أثار الحديث الذي اجرته الشرق مع محمد البنعلي المدير التنفيذي لجمعية اصدقاء الصحة النفسية وياك الذى اعلن من خلاله عن امكانية توقف الجمعية عن تقديم خدماتها للجمهور فى حال لم تمتد اليها ايادى الخير لتمويل انشطتها، اثار هذا الحديث ردود فعل شباب وشابات يسألون عن امكانية التطوع فى اعمال الجمعية للمحافظة على ارث الجمعية التى خدمت نحو 250 الف شخص منذ انشائها فى 2012. وأكد عاملون في وياك التقتهم الشرق عزمهم على التمسك بمكتسبات الجمعية التى حققتها طوال ست سنوات من العمل الجاد، من خلال مواصلة العمل، وطرق جميع الابواب حتى تظل وياك اسما على مسمى تأخذ بيد كل من يحتاج خدماتها فى مجال الارشاد النفسى المجتمعى، سواء للافراد او المؤسسات. الاحتراق الوظيفي نتيجة لكثرة ضغوط العمل.. المرشد النفسي محمد كمال:4 دراسات بحثية تتعلق بالصحة النفسية للفرد والمجتمع قال محمد كمال عبد الرحمن مرشد نفسي مجتمعي بجمعية اصدقاء الصحة النفسية « وياك « ان الجمعية تقوم باعداد بحوث علمية من خلال فريق متخصص الى جانب دورها فى تقديم الاستشارات النفسية والتوعية المجتمعية بأهمية الصحة النفسية. واشار فى هذا الصدد الى ان الجمعية تقوم حاليا باعداد 4 دراسات بحثية مهمة تتعلق بالصحة النفسية للفرد على نطاق الاسرة والمجتمع، موضحا ان الفريق البحثى التابع للجمعية انجز دراسة بالشراكة مع قطر فاونديشن وقدمت فى مؤتمر متخصص فى فرنسا وتم قبولها وموضوعها ( تنمر الطلاب ضد المعلمين ) وهى من الدراسات القليلة جدا على مستوى العالم واول دراسة من نوعها فى قطر والعالم العربى تقريبا، وما اجرى من دراسات حول هذا الموضوع يقل عن 20 دراسة على مستوى العالم رغم اهمية هذه الدراسة فى تقويم العملية التعليمية. وتابع كمال: اظهرت الدراسة ان التنمر موجود فى المدارس القطرية بنوعيه المباشر وغير المباشر، ونقصد بالمباشر التلفظ بعبارات غير لائقة فى حق المعلم، وغير المباشر مثل اطلاق الشائعات على المعلمين وتدمير الممتلكات فى الخفاء، واظهرت الدراسة التى شملت جميع المراحل الدراسية من ( ابتدائى، اعدادى، ثانوى ) ان التنمر المباشر موجود بنسبة 5 % فى عينة الدراسة وغير المباشر بنسبة 60 %، وشملت الدراسة توثيق تبعات هذا التنمر على الصحة النفسية والرضا الوظيفى للمعلم، ووجدنا ان نسبة الاحتراق النفسى عالية جدا لدى المعلمين الذين يقعون ضحية للتنمر الطلابى وهى فى حدود 48 % وتعد نسبة عالية فى ادبيات العلوم الانسانية. واوضح ان مصطلح الاحتراق الوظيفى سواء للمعلم او اصحاب المهن الاخرى يأتى نتيجة كثرة ضغوط فى العمل مع عدم امتلاك الموظف الاستراتيجيات الخاصة بالتنفيس عن النفس وبالتالى يبدأ مستوى الصحة النفسية عنده فى الانخفاض حتى يصل الى مرحلة الارهاق ويظهر ذلك على الموظف فى صور عديدة منها كثرة الغياب والتعب المستمر وعدم الحماس للعمل وقلة الانتاجية، مشيرا الى ان المختصين فى الجمعية يقومون فى مثل هذه الحالات بوضع خطط علاجية لرفع مستوى الصحة النفسية داخل المؤسسات المعنية بما يزيد الانتاجية. وقال ان الجمعية تعمل على دراسة ثانية عن المشاركة الوالدية وتتمحور حول دور الاب فى