استأنفت كوريا الجنوبية والصين اليوم أول محادثات دفاعية بينهما في سول، لبحث العلاقات بين الكوريتين، وقضايا الأمن الإقليمي ومستقبل التعاون الثنائي وذلك بعد انقطاع لمدة عامين. وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية اليوم إن اللقاء الذي جمع السيد يو سوك- جوو رئيس السياسات في وزارة الدفاع بكوريا الجنوبية مع نظيره الصيني السيد تشانغ مينغ رئيس مكتب التعاون العسكري الدولي في اللجنة العسكرية المركزية، بحث نتائج القمة بين الكوريتين التي عقدت مؤخرا والأوضاع الأمنية في شبه الجزيرة الكورية، كما ناقش الجانبان التعاون الدفاعي وخطط التبادل. وتعتبر هذه أول محادثة حول السياسة الدفاعية منذ 2016 حيث تم تعليق الاجتماع وسط الخلاف الدبلوماسي بسبب نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي المتقدم ثاد في كوريا الجنوبية.

نفت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية وجود أي اتفاق سري بين سول وبكين، تعقيباً على انفراج الخلاف الدبلوماسي بينهما بسبب نشر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد". وقال نو كيو دوك المتحدث باسم الوزارة في مؤتمر صحفي اليوم الخميس: "إن الجانب الكوري الجنوبي أكد بوضوح أن السيادة الأمنية لبلاده ليست قابلة للتفاوض". وكانت وسائل الإعلام الصينية قد قالت "إن كوريا الجنوبية وعدت الصين" بعدم نشر آليات إضافية بمنظومة ثاد الأمريكية على أراضيها، وعدم دمجها مع منظومة شبكة الدفاع الصاروخي الجوي الأمريكي، وأيضا المنظومة الدفاعية لدول التحالف العسكري الثلاث ضد كوريا الشمالية بالمنطقة التي تشمل كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان. وتعقيبا على ذلك أوضح نو كيو دوك، أن الخارجية الكورية الجنوبية أعربت للجانب الصيني عن تحفظها بشأن استخدام عبارة "كوريا وعدت"، وبناء عليه غير الجانب الصيني من لهجته قائلا إن "كوريا أبدت موقفا مؤيدا".

قدمت الصين احتجاجا لكوريا الجنوبية بشأن نشر أربع منصات إطلاق إضافية ضمن منظومة الدفاع الصاروخي المتطور الأمريكي "ثاد". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية "قنج شوانج"، وفقا لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، إن موقف الصين من نشر المنصات المتبقية من نظام ثاد حازم وواضح وثابت. وأضاف المتحدث أن الصين حثت الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية على الانتباه للمخاوف الأمنية ومصالح الصين ودول أخرى في المنطقة ووقف نشر نظام "ثاد" بشكل فوري. وكانت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية قد أعلنت في وقت سابق اليوم، عن تكملة نشر أربع منصات إطلاق إضافية ضمن منظومة الدفاع الصاروخي المتطور الأمريكي "ثاد" في القاعدة الأمريكية في بلدة" سونغ جو" بإقليم" كيونج سانج" الشمالي على بعد 300 كلم من جنوب شرق العاصمة سول.

أعلنت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية اليوم، عن تكملة نشر أربع منصات إطلاق إضافية ضمن منظومة الدفاع الصاروخي المتطور الأمريكي "ثاد" في القاعدة الأمريكية في بلدة "سونغ جو" بإقليم كيونغ سانغ، الشمالي على بعد 300 كلم من جنوب شرق العاصمة سول. وقالت الوزارة إن الحكومة الكورية الجنوبية أكملت نشر هذه المنصات بشكل مؤقت، بموجب الاتفاق بين سول وواشنطن "كجزء من الإجراءات لحماية أرواح الشعب والأمن الوطني من التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة من كوريا الشمالية". وفي هذا السياق تظاهر حوالي 400 من السكان المجاورين لقاعدة "سونغ جو" الليلة الماضية احتجاجا على نشر منصات إطلاق إضافية ، مما أدى إلى مواجهة بينهم ورجال الشرطة، ولكن لم تمنع تلك الأحداث دخول المنصات الأربع إلى القاعدة الأمريكية.

