أوضح فضيلة الشيخ د. ثقيل ساير الشمري أن أعظم مهنة عرفتها البشرية هي مهنة التعليم الخالدة، ووظيفة التدريس الماجدة فهي إرث الأنبياء وتركة العلماء. ولفت د. الشمري خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن المعلم يبذل جهودا كثيرة ليس عمله فقط هي هذه الساعات السبع التي يقضيها من أول الدوام إلى آخره، بل إنه يعمل في البيت ويعمل بعد الدوام في تحضير الدروس وفي وضع البرامج وفي متابعة أعمال الطلاب فلابد أن نراعي ذلك في دوامه وانصرافه وحضوره لأن هذا من الأمور التي تجعل مهنة التعليم مهنة جاذبة. وأضاف: لا نريد أن نحبسه داخل المدرسة ولو لم يكن عنده إلا حصة واحدة ولا عمل له، فإن هذا الأسلوب من الأمور التي تنفر المواطنين من الالتحاق بسلك التعليم، لابد أن نراعي هذا الأمر أن تراعيه الجهات المسؤولة، لأنه لا ينبغي أن يضيع وقت المعلم ثم ينشغل بعد الدوام بالأعمال الأخرى، ولا يسند إليه من الأمور التي ليس من عمله. وقال: على المعلم أن يلتزم بما هو موجود في واجبه وحصصه وتعليمه، هكذا ننهض بالتعليم ونجعل مهنة التعليم مهنة جاذبة وخصوصا للمواطنين الذين لا يقبلون عليها لأنهم يشتكون مثل هذه الأعمال التي لا تعود عليهم بالنفع وهم يعملون عملا إضافيا في المساء، وعندهم ارتباطات اجتماعية وأسرية وغير ذلك لابد أن نحفظ ونقدر هذا. فلا يمكن أن نقول أن التعليم أو أن المعلم لا بد أن يفعل كذا وكذا، لابد للمجتمع والدولة والجهات المسؤولة أن تعمل ما يجعل المعلم مقبلا على هذه المهنة وعلى مهنة التدريس هذه المهنة الشريفة الفاضلة التي عرفتها البشرية وهي مهنة الأنبياء والرسل والدعاة والصالحين الذين يبنون الأمم ويشيدونها، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العام الدراسي عاما مباركا على الجميع. وأكد الخطيب أنه بالعلم يحفظ الدين من التطرف والغلو، وبالعلم يحفظ الدين من التمييع والتضييع، وبالعلم يحفظ الدين من الخرافات والأباطيل، وبالعلم تحفظ الأسر من التشتت والانحراف والضياع، وبالعلم يحفظ الوطن من الأفكار المنحرفة والمناهج المضللة. إذن ما أعظم أثر العلم على أهله، والذي يتولى هذه المهنة مهنة التعليم هم المعلمون وهم جديرون بالاحترام والتقدير والتكريم، وأن يعرف لهم فضل علمهم ويشكر لهم عملهم. ووجه الرسالة للمعلمين فقال: أيها المعلم الفاضل قدوتك النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يعلم أصحابه ويعلم المسلمين، وكان رحيما بهم عطوفا لينا، يتعامل معهم بالحكمة، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم هو قدوة المعلمين، فهنيئا لك أيها المعلم الفاضل هذا الطريق الذي سخره الله لك، وهذا العمل الذي ساقه الله إليك، يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله وملائكته وأهل السموات والأراضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في الماء ليصلون على معلم الناس الخير».

شهد مركز رييكا الإسلامي بكرواتيا اليوم محاضرة لفضيلة الشيخ الدكتور ثقيل بن ساير الشمري، نائب رئيس محكمة التمييز حضرها ما يزيد عن 30 من رؤساء ومفتين وعلماء ودعاة وممثلين للجمعيات والمنظمات الخيرية الإسلامية من أربع دول بلقانية هي: (كرواتيا وسلوفينيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا). وفي المحاضرة التي نظمت ضمن فعاليات مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم ـ التي اختتمت في وقت سابق من هذا اليوم ـ أعرب فضيلة الشيخ الدكتور الشمري عن سروره بحضور هذه الفعاليات واللقاء بإخوانه من المسلمين من دول منطقة البلقان. وحث فضيلته المشايخ والعلماء والدعاة على التمسك بالقرآن والتحلي بأخلاقه أسوة بالمصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ "الذي كان خلقه القرآن".. وقال: "علينا التمسك بهذا الكتاب الرباني والتقيد بأحكامه، وأن نكون على كلمة سواء". كما نصح فضيلته الدعاة والمرشدين والخطباء بالتحلي بالحكمة والصبر والالتزام بآداب الإسلام في الاختلاف سواء الفكري أو المذهبي "لأن ما يجمعنا كمسلمين أكبر وأعظم". وتابع: "كثير من المسلمين قد تختلف ظروفهم من بلد إلى آخر وبالتالي تختلف الرؤى والأفكار، لكن ينبغي لنا التعايش ونشر قيم المحبة والأخوة التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف". وشدد فضيلة الشيخ الدكتور ثقيل الشمري على أهمية التزام الأقليات المسلمة في البلدان الأوربية بالأنظمة والقوانين في بلدانهم، والاخلاص في أعمالهم خدمة لوطنهم والتعاون مع مختلف شرائح وفئات المجتمع "لأنكم تشتركون في وطن واحد وتنعمون في ظله بالأمان والاستقرار".