حياة الطفل، وتجرى الدراسة بالشراكة مع وزارة التعليم والتعليم العالى ومعهد الدوحة للدراسات العليا موضحا ان الوالدية لها انماط مختلفة يمكن تقسيمها الى ثلاثة انماط، اولها النمط المتسلط المستبد وهذا النمط له تبعات نفسية على الطفل، والنمط الثانى السلطوى وهنا يمارس الاب سلطته على الابناء وهو نمط جيد ومنتشر فى الجزائر ومصر واوروبا ونتاج هذا النمط فان الاطفال ينشأون اسوياء نفسيا، والنمط الثالث هو النمط المتساهل الذى لا يبالى بما يفعل ابناؤه، ومستوى الصحة النفسية لدى ابناء هذا النمط من الآباء يكون مدمرا نفسيا. وقال ان دراسة المشاركة الوالدية تقيس انماط الوالدية فى قطر لمعرفة النمط السائد فى الدولة، وهى دراسة غير مسبوقة خصوصا ان دراستنا تعمل على تطوير مقياس عربى لدور الوالد فى حياة الطفل وهذا المقياس موجود عالميا ولكن لم تتم مناقشة هذا الموضوع على مستوى الدول العربية وسيتم اعلان نتيجة هذه الدراسة فى مايو المقبل. وحول الدراسة الثالثة التى تضطلع بها الجمعية قال: الدراسة الثالثة بالشراكة مع قطر فاونديشن « ويش « وترصد الصحة النفسية لدى المراهقين وهم طلاب المدارس الاعدادية والثانوية لمعرفة الفجوات الموجودة لدى هذه الفئة ويتبع ذلك وضع الخطط لمعالجة الفجوات ان وجدت ومدة الدراسة سنتان وتم البدء فى الدراسة منذ يونيو الماضى 2018 ويتوقع الانتهاء منها فى 2020. المرشدة النفسية المجتمعية ظبية المقبالي: نجحنا في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن المرض النفسي أعربت ظبية حمدان المقبالي المرشدة النفسية المجتمعية بجمعية اصدقاء الصحة النفسية وياك عن اسفها لأن الجمعية اضطرت الى تقليص خدماتها المقدمة للجمهور تحت ضغط العجز المالى بعد ان استطاعت الجمعية ان تبنى جسورا من الثقة مع المجتمع ككل، واصبح الناس يعرفون ان هناك جهة تقدم لهم الدعم النفسى بمهنية عالية، مؤكدة ان العاملين فى الجمعية عازمون على بذل الجهد والاخذ بيد كل من يحتاج خدمات الجمعية، وفى سبيل ذلك لن نستسلم وسنطرق جميع الابواب. وتابعت المقبالي: العاملون فى الجمعية يملكون الارادة والعزيمة على تحدى كل الظروف ومواصلة العمل، وتقليص بعض الانشطة، لعدم استطاعة الجمعية تحمل نفقات الاستشارات وبالتالى تم ايقاف الاستشارات الالكترونية تماما وتقليص الاستشارات الهاتفية من 5 مرات فى الاسبوع ولمدة 5 ساعات الى 3 ايام ولمدة 3 ساعات فقط وكذلك المقابلات. واكدت المقبالي ان الجمعية طوال فترة عملها استطاعت ان تغير الكثير من المفاهيم المغلوطة لدى غالبية افراد المجتمع عن المرض النفسى حيث كان يوجد خلط كبير بينه وبين الامراض الروحية الناتجة عن العين والسحر والحسد وما شابه ذلك وكانت قناعة الناس ان اى تغيير فى حالتهم النفسية يرجع بالضرورة الى هذه الاشياء، وبالتالى كان التوجه نحو الراقى الشرعي وليس الطبيب النفسى ولكن الان تغير المفهوم كليا نتيجة لجهود الجمعية التوعوية واصبح الناس يعرفون عن الاضطراب النفسى المؤقت بسبب ضغوطات الحياة وصار لدى الكثير الجرأة لطلب المساعدة سواء عن طريق الهاتف او المقابلة الشخصية مع المختصين فيما يخص العلاقات الاسرية