تواصل السلطات في أنحاء جنوب أوروبا جهودها للسيطرة على حرائق غابات ضخمة في دول من بينها إسبانيا واليونان وفرنسا، حيث تم إجلاء الآلاف، فيما تواصل درجات الحرارة ارتفاعها إلى مستويات غير مسبوقة في تلك المناطق، حيث حذر مكتب الأرصاد الجوية في بريطانيا، امس، من ارتفاع كبير في درجات الحرارة خلال الساعات والأيام المقبلة في كل من إنجلترا وأجزاء من ويلز. وأوضح المكتب أن التحذير، الذي يعني أن الطقس يمثل خطرا على الصحة العامة، سيمتد إلى جنوب اسكتلندا ابتداء من اليوم الاثنين، مع بدء موجة حر شديدة وغير مسبوقة في تاريخ بريطانيا، حيث يتوقع بلوغ درجات الحرارة مستوى 41 درجة مئوية. وكانت الحكومة قد أعلنت حالة الطوارئ الوطنية بسبب موجة الحر الشديدة التي من المتوقع أن تضرب البلاد، الاثنين والثلاثاء، وذلك بعد أن أصدر مكتب الأرصاد لأول مرة تحذيرا باللون الأحمر، والذي يعني وجود خطر على الحياة بسبب الحر. وفي إسبانيا، رشت طائرات الهليكوبتر الماء في محاولة لإخماد ألسنة اللهب إذ جعلت الحرارة الشديدة والتضاريس الجبلية في كثير من الأحيان من المهمة أكثر صعوبة على رجال الإطفاء. وأصدرت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة امس، مع وصولها إلى 42 درجة مئوية في أراجون ونافارا ولا ريوخا في الشمال. وتشهد إسبانيا موجة حارة استمرت أسبوعا تقريبا بلغت خلالها درجات الحرارة 45.7 درجة مئوية. أما في فرنسا، فقالت السلطات الإقليمية بعد ظهر امس إن حرائق الغابات أتت حتى الآن على مساحة تزيد على 27 ألف فدان في منطقة جيروند جنوب غرب البلاد، مضيفة إنه تم إجلاء أكثر من 14 ألف شخص. وأفادت السلطات في بيان بأن أكثر من 1200 من رجال الإطفاء يحاولون إخماد الحرائق. وفي البرتغال، يسعى رجال الإطفاء إلى السيطرة على خمس حرائق في غابات وفي مناطق ريفية في وسط وشمال البلاد، وكان أكبرها بالقرب من مدينة تشافيس الشمالية. وأعلنت وزارة الصحة البرتغالية في وقت متأخر من مساء السبت وفاة 659 في الأيام السبعة الماضية بسبب موجة الحر، معظمهم من كبار السن. وقالت فرقة الإطفاء في اليونان إن 71 حريقا اندلعت في غضون 24 ساعة. من جهتها، قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن موجات الحر المستمرة التي يشهدها العالم الآن، تعطي صورة مصغرة لما سيحدث في المستقبل إذا استمر الاحتباس الحراري دون جهود لكبحه. وحذّرت الصحيفة في افتتاحيتها من أنه حتى لو تمكن العالم من إبقاء ارتفاع درجات الحرارة العالمية تحت 1.5% - وهي العتبة التي يعتقد العلماء أنه لا ينبغي أن تتجاوزها- فإن الأحداث المناخية القاسية التي سيعيشها الناس سيتضاعف عددها 4 مرات تقريبا عما هي عليه الآن، وفقا للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة. وأشارت إلى أن خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والانتقال إلى اقتصاد أكثر خضرة بالنطاق والوتيرة اللازمين، سيتطلب قدرا معتبرا من الإبداع والابتكار والشجاعة السياسية. لكن تكلفة الفشل في تحقيق ذلك ستكون أكثر صعوبة، إذ تعني أن بانتظارنا مستقبلا تصبح فيه الكوارث المناخية وكل الأضرار المترتبة عليها وعدم الاستقرار المصاحب لها، هي الوضع الطبيعي الجديد في شتى أنحاء العالم. وأشارت واشنطن بوست إلى أن موجات الحرّ المرتفع تسببت هذا الصيف -وخلال السنوات الماضية- في العديد من الأحداث المناخية الدرامية في الولايات المتحدة وشتى أنحاء العالم. ففي ولاية تكساس الأمريكية، على سبيل المثال، أجبرت درجات الحرارة القياسية الشركة التي تشغّل شبكة الكهرباء في الولاية على تحذير السكان ومطالبتهم بخفض استخدام الطاقة أو مواجهة خطر انقطاع التيار الكهربائي. وقد أصدرت السلطات الأمريكية تحذيرات لنحو 35 مليون شخص من سكان الولايات المتحدة، بسبب الارتفاع المفرط لدرجات الحرارة في البلد. كما تشهد أوروبا الغربية أيضا موجات حرّ شديدة، وفي الصين، أصدرت 86 مدينة على الأقل تحذيرات من الحرارة المرتفعة، كما فتح المسؤولون في مدينة نانجينغ ملاجئ كانت مخصصة للاختباء من الغارات الجوية، للسكان المحليين الهاربين من الحر الشديد. كما أشارت إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يتسبب في ظهور العديد من المشكلات الصحية، ويرتبط بارتفاع معدلات الجريمة والقلق والاكتئاب. وقدّر تحليل أجراه المجلس الأطلسي عام 2021، أن انخفاض مستوى إنتاجية العمال بسبب الحرارة الشديدة يكلّف الاقتصاد الأمريكي 100 مليار دولار سنويا، وهو رقم يمكن أن يتضاعف بحلول عام 2030.

