تبنى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، تعليم مائة طالب سوري في جميع التخصصات المتاحة في جامعة السوربون، ابتداء من تعليم اللغة الفرنسية إلى دخول الجامعة والحصول على شهادة التخرج الجامعي. تأتي هذه المبادرة دعما من سمو الأمير للطلبة السوريين في ظل الظروف والصعوبات التي يواجهونها في متابعة دراساتهم الجامعية. من جانبها، تلتزم جامعة السوربون بقبول الطلبة السوريين في جميع التخصصات المتاحة لديها (القانون، العلوم السياسية، إدارة الأعمال، الرياضيات وغيرها من التخصصات) والإشراف الأكاديمي عليهم ومتابعتهم خلال جميع مراحل التعليم الجامعي. يأتي ذلك ضمن إطار اتفاق وقعه سعادة النائب العام، الدكتور علي بن فطيس المري مع رئيس جامعة السوربون، سعادة السيد فيليب بوتري، بحضور عدد من نوابه وأساتذة الجامعة والمشرفين الأكاديميين. جدير بالذكر أن جامعة السوربون باريس ١ بانتيون هي الجامعة الأولى في العالم التي تتبنى مثل هذه المبادرة، بقبول هذا العدد الكبير للاجئين السوريين دفعة واحدة. إنسانية الأمير من جانبه ثمّن سعادة السيد نزار الحراكي سفير الائتلاف السوري في قطر هذه المبادرة وأكّد أنّها "خطوة في الاتجاه الصحيح تعودُ بالنفع على أبناء الشعب السوري وتعبّرُ عن إنسانية حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد تجاه أبناء السوريين الذين يحتاجون حقاً إلى مثل هذه المنح ليُتابعوا دراستهم ويُصبحوا أفراداً فعّالين ومُنتجين يقومون بأدوار بنّاءة في المجتمع"، متقدّماً بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى قطر قيادةً وحكومةً وشعباً لما قدّمته وتُقدّمه للشعب السوري. وقال في تصريحٍ لـ الشرق: "تعوّدنا على دعم دولة قطر واهتمامها بالتعليم كدعامة أساسية من دعائم تقدم أي مجتمع، وطالما وقفت دولة قطر إلى جانب الشعب السوري وتستمرّ جهودها الإنسانية في عطاءٍ ممتدٍّ من معينٍ لا ينضب مِلؤه الخير والشعور بالمسؤولية، سعياً منها إلى مؤازرة السوريين وتخفيف معاناتهم في ظلّ المحنة التي يمرّون بها، هذه المحنة التي كان لها انعكاساتٍ طالت مختلف نواحي حياة المواطن السوري، من بينها المسيرة التعليمية، حيث يُعاني الطلبة السوريون من صعوبات جمّة يواجهونها في متابعة دراستهم التعليمية. وعشرات الألوف منهم لم يتمكّنوا من إتمام تعليمهم الجامعي، منهم من في السنوات الثالثة أو الأخيرة من المسيرة الجامعية". وأكّد الحراكي على "وجود حاجة ملحّة لتبني الطلاب الجامعيين لِيكونوا فاعلين فلا يضيع مستقبلهم ويُصبحوا على هامش الزمان"، وأنّه لا بُد من استيعاب هؤلاء الطلبة في برامج بالجامعات، ودعم مشاريع التعليم الجامعي في المخيمات وللطلاب الموجودين في المدن ومنها تركيا والأردن ولبنان. وأعرب عن أمله في أنْ تفتح هذه الخطوة الباب أمام مبادرات أخرى مثيلة، وخاصة مع وجود عدد كبير من الطلبة السوريين الذين حصلوا على معدّلات ولم يستطيعوا دخول الجامعات، قائلاً: "نناشد سمو الأمير السماحَ للطلبة السوريين الموجودين في دولة قطر والذين حصلوا على الشهادة الثانوية بالدخول في الجامعات القطرية. وقال: "تعوّدنا على كرم دولة قطر الذي قد تجلّى في تأسيس (مدارس الجالية السورية في قطر) لتكونَ صرحاً تعليمياً انطلقَ بالتنسيق بين الخارجية القطرية والسفارة السورية بالدوحة، ونأمل أنْ تمنحنا قطر مدرسة أخرى لاستيعاب أكبر عدد من الجالية السورية الموجودة في قطر بصفة زيارة، وهذا حقيقةً يُساعدنا في تخفيف الأعباء المادية على الأبناء السوريين". ونوّه سعادته إلى موافقة المجلس الأعلى للتعليم على تدريس مرحلة الصف الثاني عشر وفقًا للمنهج القطري في مدارس الجالية السورية، واصفاً تلك الخطوة بأنها كانت "بشرى خير" لما ساهمت به في حلّ مشكلة طلاب الصف الحادي عشر إذ أصبح بإمكانهم الحصول على شهادة مُعتمدة لِيتمّوا تعليمهم الجامعي، وهذه الشهادة تدعم فرصهم بالدخول إلى الجامعات القطرية.