بين الازواج او علاقة الآباء والامهات بالابناء او حتى العلاقات فى بيئة العمل. كما ان هناك امراضا يحتاج اصحابها الى علاج نفسى مثل مرضى السرطان، والسكرى والضغط، وكذلك الاشخاص الذين يمرون بتجارب حياتية مريرة مثل الموت المفاجئ لاحد الشريكين وما شابه ذلك مؤكدة ان اى انسان معرض للاضطراب النفسى لسبب او آخر مثل فقدان وظيفة، ضغط العمل، ازمة منتصف العمر وهذه الاشياء تحتاج الى شخص مختص يوجه لنا البوصلة فى الاتجاه الصحيح. وتابعت المقبالي: نحن لا ننكر وجود العين والحسد والسحر، وفى سبيل تكامل خدماتنا قمنا بتوفير مرشد دينى نفسى يقوم بقراءة القرآن الكريم على الشخص اذا كانت قناعته متجهة نحو اصابته بالعين مثلا، وهذا المختص لديه الخبرة العملية الكافية لمعرفة نوع العلة اذا كانت ذات منحى روحى فيواصل معه جلسات العلاج الروحى او اذا كانت اضطرابا نفسيا، لأن بعض الحالات قد تحتاج الى تدخل دوائى لتعديل اختلال ما بسبب الهرمونات او اختلال فى وظائف الاعصاب او نتيجة لكهرباء زائدة، فنقوم بتوجيه المريض الوجهة الصحيحة لتلقى العلاج. واكدت المقبالي ان الجمعية قطعت شوطا كبيرا فى تدريب مختصين فى الارشاد النفسى المجتمعى من خلال برنامج تدريب يعمل على خدمة المجتمع خصوصا ان هذا المجال دائم التطور، مشيرة فى هذا الصدد الى انها انتدبت من وزارة التنمية الادارية للعمل فى الجمعية، وخبرتها الوظيفية تمتد لنحو 23 سنة إلا ان ما وجدته فى 3 سنوات التى انضمت فيها للجمعية من خبرات متراكمة يفوق ما اكتسبته لأكثر من عقدين من الزمان فى الوظيفة العامة لأن تقديم الاستشارات فى الجمعية جعلها تطبق ما درسته عمليا. المستشار الفني د. سمير سمرين: استطعنا بناء جسور من التواصل مع المجتمع عبر الإعلام قال د. سمير سمرين المستشار الفنى لجمعية اصدقاء الصحة النفسية وياك ان الجمعية اهتمت بالتواصل مع وسائل الاعلام المختلفة الى جانب وسائل التواصل الاجتماعى من خلال انشاء حسابات خاصة بالجمعية خاطبت من خلالها الجمهور العربي والمحلى القطرى مباشرة، مشيرا الى ان الجمعية قامت بتحليل المحتوى الاعلامى الخاص بها خلال العام 2017 ووجدنا ان حصيلة العام نشر 190 خبرا عن الجمعية كما ان لدينا حضورا مميزا فى تويتر بأكثر من 43 الف متابع نخاطبهم يوميا من خلال نشرات توعوية كما تم اعداد 400 فيديو توعوى عن الصحة النفسية، الى جانب عمل مطويات ومطبوعات توعوية تهتم بالصحة النفسية بما فى ذلك الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والوسواس القهرى والاكتئاب الموسمى الذى يصيب الكثير من الناس بالاضافة الى نصائح للامهات والآباء لارشادهم الى الطريقة المثلى للتعامل مع الابناء. واكد د. سمير ان وياك استطاعت بناء جسور من التواصل مع المجتمع عبر وسائل الاعلام الاكثر انتشارا فى المجتمع مثل التلفزيون والاذاعة من خلال اللقاءات التى تجرى مع المختصين فى الجمعية لبث التوعية عن اهمية الصحة النفسية، ولدينا برنامج اذاعي عمره 3 سنوات في اذاعة القرآن الكريم وبرنامج آخر يستضيف مختصين فى الجمعية، كما استطعنا الوصول للتلفزيونات العالمية مثل الجزيرة لمناقشة قضايا الصحة النفسية هذا الى جانب مشاركتنا فى المحاضرات المدرسية وتنظيم المسابقات السنوية التى تهتم بالصحة النفسية.

