رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات alsharq
رامي مخلوف يتحدّى بشار الأسد ويحرجه أمام أنصاره

ربّما لم يجد رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، مخرجًا من أزماته مع النظام، والتي بلغت ذروتها، إلّا عبر إحراجه؛ وذلك بعد أن كان في وقت مضى، الذراع الاقتصادي له، والداعم الرئيسي والمموّل الأول لصفقات شراء الأسلحة، التي استخدمت في الفتك والبطش بالشعب السوري، في حرب اِرتَكب فيها نظام الأسد انتهاكات، لم يرمثلها العالم قط. وبعد أنْ اختلف الحليفان، بسبب استيلاء النظام على شركات مخلوف ومن بينها عملاق الاتصالات سيرياتيل نشبت بينهما حرب إعلامية، شهدت تبادلًا للاتّهامات، وكشفت حجم الخلاف بينهما، فلجأ مخلوف إلى الإمعان في توريط نظام الأسد الذي كان أحد داعميه يومًا، وذلك بعد أن أعلن عن تقديم مساعدات بمبلغ 7 مليارات ليرة سورية للمتضررين من الحرائق!! قالوا قديمًا: فاقد الشيء لا يعطيه، ولعلّ هذا المثل العربي، يتّسق مع ما قام به مخلوف، فعلى الرغم من أنّ الأسد وضع يده على شركة الاتصالات سيرياتيل وعيَّن حارسًا قضائيًّا عليها، غير أنّ مخلوف طلب من الحارس القضائي الذي عيّنه النظام السوري، بتقديم مبلغ 7 مليارات ليرة سورية لصالح المتضررين من الحرائق، كون الأموال المذكورة، حسب زعمه، هي جزء من أرباح تلك الشركة. وقرن مخلوف تقديم تلك الأموال –التي لا يملكها- للذين أضرّت بهم الحرائق، بالدعوة إلى اجتماع هيئة عامة فورية، أو انتخاب مجلس إدارة جديد، في الشركة التي صارت في قبضة النظام، كما حمّل مخلوف الحارس القضائي المعيّن من قبل النظام، كامل المسؤوليّة، في حال التأخير عن عقد الاجتماع، وعدم توزيع المبالغ إلى المتضررين. وجاءت رسالته، عقب زيارة بشار الأسد إلى المناطق التي تعرضت للحرائق في الساحل السوري، بعد انتقادات بعجز نظامه عن صد الحرائق التي التهمت كل ما في طريقها، ويبدو أنّ مخلوف -كما يرى البعض- يحاول أن يحرج النظام أمام مواليه، لا سيّما وأنّه كان قد تعرض لاتهامات شديدة، والعجزعن إخماد الحرائق المتكررة، وتقصير الحلفاء بتقديم المساعدة. ويشار إلى أنّ الأسد، سعى في الحرب الإعلامية مع مخلوف، إلى إبعاده عن أنصاره، عن طريق تحييده عن أيّ دورعلى الساحة السورية، فوضع يده على مؤسسته الخيرية التي تحمل اسم البستان ثم استبدلها بمؤسسة أخرى، وبإشراف الأسد مباشرة، وحملت اسم العرين. وكان النظام السوري قد حجز على أملاك رامي مخلوف المنقولة وغير المنقولة، وذلك في ما وصفته مصادر محلية بأنّه انقلاب من بشار الأسد على ابن خالته، الذي ظلّ يحتكر الاقتصاد السوري لسنوات طويلة. بين مساعدات قدّمتها مؤسسة الأسد الخيرية العرين وصفتها مصادر محلية بالمحدودة وغير كافية، وبين مساعدات مخلوف ومعوناته التي عاجَل بها الأولى.. وضع مخلوف أنصار النظام، في خيار بينه وبين الأسد، في إطار الحرب الإعلامية، التي تفجّرت بداياتها في نهاية العام الفائت. ويرى البعض أنّ الخاسر الوحيد والضحية من حرب الحليفين السابقين، هو الشعب السوري، الذي شهد تدمير البلاد والاقتصاد على يد الأسد وحليفه السابق مخلوف.

4106

| 13 أكتوبر 2020

تقارير وحوارات alsharq
رامي مخلوف وبشار الأسد.. صراع المال وحرب النفوذ وانهيار العائلة

