الحج الذي بدأت شعائره اليوم الثلاثاء، مع توجه مئات آلاف المسلمين إلى وادي منى، هو واحد من أكبر التجمعات الدينية في العالم. - أكثر من مليوني حاج يشاركون في الشعائر كل سنة، ووصل هذه السنة أكثر من 1.4 مليون شخص من خارج السعودية من أجل الحج، وانضم إليهم مئات الآلاف من داخل المملكة. - إندونيسيا، وهي أكبر بلد مسلم في العالم، أرسلت أكبر وفد من الحجاج، إذ يضم الوفد 168 ألف شخص. - 80% من الحجاج القادمين من الخارج ينتمون إلى الحملات الرسمية لبلادهم، بينهم يأتي 20% للحج في الأراضي المقدسة من خلال شركات خاصة. - نشرت السعودية 100 ألف رجل أمن لضمان حماية الشعائر والحجاج، بما في ذلك لمراقبة وتوجيه السيل البشري بين المشاعر المختلفة. - جندت وزارة الصحة السعودية 25 ألف عامل صحي إضافي و5 آلاف سرير، بينها 500 سرير للعناية المكثفة، كما تم نشر 8 مستشفيات ميدانية إضافة إلى عدد من المنشآت الصحية الثابتة. الحج - تحظى منطقة مكة والمشاعر المقدسة بـ100 كيلو متر من الإمدادات المائية والمئات من فوهات الحرائق، من أجل مواجهة أي حريق قد يندلع في منى التي تحتضن مدينة عملاقة من الخيام البيضاء، ويمكن أن تستقبل حتى 2.6 مليون حاج. - تم تركيب 12 شاشة عملاقة جديدة خارج الحرم المكي لبث التوجيهات بعدة لغات للحجاج. - تشهد مكة مشروع توسعة سيزيد 400 ألف متر مربع من المساحات للحرم، ما يعادل 50 ملعبا لكرة القدم، وترفع التوسعة القدرة الاستيعابية للحرم إلى 2.2 مليون شخص. - بحسب ماهر جمال، رئيس غرفة التجارة والصناعة في مكة، ينفق كل حاج بين 4600 و5 آلاف دولار كمعدل وسطي خلال فترة الحج. - أدى 24.8 مليون شخص فريضة الحج خلال العقد الماضي، فيما شهد العام 2012 أعلى إقبال مع تسجيل مشاركة 3.6 مليون شخص في الشعائر.

أفاد الدفاع المدني في مكة المكرمة، أن 4 حجاج يمنيين أصيبوا بجروح فيما تم إجلاء حوالي 1500 حاج بشكل مؤقت بعد اندلاع حريق فجر اليوم الإثنين، في فندق في المدينة المقدسة. وجاء في بيان أن فرق الدفاع المدني تمكنت من إخماد حريق اندلع في الطابق الـ11 من فندق للحجاج، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وقال البيان، "جرى إخلاء الحجاج وعددهم 1500 حاج احترازيا وتمت إعادتهم للفندق بعد التأكد من زوال الخطر وسلامة الموقع". ونتج عن الحريق "إصابة 4 حجاج من الجنسية اليمنية بإصابات طفيفة"، فيما تبين أن سبب الحريق هو "التماس في إحدى التوصيلات الكهربائية بإحدى الغرف". وقام الدفاع المدني السعودي الأسبوع الماضي بإجلاء أكثر من 1000 حاج آسيوي بسبب حريق شب داخل فندق آخر في مكة المكرمة.