طالبت الصين اليوم الأربعاء، بالوقف الفوري لنشر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي المتطور "ثاد" في كوريا الجنوبية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قنج شوانج، في تصريحات بثتها وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، إن بلاده تشعر بانشغال كبير، مؤكدا معارضتها لنشر الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية نظام "ثاد". وأضاف أن نظام "ثاد" لن يساعد على حل الشواغل الأمنية، وإنما سيقوض التوازن الاستراتيجي الإقليمي ويضر المصالح الأمنية الإقليمية، ومن بينها مصالح الصين، كما سيزيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية. وأوضح المتحدث أن الصين طلبت من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية احترام المصالح والشواغل الأمنية للصين والدول الإقليمية الأخرى، والوقف الفوري لعملية النشر وإزالة المعدات. وكانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية قد أعلنت في وقت سابق اليوم، نيتها نشر أربع منصات إضافية من منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي المتطور "ثاد"، غدا الخميس.

طلبت الصين، اليوم الثلاثاء، من الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية "احترام المصالح والشواغل الأمنية" للصين والدول الإقليمية الأخرى، ووقف نشر نظام الدفاع الصاروخي "ثاد". وقالت هوا تشون يينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، خلال مؤتمر صحفي بثته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا": "إن نشر نظام "ثاد" لن يحل الشواغل الأمنية للدول المعنية، بل على العكس سيعيق التوازن الاستراتيجي الإقليمي وسيضر بالمصالح الأمنية للدول الإقليمية ومنها الصين، وسيزيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية". وأوضحت المتحدثة الصينية أن بكين حثت واشنطن وسول على وقف نشر نظام "ثاد" وسحب المعدات الخاصة به. ومن المقرر أن يقوم وزير دفاع كوريا الجنوبية "سونج يونج- مو" بزيارة إلى واشنطن غدا الأربعاء لإجراء محادثات مع نظيره الأمريكي جيمس ماتيس. يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت في نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية لمواجهة التجارب النووية والصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية، وتؤكد سول أنها تهدف إلى الدفاع عنها ضد تهديدات بيونغ يانغ، لكن بكين تعارض ذلك بشكل صارم، وتعتبر أنها تقوض مصالحها الوطنية وتزعزع استقرار ميزان القوى في شمال شرق آسيا.

عبرت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، اليوم الخميس، عن أملها في حل القضايا الراهنة بين كوريا الجنوبية والصين "بشكل حكيم" بناء على التفاهم المشترك حول أهمية العلاقات الثنائية. وقال المتحدث باسم الوزارة، جو جون هيوك، في مؤتمر صحفي بمناسبة الذكرى الـ25 لإقامة العلاقات الثنائية بين البلدين، "إن الحكومة الكورية الجنوبية تعتقد بأن العلاقات الثنائية بين سول وبكين مهمة للغاية ، وأنها تتطلع إلى تطوير علاقات الشراكة التعاونية الإستراتيجية بين البلدين لتصبح أكثر فعالية"، مشيرا إلى أن سول وبكين أكدتا مجددا على أهمية العلاقات الثنائية بينهما، والرغبة المشتركة في تطوير هذه العلاقات. ولم يحدد جو هيوك، بالضبط القضايا الراهنة بين سول وبكين التي تحتاج إلى حل، غير أنه لوح إلى العلاقات المتوترة بين البلدين بسبب نشر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد" في كوريا الجنوبية، وسط مخاوف من جانب الصين من أن يؤدي ذلك إلى تغيير موازين القوى في المنطقة.

أبلغ مندوب الصين في الأمم المتحدة ليو جيه يي، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بأن الصين دعت، اليوم السبت، إلى وقف نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد" في كوريا الجنوبية وإزالة العتاد المتعلق بذلك. وقال ليو بعد أن فرض المجلس عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بسبب إجراء تجربتين على صواريخ بعيدة المدى "نشر نظام ثاد لن يحل مسألة التجارب النووية وعمليات إطلاق الصواريخ (لكوريا الشمالية)". ودعا أيضا كوريا الشمالية إلى "التوقف عن اتخاذ إجراءات من شأنها زيادة حدة التوتر".