قالت أجهزة طوارئ اليوم الأحد، إن السلطات أجلت أكثر من 700 شخص من منازل ومواقع للتخييم وفنادق بسبب خطر حرائق الغابات في جنوب إسبانيا. ووضعت السلطات المنطقة القريبة من ولبة في حالة تأهب مرتفعة لمواجهة حرائق الغابات مثل أغلب مناطق إسبانيا بسبب موجة حارة تضرب البلاد. وفي الأسبوع الماضي قتل 63 شخصا في حرائق غابات في البرتغال المجاورة. ورصدت السلطات الحريق في جنوب إسبانيا مساء أمس السبت في منطقة موجير قرب ولبة وتتعامل أجهزة الطوارئ مع الموقف بوصفه من المستوى الأول وهو أعلى مستوى من الخطر. وحتى الساعة الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلي اليوم الأحد، نشرت أجهزة الطوارئ 11 طائرة وعشر طائرات هليكوبتر وعشرات من المركبات لمكافحة ألسنة اللهب في عملية مدنية-عسكرية مشتركة. وقالت أجهزة الطوارئ إن نحو 750 شخصا موجودون في مراكز إغاثة محلية، وسمحت السلطات لبعض السكان بالعودة إلى منازلهم.

لقي 13 شخصا حتفهم في حرائق غابات مستعرة منذ أيام قرب بلدة جاتلينبرج في ولاية تينيسي الأمريكية، في وقت لم تتم محاصرة هذه الحرائق، وفق ما أفادت السلطات المحلية، اليوم السبت. وبحسب وكالة أنباء "فرانس برس"، قال لاري ووترز، المسؤول عن مقاطعة سيفيير التي تضم بلدة جاتلينبرج، في مؤتمر صحفي، إن "اثني عشر شخصا لاقوا حتفهم لأسباب تتعلق مباشرة بهذه الكارثة، بينما توفي آخر بنوبة قلبية بينما كان يحاول الفرار من النيران. في المجموع هناك 13 ضحية". وأضاف أن 86 شخصا تلقوا أيضا رعاية في المرافق الطبية جراء إصابات بسبب الحرائق، مشيرا إلى أن آلاف المباني تضررت جراء ألسنة اللهب، لافتا إلى أن البحث جار للعثور على ضحايا محتملين. وقال بيل هاسلام حاكم ولاية تينيسي، إن الرئيس باراك أوباما والرئيس المنتخب دونالد ترامب، اتصلا به. وفي أحدث نشرة لها، حذرت وكالة إدارة الطوارئ في هذه الولاية، من أن تينيسي لا تزال تحت تهديد حرائق جديدة وأنها قد تشهد جفافا رغم الأمطار الغزيرة التي تساقطت في الآونة الأخيرة.