ودع نحو 1.4 مليون حاج من المتعجلين، اليوم الإثنين، مشعر "منى" بعد قضاء نسكهم وإتمام أدائهم للركن الـ5 من أركان الإسلام. ويغادر، غدًا الثلاثاء، من آثر من الحجاج عدم التعجّل والبقاء لآخر لحظة على صعيد مشعر منى الطاهر. وتبادل ضيوف الرحمن، في ختام النُّسك، التهاني بعد إتمام الفريضة وكلهم أمل في أن يعودوا إلى بلدانهم محمّلين بالذكريات الجميلة والحكايات الروحانية التي يشعر بها الحجاج. وشهدت حركة جموع الحجيج المودعة لمنى اليوم، موجات بشرية متحركة في ختام نسكهم برمي الجمرات، ثم التحرك صوب طرقات المسجد الحرام بانسيابية. وأكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، في مؤتمر صحفي في وقت سابق من اليوم، "أنه تحققت، ولله الحمد، أهداف خطط موسم حج هذا العام". معربا عن أمله في "أن يكلل الله الجهود في تنفيذ ما تبقى منها، حتى عودة حجاج بيت الله الحرام سالمين غانمين إلى ديارهم".

يواصل نحو مليوني حاج اليوم الأحد، أول أيام التشريق (11 من ذي الحجة)، رمي الجمرات الثلاث الصغرى والوسطى فالكبرى (العقبة)، في يسر وسهولة، وذلك بعد أن رموا أمس الجمرة الكبرى (جمرة العقبة) ونحروا الهدي. ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث (11 و12 و13 من ذي الحجة) لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة (الكبرى)، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط، حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج. ويأتي رمي الجمار تذكيراً بعداوة الشيطان الذي اعترض نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل في هذه الأماكن، فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه. وبدأ الحجاج من اليوم، رمي الجمرات الثلاث بدءً من الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى بسبع حصيات لكل جمرة، يكبرون مع كل حصاة، ويدعون بما شاءوا بعد الصغرى والوسطى مستقبلين القبلة رافعين أيديهم. وإذا رمى الحاجُ الجمارَ يوم غد الإثنين "ثاني أيام التشريق" كما فعل في اليوم الأول أباح الله له الانصراف من منى إذا كان متعجلاً وهذا يسمى النفر الأول، وبذلك يسقط عنه المبيت ورمي اليوم الأخير بشرط أن يخرج من منى قبل غروب الشمس وإلا لزمه البقاء لليوم الثالث. وفي اليوم الثالث من أيام التشريق الذي يصادف يوم الثلاثاء، يرمي الحاج كذلك الجمرات الثلاث كما فعل في اليومين السابقين، ثم يغادر منى إلى مكة ويطوف حول البيت العتيق للوداع ليكون آخر عهده بالبيت. وقام ضيوف الرحمن أمس، برمي جمرة العقبة (أقرب الجمرات إلى مكة) والنحر (للحاج المتمتع والمقرن فقط) ثم الحلق والتقصير ثم توجهوا إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. ونسك الحج ثلاثة هي: "حج إفراد" وفيه ينوي فيه الحاج نية الحج فقط، و"حج قِران" وفيه ينوي فيه الحاج نية الإتيان بحج وعمرة معاً، و"حج تمتع" وفيه يؤدي الحاج العمرة في أشهر الحج (شوال، ذي العقدة وأول 8 أيام من شهر ذي الحجة) بنية أداء الحج في موسمه. ويقع مشعر "منى" بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر.

بلغ عدد الحجاج القادمين من الخارج للحج، هذا العام، منذ بدء القدوم وحتى نهاية أمس الخميس، مليوناً و54 ألف حاج، فيما أعيد 4 آلاف آخرين إلى بلادهم بسبب عدم حيازتهم تصاريح دخول. وكان عدد الحجاج القادمين عن طريق الجو 995 ألفاً، والقادمين عن طريق البر 46 ألفاً، وعن طريق البحر 12 ألفاً، وهذا العدد أقل 48 ألفاً عن عدد القادمين لنفس الفترة من العام الماضي، بنسبة قدرها 4% تقريباً. وتمكنت الحملات الأمنية السعودية من إعادة 4 آلاف شخص كانوا يسعون لأداء فريضة الحج، دون حمل تصاريح دخول، حسبما ذكرت صحيفة الشرق السعودية. وبدأت الاستعدادات الأمنية تسيطر على أجواء المدينتين المقدستين، مكة المكرمة والمدينة المنورة، لضبط حركة الدخول والخروج ومنع الاختناقات والحوادث المرورية.