في أمسية اختلط فيها الشعر بالنقد، نظم صالون الجسرة الثقافي بنادي الجسرة الثقافي الاجتماعي أمسية شعرية للشاعر المصري سعيد أبو العزايم، وقام بتقديم القراءة النقدية له الخبير الاعلامي الأستاذ خالد الأصور ، فيما أدارت الأمسية الشاعرة حنان بديع، منسقة الصالون. وخلال الأمسية قرأ أبوالعزايم قصائد من ديوان شعره التاسع وهو الديوان الذي يقع في 136 صفحة من القطع المتوسط. وتضمن 80 قصيدة متنوعة من الشعر العمودي، وشعر التفعيلة. وتنوعت قصائد الديوان بين الشعر السياسي والاجتماعي والعاطفي، ودار حول محورين رئيسين الأول حول: المرأة أُمًّا وأختًا وبنتًا وحبيبة ورفيقة درب، والآخر، حول : مصر وحبها والانتماء إليها. وقرأ الشاعر سعيد أبوالعزايم العديد من قصائد الديوان، والتي نالت تفاعلا من قبل الحضور، غير أن القراءة النقدية للديوان، والتي قدمها الأستاذ خالد الأصور كانت على خلاف ذلك، عندما قام بإبداء بعض الملاحظات عليها منها ما هو شكلي، ومنها ما هو موضوعي. وفسر ذلك بأن "عناوين قصائد الشاعر حول مصر ، المتيم بها حبا وعشقا ، وكلنا هذا الرجل ، أخرجتني بعض عناوين القصائد عنوة من التحليق في أجواء الحالة الشعرية إلى ضجيج الحالة الصحفية ، فجاءت هذه العناوين أقرب إلى اللغة الصحفية منها إلى لغة الشعر، لخلو بعض أبياتها من موسيقى الشعر ". غير أن الأصور قال إن "الشاعر نجح في بعض القصائد في ترويض الوقائع الجافة عبر تناوله لأحداث مصر بعد ثورة يناير بلغة شاعرة، إلا أن بعضها الآخر اتسمت مفرداتُها بالمباشرة ، فضلا عن خلوها أو على الأقل ضعف الذائقة الشعرية فيها". كما رأى أن في بعض قصائد الديوان ثمة خلل موسيقي ، "إما أن مصدره القصيدة أو أن مصدَره أذناي ، فقد شعرت بأن الوزن مكسور في بعض الأبيات ، ولم أستسغها"، على حد قوله. كما أعتبر أن هناك بعض الهنّات اللغوية. داعيا الشاعر إلى مزيد من التدقيق اللغوي لمجموعته، التي وصفها رغم كل ما سبق بأنها "تستحق القراءة ، وتستحق أن نستكشف مغزاها، وأن نستخرج كنوزها". لافتا الى أن عنوان الديوان "يحمل قدراً من الإيهام والغموض حول مسار نصوص المجموعة ودلالاتها ، وربما يهدف شاعرنا من ذلك إلى بعض الإغراء والتشويق للمتلقي الواعي". وقال إن "الشاعر سعيد أبو العزائم ينتمي إلى مدرسة الشعر العمودي وشعر الوجدانيات، وله كذلك كتابات بشعر التفعيلة ، وأنه مع هذه الوجدانيات لا يسبح في غير ماء ، ولا يطير بغير جناح، ولا يحلق في الخيال بعيدا عن الواقع، بل هو ملتصق بواقعه ، فلم يبعده عالمه الشعري عن واقع الحياة ، فهو منغمس فيها، بنصوصه الشعرية حول ما يمر بنا من أحداث".