انتشرت حرائق غابات غذتها أراض جافة ورياح قوية في جنوب كاليفورنيا اليوم السبت، مما دفع مئات الأشخاص إلى إخلاء منازلهم مع تشكل أعمدة لهب مدمرة تسمى "الأعاصير النارية". والتهم الحريق الذي يطلق عليه اسم شيربا نحو 2870 هكتارا من الأراضي في مقاطعة سانتا باربرا شمال غربي لوس أنجلوس بحلول صباح السبت. وشارك أكثر من 1200 رجل إطفاء في جهود إخماد الحرائق التي ساعدها البلوط والعشب الجاف على الانتشار في الوديان الساحلية على بعد 32 كيلومترا شمال غربي مدينة سانتا باربرا. ولم يبلغ حتى الآن عن وقوع إصابات خطيرة أو أضرار. واندلعت الحرائق يوم الأربعاء، وانتشرت منذ ذلك الحين ولا يلوح في الأفق إنها ستهدأ سريعا في ظل ازدياد شدة الرياح ووصول درجات الحرارة إلى 37.8 درجة مئوية.

أكد مسؤولون، اليوم الجمعة، إنه تم إجلاء مئات الأشخاص بسبب حريق غابات في جنوب كاليفورنيا وحريق أكبر في ولاية نيو مكسيكو حيث تساعد موجة حارة على استعار ألسنة اللهب، في حين تتزايد المخاوف الصحية في مناطق أخرى. وقال بيل براون رئيس شرطة سانتا باربره في مؤتمر صحفي، إن مساعديه طلبوا من سكان 400 منزل ومقر عمل إخلاء المباني في المناطق التي تهددها ألسنة اللهب من حرائق كاليفورنيا، وقال مسؤولون إنه تم إجلاء هواة التخييم ونقل الجياد من المزارع أيضا. وقال المسؤولون إن نحو 500 من رجال الإطفاء يعملون على منع خروج الحريق عن السيطرة، في حين تساعد طائرات نقل وطائرات هليكوبتر في إخماد الحرائق. وفي نيو مكسيكو تسبب الحريق الذي أطلق عليه (دوج هيد فاير) والذي اندلع يوم الأربعاء الماضي، مبعدة عشرة كيلومترات شمال غربي بلدة تايكوي في عمليات إجلاء وانتشر لمسافة تزيد على 4900 هكتار. وقال بيتر داكواني مسؤول الإعلام بوحدة إخماد الحرائق في مقابلة هاتفية، إن الحريق انتشر بين الأشجار في وسط نيو مكسيكو، مما دفع سحب الدخان الكثيف نحو مدن تقع على مسافة أكثر من 160 كيلومترا.

استعر حريق غابات هائل في كندا لليوم السابع، اليوم الأحد، في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون نحو 100 ألف شخص فروا من المنطقة من أنهم لن يعودوا لديارهم قريبا. واندلع الحريق في السادسة مساء بالتوقيت المحلي "2200 بتوقيت جرينتش" يوم الأحد الماضي، قرب بلدة فورت مكموري في شمال ألبرتا، وامتد سريعا لدرجة أن سكان البلدة ومجموعهم 88 ألف شخص تمكنوا من مغادرتها بصعوبة. واحترقت أجزاء كبيرة من البلدة. ورغم انتشار الحريق باتجاه فورت مكموري وامتداده سريعا صوب الشمال الشرقي عبر غابات شمالية جافة، إلا أن الوضع في البلدة ما زال خطيرا للغاية بحيث يصعب دخولها، حسبما قال مسؤولون. ويخيم آلاف النازحين في بلدات قريبة ولكن ليس أمامهم فرصة تذكر للعودة إلى منازلهم قريبا. وقال مسؤولون إقليميون إن من الأفضل للنازحين التوجه إلى مدن مثل كالياري على بعد 655 كيلومترا إلى الجنوب حيث الخدمات الصحية والاجتماعية أفضل.