قالت الحكومة الكورية الجنوبية إنها ستجري مسحا بيئيا على موقع نشر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي المتقدم ثاد في بلدة سونج جو بإقليم كيونج سانج الشمالي في غضون الأسبوع المقبل. وذكرت وزارة الدفاع الكورية، في بيان لها اليوم، أن هذه الخطوة تعد جزءا من تقييم الآثار المحتملة الصغيرة النطاق لمنظومة ثاد على البيئة الذي بدأ في ديسمبر الماضي ودخل إلى المرحلة الأخيرة. وأضافت أن وزارة البيئة ستشكل فريقا يضم خبراء مدنيين لإجراء الدراسة في موقع قاعدة ثاد في بلدة سونج جو، وذلك من أجل التحقق من تقرير الآثار المحتملة لمنظومة ثاد على البيئة الذي قدمته وزارة الدفاع إليها.. مبينة أن الدراسة تهدف إلى مراجعة مدى ملاءمة القياسات مثل مستوى الإشعاع الكهرومغناطيسي والضوضاء. يذكر أن المسح البيئي من قبل السلطات الكورية الجنوبية هو شرط أساسي للنشر الدائم لمنظومة ثاد، وقد قررت سول إجراء التقييم البيئي الإضافي في موقع المنظومة، حيث تستعد القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية لنشر 4 منصات إطلاق أخرى.

تصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية هذا الأسبوع على خلفية التجارب النووية والصاروخية الكورية الشمالية والمناورات المشتركة الأمريكية الكورية الجنوبية، التي تعتبرها بيونج يانج "تهديدا لأمنها". وقد زاد التصعيد وتأجج القلق الدولي بعد تهديدات من واشنطن وبيونج يانج بتبادل الضربات النووية والصاروخية، وتهديدات كوريا الشمالية بضرب القواعد الأمريكية في كوريا الجنوبية واليابان وكذلك ضرب الأراضي الأمريكية بصواريخ نووية، حيث قالت "بيونج يانج" إن التجارب الصاروخية التي أجرتها مؤخرا "تجعل كامل الأراضي الأمريكية في مرمى صواريخها". وأضافت أن التجربة التي أجرتها يوم الجمعة الماضي "اختبرت قدرات الصاروخ على إعادة دخول الغلاف الجوي للأرض".. ويمكن للصاروخ الباليستي العابر للقارات أن يصل خارج الغلاف الجوي للأرض، باستخدام مسار إطلاق حاد إلى ارتفاع عال يسمح لكوريا الشمالية بتجنب مرور صواريخها فوق بلدان مجاورة. وعلى الرغم من الاختبارات المستمرة التي تجريها كوريا الشمالية، فإن الخبراء يرون أن بيونج يانج لا تمتلك حتى الآن القدرة على تطوير تكنولوجيا لتحميل رؤوس نووية على صاروخ طويل المدى وضمان وصوله إلى الهدف المقصود، لكن خبراء آخرين يعتقدون أنه وفقا للوتيرة الحالية لتجارب الإطلاق، فإن كوريا الشمالية يمكنها التغلب على هذه التحديات وتطوير سلاح نووي في غضون خمس إلى عشر سنوات يمكنه أن يصيب الولايات المتحدة. الصواريخ الباليستية وردا على التجربة الصاروخية لكوريا الشمالية، نشرت الولايات المتحدة نظاما للدفاع الصاروخي في كوريا الجنوبية للتصدي للتهديد الذي تشكله بيونج يانج، ومحور هذا النظام هو صاروخ "ثاد" الذي لا يحمل رأسا حربيا، لكنه مصمم لاعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية داخل أو خارج الغلاف الجوي للأرض، غير أن هذا الإجراء أثار حفيظة العديد من دول المنطقة خاصة الصين التي ترتبط بعلاقات استراتيجية مع بيونج يانج، حيث قالت إن نشر نظام صواريخ "ثاد" يؤثر على التوازن الأمني الإقليمي، غير أن بكين أدانت إطلاق الصاروخ وحثت كل الأطراف المعنية على ضبط النفس وتجنب تصعيد التوترات.. لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقد مرة أخرى، الصين لعدم قيامها، حسب قوله، بما يكفي لوقف برنامج الأسلحة لبيونج يانج في الوقت الذي قال إنها "تجني مئات المليارات من الدولارات في التجارة مع الولايات المتحدة". أما نائبه مايك بنس فقال إن فترة "الصبر الاستراتيجي" مع كوريا الشمالية انتهت وإنها ستواجه عقوبات مشددة في استراتيجية الرئيس ترامب الجديدة.. في الوقت نفسه قال عضو جمهوري بمجلس الشيوخ الأمريكي إن الرئيس ترامب طرح خوض حرب ضد كوريا الشمالية كخيار متاح في التعامل معها. نزع فتيل التوتر وفي محاولة تهدف على مايبدو إلى نزع فتيل التوتر، قال ريكس تيلرسون وزير الخارجية الأمريكي إن بلاده لا تسعى إلى توحيد متعجل لشبه الجزيرة الكورية، ولا تسعى إلى تغيير نظامها الحاكم، بل ترغب في إجراء حوار معها في مرحلة ما. وتمتلك كوريا الشمالية جيشا هو رابع أكبر جيش في العالم من حيث عدد الجنود إذ يبلغ قوامه 1.2 مليون جندي، بالإضافة إلى 4.5 مليون جندي في قوات الاحتياط، بينما تبلغ قيمة النفقات العسكرية السنوية 3.5 مليار دولار، وهي تمثل نحو 25% من ميزانية الدولة. وبالإضافة إلى القوات البرية والبحرية والجوية، تعتبر القوات البحرية الكورية الشمالية أصغر الوحدات العسكرية، لكنها تضم أسطولا من الغواصات يعتبر أكبر سلاح غواصات في العالم من حيث العدد، إذ يبلغ عددها مئة غواصة، وعلى الرغم من صغر حجم تلك الغواصات فإنها بالغة الخطورة، فبإمكان بعضها حمل صواريخ باليستية وباستطاعتها أن تحمل رؤوسا نووية، وفي مايو من العام الماضي أعلنت بيونج يانج أنها اختبرت إطلاق صاروخ باليستي من غواصة، كما تمتلك كوريا الشمالية أحد أقوى الجيوش الإلكترونية في العالم، وكانت بيونج يانج قد شنت هجوما إلكترونيا على الولايات المتحدة في نهاية عام 2014، وقد تمكنت