قام سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله ال ثانى رئيس مجلس ادارة جمعية اصدقاء الصحة النفسية" وياك" بتقديم كتاب مختص بالصحة النفسية من اصدارات جمعية اصدقاء الصحة النفسية" وياك" والذي حمل عنوان " دور الأسرة في تهيئة الطفل من الناحية النفسية. وأكد سعادته خلال افتتاحية الكتاب ان الاسرة نواة المجتمع وهي اللبنة الاولى ويجب التركيز عليها وإيلائها الأهمية الكبرى لما ينعكس على تربية الأطفال وتكوين جيل يتربى على المثل والاخلاق الكريمة ، والابتعاد عن السلوكيات السلبية ، كما اشار بمقدمته على دور مؤسسات الدولة بكافة قطاعتها ابتداءاً من البيت ثم المدرسة والجامعة كذلك وسائل الإعلام وضرورة التكامل فيما بينها لبناء الأسرة الصالحة وتدعيم اواصر المحبة والترابط في المجتمع الواحد. كما أشار سعادته على الدور المنوط بجمعية " وياك" اتجاه المجتمع وتقديم كل ما من شانه خدمة المواطن من خلال تشجيع البحث العلمي ومناصرة قضايا الإنسان وخاصة متلقي الخدمات النفسية والتي تقع ضمن اختصاصات الجمعية وأولوياتها كمنظمة مجتمع مدني. وأكد سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله ال ثانى أن الجمعية ابوابها مفتوحة لكافة الخبراء والمختصين وانها على استعداد لدعمهم في نشر مؤلفاتهم وابحاثهم طالما تخدم المجتمع القطري والاسرة القطرية واننا نعمل من خلال منظومة متكاملة متجانسة مع كافة القطاعات الحكومية والأهلية ذات الأختصاص في إطار تكاملي منظم ، للمساهمة في تحقيق رؤية قطر 2030 والذي حثنا عليها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، بضرورة الإعتناء بالصحة البدنية والنفسية والإهتمام بكافة الجوانب المتعلقة بهذا الامر. كما تقدم بالشكر الجزيل للدكتور العربي قويدري مؤلف كتاب " دور الاسرة في تربية الطفل " على الجهد المبذول وعلى تبرعه بالكتاب لصالح الجمعية ليكون من ضمن اصدارات الجمعية وستكون تلك المؤلفات وقف لوجه الله تعالى . ونوه سعادة الشيخ ثانى بن عبدالله أن الجمعية تهتم بالبحث العلمي وهي الآن بصدد اعداد دراسة كبيرة لقياس توجهات المجتمع القطري تجاه قضايا الصحة النفسية ومفهومها وحال الانتهاء منها سنقوم بتعميم النتائج ليستفيد منها الباحثون والمهتمون وكل من له علاقة بالصحة النفسية . *مسابقة لبحث العلمىوتقدم السيد محمد البنعلي بالشكر والتقدير لسعادة الشيخ ثاني بن عبدالله واعضاء مجلس الإدارة على ما يقدمونه من دعم للفريق الفني والإداري للجمعية مؤكداً ان قرارات وتجيهات مجلس الإدارة هي النبراس الذي نسير عليه ونهتدي به ، ولولا هذا التشجيع للفريق لما كنا حققنا شيء . وذكر البنعلي بأن الجمعية سبق وان اعلنت عن مسابقة ثقافية فنية علمية موجهة لطلبة المدارس تضمنت عدة مجالات وهي مسابقة البحث العلمي والرسم والخاطرة وجمعيها مختصة بقضايا الصحة النفسية بهدف نشر ثقافة الصحة النفسية واتاحة الفرصة لكافة الفئات العمرية للمشاركة وتشجيع الأجيال بالإهتمام بأمور تعود عليهم بالفائدة وتحقيق الذات .