عوقب رجل كان قد التقط مقاطع فيديو لنفسه محاطا بألسنة اللهب التي اندلعت في أسوأ حرائق غابات تشهدها كاليفورنيا عام 2014، بالسجن 20 عاما، ووقعت عليه غرامة قدرها 60 مليون دولار بعد اعترافه بتهمة الإحراق العمد، حسبما قال مسؤولون. كان وين ألين-هنتسمان -الذي أعلن براءته في بادئ الأمر من حرائق "كنج فاير" التي استمرت مندلعة نحو شهر- قد غير أقواله معترفا بثلاث تهم هي الإحراق العمد لأراضي الغابات وإحداث إصابات لرجال الإطفاء وإتلاف الممتلكات. وقال هنتسمان أمام المحكمة نقلا عن ديف ستيفنسون مساعد المدعي العام للمنطقة "أعترف بالجرم لأنني ارتكبته". وأتت تلك الحرائق على مساحة نحو 100 ألف فدان ودمرت نحو عشرة منازل وتسببت في نزوح آلاف من سكان شمال كاليفورنيا عن ديارهم. وقال النائب العام لمقاطعة إلدرادو في بيان إنه حكم على هنتسمان بالسجن وغرامة بمبلغ 60 مليون دولار يصرف كتعويضات للمتضررين. شب الحريق في 13 سبتمبر أيلول من عام 2014 وسرعان ما انتشر إلى غابات إلدرادو القومية في وسط سلاسل جبال نيفادا واستمر 27 يوما قبل السيطرة عليه. ولحقت إصابات بمجموعة من الآلاف من رجال الإطفاء ممن كانوا يكافحون النيران فيما أدت الحرائق إلى تدمير 12 منزلا على الأقل و100 منشأة أخرى.

نصحت السلطات الأسترالية سكان 3 بلدات ساحلية في منطقة جريت أوشن رود بجنوب البلاد، بترك ديارهم مع توقع ارتفاع درجة الحرارة إلى 40 درجة مئوية مما يهدد بتأجيج الحرائق المستعرة منذ ما يقرب من أسبوعين. وأخلى مئات من السكان والسياح في المنطقة، اليوم الخميس، مساكنهم وسط مخاوف من أن يؤجج الطقس الحار المصحوب بالرياح حرائق غابات أتت على أكثر من 100 منزل يوم عيد الميلاد. ومن جانبه قال رئيس وزراء ولاية فيكتوريا، دانيال آندروز، للصحفيين "استجاب السكان للنصح وسيغادرون منازلهم لأنه من غير المأمون أن يبقوا بها في مثل هذا اليوم الذي ينطوي على تحديات ولا تزال تستعر فيه الحرائق على مقربة شديدة منهم". الجدير بالذكر أن الحرائق بدأت ببرق حدث يوم 19 ديسمبر وهي مستمرة في الاتساع والانتشار، وتقول إدارة الإطفاء بالمنطقة إنها أتت على أكثر من 6175 فدانا من الأراضي، وتقول السلطات إن النيران التهمت 116 منزلا يوم عيد الميلاد.

أدى حريق في غابات بجنوب أستراليا، إلى مقتل شخصين ونفوق آلاف الحيوانات، ودمر منازل ومباني في قطاع بطول 27 ميلا، فيما تتجه النيران صوب منطقة وادي باروسا، وذلك حسبما قالت وسائل إعلام، يوم الأربعاء. الحريق جاء بعد مقتل 4 أشخاص في واحد من سلسلة حرائق للغابات أثارتها صاعقة برق في ولاية استراليا الغربية الأسبوع الماضي. وحرائق الغابات حدث صيفي سنوي في أستراليا، لكن علامات على ارتفاع درجات الحرارة دفعت بعض العلماء إلى التحذير من أن تغير المناخ قد يزيد من طول وشدة موسم الحرائق.