بفضل تلك الهجمات من الكشف عن معلومات عسكرية لصالحها. قدرات نووية كبيرة وتملك كوريا الشمالية قدرات نووية كبيرة، وتعتقد أجهزة الاستخبارات في واشنطن وسول أن لدى بيونج يانج ما بين 10 و16 سلاحا نوويا، وأكثر من ألف صاروخ بالستي مختلفة المدى. وفي سبتمبر 2016، فاجأت كوريا الشمالية العالم بإجراء خامس تجربة نووية لها، اعتبرتها جارتها الجنوبية الأقوى.. وفي يناير من العام الماضي أجرت بنجاح أول تجربة لقنبلة هيدروجينية بإمكانياتها الذاتية، وباستخدام تقنياتها المحلية فقط، ولدى بيونج يانج مخزون هائل من الأسلحة الكيميائية، وقد هددت باستخدامه أكثر من مرة ضد سول، ويعتبر ثالث مخزون من الأسلحة الكيميائية على مستوى العالم. وعلى الرغم من أن الحد الأدنى لمدى الصواريخ العابرة للقارات هو نحو 5500 كيلومتر، فإن بيونج يانج تسعى إلى تطوير هذا النوع من الصواريخ بحيث يكون بعضها قادرا على قطع مسافة تصل إلى عشرة آلاف كيلومتر أو أكثر. ووفقا لتقديرات الخبراء العسكريين، تستطيع صواريخ منطلقة من أراضي كوريا الشمالية الوصول إلى مدينة نيويورك في زمن قدره 40 دقيقة، وإذا أطلقت كوريا الشمالية صاروخا من إحدى غواصاتها الكثيرة الموجودة في وسط المحيط الهادئ فيمكن أن تصل إلى الأراضي الأمريكية في زمن قدره 15 دقيقة، أما فسحة الوقت التي قد يملكها الرئيس الأمريكي ليقرر توجيه الضربة الثأرية فلن تزيد على 10 دقائق، في حال أطلقت كوريا الشمالية الصواريخ البعيدة المدى من أراضيها. أمريكا تفتقر إلى ما يحصنها وفي الوقت ذاته يرى محللون عسكريون أن الولايات المتحدة "تفتقر إلى ما يحصنها من الإصابة بالصواريخ بنسبة 100 في المائة".. وعلى الرغم من إدراك واشنطن لهذا الأمر، فإن القوات الأمريكية "تنهك نفسها في التدرب على إمكانية التصدي لصاروخ عابر للقارات، وهو نفس نوع الصواريخ التي تصر كوريا الشمالية على اختبارها وتطويرها وزيادة قوتها وكفاءتها القتالية، وهو عمل لابد منه لأنه يتيح للقوات تجنب عنصر المفاجأة إذا ما وقعت الواقعة". وهكذا يستمر السجال والحرب الإعلامية بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية، لتشغل بال العالم بالكامل، أو تقسمه إلى فريقين، الأول يتابع الأزمة لمعرفة ما ستؤول إليه في نهاية المطاف، والبعض الآخر يتابع التهديدات المتبادلة وهو على قناعة بأنه لن يحدث شيء، وأن الأمور ستبقى تحت السيطرة رغم أن الأصابع ما تزال على الزناد، لأن كلا من الطرفين يملك ما يمكن وصفه بأنه "رادع كاف" للطرف الآخر، كما أن كل طرف يملك ما يدفع كثيرا من دول العالم إلى التحرك الفوري واتخاذ موقف حاسم قبل أن تتطور المسألة لتصبح معركة مدمرة مفروضة على الجميع، تضر بالكرة الأرضية وكل من يعيش عليها، ومن الواضح أن لدى كثير من دول العالم والمحللين أيضا قناعة بأنه لا شيء سيحدث، ولكن الاستعدادات على الأرض تقول إن كلا الطرفين يتحسب لاحتمالات أن يقدم الآخر على خطوة عنيفة مفاجئة، ويعمل على أن يكون جاهزا لها، خاصة كوريا الشمالية، التي ترفض التواجد الأمريكي حول شبه الجزيرة الكورية، وتورط بعض جيرانها في تقديم يد العون للأمريكان. وحسب المحللين، فإن الولايات المتحدة لن تكون البادئة أبدا في أي معركة غير سياسية، إلا إذا تأكدت من أن الأمر تجاوز صيغة التهديدات الجوفاء إلى صيغة الحرب الرسمية، هنا فقط يمكن أن تتحرك لتوجيه ضربة وقائية تحميها وتحمي أراضيها من أي سلاح كوري شمالي. وتصر بيونج يانج على تطوير الصواريخ العابرة للقارات كونها تعد "رمزا للتعبير عن القوة" إذ أنها تتيح للبلد الذي يملكها تصويب قوة نارية هائلة على أعدائه رغم وجودهم على الطرف الآخر من الأرض، خصوصا أن كل الأطراف تنظر إلى هذا المبدأ القائم على الردع على أنه ساعد في استتباب السلام في السابق لأنه لا يمكن لطرف أن ينتصر في حرب نووية دون أن يتكبد خسائر هائلة. ويبدو أن كوريا الشمالية تأمل أن تساعد تجاربها النووية والصاروخية في نهاية المطاف في جلب الولايات المتحدة إلى طاولة المفاوضات، وانتزاع بعض التنازلات لصالحها.

