تتواصل المواجهات بين الجيشين الروسي والأوكراني مع دخول الحرب أسبوعها الثاني، في ظل تمسك موسكو وكييف بموقفهما وسط ارتفاع عدد الضحايا من الجانبين، فيما يكتنف الغموض سر توقف رتل عسكري روسي ضخم طوله عشرات الكيلومترات منذ أيام على طريق سريع شمالي العاصمة كييف، على مقربة من وسط المدينة، فيما لا يزال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف، ويظهر بانتظام في مقاطع مصورة لطمأنة شعبه والمجتمع الدولي، وقال في رسالته الأخيرة إن الخطوط الأوكرانية صامدة. وذكرت وسائل إعلام محلية أن 4 انفجارات على الأقل هزت كييف خلال أقل من ساعة أمس الخميس، فيما وقع انفجار آخر قرب محطة القطارات المركزية، نجم عن حطام صاروخ روسي أسقطته الدفاعات الأوكرانية. * لغز القافلة الروسية ومنذ أيام تقف قافلة عسكرية روسية يبلغ طولها عشرات الكيلومترات على طريق سريع شمالي العاصمة كييف، على بعد نحو 30 كيلومترا من وسط المدينة. وأثار لغز توقفها حيرة المراقبين والخبراء وعلى وجه الخصوص الدول الغربية. وأرجعت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث للاستخبارات تأخر القافلة العسكرية بسبب المقاومة الأوكرانية الباسلة والأعطال الميكانيكية والزحام، فيما قال محللون عسكريون لرويترز، إن تقدم روسيا شكل إخفاقا تكتيكيا، إذ تقتصر التشكيلات العسكرية المنظمة إلى حد ما على الطرق الرئيسية مع تحويل ذوبان الجليد في الربيع أراضي أوكرانيا لوحل. ويقول مايكل كوفمان وهو خبير في شؤون الجيش الروسي في مركز ويلسون بواشنطن، إن في كل يوم تقبع فيه القوات الرئيسية المخصصة للهجوم عالقة على طريق سريع شمالي كييف تتدهور أوضاعها. وقال في تغريدة كلما طالت مدة تأهب القوات الروسية للقتال تقل جاهزيتها الفعلية له ويتراجع الأداء. من كل الجوانب بدءا من حالة الإطارات وتوافر الإمدادات وصولا للمعنويات. واعتبرت صحيفة لوتان، توقف القافلة الروسية، أحد أكثر ألغاز معركة كييف غموضا حتى الآن، وقالت إنه أمر مثير للرعب، كيف لا والأمر يتعلق بقافلة من المدرعات والمعدات الروسية يبلغ طولها عشرات الكيلومترات متوقفة منذ عدة أيام بالقرب من العاصمة الأوكرانية، وتساءلت الصحيفة: هل تواجه مشاكل لوجستية؟ أم هل هي علامة على هجوم فاشل؟ وقال يكلاس ماسور الباحث في مركز الدراسات الأمنية بالمعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، في حديث للصحيفة السويسرية، علينا أولا أن نبحث عن الأسباب في أمور معهودة مثل الاختناقات المرورية الضخمة أو المركبات المعطلة وما إلى ذلك، ولكن ربما يكون ذلك تكتيكا تتبعه القوات الروسية للتمكن من إبقاء هذه القوات تحت مظلة دفاعاتها الجوية، لحمايتها من هجمات الطائرات المسيرة أو الضربات الصاروخية الأوكرانية وأضاف الباحث ماسور، أن القوات الروسية حاولت خلال الأيام الأولى للهجوم التحرك بأسرع ما يمكن للاستيلاء على النقاط الرئيسية، مثل تقاطعات المحاور الرئيسية والبلدات الصغيرة والجسور، وهذا هو سبب انتهاج سياسة التحرك في وحدات صغيرة. لكنه أكد أن تلك المرحلة قد تجاوزتها الأحداث، ودخل الروس في مرحلة مختلفة، حسب تعبيره. واشار الى وجود تقارير جديرة بالثقة تتحدث عن مشاكل لوجستية كبيرة، فضلا عن مشاكل في التنسيق بين الوحدات وعناصر القوات. ومن جهتها، قالت صحيفة لوفيغارو، إن تقدم الجيش الروسي توقف تقريبا بعد أسبوع من بدء الحرب بسبب المقاومة الأوكرانية الشرسة، وأيضا بسبب أخطائه الإستراتيجية وعيوبه اللوجيستية التي أصبحت تمثل كابوسا حقيقيا. وتحدثت الصحيفة الفرنسية عن المركبات المدرعة المهجورة بسبب نقص الوقود، والجنود الذين نهبوا المحلات التجارية، وطوابير الآليات العسكرية التي تنتظر التزود بالوقود. ونقلت لوفيغارو عن ضابط فرنسي قوله، إن هذا الأمر مثير للدهشة بالنسبة لجيش روسي شديد الاعتماد على الآليات، لأن من يريد كسب الحرب يجب أن يضمن العدد الكافي من الذخيرة والبنزين اللازم للتقدم، إضافة إلى حصص الإعاشة لإطعام الجنود على الجبهة وقال الضابط أيضا، إن التخطيط لمناورة واسعة النطاق مثل غزو أوكرانيا، يعني أن تكون قادرا على الصمود لوجيستيا، حتى إن وجود الإمدادات والمستشفيات الميدانية يجب الانتباه له بوصفه شرطا مسبقا للهجوم. وأرجأت الصحيفة أسباب توقف الرتل العسكري الذي يستعد لفرض حصار على كييف إلى أخطاء استراتيجية ولوجيستية. *معارك متفرقة وتدور معارك عنيفة في محاور متفرقة من أوكرانيا، لاسيما في العاصمة كييف وخاركيف وخيرسون أكبر المدن الأوكرانية جنوب البلاد وتقع عند مصب نهر دنيبر في البحر الأسود. وخلال اليومين الأخيرين كثفت القوات الروسية قصفها على مدينة خاركيف التي يقطنها 1.5 مليون نسمة، وأعلنت أمس مصادر اعلامية في اوكرانيا مقتل 8 أشخاص، بينهم طفلان، في هجوم روسي على مبنى سكني بمدينة إيزيوم في خاركيف. وحاصر قصف عنيف على مدينة ماريوبول الساحلية شرقي أوكرانيا، نحو 400 ألف مدني وانقطعت إمدادات الكهرباء والماء بالمدينة بالاضافة الى نقص حاد في المؤن. وقال عمدة ماريوبول لوكالة الأنباء الأوكرانية، إن روسيا تقوم بإبادة جماعية في المدينة وتقصف المشافي ورياض الأطفال. وقال مسؤولون إنهم عجزوا عن إجلاء المصابين، فيما وصف مجلس المدينة الوضع بـحصار ليننجراد في الحرب العالمية الثانية. كما قال مجلس ماريوبول إن القوات الروسية تدمر الجسور والسكك الحديد، لعرقلة عمليات الإجلاء والإمداد، وتعيق إمدادات المياه والكهرباء في المدينة. واستهدفت غارة روسية امس، مدرستين ومنازل في مدينة تشيرنيهيف شمالي البلاد، ما أسفر عن مقتل 9 قتلى بحسب ما نقلته رويترز عن عمدة المدينة، فيما أكدت خدمات الطوارئ الأوكرانية لاحقا، مقتل 22 شخصا على الأقل في الغارات الروسية على منطقة تشيرنيهيف. ونقلت فوكس نيوز عن مسؤولين أميركيين، أن سفنا حربية روسية عدة تتجه من شبه جزيرة القرم إلى مدينة أوديسا الواقعة على ساحل البحر الأسود، وثالث اكبر المدن الاوكرانية بعد كييف وخاركوف، وقد تتعرض المدينة لهجوم برمائي روسي. وبدورها، أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية أمس، ان القوات الروسية تخطط لاقتحام كييف وشن هجوم بحري للاستيلاء على أوديسا. وقال مستشار الرئيس الأوكراني، ان الحرب دمرت المراكز التاريخية في المدن الرئيسة بالبلاد بشكل كامل. اقـــرأ أيــضــاً: أمريكا تصنف أوكرانيا في وضع الحماية المؤقت.. فما هي مميزاته وكم دولة ضمن القائمة؟ روسيا تقصف أكبر محطة نووية بأوروبا.. وكارثة تشرنوبل كادت أن تتكرر وأعلنت القوات المشتركة الأوكرانية، عن إسقاط طائرة روسية من طراز سوخوي 34 في منطقة فولنوفاخا، وطائرة أخرى من طراز سوخوي 30 في منطقة إربين شمال غربي كييف. قالت وزارة الدفاع الروسية، ان قواتها دمرت 49 طائرة أوكرانية على الأرض و13 في الجو، كما دمرنا 1612 منشأة عسكرية أوكرانية، و39 منظومة دفاع جوي، و52 رادارا و606 دبابات، و67 راجمة صواريخ، و227 مدفعية. كما اعترفت موسكو بمقتل ما يقارب 500 من جنودها، منذ بدء الحرب، لكن أوكرانيا تقول إنها قتلت نحو تسعة آلاف منهم، وسط تضارب في بيانات السيطرة والخسائر بين الطرفين.

