مع استمرار معاناة أهالي المناطق المحاصرة في سوريا وصعوبة تأمين لقمة الخبز، سارعت مؤسسة الشيخ عيد الخيرية لتنفيذ مشروع توفير الطحين لأكثر من 30.000 شخص من أهالي حوران في ست مديريات متضررة بمحافظة درعا، هي اليرموك والأوسط ودرعا والقلعة والجيدور والأوسط وأزرع. وأكد علي بن خالد الهاجري المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخارجية بعيد الخيرية أن مشروع توفير الطحين تبلغ تكلفته 700 ألف ريال قطري، وتستفيد منه 5000 آلاف أسرة بما يزيد عن ثلاثين ألف شخص من الرجال والنساء والأطفال المحاصرين في تلك المناطق. ويشكل تأمين الطحين هاجساً كبيرا لهم نظراً لانخفاض مخزون القمح من جانب وارتفاع سعره من جانب آخر مع الفقر الشديد الذي يعاني منه السكان هناك لعدم توفر فرص العمل في ظل الحرب والقصف المتواصل وانعدام سبل الحياة ومرافقها، فضلا عن تدمير الكثير من المخابز وتعطلها خاصةً في المناطق المحاصرة.وأوضح الهاجري أن المشروع يتم تنفيذه بالتعاون مع شركاء المؤسسة المحليين من المؤسسات الإغاثية المعتمدة، ويشتمل على توزيع (250) طنا من الطحين على خمسة آلاف أسرة فقير، بمعدل كيس طحين واحد زنة (50) كيلو جرام، لتقوم بخبزه داخل البيت وتأمين الخبز لأفرادها بشكل ذاتي بالاعتماد على أفران الغاز الصغيرة، حيث يكفيهم لمدة من شهرين إلى ثلاثة أشهر تقريبا.وقال المدير التنفيذي لقطاع المشاريع الخارجية إن المشروع يساهم في تقديم الدعم الإغاثي من مادة الطحين لأهالي المناطق المحاصرة ومساعدتهم على البقاء والصمود في أرضهم، وتحسين الوضع الإنساني للأسر الفقيرة والمعوزة وتزويدها بالمواد الغذائية الأساسية والضرورية للمعيشة، وتخفيف الضغط على أفران الخبز في المناطق المستهدفة طيلة فترة المشروع، وعدم الاضطرار إلى اللجوء للدول المجاورة ومن ثم تفاقم الأزمات مع ما يتعرضون له من المخاطر الجمة خلال رحلة اللجوء.مشاريع سابقةولفت الهاجري إلى أن عيد الخيرية تولي توفير الطحين والخبز للشعب السوري أولوية، حيث أطلقت نهاية العام الماضي حملة "كفيتم" تحت شعار "في برد الشتاء .. القليل يكفيهم"، بتكلفة تبلغ 60 مليون ريال، وتتضمن توفير الغذاء من الخبز والسلة الغذائية بالإضافة إلى الكساء والإيواء لأهلنا في الغوطة الشرقية وريف دمشق وحلب وحماة وحمص وإدلب ودرعا واللاذقية وحوران والرقة ودير الزور. كما نفذت المؤسسة عددا من المشاريع في هذا الخصوص منها مشروع بتكلفة مليون ريال لتوفير 950 طن من الطحين لتوفير الخبز في محافظات الشمال السوري في حلب وإدلب وحماة واللاذقية، كما نفذته في إدلب وحمص وحلب، بتكلفة مليون وربع المليون ريال، وساهمت في توفير جانب من الغذاء ورسم البسمة على وجوه أهلنا المتضررين وإدخال الفرحة على أطفالهم. ويعد الخبز أهم مكونات الغذاء والعنصر الرئيس الذي يعتمد عليه الشعب السوري في غذائه وقوت يومه ليحفظ له جزء هام من مقومات الحياة، خاصة في ظل الحرب والأوضاع الصعبة التي يعيشها أهلنا في جميع المدن والمحافظات السورية، مع ارتفاع سعر الخبز الشديد وصعوبة توفيره، حيث أشار تقرير برنامج الأغذية العالمي أن أكثر من نصف السكان السوريين يعانون من أزمة الغذاء الطاحنة، في أسوأ كارثة تشهدها الإنسانية منذ سنوات طويلة، وأن أكثر من 7 مليون سوري حياتهم في خطر بسبب عدم قدرتهم على توفير الغذاء.