نفى المكتب الرئاسي بكوريا الجنوبية، اليوم الأربعاء، ما تناقلته بعض الوسائل الإعلامية بأن الولايات المتحدة الأمريكية حثت كوريا الجنوبية على استكمال نشر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي المتقدم "ثاد" حتى مارس عام 2018 على الأقل. وقال مصدر بالمكتب الرئاسي ،في تصريح صحفي بثته وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، إن مجلس الأمن الوطني الأمريكي أكد على أن ما تناقلته بعض الوسائل الإعلامية ليس صحيحاً، مجدداً التأكيد على أن الولايات المتحدة لم تدعو إلى ذلك. وكانت إحدى الوسائل الإعلامية أفادت بأن الولايات المتحدة الأمريكية كانت قد حددت شهر مارس 2018 كموعد نهائي لنشر منظومة "ثاد" وذلك خلال عملية تنسيق جدول الأعمال لمحادثات القمة الكورية الجنوبية الأمريكية في شهر يونيو الماضي، وأن الحكومة الكورية الجنوبية رفضت ذلك، خوفاً من أنه قد يؤثر على زيارة الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن إلى الصين.

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن نشر الولايات المتحدة لنظام "ثاد" المتطور المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية يضر بشكل فادح بالمصالح الأمنية الإستراتيجية للصين وروسيا ودول أخرى في المنطقة. وأضاف شي في تصريح له اليوم نقلته وكالة "شينخوا" للأنباء أن تركيب منظومة "ثاد" يهدد التوازن الاستراتيجي في المنطقة ولا يخدم نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة، موضحاً أن الصين وروسيا حافظتا على الاتصال والتنسيق بشكل وثيق على مختلف المستويات بشأن هذه القضية ولديهما آراء مماثلة بشأن جوهرها ومخاطرها. وأضاف أن بكين وموسكو رفضتا بحزم نشر منظومة ثاد واقترحتا بجدية على الدول المعنية وقف وإلغاء تثبيت هذه المنظومة موضحا أن البلدين سيتخذان الإجراءات الضرورية معاً أو بشكل فردي للحفاظ على مصالحهما الأمنية الوطنية والتوازن الاستراتيجي الإقليمي. وفيما يتعلق بقضية شبه الجزيرة الكورية قال شي إن بلاده ملتزمة بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة والحفاظ على السلام والاستقرار بها وتسوية المسألة من خلال الحوار والتشاور. وأعرب الرئيس الصيني عن أمل بلاده في أن تنضم الأطراف المعنية بقضية شبه الجزيرة الكورية إلى روسيا والصين لدفع المحادثات والاضطلاع بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم ووضع القضية على المسار الصحيح للحوار والتشاور وصولا إلى تسوية تفاوضية بأسرع وقت ممكن. يذكر أن الرئيس الصيني سيتوجه في وقت لاحق من اليوم إلى موسكو في زيارة رسمية إلى روسيا سيتبعها بزيارة إلى ألمانيا للمشاركة في قمة العشرين.

قال مسؤولون في الحكومة اليابانية، إنه قد يكون من الصعب عقد قمة ثلاثية بين اليابان والصين وكوريا الجنوبية في طوكيو الشهر القادم. ونقل راديو "اليابان" عن المسؤولين اليابانيين قولهم اليوم إن العلاقات بين الصين وكوريا الجنوبية توترت في الفترة الأخيرة بسبب نشر نظام صواريخ "ثاد" الدفاعي الأمريكي المتقدم في كوريا الجنوبية وأضافوا أن وجود النظام الصاروخي سيجعل من الصعب عقد قمة ثلاثية تجمع قادة البلدان الثلاثة في الشهر القادم. وكانت البلدان الثلاثة قد استضافت قمما ثلاثية بالتناوب بينها وكان من المقرر أن تستضيف اليابان القمة القادمة في طوكيو فيما ألغيت خطة في العام الماضي لعقد القمة الثلاثية بسبب الاضطرابات السياسية في كوريا الجنوبية. يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت في نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية لمواجهة التجارب النووية والصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية وتؤكد سول أنها تهدف إلى الدفاع عنها ضد تهديدات بيونج يانج لكن بكين تعارض ذلك بشكل صارم وتعتبر أنها تقوض مصالحها الوطنية وتزعزع استقرار ميزان القوى في شمال شرق آسيا.

شارك آلاف المحتجين في تظاهرة قرب السفارة الأمريكية في سول متهمين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"إجبار" كوريا الجنوبية على نصب الدرع الصاروخية الأمريكية "ثاد" والذي تعارضه الصين. وتأتي التظاهرة فيما يتوجه الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي أن لواشنطن للقاء نظيره الأمريكي لأول مرة في ظل تصاعد التوتر حول طموح كوريا الشمالية النووي. وشارك نحو 4 آلاف شخص في التظاهرة وهي الأكبر منذ اتفقت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة على نصب الدرع الصاروخية الأمريكية "ثاد" على أراضي كوريا الجنوبية لحمايتها من جارتها كوريا الشمالية. وحمل المحتجون لافتات تقول "ترامب، توقف عن إجبار كوريا الجنوبية على نصب ثاد" و"لا لثاد، لا لترامب". وشارك في الاحتجاج سكان من مدينة سيونغجو في جنوب شرق البلاد حيث يتم نصب الدرع، ويحتج السكان المحليون على المشروع لاعتبار أنه يطرح تهديدات بيئية وصحية ويجعلهم أكثر عرضة لهجمات محتملة من كوريا الشمالية. ويطلق نظام "ثاد" صواريخ صُمّمت لاعتراض صواريخ بالستيّة وتدميرها عند إطلاقها أو دخولها الأجواء في آخر مراحل تحليقها.