قتل 34 مدنيا على الأقل في قصف جوي روسي استهدف عبارات كانت تقلهم نحو الضفة الشرقية لنهر الفرات قرب مدينة دير الزور في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكان المرصد السوري أفاد في وقت سابق عن مقتل 21 مدنيا في غارات روسية متفرقة استهدفتهم أثناء عبورهم من بلدة البوليل جنوب غرب مدينة دير الزور باتجاه الضفاف الشرقية للفرات. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن "ارتفاع الحصيلة إلى 34 يعود إلى وفاة مصابين متأثرين بجروحهم والعثور على جثث في النهر"، مشيرا إلى وجود "عشرات الجرحى".

أصدر جون برينان مديرالمخابرات المركزية الأمريكية (سي.أي.ايه) المنتهية ولايته انتقادا لاذعا اليوم الأحد للرئيس المنتخب دونالد ترامب في الأسبوع الذي سيتولى فيه الرئاسة وحذره من إعفاء روسيا من تبعات أعمالها في الفترة الأخيرة وأن يتوخى الحذر فيما يقول. وقال برينان لبرنامج فوكس نيوز صنداي: "التلقائية ليست أمرا يحمي المصالح الأمنية الوطنية لذلك عندما يتحدث أو يتخذ رد فعل يتعين عليه أن يتأكد من فهمه أن التداعيات والآثار على الولايات المتحدة قد تكون وخيمة". وأضاف: "المسألة أكبر من مجرد ما يتعلق بالسيد ترامب، بل تتعلق بالولايات المتحدة الأمريكية".

نجت فتاة روسية بأعجوبة من تحطم الطائرة المدنية الروسية في سيناء، اليوم السبت. وقالت الفتاة – في اتصال لقناة "زفيزدا" الروسية - إنها كانت ضمن ركاب الطائرة المنكوبة، إلا أنها غيرت رأيها بدلاً من التوجه لـ"سانت بطرسبورج" قررت التوجه لموسكو. وأوضحت الفتاة أنها متواجدة حالياً في مطار شرم الشيخ بمصر، حيث تم تأجيل الطائرة المتوجهة إلى موسكو بسبب الوضع، مشيرة إلى أنها غيرت رأيها في اللحظة الأخيرة.