اشتعلت عشرات الحرائق الهائلة في عدة ولايات أمريكية، اليوم الإثنين، لتثقل كاهل الوكالات المعنية التي تكافح قلة الموارد لاحتواء النيران وسط طقس حار بالمنطقة التي تئن من وطأة الجفاف. ومن أشد الأماكن تضررا شمال إيداهو، حيث دمرت دار للمسنين وما لا يقل عن 50 منزلا بفعل سلسلة من الحرائق على امتداد نهر كلينووتر في محمية نيز بيرس أنديان الطبيعية وحولها خلال الأيام القليلة الماضية. وقالت السلطات إن ما يطلق عليها مجموعة حرائق كلينووتر، قد أحرقت ما يزيد على 20 ألف هكتار من الأخشاب والأحراش ودفعت لإخلاء أكثر من 100 منزل في جوار بلدتي أورفينو وكامياه. وقال دوج جيدينجز قائد الشرطة بمقاطعة إيداهو إن امرأة مسنة قتلت مساء الجمعة أو في ساعة مبكرة من يوم السبت، بعدما امتدت النيران في كامياه على 3 جوانب. وقال جيدينجز إن المسنة واسمها تشيريل ويسلر التي تبلغ من العمر 70 عاما كانت تحاول تأمين دجاجات في فناء منزلها الخلفي قبل أن تترك المنطقة برفقة زوجها حين سقطت وارتطم رأسها.

حقق رجال الإطفاء في كاليفورنيا نجاحا ملموسا، أمس الخميس، في إخماد حريق غابات أجبر 150 شخصا على إخلاء منازلهم خارج مدينة سان فرانسيسكو. وأقام رجال الإطفاء خطوطا لاحتواء نحو 33% من الحريق الذي أطلق عليه اسم حريق القدس واستعر خلال الليل ليغطي 23500 فدان بحلول صباح أمس وفقا لإدارة الغابات والحماية من الحرائق في كاليفورنيا. وأضافت الإدارة أن الحريق الذي التهم المزارع إلى الشمال من وادي نابا على بعد نحو 160 كيلومترا خارج سان فرانسيسكو تسبب في نزوح حوالي 150 شخصا ويهدد 50 منزلا ومزرعة أخرى على الأقل. وتمكن رجال الإطفاء أيضا من احتواء 95% من حريق على مساحة 69438 فدانا إلى الشمال. ودمر الحريق الذي أطلق عليه اسم حريق روكي وهو الأشد في كاليفورنيا هذا الموسم 43 منزلا وعشرات المباني وأجبر المئات على الفرار من منازلهم.

تواصل قوات الإطفاء في التشيك جهودها في السيطرة على حرائق غابات جديدة في البلاد. وذكرت وكالة الأنباء التشيكية، اليوم الثلاثاء، أن نحو 50 فردا من قوات الإطفاء يعملون ليل نهار للسيطرة على حريق في قرية هورني هراديست في منطقة بيلزن غربي التشيك. وأتى الحريق هناك على نحو 50 هكتارا من الحقول و20 هكتارا من الغابات. كما أتى حريق في منقطة ستراكونيك غربي البلاد على نحو 60 هكتارا من الغابات والمراعي. ويشتبه في أن يكون السبب في الحريقين اندلاع شرار من آلة زراعية. وتمت السيطرة على حريق غابات بالقرب من منطقة بورج بيزديز شمالي التشيك بسرعة بفضل هطول أمطار للفترة قصيرة. وبسبب موجة الحر الشديدة والجفاف، تشارك قوات الإطفاء، بحسب بياناتها، في العديد من مهام إطفاء الحريق يوميا بصورة غير مسبوقة منذ 5 سنوات.