قال جيش كوريا الجنوبية، اليوم الثلاثاء، إن طائرة بدون طيار يشتبه أنها كورية شمالية التقطت صورا لبطارية أمريكية متطورة مضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية قبل أن تتحطم وهي في طريق عودتها. وفي الأسبوع الماضي عثرت السلطات على الطائرة بدون طيار التي كانت هناك كاميرا مثبتة بها في غابة قرب الحدود مع كوريا الشمالية. وتتشابه الطائرة في الحجم والشكل مع طائرة كورية شمالية بدون طيار عثر عليها في 2014 على جزيرة قرب الحدود. وقال مسؤول بوزارة الدفاع في كوريا الجنوبية: "تأكدنا من أنها التقطت نحو 10 صور" للنظام المضاد للصواريخ الذي يعرف باسم ثاد. وأضاف أن السلطات تشتبه في أن الطائرة بدون طيار من كوريا الشمالية. وتستضيف كوريا الجنوبية النظام الدفاعي المضاد للصواريخ في منطقة سيونجو التي تبعد نحو 250 كيلومترا عن الحدود مع كوريا الشمالية بهدف التصدي للتهديد الصاروخي الكوري الشمالي المتصاعد. وقال مسؤول في مكتب رئاسة الأركان المشتركة بكوريا الجنوبية: "سنتوصل إلى إجراءات للتعامل مع الطائرات بدون طيار من كوريا الشمالية". ومن المعروف أن الطائرات الكورية الشمالية بدون طيار حلقت في سماء كوريا الجنوبية عدة مرات. وذكرت الأمم المتحدة في تقرير العام الماضي أن كوريا الشمالية تملك نحو 300 طائرة بدون طيار من أنواع مختلفة بينها واحدة مصممة للاستطلاع وطائرات قتالية بدون طيار.

أعلنت كوريا الجنوبية، اليوم الأربعاء، اعتزامها تعليق نشر منظومة "ثاد" الأمريكية للدفاع الصاروخي، لفترة مؤقتة. وقال المكتب الرئاسي لكوريا الجنوبية، في بيان، إنه سيتم تعليق نشر منظومة "ثاد" الأمريكية لتقييم تأثيرها على البيئة، بحسب وكالة "يونهاب" للأنباء. وأوضح مسؤول كوري جنوبي رفيع أن قرار التعليق لا يشمل الراجمتين المنشورتين في الوقت الراهن، وإنما يشمل المنصات الجديدة ومعداتها. وجاء القرار على خلفية تحقيقات حول ادعاءات إخفاء وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تفاصيل تتعلق بنشر المنظومة في البلاد. وكشفت التحقيقات أن نائب وزير الدفاع الكوري الجنوبي "وي سونج هو"، أصدر تعليمات لمسؤولي الوزارة بإخفاء دخول 4 راجمات إضافية إلى البلاد عن تقاريرهم، في محاولة للتهرب من تقييم بيئي شامل. وعلى خلفية ذلك، أبعدت الحكومة الكورية الجنوبية المسؤول عن منصبه، وأعطت للوزارة تعليمات بإعداد تقرير لتقييم التأثير البيئي. وفي 20 أبريل الماضي، أنهت كوريا الجنوبية، عملية تخصيص الأراضي التي ستنشر عليها منظومة "ثاد"، وبدأ الجيش الأمريكي ذات اليوم بالعمل على نشر المنظومة.

أكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، اليوم الخميس، أنها ستقوم بالتشاور الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن نشر منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكي المتقدم "ثاد" في البلاد، وعلى تعزيز التفاهم مع الصين "من خلال التواصل معها بصدق". وقال المتحدث باسم الوزارة "جو جون هيوك"، في مؤتمر صحفي عقده اليوم، وبثته وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب"، إن الوزارة ستتعامل مع مسألة نشر منظومة "ثاد" بموجب سياستها التي تقوم على الدبلوماسية التعاونية التي تخدم المصلحة الوطنية للبلاد. وأضاف أنه يعتقد بأن الشعب لم يتمتع بالحق في معرفة مرحلة قرار نشر منظومة "ثاد"، موضحا أنه من المتوقع أن تجري مناقشة منظومة "ثاد" في البرلمان لسد الفراغ في الشرعية الديمقراطية والإجرائية، مشيرا إلى أنه تم إبلاغ الجانب الأمريكي بتطورات الأوضاع المرتبطة بمنظومة "ثاد" عبر القنوات الدبلوماسية. يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد بدأت في نشر منظومة "ثاد" المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية لمواجهة التجارب النووية والصاروخية التي تجريها كوريا الشمالية، وتؤكد سول أنها تهدف إلى الدفاع عنها ضد تهديدات بيونج يانج، لكن بكين تعارض ذلك بشكل صارم، وتعتبر أنها تقوض مصالحها الوطنية وتزعزع استقرار ميزان القوى في شمال شرق آسيا.