلى تدمير العديد من معالمها وآخرها تفجيره قوس النصر الشهير.

أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، إلى وقوع معارك بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والجيش السوري على مقربة من قلعة تاريخية في مدينة تدمر الأثرية التي يسعى المتشددون للسيطرة عليها، مما أثار قلقا على الآثار المدرجة على قائمة الأمم المتحدة لمواقع التراث العالمي. وذكر المرصد أن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أعدموا 23 شخصا أمس الجمعة، بينهم 9 قصر، و5 نساء في مناطق سيطروا عليها خارج المدينة. وهذه الجولة من الإعدامات الجماعية هي الثانية منذ تقدم تنظيم الدولة إلى المنطقة التي تبعد نحو 240 كيلومترا شمال شرقي العاصمة دمشق، وكان المرصد أورد أن التنظيم اعدم في الجولة الأولى 26 شخصا، 10 منهم ذبحا. وفاقمت العملية العسكرية التي يشنها التنظيم المتشدد على وسط سوريا الضغوط على القوات الحكومية التي تواجه هزائم كبيرة منذ أواخر مارس الماضي، في الحرب الأهلية المستمرة منذ أربع سنوات.

أعربت منظمة اليونسكو، اليوم الجمعة، عن قلقها البالغ إزاء تقدم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، الذي بات على مشارف مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا، فيما أرسل الجيش السوري تعزيزات إضافية ويواصل طيرانه الحربي قصف محيط المدينة. وقالت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو" إيرينا بوكوفا "نحن قلقون للغاية، ونتابع الوضع نظرا للقيمة الكبيرة لهذا الموقع الروماني الأثري". ودعت في مؤتمر صحافي في بيروت "كل الأطراف المعنية إلى حماية ارث تدمر العالمي"، مشيرة إلى "رفض التطرف وإستراتيجية محو الذاكرة، محو ذاكرتنا الجماعية ليس مقبولا، وحماية تراثنا وثقافتنا هو ردنا أيضا على المتطرفين". ويخوض مقاتلو الدولة الإسلامية اشتباكات عنيفة ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها في محيط مدينة تدمر التابعة لمحافظة حمص في وسط سوريا، بعد تمكنهم الأربعاء، من السيطرة على بلدة السخنة التي تبعد 80 كيلومترا عن المدينة وعلى جميع النقاط العسكرية الواقعة على الطريق بين المنطقتين.