تسبب البرق في اندلاع حرائق في مناطق غابات في شمال وسط ولاية واشنطن، وخرجت عن نطاق السيطرة مهددة أكثر من 20 منزلا مما استوجب إجلاء نحو 300 شخص، حسبما صرح مسؤولون أمريكيون، أمس الأحد. وذكرت السلطات الأمريكية أن النيران التهمت نحو 20 ألف فدان منذ اندلاعها في تلال مقاطعة دوجلاس التي تغطيها الأشجار. وقالت المتحدثة باسم مركز التنسيق بين الوكالات في الشمال الغربي الذي يتابع حرائق الغابات في المنطقة، روبن ديماريو، إنه لم تقع أي إصابات لكن 29 منزلا و30 مبنى تقع في منطقة التهديد الفوري. وقال دارين رايت المتحدث باسم دورية ولاية واشنطن إنه حتى أمس ظلت النيران خارج نطاق السيطرة وإن تمكن رجال الإطفاء من احتواء 10% من الحرائق. مصرحا بأن عمليات الإجلاء شملت السكان المقيمين في المسار المحتمل لتقدم النيران. وقالت ديماريو إن نحو 160 من رجال الإطفاء يعملون على الأرض ويحاولون محاصرة النيران بمساعدة طائرات الهليكوبتر المزودة بخزانات للمياه.

يكافح رجال الإطفاء في ألاسكا وأوريجون وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، عددا من حرائق الغابات الهائلة التي اجتاحت ولايات الساحل الغربي الأمريكية، التي تعاني موجة حر شديدة. واستفاد رجال الإطفاء في ألاسكا من تراجع مؤقت لدرجات الحرارة، وسيطروا على حريقين كبيرين في منطقة إنكوراج، دمرا عشرات المنازل، وسمحت السلطات لبعض السكان بالعودة إلى منازلهم. واحتوى رجال الإطفاء 25% من حريق شمل نحو 2954 فدانا في ستيرلينج، على بعد نحو 225 كيلو مترا جنوبي إنكوراج، وحوالي 80% من حريق آخر في ويلو. ورغم تراجع درجات الحرارة، قال مسؤولو الهيئة الوطنية للأرصاد إن الأحوال الجافة تجعل الكثير من مناطق ألاسكا مهددة بانتشار الحرائق، في الوقت الذي تكافح فيه السلطات نحو 150 حريقا نشطا. وقال المتحدث باسم خدمة الإطفاء، دانيل برلانت، إن الأحوال المواتية لاندلاع الحرائق شملت أوريجون وولاية واشنطن وكاليفورنيا، حيث سمح تراجع درجات الحرارة لرجال الإطفاء بتحقيق بعض المكاسب في مقاومة عدد من الحرائق الكبرى، رغم أن هيئة الأرصاد توقعت موجة حر جديدة وسط جفاف تاريخي.

أكد رئيس وزراء أوكرانيا أرسيني ياتسينيوك، اليوم الأربعاء، أن فرق مكافحة الحرائق الأوكرانية نجحت في احتواء حرائق غابات هائلة كانت على وشك الانتشار إلى محطة تشرنوبيل للطاقة النووية المغلقة حاليا، مؤكدا أن مستويات الإشعاع بالمنطقة عادية. وكانت هذه الحرائق التي اندلعت في الغابات -التي لا تزال مناطق منها ملوثة بجزيئات مشعة جراء كارثة تشرنوبيل النووية عام 1986- قد أثارت المخاوف من تزايد مستويات الإشعاع بفعل الرياح الشديدة التي تدفع بألسنة اللهب إلى المحطة الواقعة على بعد 20 كيلومترا. وقال رئيس الوزراء في اجتماع للحكومة تم احتواء الحريق فيما لا تزال مستويات الإشعاع عادية". ونشرت أجهزة الطوارئ أكثر من 300 من رجال مكافحة الحرائق وثلاث طائرات وطائرة هليكوبتر لإخماد الحريق الذي قال رئيس الوزراء إنه الأكبر الذي تشهده البلاد منذ عام 1992. كانت وزارة الداخلية الأوكرانية قد حذرت في وقت سابق من أن الرياح الشديدة توجه ألسنة النيران في شمال أوكرانيا نحو مفاعل تشرنوبيل الذي شهد عام 1986 حريقا أدى إلى اسوأ كارثة نووية في العالم.