أعلن رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، وأحد الأعمدة الاقتصادية لنظام بشار الأسد منذ عقود فضلا عن كونه ابن خاله، بصفحته على الفيسبوك يوم الثلاثاء الماضي أنّ السلطات السورية التي تطالبه بدفع مستحقّات مترتّبة على إحدى شركاته، ألقت الحجز على أمواله وأموال زوجته وأولاده وأمرت بمنعه من التعاقد مع أي جهة حكومية لمدة خمس سنوات. ويخوض مخلوف رئيس سيريتل، أكبر شركة اتّصالات في سوريا، صراعاً مع السلطات التي تطالبه بدفع 185 مليون دولار مستحقّة للهيئة الناظمة للاتصالات والبريد على شركته، والتي وصفها بغير المبررة والظالمة. ومخلوف الذي وصف نفسه في أحد الأشرطة التي نشرها بصفحته على فيسبوك، الداعم الأول للنظام والهيئات الحكومية السورية، يتعرض لضغوطات كثيرة، ما أدى إلى تضارب الآراء حول سبب تحول العلاقة بينه وبين النظام السوري. من هو رامي مخلوف؟ يقول تقرير لـ بي بي سي أن رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري بشار الأسد والذي كان يسيطر على 60 % من الاقتصاد السوري قبل 2011، اتهمته المعارضة السورية بتمويل المسيرات المؤيدة للرئيس السوري عام 2011، وهذا ما أكده مخلوف في رسالته الأخيرة على الفيسبوك الموجهة للرئيس بشار الأسد إذ قال في أول الحرب عندما وجدت نفسي عبئا عليك، تنازلت عن كل أعمالي لصالح الأعمال الإنسانية. مخلوف الذي يعتبر أقوى شخصية اقتصادية في سوريا، جاء في تقرير وزارة الخزانة الأمريكية لعام 2010، أنه يستخدم مسؤولي المخابرات لترويع خصومه من رجال الأعمال الآخرين داخل سوريا، معتمدا على عدة وقائع، من بينها رفع الحصانة عن النائب رياض سيف وسجنه لمدة سبع سنوات لمجرد أنه تجرأ وسأل عن مخالفات شركته سيرياتيل. ويمتلك مخلوف إمبراطورية أعمال ضخمة تشمل الاتصالات والعقارات والمقاولات وتجارة النفط، وكان يُعتبر وعلى نطاق واسع جزءا من الدائرة المقربة للأسد، واعتبرته وزارة الخزانة الأمريكية في تقريرها واجهة لثروة عائلة الأسد. ويخضع الملياردير لعقوبات أمريكية منذ عام 2008 على خلفية ما تصفه واشنطن بالفساد العام، وتشدد الولايات المتحدة منذ ذلك الحين الإجراءات ضد كبار رجال الأعمال المقربين منه، كما يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على مخلوف منذ بدء الصراع السوري في 2011، متهما إياه بتمويل بشار الأسد. بداية الأزمة مع النظام بعد أن هدّدت الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإرغام سيريتل على تسديد المبالغ المترتبة عليها للاحتفاظ برخصتها التشغيلية، قال الملياردير في منشور على صفحته في موقع فيسبوك ، إنّ الهيئة ألقت الحجز على أموالي وأموال زوجتي وأولادي مع العلم أن المشكل مع الشركة وليس معي شخصياً. وأضاف إنّه تلقّى أيضاً إخطاراً من الحكومة قضى بحرمانه من التعاقد مع الجهات العامة لمدة خمس سنوات، وجدّد مخلوف في منشوره اتّهام السلطات بالسعي لإقصائه من إدارة (سيريتل) بالطلب إلى المحكمة لتعيين حارس قضائي يدير الشركة. ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، فقد اعتقلت السلطات منذ أبريل نحو 40 موظفا في سيريتل و19 موظفا في البستان. ويخوض مخلوف صراعا مع الحكومة منذ أن وضعت في صيف 2019 يدها على جمعية البستان التي يرأسها والتي شكلت الواجهة الإنسانية لأعماله خلال سنوات النزاع، كما حلّت المجموعات المسلحة المرتبطة بها. هذا وقد أصدرت الحكومة في ديسمبر سلسلة قرارات بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لعدد من كبار رجال الأعمال، بينهم مخلوف وزوجته وشركاته، واتُّهم هؤلاء بالتهرّب الضريبي والحصول على أرباح غير قانونية خلال الحرب المستمرة منذ 2011. صراع عائلي أم مؤامرة أكد الملياردير السوري في الشريط المصور المنشور على صفحته بالفيسبوك أن الشروط المفروضة على شركته تتم لخدمة أشخاص معينين (لم يسمهم) وأن تلك الشروط تتم بأسلوب التهديد والترهيب. غير أن الشائعات حول توتر العلاقات بين مخلوف الذي يعتبر أحد أعمدة النظام السوري، منذ وصول الأسد إلى السلطة في عام 2000، خلفا لوالده الراحل حافظ الأسد، وبين بشار الأسد تنتشر في الأشهر الأخيرة على خلفية حملة يخوضها الرئيس السوري لمكافحة الكسب غير المشروع ودعم المال العام. في رواية أخرى للأحدث نقلت الجزيرة.نت عن موقع ميدل إيست آي الإلكتروني البريطاني إن رامي مخلوف لا يزال مقيما في سوريا رغم انتقاده العلني للرئيس بشار الأسد، الأمر الذي أثار تساؤلات عن سبب الانتقادات، وأضافت أن مصدر ميدل إيست آي يعتقد أن مخلوف قد يكون جزءا من مؤامرة تم فيها استخدامه إما من قبل أحد حلفاء دمشق لزيادة الضغط المسلط على الحكومة لقبول تسوية سياسية لإنهاء الحرب في البلاد، أو من قبل دمشق للتصدي لهذا الضغط. وقلل المصدر من أهمية التلميحات التي تشير إلى أن الخلاف بين الأسد ومخلوف يكشف عن انقسامات أعمق داخل العائلة الحاكمة في سوريا، وقال إن الحكومة السورية لا تسمح لك بأن تكون أقوى منها، ومخلوف لا يملك غير المال، وهناك أناس آخرون مثله يملكون ثروات في سوريا، مضيفا أن مخلوف لا يشغل منصبا في الجيش ولا يحظى بشعبية لدى الناس، بينما يعد الجيش والاستخبارات من أهم وأقوى المؤسسات في سوريا.

2482

| 21 مايو 2020