الصروح القطرية تثري مسيرة الفنون البصرية الفنان خالد المساوي، عضو مركز سوق واقف للفنون، أحد الفنانين الذين مزجوا بين الرسم والخط العربي، فأبدع لوحات بين هذين اللونين، فأختط لنفسه مدرسة فنية، تضاف إلى تلك التي أبدع فيها تشكيليًا. في حديثه لـ"الشرق" يتوقف المساوي عند هذه التجربة الفنية التي يرى أنها كانت تشكل صراعًا داخليًا في نفسه، حاول أحدهما أن يتغلبه على الآخر، إلا أن كان قراره الفني بالمزج بينهما، ليشكلا معًا لوحة فنية، تتوق إلى الرسم تارة، وتنحاز إلى الخط العربي تارة أخرى. ولم يغفل الحديث عن قراءته للحركة التشكيلية القطرية، والدور الذي يقدمه مركز سوق واقف للفنون لإثراء هذه الحركة، إلى غيرها من محاور طرحت نفسها على مائدة الحوار التالي: من خلال إقامتك بالدوحة، كيف تقرأ المشهد التشكيلي القطري؟ في الواقع، يبدو هناك حالة من الحراك التشكيلي في دولة قطر، من خلال الفنانين الرائعين الذين يسهمون ببصماتهم في العديد من المعارض الفنية المختلفة، ما يجعل قطر بحق تتنفس فنًا تشكيليًا، من خلال شبابها وروادها في الوقت نفسه. ويأتي هذا نتيجة للدعم والرعاية التي يحظى بها الفنانون التشكيليون، من قبل مختلف الصرح المعنية بالفن التشكيلي في الدولة، وعلى رأسها مركز سوق واقف للفنون، والذي يوفر كافة أشكال الدعم للفنانين التشكيليين. وبنظرة على فعاليات هذا المركز، نجده يقيم العديد من الفعاليات التي تثري المشهد التشكيلي في الدولة، وذلك باحتضانه للعديد من الفعاليات، أو التي يقيمها من وقت لآخر، في مختلف المناسبات، وذلك بفضل تمتع عدد كبير من الفنانين بعضويته، علاوة على المنتسبين إليه. ولا ننسى الدور الذي تقدمه المؤسسة العامة للحي الثقافي" كتارا"، والتي تستضيف خلاله العديد من المعارض الفنية القطرية والعربية والعالمية، علاوة على دور الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، والتي تبدو بصماتها واضحة على المعارض الفنية. تجربة تشكيلية وماذا أكسبتك بطاقة الانتساب إلى مركز سوق واقف للفنون في تنمية موهبتك الفنية؟ مركز سوق واقف للفنون يتميز بالدعم الوافر للفنان، فهو يضم نخبة من فناني العصر كل منهم مميز في فنه. وفي هذا السياق نتوجه بالشكر إلى إدارة مركز سوق واقف للفنون، على دعمها ورعايتها لأصحاب المواهب الفنية، والنخب التشكيلية المختلفة، فهؤلاء لا يولدون إلا بروح التعاون والأخوة، وهي البيئة التي يوفرها المركز بأن جعل الجميع من أعضاء ومنتسبين أسرة فنية واحدة، وذلك على كافة المستويات الفنية. ولذلك، فنحن بالمركز أسرة فنية كبيرة من المهنية والأخوة في الوقت ذاته. وما هي أبرز المعارض التي شاركت فيها، سواء في دولة قطر، أو خارجها؟ وعند أي محطة فنية تتوقف فيها؟ معرض دبي العالمي ومعرض الفنانين العرب بباريس، وعادة لا أتوقف عن مغازلة ريشتي وقلمي، فلوحاتي ليست صامتة، فهي لوحات ذات حروف وأشعار ناطقة. مزج فني تجربتك بمزج الخط الفن التشكيلي جاذبة للعديد من النقاد، فهل تذكر أول أعمالك في هذا السياق؟ نعم كانت في احتفالية الربيع التي نظمها مركز سوق واقف للفنون في العام قبل الماضي، وخلالها تمكنت من إنجاز أول لوحتين دمجت فيهما الخط العربي مع الفن التشكيلي، وكانت لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. *وإجمالًا، هل واجهت ثمة تحد في المزج بين الفن التشكيلي والخط العربي؟ دائمًا ما يراودني المزج بين اللونين، الفن التشكيلي والخط العربي، للدرجة التي وصل معها الأمر إلى حد المبارزة، وأرى أن أحدهما يحاول الفوز بي عن الآخر، إلا أنني حافظت على درجة من التوازن بينهما، فجعلتهما بدرجة عشق الأب لأبنائه، فلا أعمل على تفضيل أحدهما على الآخر، لذلك لا تجد لأفعل التفضيل عندي بينهما سبيلًا. وأتذكر أنه حينما، كان يغازلني الرسم، كان الخط العربي يغازلني بالمثل، حتى أصبح المزج بينهما يطاردني، ويجول على خاطري وتفكيري، وصار شكل من أشكال المبارزة داخلي، ينازعه الرسم تارة، والخط العربي تارة أخرى. إطلالة هل تتذكر بدايتك الفنية؟ الموهبة الفنية بدأت عندي منذ الطفولة، حيث كان التشجيع من قبل أسرتي، وخاصة شيقيقاتي البنات .. فكان لهن نظرتهن الجمالية نحو ما أقوم برسمه، بل وتشجيعي على تنمية هذه الموهبة، حتى أصبحت شغوفاً بهوايتي التي تملكتني، ومن خلالها عشقت الفن، فمنحني بذلك الإبداع عطاء لم ينقطع منذ الطفولة، إلى يومنا. معرض شخصي بالرغم من تعدد وتنوع لوحاتك، لماذا لم تقم بتنظيم معرض شخصي لأعمالك؟ قريباً إن شاء الله سيكون لي معرض شخصي وأقوم حالياً بتجهيزه.