تسببت حرائق الغابات في المنطقة الواقعة بجنوب سيبيريا في مقتل 15 شخصا، كما ألحقت أضرارا بقيمة 96 مليون دولار على الأقل، حسبما ذكر زعيم منطقة خاكاسيا الروسية، اليوم الإثنين. وأضاف فيكتور زيمين، رئيس حكومة جمهورية خاكاسيا في اتصال عبر الفيديو مع وزير الطوارئ فلاديمير بوشكوف، ونقله التلفزيون، إن 78 شخصا نقلوا إلى المستشفى بسبب الحرائق التي استمرت عدة أيام وسط المراعي وفي أجواء جافة وعاصفة. وقال زيمين إن مدرسة ابتدائية وبنى أساسية حكومية ومنازل تضررت أو دمرت ونفقت بعض الماشية. مضيفا أن التكلفة الأولية للأضرار تبلغ 5 مليارات روبل على الأقل. وكثيرا ما تندلع حرائق الغابات في روسيا عندما يضرم السكان النار في الحقول لتنظيفها بعد فصل الشتاء في ممارسة واسعة النطاق ينتقدها أنصار البيئة والمسؤولون الحكوميون. ولاقى العشرات حتفهم بسبب حرائق الغابات في فصل الصيف عام 2010 في روسيا. ويقول بعض العلماء وأنصار البيئة إن عدد الوفيات لأسباب غير مباشرة تتعلق بالموجة الحارة وحرائق الغابات منذ 5 سنوات قد يكون أعلى بكثير.

نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء اليوم الأحد، عن وزير الدفاع المدني قوله أن 15 شخصا أصيبوا بعد اندلاع حريق غابات هائل في إقليم "خاكاسيا" جنوب سيبيريا. وأضاف الوزير فلاديمير بوتشكوف، أن نحو 100 منزل معظمها مصنوع من الخشب لحقت به أضرار بسبب الحريق، ويوجد اثنان من المصابين الـ15 بسبب الحريق في حالة حرجة. وأرسلت السلطات في مدينة "أباكان" عاصمة الإقليم طائرات لمكافحة الحرائق إلى الموقع. وكانت حرائق الغابات قد امتدت بسرعة 30 مترا في الثانية بسبب ظروف الجفاف ورياح قوية للغاية.

أتاح تدني درجات الحرارة وتراجع شدة الرياح العنيفة، اليوم الأحد، لعناصر الإطفاء في جنوب أستراليا السيطرة على جزء كبير من حرائق الغابات المندلعة في المنطقة منذ أسبوع وتمددت من جراء موجة من الحرارة الاستثنائية، كما ذكرت السلطات. ودمر حريق 15 منزلا في ولاية أستراليا الجنوبية، فيما اجتاحت نيران اتسمت بعنفها الشديد عشر مزارع في منطقة جبال جرامبيامز، غرب ملبورن، بولاية فيكتوريا. وأدى تغير اتجاه الرياح في اللحظة الأخيرة إلى تعديل مسار نيران عنيفة، فنجت قرية "هالز غاب"، التي نقل مئات من سكانها، كما قال كريج لابسلي المسؤول عن أجهزة مكافحة الحرائق في الولاية. وأوضح "لابسلي": "واجهنا حرائق كبيرة واجتاحت النيران حوالي 100 ألف هكتار خلال يومين". وفي جنوب أستراليا، كانت خمسة حرائق كبيرة تواصل التقدم والاتساع، لكن تراجع درجات الحرارة وشدة الرياح ساعدا عناصر الإطفاء على السيطرة على معظم الحرائق. وحرائق الغابات مألوفة جدا في أستراليا وخصوصا في الجنوب خلال فصل الصيف الجنوبي الذي يمتد من ديسمبر إلى فبراير.